Skip to main content

Full text of "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"

See other formats




بالج 


ا 
للىلامة الشخ عَلن ساطان د الاق التوؤّسْة01هم 


ع سشكاء لصا 


عَامالعلاس وہ ربک الط لتر زي التو سنة ۸۷٤‏ 
به 7 
الشح کان 
لے : 


وضبعنا متن الاه ف على نداب روضها اسف لمران ردام 
امفاجع؟ و اناي اال تہ لاد یع كارة اکال اما العال» 
وفوا مرا للها لاو سا لبرري 


الجعزء الررايعم 
يموي على الحتبالثَالية 
فتاكت د كاو ال ےه 


1 س 
لد 


لنش ركت اة وَلحمَاعَة 


دارالكنب العلمية 


بسيرويت _ ليل ان 























كد 


Copyright © 
All rights reserved 
Tous droits réservés 





جميع حقوق الملكية الادبية والفنية محفوظة 

لدأ الكتب العامية بيروت لبنان 

ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أوإعادة 

تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على 

أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو 

برمجته على اسطوانات ضوئية إلا بموافقة 
الناشر خطيا. 


Exclusive Rights by 
Dar Al-Kotob Al-ilmiyah Beirut - Lebanon 


No part of this publication may be 
translated, reproduced, distributed in any 
form or by any means, or stored in a data 
base or retrieval system, without the 
prior written permission of the publisher. 


Droits Exclusifs ù 
Dar Al-Kotob Al-ilmiyah Bêyrouth - Liban 


Il est interdit ã toute personne individuelle 
ou morale d'éditer, de traduire, de 
photocopier, d’enregistrer sur cassette, 
disquette, C.D, ordinateur toute 
production écrite, entière ou partielle, 
sans Pautorisation signée de Péditeur. 


الطبعة الأولى 


۲ ھ۰۰۱ م 








حار الكت العلمية 
بيروت ‏ لبنان 
رمل الظريض؛ شارع البحتري؛ بناية ملكارت 
هاتف وفاكس : ۳۹۹۱۳۴١ _ ۳۹٤۳۹۸‏ ۔ ۳۷۸۰٤۲‏ (۱ لكة) 
صندوق بريد : ١١١94475‏ بيروت. لبنان 


Dar AI-Kotob Al-ilmiyah 
Beirut - Lebanon 
Ramel Al-Zarif, Bohtory St., Melkart Bldg,., Ist Floor 
Tel. & Fax :00 (961 |) 37.85.42 - 36.61.35 - 36.43.98 
PO.Box : ١١ - 9424 Beirut - Lebanon 


Dar AI-Kotob Al-ilmiyah 
Beyrouth - Liban 
Rame! Al-Zarif, Rue Bohtory, Imm. Melkart, 1ére Etage 
Tel. & Fax :00 (96| 1) 37.85.42 - 36.61.35 - 36.43.98 
B.P: |i - 9424 Beyrouth - Liban 

















بسم الله الرحمن الرحيم 
كتاب الجنائز 


(0 باب عيادة المريض وثواب المرض 
الفصل الأول 


وفك - (1) عن أبي موسىء قال: قال رسول الله هة : «أطعموا الجائعٌ» وعُودوا ٠‏ 
المريض» رگا العاني» . رواه البخاري. 1 
)١( ۴٤‏ وعن أبي هريرة» قال + قال سول الله 2 لاحن المسلم على المسلم / 


(كتاب الجنائز) 


ا ا عن لاا د 8 


(باب ا المريض) 


[أي وجوباً وثواباً (وثواب المرض]. 


(الفصل الأوّل) 

۳ _ (عن أبي موسى قال: قال رسول الله يكةِ: أطعموا الجائع) أي المضطر ١‏ 

والمسكين والفقير (وعودوا المريض) أمر من العيادة (وفكوا العانى) أي الأسير وكل من ذل ١‏ 

واستكان وخضع فقد عنى كذا في النهاية. وقيل: أي أعتقوا الأسير أي الرقيق. وقال ابن 

الملك: أي خلصوا الأسير من يد العدرّء وهذه الأوامر للوجوب على الكفاية فإذا امتثل بعض 
سقط عن الباقين. (رواه البخاري) قال ميرك : والنسائي. 


٠٤‏ - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كلهخ: حق المسلم على المسلمء 


الحديث رقم ٠١۲۳‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ١٠١/٠١‏ حديث رقم 0144. والدارمي 44/۲ 1 
حديث رقم 5 وأحمد في المسند 4/4" 

الحديث رقم ٠١٠١١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .۱٠١‏ حديث رقم .٠۲٤١‏ ومسلم في صحيحه /٤‏ 0 
4 حديث رقم .)۲۱٣۲  ٤(‏ وأبو داود ۲۸۸/٥‏ حديث رقم 50٠‏ وابن ماجه 45١/١‏ 
حديث رقم 0 1١‏ 


jv 
6 


3 
7 
1 


RIN ليد ب )وار الت اي‎ EON يك واج “ل‎ J ANZ لب ركسي لق جا جر‎ : TS RG ES FR RR SS TED 


: كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


خمسٌ: رذ السلام» وعيادةٌ المريض» واتباعٌ الجنائزء وإجابة الدَّعوَّةَء وتَشْمِيتٌ العاطس». 


E NE‏ قال: قال رسول الله ا : «حقٌ المسلم على المسلم ستٌ». 
قيلَ: ماهُّنّ يا رسول الله؟ قال: (إذا يته فسلّم عليهء وإذا دعاك فَأَجِبْهُء وإذا استنصحَكَ 


فانصخ له وإذا عطس فحَمِدٌ الله فشمَتْهء وإذا مرض فَعْذَهُء 


خمس) أي خصال كلهن فروض كفاية (رد السلام) أي جوابه وأما السلام فسنةٌ وهو سنةٌ أفضل 


من الفرض» لما فيه من التواضع والتسبب» لأداء الواجب. (وعيادة المريض واتباع الجنائز) 
ويستثنى لدع ل ع ا للضيافة إذا لم يكن فيه معصيةٌ 
(وتشميت العاطس) بالشين المعجمة ويروى بالمهملة أي جوابه بير حمك الله إذا قال الحمد لله» 
في النهاية التشميت بالشين والسين الدعاء للعاطس بالخير والبركة» والمعجمة أعلاهما واشتقاقه 
من الشوامت وهي القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله وقيل: معناه أبعدك الله عن 
الشماتة بك في شرح السنة هذه كلها في حق الإسلام» يستوي فيها جميع المسلمين برهم 
وفاجرهم غير أن يخص البر بالبشاشة والمساءلة» والمصافحة دون الفاجر المظهر لفجوره. قال 
المظهر: إذا دعا المسلمٌ المسلم إلى الضيافة» والمعاونة يجب عليه طاعته إذا لم يكن ثمة ما 
يتضرر به في دينه من الملاهي» ومفارش الحرير ورد السلام واتباع الجنائز فرض على الكفاية 
وأما تشميت العاطس» إذا حمد الله وعيادة المريض فسنة إذا كان له متعهدء وإلا فواجب 
ويجوز أن يعطف السنة على الواجب ون خله القرحة كرا اله فم روطان a‏ لوال 
ذكره الطيبي. وفيه أنه ليس في هذا الحديث قرينة صارفة عن الوجوب. (متفق عليه) . 


606 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله كَلِهْ: حق المسلم على المسلم 
ست) أي خصال (قيل: ما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه) أي ابتداء وجواباً (وإذا 
دعاك) أي للإعانة والدعوة (فأجبه وإذا استنصحك) أي طلب منك النصيحة (فانصح له) 
والنصيحة ارادة الخير للمنصوح له» وقال الراغب: النصح تحري فعل» أو قول فيه اصلاح 
صاحبه (وإذا عطس) بفتح الطاء ويكسر (فحمد الله) أي على نعمته لأن العطاس حيث لا 
عارض من زكاة» ونحوه إنما ينشأ عن خفة البدن» وخلوه عن الأخلاط المثقلة له عن الطاعة 
بخلاف التثاؤب» فإنه إنما ينشأ عن ضد ذلك ولذا قال َة «إن الله يحب العطاس ويكره 
التثاؤب» (فشمته) أي قل له يرحمك الله (وإذا مرض فعده) ولو مرة وما اشتهر في مكة أن بعض 
الأيام لا يعاد المريض فيهاء فلا أصل له بل يبطله ما ورد في تفسير قوله تعالى: «فإذا قضيت 
الصلاة ة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله 4 [الجمعة  .]٠٠‏ إن المراد به العيادة 


)١(‏ فى المخطوطة «منها». 
الحديث رقم ۱٠۲١‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۱۷۰۵/٤‏ حديث رقم (5 - .)5١57‏ والنسائي 57/4 
ف لد ٠‏ وابن ٠‏ ماجه ما دن فاك للك 


امد يتاي EERIE 2 E E‏ ل ا 


ل جل :و عد ن ر ووو مسحي د صوص د دم مرو ا ا جرس م جوم سس :موس د جر يوسب مسيم ممصو 
لدي EN A a oe IN ogee N‏ لا OREN‏ لا AR‏ ارم م ا ERN RN GRI CAN ERN ILAN SEREN RRS e‏ 


كتاب الجنائز/ بات رو وكات لمرو 8ه /, 


وإذا مات فاتبغه» . رواه مسلم. 


1۲ - (4) وعن البراءِ بنِ عازب» قال : أمرّنا النبي اة بسبع ء وتهانا عن سبع» أمرّنا : 
بعيادة المريض» وانّباع الجنائزء وتشميتٍ العاطس» ورد السلام» وإجابةٍ الداعيء وإبرار 
المقسم» ونصر المظلوم . ونهانا : عنْ خاتم الذهبِء وعن الحرير» وَالاسْتَبِرَقِء والدّيباج» 


ونحوها وزعم أن السبت لا يعاد فيه مما أدخله يهودي على المسلمين لأنه كان يطب ملكا فأمره 
بالمجيء إليه يوم سبته فخشي عليه من قطعه. فقال له إن دخول الطبيب على المريض يوم 
السبت» لا يصلح قال ابن حجر: وقول بعض أصحابنا تستحب في الشتاء ليلا وفي الصيف 
نهاراً غريب . اه. ويمكن أن يوجه بأن المقصود من العيادة حصول التسلي والاشتغال 
بالأصحاب والأحباب حالة التخلي» فإن لقاء الخليل شفاء العليل» مع ما فيه من التوجه إلى 
الجناب العلى والتضرع بالدعاء الجلي» والخفي ولما كان ليل الشتاء ونهار الصيف طويلا 
ناسب أن يشغلوه''' عما فيه من الألم ويخففوا عنه حمل السقم» بالحضور بين يديه والتأنس 
بالكلام والدعاء والتنفيس لديه وهذا أمر مشاهد من ابتلى به لا يخفى عليه. (وإذا مات فاتبعه) 
أي جنازته للصلاة عليه وللدفن أكمل قال السيد: هذا الحديث لا يناقض الأول فى العددء فإن 
هذا زائد والزيادة مقبولة» والظاهر أن الخمس مقدم في الصدور ومن قال لفلان علي خمسة 
دراهم أو كانت ستة كان صادقاً ولو قال مرة أخرى لفلان عليّ ستة دراهم كان أيضاً صادقاً 
والأمر للتسليم» والعيادة للندب والاستحباب» ولام فانصح له زائدة ولو لم يحمد الله لم 
يستحب التشميت ولذلك قال فحمد الله فشمته كذا قاله في الأزهار. (رواه مسلم) . 


57 (وعن البراء بن عازب قال: أمرنا النبي ييه بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة 
المريض» واتباع الجنائز وتشميت العاطس» ورد السلام واجابة الداعي» 0 المقسم) أي 
الحالف يعني جعله بارا صادقاً في قسمه أو جعل يمينهء صادقة والمعنى أنه لو حلف أحد على 
أمر مستقبل» وأنت تقدر على تصديق يمينه» ولم يكن فيه معصية كما لو أقسم أن لا يفارقك 
حتى تفعل كذا وأنت تستطيع فعله فافعل كيلا يحنث وقيل: هو ابراره في قوله والله لتفعلن كذا 
قال الطيبي : قيل: هو تصديق من أقسم عليه وهو أن يفعل ما سأله الملتمس» وأقسم عليه أن 
يفعله يقال بر وأبر القسم إذا صدقه (ونصر المظلوم) قال في شرح السنة: هو واجب يدخل فيه 
المسلم والذمي» وقد يكون ذلك بالقول وقد يكون بالفعل وبكفه عن الظلم (ونهانا عن خاتم 
الذهب) بفتح التاء ويكسر أي عن لبسه (وعن الحرير) أي الثوب المنسوج من الابريسم اللين 
(والاستبرق) المنسوج من الغليظ (والديباج) الرقيق وقيل: الحرير المركب من الابريسم وغيره 


(1) في المخطوطة «يشتغلوا». 

الحديث رقم 5 : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۱۱۲. حديث رقم .١779‏ ومسلم في صحيحه. ؟/ 
٥‏ حديث رقم .)5١55-1(‏ والترمذي في السنن ٠١۸/١‏ حديث رقم ۲۸۰۹. والنسائي /٤‏ 
٤‏ حديث رقم 1979. 


5 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





والميدزة الخشراء» والفسي » واتنة القضّة. -وفى روانة: دوعن الشّرت فى :الفضةء فإنّه من 
شَرِبَ فيها في ادنيا لم يَشْرَبْ فيها في الآخرة. 


مع غلبة الابريسم» والمراد بها الأنواع» والتفصيل.لتأكيد التحريم . (والميثرة الحمراء) بالياء 
الوطاء على السرج والمنهي عنها ما كانت من مراكب العجم من ديباج» أو حرير ولعل النهي 
إنما ورد في الحمراء كذلك لكن ما كان من حرير أو ديباج فحرام على أي لون كان» وما لم 
يكن منهما وكانت حمراء فمكروه لرعونتها كذا حرره السيد» وقيل: الميثرة ما غشيت السروج 
تتخذ”'' من الحرير» وقيل: هي سروج من الديباج وهي وسادة تجعل أو توضع في السرج وهو 
مكروه إن كان من الحرير في النهاية الميثرة بكسر الميم» مفعلة من الوثار يقال وثر وثارة فهو 
وثير أي وطىء لين وأصلها موثرة فقلبت الواو ياء لكسرة الميم» وهي من مراكب العجم تعمل 
من حرير أو ديباج وتتخذ كالفراش الصغير» وتحشى بقطن أو صوف يجعلها الراكب تحته على 
الرحال والسروج قال الطيبي: وصفها بالحمراء لأنها كانت الأغلب في مراكب العجمء 
يتخذونها رعونة في شرح السنة إن كانت الميثرة من ديباج فحرام وإلا فالحمراء منهي عنهاء لما 
روي أنه عليه الصلاة والسلام نهى عن ميثرة الأرجوان”" وقال القاضي : توصيفها بالحمرة لأنها 
كانت الأغلب في مراكب الأعاجم» يتخذونها رعونة (والقسي) بفتح القاف وتشديد السين والياء 
في الفائق القسي ضرب من ثياب كتان مخلوط بحريرء يؤتى به من مصر نسب إلى قرية على 
ساحل البحرء يقال لها: القس وقيل القس القز وهو رديء الحريرء أبدلت الزاي سينا قال ابن 
الملك: والنهي إما لغلبة الحرير أو لكونها ثياباً حمراء قال ميرك: فإن قلت: ما الفرق بين هذه 
الأربعة قلت: الحرير اسم عام والديباج نوع منه» والاستبرق نوع من الديباج» والقسي ما 
يخالطه الحرير أو رديء الحرير وفائدة ذكر الخاص بعد العام بيان الاهتمام بحكمه» ودفع توهم 
أن تخصيصه باسم مستقل ينافي دخوله تحت الحكم العام والاشعار بأن هذه الثلاثة غير 
الحريرء نظرأ إلى العرف وكونها ذوات أسماء مختلفة مقتضية لاختلاف مسمياتها. (وآنية 
الفضة) والذهب أولى مع أنه صرح به في حديث آخر قال الخطابي وهذه الخصال مختلفة 
المراتب في حكم العموم والخصوصء, والوجوب فتحريم خاتم الذهب وما ذكر معه من لبس 
الحرير والديباج خاص للرجال» وتحريم آنية الفضة عام للرجال والنساء» لأنه من باب السرف 
17 والمخيلة . (وفي زواية وعن الشرب) بضم الشين ويفتح وفي معناه الأكل. (في الفضة) والذهب 
, بالطريق الأولى (فإنه) أي الشأن (من شرب فيها في الدنيا) أي ثم مات ولم يتب (لم يشرب 
فيها في الآخرة) قال المظهر: أي من اعتقد حلها ومات عليه فإنه كافر» وحكم من لم يعتقد 


7 ذلك خلاف فإنه ذنب صغير غلظ وشذد للرد والارتداع. اه. قال الطيبي: قوله لم يشرب فيها 


كناية تلويحية عن كونه جهنمياً فإن الشرب من أواني الفضة من دأب أهل الجنةء لقوله تعالى : 
#قوارير قوارير من فضة € [الدهر  .]١5- ٠١‏ فمن لم يكن هذا دأبه لم يكن من أهل الجنة 


ب :61 في المخطوطة «ويتخذ». 
م (۲( أخرجه أبو داود في السنن حديث رقم .400١‏ والترمذي حديث رقم ۸۰۹ 





0 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 








le‏ )60( وعن ثوبانٌ. قال: قال تول الله لَه : (إِنَّ إن المسلم إ إذا عاد أخاه 
a‏ 
۸ -(5) وعن أبى هريرة» قال: قال ر الله ا : «إِنَّ الله تعالى ھول يوم 


القيامة : 


ج 





فيكون جهنمياً فهو كقوله إنما يجرجر في بطنه نار جهنم" . اه. والأظهر أن يقال: إنه 
لم يشرب في الآخرة مدة عذابه» أو وقت وقوفه وحسابه أو في الجنة مدة ينسى مدة 
شرام ونظير ذلك ما صح في الحرير من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» وفي 
الخمر من شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة قيل: ويمكن أن يخلق الله آنية وشراباً 
ولباساً غير ما ذكر لمن حرمه ويكون نقصاً في مرتبته» لا عقاباً في حقه. (متفق عليه) 
قال ميرك: واللفظ للبخاري وقال مسلم : وافشاء السلام وهو يحتمل السلامء ورده ورواه 
النسائي وابن ماجه. 


17 (وعن ثوبان قال: قال رسول الله كِ: إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل) 
من ابتداء شروع العيادة (في خرفة الجنة) بضم الخاء وسكون الراء أي في روضتها أو في التقاط 
فواكه الجنة؛ ومجتناها في النهاية خرف الثمرة جناها والخرفة اسم ما يخرف من النخيل» حين 
يدرك وفي حديث آخر عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجه" والمخارف جمع مخرف 
بالفتح» وهو الحائط من النخيل يعني أن العائد فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخيل الجنةء 
يخرف ثمارها قال القاضي : الخرفة ما يجتنى من الثمار وقد تجوز بها البستان من حيث إنه 
محلها وهو المعنى بها بدليل ما روي على مخارف الجنةء أو على تقدير المضاف أي في 
مواضع خرفتها. (حتى يرجع) قال ابن الملك: شبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما 
يحوز المخترف من الثمار أو المراد أنه بسعيه إليه يستوجب الجنة» ومخارفها باطلاق اسم 
المسبب على السبب. (رواه مسلم) قال ميرك: وأحمد وابن ماجه. 


۸ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ل: : إن الله تعالى يقول يوم القيامة) على 
لسان ملك أو بلا واسطة بالوحي العام» أو بالإلهام في قلوب الأنام أو بلسان الحال معاتباً لابن 





)000 أخرجه البخاري في صحيحه 45/٠١‏ حديث رقم 0584. 

الحديث رقم ۱٥۲۷‏ : أخرجه مسلم في صحيحه 1444/4. حديث رقم  41(‏ 19038). والترمذي في 
السنن ۲۹۹/۳ حديث رقم 457. وابن ماجه 477/١‏ حديث رقم .٠٤٤١‏ وأحمد في المسند /٠‏ 
ا 

(؟) مسلم في صحيحه حديث رقم ۳۹. 

الحدذيث ا : أخرجه مسلم في صحيحه /٤‏ ۱۹۹۰ حديث رقم ٤۳(‏ ۔ 0078). 








ae 


SS 


رپ 


يا ابنَ آدَمَ! مرضتٌ فلم تعُذني. قال: يا ربٌ! كيف أَعُودُكَ ونت ربُ العالمينَ؟ قال: أما 
علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعذةُ» أما علمت أنكَ لو عُدنّه لوّجدتّني عِندّه؟ يا ابنَ آدمً! 
استطعميُكَ فلم تطهمني. قال: يا ربٌ! كيف أطعمُكَ وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ 
أنه استطعمكٌ عَبدي فلانٌ فلم تُطعمْة؟ أما علمت أَنَكَ لو أطعمتّه لوّجدتَ ذلك عندي؟ يا 
ابن آدَم! اسْتسقيبُكَ فلم تسقني . قال: يا ربٌ! كيف أسقيك وأنتَ ربٌ العالمين؟ قال: 
اشتسقاك عبدي قُلانٌ فلم تسقه» أما 1[ علمت ] أنْكَ لو سقيته وجذتٌ ذلك عندي؟». رواه 


مسلم. 


ا آدم في تلك الأحوال”'', بما قصر في حق أوليائه بالأفضال. (يا ابن آدمُ مرضت فلم تعدني) أراد 


E 


SAT N he وه‎ N FE N 


به مرض عبده» وإنما أضاف إلى نفسه تشريفاً لذلك العبد» فنزله منزلة ذاته والحاصل أن من عاد 


مريضاً لله فكأنه زار الله . (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين) حال مقررة لجهة الاشكال 


الذي يتضمنه كيف أي المرض إنما يكون للمريض العاجز وأنت القاهرالقوي» المالك فإن قيل : 

الظاهر أن يقال كيف تمرض مكان كيف أعودك قلنا: عدل عنه معتذراً إلى ما عوتب عليه وهو 
مستلزم لنفي المرض . (قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته 
لوجدتني) أي لوجدت رضائى (عنده) وفيه إشارة إلى أن العجز والانكسار عنده تعالي» مقدارا 
واعتباراً كما روي أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي قال الطيبي: وفي العبارة اشارة إلى أن العيادة 
أكثر ثواباً من الاطعام» والاسقاء الآتيين حيث خص الأول بقوله وجدتني عنده فإن فيه ايماء إلى 
أن الله تعالى أقرب إلى المنكسر المسكين . اه. وقيل: العجز والانكسار ألصق والزم هناك 
والعيادة أفضل من العبادة وإن كانتا في الصورة واحدة فالعيادة أزيد إما بنقطة وهي درجة أو بثمان 
مراتب» فإن الباء اثنان والياء عشرة هذا وفيه اشارة إلى حديث لا يزال عبدي» يتقرب الخ وقد 
قيل: لم يرد في الثواب أعظم من هذا. (يا ابن آدم استطعمتك) أي طلبت منك الطعام (فلم 
تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين) أي والحال أنك تطعم ولا تطعم» وأنت 
غنيٌّ قوي على الاطلاق» وإنما العاجز يحتاج إلى الانفاق (قال أما علمت أنه) أي الشأن 
(استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك) أي ثواب اطعامه 
(عندي يا ابن آدم استسقيتك) أي طلبت منك الماء (فلم تسقني) بالفتح والضم في أوّله (قال يا 
رب كيف أسقيك) بالوجهين (وأنت رب العالمين) أي مربيهم غير محتاج إلى شيء من الأشياء 
فضلاً عن الطعام والماء. (قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما) بالتخفيف للتنبيه (إنك) بكسر 
الهمزة وفي نسخة أما علمت أنك بفتح الهمزة (لو سقيته وجدت) بلا لام هنا اشارة إلى جواز 
حذفها. (ذلك عندي) فإن الله لا يضيع أجر المحسنين» وفي الحديث بيان أن الله تعالى عالم 
بالكائنات يستوي في علمه الكليات والجزئيات» وأنه مبتل عباده بما شاء من أنواع الرياضات 
ليكون كفارة للذنوب» ورفعاً للدرجات العاليات (رواه مسلم) . 


فى المخطوطة «الأهوال». 


المح 





كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ٩‏ 


48 --_(۷) وعن ابن عبّاس» أنَّ النبئ ية دخلَ على أعرابى يعوده» وكانَّ إذا دخلَ على 
مريض يعودٌه قال: «لا بأسّء طَهورٌ إِنْ شاء الله فقال له : «لا بأسء طَهورٌ إِنْ شاء الله . 
قال : كلاء بل حُمّى تفورُ» على شيخ كبير» تُزِيرُه القبور. فقال: «فنعمٌ إذاً». رواه البخاريّ. 


٠‏ (4) وعن عائشةً رضى الله عنهاء قالثُ: كان رسول الله لل إذا اشتكى مئًا 
وعن رضي رسول الله وة | 
إنسانٌء مسحه بيمينه › ثم قال: لأذهب الباسّ رب النّاس» 


648 (وعن ابن عباس أن النبى َة دخل على أعرابي) أي واحد من أهل البادية 
(يعوده) فيه كمال تواضعه ية المتضمن لرأفته ورحمتهء وتعليماً لأمته. (وكان) أي من عادته 
(45 إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس) بالهمز وابداله (طهور) أي لا مشقة ولا تعب 
عليك من هذا المرض بالحقيقة لأنه مطهرك من الذنوب (إن شاء الله) للتبرك أو للتفويض» أو 
للتعليق فإن كونه طهوراً مبني على كونه» صبوراً شكوراً (فقال) أي النبي بي (له) أي للأعرابي 
(لا بأس طهور إن شاء الله قال) أي الأعرابي من جفاوته وعدم فطانته (كلا) أي ليس الأمر كما 
قلت: أو لا تقل هذا فإن قوله كلا محتمل للكفرء وعدمه يؤيده كونه أعرابياً جلفاً فلم يقصد 
حقيقة الرد» والتكذيب ولا بلغ حد اليأس والقنوط . (بل حمى تفور) أي تغلي في بدني كغلي 
القدور (على شيخ كبير) أي بعقل قصير آيس من قدرة القدير. (تزيره القبور) أي تحمله الحمى 
على زيارة القبور» وتجعله من أصحاب القبور (فقال النبي كَل) أي غضباً عليه (فنعم) بفتح 
العين وكسرها (إذا) وفي نسخة إذن أي أذن هذا المرض ليس بمطهر[ك] كما قلت: أو ضخم 
إذا أبيت إلا اليأس وكفران النعمة فنعم إذا يحصل لك ما قلت: إذ ليس جزاء كفران النعمة إلا 
حرمانها قال الطيبي: الفاء مرتبة على محذوف» ونعم تقرير لما قال يعني أرشدتك بقولي لا 
بأس عليك إلى أن الحمى تطهرك من ذنوبك فاصبر واشكر الله تعالى فأبيت إلا اليأس والكفران 
فكان كما زعمت وما اكتفيت بذلك بل رددت نعمة الله» وأنت مسجع به قاله غضباً عليه. (رواه 
البخاري) قال ميرك والنسائي : في اليوم والليلة”" . 


(وعن عائشة قالت: كان رسول الله َة إذا اشتكى) أي مرض (منا إنسان مسحه) 
أي النبي ية ذلك المريض (بيمينه ثم قال) أي داعياً (اذهب البأس) أي أزل شدة المرض› وفي 
رواية للبخاري اللهم أذهب البأس» وهو بابدال الهمز هنا مراعاة للسجع في قوله (رب الناس) 
نصباً بحذف حرف النداء ثم رأيت العسقلاني قال: البأس بغير همز للازدواج» فإن أصله 


الحديث رقم ٠١۲۹‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .117/٠١‏ حديث رقم ., وأحمد في المسند ؟/ 
كك 

(0 النسائي في اليوم والليلة ص ٠١‏ حديث رقم 41 .٠١‏ 

الحديث رقم ٠٠۳١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .171/٠١‏ حديث رقم 0710. ومسلم في صحيحه 4/ 
١‏ حديث رقم (47 ۔ ۲۱۹۱). وأبو داود في السنن ۲۱۷/٤‏ حديث رقم ."84٠‏ والترمذي ”/ 


.......ال0/١ وأحمد في المسندٍ‎ .15١19 حديث رقم‎ ٥۱۷/١ حديث رقم ا9. وابن ماجه‎ "٠" 





ردصيو دعر عط لا ر اک ع کے ی ر کے مسبو وج ور لجسيو رح جر مسو بر ےد ع ا مر عدو بي عقي م اوہ عر معو ره عر وی عر کہ کے ا م 
ا « م 0 م A‏ ا Ca‏ و A‏ ا ا او ا اي بر ا الال ا 


N 


5 () في المخطوطة "ووم ___________ 


2 SEES 


٠‏ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


اشف أنتّ الشَّافْ » لا شفاء إلا شفاؤك» شفاءً لا يُغادرٌ سقّما». متفق عليه. 
واشف في2 لا شِماء إلا شماؤك., م يغادر متمق علي 


١‏ -_(4) وعنهاء قالتْ: كان إذا اشتكى الإنسانٌ الشََّىء منه. أو كانت به قرحة 


ص اس اه 


الهمزة (واشف أنت الشافي) ولم يقل وأنت الممرض» أدباً كما قيل في قوله #وإذا مرضت فهو 
يشفين € [الشعراء - ۸]. ولما لم يفهم كل أحد هذا المعنى صرح الصديق بهذا المعنى وقال 
الذي أمرضني يشفيني وفي رواية للبخاري» اشفه وأنت الشافي قال العسقلاني : كذا لأكثر 
الرواة بالواو ورواه بعضهم بحذفهاء والضمير في اشفه للعليل أو هي هاء السكت ويؤخذ منه 
جواز تسمية الله تعالى» بما ليس في القرآن بشرطين أحدهما: أن لا يكون في ذلك ما يوهم 
نقصاً والثانى أن له أصلاً فى القرآن» وهذا فى ذلك فإن فيه [وإذا مرضت فهو يشفين] (لا شفاء 
إلا شفاؤك) هذا مؤكد لقوله أنت الشافي قال العسقلاني: قوله لا شفاء بالمد مبني على الفتح 
والخبر محذوف والتقدير لنا أوّله وقوله إلا شفاؤك بالرفع» على أنه بدل من موضع لا شفاء 
ووقع في رواية للبخاري لا شافي إلا أنت وفيه اشارة إلى أن كل ما يقع من الدواءء والتداوي 
لا ينجع إن لم يصادف تقدير الله وقال الطيبي: قوله لا شفاء خرج مخرج الحصر تأكيداً لقوله 
أنت الشافي لأن خبر المبتدأ إذا كان معرفاً باللام أفاد الحصر لأن تدبير الطبيب ودفع الدواء لا 
ينجع في المريض إذا لم يقدر الله الشفاء وقوله: (شفاء لا يغادر سقما) تكميل لقوله اشف 
والجملتان معترضتان بين الفعل» والمفعول المطل وقوله لا يغادر بالغين المعجمة أي لا يترك 
وسقماً بفتحتين وبضم وسكون مرضاً والتنكير للتقليل قال العسقلاني: قوله شفاء منصوب بقوله 
اشف ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ أي هذا أو هو وفائدة التقييد أنه قد يحصل الشفاءء من 
ذلك المرض فيخلفه مرض آخر يتولد منه مثلا فكان يدعو بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء. 
(متفق عليه) . 


7١‏ (وعنها) أي عن عائشة (قالت كان) إما زائدة أو فيها ضمير الشأن يفسره ما 
بعده. (إذا اشتكى) أي شكا (الإنسان الشىء) بالنصب على المفعولية أي العضو (منه) الضمير 
إلى الإنسان أي من جسده (أو كانت به) أي بالإنسان (قرحة) بفتح القاف وضمها ما يخرج من 
الأعضاء مثل الدمل (أو جرح) بالضم كالجراحة بالسيف وغيره (قال النبي ية باصبعه) أي أشار 
بها قائلاً (بسم الله) أي أتبرك به (تربة أرضنا) أي هذه تربة أرضنا ممزوجة (بريقة بعضنا) وهذا 
يدل على أنه كان يتفل عند الرقية قال القرطبي : فيه دلالة على جواز الرقي» من كل الآلام وإن 
كان ذلك أمراً فاشياً معلوماً بينهم قال: ووضه ٩‏ النبي ية سبابته ووضعها عليه يدل على 


الحديث رقم ١691ل‏ : أخرجه البخاري فى صحيحه ٠‏ حديث رقم 0V0‏ ومسلم في صحيحه 
4 حديث رقم .)۲۱۹٩  54(‏ وأبو داود في السنن ۲۱۹/٤‏ حديث رقم .۳۸۹١‏ وابن 
ماجه ١١77/7‏ حديث رقم .5071١‏ وأحمد في المسند .٩۳/١‏ 





دعو ل عي لمعيو بد بر مھ و ر مسوم 


يد مر ne‏ 





كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۱۱ 
ليُشفى سقيمُناء بِإِذْنِ ربّنا». متفق عليه . 


استحباب ذلك عند الرقي قال النووي: المراد بأرضنا جملة الأرض» وقيل: أرض المدينة 
خاصة لبركتها وكان النبي بيه يأخذ من ريق نفسه» على أصبعه بالسبابة» ثم يضعها على 
التراب فيعلق بها منه فيمسح بها على الموضع الجريح والعليل» ويتلفظ بهذه الكلمات في 
حال المسح قال الأشرف: هذا يدل على جواز الرقية ما لم تشتمل على شيء من 
المحرمات» كالسحر وكلمة الكفر. اه. ومن المحذور أن تشتمل على كلام غير عربي أو 
عربي لا يفهم معناه ولم يرد من طريق صحيح› فإنه يحرم كما صرح به جماعة من أئمة 
المذاهب الأربعة» لاحتمال اشتماله على كفر وقال التوربشتي: الذي يسبق إلى الفهم من 
صنيعه ذلك ومن قوله هذا أن تربة أرضنا اشارة إلى نطرة آدم عليه الصلاة والسلام وريقة 
بعضنا إشارةٌ إلى النطفة» التي خلق منها الإنسان فكأنه يتضرع بلسان الحال» ويعرّض 
بفحوى المقال إنك اخترعت الأصل الأوّل من طين ثم أبدعت بنيه من ماء مهين فهين 
عطاك ان لصحي زر زا فأئه رار الصاو وا على اجر طزي اك E‏ 
وقال القاضي: قد شهدت المباحث الطبية على أن الريق له مدخل في النضج» وتبديل 
المزاج ولتراب الوطن تأثير في حفظ المزاج الأصلي» ودفع ثكاية : المضرات ولذا ذكر في 
تيسير المسافرين أنه ينبغى أن يستصحب المسافر تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائه 
حتى إذا ورد ماء غير ما اعتاده» جعل شيئاً منه في سقائه وشزب الماء منها ليأمن دن 
براجة ثم إن الرقي N‏ العقول عن الوصول إلى كنهها. اه. 
«وقّد عَلِمْ كل أنّاس مَشَرَبَهُمْ» وكل إناء یرشح بما فيه وقوله باصبعه في موضع الحال من 
فاعل قال: وتربة أرضنا خبر مبتدأ محذوف أي هذه والباء في بريقه متعلق بمحذوف» وهو 
خبر ثان أو حال والعامل معنى الاشارة أي قال النبي كلل مشيراً باصبعه ببسم الله هذه تربة 
أرضنا معجونة بريقة بعضنا قلنا: بهذا القول أو صنعنا هذا الصنيع. (ليشفي سقيمنا) قال 
الطيبي: فعلى هذا بسم الله مقول القول صريحاًء ويجوز أن يكون بسم الله حالاً أخرى 
متداخلة أو مترادفة r‏ قال فكيركا بسچ الله ويلزم منه أن يكون رل والمقول 
الصريح قوله تربة أرضنا اضافة تربة أرضنا بعضناء تدل على الاختصاص وأن تلك 
الريقة والتربة كل واحدة منهما يختص بمكان شريف بل بذي نفس شريفة قدسية طاهرة عن 
الأوزار كلِةِ. اه. وفي رواية للجماعة إلا الترمذي وريقة بعضنا فيكون التقدير مزجت 
إحداهما بالأخرى» وقال العسقلاني: في ضبط ليشفى بضم أوّله على البناء للمجهولء 
وسقيمنا بالرفع ويفتح أوّله على أن الفاعل مقدر وسقيمنا بالنصب على المفعولية» (بإذن 
ربنا) أي بأمره على الحقيقة سواء كان بسبب دعاء أو دواءء أو بغيره (متفق عليه) قال 
ميرك: ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه» وانفرد البخاري بقوله بإذن ربنا وفي رواية له 
بإذن الله قلت: ولهذا نسب الحديث في الحصنء إلى مسلم فقط. ٠‏ 





E ESO 


4ت ين يايد 4 ا مهتوق بيك بعلي ل يذ ر وک ھر 





ل شم بيه رن و ا رک رک ردک ری ر کیک ر AOU SD,‏ 


بيك تة سني م e E,‏ شی و اا ایو رديت ب اسيك ابيز 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





)۱١(_ ۲‏ وعنهاء قالث: كان النبي ی إذا اشتكى نقَتٌ على تفس بالمُعَوّذاتِ» 


ومسم عنه بيدِه» فلمًا اشتكى وجِعّه الذي توفي فيه» كنتٌ أنفتٌ عليه بالمعوّذاتٍ التي كان 
ينفثٌ 2 وأمسخ بيدٍ النبي كَكي. متفق عليه . 


وفي رواية لمسلم» قالت: كان إذا مرض أحذ من أهل بيه نمث عليه بالمعوّذات. 


۴ وی تمان بن أب لاضن أنه شكا إلى وسول :الله كله وخا جد 
فى جسده» فقال له 


5 (وعنها) أي عن عائشة (قالت: كان النبي بي إذا اشتكى) أي مرض وهو لازم 
وقد يأتي متعدياًء فيكون التقدير وجعاً. (نفث على نفسه) في النهاية النفث بالفم وهو شبيه 
بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. (بالمعوّذات) بكسر 
الواو وقيل بفتحها أي قرأها على نفسه ونفث الريق”'' على بدنه وأراد المعوّذتين وكل آية 
تشبههما مثل وإن يكاد وإني توكلت على الله أو أطلق الجمع على التثنية مجازاً ومن ذهب إلى 
أن أقل الجمع؛ اثنان فلا يرد عليه قال الطيبي: أراد المعوّذتين فيكون مبنياً على أن أقل الجمع 
اثنان» أو الجمع باعتبار الآيات وقال العسقلاني: أو هما والاخلاص على طريق التغليب» 
المعتمد وقيل الكافرون أيضاً . (ومسح) أي عليه وعلى أعضائه (بيده) قال العسقلاني: وقع عند 
البخاري قال معمر: قلت للزهري: كيف ينفث قال: ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه 
وجسده وقال الطيبي: الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار والمجرور حال أي نفث 
على بعض جسده» ثم مسح بيده متجاوزاً عن ذلك النفث إلى سائر أعضائه» وفي الحديث 
دلالة على أن الرقية والنفث بكلام الله سنة. (فلما اشتكى) أي شكا (وجعه الذي توفي فيه كنت 
أنفث عليه بالمعوّذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي بَكِ) قيل : ا ا بهما عانق 
نفسه في ذلك المرض» لعلمه أنه آخر مرضه. اه. وفيه ما فيه (متفق عليه) قال ميرك: ورواه 
أبو داود والنسائي وابن ماجه. 0 كان إذا مرض أحد من آهل بيته نفث 
ا a‏ 2 تسمل أنه كان مله رترت ذكره للعلم ينه من النفث 
ويحتمل أنه كان يتركه أحياناً اكتفاءً بالنفث» والأظهر الأوّل والجمع أفضل . 


۳ _ (وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله َه وجعاً يجده في جسده) 
أي في بدنه ويؤخذ منه ندب شكاية» ما بالإنسان لمن يتبرك به رجاء لبركة دعائه. (فقال له 


الحديث رقم 1677: أخرجه البخاري في صحيحه .7١5/٠١‏ حديث رقم 64 ,. ومسلم في صحيحه 
4 حديث رقم (65 - .)۲۱۹٤‏ وأبو داود في السئن ۲۱۹/٤‏ حديث رقم ۳۸۹۵ وابن ماجه 
۲ حديث رقم ."٠۲١‏ وأحمد في المسند 1/ 47. 


)١(‏ في المخطوطة «الريح» 





1 الحديث e‏ : أخرجه مسلم في صحيحه 1714/4. . حديث رقم 1۷ -. - ۰۲ وأبو داود في السين , 
ر ۳ ا ر GR a a‏ 2 5 ا 


N NAE‏ ع به اص E‏ توه فر وج و عر N‏ عر وتيا عر يعاو روعي 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





رسول الله كله : «ضغ يدك على الذي يألمٌ من سيك وقل : بسم الله ثلاثاًء وقل سبع 
مرّات : أعوذ بعرّةٍ الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذن . قال: ففعلتٌ» n‏ 


أي ٠١‏ رواه مسلم . 


)١1١( 4‏ وعن أبي سعيدٍ الحُدريٌ» أنَّ جبريلٌ أتى النبيّ ب فقال: يا محمَّدً! 





اشتكيت؟ فقال: «نعم». قال: بسم الله أَرْقِِكَ» مِنْ كل شيء يُؤْذِيكَ» مِنْ شرٌ كلّ نفس أو , 


عين حاسد اللّهُ يشفيك , بسم الل أَْقِيكَ . رواه مسلم . 





رسول الله ية ضع) أمر من الوضع (يدك على الذي) أي على الموضع الذي (يألم) أي يوجع 4 


(من جسدك وقل بسم الله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله) أي بغلبته وعظمته (وقدرته) أي 
بحوله وقوّته (من شر ما أجد) أي من الوجع (وأحاذر) أي أخاف وأحترز وهو مبالغة أحذر قال 
الطيبي: تعوذ من وجع هو فيه» ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن» والخوف فإن 
الحذر هو الاحتراز عن مخوف (قال) أي عثمان (ففعلت) أي ما قال لي (فأذهب الله ما كان بي) 
أي من الوجع والحزن ببركة صدق التوجع» والامتثال (رواه مسلم) قال ميرك والأربعة. 


للزيارة أو للعيادة (فقال يا محمد أشتكيت) بفتح الهمزة للاستفهام وحذف همزة الوصل» 
وقيل : بالمد على اثبات همزة الوصل وابدالها ألفاً وقيل: بحذف الاستفهام (فقال نعم) وأغرب 


ابن حجر فقال: الاستفهام المقدر فيه للتفرير ووجه غرابته» أنه لو كان للتقرير لما احتاج إلى ٠١‏ 
جواب ثم لا يلزم من اتيان جبريل إليه اطلاعه على ما لديه لل. (قال) أي جبريل (بسم الله ٠‏ 


أرفيك) با الهمرة وک ' القاف مأخوذ من الرقية . (من كل شيء يؤذيك) بالهمز ويبدل عنه 
(من شر كل نفس) أي خبيثة (أو عين) بالتنوين فيهما وقيل بالاضافة (حاسد) وأو تحتمل الشك 
والأظهر أنها للتنويع قيل: يحتمل أن يكون المراد بالنفس» نفس الآدمي ويحتمل أن يراد بها 


العين فإن النفس تطلق على العين» يقال: رجل منفوس إذا كان يصيبه الناس بعينه ويكون قوله ' 
أو من عين حاسدٍ من باب التوكيد بلفظ مختلف أو شك من الراوي كذا نقله ميرك عن ٠‏ 
التصحيح . (الله يشفيك بسم الله أرقيك) كرره للمبالغة وبدأ به وختم به اشارة إلى أنه لا نافع إلا أ 


هو. . (رواه مسلم) قال ميرك والنسائي وابن ٠‏ ماجه: : أقول وزاد في الحصن الترمذي . 





٤ 5‏ حديث رقم 5841. والترمذي 755/4 حديث رقم ۲۰۸۰. وابن ماجه 7/ ١١177‏ حدیث (! 


رقم 7 وأحمد في المسند /٦‏ ۳۹۰. 


الحديث رقم ٤‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۸۷۱۸/٤‏ حديث رقم (50 -35187). وابن ماجه في 7 


السنن ۲/ ٠٠١١‏ حديث رقم /071". وأحمد في المسند 5/ .٠١١‏ 
)0غ( في المخطرطة «وفتح': .. ١‏ 











f‏ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





-_(۱۳) وعن ابن عبّاس» قال: كان رسول الله ل يُعوّدُ الحسنّ والحُسينّ : 

` «أعيذكما بكلمات اللَّه التامّة» منْ كل شيطان وهامّةء ومن كل عين لامَّةِة» ويقول: «إِنَّ 

أباكما يعودُ بها إسماعيلَ وإسحاق». رواه البخاريُ. وفي أكثر نسخ «المصابيح»: «بهما» 
٠‏ على لفظ التّثنية . 





٥‏ _(وعن ابن عباس قال: كان رسول الله بيا يعوذ الحسن والحسينء أعيذكما) أي 
بهذا اللفظ وهذا تفسيرء وبيان ليعوذ. (بكلمات الله التامة) قال التوربشتي : الكلمة في لغة 
العرب تقع على كل جزء من الكلام اسماً كان» أو فعلاً أو حرفاً وتقع على الألفاظ المبسوطة 
٠‏ وعلى المعاني المجموعة والكلمات ههنا محمولة على أسماء الله الحسنى» وكتبه المنزلة لأن 
الاستعاذة إنما تكون بها ووصفها بالتامة لخلوها عن النواقص» والعوارض بخلاف كلمات 
الناس فإنهم متفاوتون في كلامهمء على حسب تفاوتهم في العلم واللهجة وأساليب القول فما 
منهم من أحد إلا وقد يوجد فوقه آخر إما في معنى أو في معان كثيرة ثم إن أحدهم قلما يسلم 
٠‏ من معارضة أو خطأ أو نسيانء أو العجز عن المعنى الذي يراد وأعظم النقائص» التي هي 
٠‏ مقترنة بها أنها كلمات مخلوقة تكلم بها مخلوق مفتقر إلى الأدوات والجوارح» وهذه نقيصة لا 
ينفك عنها كلام مخلوق وكلمات الله تعالى متعالية عن هذه القوادح فهي لا يسعها نقص ولا 
يعتريها اختلال واحتج الإمام أحمد بها على القائلين بخلق القرآن» فقال: لو كانت كلمات الله 
مخلوقة لم يعذبها رسول الله ية إذ لا يجوز الاستعاذة بمخلوق (من كل شيطان) أي جن وإنس 
:. (وهامة) أي من شرهما وهي بتشديد الميم كل دابة ذات سم يقتل والجمع الهوام وأما ما له سم 
. ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبورء وقد يقع الهوام على ما يدب على الأرض مطلقاً 
كالحشرات ذكره الطيبي عن النهاية» (ومن كل عين لامة) بتشديد الميم أي جامعة للشر على 
المعيون من لمه إذا جمعه أو تكون”'' بمعنى ملمة أي منزلة قال الطيبي: في الصحاح العين 
اللامة [هي] التي تصيب بسوء واللمم طرف من الجنون ولامة أي ذات لمم وأصلها من ألممت 
بالشيء إذا نزلت به وقيل: لامة لازدواج هامة والأصل ملمة لأنها فاعل ألممت. اه. قيل : 
وجه اصابة العين أن الناظر إذا نظر إلى شيء واستحسنه ولم يرجع إلى الله وإلى رؤية صنعه. 
قد يحدث الله في المنظور عليه بجناية نظره على غفلة ابتلاء لعباده» ليقول المحق أنه من الله 
وغيره من غيره. (ويقول إن أباكما) أراد به الجد الأعلى وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام (كان 
يعوذ بها) أي بهذه الكلمات (إسماعيل وإسحاق) ولديه وفيه إشارة إلى أن الحسنين رضي الله 
عنهما منبع ذريته عليه الصلاة والسلام كما أن إسماعيل وإسحاقء معدن ذرية إبراهيم عليه 
٤‏ الصلاة والسلام. (رواه البخاري وفي أكثر نسخ المصابيح بهما على لفظ التثنية) قال الطيبي: 


الحديث رقم 1878: أخرجه البخاري في صحيحه 408/17. حديث رقم 717/1. والترمذي في السنن /٤‏ 
5 حديث رقم .5١7١‏ وابن ماجه ١١54/7‏ حديث رقم 06 وأحمد فى المسند .77١/١‏ 


)١( 1‏ في المخطوطة «يكون». . 












الجوإية حر لسع ب برع 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 16 


5 (14) وعن أبى حريرةء قال: قال رسول الله كله: من برو الله به خيراً 


يِضَبٌ منه» . رواه البخارى . 


)١6( oY‏ وعنه وعن أبي سعيد» عن النبيّ ار ۰ قال: «ما يُصيتٌ المسلم من 


تعييه TD‏ 
ت 





الظاهر أنه سهو من الناسخ. اه. إلا أن يجعل كلمات الله مجازاً من معلومات الله» ومما تكلم 
به سبحانه من الكتب المنزلية أو الأولى جملة المستعاذ به والثانية جملة المستعاذ منه. 

5 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يلهِ: من يرد الله به خيراً) تنوينه للتنويع 
والجار والمجرور حال عنه أي خيراً ملتبساً به (يصب) على بناء المجهول وقيل: على المعلوم 
وقوله (منه) بمعنى لأجله وضميره عائد إلى الخير. قال ابن الملك: روي مجهولاً أي يصير ذا 
مصيبة وهي اسم لكل مكروه» ومعلوماً أي يجعله ذا مصيبة ليطهره بها من الذنوب» وليرفع بها 
درجته وقال النووي: ضبطوه بفتح الصاد وكسرها قال الطيبي الفتح [أحسن] للأدب كما قال: 
«وإذا مرضت فهو يشفين € [الشعراء  .]۸٠‏ وقال ميرك: يصب مجزوم لأنه جواب الشرطء 
أي من يرد الله به خيراً أوصل إليه مصيبة فمن للتعديةء يقال: أصاب زيدٌ من عمر وأي أوصل 
إليه مصيبة قال القاضي : المعنى من يرد الله به خيراً أوصل إليه مصيبةٌ ليطهره من الذنوب» 
ولرفع درجته والمصيبة اسم لكل مكروه يصيب أحداً وقال زين العرب: أي نيل بالمصائب من . 
الله وقال الفائق: أي ينل منه المصائب فالضمير لمن وفي شرح السنة يبتليه بالمصائب فهو 
حاصل المعنى . (رواه البخاري) . 

۷ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (وعن أبي سعيد) أي الخدري كما في نسخة (عن : 
النبي تكله قال ما يصيب المسلم) ما نافية ومن زائدة للاستغراق في قوله (من نصب ولا وصب) ٠‏ 
بفتحتين فيهما والأول التعب» والألم الذي يصيب البدن من جراحة» وغيرها والثاني الألم 
اللازم والسقم الدائم» على ما يفهم من النهاية. (ولا هم ولا حزن) بضم الحاء وسكون الزاي 
وبفتحهما (ولا أذى ولا غم) لا لتأكيد النفي في كلها قال ابن حجر: الأذى كل ما لا يلائم 
النفس فهو أعم من الكل» والظاهر أنه مختصٌ بما يتأذى الإنسان» من غيره كما أشار إليه قوله 
تعالى : #لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنٌ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين ٠‏ 
أشركوا أذى كثيراً © [الأحزاب ‏ 08]. ومنه قوله تعالى: #والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ` 
بغير ما اكتسبوا # [آل عمران  .]۱۸١‏ ومنه الحديث كل مؤذ في النار والهم الذي يهم الرجل '' 
أي يذيبه من هممت الشحم› إذا أذيته والحزن» هو الذي يظهر منه في القلب خشونة يقال: 
مكان حزن» أي خشن فالهم أخصء والغم هو الحزن الذي يغم الرجل أي يصيره بحيث يقرب 


الحديث رقم 5 : أخرجه البخاري في صحيحه .٠١/٠١‏ حديث رقم 0546. 


الحديث رقم ۱٥۳۷‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .١1١77/٠١‏ حديث رقم 0541. ومسلم في صحيحه 1 


15 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





ولا هم ولا حَرّن ولا أذىّ» ولا عَم حتى الشّوكةٌ يشاكها؛ إلا كمَّرَ اللّهُ بها من 
خطاياه» . متفق عليه . 


)١15( - o۸‏ وعن عبد اللذيق كود قال: دخلتٌ على النبيّ ية وهو يُوعَكُء 


و ا ا 0 > بو ف رد ا 





أن يغمى عليه» فالهم والحزن ما يصيب القلب من الألم بفوت محبوب. إلا أن الغم أشدها 


والحزن أسهلها وقيل: الهم يختص بما هو آتِ» والحزن بما فات قال ميرك: روى الترمذي أن 
وكيعا قال لم يسمع في الهم أن يكون كفارة إلا في هذا الحديث ومن غرائب فروع الشافعية ما 
ذكره ابن حجر قال أصحابنا”'' : إذا اشتد الهم بانسانٍ كان عذراً له في ترك الجمعة؛ والجماعة 
1 لأنه أشد كثيراً من أعذارهما الواردة في السنةء كالريح والمطر. اه. وهو قياس فاسدٌ كما لا 


ا يخفى مع مخالفته لقوله کی أرحنا بها يا بلال»" ولما ورد من أنه كك كان إذا حز به أمرٌ فزع إلى 
| الصلاة” " (حتى الشوكة) بالرفع فحتى ابتدائية والجملة بعد الشوكة خبرها وبالجر فحتى عاطفة» 


أو بمعنى إلى فما بعدها حال وقال الزركشي بالنصب على أنه مفعول فعل مقدر أي حتى يجد 
الشوكة . (يشاكها) الكشاف شكت الرجل شوكة أدخلت في جسده شوكة» وشيك على ما لم يسم 
فاعله يشاك شوكاً. اه. قيل: فيه ضمير المسلم أقيم مقام فاعله وها ضمير الشوكة أي حتى 
الشوكة يشاك المسلم تلك الشوكة أي تجرح”*' أعضاؤه» بشوكة والشوكة ههنا المرة من شاكه ولو 
أراد واحدة النبات لقال يشاك بها والدليل على أنها المرة من المصدرء جعلها غاية للمعاني في 
معنى لقول الطيبي : وتابعه ابن حجر أن الضمير في يشاك مفعوله الثاني . (إلا كفر الله بها) أي 
بمقابلتها أو بسببها (من خطاياه) أي بعضها والاستثناء من أعم الأحوال المقدرة. (متفق عليه) وفيه 
تنبية نبيةٌ على أن السالك أن عجز عن مرتبة لرضا وهي التلذذ بحلاوة البلاء أن لا يفوته تجرّع 
مرارة الصبر في حب المولى» فإنه ورد المصاب من حرم الثواب. 


8 (وعن عبد الله بن مسعود قال : دخلت على النبى ية وهو يوعك) الوعك حرارة 
الحمى ا ولكاروسة ته مركراك إلى BS SS‏ 
بالضم . (فقلت: حا و و 1 


)١(‏ الخطيب البغدادي وابن عساكر. 

(۲) أخرجه أبو داود في السئن 77/0 حديث رقم 4146. 

(۳) أخرجه أبو داود في السنن ۸/۲ حديث رقم .17١١‏ 

)٤(‏ في المخطوطة «يخرج". 

الحديث رقم ٠١۳١۸‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .1١١/٠١‏ حديث رقم 0144. ومسلم في صحيحه 
4 حديث رقم .)7601/١ ٤٥(‏ والدارمي في السنن ٤٠۸/۲‏ حديث رقم .١‏ وأحمد 





فى المسند ۷۳/1 





كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۷ 0.1 


فقال النبئٌ يَكِِ: «أجَلُْ» إني أوعكُ كما يُوعَكُ رجلانٍ منكم». قال: فقلتٌ: ذلك لأنَّ لك 


أجريْن؟ فقال: «أجل) . ثم قال: «ما منْ مُسلم يصيبّه أذىّ منْ مرض فما ا ا 0 


اللو ساق كانس ا ا وریا می غل 


۹ -_(۱۷) وعن عائشةًء قالث: ما رأيتُ أحداً الوَجمُ عليه أشدٌ رول 


[وأما قوله] ابن حجر كأنه إنما ذكر ذلك ليعلم جواب ما انقدح عنده من أن البلايا سبب لتكفير 1 
الذنوب» وهو ية لا ذنب له فغير مطابق لقول الراوي فقلت: لأن لك أجرين» ومعارض ٠‏ 


لكلام نفسه هناك أنه جواب لما انقدح عنده بأن المصائب قد تكون لمجرد رفع الدرجات» ومع ١‏ 
هذا غير مطابق لجوابه عليه الصلاة والسلام أيضاً كما قال الراوي. (فقال النبي بي أجل) أي ١‏ 
نعم فإنه تقرير لقول الراوي وعكاً شديداً مع زيادة تحريرء بقوله (إني أوعك) على بناء المجهول ١‏ 


أي يأخذني الوعك (كما يوعك رجلان) يعني مثل ألم وعك رجلين (منكم قال) أي عبد الله ١‏ 


(فقلت ذلك) أي وعك رجلين (لأن لك أجرين) يحتمل أن يكون المراد بالتثنية التكثير (فقال ٠‏ 
أجل) أي نعم (ثم قال) أي ية (ما من مسلم يصيبه أذى) أي ما يؤذيه ويتعبه (من مرض فما ١!‏ 
سواه) أي فما دونه أو غيره مما تتأذى”'' به النفس (إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ٠‏ 
ورقها) قال الطيبي: شبه حال المريض» واصابة المرض جسده ثم محو السيئات عنه» سريعاً ,, 
بحالة الشجرة وهبوب الرياح الخريفية وتناثر الأوراق منهاء فهو تشبية تمثيليٌ ووجه الشبه الإزالة ٠!‏ 
الكلية على سبيل السرعة. قال ابن الملك: وفيه إشارةٌ -:ايمةٌ لأن كل مسلم لا يخلو عن كونه . 
متأذياً. (متفق عليه) قال ميرك: ورواه النسائي وأخرج ابن سعد في الطبقات والبخاري» في ' 
الأدب وابن ماجه والحاكم وصححه البيهقي» في شعب الإيمان عن أبي سعد قال دخلت على | 


رسول الله َي وهو محموم» فوضعت يدي من فوق القطيفة» فوجدت حرارة الحمى فوق 
القطيفة فقلت: ما أشدّ حماك يا رسول الله قال إنا كذلك معشر الأنبياء يضاعف علينا الوجع» 
ليضاعف لنا الأجر قلت: أي الناس أشدٌّ بلاء قال الأنبياء ثم الصالحون» وإن [كان] الرجل 
وفي رواية النبي ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة فيجوبها فيلبسهاء وإن كان أحدهم ليبتلى 
بالقمل حتى يقتله القمل وكان ذلك أحب إليهم من العطايا إليك”'". 


۹ _ (وعن عائشة قالت: ما رأيت أحداً الوجع) بالرفع (عليه أشد من رسول الله) أي ' 
من وجعه (E)‏ قال الطيبي : الوجع مبتدأ وأشد خبره» والجملة بمنزلة المفعول الثاني ومن ١‏ 


)١(‏ في المخطوطة «فعيره مما يتأذى». 
(؟) الحديث الأول أخرجه الحاكم في المستدرك والثاني أخرجه ابن سعد. 


64 حديث رقم .)۲٥۷۰  44(‏ وابن ماجه في السنن 018/١‏ حديث رقم ١777‏ وأحمد ١‏ 


:م كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


أ متفق عليه. 


6 الخامة من الزرع تُفيَئُها الرّياحٌُ» تصرَّعْها مَرّة وتُعدّلها أخرى» 


)١( +‏ في المخطوطة انشتر». , 


٠‏ _(۱۸) وعنهاء قالت: مات النبئ ية بِينَ حاقِئتي وذاقِئتىٌ» فلا أكرهُ شدَةٌ 


الموتٍ لأحدٍ أبداً بعد النبي بيا . رواه البخاري. 


)١19(- ١‏ وعن كعب بن مالك قال : قال رسول الله ية : «مثل المؤمن كمثل 


2 زائدة أي ما رأيت أحدأة أشدّ وجعاً من رسول الله بي . اه. ولعله كان في نسخته من أحد بدل 
2 عدا ا« يمع أن كوو تين اي نا رسو الله ]8 زائدة راما قول اب جرد أي ما رأيت 
5 أحداً أشد وجعاً من الوجعء على رسول الله فغير صحيح. (متفق عليه) ورواه النسائي وابن 
7 ماجه ذكره ميرك . 


e f0٠‏ ا (قالت: مات النبي بي بين حاقنتي» وذاقنتي) بك 


1 اللاب قوسا قال التوربشتي : الحاقنة د ق وتين» و الذاقنة القن قلخ 
:] شدة الموت لأحد 7 بعد النبى 78 ا أظن أن شدة 00 تكون لكثرة ا 
0 ولما رأيت شدة وفاته علمت أن شدة الموت ليست من المنذرات بسوء العاقبة» بل لرفع 
الدرجات العالية» وإن هون الموت ليس من المكرمات وإلا لكان هو أولى به ثَلِةِ. (رواه 
7 البخارى) . 


0١‏ (وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله يك : مثل المؤمن) أي الكامل أو 


1 مطلقاً (كمثل الخامة) بالخاء المعجمة وتخفيف الميم في النهاية الخامة الغصنة اللينة (من الزرع) 
وألفها منقلبة عن الواو وقيل الخامة الغصنة الرطبة من النبات لم يشتد”'' بعد وقيل: ما لها ساق 
0 واحد وقال القاضي: أي طاقة من فهو صفة لخامة وقوله: (تفيئها الرياح) صفة أخرى . 

1 اه. وهو بتشديد الياء وهمزة بعدها أي تميلها يميناً وا قال التوربشتي : وذلك أن ا 
ا إذا هبت شمالاً مالت الخامة إلى الجنوب» وإذا هبت جنوباً فيأت في جانب الشمال وقيل : 
فيأت الشجرة ألقت فيأها فالريح إذا أمالتها إلى جانب ألقي ظلها عليه فهو على حد يتفيؤوا 
ظلاله عن اليمين والشمائل. (تصرعها) بيان لما قبله أي تسقطها (مرة) في النهاية أي تميلها 
4 وترميها من جانب إلى جانب (وتعدلها) بفتح التاء وسكون العين وبضم التاء وتشديد الدال أي 
٠‏ تقيمها (أخرى) أي تارة أخرى يعني يصيب المؤمن من أنواع المشقة من الخوف» والجوع 


الحديث رقم lot‏ أخرجه البخاري في صحيحه 0/١‏ حديث رقم ۳.. ومسلم في صحيحه / 
۳ حديث رقم .)۲۸٠١  59(‏ والدارمي في السنن ۲/ ٤٠٠‏ حديث رقم .۲۷٤۹‏ وأحمد في 
المسند .)٥٤ /٣‏ 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۹ 





حتى يأتيّه أجلةُ» ومثلٌ المنافق كمثل الأززة المجذية التى لا يُصيبُها شي حتى يكونٌ 
انجعافها مرة واحدة». متفق عليه. 


)۲١(_ 1‏ وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله اة : «مثلُ المؤمن كمثل الّرع 
لا تزال الريح تميّلهء ولا يزال المؤمِنٌ يصيبّه البلاء» 





0 . (حتى يأتيه) وفي نسخة حتى يأتي (أجله) أي يموت والحاصل أن المؤمن لا ٠‏ 
يخلو من علة أو قلةٍ أو ذلةٍ كما روي وكل ذلك من علامة السعادة قاله ابن الملك : يعني بشرط ` 
الصبر الها والشكر وأخرج أحمد عن أبيَ بن كعب مرفوعاً مثل المؤمن» مثل الخامة تحمر ٠‏ 
مرة وتصفر أخرى . (ومثل المنافق) أي الحقيقيٌ أو الحكمي (كمثل الأرزة) بفتح الهمزة وسكون 7 
الراء بعدها زاي هذا هو الصحيح في ضبطها والمنقول"'' في روايتها وقيل: إنه يجوز فيها فتح ٠‏ 
الراء» وهو شجر معروف يشبه الصنوبر وليس به كذا نقله ميرك عن التصحيح» وأكثر الشراح 
0 بالسكرن شر A‏ والصنوبر ثمرته» a‏ الثبات في الأرض وقيل : 

بفتح الراء الشجرة وبالسكون الصنوبرء وقيل: بفتح الراء شجرة الأرزن وفي النهاية الأرزة 
3 الراء وقيل : بفتحها وقيل : بوزن فاعلة ا أبو عبيدة شجرة الأرزن» وهو خشب 
معروف وقيل هو الصنوبر وقال زين العرب: وسوؤي بعض بين الفتح والسكون وقال هي شجرة 
الأرزن وهو غير مناسب هناء اه. فكأنه ظن أن المراد بالأرزن نوع من الدخن» والله أعلم قال , 
في القاموس: الأرزن ريشم شع الصتوير كالارزة أو العرعرء وبالتحريك شجر الأرزن وهو ٠‏ 
شجر صلب . (المجذية) قال ميرك : بضم الميم واسكان الجيم وذال معجمة مكسورة» وياء 2.١‏ 
آخر الحروف مخففة وهي الثابتة القائمة . (التي لا يصيبها شيء) أي من الميلان باختلاف الرياح 
(حتى يكون انجعافها) قال ميرك: بالنون والجيم والعين المهملة والفاء بعد الألف قال الطيبي : 1 
أي انقطاعها [وانقلاعها] وهو مطاوع من جعف. (مرة واحدة) فكذلك المنافق والفاسق يقل لهم 1 
الأمراض والمصائب لئلا يحصل لهم كفارة ولا ثواب (متفق عليه) ورواه النسائي قاله ميرك.  ٠‏ 

۲ _ (وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ل : مثل المؤمن كمثل الزرع» لا تزال ١‏ 
الريح) اللام للجنس (تميله) بالتشديد وفي نسخة بالتخفيف وفيه ايماء إلى ما ورد أن رجلا 7 
قال: يا رسول الله إنى تزوّجت امرأة» ما مرضت قط فقال ية طلقها فإنها لا خير فيها ولعل ,” 
الحكمة في ذلك ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى أوحى إلى الدنيا أن تمرري ٠‏ 
وتكدري على أوليائى حتى يحبوا لقائى» ومنه الحديث المشهور الدنيا سجن المؤمن وجنة ٠+‏ 
الكافر (ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء) الجملتان لوجه الشبه بينهما قال الطيبي التشبيه إما تمثيلي ٠‏ 


)١(‏ في المخطوطة «المعقول». 


الحديث رقم 1847: أخرجه البخاري في صحيحه .٠١5/٠١‏ حديث رقم 0544. ومسلم في /. 
صحيحه ١١7/4‏ حديث رقم .)۲۸٠۹  58(‏ والترمذي في السنن ۱۳۸/١‏ حديث بقم ' 


كت كا 


"١‏ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 
ا ومثلُ المنافق كمثل شجرة الأزْرّةٍ لا تهت حتى تُستحصدً». متفق عليه. 

١194# 0)‏ -(۲) وعن جابرء قال: دخلَ رسولٌ الله لا على أمّ السّائب فقال: «ما لكِ 
تُرَفزِفِينَ؟» قالت: الحمّى لا بار اللَهُ فيهاء فقال: «لا تسبي الحمّى» فإنها تُذهب خَطايا 
بي امه كام الك حبك العديد) روا سلم, 
| س 
)| وآما مفرق فيقدر للمشبه معان بإزاء ما للمشبه به وفيه اشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يرى 
ا نفسه عارية معزولة عن استعمال اللذات» معروضة للحوادث . (ومثل المنافق كمثل شجرة 
١‏ الأرزة) بسكون الراء وتفتح”" (لا تهتز) أي لا تتحرك (حتى تستحصد) على بناء المفعول وقال 
ابن الملك: بصيغة الفاعل أي يدخل وقت حصادها فتقطع. اه. فكذلك المنافق يقل بلاؤه في 
؛:)! الدنياء لئلا يخف عذابه في العقبى. قال الطيبي: دل على سوء الخاتمة (متفق عليه) قال ميرك : 
4 ورواه الترمذي واللفظ له ولمسلم. 

7 1940 (وعن جابر قال: دخل رسول الله يل على أم السائب فقال ما لك تزفزفين) 
< بالزايين بصيغة المعلوم» والمجهول فإنه لازم ومتعد وفي نسخة صحيحة بالراءين المهملتين 
١أ‏ على بناء الفاعل قال الطيبي: رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما'" عند السقوط» على شيء 
١‏ والمعنى ما لك ترتعدين ويروى بالزاي من الزفزفة وهي الارتعادء من البرد والمعنى ما سبب 
1 هذا الارتعاد الشديد. (قالت الحمى) أي النوع المركب من البلغم والصفراء الموجب لانزعاج 
البدن» وشدة تحركه. (لا بارك الله فيها) مبتدأ وخبر والجملة تتضمن الجواب أو تقديره 
| تأخذني”" الحمى أو الحمى معي والجملة بعده دعائية (فقال لا تسبي الحمى) أي بجميع 
١‏ أقسامها (فإنها تذهب) أي تمحو وتكفر وتزيل (خطايا بني آدم) أي مما يقبل التكفير (كما يذهب 
1 الكير) بالكسر (خبث الحديد) بفتحتين أي وسخه قال الطيبي: كير الحداد وهو المبني من 
١‏ الطين وقيل: الزق الذي ينفخ به النار والمبني الكور (رواه مسلم) وذكر السيوطي في كشف 
الغمى في أخبار الحمى عن الحسن مرفوعاً قال إن الله ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى 
1 ليلة قال ابن المبارك: هذا من جيد الحديث وعن أبى الدرداء قال حمى ليلة كفارة سنة)» 
)| وعن أبي أمامة مرفوعاً الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار“ء وفي حديث أن 
الحمى حمى أمتي من جهنم“ وعن أبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمى قال 
6 تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق قال أبي اللهم إني أسألك 
٤‏ حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك ولا خروجاً إلى بيتك ومسجد نبيك قال الراوي: فلم يمش 
)١( ٤‏ في المخطوطة «بفتح». 

أ الحديث رقم 104: آخرجه مسلم في صحيحه ۱۹۹۳/٤‏ حديث رقم ٥۳(‏ ۔ .)٤٥۷٥‏ 

٠‏ (۲) في المخطوطة «بجناحيه إذا بسطهما». (۳) في المخطوطة «نأتي». 

4 «الديلمى وة في سند الفر ووس (5) الطبراني في الكبير. 

) أخرجه 








E‏ لاط يد ادك د لوقع ا TL‏ د هك بياس ا ده 9 AD E‏ ا ل O‏ ا ا E‏ م 


كتاب الجنائز/ و مو ا 7 


5 (۲۲) وعن أبي موسى» قال: قال رسول الله ية «إذا مَرض العَبدُ أو ساقر؛ 

له بمثل ما كان يعمَلُ مُقيماً صَحيحاً». رواه البخاري. ٠‏ 

' قال : قال رسولٌ الله كلا : «الطاعونُ شهادةٌ لكل مسلم».‎ e 

4 وو ای د 011 yT‏ 1 
المطعونٌ. والمبطونٌ» ْ 


3 


أبى قط إلا وبه حمى7"' . 


0ك ا ا ل م ا ل ١‏ 
جاء صريحاً في رواية (أو سافر) أي وفات [منه] بذلك نفل (كتب له بمثل ما كان يعمل) أ ي من , 
النوافل والباء زائدة» كهي في قوله تعالى : «فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به 4 [البقرة - ۱۳۷] . (مقيماً ٠‏ 
صحيحاً) شاباً قوياً وفيه رد على قول الشافعية أن من ترك صلاة الجماعة» لايكتب له ثوابها ومما ا 
يدل على بطلان قولهم قوله 4ة حيث أخبر عن أقوام تخلفوا عنه في المدينة لعدم مؤنة السفر أ نه 7 
يكتب لهم أجر الغزوء والسفر معه (رواه البخاري) وقّال ميرك : وأبو داود. J‏ 

6 (وعن أنس قال: قال رسول الله كلا : E‏ 
قول ابن حجر أي شهادة أخروية لكل مسلم فهو مخالف للرواية لأن الأصول على الاضافة» 7 
والطاعون قروح تخرج مع لهيب في الآباط. والأصابع وسائر البدن يسود ما حولها أو يخضر ١‏ 
أو يحمر وأما الوباء فقيل هو الطاعون والصحيح أنه مرض يكثر في الناس ويكون نوعاً واحداً 1 
ذكره ابن الملك وقال الطيبي الطاعون هو المرض العام والوباء الذي يفسد به الهواء فتفسد به 7 
الأمزجة والأبدان وقيل: الطاعون هو الموت بالوباء بالمدء والقصر والوباء الموت 00 0 
والمرض العام» وأخرج أحمد عن أبي موسى مرفوعاً فناء أمتي بالطعن والطاعون. قيل: يا 1 
رسول 000 الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال: وخز أعدائكم [من] الجن. وفي كل | ر 
شهادة. (متفق عليه) . 


١ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يللب : الشهداء) أي في الجملة (خمسة‎ - ١55 
ا مال الاير ا ل يا‎ 
٠ أي تحضره مبشرة له . (المطعون) أي الذي ضربه الطاعون ومات به (والمبطون) أي اللي‎ 


(1) الطبراني في الكبير. 

الحديث رقم ١١44‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ١77/7‏ . حديث رقم 1997. ِ 

الحديث رقم ٠٠٤١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .٠ /٠١‏ حديث رقم ۵۷۳۲. وا اي صجيحة ١‏ 
۳ حديث رقم (1917-133). 7 

الحديث رقم ٠٠١٤١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 47/5 . حديث رقم ۲۸۲۹. رلم في مح 17 | 

١‏ حديث رقم .)۱۹۱٤١  ۱۱٤(‏ والنسائي في السنن ۹۹/٤‏ حديث رقم .5١55‏ والدارمي ل 

100 ۹ le E حديث‎ WE 


E GE CE E E DS E 





. والّريق» وصاحبٌ الهدم» والشَّهِيدٌ في سَبِيلٍ الله . 


. يموت بمرض البطن» كالاستسقاء”'' ونحوه وقيل: من مات بوجع البطن قال القرطبي: اختلف 
هل المراد بالبطن الاستسقاءء أو الاسهال على قولين للعلماء. (والغريق) أي الذي يموت من 
٠‏ الغرق والظاهر أنه مقيد بمن ركب البحر ركوباً غير محرم. (وصاحب الهدم) بفتح الدال وتسكن 
٠‏ قال الطيبي: الهدم ما يهدم به من جوانب البئرء فيسقط فيه وقال ابن الملك: أي الذي يموت 
٠‏ تحت الهدم» وهو بفتح الدال ما يهدم به وقال في النهاية: الهدم بالتحريك البناء المهدوم؛ فعل 
٠‏ بمعنى المفعول وبالسكون الفعل نفسه وأما قول ابن حجر بسكون الدال ويفتح لكنه حينئذ يكون 
اسما للمهدوم» ويصح ارادته هنا إلا أنه موهم فهو معارض بأن الفتح أكثر وهما بل في التحقيق 
٠‏ لا يصح ارادة المعنى» المصدري. ولذا اختار الشراح الفتح. (والشهيد) أي المقتول (في سبيل 
٠‏ الله) قال الراغب: سمي شهيداً لحضور الملائكة عنده» اشارة إلى قوله تعالى: #تتنزل عليهم 
' الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا # [فصلت  .]١‏ أو لأنهم يشهدون في هذه الحالة ما 
٠‏ أعدلهمء أو لأنهم تشهد" أرواحهم عند الله قال ابن الملك: وإنما أخره لأنه من باب الترقي 
٠‏ من الشهيد الحكمي» إلى الحقيقي واعلم أن الشهداء الحكمية كثيرة وردت في أحاديث شهيرة 
٠‏ جمعها السيوطي» في كراسة سماها أبواب السعادة في أسباب الشهادة» منها ما ذكر ومنها 
١‏ صاحب ذات الجنب والحريق والمرأة تموت بجمع أي في بطنها ولد وقيل: تموت بكرا ومنها 
المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها ومنها صاحب السل» أي الدق والغريب والمسافرء 
أ والمصروع عن دابه في سبيل الله والمرابط» والمتردي ومن تأكله السباع ومن قتل دون ماله 
٠‏ وأهله أو دينه أو دمه أو مظلمته ومنها الميت في سبيل الله» والمرعوب على فراشه في سبيل 
الله وعن علي رضي الله عنه من حبسه السلطان ظلماً فمات في السجن فهو شهيد" ومن 
.! ضرب فمات في الضرب فهو شهيد““ وكل مؤمن يموت فهو شهيد» وعن أنس مرفوعاً الحمى 
! شهادة وعن أبي عبيدة بن الجراح قال: قلت: يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله قال: 
:) رجل قام إلى إمام جائز فأمره» بمعروف ونهاه عن منكر فقتله وعن””' أبي موسى من وقصه 
فرسه أو بعيره أو لدغته هامة فهو شهيد”"'» وعن ابن عباس من عشق فعف فكتم فمات فهو 
:' شهيد”" وعنه عليه الصلاة والسلام المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد وغ يق 
مسعود مرفوعاً أن الله كتب الغيرة على النساء» والجهاد على الرجال فمن صبر منهن كان لها 


2 (4) ا 5 rs‏ ۰ 5 1 5 - 0 ھ 
:/ أجر شهيد ' وعن عائشة مرفوعا قال في كل يوم خمسا وعشرين مرة اللهم بارك لي في الموت 


(۲) في المخطوطة «يشهر». (۳) لم أجده. 
٠‏ ) لم أقف عليه. (5) مسند الفردوس. 
١‏ (5) لم أجده بهذا اللفظ. (۷) الخطيب إلا أنه عن عائشة رضي الله عنهما. 


.۲٤۹۳ حديث رقم‎ ١١ / أبو داود في السنن‎ (A) 
الطبراني في الكبير.‎ )4( 4 








بعميييي اه د سي 








كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 1 


۷ -(590) وعن عائشةً؛ قالت: سألتٌ رسول الله ية عن الطّاعون فأخبرّني : . 
«أنّه عذابٌ يَبِعَقُه الله على مَّنْ يَشَاءُ» وأنَ الله جعلهُ رحمة لِلمُؤمنين» ليس مِنْ أَحَدٍ يَفَعْ : 
الطاعونُ فَيمكُتُ في بَلدهِ صابراً محْتَسِباء يَعلمُ أنه لا يُصِيبُهُ إلأما كيب اللَّهُ له» إلا كان له ٠‏ 
مثل أجر شهيد» . رواه البخاري . ٠‏ 


وفيما بعد الموت ثم مات على فراشه؛ أعطاه الله أجر شهيد“ وعن ابن یر شرفو عا ن هرل ٠١‏ 
الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر كتب له أجر شهيد  ٠,‏ 
ومنها التمسك بالسنة» عند فساد الأمة ومنها من مات في طلب العلم والمؤذن المحتسب» ومن ٠‏ 
عاش مدارياً ومن جلب طعاماً [إلى المسلمين]» ومن سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه» ٠٠‏ 
وغير ذلك مما يطول ذكره فكل من كثر أسباب شهادته زيد له في فتح أبواب سعادته» (متفق ˆ 
عليه) ورواه الترمذي والنسائي قاله ميرك. ٍ 


17 (وعن عائشة قالت: سألت رسول الله يي عن الطاعون) أي ما الحكمة فيه ١‏ 
(فأخبرني أنه عذابٌ يبعثه الله على من يشاء) أي من عباده الكافرين والمؤمنين (وأن الله) بفتح + 
الهمزة على العطف وبكسرهاء على الاستئناف. (جعله رحمة) [أي] سبب زيادة رحمة ١‏ 
(للمؤمنين) أي الصابرين عليه ونظيره قوله تعالى: #وننزل من القرآن ما هو شفاءً ورحمةٌ : 
للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً #* [الإسراء - 87]. وأما قول ابن حجر" على من يشاء ” 
من الكافرين» بدليل وأن الله الخ فغير ظاهر. (ليس) هذه الجملة بيان لقوله جعله رحمة (من 7 
أحد) من زائدة أي ليس أحذ (يقع الطاعون) صفة أحد والراجع محذوف أي يقع في بلده 7 
(فيمكث) أي ذلك الأحد (في بلده) قال الطيبي: عطف على يقع وكذا ويعلم. اه. فكان في ٠‏ 
نسخته ويعلم بالواو وهو خلاف ما عليه الأصول» وأما قول ابن حجر عطف على يمكث ” 
بحذف حرف العطف فهو غير مرضي . (صابراً محتسباً) حالان من فاعل يمكث أي يصبر وهو ١‏ 
قادرٌ على الخروج متوكلاً على الله طالباً لثوابه لا غير كحفظ مال أو غرض آخر (يعلم) حال ' 
آخر أو بدل من يمكث (أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له) أي من الحياة والممات. (إلا كان له ٠١‏ 
مثل أجر شهيد) خبر ليس والاستثناء مفرغ (رواه البخاري). 1 


)01 لم أجده بهذا اللفظ والله تعالى أعلم. 
(؟) أخرجه الطبراني في الكبير. 
الحديث رقم ٠١٤١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ۱۰/ ۱۹۲. حديث رقم .٥۷۳٤‏ 


اخ 


is دوجم‎ 7 


N EEN E ا‎ ND N ا ا‎ EON ا ل‎ 


54 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





ا 4 (15) وعن أسامةً بن زيدٍء قال: قال رسول الله اة : «الطاعونُ رجز أَرسلٌ 
٠٠‏ على طائفةٍ من ب بني إسرائيل» أؤ على مَّن كان قبلّكم. فإذا سمِعتمُ به بأرض قلا تُقَدِموا 
:١‏ عليه وإذا وقعٌ بأرض» وأنثّم بهاء > فلا تخرّجوا فراراً منه». متفق عليه . 

48 (77) وعن أنس» قال: سَمِعتٌ رسول اللَّهِ ية يقول: «قالَ الله سبحانّه 
وتعالى: إذا ليت عبدي بحبيبّتيه» 





0 بكسر الراء أي عذاب . (أرسل على طائفة من بني إسرائيل» أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم 
) به بأرض) قال الطيبي: هم الذين قيل لهم : ادخلوا الباب» سجداً فخالفوا قال تعالى: «فأرسلنا 
E NSD SG‏ 


RG و ا ال مت الي‎ APE 
سمعتم به بأرض قال الطيبي : الباء الأولى متعلقة بسمعتم على تضمين أخبرتم وبأرض حال أي‎ ٠ 
واقعاً في أرض (فلا تقدموا عليه) بضم التاء من الاقدام رين المع ربع التاء والدار قال‎ 
زين العرب: المحفوظ ضم التاء وقال التوربشتي: فتح التاء بعض الرواةء وضم الدال من‎ ) 
قولهم قدم يقدم ومنهم من فتح الدال من قولهم قدم من سفره يقدم قدوماً والمحفوظ عند‎ 4 
حفاظ الحديث» ضم التاء من قولهم أقدم على الأمر اقداماً قال ابن الملك: أي لا تدخلوا عليه‎ , 
وروي أنه ية لما بلغ الحجر ديار ثمود المعذبين فيها منع أصحابه الدخول فيهاء ويؤيده قوله‎ 
ية إذا مررتم بأرض قوم» معذبين فاسرعوا لا يصيبكم ما أصابهم (وإذا وقع بأرض وأنتم بها‎ 
فلا تخرجوا فراراً منه) قال ابن الملك: فإن العذاب لا يدفعه الفرار» وإنما يمنعه التوبة‎ 
والاستغفار. وقال الطيبي: فيه أنه لو خرج لحاجة فلا بأس وقال بعضهم: الطاعون لما كان‎ 
ر عذاباً نهى عن الإقدام فإنه تهرّرٌ واقدامٌ على الخطرء والعقل يمنعه ونهى عن الفرار أيضاً فإن‎ 
م, الثبات فيه تسليمٌ لما لم يسبق منه اختيار فيه ويحتمل أنه كره ذلك لما فيه من تضييع المرضى»‎ 
والموتى لو تحوّل الأصحاء عنهم وقال القاضي: في الحديث النهي عن استقبال البلاء فإنه تهوّر‎ 
وعن الفرار» فإنه راجن القدر ولا ينفعه قال الخطابي : أحد الأمرين تأديب وتعليم» والآخر‎ 7 
تفويضٌ وتسليمٌ . (متفق عليه) قال ميرك : ورواه الترمذي والنسائي.‎ ٠: 


4 48 (وعن أنس قال: سمعت النبي بي يقول قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي 
:) بحبيبتيه) أي بفقد بصر عينيه وإنما سميا بذلك لأنه لا أحب عند الإنسان في حواسه منهما وإن 


0 الحديث رقم ٠١٤۸‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .۳٤٥/١١‏ حديث رقم 7914. ومسلم في صحيحه 
54 حديث رقم ٩۲(‏ - ۲۲۱۸). وأحمد في المسند /١‏ 147. 

الحديث رقم 1644: أخرجه البخاري في صحيحه .1١5/٠١‏ حديث رقم .٠٦٥۳‏ وأحمد في المسند '/ 
SH:‏ 








كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 9 


ثم صبَرَء عوّضتّه منهُما الجلَه» يُرِيدُ عَيئَيهِ. رواه البخاري . 


الفصل الثاني 


۰ - (18) عن علي [ رضي اللَهُ عنه ]» قال: سمعتٌ رسول الله هة يقول: «ما 
من مسلم يعودُ مسلماً عدو إلأ صلى عليه سبعونٌ ألف ملك حتى يمسي وإِنْ عادة عشيّة 
إلا صلى عليه سبعونَ ألفٍ ملكِ حتى يُصبحء وكانَ له خَريفٌ في الجنّة». رواه الترمذي» 


وأبو داود. 





كان السمع أفضل من البصر على الأصح لأن فوائد السمع غالبها أخروي لأنه محل ادارك 
القرآن» والسنة والعلوم وفوائد البصر غالبها دنيوي. (ثم صبر) هي لتراخي الرتبة (عوّضته 
منهما) أي بدلهما أو من أجل فقدهما (الحنة) أي دخولها مع الناجين أو منازل مخصوصة فيها 
(يريد) أي النبي َي بحبيبتيه (عينيه) والظاهر أن هذا التفسير من أنس (رواه البخاري) وفي 
ل م ل ل 
لمن ابتلي بذلك أن يتأسى بأحوال الأكابر من الأنبياءء والأولياء الذين حصل لهم هذا البلاء 
فصبروا عليه ورضوا به بل عدوه نعمة ومن ثم لما ابتلى به حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله 
ابن عباس رضي الله عنهما أنشد: 
إن يذهب الله من عينيّ نورهما # ففي لساني وقلبي للهدى نور 


(الفصل الثاني) 

(عن علي قالت: سمعت رسول الله بي يقول ما من مسلم يعود مسلماً غدوة) ٠‏ 
الغدوة بضم الغين» ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس كذا قال ابن الملك: والظاهر أن المراد ' 
به أوّل النهار ما قبل الزوال. (إلا صِلَّى عليه) أي دعا له بالمغفرة (سبعون ألف ملك حتى ' 
يمسي) أي يغرب بقرينة مقابلته وأغرب ابن حجر فقال: أي حتى ينتهي المساء وانتهاؤه بانتهاء .١‏ 
نصف الليل» ونسب القول إلى ثعلب وهو خلافٌ ما عليه جمهور اللغويين (وإن عاده) نافية "١‏ 
بدلالة إلا ولمقابلتها ما (عشية) أي ما بعد الزوال أو أوَّل الليل (إلا صلى عليه سبعون ألف ملك ” 
حم و للحائد لي كلا اتوي وخرييه الى E‏ بستانٌ وهو في الأصل ٠١‏ 
الثمر المجتنى أو مخروف من ثمر الجنة فعيل بمعنى المفعول. (رواه الترمذي) وقال حسنٌ ١‏ 
غريبٌ (وأبو داود) قال ميرك : والنسائي . ِ 


الحديث رقم ٠٠١١‏ : أخرجه أبو داود في الستن "/ ٤۷٥‏ حديث رقم .۳٠۹۸‏ والترمذي في السنن ؟/ ١‏ 
۰ حديث رقم 414. وابن ماجه 477/١‏ حديث رقم 1547. وأحمد في المسند ۱ ۰ 


E ESE ES e 





ل 0 )0 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ‏ 





1 _ (4) وعن زيل د بن أرقمّء قال : عادني النبي َة من وع كان يُصيبني . 
:رواه أحمدء وأبو داود. 


م (0”) وعن أنس» قال: قال رسول الله ية : «مَنْ توضّأ فأحسنّ الوضوءًء 
. وعاد أخاهٌ المسلم 


١ ُ‏ (وعن زيد بن أرقم قال عادني) بفتح الياء ويسكن (النبي به من وجع) أي من 
: رمد كما فى رواية قاله ميرك . (كان بعيني) بتشديد الياء وفي نسخة صحيحة بتخفيفهاء والمراد 
١‏ به الجنس قال في الأزهار: فيه بيان استحباب العيادة وإن لم يكن المرض مخوفاً كالصداع» 
7 ووجع الضرس وإن ذلك عيادةٌ حتى يحوز [بذلك] أجر العيادة» ويحنث به خلافاً للشيعة أقول 
٠‏ وروي عن بعض الحنفية أن العيادة في ي الرمد ووجع الضرس» خلاف السنة والحديث يرده ولا 
٠‏ أعلم من أين تيسر لهم الجزم» به خلاف السئة مع أن السئة خلافه نعوذ بالله من شرور أنفسناء 
:أ وقد ترجم عليه أبو داود في سئه فقال باب العيادة من الرمد. ثم أسند الحديث والله الهادي 
“ ذكره ميرك أقول يحمل قوله خلاف السنة على السنة المؤكدة [ولا يرد] الحديث إذ ليس فيه 
| تصريح منه و بأنه عيادةٌ بل يحتمل أنه يكون زيارة وإنما قال الصحابي : على زعم أنه عيادةٌ أو 
على أنه مشابةٌ بالعيادة» فأطلقه مجازاً مع أنه معارض بما أخرجه البيهقي والطبراني» مرفوعاً 
.أ ثلاثة ليس لهم عيادة العين والرمد والضرس وإن صحح البيهقي أنه موقوف على يحيى بن أبي 
| تر كما قله أبن جره نم ميتي الإمان وجح عتددا على العف والمادة علي اللقة رال 
| الثابتة وترجمة أبي داود لا تكون حجة على غيره» قال في شرعة الإسلام: ومن السنة أي 
)) المؤكدة أن يعود أخاه فيما اعتراه أي أصابه من المرض» إلا فى ثلاة أمراض صاحب الرمد 
١‏ والضرس» والدمل قال الشارح: وبتقييدنا السنة بالمؤكدة يندفع ما يتوهم من المخالفة بين ما 
00 وبين ما ذكر في المصابيح من أن زيد بن أرقم قال عادني النبي وه من وج 
ن¿ السئن الغير المؤكدة وخلاصة الكلام أنه لا يلزم فيها العيادة 
:إلا أنه متهي عنها. اه. وقال ابن الملك : وهذا يدل على أن من لم يقدر أن يخرج من بيته بعلة 
|٤‏ فعيادته سنة وقد عرفت ما فيه . (رواه أحمد وأبو داود) قال ميرك : وسكت عليه هو والمنذري 


| ورواه الحا '' في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين . 











' 1 (وعن أنس قال: قال رسول الله كهِ: من توضأ فأحسن الوضوء) أي أتى به 
ْ كاماد وأيا و ر اليه ييا كدر م ون لع بيات ا ينال له 
في الشرع أنه توضأ. (وعاد أخاه المسلم) ولعل الأمر بالطهارة للعيادة لأنها عبادة بنقطة زيادةء 


الحديث رقم ١‏ : أخرجه أبو داود في السنن ٤۷۷/۳‏ حديث رقم 7" وأحمد في المسند 5/ 
Vo‏ 
)١(‏ أخرجه الحاكم في المستدرك .۳٤١/١‏ 
1 الحديث د : أخرجه آبو a e‏ 0 ۳۰ 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۷ 





محتسباً» بُوعِدَ من جهنم مسيرةً ستين خريفاً». رواه أبو داود. 


“681 - (۳۱) وعن ابن عبّاس» قال: قال رسول الله كَكِِ: «ما مِنْ مسلم يعودٌ مُسلماً ٠‏ 
يقول سبعَ مرّاتِ: أسألٌ الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك؛ إلا شفيّء 





والزيادة على رعاية صاحب العيادة فيكون جامعاً د بين الامتثال لأمر الله والشفقة على خلق الله. ٠.‏ 
وقال الطيبى: فيه أن الوضوء سنةٌ فى العبادة لأنه إذا دعا على الطهارة» كان أقرب إلى الاجابة 
ونان و رلمل الحكمة في الوقنزةءهنا أن العيادة عاد واوا الا على وه 
الأكمل» أفضل هذا وهو حجةٌ على الشافعية على ما ذكره ابن حجر من أنه لا ي يسن الوضوء .+ 
لعيادة المريض› ثم قال والاعتذار عنهم باحتمال أنهم لم يروا هذا الحديث بعيدٌ مع كون السنة . 

بين أعينهم» 7 سبحان الله يستبعد أن فقهاء الشافعية لم يروا مثل هذا الحديث ويجوّز كما 
تقدم عنه في مواضع أن الأحاديث الصحاح ما بلغت مثل أبي حنيفة ومالك وأحمد أئمة 
الحديث» والفقه أصولاً وفروعاً ولكن كما ورد 


# حبك الشيء يعمي ويصم #* 


(مجتسبا) أ طالب تكراب لاالعرهن الخرتمن تهاب رف عافن مهير لهذ 
المباعدة والمغالبة للمبالغة (من جهنم مسيرة ستين خريفاً) أي سنة كما في رواية سمي بذلك ١‏ 
لاشتماله عليه اطلاقاً للبعض على على الكل» قال الطيبي: كانت العرب يؤرخون أعوامهم بالخريف ٠‏ 
لأنه كان أوان جدادهم» وقطافهم وادراك غلاتهم إلى أن أرخ عمر رضي الله عنه بسنة الهجرة. ٠‏ 
اه. . وتبعه ابن حجر مع اعتراضه عليه فيما سبق بما رددناه 8 عليه والتحقيق أن الخريف على ما 1 
ذكر في القاموس» وغيره [كأمير] ثلاثة أشهر بين القيظ والشتاء يخترق فيه الثمارء وأرخ الكتاب 
وقته فقوله كانوا يؤرخون أعوامهم بالخريف, معناه أنهم يجعلون الخريف آخر سنتهمء أو أوّلها ١‏ 
لما علله أو المعنى أنهم كانوا يطلقون الخريف على العام جميعاً» لما تقدم وما الدخل فيه ؛ 
لتاريخ عمر رضي الله عنه بالهجرة فإن سببه أن العرب كانوا يؤرخون لمعرفة مضي مدة السنين 
بأمر غريب» كان يقع في سنة من السنين كعام الفيل فغيره رضي ار ل : 
من سنة الهجرةء واستمر الأمر على ذلك إلى تاريخ يومنا هذا والله أعلم . (رواه أبو داود). 

۳ _ (عن ابن عباس قال: قال رسول الله کل : : ما من مسلم) ما للنفي ومن زائدة ١‏ 
(يعود مسلماً) أي يزوره في مرضه (فيقول) أي العائد (سبع مرات) لعله اشارة إلى السبعة ١‏ 
الأعضاء (أسأل الله العظيم) أي في ذاته وصفاته (رب العرش العظيم) فإنه أعظم مخلوقاته 3 
ومحيط بمكوناته وفي نسخة بنصب العظيم» على أنه صفة الرب. (أن يشفيك) بفتح أوله ٠‏ 
مفعول ثان (إلا شفي) على بناء المجهول أي ذلك المسلم المريض سريعاًء والحضر غالبي أو ١‏ 





الحديث رقم ١681‏ : أخرجه أبو داود فى السئن ۳ حديث رقم ."٠١‏ والترمذي 5٠١/5‏ حديث : 


رقم ۲۰۸۰. وأحمد في المسند ۲۳۹/۱. 





4 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


إلا أن يكون قد حضرّ أجلة». رواه أبو داود والترمذي. 


: 4 (۳۲) وعله أن النبيّ بيا كا يُعلْمِهِمْ منَ الحمّى ومن نّ الأوجاع كلها أن 
“أيقولوا: «بسم الله الكبير» أعودٌ باللِّ العظيم» منْ شرٌ كل عرقي نعّاره ومن شرٌ حرٌ النار». 
'رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ غريبٌ؛ لا يعرف إلا منْ حديث إبراهيم بن إسماعيل وهو 
1 00000 "شيعت ورل الله 6ه ايكون عن ادك 

متكم شیا أ اشتكاه أخ لهء فليقل: ربنا الله الذي في السماءء تقدّسٌ اسمكء أمرك في 
ر السماء والأرض» كما [ أنَّ ] رحمتكٌ في السماء 


.هبني على شروط لا بد من تحققها . (إلا أن يكون قد حضر أجله) أي فيهوّن الله عليه الموت» 
< ويحصل له شفاء الباطن حتى يلقى الله بقلب سليم . (رواه أبو داود والترمذي) قال ميرك : ورواه 
١‏ النساتي : في اليوم والليلة» وابن حبان في صحيحه والحاكم''' وقال: صحيح على شرط الشيخين . 


١‏ - (وعنه) أي عن ابن عباس (آن النبي ٤‏ کان يعلمهم من الحمى) أي من أجلها 
5 الأوجاع كلها أن يقولوا) أي المرضى أو عوّادهم 3 الله الكبير) أي شأنه والعلي 
ر برهانه . (أعوذ بالله) هذا لفظ ابن أبي شيبة في المصنف. وفي أكثر الأصول نعوذ بالله (العظيم 

:امن شر كل عرق) بالتنوين (نعار) أي فرًار“ الدم يقال نمر المرق: ينعر بالفتم فيب إذا فار منه 

. , الدم استعاذ لأنه إذا غلب لم يمهل» وقيل: سائل الدم وقيل مضطرب وقال الطيبي: نعر العرق 
: بالدم» إذا ارتفع وعلا وجرح نعار» ونعور إذا صوّت دمه عند خروجه. اه. وقال الترمذي 
2 [ويروى] عرق نعار (ومن شر حر النار رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من 
حديث 0 وهو يضعف في الحديث) قال القرطبي: هو متروك وقال 
أ السيوطي: أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا وابن السني في عمل اليوم 
٠‏ والليلةء والحاكو” ا والبيهقي في الدعوات ولعدم اطلاع ابن حجر على ذلك قال: 
Se aS‏ 


:. 06 (وعن أبي الدرداء قال : sS‏ 
+ شيئاً) أي من الوجع (أو اشتكاه) الضمير عائد إلى شيئاً (أخ له فليقل) أي المشتكي أو أخوه 
. العائد (ربنا الله) قال زين العرب : في النسخ بالرفع وفي شرح قال: اال ال ب 
7 ر (الذي) صفة موضحة (في السماء) أي رحمته أو أمره أو ملكه العظيم» أو الذي معبود في 
2" الحاكم في المستدرك 51/4. والنسائي في اليوم والليلة ص ١١‏ حديث رقم ٠٠٠١۳‏ 

)أ الحديث رقم 1184: أخرجه الترمذي في السنن 107/4 حديث رقم .۲٠۷۵‏ وابن ماجه ٠٠١١/۲‏ 
0 حديث رقم 077. وأحمد في المسند .٠٠/١‏ 

02 في المخطوطة «خوار». (۳) الحاكم في المستدرك 415/4. 

الحديث رقم ه68١:‏ حم ع الك كك احاتم لس الوه ا a‏ 


کر ل ار سر بر اتير a a‏ وير الاب الا شر ار كي لطر 900 ل جه سر كا ب HRN‏ ادو نر وو فر RÊN‏ لوق لل الا جف حر E EREN‏ 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۹ر 





فاجعل رحمتكٌ فى الأرض» اغفِر لنا حُوبنا وخطاياناء أنتَ ربٌ الطيّبين» أنزل رحمةً من 3 
رحمتك» وشفاءً من شفائك› وعلى هذا الوّجع؛ فيّبرأ». رواه أبو داود. 2 

75 (34) وعن عبد الله بن عمروء قال: قال رسول الله كك : «إذا جاءَ الرجل ,” 
يعودُ مريضاً فليقل: اللهعٌ اشف عبد ينكأ لك 





السماء كما أنه معبودٌ في الأرض قال تعالى: #وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله © ٠.‏ 
[الزخرف  .]۸٤‏ وهذا مما اختلف فيه السلف والخلف بعد اتفاقهم على تنزيه الله تعالى» عن ٠‏ 
ظاهره الموهم للمكان والجهة. (تقدس اسمك) وفي نسخة أسماؤك أي تطهرت عما لا يليق ٠‏ 
بك قال الطيبي: ربنا مبتدأ الله خبره الذي صفة مادحة عبارة عن مجرد العلو والرفعة» لأنه منرة © 
عن المكان ومن ثم نزه اسمه» عما لا يليق فيلزم منه تقديس المسمى بطريق الأولى. (أمرك) ٠١‏ 
أي مطاعٌ (في السماء والأرض) قال الطيبي: كقوله تعالى: #وأوحى في كل سماء أمرها 4 < 
[فصلت - .]١١‏ أي ما أمر به فيها ودبرها من خلق الملائكة والنيرات» وغير ذلك (كما 2 
رحمتك في السماء) ما كافة مهيئة لدخول الكاف على الجملة في الفائق الأمر مشترك بين 
السماء والأرض» لكن الرحمة شأنها أن تخص بالسماء دون الأرض لأنها مكان الطيبين» 2 
المعصومين قال ابن الملك: ولذلك أتى بالفاء الجزائية فالتقدير إذا كان كذلك. (فاجعل 2 
رحمتك في الأرض) أي في أهلها(© (اغفر لنا حوبنا) بضم الحاء وتفتح أي ذنبنا (وخطايانا) أي ٠‏ 
كبائرنا وصغائرنا وعمدنا وخطأنا. (أنت رب الطيبين) أي محبهم ومتولي أمرهم. والاضافة 7 
تشريفية وهم المؤمنون» المطهرون»ء من الشرك أو المتقون الذين يجتنبون الأفعال الدنية» ٠‏ 
والأقوال الردية. (انزل رحمة) أي عظيمة (من رحمتك) أي الواسعة التي وسعت كل شيء قال 7 
الطيبي : هذا إلى آخره تقريرٌ للمعنى السابق. (وشفاء) أي عظيماً (من شفائك) أي من جملته ٠‏ 
وهو تخصيص بعد تعميم (على هذا الوجع) بالفتح والكسر قال الطيبي : اللام في الوجع للعهد . 
وهو [ما يعرفه كل أحد أن الوجع ما هو] ويجوز أن يشار به إلى شيئاً فالجيم مفتوح» وإلى من ٠‏ 
في من اشتكى فالجيم مكسور وقال ميرك : ضبطه بعضهم بكسر الجيم» وهو من به وجع أي ,. 
بفتح الميم. وقال بعض الشراح : الفتح هو الرواية. (فيبرأ) بالرفع أي فهو يتعافى وأما قول ابن 7 
حجرء فيبرأ جواب ليقل فظاهره أنه منصوب وليس كذلك في الأصول. (رواه أبو داود) قال" 
شرك ورواه النسائي في اليوم والليلة والحاكم في المستدرك”” . اه. لكن الحاكم رواه عن ١‏ 
فضالة بن عبيد. : 

7 - (وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله كلِ: إذا جاء الرجل يعود مريضاً / 
فليقل اللهم اشف عبدك ينكأ) بفتح الياء في أوَّله وبالهمزة في آخره مجزوماً أي يجرح. (لك 5 





(1) في المخطوطة «أصلها». 
(۲) الحاكم في المستدرك .٠٤٤/١‏ والنسائي في اليوم والليلة ص ۲۹۹ حديث رقم .١٠١5”‏ 3 


قم 7 a aaa e ai‏ وي د 





YE‏ ر کر چ 


SRS SARS e 


الحديث رقم ٠٠١١‏ : أخرجه أبو داود فى السنن ۰/۳ حديث رقم .51١7‏ وأحمد في المسند ۱۷۲/۲. إإإ 


۳۰ كتاب الجنائ ز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





: عدواً أو يمشي لك إلى جنازة) . رواه أبو داود. 


۷ ۵ وهن عل ابن ويد عن أمكة أنها شالت عائشة عن قول اللهغرٌ 
وجلّ: «إنْ تُبدوا ما في انيم أؤ تُحَفُوهُ يُحاسبْكم به الله 4. وعن قوله: من يَعْمَلُ 





' عدوًا) أي الكفار أو إبليس وجنوده» ويكثر فيهم النكاية بالإيلام» واقامة الحجة والالزام 
بالجزمء وروي بالرفع بتقدير فهو ينكأ من النكء بالهمزة من حد منع ومعناه الخدش 
وينكى من النكاية من باب ضرب أي التأثير بالقتل والهزيمة» كذا ذكره بعض الشراح 
لكن الرسم لا يساعد الأخيرء وفي الصحاح نكأت القرحة أنكأها نكأ إذا قشرتها» وفي 
النهاية [نكيت] في العدرٌ أنكى نكاية فإنا نأك إذا أكثرت فيهم الا والققن رهوا 
لذلك وقد يهمز قال الطيبي: ينكأ مجزوم على جواب الأمرء ويجوز الرفع أي فإنه ينكأ 
وقال ابن الملك: بالرفع في موضع الحال أي يغزو في سبيلك (أو يمشي) بالرفع أي أو 
٠‏ هو يمشي قال ميرك: وكذا ورد بالياء وهو على تقدير ينكأ بالرفع ظاهر وعلى تقدير 
. الجزمء فهو وارد على قراءة من يتق ويصبر. (لك) أي لأمرك وابتغاء وجهك (إلى 
٠‏ جنازة) بالفتح ويكسر أي اتباعها للصلاة لما جاء في رواية إلى صلاة وهذا توسعٌ شائع 
قال الطيبي: ولعله جمع بين النكاية وتشييع الجنازة» لأن الأوّل كدح في انزال العقاب» 
على عدو الله والثانى سعيٌ فى ايصال الرحمة إلى ولي الله. اه. أو لأن المقصود من 
المرض إما كفارة الذنوب» ورفع الدرجات أو تذكير بالموت والآخرة والعقاب وهما 
حاصلان له بالعملين المذكورين. (رواه أبو داود) قال ميرك: وسكت عليه هو والمنذري 
۲ ورواه ابن حبان والحاكه"" . 

۷ - (وعن علي بن زيد عن أمية) بالتصغير قال السيد: اسم امرأة والد علي بن زيد 
١‏ وليست بأمه قاله في التقريب فما وقع في بعض نسخ الترمذي» عن أمه خطأ إلا أن يحمل على 
: المسامحة أو المجاز. (أنها سألت عائشة عن قول الله عر وجل إن تبدوا 4) كذا بلا واو قبل 
1 أن أي أن تظهروا. (#ما في أنفسكم €) أي في قلوبكم من السوءء بالقول أو الفعل. (#أو 
٠‏ تخفوه #) أي تضمروه مع الاصرار عليه إذ لا عبرة بخطورء الخواطر (لإيحاسبكم به الله #) 
أي يجازيكم بسركم وعلنكم» أي يخبركم بما أسررتم وما أعلنتم. (وعن قوله) أي تعالى 
© (#من يعمل €) [أي ظاهراً وباطناً] (#سوءاً 4) أي صغيراً أو كبيراً (#إيجزيه 74" أي في 
٠‏ الدنيا أو العقبى» إلا ما شاء ممن شاء. (فقالت) أي عائشة (ما سألني عنها) أي عن هذه المسألة 





)١( 1‏ في المخطوطة «وهنوا». 


.٥٤۹/١ الحاكم في المستدرك‎ )۲( ٠ 


4 الحديث رقم ٠١١١‏ : أخرجه الترمذي في السنن 77١/0‏ حديث رقم 1941. وأحمد في المسند 518/5. 
: (۳) سورة البقرة - آية رقم .۲۸٤‏ (4) سورة النساء ‏ آية رقم 177.. 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۴۹ 


أحدٌ مند سألتُ رسول الله به فقال: «هذه معاتيةٌ الله العبد بما د يصيبة منّ | لحم والتّكبق 
حتى البضاعة يضعها في ي قميصه» فيفقِدُهاء فيَفزِعٌ لهاء حتى إِنَّ العَبدَ ليخرُجٌ منْ دُنوبهء 
كما يخرجٌ التَبرُ الأحمرٌ منّ الكير». رواه الترمذي . 





(أحد منذ سألت رسول الله ي) أي عنها (فقال هذه) اشارة إلى مفهوم الآبتين» المسؤول ' 


عنهما آي محاسبة العبادة أو مجازاتهم بما يبدون وما يخفون من الأعمال. (معاتبة الله العبد) 1 


أي مؤاخذته العبد بما اقترف من الذنب. (بما يصيبه) أي في الدنيا وهو صلة معاتبة ويصح ' 


كون الباء سببية. (من الحمى) وغيرها مؤاخذة المعاتب وإنما خصت الحمى بالذكر لأنها من 


أشد الأمراض» وأخطرها قال في المفاتيح: العتاب. أن يظهر أحد الخليلين» من نفسه الغضب / 


على خليله لسوء أدب ظهر منه مع أن في قلبه محبته يعنى ليس معنى الآبة» أن يعناتيا الله 1١‏ 


المؤمنين بجميع ذنوبهم يوم القيامة» بل معناها أنه يلحقهم بالجوع والعطش» والمرض 2 
والحزن وغير ذلك من المكاره حتى إذا خرجوا من الدنيا صاروا مطهرين من الذنوب. قال 7 
الطيبي: كأنها فهمت أن هذه مؤاخذةٌ عقاب أخروي فأجابها بأنها مؤاخذة عتاب فى الدنيا ' 
عناية ورحمة. اه. ولذلك لما شقت الآية الأولى على الصحابة وأزعجتهم نزل E‏ ولا ان 


يكلف الله نفساً إلا وسعها ) كما أنه لما شق عليهم «اتقوا الله حق تقاته 4 [آل عمران  ٠١‏ 
.]٠‏ وتفسيره عليه الصلاة والسلام لها بأن يذكر فلا ينسى» ويطاع فلا يعصي ويشكر فلا ١‏ 


2 


يكفر نزل: #فاتقوا الله ما استطعتم 4 [التغابن - .]١7‏ [ووقع في المصابيح هذه معاقبة الله ١!‏ 


بالقاف قال زين العرب: اشارة إلى مفهوم الآية المسؤول عنها ويروى معاتبة الله من العتاب» ٠|‏ 


أي يؤاخذ الله معه أخذ العاتب» قال شارح الرواية الأولى : في جميع نسخ المصابيح : وهي | 
غير معروفةٍ في الحديث ولا معنى لها] وقال ابن حجر: وروي متابعة الله ومعناها هنا صحيح | 


خلافاً لمن نازع فيه» وأطال بما لا طائل تحته ولا شك أنه تصحيفٌ وتحريفٌ لعدم استناده !م 


ذلك خبر اتبعوا القرآن أي اقتدوا به. (والنكبة) بفتح النون أي المحنة وما يصيب الإنسان من , 
حوادث الدهر. (حتى البضاعة) بالجر عطف على ما قبلها وبالرفع على الابتداء وهي بالكسر ١‏ 


2 


ا 
3 


7 
K٣ 
ل‎ 


3 
ا 


طائفة من مال الرجل. (يضعها في يد قميصه) أي كمه سمي باسم ما يحمل فيه (فيفقدها) ٠|‏ 
أي يتفقدها ويطلبها فلم يجدها لسقوطهاء أو أخذ سارق لها منه. (فيفزع لها) أي يحزن /. 


لضياع البضاعة فيكون كفارة كذا قاله ابن الملك: وقال الطيبي: يعني إذا وضع بضاعة فر 


كمهء ووهم أنها غابت فطلبها وفزع كفرت عند ذنوبه» وفيه من المبالغة ما لا يخفى. (حتى) 
أي ولا يزال يكرر [عليه] تلك الأحوال حتى (إن العبد) بكسر الهمزة وفي نسخة بالفتح 


فى 5 


وأظهر العبد موضع ضميره؛ إظهار الكمال العبودية المقتضي للصبرء والرضا بأحكام ٠‏ 


الربوبية. (ليخرج من ذنوبه) بسبب الابتلاء بالبلاء (كما يخرج التبر) بالكسر أي الذهب 


والفضة قبل أن يضربا دراهمٌ ودنانير فإذا ضربا كانا عيئاً. (الأحمر) أي الذهب يشوى في النار . 


تشوية بالغةً . (من الكير) بكسر الكاف متعلق بيخرج (رواه الترمذي) . 


يض كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





\oo۸‏ - )۳( وعن أبى موسى » أن وول الله َو قال : «لا يصيب عبداً نكبةٌ فما 
٠‏ فوقها أو دونها إلا بذنب» وما يعفو اللَّهُ عنه أكثرء وقرأ: وما أصابكم من مصيبة فبما 
كسبت أيديكم 





0 ۸ _ (وعن أبي موسى أن النبي) وفي نسخة صحيحة أن رسول الله (يهه قال لا يصيب 
عبداً) التنوين للتنكير (نكبة) أي محنةٌ وأذى والتنوين للتقليل لا للجنس ليصح ترتب ما بعدها 
:. عليها بالفاء وهو (فما فوقها) أي في العظم (أو دونها) في المقدار وأما قول ابن حجر فما فوقها 
/ في العظمء أو دونها في الحقارة ويصح عكسه فغير صحيح لأنه خلاف معروف اللغة والعرف» 
0 وأما قوله ونظيره قوله #مثل ما بعوضة فما فوقها 4 [البقرة - 17]. فممنوعٌ لأن الآية ليس فيها 
: إلا ذكر فوقهاء واختلفوا في معناه فالجمهور على أن المعنى فما فوقها في الكبر كالذياب» 
0 والعنكبوت وقال أبو عبيدة: أي فما دونها كما يقال فلانٌ جاهلٌ فيقال: وفوق ذلك أي وأجهل 
1 قال الإمام الرازي: وهو قول أكثر المحققين لكن مختار الكشاف» والبيضاويٌ أن معناه ما زاد 
٠‏ عليها في الجثة كالذباب» أو فى المعنى الذي جعلت فيه مثلاً وهو الصغر والحقارة كجناحها 
قال البيضاوي: ونظيره في الاحتمالين ما روي آن Es‏ فقالت 
اة رفي غا سمعت رسول الله يك قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتب 
له بها درجة» ومحيت عنه بها خطيئة”“ فإنه يحتمل ما تجاوز الشوكة في الألم كالخرورء وما 
زاد عليها في القلة كنخبة النملة لقوله عليه الصلاة والسلام ما أصاب المؤمن من مكروه» فهو 

لخطاياه حتى نخبة النملة. اه. a‏ وسكون الخاء المعجمة بعدها موحدة أي 
:+ قرضتها والحديت الأرل:رواة اليخاري ‏ وغيره وأما الثاني فقال العسقلاني لم أجده . (إلا 
ش بذنب) أي يصدر من العبد (وما يعفو الله) ما موصولة أي الذي يغفره ريفسو (غته اک مما 
يجازيه قال ميرك : نقلاً عن زين العرب» أي لا تصيب العبد في الدنيا مصيبةٌ إلا بسبب ذنب 
. صدر منه» ووكرن*" ولك اة التي لحقته في الدنيا كفارة لذنبهء والذي يعفو الله عنه من 
٠‏ الذنوب من غير أن يجازيه في الدنيا والآخرة أكثر وأحرى» من ذلك فانظر إلى حسن لطف الله 
.. تعالى بعباده. (وقرأ) أي النبي ككل قاله ابن الملك. («وما أصابكم 4) ما شرطية أو موصولة 
0 متضمنة لمعنى الشرط (#من مصيبة #) أي من مرض وشدة وهلاكِء وتلفٍ في أنفسكم 
. وأموالكم» وهذا يختص بالمذنبين وأما غيرهم فإنما تصيبهم لرفع درجاتهم. (#إفيما كسبت 
. أيديكم #) الرواية بالفاء وقرأ نافع وابن عامر بحذفها في الآية أي بذنوب كسبتها أنفسكم. فما 





1 الحديث رقم ۱۸ : أخرجه الترمذي في السنن ۳۷۷/٥‏ حديث رقم ۳۲٠٣۲‏ . وأحمد في المسند .٠١۷ /١‏ 
)١( 1‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۱۹۹۱/٤‏ حديث رقم .۲٥۷۲‏ 

1 (۲) بل هو عند مسلم هكذا عزاه السيوطي في الجامع الصغير. وراجع المصدر السابق. 

(۳) لم أجده في كنز العمال ولا في الجامع الصغير. 
)٤( 3‏ في المخطوطة «يكون». 





كتاب ا باب عيادة المريض وثواب المرض رذن 0 


ويعفو عن كثير 4 . رواه الترمذي . 


۹ - (۴۷) وعن عبدٍ الله بن عمروء قال فال رولا «إِنَّ العبد إذا كان 0 
على طريقةٍ حسنة من العبادة» ثم مرض» قيلَ للمّلكِ الموكلٍ به: اكب له مثل عمله إذا (( 
كان طلقا خت أطلقة: أو أكفته إليّ». ١‏ 


۰ -(8") وعن أنس» أن رسول الله اة قال : «إذا ابئّلي ا 9 
جَسدوء قيلَ للملك: اكتب لهُ صالصَ عمله الذي كان يعمل» فإن شفاه عَسّله وطهّره. وإن 0 
قيصة 
موصولة أو موصوفة ويمكن أن تكون مصدرية أي بكسبكم الآثام وانتساب الاكتساب إلى ١‏ 
الأيدي» لأن أكثر الأعمال تزاول بها والمعنى ما ظلمناهم» ولكن ظلموا أنفسهم (لإويعفوا #) | 
أي فضلاً منه تعالى (#إعن كثير 66#" أي كثير من الذنوب أو كثيرٍ من المذنبين» وتكتب ١‏ 
الألف بعد واو يعفو مع أنه مفرد على الرسم القرآني (رواه الترمذي) . . 


48 (وعن عبد الله بن عمرو) بالواو (قال: قال رسول الله ب : إن العبد إذا كان على اذ 
طريقة حسنة) أي على جهة المتابعة الشرعية (من العبادة) أي نوع من أنواعهاء من النوافل بعد !!؛ 
قيامه بالفرائض . (ثم مرض) ولم يقدر على تلك العبادة (قيل) أي قال الله تعالى كما مر في ١‏ 
الرواية الأخرى ودل عليه قوله هنا حتى أطلقه (للملك الموكل به) أي صاحب الحسنات (أكتب /: 
له مثل عمله إذا كان طليقاً) أي مطلقاً من المرض الذي عرض له غير مقيد به من أطلقه إذا رفع | 
عنه القيد أي إذا كان صحيحاً لم يقيده المرض عن العمل» كذا ذكره ميرك. (حتى أطلقه) بضم إ 
الهمزة أي أكتب إلى حين أرفع عنه قيد المرض (أو أكفته) بفتح الهمز وكسر الفاء أي أقبضه ٠‏ 
(إلي) في النهاية أي أضمه إلى القبر ومنه قيل: للأرض كفأت قال المظهر: أي أميته قيل: ١‏ 
الكفت الضم والجمع» وهنا مجاز عن الموت. قال ميرك: رواه أحمد باسناد صحيح ليس فيه ١‏ 
إلا عاصم القارىء» روى له الأربعة وأخرج له الشيخان متابعة. 1 

1 (وعن أنس أن رسول الله ية قال: إذا ابتلي المسلم ببلاء في جسده» قال:) أي‎ - ٠١ 
:!| الله تعالى وفي نسخة قيل: (للملك) [الموكل] أي صاحب يمينه (أكتب له صالح عمله) أي مثله‎ 
:( (الذي كان يعمل) والظاهر من الحديث أنه يكتب له نفس العمل» وقيل: ثوابه والأوّل أبلغ»‎ 
١ فإنه يشمل التضاعف . (فإن شفاه) أي الله تعالى (غسله) بالتشديد ويخفف أي نظفة (وطهره) من‎ 
١ الذنوب لأن المرض كفرهاء والواو تفسيرية أو تأكيدية أو تنويعية. (وإن قبضه) أي أمر بقبضه‎ 


(0) سورة الشورى - آية رقم 0 

الحديث رقم 48 : أخرجه الدارمي في السنن ٤٠۷/۲‏ حديث رقم .۲۷۷١‏ وأحمد في المسند ۲/ 
ون 

الحديث رقم ۰ : أخرجه أحمد في المسند .\EA/Y‏ 


i CE E ل‎ AS لدي‎ AD SCE SS e LS لشو‎ AS Sa وق‎ SS A Ca A ادي‎ 


ب 0207 CA aE E‏ الو 6 الصو ري 











دهف 7 لدم انا مهو 7 هوم ند جه معو 


د جس 
ا a N‏ 


I aaa N و‎ N 


EN TRS N Gabe N Fama N اس‎ 


OS 





١ E Û‏ كتاب ١‏ الحا با ا اا د 2 ا 


غفر له ورحمه». رواهما في اشرح السنةَ) . 


١‏ (۳۹) وعن جابر بن عَتيك» قال : قال رسول الله اة : «الشهادةُ سبع سوى 
القتل في سبيلٍ الله : المطعونُ شهيدٌ» والغريق شهيدٌء وصاحبٌُ ذاتٍ الجَنْب شهيدء 
والمبطونٌ شهيد» وصاحبٌ الحريق شهيد. والذي يموت تحت الهدم شهيد» والمرأةٌ تموت 
خم شهيدٌ) . رواه مالك» وأبو داود» والنسائى . 


۲ (40) وعن سَعْدِء قال: سثل النبي با : أي الناس أشد بلاء؟ 


وأماته (غفر له) من السيئات (ورحمه) بقبول الحسنات. أو تفضل عليه بزيادة المثوبات؛ . 
(رواهما) أي روى صاحب المصابيح الحديثين السابقين (في شرح السنة) قال ميرك: والإمام 
أحمد» كما يفهم من التخريج» والتصحيح . 
١‏ -_ (وعن جابر بن عتيك) بفتح العين وكسر التاء كنيته أبو عبد الله الأنصاري» شهد 
بدراً وجميع المشاهد بعدها ذكره المؤلف (قال: قال رسول الله بل : الشهادة) أي الحكمية (سبع) 
بل أكثر كما يعلم من أحاديث أخر (سوى القتل في سبيل الله) أي غير الشهادة الحقيقية (المطعون 
حهييا اا : هو إلى آخره بيان للسبع بحسب المعنى (والغريق شهيد) إذا كان سفره طاعة 
(وصاحب ذات الجنب» شهيد) وهي قرحة أو قرو تصيب الإنسان» داخل جنبه ثم تفتح ويسكن 
الوجع وذلك وقت الهلاك». ومن علاماتها الوجع تحت الأضلاع وضيق النفس» مع ملازمة 
الحمى والسعال وهي في النساء أكثر . (والمبطون) من اسهال أو استسقاء أو وجع بطن. (شهيد 
وضاحب الحريق) أي الكخرق وهو الذي يمرث الحرق (شهيد والذي يموت نحت الهدم) ج 
الدال ويسكن (شهيد والمرأة تموت بجمع) , بضم الجيم ويكسر وسكون الميم (شهيد) في النهاية 
أي تموت وفي بطنها ولدّء وقيل: تموت بكراً والجمع بالضم بمعنى المجموع كالذخر بمعنى 
المذخورء برا اكياتي المت يمانت جع حي امجن ويا غير تمل موا بو عمل ار 
بكارةٍ أو غير مطموئة ذكره الطيبي . وقال بعض الشزاح : الجمع بضم الجيم وكسرهاء والرواية 
بالضم أي تموت وولدها في بطنها وقيل: هو الطلق وقيل بأن تموت بالولادة وقيل: بسبب بقاء . 
المشيمة في جوفهاء وهي المسماة بالخلاص وقيل: ,معناه تموت بجمع من زوجها أي ماتت بكراً 
لم يفتضها زوجها (رواه مالك وأبو داود والنسائي) قال ميرك : أورواء أبن ماجه وقال النووي : هذا 
حديث صحيح وإن لم يخرجه الشيخان بلا خلاف . ١‏ 
e 0۲‏ سئل النبي بء أي الناس أشد) أي أكثر أو أصعب (بلای اي 


الحديث رقم.١951١:‏ 0 أبو داود في السئن Er AY /Y‏ ۱. اراي 0 حديث ب 

E 9‏ ا 

الحديث .رقم 1877: أخرجه الترمذي في السنن 700/4 حذيث رقم ۲۳۹۸. وابن ماجه ۲/ ١55‏ حديث 
5 رقم الاي في الستق E‏ ۳. وعدا الع 11 





0 0 SSI 5 ن = < کے ميب م 5 عت‎ e 
N o na OS A RRS RT N ا‎ N E Ez OS THe Ake (N 2 TRE N RRO N HAD N HD N E Hame N o Tm o RÊ N O KEDE N J TRS N ke N 
أ‎ 





كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض o‏ 


قال : الأنبياء» ثم الأمئل فالأمثل» يُبتَلى الوَجِلُ على حسب دينه فإن كاد صُلباً في دينه اشتدٌ 
بلاؤه» وإِنْ كاد في دنه رِقَةٌ هُوّنَ عليه» فما زال كذلك حتى يمشيّ على الأرض ما له 
ذنٺ» . رواة الترمذي› وابن ماجه» والدّارمي» وقال الترمذي : هذا حديثٌ حسنْ صحيح . 


۳ _ (41) وعن عائشةً» قالتُ: ما أغبط أحَداً بِهَُونِ موت بَعدَ الذي 





محنة ومصيبة (قال الأنبياء) أي هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ غيرهم 
بالنعماء ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية» وليتوهن على الأمة الصبر على البلية (ثم 
الأمشل) أي الأشبه بهم أو الأفضل من غيرهم. (فالأمثل) قال ابن الملك: أي الأشرف 
فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة يعني من هو أقرب إلى الله بلاؤه» أشد ليكون ثوابه أكثر 
قال الطيبي : ثم فيه للتراخي ذ في الرتبة والفاء للتعاقب على سبيل التوالي تنزلاً من الأعلى» إلى 
الأسفل واللام في الأنبياء للجنس. اه. ويصح كونها للاستغراق إذ لا يخلو واحد منهم من 
عظيم محنةٍء وجسيم بلية بالنسبة لأهل زمنه ويدل عليه قوله (يبتلى الرجل على حسب دينه) أي 
مقداره ضعفاًء وقوّة ونقصاً وكمالاً قال الطيبي: الجملة بيان للجملة الأولى واللام في الرجل 
للاستغراق في الأجناس المتوالية. اه. ويصح كونها للجنس بل هو الصحيح كما يدل عليه 
قوله على حسب ديه . (فإن کان) تفصيل للابتلاء وقدره (في دينه صاباً) خبر كان أي شديداً 
واسمه ضميرٌ راجمٌ إلى الرجل» والجار متعلق بالخبر (اشتد بلاؤه) أي كمية وكيفيةً (وإن كان) 
a‏ أن يكون رقة اسم كان أي ضعف قال الطيبي: 
جعل الصلابة صفة له والرقة صفة لدينه» مبالغة وعلى الأصل . اه. وكأن الأصل في الصلب 
أن يستعمل في الجثث”'' وفي الرقة تستعمل في المعانيء ويمكن أن يحمل على التفنن في 
العبارة . (هوّن) على بناء المفعول سهل وقلل (عليه) أي البلاء قال ابن الملك: ليكون ثوابه أقل 
أقول بل رحمة عليه ولطفاً به فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها € ولولا التخفيف في بلائه 
لخشي عليه الكفرء من ابتلائه ولذا قال ية كاد الفقر أن يكون كفراً (فما زال) أي الرجل 
المبتلي قال الطيبي: الضمير راجع إلى اسم كان الأوّل. (كذلك) أي أبداً يصيب الصالح البلاء 
ویر اا إياه و ا BE‏ 
محبوساً ثم أطلق» وخلي سبيله . (ما له) آي عليه (ذنب) يختص به وربما يكون شفيعاً لغيره 
(رواه رماي وابن ماجه والدارمي وقال الترمذي : هذا حديثٌ صحيح) . 

۳ _ (وعن عائشة قالت: ما أغبط) بكسر الباء يقال: غبطت الرجل أغبطه إذا اشتهيت 
أن يكون لك مثل ماله» وأن يدوم" عليه ما هو فيه أي ما أحسد. (أحداً) ولا أتمنى ولا أفرح 
لأحدٍ (بهون موت) الهون بالفتح الرفق واللين أي بسهولة موت. (بعد الذي) أي بعد الحال 


)١(‏ في المخطوطة «الحنث». 
الحديث رقم ٠١١۹١‏ : أخرجه الترمذي في السنن ۳۰۹/۳ حديث رقم 4۷۹. 


sarî و‎ o oe N ak sanî N REN at CLR N A lS N ah N. 


oe N ab N 2 ل جا لعفي‎ RET AREN OE N CE O aE N o RN 2“ يك ابه‎ A LRN A لام‎ o aR N ORRIN القع كد‎ N o sem 


n, aS i 














ا 
ا 


RD E ADRS AES 


75 كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





رأيثُ من شِدَّةٍ موت رسول الله بي . رواه الترمذي والتسائي. 


4 -(45) وعنهاء قالث: رأيتٌ النبيّ ياء وهو بالمّوت» وعِندّه فدح فيه ماء 
وهو يُدخل يده في القّدح» ثم يمسحُ وجهةه. ثم يقول: «اللهُم أعِني على مُتكراتٍ المَوتِ» 
أو سكراتٍ المّوت». رواه الترمذي» وابن ماجه. 


)٤۳( - 6۵‏ وعن أنس» قال: قال رسول الله اة : «إذا راد اللَهُ تعالى بعبده الحَيرَ 
عل له العُقوبةَ فى الذنياء وإذا راد الله بده الشّر أْمِسَك عَنهُ 


الذي (رأيت من شدة موت رسول الله (jE‏ وتقدم معنى الحديث . (رواه الترمذي والنسائي) . 

4+ (وعنها) أي عن عائشة (قالت: رأيت النبى ية وهو بالموت) أي مشغول أو 
ملتبس به والأحوال بعدها متداخلات (وعنده قدح فيه ماء» وهو يدخل يده في القدح» ثم 
يمسح وجهه) أي بالماء تبريد الحرارة الموت» أو دفعاً للغشيان وكربة» أو تنظيفاً لوجهه عند 
التوجه» إلى ربه أو اظهار العجزة وتبرئته من حوله وقوّته. (ثم يقول اللهم أعني على منكرات 
الموت) أي على دفعها عني (أو سكرات الموت) أي شدائده جمع سكرة بسكون الكاف» وهي 
شدة الموت وقيل السكر حالة تعرض بين المرء وعقله وأكثر ما يستعمل ذلك في الشراب» وقد 
يعتري من الغضب والعشق ولو من حب الدنيا وقد يحصل من الخوف قال تعالى: #وترى 
الناس سكارى وما هم بسكارى € [الحج ‏ ؟]. وأما قول ابن حجر صح أنه بَا كان يغمى 
عليه فى مرضه من شدة المرضء فاللائق بمقامه العلى وحاله الجلى أن يحمل الاغماء على 
معنى الغيبة بالشهود عند اللقاء» وعلى معنى الفناء المترتب عليه البقاء بناء على ما اصطلح غليه 
السادة الصوفية الصفية والطائفة البهية السنية قيل: أو للشك وبه جزم ابن حجرء ويحتمل أن 
تكون للتنويع » ويراد من منكرات الموت ما يقع من تقصير في تلك الحال من المريض› أو 
وساوس الشيطان وخطراته وتزيين خطراته» ومن سكرات الموت شدائده التي لا يطيقها 
المحتضر فيموت فزعاً جزعاً والمطلوب أنه لا يموت إلا أنه مسلمٌ ومسلمٌ محسنٌ للظن بربهء 
وفي هذا تعليمٌ منه عليه الصلاة والسلام لأمته اللهم توفنا على ملته. (رواه الترمذي وابن ماجه) 
قال ميرك : ورواه النسائي في اليوم والليلة”" . 

66 (وعن أنس قال: قال رسول الله كله : إذا أراد الله) أي قضى وقدر (بعبده الخير) 
أي كله وفيه مبالغة لا تخفى (عجّل له العقوبة) أي الابتلاء بالمكاره في الدنيا لأن عذاب 
الآخرة» أشد وأبقى . (وإذا أراد) أي الله كما في نسخة (بعبده الشر أمسك) أي أخر (عنه) ما 


الحديث رقم 15 : أخرجه الترمذي في السنن ۳۰۸/۳ حديث رقم 4178. وابن ماجه 591/١‏ حديث 
رقم 918. وأحمد في المسند 54/5. 
)١(‏ النسائي في اليوم والليلة ص ۳٠۲‏ حديث رقم .٠٠١١‏ 


1 الحديث رقم ٠٠١٠١‏ : أخرجه الترمذي في السنن 5١0١/54‏ حديث رقم .۲۳۹١‏ وأحمد في المسند 4/ ۸۷. 


Bare 


ا 7 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ۷ 





بذنبه حتى يوافيّه به يوم القيامة». رواه الترمذي . 


1٦‏ )64( وعنه» قال : قال 07 الله ا : «إِنَّ عِظمْ الجزاع» مع عِظم البلاء, 
وَإِنَّ الله عر وجل إذا أحبٌ قوماً ابتلاهم› > فمن رضي فلة الرّضاء ولاج ا 
رواه الترمذي وابن ماجه. 





يستحقه من العقوبة (بذنبه) أي بسببه (حتى يوافيه) أي يجازيه جزاعً وافياً (به) أي بذنبه قال 
الطيين :"السيمير المترفرع راجح إلى الله الى رو المصيرت إلى الك يجو أن سكن ٠.‏ 
ولعل yT‏ قال: والمعنى لا يجازيه بذنبه» حتى يجيء e‏ 
متوافر الذنوب» وافيها فيستوفي حقه من العقاب (يوم القيامة) أي إن لم يعف عنه (رواه 
الفرملي) :من طريق غه بن اک وقال ی غر من لهذا الوه ا را كان فيه فر 
قال الذهبي : ليس بحجة. 


10٦‏ - (وعنه) أي عن أنس (قال: قال رسول الله كلل : إن عظم الجزاء) بذ بضم العين 
وون الظاه وول بک ن تح أي عظمة الأجرء وكثرة الثواب مقرون امع عظم اللاء) كينية 
وكمية جزاء وفاقاً وأجراً طباقاً. (وإن الله عرّ وجل إذا أحب) أي إذا أراد أن يحب (قوماً 
ابتلاهم) فإن البلاء للولاء» والابتلاء للأولياء. (فمن رضي) أي بالبلاء (فله الرضا) أي فليعلم 
أن له الرضا من المولى أو فيحصل له الرضا فى الآخرة» والأولى قيل رضا العبد محفوفٌ 
برضاءين لله تعالى سابقاً ولاحقاً وأنا أقول إنما اللاحق أثر السابق والله أعلم بالحقائق. (ومن 
سخط) بكسر الخاء أي كره بلاء الله وفزع ولم يرض بقضائه. (فله السخط) من الله أوَلا 
والغضب عليه آخراً واعلم أن الرضاء والسخط حالان متعلقان بالقلب فكثيرٌ ممن له أنِينٌ من 
وجع وشدة مرض» وقلبه مشحونٌ من الرضا والتسليم لأمر الله هذا وقال الطيبي: قوله إذا 
أحب الله قوماً ابتلاهم جميعاً» وحذف ذكر أحد الفريقين لدلالة التفصيل عليه لأن الفاء في فمن 

تفصيلية والتفصيل غير مطابق للمفصل» لأن المفصل يشتمل على فريق واحد وهو أهل المحبة 
ا م قال ميرك: أقول وللحديث محمل آخر وهو 
أن نزول البلاء علامة المحبة فمن رضي بالبلاء صار محبوباً حقيقياً له تعالى؛ ومن سخط صار 
مسخوطاً عليه تأمل. ثم قال الطيبي: فهم منه أن رضا الله مسبوق برضاء العبدء ومحال أن 
يرضى العبد عن الله تعالى إلا بعد رضاء الله تعالى؛ كما قال تعالى: #إرضي الله عنهم ورضوا 
عنه € [البينة - ۸]. ومحال أن يحصل رضاء الله ولا يحصل رضا العبد في الآخرة» كما قال 
تعالى : : يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةٌ مرضيةً © [الفجر - ۲۷ -58؟]. فعن 
الله الرضا أزلاً وأبداً سابقاً ولاحقاً. (رواه الترمذي) قال ميرك: بسند الحديث الذي قبله (وابن 
ماجه) . 


الحديث رقم 5 : أخرجه ابن ماجه ۳۳۸/۲ حديث رقم .4071١‏ 


ال ا 


N‏ ا 


جل بل وو ل جهو جر Eh E HARE N‏ لاج يبوج جا يك وول لل يك عفر 


A HRS 


me 


ا ا a‏ 


TN ادس كد‎ ORRIN TRIN لصون لك وووة نكر اوهو كر لاوطو حر‎ FERD ب ضر باك با لل بجوي مر اوور‎ N ARDO اهو 2 ب فول 7 اتا 7 ليوو ل‎ BRN TN | SY 





۳۴۸ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 





)٤١(_ ۷‏ وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله ية : «لا يزال البلاء بالمُؤمن 
أو المُؤْمِنة في نَفْسهِ وماله وولده» حتى يلقى الله تعالى وما عليه من حطيئة». رواه الترمذي 
وروى مالك نحوّه» وقال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح . 

4-(153) وعن محمد بن خالد السُلمي > عن أبيه » عن جَدَهء قال : فال وول الل 
اة : إل العبدَ إذا سبق له من اللَّهِ منزلةٌ لم يبلعها بعَملهء ابتلاه الله في جسده أو في ماله أ في 
وَلدهء ثمّ صبرّه على ذلك يُبلَعْهُ المنزلة التي سبقث له منّ اللا . رواه أحمدء وأبو داود. 


۱۹ - (€4۷( وعن عبد الله بن شخير› قال : قال ل اللّه ا : «مثل ابن آدم 





۷ _ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ية : لا يزال البلاءء بالمؤمن) أي ينزل 
بالمؤمن الكامل (أو المؤمنة) أو للتنويع ووقع في أصل ابن حجر بالواو فقال الواو بمعنى أو 
بدليل أفراد الضمير وهو مخالف للنسخ المصححة» والأصول المعتمدة. (في نفسه وماله 
وولده) بفتح الواو واللام وبضم فسكون أي أولاده (حتى يلقى الله) أي يموت (وما عليه من 
خطيئة) بالهمزة والادغام أي وليس عليه سيئةً لأنها قد زالت بسبب البلاء. (رواه الترمذي وروى 
مالك نحوه) أي بمعناه (وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح) . 


4 (وعن محمد بن خالد السلمى عن أبيه عن جده) قال ميرك : وكانت له صحبةٌ 
وقد سماه ابن منده اللجلاج بن حكيم وفي التقريب والد محمد مجهول من الثالثة أخرج له أبو 
داود» ولم يسم أباه لکن سماه ابن منده (قال: قال رسول الله ية : إن العبد إذا سبقت له) أي 
في علم الله أو في قضائه وقدره (من الله منزلة) أي مرتبة عالية في الجنة (لم يبلغها بعمله) 
لعجزه عن العمل الموصل إليهاء وفيه دليل على أن الطاعات سبب للدرجات قيل: ودخول 
الجنة بفضل الله تعالى وايمان العبدء والخلود بالنية. (ابتلاه الله في جسده» أو في ماله أو في 
ولده) أو في الموضعين للتنويع باعتبار الأوقات» أو باختلاف الأشخاص. (ثم صبره) 
بالتشديد أي رزقه الصبر (على ذلك) مستفاد من قوله تعالى: #واصبر وما صبرك إلا بالله 4 
[النحل - 7؟١].‏ (حتى يبلغه) الله بالتشديد وقيل : بالتخفيف قال الطيبي: حتى هذه إما للغاية 
وأما بمعنى كي والمعنى حتى يوصله الله تعالى . (المنزلة) أي المرتبة العليا (التي سبقت له) أي 
أرادتها ام الله) تعالى شاه وتؤالئ اخصانه (روآه أحمد وآبئ داود). 


١! "8‏ م ا 02 المعجمة (قال: e‏ 


الحديث رقم ٠١١۷‏ : أخرجه الترمذي في السنن 707/4 حديث رقم ۲۳۹۹. وأحمد في المسند ۲/ ۲۸۷. 
الحديث رقم ۱۵۹۸ : أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ٤۷١‏ حديث رقم .۳٠۹١‏ وأحمد في المسند 777/0. 
)١(‏ ف في المخطوطة «لو». 

ال : رقم 1934 ا ع ا ل ا ل لق 


es o ee‏ ر 








كتاب سا 3 عات المريض ار الرس 





وإلى جنبه تسعٌ وتسعون مني إن أخطأثة المنايا وقع في الهرم حتى يموت». رواه 
الترمذي» وقال: هذا حديث غريب . 


لإاه| (EA)‏ وعن جابر» قال: قال رسول الله لله ار : يوذ أهل العافية يوم م القيامة» 
حينَ يُعطى أهلّ البّلاءِ النّواتء لو أنَّ جلودهم كانت قُرضت فى الدنيا بالمقاريض». 





وتخفيف المثلثة» ويريد به صفته وحاله العجيبة الشأن وهو مبتدأ خبره الجملة التي بعده أي 
الظرف وتسعة وتسعون مرتفع به أي حال ابن آدم أن تسعة وتسعين منية متوجهة ة إلى نحوه 
منتهية إلى جانبه وقيل: خبره محذوف. والتقدير مثل ابن آدم مثل الذي يكون إلى جنبه تسعة 
وتسعون منية ولعل الحذف من بعض الرواة. (وإلى جنبه) الواو للحال أي بقربه (تسع) وفي 
المصابيح تسعة (وتسعون) أراد به الكثرة دون الحصر (منية) بفتح الميم أي بلية مهلكة وقال 
بعضهم : أي سبب موت (إن أخطأته المنايا) قال الطيبي : المنايا جمع منية وهي الموت لأنها 
مقدرة بوقتٍ مخصوص من المني» وهو التقدير سمي كل بلية من البلايا منية لأنها طلائعها 
ومقدماتها. اه. أي إن جاوزته فرضاً أسباب المنية من الأمراض والجوع والغرق والحرق وغير 
ذلك مرةً بعد أخرى. (وقع في الهرم) أي في مجمع المنايا ومنبع البلايا (حتى يموت) من 
جملة البرايا قال بعضهم: يريد أن أصل خلقة الإنسان» من شأنه أن لا تفارقه 0 
والأمراض» والأدواء كما قيل: البرايا أهداف البلايا وكما قال صاحب الحكم ابن عطاء: 
دمت في هذه الدار لا تستغرب وقوع الأكدار". فإن أخطأته تلك النوائب ل 
أدركه من الأدواء الداء» الذي لا دواء له وحاصله أن الدنيا سجن المؤمن» وجنة الكافر. فينبغي 
للمؤمن أن يكون صابراً على حكم الله» راضياً بما قدره الله تعالى وقضاه فقد روي في الحديث 
القدسيّ من لم يرض بقضائي» ولم يصبر على بلائي» فليلتمس ربا سوائي . (رواه الترمذي 
وقال هذا حديث غريب) وزاد ميرك حسن. 


١‏ (وعن جابر قال: قال رسول الله ية : يودٌ) أي يتمنى (أهل العافية) أي في الدنيا 
(يوم القيامة) ظرف يوذ (حين يعطي) على البناء للمفعول (أهل البلاء الثواب) مفعول ثان أي 
كثيراً أو بلا حساب» لقوله تعالى: إن إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب 4 [الزمر - .]٠‏ 
(لو أن جلودهم كانت قرضت) بالتخفيف ويحتمل التشديد للمبالغة» والتأكيد أي قطعت. (في 
الدنيا) قطعة قطعة (بالمقاريض) جمع المقراض ليجدوا ثواباً» كما وجد أهل البلاء قال الطيبي : 
الود محبة الشيء وتمنى كونه له ويستعمل في كل واحد من المعنيين من المحبة» والتمني وفي 
الحديث هو من المودّة التي هي بمعنى التمني وقوله لو أن الخ" نزل منزلة مفعول يوذ كأنه 
قيل : يود أهل العافية» ما يلازم لو أن جلودهم كانت مقرضة في الدنيا وهو الثواب المعطي . قال 





)۲( في المخطوطة في 0 جرا. 







ها جع ضر جه جهو نجهم REN EE DORN AD U‏ ا رك 0 





EL‏ ال ل 


ik 


EE E 


neg, 
تبت داك‎ 5 





N 


5 


ما ا ب NES NE SEI‏ ررك رو اراسي ا 


عو رع 


0-3 
اكب 


ري رف a‏ 


a Rr EIN 
ای ی‎ 
55 


ا ر رک کک ر کک کک رک ےک e e E‏ ر e‏ ب 7 


46 سور بات عات الخريض ولواب العرضن 





رواه الترمذيٌ» وقال: هذا حديثٌ غريب. 


١/١‏ (44) وعن عامر الرّامء قال: ذكرٌ رسولٌ الله بي الأسقامَء فقال: (إِنَّ 
المؤمنّ إذا أصابّه السَّقَمء م عافاه الله عر وجل منه؛ كانَ كمّارةٌ لما مضى من ذنوبهء 
ومرحظة لقنا ت وإ المنافق إذا مرضٌ ثم أغفي» كان كالبعير إذا عَقله أهله ثم 


أَرسَلوة فلم يدر لم عقلوة ول أَرسَلوهُ». فقال رجلٌ: يا رسولّ اللَّد!ا وما الأسقامُ؟ واللَهِ ما 


مرضتُ قط . فقال: «قم عنّا فلستٌ منًا» . 





ميرك : ويحتمل أن مفعول يود الثواب على طريق التنازع» وقوله لو أن جلودهم حال أي متمنين 
أن جلودهم الخل أو قائلين لو أن جلودهم على طريقة الالتفات من التكلم إلى الغيبة. اه. وهذا 
كله تكلفٌ بل تعسفٌ والظاهر فيه ما قيل: فى جواب الاشكال» الوارد في قوله تعالى: #تود لو 
أو ھا زیت آم كيدا © زال عمزان - 1۹ .وهو اة الو إا دخا على عل معدو ديرو 
تود لو ثبت أن بينها وأجيب أيضاً بأن هذا من باب التأكيد اللفظى» بمرادفه نحو فجاجاً. (رواه 
الترمذي وقال هذا حديث غريب) قال ميرك : واسناده جيد والحديث حسن. 


0١‏ (وعن عامر الرام) بحذف الياء تخفيفاً كما في المتعال لأنه كان حسن الرمي قوي 
الساعد قال ميرك : ويقال الرامي صحابي» روى له أبو داود وحده كذا قاله الشيخ الجزري وقال 
العسقلاني: عامر الراوي صحابي له حديث يروي باسناد مجهول» وقال الطيبي: الرام 
بالتخفيف بمعنى الرامي» ويقال عامر بن الرام» والأوّل أصح» ويذكر فيمن له رؤية ورواية. 
(قال: ذكر رسول الله ية الأسقام) أي الأمراض أو ثوابها (فقال إن المؤمن إذا أصابه السقم) 
بفتحتين وبضم فسكون (ثم عافاه الله عر وجل منه) أي من ذلك السقم (کان) أي السقم وفي 
الحقيقة الصبر عليه (كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له) أي تنبيهاً للمؤمن ليتوب ويتقي (فيما 
يستقبل) من الزمان قال الطيبي: أي إذا مرض المؤمن» ثم عوفيّ تنبه» وعلم أن مرضه كان 
مسبباً عن الذنوب الماضية» فيندم ولا يقدم على ما مضى فيكون كفارة لها. (وأن المنافق) وفي 
معناه الفاسق المصر (إذا مرض ثم أعفي) بمعنى عوفي والاسم منه العافية (كان) [أي] المنافق 
في غفلته (كالبعير عقله أهله) أي شدوه وقيدوه» وهو كناية عن المرض استئناف مبين لوجه 
الشبه (ثم أرسلوه) أي أطلقوه وهو كنايةٌ عن العافية (فلم يدر) أي لم يعلم (لم) أي لأيٍّ سبب 
(عقلوه ه ولم أرسلوه) يعني أن المنافق لا يتعظ ولا يتوب فلا يفيد مرضه لا فيما مضى› NY;‏ 
يستقبل طفأولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 4. (فقال رجلّ يا رسول الله وما 
الأسقام) قال الطيبي : عطف على مقدر أي عرفنا ما يترتب على الأسقام وما الأسقام (والله ما 
مرضت قط فقال قم) أي تنح وابعد (عنا فلست منا) أي لست من أهل طريقتنا حيث لم تبتل 
ببليتنا وجاء في بعض الروايات أنه عليه الصلاة والسلام قال: من سره أن ينظر إلى رجل من 


الحديث رقم ٠١۷۱‏ : أخرجه أبو داود في السنن ٤1۸/۳‏ حديث رقم .۳٠۸۹‏ 


« ع معد« عر عه يح م عه 


ES‏ عا رع + بعس بد ل لفقم وج عر فكو ع عر مع ومع عع وري دوعو حم فوم عاق وى رصاح يبظ جد دعو معيو حب ارك عن حي دع عمو بك ادي مع ال 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ٤١‏ 
رواة أبو داود. 


۲ - (00) وعن أبي سعيدٍء قال: قال رسول الله كلهِ: «إذا دحَلتم على المريض 
فنفّسوا له فى أجلهء فإِنَّ ذلك لا يرد شيئاً» ويطيبُ بنفسه». رواه الترمذي» وابنٌ ماجه. 


وقال الترمذيٌ: هذا حديثٌ غريب. 


أهل النارء فلينظر إلى هذا لو كان الله يريد به خيراً لطهر به جسده”“ » وفى رواية أن الله يبغض 
العفريت النفريت الذي لايرزأ فى ولدهء ولا يصاب في ماله. (رواه أبو داود) قال میرك وفي 
اسناده راو لم يسم. 


۲ -_(وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله ب : إذا دخلتم على المريض»› فنفسوا له في 
أجله) أي أذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله بأن تقولوا لا بأس طهورٌ أو يطول الله عمرك» ويشفيك› 
ويعافيك أو وسعوا له في أجله فينفس عنه الكرب» والتنفيس التفريج وقال الطيبي : أي طمعوه في 
طول عمره واللام للتأكيد. (فإن ذلك) أي تنفيسكم له (لا يرد شيئاً) أي من القضاء والقدر وقال 
الطيبي: أي لا بأس عليكم بتنفيسكم . (ويطيب) بالتخفيف وفي نسخة بالتشديد (بنفسه) أي 
فيخف ما يجده من الكرب قال الطيبي : الباء زائدة» ويحتمل أن تجعل الباء للتعدية وفاعل يطيب 
ضمير راجع إلى اسم أن ويساعد الأوّل» رواية المصابيح ويطيب نفسه قيل: لهارون الرشيدء 
وهو عليل هوّن عليك وطيب نفسك فإن الصحة لا تمنع من الفناءء والعلة لا تمنع من البقاء فقال 
والله لقد طببت نفسي وروّحت قلبي (رواه الترمذي وابن ماجه» وقال الترمذي: هذا حديث 
غريب) قيل: يستحب للمريض الاستياك إذا قرب نزعه وحديثه في الصحيحين» عند موته كلا" 
وقيل: إنه يسهل نزع الروح وكذا التطيب لأجل الملائكة» وجاء فعله عن سلمان عند موته وكذا 
لبس الثياب النظيفة وجاء عن فاطمة وأبى سعيد الخدري" وكذا الصلاة لقصة خبيب”*2. وكذا 
الاغتسال وجاء عن فاطمة رضي الله عنها وعن جميع أهل البيت . 


)١(‏ أخرجه الحاكم نحوه في المستدرك. 
الحديث رقم ٠١۷۲‏ : أخرجه الترمذي في السنن 4١7/54‏ حديث رقم ۲۰۸۷. وابن ماجه 477/١‏ حديث 
رقم .۱٤۳۸‏ 

(؟) البخاري في صحيحه ۱۳۸/۸ حديث رقم 7178. 

(۳) أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ٤۸٥‏ حديث رقم ."1١4‏ 

() أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه «بعث رسول الله يي عشرة عيناً وأمر عليهم عاصم بن 
ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب. حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذُكروا لحي 
من هذيل يقال لهم بنو كيان. فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام. فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا 
مأكلهم التمر في منزل نزلوه. فقالوا: تمر يثرب فاتبعوا آثارهم. فلما حس بهم عاصم وأصحابه فلجأوا '. 
إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم» ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل ١‏ 

رع ا N‏ ل للا ل N DG‏ 


الا ا a O a‏ الي 


ل ا A‏ ل ie‏ ل ل ل ع مع ل ادس ارات ل ا رش a E‏ الس 


Ok ۲‏ باب وا ور 





1 ۳ -_ (01) وعن سليمانَ بن صُرَّدِء قال: قال رسول الله َة : «مَنْ قئّله بطئه لم 


ü 


يعذتٌ فى قبره). رواه خمد والترمذى» وقال: هدا حديثٌ غریب . 


ا الفصل الثالث 


4 4 (081) عن أنس» قال: كان غلامٌ يهوڍي يخدمٌ 


۳ _ (وعن سليمان بن صرد) بضم الصاد وفتح الراء (قال: قال رسول الله يَكلِهِ : من 
1 قتله بطنه) اسناده مجازي أي من مات من وجع بطنه» وهو يحتمل الاسهال والاستسقاء 
٠‏ والنفاس» قيل: من حفظ بطنه من الحرام والشبه فكأنه قتله”'' بطنه. (لم يعذب في قبره) لأنه 
لشدته كان كفارةٌ لسيئاته» وصح في مسلم أن الشهيد يغفر لهء كل شيء إلا الدين أي إلا 


1 حقوق الآدميين والله أعلم . (رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث غريب) قال ميرك : ورواه 
النسائي وابن حبان في صحيحه. ش 

١‏ (الفصل الثالث) 

9 64 (عن أنس قال: كان غلام) أي ولد (يهودي) قيل: اسمه عبد القدوس (يخدم 


= نبيك كل فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً. ونزل اليم ثلاثة على الغهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن 
الوثنة ورجل آخر. فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها. قال الرجل الثالث هذا أول 
1 0 عا ا ارات القتلى a‏ و e‏ 
وكا شي عو كل انر سج جام وى بر ا حي ب اا كن اجددزا عن نل 
ا فاستعار من بعض بنات الحارث موسول يستعد بهاء فأعارته» فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه. 
أ فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده. قالت ففزعتٌ فزعة عرفها خبيب فقال: أتخشين أن 
(i‏ أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. قالت: والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب. والله لقد وجدته يوماً 
٤‏ يأكل قطفاً من عنب في يده وأنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة. وكانت تقول: إنه لرزق رزقه 
6 الله خبيباً. فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الجل قال لهم خبيب؛ دعوني أصلي ركعتين. فتركوه 
اقتلهم بدراً. ولا تبق منهم أحداً ثم أنشد يقول: 
واقتلهم بدرا. ولا تبق منهم أحدا ثم أنشد يقو 
1 
أ 


ee ا‎ N 


١‏ قلت أبالي حي أقتل مسلما ي عا أي جنب کان لله مصرعي 
0 وذلك في ذات الإله وإن يشأ # يبارك على أوصال شلو ممزع 


0 ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله. وكان خبيب هوسن لكل مسلم قتل صبراً الصلاة. 
0 [البخاري في صحيحه ۳۰۸/۷ حديث رقم 449" ]. 

2 الحديث رقم ٠١۷۳‏ : أخرجه الترمذي في السنن ۳/ ۳۷۷ حديث رقم .1١74‏ وأحمد في المسند .۲٠۲ /٤‏ 
)١(‏ في المخطوطة «قتل». 

4 الحديث رقم 1674: أخرجه البخاري في صحيحه ۲۱۹/۳. حديث رقم 1707. وأبو داود في السنن "/ 
04 4 حديث ال 0 :كمد التساد 0 


ا 








SAS 





N E SE ES ال‎ E E E E ا‎ 
1-0 ل ر و بحا د‎ 5ِ 


كتاب e‏ باب عيادة ا ات المرض 





النبى ياء فمرض» فأتاه النبى اة يعوده» فقعدَ عند رأسهء فقال له: «أسْلِمْ). فط إلى ٠:‏ 
أبيه وهو عندّه» فقال: أَطِعْ أبا القاسم: فأسلّم. فخرَّجٌ النبئ كلل وهو يقول: «الحمدٌ لله ٠‏ 





الذي اَذه من الئّار) 5 رواه البخاريٌ . 1 0 
النبي يَله) بضم الدال ويكسر (فمرض فأناه النبي ككل يعوده) فيه دلالةٌ على جواز عيادة ٠|‏ 


الذمي» في الخزانة لا بأس بعيادة اليهودي. واختلفوا في عيادة [المجوسي واختلفوا في ٠١‏ 
عيادة] الفاسق› والأصح أنه لا بأس به. (فقعد عند ا وهو من مستحبات العيادة ,1 
(فقال له أسلم فنظر) أي الولد (إلى أبيه وهو) أي أبوه (عنده) قال ميرك: عن الشيخ في إ٠‏ 
رواية ابی داود والإسماعيلي». وهو عند رأسه. (فقال أطع أبا القاسم فأسلم) في رواية 
النسائي فقال: أشهد أن لا إله إلا الله» وأن محمداً رسول الله نقله ميرك عن الشيخ 
(فخرج النبي يه وهو) أي النبي (يقول الحمد لله الذي أنقذه) أي خلصه ونجاه (من 
النار) أي لو مات كافراً قال ميرك: عن الشيخ في رواية أبي داود أنقذني من النار. اه. 
فيكون ضمير هو [يقول] راجعاً إلى الغلام اللهم إلا أن تكون الرواية أنقذني بالباء فيكون | 
المعنى أنقذه لله بسببي والله أعلم. ثم ظاهر الحديث يؤيد مذهب الإمام أبي حنيفة» ١!‏ 
حيث يقول بصحة اسلام الصبيٌ وأغرب ابن حجر حيث قال: هو وإن كان حقيقة في + 
غير البالغء لكن المراد هنا البالغ فلا دليل في الحديث لصحة اسلا م الصبي ثم قال وإنما ا 
صح اسلام علي كرم الله وجهه وهو صبي لما ذكره الأئمة أن الإسلام قبل الهجرة» كان 3 
منوطأ بالتمييز أقول فلا دليل النسخ بعدها من الحديث أو الكلام أو اجماع الاعلام» ثم ١‏ 
قال على أن قوله أنقذه من النار صريح في بلوغه إذ الأصح الذي عليه الأكثرون أن ٠‏ 
أطفال المشركين في الجنة» وقوله عليه الصلاة والسلام وهم من آبائهم''' قبل أن يعلمه | 
الله فلما أعلمه أخبر به" . اه. وأنت ترى أن هذا غير صريح في المدعي فإن مسألة 
الأطفال خلافية وقد توقف فيها الإمام الأعظم وأيضاً لا دليل على أن هذا الحديث وقع 
بعد تقرر أن الأطفال في الجنةء فيحمل على أنه قبل أن يعلمه الله تعالى إياه وعلى 
تقدير التسليمء فالمراد أنقذه الله بي وبسببي لا بسبب آخر فترتب عليه زيادة رفعة درجته 
عليه الصلاة والسلام في تكثير أمته أو المراد من قوله من النار الكفر المسمى ناراً لأنه 
سببها أو يؤول إليهاء ل ل ا ا ا 
المرتبة اللائقة به» مخدوماً معظماً وبين ما يكون فيها تابعاً لأهل الجنة خادماً لغيره وليس 
في قوله ية «أن أطفال المشركين في الجنة» ما يمنع سبق عذابهم في النار» والمسألة 
غير صافية والأدلة غير شافية» ولذا تحير فيها العلماء وتوقف فيها [إمام] الفقهاء والله 
[تعالى] أعلم بحقيقة الأشياء (رواه البخاري) . 


3 .)۱۷٤١ - ۲۸( حديث رقم‎ ۱۳٣١ /۳ أخرجه مسلم في صحيحه‎ )١( 
 .»هربخأ« (۲)__في المخطوطة‎ _ 





٤‏ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


هلاه )٥۳(‏ وعن أبى هريرةً» قال: قال زسيول الله كله : «مَنْ عاد مرنشاً نادى مناد 
فی السّماء : طبْت وطات مَمْشاكُ وتبوَّأتَ منّ الجنّة منزلا . رواه ابن ماجه . 


E E O E eS 


5 (04) وعن ابن عبّاسٍ» قال : إِنَّ عليّاً خرّج منْ عندٍ النبيّ بيه في وجعه 
الذي توفي فيه فقال الناسٌُ: يا أبا الحسن! كيف أصبح رسول الله ؟ قال: أصبح بحمْدٍ 
الله بارئاً. رواه البخاريٌ. 


/ا/اهة (o0) _ ١‏ وعن عطاء بن أبى رَباح » قال: قال لی ابن عباس : ألا أريكٌ امرأةٌ 
من أهل الجنّةِ؟ قلت : بلى. قال: هذه المرأةٌ السَّوداءُ 


2 66 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ل : من عاد مريضاً) أي محتسباً (نادى 
مناد) أي ملك (من السماء طبت) دعاء له بطيب عيشه في الدنيا والأخرى (وطاب ممشاك) 
مصدر أو مكان أو زمان مبالغةٌ قال الطيبي: كناية عن سيره وسلوكه طريق الآخرة بالتعري» عن 
رذائلٍ الأخلاق والتخلي بمكارمها. (وتبوّأت) أي تهيأت (من الجنة) أي من منازلها 0 
(منزلا) أي منزلةً عالية عظيمةً ومرتبة جسيمةً بما فعلت. وقال الطيبي: دعاء له بطيب العيش 
في الأخرى» كما أن طبت دعاء له بطيب العيش في الدنياء وإنما أخرجت الأدعية في صورة 
٠‏ بالأكبار اظهارا السرس قن ا ار و كن قالع فال ي راق لف وروا 
الترمذي وحسنه ابن حبانٍ في صحيحه . 


7 (وعن ابن عباس قال: إن علياً خرج من عند النبي بي في وجعه) أي في زمن 
مرضه (الذي توفي) أي قبض روحه (فيه فقال الناس : يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله كل 
قال: أصبح بحمد الله) أي مقروناً بحمده» أو ملتبساً بموجب حمده» وشكره (بارثاً) اسم فاعل 

من البرء خبر بعد خبر أو حال من ضمير أصبح والمعنى قريباً من البرء» يحب ظله أو للعاول 
أو بارا" من كل ما يعتري المريض» من القلق والغفلة. (رواه البخاري). 


2 7 (وعن عطاء بن أبي رباح) بفتح الراء تابعي جليل (قال : قال لي ابن عباس ألا 
أريك) بضم اة وكشيو الراء (امرأة مل 1 الجنة قلت: بلى قال هذه المرأة السوداء) قال 


العسقلاني: في بعض الروايات أن اسمها شعيرةٌ بمهملتين» مصغرة وفي بعضها بالقاف بدل 
ا 

7 الحديث رقم ٥‏ : أخرجه الترمذي في السنن ليف حديث رقم ۲۰۰۸. وابن ماجه 575/١‏ حديث 
١‏ رقم .٠٤٤١‏ وأحمد في المسند كن 

ا الحديث رقم 181/5: أخرجه البخاري في صحيحه .٥۷/١١‏ حديث رقم 5577. وأحمد في المسند /١‏ 
ا o‏ 

)١( 1‏ في المخطوطة «بارئها». 

! الحديث رقم ٠١۷۷‏ : أخرجه البخاري في ضحيحه .1١4/٠١‏ حديث رقم 0507. ومسلم في صحيحه 


."147/١ وأحمد في المسند‎ .)1017- ٥٤( حديث رقم‎ ۴٤ 





ا 





يه عر جع ود عر معي روص عر موقم E NR‏ سودي مب 3 


کتاب ا باب عيادة اا ا ال f°‏ 7 


أنتِ النبيّ ية فقالث: يا رسول الله! إني أضرعٌ» وإني أتكشّفٌ. فاذعٌ الله [ لي ]» فقال: 
«إِنْ شئتٍ شئت صبرت ولك الجنَّةٌ وإِنْ شئتِ دعوت الله أنْ يُعافِيّك». فقالث: أصبرء فقالتُ: 
ي أت [ فاذعٌ الله أنْ لا أتكسّفء فدّعا لها ]. متفقٌ عليه . كك 

4 (05) وعن يحيى بن سعید» قال: إِنَّ رجلا جاءه الموثُ في زمن رَسَوَلٍ 
الله يا فقال رجلّ: هنئياً له» مات ولم يُبْتلَ بمرض . فقال رسو الله يكلِ: «ويْحَكٌ! وما 
يُدريكٌ لو أن الله بلا بمرض فكفْرَ عنه من سيئاته. 


العين وفي أخرى بالكاف وفي رواية أنها ماشطة خديجة. (أتت النبي كَلق) استئناف بيان لكونها : 
من أهل الجنة (فقالت: يا رسول الله إني أصرع) بصيغة المجهول قال الأبهري: الصرع علة / 
تمنع الأعضاء الرئيسية عن اتصالها"“ منعاً غير تام وسببه ريح غليظ يحتبس في منافذ الدماغ 
أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاءء وقد يتبعه تشنجٌ في الأعضاء فلا يبقى معه 
الشخص منتصبا بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة» وقد يكون الصرع من الجن ولا يقع إلا 
من النفوس الخبيثة منهم» وأنكر ذلك كثيرٌ من الأطباء. (وإني أتكشف) بمثناة وتشديد المعجمة ١‏ 
من التكشف قال العسقلاني: وبالنون الساكنة مخففاً من الانكشاف والمراد أنها خشيت أن تظهر !' 
عورتهاء وهي لا تشعر. (فادع الله لي) أي بالعافية التامة (فقال إن شئت شئت صبرت ولك الجنة) فيه 
ايماءٌ إلى جواز ترك الدواء» بالصبر على البلاء والرضا بالقضاء بل ظاهره أن إدامة المرض مع ١‏ 
الصبرء أفضل من العافية لكن بالنسبة لي بعض الأفراد ممن لا يعطله المرض عما هو بصدده 1 
عن نفع المسلمين وأن ترك التداوي» انل رون كان يسن التداوي لحين ابي داود غير قالوا . 
أنتداوى فقال تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء ع غير الهره” ""» وأنه لا ينافي التوكل 
إذ فيه مباشرة الأسباب مع شهود خالقها ولأنه كي فعله وهو سيد المتوكلين؛ ومع ذلك ترك 
التداوي توكلا كما فعله أبو بكر رضي الله عنه فضيلةٌ . (وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت 
اصبر) أي على الصرع (فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا الله لهاء متفق عليه) . 


(وعن يحيى بن سعيد قال: إن رجلاً جاءه الموت») أي فجأة (في زمن رسول 
الله ی فقال رجلٌّ: : هنيئاً له) مصدر لفعل محذوف (مات ولم يبت بمرض) استئناف مبين 
لموجب التهنئة والواو حالية (فقال رسول الله كل وبحك) في النهاية ويح كلمة ترحم وتوجع» 
أي لا تمدح عدم المرض وإنما ترحم عليه لعذره في ظنهء أن عدم المرض مكرمةٌ. (ما ٠‏ 
يدريك) أي أي شيء يعلمك أن فقد المرض مكرمة. (لو أن الله) قال الطيبي: لو للتمني لأن >١‏ 
الافعناعية ل تجا ب بال لي ل عل مهنيعا لد ليت إن اله (ابعلاه بكرف زيخرز أن يقد لق ١‏ 


ابتلاه الله لكان خيراً له (فكفر عنه من سيئاته) وعلى الأول ما يدريك معترضة» وعلى الثاني | 
)1( في المخطوطة «انفصالها». )۲( أخرجه أبو داود في السنن. 5 


الحديث رقم ٠١۷۸‏ : أخرجه مالك في الموطأ ۲/ ۹٤۲‏ حديث رقم ۸ من كتاب العين. إل 











ABR N o ie‏ اي هد مر 





ا اا د ا ا کی ا ا ب ا س ا 


کتاب ال ات عيادة المريض وثواب ا 
رواه مالك رسا 


)٥۷( ۹‏ وعن شدَادٍ بن أوس» والصُنابحيٌء أنهما دخلا على رجل مريض 
يعُودانه» فقالا له: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحتٌ بثّعمة. قال شداد: أبشرٌ اك 
السَّيئاتِء وحَط الخُطاياء فإني سمعتُ رسول الله ية يقول: (إِنَّ اللّهَ عر وجل يقول: إذا 
أنا ابتلَيتُ عبداً منْ عبادي مُؤْمناًء فحمدني على ما ابتلينه» Ba‏ 
ولا أف الخطاياء ‏ قر الوت كارك تمان آنا كدت عدي و فان لما 
كُنْتمْ تُجْرونَ له وهو صحيحٌ". زوأة أتخملة: 


متصلة بما بعدها. (رواه مالك مرسلا) لأن يحيى بن سعيد تابعى وكان إماماً من أئمة الحديث» 
وال غاا ورغا الها راخدا ورا اه وال فكو الفؤلقيه: 

49 (وعن شداد بن أوس) هو ابن أخي حسان بن ثابت قال عبادة بن الصامت» وأبو 
الدرداء: كان شداد ممن أوتي العلم والحكم» ذكره المؤلف في الصحابة. (والصنابحي) بضم 
الصاد المهملة وتخفيف النون والباء الموحدة والحاء المهملة منسوب إلى صنابح بن زاهر بطن 
من مراد اسمه عبد الله وقيل: أبو عبد الله وقال ابن عبد البر: الصواب عندي أن الصنابحي أبو 
عبد الله التابعي لا عبد الله الصحابي» قال: وأبو عبد الله الصنابحي غير معروف في الصحابة» 
والصنابحي قد أخرج حديثه مالك في الموطأ والنسائي في سننه كذا ذكره ال (إنهما 
دخلا على رجل مريض يعودانه فقالا له كيف أصبحت) فيه أن العيادة في أوّل النهارء أفضل 
(قال أصبحت بنعمة) أي مصحوياً بنعمةٍ عظيمةٍ وهي نعمة الرضاء والتسليم للقضاء . (قال 
شداد: أبشر بكفارات السيئات) أي المعاصي (وحط الخطايا) أي وضع التقصيرات في 
الطاعات» والعبادات. (فإني سمعت رسول الله ية يقول إن الله عر وجل يقول إذا أنا) فائدته 
تقد يم الحكمه وبيان مزيد الاعتناء به» ونه ينبغي أن يرضى به لعظم فائدته . (ابتليت عبداً من 
عبادي مؤمناً) نعت أو حال (فحمدني على ما ابتليته) أي به من مرض أو وجع (فإنه يقوم من 
مضجعه) [أي مرقده] (ذلك) أي الذي هو فيه والمراد من مرضه سمي باسم ملازمه غالباً وهو . 
متجرد باطناً عن ذنوبه. (كيوم ولدته أمه) بفتح الميم وفي نسخة بالجر أي كتجرده ظاهراً في 
وقت ولدته أمه. (من الخطايا) قال الأبهري : ظاهره أن المرض يكفر الذنوب جميعاًء إذا حمد 
SERE SE‏ ذلك بالصغائرء للحديث الذي تقدم في كتاب الصلاة 
من قوله» كفاراتٌ إذا اجتنبت الكبائر فحملوا المطلقات الواردة فى التكفير على المقيد. (ويقول 
الرب تبارك وتعالى أنا قيدت عبدي) أي حبسته بالمرض (وابتليته) أي امتحنته ليظهر منه 
الشكرء أو الكفر (فاجروا له) أمر من الاجراء (ما كنتم تجرؤن له) أي من كتابة الأعمال (وهو 
صحيح) حال (رواه أحمد) قال ميرك: عن المنذري وروا الطبراني في الكبير والأوسطء وله 
شواهد كثيرةٌ . 


الحديث رقم 1519: أخرجه أحمد في المسند .٠١۳/٤‏ 


f ل‎ A لفح جر طب و‎ E E ER ل‎ E EA ل‎ SE MEL SLL لي و و‎ 








کے و يح مر ا لوطم عر اک م و E‏ ا کے اوحرف ا ع ساو يبه SL‏ ور يك در ميد ع لومي 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض ١‏ 4۷ 





٨‏ (0884) وعن عائشةًء قالتْ: قال رسول الله ية : «إذا كثرث ذنوبُ العبدء 
ولمْ يكن له ما يكفِرُها منّ العمل» الاه الله بالحَرْنٍ ليُكفَّرّها عنه». رواه أحمد. 

١م4١1‏ _(4ه) وعن جابر» قال: قال وول الله ا : «مَنْ عاد مريضاًٌء لم يرل 
يحُوض الرّحمة حتى يجلسٌء فإذا جل اغْتمس فيها». رواه مالك» وأحمد. 

۲ -(50) وعن ثوبانَ» أنّ رسول الله لله يي قال : «إذا أصابَ أحدّكم الحمّى» إن 
الحمّى قطعةٌ من الئارء فَلْيُطفئْها عنه بالماءء 





(وعن عائشة قالت: قال رسول الله ب : إذا كثرت ذنوب العبدء ولم يكن له ما 
يكفرها من العمل ابتلاه الله بالحزن) أي بأسبابه وهو بضم فسكون وبفتحتين (ليكفرها) أي 
الذنوب (عنه) أي عن العبد بسبب الحزن» وقد روي أن الله تعالى يحب كل قلب حزينٍ رواه 
الطبراني والحاكم (رواه أحمد) قال ميرك : ورواته ثقات إلا ليث بن سليم. 

۱ <(وعن جابر قال: قال رسول الله عله : من عاد مريضاً يزل يخوض الرحمة) أى 
يدخل فيها من حين يخرج من بيته بنيّة العبادة . ل ا ال 
غاص وفي رواية استغرق فيها بقل الطبتي: شبه الرحمة بالماء إما في الطهارة» أو في الشيوع 
والشمول. (رواه مالك) أي بلاغاً (وأحمد) أي مسنداً ورواته رواة الصحيح والبزار وابن ¿ حبان 
في صحيحه» ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة ورجاله ثقات» وله شاهد من حديث كعب 
بن مالك قال: قال رسول الله كار : معاد ريض E‏ فالس ن 
فيها. رواه أحمد أيضاً باسناد حسد 220 والطبراني في الكبير والأوسطء وروا فيا أيضا مخ 
حديث عمرو بن حزم وزاد وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج . 
واسناده إلى الحسن أقرب» وروي عن أنس قال: سمعت رسول الله يي يقول أيما رجل يعود 
مريضاً فإنما يخوض الرحمة» فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة قال: فقلت: يا رسول الله 
هذا للصحيح الذي يعود المريض فما للمريض قال تحط عند ذنوبه رواه أحمد ورواه ابن أبي 
الدنيا والطبراني في الصغير”" والأوسط» وزاد فقال رسول الله ب إذا مرض العبد ثلاثة أيام» 
خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه كذا حرره ميرك. 

(وعن ثوبان أن رسول الله ية قال إذا أصاب أحدكم الحمى) أي أخذته (فإن 
الحمى قطعةٌ من النار) أي لشدة ما يلقى المريض فيها من الحرارة الظاهرةء والباطنة وقال 
الطيبي: جواب إذا فليعلم أنها كذلك . (فليطفئها عنه بالماء) أي البارد قال: ويحتمل أن يكون 


الحديث رقم :168٠‏ أخرجه أحمد في المسند 1. 
الحديث رقم ٠١۸١‏ : أخرجه مالك في الموطأ 147/7 حديث رقم 17 من كتاب العين. 
(۱) 0 (۲) أحمد في المسند ۳/ .٠٠٠١‏ 






14/5 وأحمد في المسند‎ ۲٠۸٤ أخرجه الترمذي في السنن 101/4 حديث رقم‎ :١ 





0 
ر 
2 
ر 
N‏ 
0 
5 
3 
7 
8 









ل“ کرک کہ ر کیہ ا رک ل کک کک اضيا لشي کیک لض ری کک ےک لي کک ر 


EA‏ كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


فليستنقع في نهر جار - وليستقبل جریته › فيقول: بسم الل اللهم اشفٍ عبدَك» وصدّقٌ 
1 رسولك - بعد صلاة الصبح قبل طلوع السّمس» زل فت غمّساتٍ ثلاثة أيّام» فإِنْ 
٠‏ الم برأ في ثلاث فخمسل» فإن لم يبرا في خمسٍ فسبمٌ فإنْ لم يبرا في سبع فتسع» فإنها 
لا نكا مار سينا فن الله عر وجل رر ایی د وفال: هدا حديك عريت. 


الجواب فليطفئهاء وقوله: فإن الحمى معترضةً. (فليستنقع في نهر جار) بيان للإطفاء 
(وليستقبل جريته) بكسر الجيم ويفتح قال الطيبي: يقال ما أشد جرية هذا الماء بالكسرء 
ولعل هذا خاصٌ ببعض أنواع الحمى» الصفراوية التي يألفها أهل الحجاز. فإن من الحمى ما 
يكاد معها أن يكون الماء قاتلاً فلا ينبغى للمريض اطفاؤها بالماء» إلا بعد مشاورة طبيب 
حاذق ثقة (فيقول) أي حال الاستقبال (بسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك) أي اجعل 
قوله هذا صادقاً بأن تشفيني ذكره الطيبي. (بعد صلاة الصبح) ظرف ليستنقع وكذا قوله (قبل 
طلوع الشمس ولينغمس) وفي نسخة وليغمس بفتح الياء وكسر الميم (فيه) أي في النهر أو 
في مائه (ثلاث غمسات) بفتحتين (ثلاثة أيام) قال الطيبي: قوله ولينغمس بيان لقوله فليستنقع 
جيء به لتعلق المرات. (فإذا لم يبرأ) بفتح الراء (في ثلاث) أي ثلاث غمسات أو في ثلاثة 
أيام (فخمس) بالرفع قال الطيبي: أي فالأيام التي ينبغي أن ينغمس فيهاء خمس أو فالمرات. 
اه. وفي نسخة بالجر ففي خمس. (فإن لم يبرأ في خمس فسبع) بالوجهين (فإن لم يبرأ في 
سبع فتسع) كذلك (فإنها) أي الحمى (لا تكاد) أي تقرب (تجاوز تسعا) أي بعد هذا العمل 
(بإذن الله عر وجل) أي بارادته أو بأمره لهاء بالذهاب وعدم العود (رواه الترمذي وقال هذا 
6 حديث غريب) قال السيوطي : ورواه أحمد وابن أبي الدنياء وابن السني وأبو نعيم ثم قال: 
0 وأخرج ابن أي شيبة وأحمد والبخاري» والنسائي وابن أبي الدنيا وابن حبان وابن السني» 
4 وأبو نعيم والحاكم عن أبي حمزة قال: كنت أدفع الناس» عن ابن عباس فاحتبست عنه أياما 
4 بالماءء أو بماء زمزم“ المشهور ضبط ابردوها بهمزة وصل والراء مضمومة أي أسكنوا 
4 حرارتهاء وحكى كسر الراء وحكى القاضي عياض بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء من أبرد 
1 الشيء إذا عالجه» فصيره بارداً قال الجوهري : إنها لغة رديئة » وفى رواية مسلم وغيره عن 
/ عائشة فاطفؤها بالماء”" وفي رواية ابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعاً الحمى كير من كير جهنم 
۴ فنحوها عنكم بالماء البارد“ وأخرج أحمد وغيره عن فاطمة قالت: أنينا رسول الله ية في 
1 نساء نعوده فإذا سقاء معلقة› يقطر ماؤها عليه من شدة ما يجده من الحمى فقلت : يا رسول 
) الله لو دعوت الله أن يكشف عنك» فقال: إن أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم» ثم 


)0( أخرجه البخاري في صحيحه 77١/1‏ حديث رقم 7771. وأحمد في المسند ۱. 
(؟) مسلم في صحيحه ۱۷۳۲/٤‏ حديث رقم (۸۰۔ ۲۲۰۹). 


]| (۳) ابن ماجه في السنن ؟/ ١١9١‏ حديث رقم ۳٤۷٩‏ 





كه امو سمه 


N SA NIE NT «‏ بر ال O E NI SE‏ سر اما وار يد ماي E‏ سيا سرك ند م 





7 


ES ES 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


4 (57) وعنهء قال : إِنَّ رسولَ الله بيا عاد مريضاً فقال: «أَبشِرْ فإلً 


الذيو لر ",اهعد فة إشارة إلى أن الفراس فى كل مقا اة الأعلى والوسيظ. + 
والأدنى» وعليه مدار منازل السائرين قال المازري: يحتمل أن يكونٌ الاغتسال للمحموم في ٠‏ 
وقتٍ مخصوص» فيكون من الخواص التي اطلع عليها بي ويضمحل عند ذلك [جميع] كلام ٠.‏ 
أهل الطب» حيث يقولون إن اغتسال المحموم بالماء خطرٌ يقربه من الهلاك لأنه يجمع ٠٠‏ 
المسام ويحقن بالبخار المتخلل» ويعكس الحرارة إلى داخل الجسم» فيكون ذلك سبباً للتلف 71 
قال: ويحتمل أن يكون ذلك لبعض الحميات» دون بعض ولبعض الأماكن دون بعض» 2 
ولبعض الأشخاص دون بعض» وهذا أوجةٌ وقال أبو بكر الرازي: إذا كانت القوى قوية /: 
والحمى حارة والنضج بين ولا ورم في الجوف» ولا فتق فإن الماء البارد ينفع شربه فإن كان إلا 
العليل خصب البدن» والزمان حاراً وكان معتاداً باستعمال الماء الباردء اغتسالا فليؤذن له وقد 
نزل ابن القيم حديث ثوبان على هذه القيود فقال: هذه الصفة تنفع في فصل الصيف. في أ[ 
البلاد الحارة في الحمى العرضية أو الغب الخالصة التي لا ورم معهاء ولا شيء من أ 
الأعراض الرديئة والمواد الفاسدة فيطفئها بإذن الله تعالى فإن الماء فى ذلك الوقت أبرد ما إل 
يكون لبعده عن ملاقاة الشمس» ووفور القوى في ذلك الوقت لكونه عقب النوم» والسكون ٠‏ 
وبرد الهواء قال: والأيام التي أشار إليها هي التي تقع بحران الأمراض الحارة غالباً لا سيما '' 
في البلاد الحارة» والله أعلم قال الخطابي: غلط بعض من ينتسب إلى العلم فانغمس في ١‏ 
الماء لما أصابته الحمى» فاحتقنت الحرارة في باطن بدنه فأصابته علة صعبة كادت تهلكه فلما ٠‏ 


خرج من علته قال قولاً سيئاً لا يحسن ذكره وإنما أوقعه فى ذلك جهله بمعنى الحديث. 


| (وعن أبي هريرة قال ذكرت الحمى) على صيغة المجهول أي وصفت شدتها‎ ١87 
(عند رسول الله كل فسبها رجل فقال النبي بيا لا تسبها) بفتح الباء وفي نسخة بضمها فاعلم أنه أ‎ 
يحب الفتح في نحو ردها بلا خلاف قال النيسابوري» في شرح الشافية: لأن الهاء لخفائها '؛‎ 
:١ كالعدم فكان الألف واقعة بعد الدال. اه. فيتعين على الضم أن لا نافية بمعنى النهي (فإنها‎ 
1 تنفي الذنوب) وهو أبلغ من تمحو (كما تنفي النار) أي تخرج (خبث الحديد) كناية عن المبالغة‎ 


في تمحيصها من الذنوب . (رواه ابن ماجه) . 


4 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: إن رسول الله بي عاد مريضاً فقال ابشرء فإن ا 


.8594/5 أحمد فى المسند‎ )١( 
.5479 حديث رقم‎ .۱۱٤۹/۲ الحديث رقم ۴۳ : أخرجه ابن ماجه في السنن‎ 


الحديث رقم :١1084‏ أخرجه الترمذي في السنن 769/4 حديث رقم .۲٠۸۸‏ مع اختلاف. وابن ماجه في 1 


السنن ؟159/7١1.‏ حديث رقم .۳٤۷١‏ وأحمد في المسند ؟/١ .44‏ 0 


N A seh N Î E N Î ra‏ 0000 ن 





۳ -_ (1۱) وعن أبى هريرةً» قال: ذُكرت الحُمّى عند رسول الله ب فسبّها ال 
رجلٌء فقال النبئ يل. «لا تسبّها فإنّها تنفى الذُّنوب كما تثفي الئَارُ حَبَتَ الحدييه. رواه ار 
ابن ماجه . ا 


.6 ش كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 


'اللّهَ تعالى يقول: هيّ ناري أسلّطها على عبْديّ المؤمن في الدنيا لتكو حظه منّ لار يوم 
: القيامة». رواه أحمدٌء وابنُ ماجهء والبيهقئٌ فى «شعب الإيمان». 


ا 0 -(18) وعن أنس» أن رسول الله اة قال: (إنَّ الربٌ سبحانه وتعالى يقول: 
أ وعرّتي وجَلالي لا أخرخ أحدا من الدُنيا أرِيدُ أغعفه له حتى أستؤفي كل خطيبة في عقب 
| بسَقُم في بدنهء وإفتار في رزقه». 


1 لله تعالى يقول هي) أي الحمى كما يفيده السياق (ناري أسلطها على عبدي المؤمن) قال 
)| الطيبي: في اضافة النار اشارةٌ إلى أنها لطفٌء ورحمةٌ ولذلك صرح بقوله عبدي؛ ووصفه 
: )¦ بالمؤمن وقوله أسلطها خبر أو استئناف . (في الدنيا) خبر آخر أو متعلق بأسلطها (لتكون) أي 
١‏ الحمى (حظه) أي نصيبه بدلا (من النار) مما اقترف من الذنوب المجعولة له“ (يوم القيامة) 
:, ويحتمل أنها تصيبه من الحتم المقضي عليه: في قوله تعالى : «وإن منكم إلا واردها 4 [مريم - 
.]١ 1‏ قال الطيبي: والأوّل هو الظاهر وعندي» أن الثاني هو الظاهر ويؤيده ما أخرجه ابن أبي 
الدنيا وابن جرير والمنذر» وابن أبي حاتم في التفسير والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله 
:)| تعالى : لوان منكم إلا واردها 4. قال الحمى في الدنيا حظ المؤمن من الورود في الآخرة . 
:| وجاء عن عن الحسن مرفوعاً أن لكل آدمي حظاً من النار» وحظ المؤمن منها الحمى تحرق جلده 
| ولا تحرق جوفه» وهي حظه منها. اه. نعم ينبغي أن يقيد المؤمن بالكامل لئلا يشكل بأن 
)ا عقي العضاة» من المومين يعديون بالنارء (رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان) 
ورواه هناد بن السري وابن أبي الدنيا وابن جرير في تفسيره وابن عدي» والحاكم وصححه 
ذكره السيوطي7". 
١‏ همه ١‏ (وعن أنس أن رسول الله كَل قال : إن الرب سبحانه وتعالى يقول وعزتي) أي 
:, غلبتي وقوّتي (وجلالي) أي عظمتي وقدرتي (لا أخرج أحداً من الدنيا أريد أغفر له) بالرفع وفي 
۲ ر نسخة بالنصب قال الطيبي : أي أريد أن أغفر فحذف أن والجملة إما حال من فاعل أخرج » أو 
+ صفة للمفعول. رحن اسنوني كل خطينة) أي را جل التزنهاء وكني عنه بقوله (في 
| عتقه) يمتين في ذمته بت لم يتب عنها أي“ كل خطيئةٌ باقية. (بسقم) بفتحتين وضم 
| وسكون متعلق باستوفى والباء سيبية» فلا تحتاج إلى تضمين مغنى استبدل كما اختاره ابن حجر 


4 
1 


۶ (في بدنه) إشارةٌ إلى سلامة دينه (واقتار) أي تضييق ن (في رزقه) أي نفقته ولحل هذا هو السر في 
9 کون الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام» قال ميرك: الاقتار التضييق على 
0 5 في الرزق يقال أقتر الله رزقه أي ضيقه وقلله» وقد أقتر الرجل فهو مقتر وقتر فهو مقتورٌ 


1 ا 
000 في المخطوطة «المعول». 
0 البيهقي في شعب الإيمان ١71/7‏ حديث رقم 48444. 









ا 0.1 ) في المخطوطة «أوار_ 


gS 











كتاب الجتائر/ باج عاذ و ارش ۱ ا 

رواه رزين. 
85 -(54) وعن شقيق ١‏ قال : مرض عبد الله بن مسعود» فعدناه» mE‏ 1 

فعوتبت. . فقال: إني لا أبكي لأجل المرض» لأني سمعتٌ رسول الله ي ب 2 شرل : «المرض 


كمارةٌ . وإنما أبكي أنه أصابني على حال فترة» ولم يصبني في حال اجتهاد. لاله يكتث | 
للعبدٍ منّ الأجر إذا مرض ما كان يكتبٌ له قبل أن يمرض فمنعّه منه المرض . رواه رزين. 


41 (168) وعن أنس» قال: كان لنب ية لا يعودٌ مريضاً إلا بعد ثلاث. 5 


كذا في الطيبي فعلى هذا الاقتار مستعمل في جزء معناه على سبيل التجريد. اه. والنكتة دفع ٠١‏ 
توهم» أن يكون التضييق في صدره لأن المؤمن مشروح الصدرء وبه يحصل له غنى القلب 3 
المقتضي لاختيار الفقر على الغنى وللشكر على المحنة» ما لم يشكر غيره على المحنة. (رواه '' 


رزین) قال ميرك : ولم أره في الأصول. 9 


7 (وعن شقيق) تابعي جليل (قال: مرض عبد الله) أي ابن مسعود (فعدناه فجعل) | ل 
أي شرع (يبكي فعوتب) أي في البكاء فإنه مشعرٌ بالجزع» من المرض وهو ليس من أخلاق ' 1 
الأكابر. (فقال: إني لا أبكي لأجل المرض لأني سمعت رسول الله بي يقول المرض كفارة» 0 
وإنما أبكي أنه) أي لأجل أنه (أصابني) أي المرض وقول ابن حجر ويصح كسران مخالف | 
للرواية والدراية . (على حال قترة) أي ضعف في العبادة (ولم يصبني في حال اجتهاد) أي في ؛ ١‏ 
الطاعة البدنية فلو وقعت الإصابة حال الاجتهاد في العبادةء لكانت سبباً للزيادة. (لأنه) أي , 
الشأن (يكتب للعبد من الأجر إذا مرض ما كان) أي مثل جميع ما كان من الأعمال (يكتب له ١‏ 


قبل أن يمرض فمنعه المرض) أي ماع آخر من الشغل والكبر (رواه رزين). 


ا 
۷ - (وعن أنس قال: كان النبي ي لا يعود مريضاً إلا بعد ثلاث) أي مضي ثلاث ا 
ليال» وعليه البغوي والغزالي وغيرهما وقال الجمهور العيادة: لا تتقيد بزمان لإطلاق قول 5 لا 
عودوا المرية جه اها واد م ا 
وهو متروك وقد سئل عنه أبو حاتم فقال : هو حديث باطلّ» ووجدت له شاهداً من حديث أبى 
خريرة د الطبراتي راسا رار توك کا اللاي وات ناته ابن حجر موا ر 
الحديث موضوع كما قاله الذهبي وغيره فغير صحيح أو مختص بسند خاص له فإن كثرة ة الطرق ار 
تدل على أن الحديث له أصل وقد ذكره السيوطي» في جامعه الصغير”" وفي المقاصد عيادة | 
المريض بعد ثلاث له طرق ضعاف يتقوّى بعضها ببعض ولهذا أخذ بمضمونها جماعة ويمكن إإإ 3 
حمل الحديث على أنه ما كان يسأل عن أحوال من يغيب عنه» إلا بعد ثلاث فبعد العلم بها ٠١‏ 





EN‏ ر 


E 4 37 


4 
21 


الحديث رقم ٠١۸۷‏ : أخرجه ابن ماجه في السئن 471/1 حديث رقم /1411. والبيهقي في شعب الإيمان إل 
5 حديث رقم 4717. 0 





or:‏ کتاب د /, باب عيادة ا راف 'المرض 
؛:] رواه ابن ماجهء والبيهقئ فى «شعب الإيمان». 


ب 8مه1:-(55) وعن مر بن :الخطات: [ رضن الله عنه ]ء قال؛ قال وسول#الله 
١‏ يه : «إذا دخلت على مريض فمُرْهُ يدعُو لك» فإنَّ دعاءه كدُعاء الملائكة». رواه ابن ماجه. 


1 
0 


١ 4 1‏ (17) وعن ابن عبّاس» قال: مِنَ السَنّة تخفيفٌ الجلوس وقلة الصَّحَبٍ في 
)| العيادةٍ عند المريض» قال: وقال مول الله يا لما كر لغطهمْ واختلافهم : «قُوموا عنّي2 . 


Tey‏ إلى ثلاثة أيام فقد ذكر في شرعة الإسلام“ أن 
| في الحديث القدسيٌ قال الله تعالى (إذا اشتكى عبدي وأظهر ذلك قبل ثلاثة أيام فقد شكاني 

١‏ ا ا ر على ر ا قبلها). اه. أو يحمل 
الحديث على زمان الاستحباب أو جواز التأخير إلى ثلاثة ة آيام» رجاء أن يتعافى وأما 
ل ور م ا 
` فإذا غلب وخيف عليه يتعهده ه كل يوم. (رواه ابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان) وابن 

| الدنيا في المرض والكفارات وفي سنده متروك وكذا رواء أبو يعلى بسن فيه ضعيف . 


i‏ 4 (وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ية : إذا دخلت على مريض فمره 
)| يدعو لك) قال الطيبي: أي مره يدعو لك لأنه خرج عن الذنوب» وأما قول ابن حجر ويصح 
1 جزمه على لغة من لا يحذف حرف العلة للجازم جواباً للأمر الواصل إليه كك على حد «إقل 
للذين آمنوا يقيموا الصلاة € على أحد الأغاريب فيه فبعيد جداً» لعدم ظهور السببية وإنما 
تكلف بعضهم في الآية لها لصراحة الجزم» وأما أنه يتكلف الجزم ليتكلف السبب الناشىء عن 
تكلف السبب العادي”"' فغير صحيح . (فإن دعاءه كدعاء الملائكة) لأنه أشبههم في التنقي من 
4 الذنوب أو في دوام الذكرء والدعاء والتضرع واللجأ. (رواه ابن ماجه) قال ميرك: ورواته ثقاث 
مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر. 

0 ۹ _ (وعن ابن عباس قال: من السنة تخفيف الجلوس» وقلة الصخب) بفتحتين 
| ويسكن الثاني أي رفع الصوت (في العيادة عند المريض) قال الطيبي: اضطراب الأصوات 
6 ا حو ع ا ا اما ا ل ا 
4 أصل العفيف وفي ار القع الس جروجو (وقال رسول الله ي : لما كثر لغطهم. 
)| واختلافهم) في النهاية اللغط صوتٌ» وضجة لا يفهم معناه. (قوموا عني) قال الطيبي : وكان 
:| ذلك عند وفاته روى ابن عباس أنه لما احتضر رسول الله َة وفي البيت رجال فيهم عمر بن 
0 الخطاب قال النبي كَل : هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده فقال عمر: وفي رواية فقال 
1 
7 


A ير‎ 


عسوم 


.)٥۷۳( شرعة الإسلام. للإمام الواعظ محمد بن أبي بكر المعروف بإمام زادة ت‎ )١( 


.۱٤٤١ حديث رقم‎ 477/١ أخرجه ابن ماجه‎ : ۱٥۸۸ الحديث رقم‎ |١ 
(؟) في المخطوطة «العادي».‎ 0 


3 





Gy ا‎ 


كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض مه 2 


les a اك‎ 


رواه رزين. 
۰ _ (1۸) وعن أنسء قال: قال رسول الله ل : «العيادة قُواقٌ ناقة؛. 


0١‏ (14) وفي رواية سعيدٍ بن المسيّب» مرسلاً: «أفضل العيادة سُرعة القيام». 


بعضهم: رسول الله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله. فاختلف أهل ٠‏ 
البيت» واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله يه ومنهم من يقول غير ذلك !؛ 
فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله بيا قوموا عني متفق عليه“ قال ابن حجر: وكأنه ٠‏ 
كل لما أراد الكتابة فوقع الخلاف ظهر له أن المصلحة في عدمها فتركها اختياراً منه كيف وهو !, 
عليه الصلاة والسلام لو صمم على شيء لم يكن لأحدٍ عمر أو غيره أن ينطق ببنت شفة ولقد ١‏ 
بقي حياً بعد هذه القضية نحو ثلاثة أيام» ليس عنده عمر ولا غيره بل أهل البيت» كعلي ٠١‏ 
والعباس فلو رأى المصلحة في الكتابة بالخلافة أو غيرها لفعله على أنه اكتفى في الخلافة بما ٠)‏ 
كاد أن يكون نصاً جلياًء وهو تقديم أبي بكر رضي الله عنه للإمامة بالناس أيام مرضه ومن ثم | 
قال علي كرم الله وجهه. لما خطب لمبايعة أبي بكر على رؤوس الاشهاد» رضيه رسول الله كه ٠.‏ 
أرسل إليه أن صل بالناس» وأنا جالسٌ عنده ينظرني ويبصر مكاني» ونسبة [علي رضي الله عنه] ١:‏ 
فارس الإسلام إلى التقية جهل بعظم مكانته؛ وأنه ممن قال الله فيهم: الا يخافون لومة لائم & ٠‏ 
[المائدة ‏ 554]. لقد قال أبو سفيان بن حرب: إن شئت لاماي على إلى بك حلا ووالا 5 
فاغلظ علي عليه سباً وزجراً اعلاماً له؛ ولغيره أن أبا بكر هو الخليفة الذي لا مرية في حقية | 
خلافته . (رواه رزين). 1 

(وعن أنس قال: قال رسول الله يا : العيادة فواق ناقة) بفتح الفاء وضمها بالرفع ٠‏ 
- وفي نسخة بالنصب خبر المبتدأ أي أفضل زمان العيادة مقدار فواقهاء وهو قدر”" ما بين ١‏ 
الحلبتين: لآنها تحلب ثم تعرك سويعة يرضعها الفضيل دن ثم محل يقال ما اقا ع إل + 
فواقاً . : 

0١‏ (وفي رواية سعيد بن المسيب مرسلا) أي بحذف الصحابي واسناد الحديث إلى أ 
النبيّ ياء (أفضل العيادة سرعة القيام) قال الطيبي: أي أفضل ما يفعله العائد في العيادة أن يقوم 1 
ربعا قال ميرك: والأظهر أن يقال أفضل العيادة عيادة فيها سرعة القيام» وفي شرح الشرعة اأ 
قيل : نعم العيادة" التخفيف في العيادة وقيل: العيادة لحظة ولفظة وعن بعضهم أنه قال: عدنا اأ 


7 حديث‎ ١١09/7 حديث رقم 01794. ومسلم في صحيحه‎ ١75/٠١ أخرجه البخاري في صحيحه‎ )١( 
.)15719-55( رقم‎ 

الحديث رقم :: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 047/1 حديث رقم 4۲۲۲. 

(۲) في المخطوطة «مقدار». 

الحديث رقم ٠١١١‏ : رواه البيهقي في شعب الإيمان 047/١‏ حديث بقم .4737١‏ 





2 





03 


بد اشم اي 


ووه 7 8 نهوم O‏ 


a 








٩ )(_- ۲‏ وعن ابن عبّاس» أن النبىّ اة عاد رجلا فقالٌ له: «ما تشتهى ؟(« 


قال: أشتهي حبر بر قال النبئٌ يكلِ: «مَن كان عندَهُ حب بْرَ فليبعَف إلى أخيه؛. ف حال 


النبيّ ي : «إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً فلْيْطْعِمْةُ. رواه ابن ماجه. 


١548‏ (۷۱) وعن عب الله بن عمروء قال: تَوفَىَ رجلٌ بالمدينة ممّنْ ولد 





السري السقطي في مرض موته فأطلنا الجلوس عنده» وكان به وجع بطنٍ ثم قلنا له ادع لنا حتى 
نخرج من عندك فقال اللهم علمهم كيف يعودون المرضى» وروي أنه دخل رجل على مريض 
فأطال الجلوس فقال المريض لقد تأذينا من كثرة مر يدخل علي فال الرجل أقوم اقلق الات 
قال نعم ولكن من خارج وبعضهم لم يكتف بأمثال هذه الكنايات» بل سلك طريق التصريح 
حيث روي أنه دخل ثقيل على مريض» فأطال الجلوس ثم قال ما تشتكي قال قعودك عندي 
وروي أنه دخل قوم على مريض» فأطالوا القعود وقالوا أوصنا فقالوا أوصيكم أن لا تطيلوا 
الجلوس إذا عدتم مريضاً هذا ويستثنى منه ما إذا ظن أن المريض يؤثر التطويل لنحو صداقة أو 
تبركِ”'' أو قيام بما يصلحه» ونحو ذلك (رواه البيهقي في شعب الإيمان) . 


5 (وعن ابن عباس أن النبي يي عاد رجلا فقال له ما تشتهي قال: أشتهي خبز بر 


1 قال النبي يلل : من كان عنده خبز بر فلي بع ك) أي به (إلى أخيه) فيه إشارةٌ إلى ضيق عيشه با 


ور اكد اماه وص ال عى ی افا ا E N‏ 


آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين» حتى قبض رسول الله بيا" وعن أبي أمامة ما كان 
يفضل عن أهل بيت رسول الله اة خبز الشعير“ وعن ابن عباس قال كان رسول الله ب يبت 
الليالي المتتابعة طاوياً هو وأهله لا يجدون عشاءًء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير(“ (ثم قال 
النبي كَل إذا اشتهى مريضٌ أحدكم شيئاً فليطعمه) أي فإنه قد يكون شفاءً كما شوهد في كثير› 
حيث صدقت شهوة المريض له لا سيما إن كان من مألوفه الذي انقطع عنه. قال الطيبي: هذا 


:! إما بناءَ على التوكل وأنه هو الشافي» أو أن المريض قد شارف الموت. (رواه ابن ماجه) . 


۳ - (وعن عبد الله بن عمرو) بالواو (قال توفي) أي مات (رجل بالمدينة ممن ولد 


)١(‏ في المخطوطة «بترك». 

الحديث رقم ۱٥۹۲‏ : أخرجه ابن ماجه في السنن ۱ حديث رقم .۱٤۳۹‏ 

(۲( في المخطوطة «فقراء». 

2 مسلم في صحيحه /٤‏ ۲۲۸۲ حديث رقم (۲۲ ۔ ۲۹۷)۔ 

0( أحمد في المسند #/2301. 

(0) أخرجه الترمذي في السنن 001١/4‏ حديث رقم .۲۳٠١‏ 

الحديث رقم ٠١۹۳‏ : أخرجه النسائي ذ في السنن ۷/٤‏ حديث رقم ۱۸۳۲. وابن ماجه 0180/١‏ حديث رقم 


EE کتاب ا باب عيادة 7 رت‎ ٤ ٤ 
١ 0 

| رواه البيهقئيُ فى «شعب الإيمان) . 

9 0 للم 











كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 00 





بهاء فصلى عليه النبيُ كله فقال: ايا لَينَه مات بغر مولد) . قالوا: ولم ذاك يا رسول اللّه؟ 1 
قال : إن الرجل إذا مات بير مولده قيس له من مؤلده إلى م أثره في الجن ٠‏ رواه 4 


النّسائيُ» وابنُ ماجه. 


1د (الا) ون این عتاس قال :قال ر 0 2 هرية مراف 
رواه ابن ماجه. ش 

ف وغ یی هریز تقال قال زرل الله كله ن عات فريضنا مات 
شهيداء أو وقي فتنةً القبر» 





بها) [قال ابن حجر: أي من أهلها وفيه أنه فرق بينهما] وظاهره تخصيص أهل المدينة من 
عموم ما اتفق عليه العلماء من أن الموت بالمدينة أفضل من مكة مع اختلافهم في أفضلية 
المجاورة؛ فيهما. (فصلى عليه النبي يِل فقال: يا ليته مات بغير مولده قالوا ولم ذاك يا رسول 
لله قال: إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره) قال الطيبي: أي إلى 
موضع قطع أجله وسمي الأثر أجل لأنه يتبع العمر قال زهير: 

والمرء :ما عاش معدو له اجتل * لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر 


وأصله من آثر مشيته فإن من مات لا يبقى له أثْرٌ فلا یری لاقدامه أثْرٌ قال ميرك: ويحتمل ا 
أن يكون المراد بمنقطع أثره محل قطع خطواته انتهى. وقال بعضهم: منقطمٌ آثره» هو قبره | 


وفيه نظرٌ (في الجنة) متعلق بقيس يعني من مات في الغربة يفسح في قبره» ويفتح له ما بين قبره 
ومولده ويفتح له باب إلى الجنة. (رواه النسائي وابن ماجه) . 

4 (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله يكل : موت غربة؛ شهادة رواه این ماجه) 
قال السيوطي: ورواه أبو داود والبيهقي بلفظ موت الغريب» شهادة"'© وفي حديثٍ آخر من 
ناك غا مات لين وفي حديث الغريب شهيد”” . 

60 (وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله ككل : من مات مريضاًء مات شهيداً أو 
وقي) أي حفظ (فتنة القبر) أي عذابه هكذا وقع مريضاً في النسخ المقروءة“ ووقع في بعض 





الحديث رقم :١1844‏ أخرجه ابن ماجه في السنن 0١‏ حديث رقم 15171. 
(1) رواه ابن ماجه في السنن وليس عند أبي داود كما ذكر. راجع تخريج الحديث. 
(؟) هذا الحديث رواه ابن ماجه في السنن حديث رقم 111 بلفظ مقارب. 

2 رواه أحمد والترمذي والنسائي. 





الحديث رقم 1946: أخرجه ابن ماجه في السنن 016/١‏ حديث رقم 1115. والبيهقي في شعب الإيمان أ 


۷ حدیث رقم .۹۸٩۹۷‏ 


e 2 





O ا‎ ES 





محف سح راج رع N O A DS O A‏ ا 
و 

كه كتاب الجنائز/ باب عيادة المريض وثواب المرض 

| 

ا 


وعْدِىَ وريح عليه برژقه منّ الجنّة) . رواة ابن ماجه» والبيهقىٌ فى (شعب الإيمان». 


5 (94) وعن العرباض بن ساريةً» أنَّ رسو الله بي قال: «يختصم الشُهداءً 


٠‏ والمتَوَفُوْنَ على فُرشهمْ إلى ريّنا عر 





8 حجر: ا اا و ا مرابطاً مردود نا 0 غيره 0 


4 المريض بوجع البطنء ليوافق الأحاديث المارة في الشظون ووحه رد ذا أن فيه بها 
1 بالوهم إذ لم يتواردا على شيء واحد حتى يدعى عارش أو تخصيص وإنما حديث المبطون 


خاص وحديث من مات مريضاً مات شهيداً [عام] ثم ذكر أن القرطبي قال: هذا عام في جميع 
4 الأمراض» لكن يقيد بالحديث الآخر من قتله بطنه لم يعدت في ا 55 النسائي ا 


والمراد به الاستسقاء وقيل: الاسهال والحكمة في ذلك أنه يموت حاضر العقلء عارفاً بالله فلم 


يحتج إلى اعادة السؤال عليه» بخلاف من يموت بسائر الأمراض فإنهم تغيب عقولهم قلت: لا 


! حاجة إلى شيءٍ من هذا التقييدء فإن الحديث غلطٌ فيه الراوي باتفاق الحفاظ وإنما هو من مات 
1 مرابطاً لا من مات مريضاً وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات»؛ لأجل ال هد رفول ابن 


۽ حجر مردودٌ ومردودٌ. (وغدي) بمعجمة د ثم مهملة على بناء المفعول من الغدوة (وريح») من 


١‏ الرواح (عليه) حال (برزقه) نائب الفاعل 07 جيء له برزقه حال كونه نازلاً عليه (من الجنة) 
اشارة إلى قوله تعالى : بل أحياءً عند ربهم يرزقون € [آل عمران - 159]. وقوله عر وجلّ: 
١‏ «ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً 4 [مريم - 77]. فإن الغدوة والبكرة أول النهار والرواح 
:. والعشي آخره» والمراد بهما الدوام كما قال الله تعالى: #أكلها دائم 4 [الرعد  .]۳١‏ ويمكن . 
لكر ر و ن نم ا رق جنا سب لنم اعات 


وقد جاء في" الأحاديث أن من المؤمنين من روحه في خيام أو قناديل وأجواف طيور خضر› 


ر ونحوها خارجها أو تحت العرش» ومنهم من روحه على شكل طائر تعلق في شجرها وتأكل 
ِ من ثمرهاء كيف شاءت . (رواه ابن ماجه والبيهقئ فى شعب الإيمان) . 


7 (وعن العرباض) بكسر العين (ابن سارية أن رسول الله يي قال: يختصم) 


بالتذكير والتأنيث (الشهداء) أي الذين قتلوا في سبيل الله وأطال ابن حجر هنا بما لا طائل 
تحته. (والمتوفون) بفتح الفاء المشددة (على فرشهم) أعم من الشهداء الحكمية وغيرهم (إلى 
ربنا) حال من المعطوف والمعطوف عليهء أي منتهون ومتوجهون ومتحاكمون إلى ربنا. (عرّ 


ا )١(‏ روى ابن ماجه حديث «من مات مريضاً مات شهيد». الحديث رقم .)١515(‏ كما روى «من مات 


مرابطاً في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح...» الحديث رقم 717517. 
(۲) أخرجه النسائي في السنن ٩۸/٤‏ حديث رقم .7١87‏ 


0 (۳) في المخطوطة «من». 
4 الحديث E al e‏ ا عبد في امسر لاا 








3 او کد يي و 


me E a E 


ES 


ب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره لاه 


وجل فى الذينّ يُتَوَقُونَ منّ الطاعون» فيقول الشّهداء: إخواتنا فتلوا كما فتلنا. ويقول 
المتوَقُونَ : إخوائنا ماتوا على فُرشهمْ كما يننا فيقول ربُنا: انظروا إلى جراحيهم فإِنْ 
أشبهّت جِراحُهُمْ جراح المقتولينَء فإِنّهُمْ منهُم ومعّهم» فإذا جراخهم قذْ شبهث جراحهم'. 


رواه أحمد» والنسائيُ . 
1 (6) وعن جابرء أنَّ رسول الله اة قال: «الفارٌ منّ الطَّاعونٍ كالفارٌ منّ 
لوحف والصابرُ فيه له أجرٌ شهيد». رواه أحمد. 
(0) باب تمني الموت وذكره 
وجل في الذين يتوفون) متعلق بيختصم (من الطاعون) أي بسببه (فيقول الشهداء) بيان الاختصام 


(اخواننا) خبر لمبتدأ هو هم أي المطعونون اخواننا في أشباهنا فيكونون معنا في مقامنا (قتلوا 
كما قتلنا) بيان المشابهة وبرهان المناسبة (ويقول المتوفون) أي على فرشهم (اخواننا) أي هم 


E N 


أمثالنا (ماتوا على فرشهم. كما متنا) كسر الميم وضمها (فيقول ربنا) وفي نسخة تبارك وتعالى ) 
(انظروا) أي تأملوا ليتبين لكم الحكم وابصروا (إلى جراحتهم) بكسر الجيم ويفتح والخطاب ر¡ 


للملائكة أو للفريقين» المختصمين (فإن أشبهت جراحهم) جمع جراحة بالكسر (جراح ل 
المقتولين فإنهم منهم) يعني ملحق بهم في ثوابهم (ومعهم) [أي] في حشرهم ومقامهم» وإن لم ٠‏ 


تشبه فإنهم من الميتين على فرشهم . (فإذا) أي فنظروا فإذا (جراحهم) أي جراح المطعونين (قد 
أشبهت جراحهم) أي جراح المقتولين وفيه اشارةٌ بقوّة القياس» والاعتبار حتى في دار القرار. 
(رواه أحمد والنسائى) قال ميرك : وله شاهدٌ من حديث عقبة عن النبئّ يي قال: يأتى الشهداء 
والمتوفون بالطاعون» فيقول أصحاب الطاعون. نحن شهداء فيقال انظروا فإن كانت جراحهم 


كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك» فهم شهداءً فيجدونهم كذلك. رواه الطبراني في ٠‏ 


الكبير باسنادٍ لا بأس به. 


(وعن جابر أن رسول الله ية قال: الفار من الطاعون كالفار من الزحف) قيل : 
شبه به في ابطال أجر الشهادة لا في أنه كبيرةٌ وقال الطيبي: شبه به في ارتكاب الكبيرة» 


والزحف الجيش الدهم الذي لكثرته كأنه يزحف أي يدب دبيباً من زحف الصبي إذا دب على ٠‏ 


أسته قليلاً قليلاً سمي بالمصدر. (والصابر فيه) أي في الطاعون (له أجر شهيد) سواءٌ مات به أو 
لا (رواه أحمد) بإسناد حسن ورواه البزار والطبرانى نقله ميرك عن المنذري. 


(باب تمني الموت) 


الحديث رقم ٠١۹۷‏ : أخرجه أحمد في المسند 54/7 7". 


0 


E E 





)١( 4‏ عن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ب : «لا يتمئّى أحدّكم الموتّ» 
1 إا مُحسناً فلعله أن يزدادٌ خير 


1 ْ (الفصل الأول) 


0 4 (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ي : لا يتمنى أحدكم الموت) نهى في 
| قنور ایا ورال الياء في قوله لا يتمنى مثبتة في رسم الخط في كتب الحديث» 
'| فلعله نهي ورد على صيخة الخبر أو المراد منه لا يتمئّى فاجرى مجرى الصحيح وقال ابن 
| حجر : الرق كنا عر وي كب الحديت نيو خر ربعت الثم افيه أله هر قلع ور متحي 
أ النهي ومقوله”'": كلا #إيمسه إلا المطهرون 4 [الواقعة ‏ 74] أي على قول وأما قوله: 
| #كالزاني لا ينكح | إلا زانية أو مشركة € [النور ‏ ”] بالرفع فمبني على قول ضعيف وقال ابن 
؟]| الملك في شرح المصابيح : لا يتمنين بنون التأكيد وفي بعض النسخ بدونها ودون الياء ويالياء 
أيضاً نهياً على صيغة الخبر أي لا يتمن أحدكم الموت من ضر أصابهء م 
الله [تعالى] عليه وطلب زوال الحياة عد م الرضا بالحكم . اه. والنفي ب بمعنى النهي أبلغ لافادته 
ل E‏ و ا ا 
بالنفي وأما ما قيل: من أنه لو ترك [على] الأخبار المحض لكان أولى فغير صحيح من جهة 
| إيهام» الخلف في الخبر إذ كثيراً ما يوجد التمني وغيره ولأنه حينئذ لا يصلح استدلال الأئمة به 
على الكراهة وقال التوربشت بشتي : النهي عن تمني الموت» وإن كان مطلقا لكن المراد به المقيد 


NR NAAN PR ا‎ 


E 


:ألما ا ا ا اخرى ر ا وقوله ييه وتوفني إذا كانت الوفاة 
)| خيراً إلى" فعلى هذا يكره تمني الموت من ضر أصابه في نفسه أو ماله لأنه في معنى التبرم 
عزن اا ا را افج تغرف فاد دري لزنا مها قال اين الشلك ك" 
٣ ٤ 0‏ 3 0 9 1 5 5 

6 الهمزة أصله إن ما فادغمت وما زائدة عوضا عن الفعل المحذوف» أي إن كان محسنا وقال 


اي 


ااي كدير إن أن کون خا وما أن رکون مها فحذف يكون مع اسمها مرتين 
1 وأنقى الخير واكفن'ذللك إنما بكرن نخد أن ولو فال زين العرب ET‏ مجزيون 
| بأعمالهم إن خيراً فخير وان شرا فشر (فلعله) جواب إن الشرطية (آن يزداذ خخيرا) وقد ورد في 
| الحديث طوبى لمن طال عمره وحسن عمله”" وفي لفظ خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم 


ر 
7 
8 


ا رجام 


الحديث رقم ١694‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ١77/٠١‏ . حديث رقم /0717. والنسائي في السنن /٤‏ 
١‏ ۲ حديث رقم 14818..والدارمي 107/7 حديث رقم ۲۷۵۸. وأحمد في المسند 7717/7 
00 فى المخطوطة «بقوله». : راحم الحديت ركم OES‏ 

7 د ذكره السيوطي في الجامع الصغير 0 9 0 





4 ۸ للد 3 ش 00 0 1 کتاب r‏ باب 7 تمني الوت كر 


م 0 





4 e RL E عر‎ TE E ا رع يح کے کر ا عي‎ a PNR E > E 
سب اس ع ل مي لي مي م د لير شخت للا ان 0 ا يا اسه اسم ی بی ی ی ی‎ 
سوط تم ص تمس م م ی الس سك لسسع نا حمس د كه نسدد مم م لطعم لہ سس م‎ 





كتاب الجنائز/ باب تمني الموت ره 





وما مسا فلعلة أن ست رواء البشاري:. 


8 (۲) وعنه» قال : قال رسول الله كله : الا يمى أحذكم الموتّ ولا يَدْعٌّ به 
من قبل أن يأتيّه؛ إِنّه إذا مات انقطع أملّهء وإِنه لا يزيد المؤْمنَ عمُرُه إلا خير . رواه 


--79) وعن أنس» قال: قال رسول الله ل : «لا يمين أحدُكُم الموتَ من 
ضر أصابّه فإِنْ كان لا يُذَّ فاعلاً 





أعمال37) والحديث الأول رواه الطبراني وأبو نغيم في الحلية» والثاني رواه الحاكم وأما ما نقله ١‏ 
ابن حجر بلفظ خياركم من طال عمره وحسن عمله فلا أصل له وإنما هو ملفق من الحديثين» 1 
والله أعلم قال ابن الملك: عل gE‏ وقال بعض شراح المصابيح: الرواية المعتد ١‏ 
بها كسر الهمزة في إما ونصب محسناً وروي بة بفتح الهمزة ورفع محسن بكونه صفة لمبتدأ ٠‏ 
0 و سيا فلمل ان يسعني) ي برهي يمي بطلب رض ا 
البخاري). . 


6 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله كَلِِ: لا يتمنى أحدكم الموت) | 
أي بقلبه (ولا يدع) أي باللسان (به) أي بالموت» (من قبل أن يأتيه) قال ابن الملك: قوله لا | 
يدع في أكثر النسخ بحذف الواو على أنه نهى قال الزين: وجه صحة عطفه على النفي» من اأ 
حيث إنه بمعنى النهي وقال ابن حجر: فيه إيماء إلى أن الأوّل نهى على بابه» ويكون قد جمع | 
بين لغتي حذف حرف العلة واثباته . (إنه) بكسر الهمزة والضمير للشأن وهو استئناف فيه معنى . 
التعليل وأما قول ابن حجر يصح فتحها تعليلاً وكسرها استئنافاً فمبني على عدم ضبط لفظ 
الحديث عندهء (إذا مات) أي أحدكم (انقطع أمله) أي رجاؤه من زيادة الخير قال الطيبي: 
بالهمزة في الحميدي وجامع الأصول وفي شرح السنة بالعين. اه. وهو اعتراض على البغوي 
فلا يصح قول د اال اك ل الا ا نه فإنهما متباينان. 











لع م ع ا ب O‏ 


mI 





مدنا 





SS 


لو يي 





اسه 


ر 


e 


(وإنه) أي الشان (لا يزيد المؤمن عمره) بضم الميم ويسكن أي طول عمره (إلا خيراً) لصبره | 

على البلاء وشكره على النعماء ورضاه بالقضاء وامتثاله أمر المولى في دار البلوى. (رواه سم 1 

وعن أنس قال: قال رسول الله كله : لا يتمنين أحدكم الموت من ضر) بضم الضاد وتفته”" 

أي من أجل ضرر مالي أو بدني (أصابه) فإنه يدل على الجزع في البلاء وعدم الرضا بالقضاء. 

(فإن كان) أي أحدكم (لا بد) أي ألبتة ولا محالة ولا فراق فاعلا) أي مريداً أن يتمنى الموت | 

)000( الحاكم في المستدرك ,59897/١‏ ْ 

1 .)۲۹۸۲ 7و سعدا حديث رقم (۱۳ ۔‎ E الحديث‎ 
aE EN TORE N EREN o aa 2 TRS O TA PAS اليك سي‎ ES ES PETES SYS او نايك جين رج بك م70‎ >: 














| فَلْيَقْنُ: اللهُمٌّ أخينى ما كانت الحياةٌ خيراً لى» وتوفُني إذا كانتٍ الوفاةٌ خيراً لي». متفؤٌ 


)٤( _ 9١‏ وعن عُبادةَ بن الصَّامتِء قال: قال رسول الله ية : «مَنْ أحبٌ لقاء الله 
أحبٌ الله لقاءَى» ومن كرة 





[فلا يطلب الموت] مطلقاًء بل ليقيده تفويضاً وتسليماً. (فليقلء اللهم احيني ما كانت الحياة) 
٠‏ أي مدة بقائها (خيراً لي) أي من الموت وهو أن تكون”'' الطاعة غالبة على المعصية والأزمنة 
! خالية عن الفتنة والمحنة (وتوفنى) أي أمتنى (إذا كانت الوفاة) وفي نسخة صحيحة إذا كان الوفاة 
الممات (خيراً لي) أي من الحياة بأن يكون الأمر عكس ما تقدم وفي البعض الروايات زيادة 
| واجعل الحياة زيادة لي في كل خيرء e‏ (متفق عليه) قال 
0 ميرك: ورواه أبو داود والترمذي والنسائي» وقد أفتى النووي أنه لا يكره تمني الموت لخوف 
قري برقال إل ةدودو قل عن الخاففي و ععر بو عاد الفزيز وحبرك وك ١‏ تمي 
i‏ الشهادة في سبيل الله لأنه صح عن عمر وغيره» بل صح عن معاذ أنه تمناه في طاعون عمواس 
(١‏ ومنه يؤخذ تمني الشهادة ولو بنحو طاعون وفي مسلم من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم 
0 ا ویندب أيضاً تمنى الموت ببلد شريف لما فى البخاري أن عمر رضي الله عنه قال 
اللهم ارزقني شهادة في سبيلك» واجعل موتى ببلد رسولك فقالت: بنته حفصة: أني يكون هذا 
فقال: يأتي به الله إذا شاء”" أي وقد فعل فإن قاتله كافر مجوسي . 


١ :‏ _(وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله كل : من أحب لقاء الله) [قال 
الأشرف:] الحب هنا هو الذي يقتضيه الإيمان بالله» والثقة بوعده دون ما يقتضيه حكم الجبلةء 
أ وفى النهاية المراد باللقاء المصير إلى دار الآخرة» وطلب ما عند الله . (أحب الله لقاءه ومن كره 


الحديث رقم :110١‏ أخرجه البخاري في صحيحه .111/٠١‏ حديث رقم 011. ومسلم في صحيحه 
٤‏ حديث رقم .)5180-1١(‏ وأبو داود في السنن ۳/ 44٠١‏ حديث رقم ."١١8‏ والترمذي 
۲/۳ حديث رقم 411. والنسائي ۳/٤‏ حديث رقم ۱۸۲۱. وابن ماجه ؟/ ١476‏ یر 

6. وأحمد في المسند .٠١٠/۳‏ 

)١( ١‏ في المخطوطة «يكون». 

(؟) أخرجه مسلم في صحيحه 1917/9 حديث رقم ۱۹۰۸. 

(۳) لم أجده والله تعالى أعلم وأحكم. 

1 الحديث رقم :١150١‏ أخرجه البخاري في صحيحه .01/١١‏ حديث رقم 10017. ومسلم في صحيحه 
4 حديث رقم .)511484/١9(‏ والترمذي في السنن 4 حديث رقم 19094. والنسائي 
4 حديث رقم ۱۸۳۸. والدارمي 1١7/7‏ حديث رقم 70755 . ومالك في الموطأ ۲/۱ 

حديث رقم ٠١‏ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند ۷/۴ 06 


2 a 





كتاب 00 اا 00 م 





لقاء اللّهِ كرة اللَّهُ لقاءه». فقالث عائشةٌ أؤ بعض أزواجه: إلا لنكرَّهُ الموت. قال: «ليّس!! 
ذلك؛ ولكنّ المؤمنّ إذا حضره الموث بُشَرَ برضوانٍ الله وکرامټه› فليس شيءٌ أحبٌ إليوا. 
مِما أمامه» فأحبٌ لقاء الله. وأحبٌ الله لقاءه. وإِنَّ الكافرَ إذا حُضِرٌ بُشَرَ بعذاب ال 
وعُقوبتهء فليس شية أكرة إليه مما أمامه» فكرة لقاء الله وكرة الله لقاءه». ا 


421 
3 / 
3 





لقاء الله» كره الله لقاءه) قال الطيبي: وليس الغرض بلقاء الله الموت» لأن كلا يكرهه فمن ترك ١‏ 
الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله» ومن أثرها وركن إليها كره لقاء الله لأنه يصل إليه بالموت دون ١|‏ 
لقاء الله وبه تبين أن الموت غير اللقاء لكنه معترض دون الغرض ار أذا بعر | 
عليه ويتحمل مشاقة ليصل بعده بالفوز إلى اللقاء قال ابن الملك: وهذا على أنه تعالى لا يرى' 
في الدنيا في اليقظة عند الموت» ولا قبله وعليه الإجماع (فقالت عائشة: ا 
شك من الراوي (أنا) أي كلنا معشر بني آدم (لنكره الموت) أي بحسب الطبع وخوفاً مما بعده 16 
(قال ليس ذلك) بكسر الكاف وفي نسخة بفتحها أي ليس الأمر كما ظننت يا عائشة إذ و 
كراهة المؤمن الموت لخوف شدته. كراهة لقاء الله بل تلك لكراهة هي كراهة الموت لايثار ٠‏ 
الدنيا على الآخرة والركون إلى الحظوظ العاجلة إذا بشر بعذاب الله وعقوبته عند حضور | 
الموت. (ولكن المؤمن) بالتشديد ويخفف (إذا حضره الموت) أي علامته أو وقته أو ملائکته + 
(بشر برضوان الله) بكسر الراء وضمها (وكرامته) قال تعالى: إن الذين قالوا ربنا الله * م 
استقاموا اد لوا ا اك ل و و ا ل 
۰ (فليس شيء) أي من الدنيا وزينتها حينئذٍ (أحب إليه) أي إلى المؤمن (مما أمامه) آي 
قدامه من المنزلة والكرامة عند الله (فأحب لقاء الله) أي بالضرورة أي طمعاً للحسنى وزيادة ٠‏ 
(وأحب الله لقاءه) بالمحبة السابقة الأزلية التي أوجبت محبة العبد له تعالى كما قال «(يحبهم | 
ويحبونه) (وإن الكافر إذا حضر) على بناء المفعول أي حضرة الموت وملائكة العذاب وأنواعهٍ: 
ولعل حكمة البناء ء للمجهول هنا زيادة التهويل بحذف الفاعل» ا 
(بشر) فيه تهكم نحو فبشرهم بعذاب أليم أو مشاكلة للمقابلة أو أريد المعنى اللغوي أي 0 
(بعذاب الله 5 (وعقوبته) وهي شد العذاب في النارء وأبعد ابن حجر فقال: ١‏ 
لمزيد التهويل أو المراد بأحدهما [الخضب] وبالآخر العذاب» (فليس شيء) أي يومئلٍ e‏ 
إليه مما أمامه) أي قدامه (فكره لقاء الله وكره الله لقاءه) قال ابن الملك : ا 
ومزيد نعمته . (متفق عليه) قال ميرك : القطعة الأولى من الحديث إلى قوله كره الله لقاءه متفق 
عليه من حديث عبادة ورواها الترمذي والنسائي أيضاً ومن قوله فقالت عائشة ay‏ 
البخاري من حديث عبادة نعم أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة» مرفوعاً من أحب لقاء. 
الله أحب الله لقاءف ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا 
نكره الموت قال ليس كذلك ولكن المؤمن فذكره فالأولى أن يقول المصنف في أول الحديث. 





0 يي «قيل؛ ولعل المراد «قبل» والله تعالى أعلم. 7 





ب« عن حي م عو اميد عر A‏ 
ر ل E 8 ARS‏ ی ا ا ا 


|" 1۲ كتاب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره 





i 


| متفقٌ عليه . 


۳ -(5) وعن ن أبي قتادة» أنه كا يُحِدّتُ أ رسول الله يه مرّ عليه بجئازة» 
:| فقال: المُستريحٌ» أو مُستراح منه). . فقالوا: : يا رسول اللُو! ما المستريح؛ والمستراح منه؟ 
أ فقال : «العبدٌ المؤمنٌ يستريح منْ نَصَب الدّنيا وأذّاها إلى رحمة اللو والعبدٌ الفاجرٌ يستريح 
أت العباد» والبلادٌ» والشَّجِرْ والدّوابٌ». 


۲ ۰ -080) وفي رواية عائشةً : «والموتٌ قَبْلَ لقاءِ اللّه؛ . 
١‏ 


ê 





1 2 


Di 2 REE 8‏ 
غائة على تفن ذى النزر تون ملق عله : 


أ ٢‏ _ (وفى رواية عائشة والموت قبل لقاء الله) يعني لا يمكن رؤية الله قبل الموت» 
واف أل الجراد امن احتف لقاء الله أحب الموت» لأنه يتوصل به إلى لقاثة.ولا يتصور 
وجوده قبله وفيه دلالة على أن اللقاء غير الموت» وأما ما وقع من أصل ابن حجر والموت قبل 
ذلك أي قبل اللقاءء فهو خطأ مخالف للأصول. 


aE اي ل‎ AE 


٠ ۳‏ _ (وعن أبي قتادة أنه كان يحدث أن رسول الله يل مر) بصيغة المجهول (عليه 
0 بجنازة) قال صاحب. الكشاف: الكسر أفصح (فقال مستريح) أي هو مستريح (أو مستراح منه) 
| أو للتنويع أو للترديد واقتصر ابن حجرء على الأول أي لا يخلو الميت عن أن يكون من أحد 
| هذين القسمين فعلى الأوّل يراد بالميت الجنس استطراداً وعلى الثاني الشخص الحاضر قال 
الطيبي: استراح الرجلء وأراح إذا رجعت إليه نفسه بعد الاعياء. . (فقالوا يا رسول الله ما 


000 





(| المستراح؟ وما المستراح منه؟) أي ما معناهما أو ما بمعنى من (فقال العبد المؤمن يستريح) أي 
7 يجد الراحة بالموت 000 أي تعبها بالأعمال التكليفية والأحوال الكونية التقديرية» 
١‏ (وأذاها) أي من الحر والبرد أو أذى أهلها (إلى رحمة الله) أي ذاهباً وواصلاً إليها ومن ثم قال 
14 

72 مسروق: : ما غبطت شيئاً بشيءٍ كمؤمن في لحده» أمن من عذاب الله واستراح من الدنيا. . قال 
7 أبو الدرداء: أحب الموت اشتياقاً إلى ربي وأحب المرض تكفير الخطيئتي وأحب الفقر تواضعاً 
١‏ لربي . (والعبد الفاجر) هو أعم من الكافر (يستريح منه) أي من شره (العباد) من جهة أنه حين 






EN ame N GR N ولك‎ N ور‎ 


فعل منكراًء أن منعوه آذاهم واا وإن سكتوا عنه أضر بدينهم ودنياهم . (والبلاد) من 
العمارات والفلوات (والشحر) أي النباتات (والدواب) أي الحيوانات قال الطيبي : استراح البلاد 


)0( أخرجه البخاري في صحيحه 701/1١‏ حديث رقم 19007. ومسلم في صحيحه 4/ 119. حديث رقم 
(10 584 1). 
الحديث رقم 1507: أخرجه مسلم في صحيحه 7١77/4‏ حديث رقم (15 - 1584). 
الحديث رقم ٠١١۳‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .717/١١‏ حديث رقم 1017. ومسلم في صحيحه 
۲ حديث رقم (440501). والنسائي ف في السنن ٤۸/٤‏ حديث رقم ۱۹۳١‏ ومالك في 
ا 


وود تر کک هجو ب ور 


EE‏ لفق طا ۲٤۱/۱‏ حديث ا ا كتاب ب الجنائز.. ا 


ELOY GRRE RR لوي‎ 





3 انیا .ر ییو ۲ کے ر ا 


Tas Ni fT FERN حرو ا‎ 





کاب 00 / بات e‏ و : يلد 7 


0 الصغير قال: كن في الدنيا كأنك غريب» أو عابر سنبيل رواء البخاري عن ابن عمر وزاد أحمد « 





000 عا 4 0 
منفی 2 . 2 


5 77) وعن عبدٍ الله بن عمرّ» قال : أخذٌ رسول الله ڳل بمنكبي» فقال: « 
في الدنيا كأنّكٌ غریب أو عابرُ سبيل». وكانٌ ابن عنم يفول إذا n‏ 
وإذا أصبحتٌ فلا تنتظر المساء. وحَذْ من صحتِكَ لمرضكٌ» ومن حياتك لموتك . 





والأشجارء داه قغالي مد رل اسا مدرارً ر به ار يعد دما سے لر ر 
الأمطار وفي حديث أنس أن الحبارى لتموت هزلا يذنب ابن آدم» وخص الحبارى لأنه أبعد ,ا 
الطير نجعة أي طلباً للرزق» وإنما تذبح باليصرة وتوجد في حؤصلتها الحبة الخضراء وبين ر 
اة ة وبين منابتها مسيرة أيام؛ وجاء أن الحيوانات د تلض اا بسي ن ا ر 
بذنوبهم (متفق ق عليه) قال ميرك : ورواه النسائي.. 0 


4 (وعن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله يكل : کی ل شي ن ١‏ 
الياء وأخذ المنكب للاهتمام والتنبيه . (فقال: كن في الدنيا كأنك غريب) أي لا تمل إليها فإنك | ' 
مسافر عنها إلى الآخرة» فلا تتخذها وطناً ولا تألف بمستلذاتهاء واعتزل عن الناس ومخالطتهم ل 
فإنك تفارقهم وألزم يدك اللازم ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا تتعلق بما لا يتعلق به |" 
الغريب في غير وطنهء ال ي 1 N DEG‏ 
ووطنه» وأما حديث حب الوطن من الإيمان فموضوع وإن كان معناه صحيحاً لا سيما إذا حمل أ( 
على أن المراد بالوطن الجنة فإنها المسكن الأوّل. (أو عابر سبيل) أو فيه للتخيير والاباحة» |( 
والأحسن أن تكون بمعنى بل شبه كل الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يأويهء ثم إإإ 
ترقى وأضرب عنه بقوله أو عابر سبيل لأن الغريب قد يسكن في بلاد الغربة» ويقيم فيها 
بخلاف عابر“ السبيل القاصد للبلد الشاسع . (وكان ابن عمر يقول) مخاطبة لنفسه أو لغيره (إذا 
أمسيت فلا تنتظر الصباح» وإذا أضبحت فلا تنتظر المساء) أي ليكن الموت في امسائك 
واصباحك نصب عينيك مقصراً للأمل مبادراً للعمل غير مؤخر عمل الليل إلى النهار وعمل 
النهار إلى الليل والظاهر أن هذا وما بعده من كلام ابن عمر موقوفاًء SS‏ 
مرفوعاً قال ابن حجر: : وهذا معنى قوله في رواية أخرى وعد نفسك من أهل القبور. اه 
وظاهر كلامه TT‏ 


ا ر و ر د ر کی ر 
N SS‏ ب لا 


< رسيي بر ممق 


رغم 


والترمذي واد بن ماجه وعد نفسك من أهل ال . (وخذ من صحتك لمرضك) قال الطيبي: ١‏ 
أي عمرك لا يخلو من صحة ومرض ففي الصحة سر سيرك القصدء ل لاقع به وزد علياما | 
عى ا جل للد التترر ارسي Og‏ (ومن حياتك لموتك) إشارة إلى أخذ ١‏ 


4 
5 0 





1 6/۲ د‎ e ۳۷۸/1 E ر‎ 11١ 


ار 


)١(‏ في المخطوطة ا ش 00 0-0 الصغير 1۹/1 حديث رقم .147١‏ م 


000ص ان م ی ور اكه ی ٠١‏ ت یی سر o.‏ لعجو رجات و کی مد سود مور ست مچ مسحت مدي ص مدد به تنم 8ا 
2 ع 0 5 ا 


1 N TRS EN aS E جرا‎ E RS RDS E ES eR ha a RTE REN A OR RES EY 








1 كتاب الجنائز/ باب تمني الموت وذكره 
: 

8 رواه البخاري . 

٥ ١‏ --_ (۸) وعن جابر» قال: سمعتٌ رسول اللَّهِ يله قبل موته بثلائةٍ أيّام يقول: 
0 لا يمون أحدُكم إلا وهو يُحسِنٌ الظنّ باللّه) . روأه مسلم . 

3 

(i 

۶ 

| 

)| نصيب الموت» وما يحصل فيه من الفتور من السقم يعني لا تقعد في المرض عن السير كل 
0 القعود» بل ما أمكنك منه فاجتهد فيه حتى تنتهي إلى لقاء الله تعالى (رواه البخاري) قال ميراك: 
١‏ ورواه الترمذي والنسائي . 

6 

5 0 

N‏ 6 (وعن جابر قال: سمعت رسول الله يكل قبل موته بثلاثة أيام) يفيد كمال ضبط 
2 الراوي وأحكام المروي (يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) أي لا يموتن أحدكم 
١‏ فى حال من الأحوال إلا فى هذه الحالة وهي حسن الظن بالله» يأن يغفر له فالنهي وإن كان في 
( الظاهر عن الموت وليس إليه ذلك حتى ينتهي لكن في الحقيقة عن حالة ينقطع عندها الرجاء 
١‏ لسوء العملء كيلا يصادفه الموت عليها وفي الحديث حث على الأعمال الصالحة المقتضية 
6 لحسن الظنء وفيه تنبيه على تأميل العفوء وتحقيق الرجاء في روح الله وفي الحديث الصحيح 
ا( «أنا عند ظن عبدي بي» فلا يظن بي إلا خير»”'2 وفي رواية فليظن بي ما شاء. ال التووى: 
4 قد تتبعت الأحاديث الصحيحة فى الخوف والرجاءء فوجدت أحاديث الرجاء أضعاف أحاديث 
( الخوف مع ظهور الرجاء فيهاء قلت: لو لم يكن إلا حديث واحد «وهو سبقت أو غلبت 
ب رمت على عضي ' لكفى:دليلا على ترجيح الرجاء ويعضده اية: إرحمتي وسعت كل 
( شىء € [الأعراف  ]٠١١‏ بل هو أمر مشاهد في عالم الوجود من غلبة آثار الرجاء على آثار 
الخوف» واتفق الصوفية على أن العبادة على وجه الرجاء أفضل من الطاعة على طريق الخوف› 
0 وأن الأوّل عبادة الأحرار» والثانى طاعة العبيدء ولذا قال ي أفلا أكون عبداً شكور“. قال 





الطيبي : أي احسنوا أعمالكم الآن حتى يحسن ظنكم بالله عند الموت» فإن من ساء عمله قبل 
الموت يسوء ظنه عند الموت قال الأشرف: الخوف والرجاء كالجناحين للسائرين إلى الله 
سبحانه وتعالى لكن فى الصحة ينبغى أن يغلب الخوف» ليجتهد في الأعمال الصالحة» وإذا 
جاء الموت وانقطع العمل ينبغي أن يغلب الرجاء وحسن الظن بالله لأن الوفادة حينئذ إلى ملك 
كريم رؤوف رحيم. (رواه مسلم) . 


الحديث رقم 10\: أخرجه مسلم في صحيحه 6 حدليث رقم (۸۱ - ۲۸۷۷). وأبو داود في 
السئن ٤۸٤/۳‏ حديث رقم ۳۱۱۳. وابن ماجه ۲/ ٠۳۹١‏ حديث رقم 41717. وأحمد في المسند 
وا 


ا( مق عليه 


)٤(‏ من حديث متفق عليه. 


دام يها ربو “رجه اموا ريه دوا O‏ ل 





كتاب الجنائز/ باب تمني الموت وذكره 5 


الفصل الثانى 

5 (4) عن مُعاذٍ بن جبلٍ [ رضي اللّهُ عنه ] قال: قال رسول الله لا : «إِنْ 1 
لع اک ما أول ما يقول الله للمُؤْمنينَ يوم القيامة؟ و قلنا: (: 

نعم يا رسول اللّه! قال: «إِنَّ الله رك للمؤمنينٌ : هل أحببتم لة ئي؟ فيقولونٌ: نعم نعم يا رئنا! ر 
فيقول: لِمَ؟ فيقولونَ: رجؤنا عفْوّكَ ومغفرتَكٌ . فيقول: م رواه في / 
«(شرح السنّةاء وأبو تعيم في «الجليّة». 1 


(الفصل الثاني) ْ 

7 (عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ية : إن شئتم أنبأتكم) آي ابتكم » 
وعلقة بمشيئتهم لأنه ليس مما يجب تعلمه ولحثهم على التفرغ لسماعه (ما أوّل ما يقول الله) ما ٠‏ 
الأولى استفهامية والثانية موصولة. (للمؤمنين) بلا واسطة أو بواسطة ملك أو رسول (يوم ٠‏ 
القيامة وما أوّل ما يقولون) أي المؤمنون (له) أي الله تعالى (قلنا نعم يا رسول الله) وهذا توطئة ‏ > 
للتهيؤ بالاصغاء للكلام ليحصل الادراك على الوجه"'' التام. (قال: إن الله يقول للمؤمنين هل 2 
أحببتم لقائي) يحتمل أن يكون المراد باللقاء المصير إلى دار الآخرة» وأن يكون بمعنى الرؤية ٠‏ 
وكلاهما صحيح: قاله الأبهري: وفي الثاني نظر (فيقولون نعم يا ربنا) استعطاف لمزيد عطائه 
ورضوانه. (فيقول لم) قال ابن الملك: أي لأي سهو أذنبتم» والصحيح لم أحببتم لقائي 9 
(فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك) وفيه أن من حسن الظن بالله أحب لقاء الله ولعل حكمة 7 
الاستفهام مع علمه تعالى ببواطنهم أعلام السامعين بسبب محبتهم للقائه على حد أو لم تؤمن ٠‏ 
قال: بلى أو المراد زيادة الانبساط والتلذذ بهم لسماع كلام الربة على البساط كقوله تعالى: 7 
#وما تلك بيمينك يا موسى 4 [طه ا فيك تدوعت اك اندها مي لدت 7 
القدسي أنا عند ظ ظن عبدي بي» فليظن بي ما شاء رواه الطبراني” “ والحاكم عن وائلة وقال 0 
تعالى: «إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه € وإذا كره لقائي كرهت لقاءء”" رواه مالك !١‏ 
والبخازي والعرمدئ عن أبن عريرة راء أن مخ لقان تعالن علامة ضيه الله لعا لا إنينا'. ' 
سل ليده نإن مات إل ا وكذا حكم الكراهة التي هي بمعنى عدم الرضاء ففي ٠٠‏ 
التنزيل يحبهم ويحبونه رضي الله عنهم» ورضوا عنه. (رواه في شرح السنة وأبو نعيم في ١؛‏ 
الحلية) وقال المنذري : رواة احم من طريق عبد اه بن رجز قال مرك وهو متقتلف فة ل 
ورواه الطبراني في الكبير باسناد جيد كذا في التصحيح . 


الحديث رقم : أخرجه أحمد فى المسند .۲۳۸/١‏ 


.55١/4 في المخطوطة «اوجه). (؟) الحاكم في المستدرك‎ )١( 











5 4+ كتاب الجنائز/. نان لمت اموت ر 
0 

)٠١(_ ۷ ١‏ وعن أبي هريرة» قال : قال رسولٌ الله ي : «أكثروا ذكرٌ هاذْم اللُذاتِ 
©!) الموت». رواه الترمذيٌ» والنسائيٰ» وابنٌ ماجه. 

/ 

)١1١2(- ۰ ۸ 1‏ وعن ابن مسعود» أن نبيّ الله ية قال ذات يوم لأصحابه : «استَحيوا 
0 منّ الله حم الحَياءِ». قالوا: إلا نستحيي من الله 


8 7 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله بي : أكثروا ذكر هاذم اللذات) بالذال 
المعجمة أي قاطعهاء وفي نسخة بالمهملة أي كاسرها قال ميرك: صحح الشارح الطيبي بالدال 
13 المهملة حيث قال شبه اللذات الفانية والشهوات العاجلة ثم زوالها ببناء مرتفع ينهدم بصدمات 
8 هائلة» ثم أمر المنهمك فيها بذكر الهادم لئلا يستمر على الركون إليهاء ويشتغل عما يجب عليه 
ا من الفرار”'2 إلى دار القرار (وأنشد) زين العابدين: 

أتدري بماذا لو غفلت تخاطر *# فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر 


asi ean هم لا‎ 3 


ْ اه كلامه. لكن قال الأسنوي في المهمات: الهاذم بالذال المعجمة هو القاطع كما قاله 
2 


الجوهري» وهو المراد هنا وقد صرح السهيلي في الروض الأنف» بأن الرواية بالذال المعجمة 
ذكر ذلك في غزوة أحد في الكلام على قتل وحشي لحمزة وقال الشيخ الجزري: هادم يروى 
بالدال المهملة أي دافعها أو مخربهاء وبالمعجمة أي قاطعها واختاره بعض من مشايخنا وهو 
الذي لم يصحح الخطابي غيره وجعل الأول من غلط الرواة والله أعلم . (الموت) بالجر عطف 
بيان وبالرفع خبر مبتدأ محذوف» هو هو وبالنصب على تقدير أعني يعني أذكروه» ولا تنسوه 
حتى لا تغفلوا عن القيامة» ولا تتركوا تهيئة زاد الآخرة (رواه الترمذي والنسائي) وزاد فإنه لا 
يذكر في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره. (وابن ماجه) وقال الترمذي: حسن غريب ورواه 
الطبرانى فى الأوسط باسناد حسن وابن حبان فى صحيحه وزاد فإنه ما ذكره أحد فى ضيق إلا 
وسعه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه ذكره ميرك. وقد جاء في الخبر الصحيح أيضاً يا رسول 
الله من أكيس الناس» وأحزم الناس فقال أكثرهم ذكراً للموت واستعداداً للموت أولئك الأكياس 
ذهبوا بشرف الدنياء وكرامة الآخرة. 


2 6 يه DS‏ ف مك يجيه ف ب وو ب حيو مد 


ويه 7ج ل E‏ 


لم١‏ وا - (وعن ابن مسعود أن) وفي نسخة قال أن (نبي الله يك قال: ذات يوم) قيل: 
ا ذات مقحم وقيل: صفة لمدة وقيل: مركا كدات زناه القع N‏ بارادة مطلق الزمان 


لصم 


(لاصحابه استحيوا من الله حق الحياء) أي اتقوا الله حق تقاته (قالوا آنا نستحيي من الله ) لم 


الحديث رقم 101: أخرجه الترمذي في السنن ٤‏ حديث رقم ۲۳۰۷. والنسائي ٤/٤‏ حديث رقم 
۰ 14875. وابن ماجه ١477/5‏ حديث رقم . وأحمد في المسند ۲/ ۲۹۳. 

)1١(‏ هو ل ا 

ا بلول اد ع a‏ ال الا وم العا . وأحمد في المسند  :541 /١‏ 








EE RT SA CANAAN ASS E SEE aE SG HEN Fa 








٤‏ في د اعيارة ا و خطأ ا تعالي ا 


كتاب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره ۷ 





يا نبيّ اللو! والحمدٌ لِلَهِ. قال: «ليسَ ذلكَ؛ ولكنْ من اسْتَحْيى منّ الل حَقّ الحياىء (: 
فل اوقا غ وا الط وا وی وليذكرٍ الموت والبلى» ومن أراة ٠‏ 
الآخرةٌ ترك زينة الدنياء فمن فعلّ ذلك فقدٍ اشتحيى منّ الله حق الحَياء رو احم 2 
والترمذي» وقال: هذا حديثٌ غريب. 0 
١1١-48‏ ) وعن عبد الله بن عمروء قال: قال رسول الله يخِ: «تحفةٌ المؤمن 
الموت» 1 ا 


يقولوا حق الحياء اعترافاً بالعجز عنه. (يا نبي الله) يعني وأنت شاهد على ذلك (والحمد لله) آي ر 
على توفيقنا به (قال ليس ذلك) أي ليس حق الحياء أن تقولوا أنا نستحي» وكان القياس ذلكم ر 
وكأنه نزلهم منزلة المفرد فيما ينبغي لهم من التعاضد والاتحاد ولكن (من استحيي من الله حق 
الحيا) أصله الهمزة ولكن خفف"' همزه بحذفها وقفاً وهو المناسب هنا رعاية للسجع (فليحفظ 
الرأس) أي عن استعماله في غير خدمة الله بأن لا يسجد لصنم أو لأحد تعظيماً له» ولا يصلي 
للرياء ولا يخضع [به] لغير الله ولا يرفعه تكبراً . (وما وعى) أي جمعه”" الرأس من اللسان 
والعين والاذن» عما لا يحل استعماله. (وليحفظ البطن) أي عن أكل الحرام (وما حوى) أي ما ١‏ 
اتصل اجتماعه به من الفرج واليدين والرجلين والقلب فإن هذه ا ١‏ 
وحفظها بأن لا تستعمل في المعاصى» بل في مرضة الله تعالى قال الطيبي: أي ليس حق 
الحياء من الله ما تحسبونه بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه» وقوله عما لا يرضاه فليحفظ 
رأسه وما وعاه من الحواس الظاهرة» والباطنة واللسان والبطن» وما حوى أي لا يجمع فيه إلا ٠‏ 
الحلال. (وليذكر الموت والبلى) بكسر الباء من بلى الشيء إذا صار خلقاً متفتتاً يعني وليذكر ٠‏ 
صيرورته في القبر عظاماً بالية. (ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا) فإنهما لا يجتمعان على وجه ٠‏ 
الكمال حتى للأقوياء (فمن فعل ذلك) أي جميع ما ذكر (فقد استحيى من الله حق الحياء رواه 1 
أحمد والترمذي وقال: هذا حديث غريب) قال النووي: نقلاً عن بعض الأكابر أنه يستحب . 
الإكثار من ذكر هذا الحديث» قلت: وقريب منه ما روي ابن ماجه بسند حسن أنه ية أبصر + 
جماعة يحفرون فبراً فبكى حتى بل التراب بدموعه» وقال اخواني لمثل هذا فاعدّوا” . 3 


49 (وعن عبد الله بن عمرو) بالواو (قال: قال رسول الله با : تحفة المؤمن الموت) '' 
لله وسيلة السعادات الأبدية وذرية الوصول إلى محضر القدس» ومسحفل الانس فالنظر متوجه ١‏ 
إلى غايته» معرض عن بدايته من الفناء والزوال والتمزق والاضمحلال» أو لأن العبرة بروج !' 
الروح“ والقالب» إنما هو بمنزلة القفص وفي النهاية التحفة طرفة الفاكهة وقد تفتح الحاء ثم ١١‏ 


تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف. قال الأزهري: أصلها وحفة فأبدلت الواو تاء ذكره 1 
لح ريم 1 
)١(‏ في المخطوطة «يقف». (۲) في المخطوطة «جهة». 7 
(۳) ابن ماجه. 0 


الحديث رقم :15١9‏ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ۱۷١/۷‏ حديث رقم .۹۸۸٤‏ 





اريخ 3 بذ و راك جا داورو ل كور جا اد لوك ا اب E A‏ ام لإ وي “# ES‏ جوج ل E E‏ يور 7 E OE E‏ 


1 
م‎ 
١ 
2 
/ 
4 


ا يي ا 6د و لقنن TA‏ مر امع ر اا یا ر ا ا تو ر کی کد وت ا ا ی کا ا ا ا لااو سكا لكاشمب نوہ بلك كال لا .جنا 


۸ کتاب الجنائز/ باب تمني الموت و 
رواه البيهقى فى «(شعب الإيمان»). 


-«(18) وعن بُريدةً» قال: قال رسول الله ية : «المؤمنُ يموتٌ عرق 
الجَبِينِ) . رواه الترمذي» والنّسائيُ» وابن ماجه . 


0140-1١‏ وعن شُبيد الله بن خالدء قال: قال رسولٌ الله اة : «موتثٌ المُجاء 


رَه الأسفي» 5 رواه أبو داود» وزاد أ لبيهقئٌ فى «شعب الإيمان» 2 ورين فی کتابه : «أخدذ 


3 1١21 


الأسف 


الطيبي وفي القاموس التحفة بالضم» الطرفة جمع تحف وقد أتحفه تحفة أو أصلها وحفة (رواه 
الببهقي في شعبالإيمان) وزواة الطبزاتي في الكبير بإستاد جيل تقل ميرك عن المساري . 

(وعن بريدة قال: قال رسول الله ية : المؤمن يموت بعرق الجبين) قيل: هو 
عبارة عن شدة الموت وقيل : هو علامة ا ا قال ابن الملك: :بعت يشكد الموت 
على المؤمن› بحيث يعرق جبينه من الشدة لتمحيص ذنوبه» أو لتزيد درجته وقال التوربشتى 
فيه وجهان أحدهما ما يكابده من شدة السياق» التي يعرق دونها الجبين والثاني أنه كناية عن كد 
المؤمن في طلب الحلال» وتضييقه على نفسه بالصوم والصلاة حتى يلقى الله تعالى والأوّل 
أظهر . (رواه الترمذي) وقال حسن نقله ميرك (والنسائي وابن ماجه) قال ميرك : ورواه الحاكم 
وقال: على شرطهما وأقره الذهبي”"' . 

١‏ - (وعن عبيد اله) بالتصغير في النسخة المصححة وفي نسخة عبد لله (بن خالد) 
على الصواب. وقيل : هو عبدة بن خالد (قال : قال رسول الله اا : موت الفجاءة) بضم الفاء 
مدا وبفتحها وسكون الجيم قصراًء قال الطيبي: بالمد والقصر مصدر فجئه الأمرء إذا جاء بغتة 
وقد جاء منه فعل بالفتح» وفي النهاية فجئة الأمر فجاءة بالضم والمد وفجأة بالفتح وسكون 
الجيم من غير مد فاجاء مفاجأة إذا جاءه بغتة» من غير تقدم سبب وفي القاموس فجئه كسمعه 
ومنعه فجأ وفجاءة هجم عليه وأما ما ذكره ابن حجر بضم الفاء مع القصر فليس له أصل في 
اللخة مع مخالفته للرواية» ثم الموت شامل للقتل أيضاً إلا الشهادة. (أخذة الأسف) بفتح السين 
وروي بكسرها في القاموس الأسف محركة أشد الحزن» أسف كفرح وعليه غضب وسئل ولاز 
عن موت الفجأة فقال راحة المؤمن:؛ وأخذة أسف للكافر ويروي أسف ككتف أي أخذة سخط 


الحديث رقم :٠١‏ أخرجه الترمذي في السنن ۳/ ٠١‏ حديث رقم 487. والنسائي 7/54 حديث رقم 
49 وابن ماجه 4717/١‏ حديث رقم 7 . وأحمد فى المسند 61!//6". 
)١(‏ الحاكم في المستدرك .55١/١‏ 


ا رقم ١511١‏ : أخرجه أبو داود في السنن ٤۸۱/۳‏ حديث رقم 51١١‏ وأحمد في المسند 4/9 47. 


E WEES ENWER TERT 084: :1ك بور جر 0 جهن از‎ 2 VERT TETER ARTES TWEETS 


و ا ج بع اھ م م مھ م ہے »ما لخدم می سعد 1< ع ر و حرس ا ا سد م د م مس ا ی aaa NTR names:‏ 


OY ae 


TAT ETR RAR 





ل 4 0 0 0 : احم ELSIE‏ 2 





للكافر اة للمؤمن». 


)١6( - 111۲‏ وعن ¿ أنس » قال : دخل نبي ڳلا على شاب وهو في الموتِ› فقال: 
«كيف تجدك؟» قال: أزجو اللا وسل الله! وإنى أخاف ذنوبى. فقال رسول الله بل : 


الا يجتمعانٍ في قلب عبدٍ في مثل هذا الموطن؛ 





أو ساخط . اه. وفي الفائق أي أخذة سخط من قوله تعالى [فلما آسفونا [أي اغضبونا] انتقمنا 
منهم] لأن الغضبان لا يخلو عن حزن ولهف فقيل : له أسف حتى كثر ثم استعمل في موضع لا 
مجال فيه للحزن» وهذه الاضافة فيه بمعنى من نحو خاتم فضة قال الزين: لأن اسم الخضب 
يقع على الأخذة وقوع اسم الفضة على الخاتم قالوا: روي في الحديث الاسف بكسر السين”") 
وفتحها فالكسر الغضبان والفتح الغضب. أي موت الفجأة أثر من آثار غضب الله فلا يتركه 
ليستعد لمعاده بالتوبة واعداد زاد الآخرة ولم يمرضه ليكونء كفارة لذنوبه وقال ابن الملك: 
قال تعالى: #أخذناهم بغتة ) [الأنعام  ]٤٤‏ وهو خاص بالكفار» لما روي أنه ية قال موت 
الفجأة راحة للمؤمن» وأخذة أسف للكافر وقال في المفاتيح: روي آسف بوزن فاعل وهو 
الغضبان» كذا ذكره الجزري (رواه أبو داود) قال ميرك: فقال عن عبيد بن خالد رجل من 
أصحاب النبي ية قال: مرة عن النبي بي ثم قال مرة عن عبيد يعني وقفه» وقد روي هذا 
الحديث من حديث ابن مسعود وأنس وأبي هريرة وعائشة قال المنذري: وحديث عبيد رجال 
اسناده ثقات» والوقف لا يؤثر فيه فإن مثله لا يوخذ بالرأي كيف وقد أسنده الراوي مرة والله 
أعلم (وزاد البيهقي في شعب الإيمان ورزين في كتابه أخذة أسف) وفي صحيحه أخذة الأسف 
بفتح السين وكسرها (للكافر ورحمة) بالرفع (للمؤمن). 


7 (وعن أنس قال: دخل النبي بء على شاب٠‏ وهو في الموت) أي في سكراته 
(فقال كيف تجدك) أي أطيباً أم مغموماً قاله الزين وقال ابن الملك: أي كيف تجد قلبك؟ 


ونفسك في الانتقال من الدنيا إلى الآخرة أراجياً رحمة الله؟ أو خائفاً من غضب الله؟ (قال أرجو 
الله) أي أجدني أرجو رحمته (يا رسول الله وإني) أي مع هذا (أخاف ذنوبي) قال الطيبي: علق 
الرجاء بالله والخوف بالذنب وأشار بالفعلية إلى أن الرجاء حدث عند السياق» وبالاسمية 
والتأكيد بأن إلى أن خوفه كان مستمراً محققاً (فقال رسول الله يل لا يجتمعان) بالتذكير أي 
الرجاء والخوف على ما في المفاتيح وغيره وبالتأنيث على ما ذكره الطيبي أي هاتان الخصلتان 
لا تجتمعان. (في قلب عبد) أي من عباد الله (في مثل هذا الموطن) أي في هذا الوقت وهو 
زمان سكرات الموت» ومثله كل زمان يشرف على الموت حقيقة أو حكماً كوقت المبارزة 


1 | فى المخطوطة «العين».‎ )١( 
أخرجه الترمذي ة في السنن ۳۱۱/۳ حديث رقم ۹۸۳. وابن ماجه 147/7 حديث‎ : ٠١١١ الحديث رقم‎ 
.4756١ رقم‎ 








مب ستيب مك م 








إلا أعطاهُ اللذكها ياو و E A‏ روأه الترمذي› وابنْ ماجه» وقال الترمذي : هذا 


3 ٠. و‎ 
| 


الفصل الثالث 


#ووات 0 کو عابوه كال :"قال زرل الله ك لا موا العوت فإن مول 


المطلّع شديدٌ» وإنَّ من السّعَادةٍ أن يطولٌ عمُر العبدٍ ويره اللّهُ عر وجلّ الإنابةً» . 





:. وزمان القصاص» ونحوهما فلا يحتاج إلى القول بزيادة المثل وقال الطيبي: مثل زائدة والموطن 


إما مكان أو زمان كمقتل الحسين رضى الله عنه. اه. وتبعه ابن حجر لكن قوله أما مكان ليس 


0 في محله كما لا يخفى ثم في الغريب جعل ابن حجر مثل هذا الموطن» كمثلك لا يبخل 





3 

١ 
6 
3 





0 RES, E 


E سي‎ e الحديث‎ 





:أ وكمثله شيء والحال أن المثل في المثال الأوّل غير زائد لأنه أريد به المبالغة بقوله مثلك لا 


يبخل» فأنت أولى بأن لا تبخل”'' أو أريد به النفي بالطريق البرهاني كما هو أحد الأجوبة في 


قوله تعالى: الل كيده جي 4:[الشوري ]١١‏ وهو مسلك دقيق» وبالتأويل حقيق وقد 


حررناه مع سائر الأجوبة في المواضع اللائقة ثمه به . (إلا اعطاه الله ما يرجو) أي من الرحمة (وآمنه 


٠‏ مما يخاف) أي من العقوبة بالعفو والمغفرة (رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي. هذا حديث 


غریب) قال سرك عن المنذري إسناده حسن ورواه ابن أبى الدنيا أيضاً. 


(الفصل الثالث) 


۳ _ (عن جابر قال: قال رسول الله يِ: لا تمنوا الموت) بحذف إحدى التاءين (فإن 
هول المطلع) بتشديد الطاء وفتح اللام اسم مكان الاطلاع أو زمانه أو مصدر ميمي حاصله أن 
ما يلقاه المريض عند النزع ويشرف عليه حينئذ (شديد وإن من السعادة) آي الي أن يطول 
عمر العبد) بضم الميم 00 (ويرزقه الله عرّ وجل الانابة) أي الرجوع إلى طاعة الله [تعالى] 


ودوام الحضور بالعصمة ولا أ و بالتوبة آخراً ذ فى النهاية المطلع مكان الاطلاع من موضع عال 
يقال مطلع هذا الجبل من موضع كذا أي مأتاه ومصعده يريد به ما يشرف عليه من سكرات 


الموت» وشدائده فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال أقول: علل النهي عن تمني 
الموت أوَلاً بتشديد المطلع لأنه إنما يتمناه قلة صبرء وضجر فإذا جاء متمناه يزداد ضجراً على 
ضجر» فيستحق مزيد سخط وثانياً بحصول السعادة في طول العمرء لأن الانسان إنما خلق 
لاكتساب السعادة السرمدية» ورأس ماله العمر وهل رأيت تاجراً يضيع رأس ماله فإذا نما يربح 
قاله الطيبي. وقال ميرك: يجوز أن يكون المراد من المطلع زمان اطلاع ملك الموت» أو 


)١(‏ في المخطوطة «يتخل». 


00 ا ES‏ ا ع الو وك 





E 


E ري رو‎ aE يلم ام ا‎ ORS hey REN RS 4 a 


كتاب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره Jv‏ 





رواه اك 


20 
م 


5 -(19) وعن أبي أمامة» قال: جلسنا إلى رسول الله ك فذكرنا ورفقناء 


فبكى سعد ب أبي وقاص ؛ فأكثرَ البكاء فقال : بال عت فقال النبي وي کل : «يا سعدً! 
أَعِنْدي ت: تتمئّى الموتّ؟!» فردَّدَ ذلك ثلاث مرّات» ثم قال: : يا سعد! إِنْ كنت خلقت للجنةٍ 


فما طال عمُرُكُ وحسّنّ منْ عملِكٌ؛ فهو خيدٌ لكّ». 





المنكر والنكير أو زمان اطلاع الله تعالى» بصفة الغضب في القيامة أو زمان الاطلاع على أمور 
تترتب على الموت ولعله أوجه وأقرب وبالمقام» أنسب (رواه أحمد) قال ميرك : باسناد حسن 
ورواه البيهقي أيضاً. 


٠‏ _ (وعن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله كَللِ) أي متوجهين إليه (فذكرنا) 
الي أن القواقي ار وة (ورققنا) أي زهدنا في الدنيا ورغبنا في الأخرى» وقال 
الطيبي : أي رقق أفئدتنا بالتذكير (فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت) 
بضم الميم وكسرها أي في الصغر أو قبل ذلك مطلقاً حتى أستريح مما اقترفت (فقال النبي) 
وفي نسخة صحيحة رسول الله (كٍ يا سعد أعندي) بهمزة الاستفهام للانكار» (تتمنى الموت) 
يعني لتمنيه بعدي وجه في الجملة وأما مع وجودي فكيف يطلب العدم؟ وقال ابن حجر: نتمنى 
الموت وقد نهيت عن تمنيه لما فيه من النقص» وعدم الرضا وفيه أن تمنيه لم يكن مبنياً على 
عدم الرضا منه رضي الله عنه» بل خوفاً على نفسه من نقصان في دینه» وهو مستثنى كما صرح 
به العلماء. (فردد) أي النبي َي (ذلك) أي يا سعد الخ (ثلاث مرات) لتأكيد الانكار أو لحمله 
على الاستفهام (ثم قال: يا سعد إن كنت) أي لا وجه لتمني الموت» فإنك إن كنت (خلقت 
للجنة فما طال عمرك) قال الطيبي : ما مصدرية والوقت مقدر ويجوز أن تكون موصولة› 
والمضاف محذوف أي الرمان الذي طال فيه عمرك. اه. ويحتمل أن تكون شرطية (وحسن من 
عملك) وفي نسخة بحذف من قال الطيبي: من زائدة على مذهب الأخفش» أو تبعيضية أي 
حسن بعض عملك. اه. ويمكن أن تكون بيانية من ضمير حسن (فهو) أي ما ذكر من طول 
العمر وحسن العمل» قال الطيبي: الفاء داخلة على الخبر لتضمن المبتدأ معنى الشرط . (خير 
لك) وحذف الشق الآخر من الترديد وهو وإن كنت خلقت للنار فلا خير في موتك ولا يحسن 
الاسراع إليه» ولا يخفى ما في الحذف من اللطف والجملة جزاء لقوله إن كنت خلقت قال 
الطيبي: فإن قيل: هو من العشرة المبشرة فكيف قال إن كنت أجيب بأن المقصود التعليل لا 
الشك أي كيف تتمنى الموت عندي؟ وأنا بشرتك بالجنة أي لا تتمن لأنك من أهل الجنة وكلما 
طال عمرك؛ زادت درجتك ونظيره في التعليل قوله تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم 





الحديث رقم :١5١4‏ أخرجه أحمد في المسند .۲٦۷/١‏ 
(۱) في اح 2 





30 


Es SO (ME N E N E 





E E ع‎ 


ی وی ی و 


ر 


ر 





ع 7 يبه رج يط لو بك اهيل اي" موي 


SWE 


ea N A ik “9 


e 


TS‏ افد 


0 





V۲‏ كتاب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره 





رواه أتخمد: 

6 -(14) وعن حارئة بن مُضرّب» قال:: دخلتٌُ على خاب وقد اكتوى سبعاًء 
فال ا حل الله كله ل «لا يتمّنّ أحذكم الموت» لتمنَيتُه 
ريني مع رسول الله ية ما أملك درهماًء 





الأعلون إن كنتم مؤمنين € [آل عمران  [۱۳١‏ فقيل له: الشهادة خير لك مما طلبت» وهي 
إنما تحصل بالجهاد ويعضده ما ورد في المتفق عليه عن سعد أنه قال: أخلف بعد أصحابي قال 
ار : إناك أن تشلب وسيل عا علي رجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف 
حتى ينتفع بك أقوام ويضربك آخرون""' . اه. والأظهر أن الترديد فرضي وتقديري مع احتمال 
أن البشار ة تكون مقيدة بالاستمرار على حال» وقت البشارة ولهذا ما أزالت عنهم الخوف من 
سوء الخاتمة ومن عذاب القبرء وأهوال يوم القيامة وسبق عذاب النار وغير ذلك والله أعلم مع 
جواز أن هذا الحديث وقع له قبل البشارة (رواه أحمد) . 


6 (وعن حارثة بن مضرب) اسم مفعول من التضريب العبدي الكوفي تابعي مشهور 
شع علا نوات تسعرة ووا المولت (ثال جلت ا ا ا ابن 
الارت بتشديد الفوقية تميمي سبي في الجاهلية»› وضع چ ثم حالف بني زهرة وأسلم في 
السنة السادسة وهو أوّل من أظهر اسلامه فعذب عذاباً شديداً لذلك وشهد بدراً والمشاهد كلها 
وعائت E‏ منصرف على كرم الله وجهه من صفين فمر بقبره فقال رحم الله 
خبايا أسلم راغباًء وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً وابتلى في جسمه أحوالاً ولن يضيع الله أجره . 
(وقد اكتوى سبعاً) أي في سبع مواضع من بدنه قال الطيبي : الكي علاج معروف» في كثير من 
الأمراض وقد ورد النهي عن الكي فقيل: النهي [لأجل] أنهم كانوا يرون أن الشفاء منهء وأما 
إذا اعتقد أنه سبب وإن الشافى هو الله فلا بأس به» ويجوز أن يكون النهي من قبل التوكل» 
وهو درجة أخرى غير الجواز. اه. ويؤيده خبر لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم 
يتوكلون" . (فقال: لولا إني سمعت رسول الله َة يقول لا يتمن) بصيغة النهي (أحدكم 
الموت) أي لضر نزل به (لتمنيته) أي لاستريح من شدة المرض الذي من شأن الجبلة البشرية» 
افر مه رل ير عليه (ولقد رأيتني مع رسول الله بي ما أملك درهماً) كأكثر 
الصحابة لأن الفتوحات العظيمة لم تقع إلا بعدء ألا ترى أن عبد الله بن أبي سرح لما افتتح 


)١(‏ أخرجه البخاري في صحيحه ١74/5‏ حديث رقم .١740‏ ومسلم في صحيحه ۳/ ١16٠‏ حديث رقم 
(TTA _ 10)‏ 

الحديث رقم :٠١٠١‏ أخرجه أحمد في المسند .٠١١/١‏ 

زفة من حديث خر جه البخاري في صحيحه /٠١‏ ۱۵۵ حديث رقم 04 /01. ومسلم ۱/ ٩٩۱‏ حديث رقم .77١‏ 

(۳) في المخطوطة «ينفر». )٤(‏ في المخطوطة «يصير». 

(0) فى المخطوطة (لا). 


رو ر ١‏ وو کر N‏ ر ines N Shee‏ ا a O 2 ing‏ کک 5 م ا ا ل ا ia N,‏ ا ر با eee‏ اي A a N‏ ا HEA‏ 





١ 


GEE 


DE E A DE E O لح تساك و‎ E SE ED DS E O DOE O A وين مد‎ E الج عع ا سس جر‎ 


كتاب الجنائز/ باب تمنى الموت وذكره v۳‏ 
وَإِنَّ في جانب بيتي الآنَ لأربعينَ ألفٌ درهّم» قال: ثم أتيّ بكفنه» فلمًا رآهُ بكى» وقال: 
لكنّ جمزةً لم يوجذ له كفنٌ إلا بُردةٌ مَلْحَاءُ إذا جُعلث على رأسه قَلَصِتْ عن قَدَميْهء وإذا 


جُعلتٌ على قَدَمِيْهِ قلصثْ عن رأسهء حتى مدت على رأسه» وجُعلَ على قَدَميْه الأذخد 





افرقية في زمن عثمان يلغ سهم الفارس فيه ثلاثة آلاف دينار. وقال الطيبي: الواو قسمية واللام 
جواب القسم أقول: لم يظهر وجه كونها قسمية قال القاضي : في قوله تعالى: #ولقد علمتم 4 
[الواقعة - 17] اللام موطئة للقسم قاله الشيخ زكريا في حاشيته» وقال غيره: للابتداء وقال 
عصام الدين: لعل قول البيضاوي» سهو من الناسخ والصواب واللام بتقدير القسم أي والله لقد 
علمتم إذ اللام الموطئة ما تدخل شرطاً نازعه القسم في جزائه ليجعل جواباً. اه. وقال صاحب 
المغني: في قوله تعالى: #ولقد كانوا عاهدوا الله € [الأحزاب  ]٠١‏ يقدر لذلك وما أشبهه 
القسم ثم قال: ومما يحتمل جواب القسم (وإن منكم إلا واردها) وذلك بأن تقدر الواو عاطفة 
على ثم لنحن أعلم فإنه وما قبله أجوبة لقوله تعالى: #فوربك لنحشرنهم © [مريم - 18] وهذا 
مراد ابن عطية من قوله هو قسم والواو تقتضيه» أي هو جواب قسم والواو هي المحصلة لذلك 
لأنها عطفت وتوهم أبو حيان عليه ما لا يتوهم على صغار الطلبة» وهو أن الواو حرف قسم 
فرد عليه بأنه''' يلزم منه حذف المجرور وبقاء الجار وحذف القسم مع كون الجواب منفياً بأن 
(وإن في جانب بيتي) بفتح الياء وسكونها (الآن لأربعين) اللام زائدة للتأكيد (ألف درهم قال) 
أي حارثة (ثم أتى) على بناء المفعول (يكفنه فلما رآه) أي ما هو عليه من الحسن والبهاء (بكى) 
قال الطيبي: كأنه اضطر إلى تمني الموت أما من ضر أصابه» فاكتوى بسببه أو غنى خاف منه» 
زالظافر العانى: ولذلك تممه الحا الق ورين فا تغير حا ا م رول ا علد 
وحالته» يومئذ ثم قاس حاله في جودة الكفن على حال عم رسول الله َة من تكفينه. (وقال 
لكن) وفي نسخة ولكن (حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة) بالرفع على البدلية (ملحاء) أي فيها 
خطوط بيض وسود (إذا جعلت) أي البردة (على رأسه قلصت) بفتحتين أي قصرت وانكشفت 
(عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت) أي اجتمعت وانضمت وأكثر ما يقال: فيما يكون 
إلى فوق (عن رأسه حتى مدت) أي وضعت ممدودة (على رأسه وجعل على قدميه الأذخر) وهو 
حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب» وهمزتها زائدة قال الطيبي: فإن قلت : 
لكن ستداعي: المقالفة بالنقن والاثنات بين الكاذفين لظا آر مخ قاين المتخالفة بينهما قلت 
المعنى إني تركت متابعة أولئك السادة الكرام» وما اقتفيت”" أثرهم حيث هيأت لكفني مثل هذا 
الثوب النفيس» لكن حمزة سار بسيرهم فما وجد ما يواريه حيث جعل على قدميه الأذخر. 
اه. وهذا يدل على أن الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكرء حيث تأسف سعد مع كمال 
سعادته على ما كان عليه الأوّلون من الصحابة من أنه لا فخر إلا فى الفقرء والاكتفاء 
بالقوت والسترة بالأمر الضروريّ لا غير» وأن خلاف ذلك كحالته الآن غير كامل عندهم 


)1١(‏ في المخطوطة «بماا. 


() في المخطوطة «اكتفيت». 


IN eni a N aR 3‏ توه 





ل ر ر ر ا 
aaa eRe ree mT nan ara aan Ens aT, mm‏ 


NN 

















ميو ری رمم 





O ا لاصيا‎ NS 


aaa ا‎ 


و 


5-5 


لوه لاج اجو لز ملعا يحي 


ل 


ENA‏ ب أي 


E N ERE E ور د‎ A امود‎ 


0 


PS‏ ا 


ووو ا 
ا د يا ا 


a Sa 


ب واد كا EE 4 RS‏ 


ستمح ی سدس سمة ا ا ا ين دم 8 





a £‏ الاك (0) في المخطوطة «من إزارا______ 


1 
3 
0 
3 
07 
0 
1 
04 
3 
4 
ا‎ 
4 
3 
0 
0 
١ 
1 
1 
0 
5 
7 
7 
03 
0 
0 
/ 
١ 
5 
4 
6 
3 
/ 
0 
3 
1 
3 
7 
1 
3 


V٤‏ كان ف .بان ها ایی کارت 





واه 'أخمدة والترمذی؛ إلا أنه لم يذكر: 0 ی بكفيه إلى آخره. والبيهقي في شعب 
الا 


(۳) باب ما يقال عند من حضره الموت 
الفصل الأول 


)١( 57‏ عن أبي سعيدٍء وأبي هريرة» قالا : قال رسول الله لله لار : «لقّنوا موتاكم 
لا إله إلا الله» . 





(رواه أحمد والترمذي إلا أنه) أي الترمذي (لم يذكر ثم أتى بكفنه إلى آخره) وفي نسخة 
صحيحة وال لبيهقي في شعب الإيمان. 


(باب ما يقال عند من حضره الموت) 


Ê 
3 
3 


(الفصل الأوّل) 

57 (عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله يي لقنوا موتاكم لا إله إلا 
الله) أي ذكروا من حضره الموت منكم بكلمة التوحيدء أو بكلمتي الشهادة بأن تتلفظوا بها 
أو بهما عنده لا أن تأمروه بها قال الطيبي: أي من قرب منكم من الموت سماه باعتبار ما 
بؤول إليه مجازاً وعليه يحمل قوله ية «اقرؤوا على موتاكم يس02'» وسيجيء ذكر فائدة 
التخضيضن »: بكلمة التوخيد وسووة يمن بعيد هذا اه.. فيل ويمكن الام بقراءة (يس) 
بعد الموت قال زين العرب: وكذا التلقين يمكن حمله على ما بعد الدفن» فإن إطلاق 
التلقين عليه أحق من المحتضر لأنه في المحتضر لا يخلو عن المجاز بخلاف ما بعد 
الدفن» ولا بأس باطلاق كليهما نقله ميرك وقوله اطلاق التلقين الخ فيه أن التلقين 
المتعارف غير معروف في السلف» بل هو أمر حادث فلا يحمل عليه قوله َة مع أن 
التلقين اللخوي» حقيقة في المحتضر مجاز في الميت ولأن الأول أقرب إلى 0 
وأوجب إلى الانتفاع وقد قال ابن حبان وغيره: في الحديث المذكور أنه راو 

حضره الموت» وكذلك قال: في قوله َو اقرؤوا على موتاكمء يس أراد به من حضره 


الحديث رقم 5 أخرجه مسلم في صحيحه 711/5 حديث رقم (417/1). وأبو داود في السنن ؟/ 
۷ حديث رقم 7". والترمذي في السنن ١77/7‏ حديث رقم 911. والنسائي 4 حديث 
رقم 7 وابن ماجه 474/١‏ حديث رقم .١545‏ وأحمد في المسند "/ ". 











كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت Vo‏ 





رواه مسلم. 


۷ -(1) وعن أمّ سلمة» قالت: قال رسول الله كَلهِ: «إذا حضّرتم المريض أو 


الميّتَ فقولوا خيراً» فإنّ الملائكة يؤْمَنونَ على ما تقولون». رواه مسلم. 3 
64 (۳) وعنهاء قالت: قال رسول الله كلِ: «ما مِنْ مسلم تصرِبْهُ مصيبةٌ فيقول ٠١‏ 
ما أمرةٌ اللّهُ به: نّا لله وإنا إليه راجعون 2# ْ 3 





الموت لا أن الميت يقرأ عليه كذا ذكره السيوطي في شرح الصدور"' “ وأخرج البيهقي في 0 
شعب الإيمان عن ابن عباس عن التي ل قال: افتحوا على صبيانكم ازل كلمة بلا إل إل 
الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله فإنه من كان أوّل كلامه لا إله إلا الله» ثم عاش 
ألف سنة ما سثل عن ذنب واحد"" [أخرجه الحاكم في تاريخه والبيهقي في شعب الإيمان : 
عن ابن عباس وقال البيهقي : غريب كذا في جمع الجوامع للسيوطي] وسيأتي حديث من ل 
كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ثم 53 الجمهور على أنه يندب هذا التلقين»› 
وظاهر E‏ حصي ولحوية وذهب اش تن كل عض املك الاتفاق عليه. (رواه 
مسلم) قال ميرك ورواه الأربعة. 4 


۷ - (وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله يلخ: إذا حضرتم المريض أو الميت) أي ١‏ 
الحكمي فأو للشك أو الحقيقي فأو للتنويع؛ ولا وجه لما جزم به ابن حجر من أنها للشك ١|‏ 
والمراد من الثاني هو الأوّل (فقولوا خيرا) أي للمريض اشفه وللميت اغفر له ذكره المظهرء  ١”‏ 
أولكم بالخير أو قولوا للمحتضر لا إله إلا الله فإنها خير ما يقال له اختاره ابن حجر لكن لا إا 


يلائمه قوله (قال الملائكة يؤمنون) بالتشديد أي يقولون آمين (على ما تقولون) أي من الدعاء ١‏ 
خيراً أو شراً وقال ابن حجر : أي من الأدعية الصالحة؛ فعليه ترغيب وعلى الأوّل زيادة ترهيب ٠١‏ 
(رواه مسلم) قال يولك وكذا الاربعة. ١‏ 

0 


64 (وعنها) أي عن أم سلمة (قالت: قال رسول الله كلِ: ما من مسلم تصيبه) / 
بالتأنيث وفي نسخة بالتذكير (مصيبة) عظيمة أو صغيرة AES‏ ل 
إنا)) بدل من ما أي إن ذواتنا وجميع ما ينسب إلينا الله € ملكا وخلقاً «(وإنا إليه راجعون )ل 


زفرفق راجع الحديث رقم .)١551(‏ 
الحديث رقم :1١511/‏ أخرجه مسلم في صحيحه نسو حديث رقم (1 - .)4۱٩۹‏ وأبو داود في السنن ٠,‏ 


۳ حديث رقم .41١0‏ والترمذي في السنن ٣۰۷/۳‏ حديث رقم 4۷۷. والنسائي 4/4 7 

حديث رقم ۱۸۲۵. وابن ماجه 470/١‏ حديث رقم .١14417/‏ وأحمد في المسند 807/5. 1 

الحديث رقم ۱٦۱۸‏ : أذ 1 ۲ حديث رقم (4۱۸-۳). وأبو داود فى السنه لآ 
يت رفم خرجه مسلم في صحيحه / يث رفم وأبو داود في السنن ١‏ 


ج 0 حديث اد 


OE هي تر‎ Se aE SE ASE RSS 




















۷ كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 
ج ي ي 


اللهُمّ آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها؛ إلا أخلف الله له خيراً منها» . فلمّا مات 


أبو سلمة» قلت : أي اله لمينٌ خيرٌ من أبي لمة؟ 


2 لوم 


:| قال الطيبي: فإن قلت: أين الأمر في الآية؟ قلت : الما أمزه بابكارة رأطلتها لبتم كليح به 
وأخرجه مخرج الخطاب ليعم كل أحد نيه على ت تفخيم الأمر وتعظيم شان هذا القول فنبه بذلك 
٠‏ على كون القول مطلوباً BEN‏ أن قوله إنا لله تسليم» وإقرار بأنه وما 
يملكه وما ينسب إليه عارية مستردة ومنه البدء وإليه الرجوع والمنتهى» وإذا وطن نفسه على 
ذلك وصبر على ما أصابه سهلت عليه المصيبة وأما التلفظ بذلك» مع الجزع فقبيح وسخط 
للقضاء. اه. والأقرب أن كل ما مدح الله في كتابه من خصلة» يتضمن الأمر بها كما أن 
المذمومة فيه تقتضي النهي عنها وأما قوله التلفظ بذلك مع الجزع قبيح فمردود لأن ذلك من 
باب خلط العمل الصالح» بالعمل السوء كالاستغفار مع الاصرار قال تعالى: #وآخرون اعترفوا 
بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم 4 [التوبة - 
..١‏ (اللهم) ظاهره أنه من جملة ما أمره الله به قال ابن حجر: وهو كذلك لقوله تعالى: 
«أدعوني استجب لكم 4 [غافر  ]1١‏ وفيه أن المأمور به في الآية مطلق الدعاء وفي الحديث 
الدعاء الخاصء فالأظهر أن حرف العطف محذوف قال ابن حجر: ويحتمل بل هو الظاهر أن 
لله تعالى أعلم نبيه ية أن يعلم أمته أنه أمرهم أن يقولوا ذلك كله بخصوصه. وحينئذ فلا 
يحتاج إلى تكلف ما ذكر فيهما. اه. والاحتمال مسلم والظاهر ممنوع (أجرني) بسكون الهمز 
وضم الجيم وبالمد وكسر الجيم (في مصيبتي) الظاهر أن في بمعنى باء السببية وأما قول ابن 
حجر أنها بمعنى مع كما في قوله تعالى: #ادخلوا في أمم فغير صحيح € [الأعراف - ۳۸] كما 
لا يخفى قال الطيبي: آجره يأجره إذا أثابه وأعطاه الأجرء وكذلك أجره يأجره اه. قال ابن 


ا Og PS‏ ا 


O برشيو‎ SS جوم كر يد مولا‎ SG ARES DERE بوم ل لك وجل ارك‎ GS 


إلا أخلف الله له خيراً منها على مصيبتها فيه تأييد لما قال أبو نعيم: إنه أوّل من هاجر إلى 
المدينة e‏ ل المغازي» الس مجر الى ا ثم إلى المدينة فير آذك من الا عد 


E E 


ا حجر: بضم الجيم وكسرها يعني مجردة بالوجهين وهو كذلك في القاموس وكذلك قال الزين: . 
| آجره الله يأجره وياجره» أثابه وأعطاه الأجر لكن الكسر مع القصر غير موجود في النسخ قال 
ا ميرك : روي بالمد وكسر الجيم وبالقصر وضمها ونقل القاضي عياض عن أكثر أهل اللغة» أنه 
ا مقصور لا يمد ومعنى أجره الله أعطاه أجره وجزاء صبره. اه. وقال ابن الملك: هو بهمز 
4 الوصل قلت: هذا سهو منه لأن الهمزة الموجودة إنما هي فاء الفعل وهمزة الوصل سقطت في 
4 الدرج. (وأخلف لي خيراً منها) أي اجعل لي خلفاً مما فات عني في هذه المصيبة (إلا خلف 
١‏ الله له خيراً منها) قاله الطيبي قال النووي: هو بقطع الهمزة وكسر اللام يقال لمن ذهب ما لا 
| يتوقع حصول مثله» بأن ذهب والده خلف الله عليك منه بغير ألف» أي كان الله خليفة منه 
ا عليك ويقال: لمن ذهب له مال أو ولد أو ما يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد الله 
)) عليك مثله. (فلما مات أبو سلمة) تعني زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي توفي سنة 
؛] أربع» على الأصح لانتفاض جرحه الذي جرح بأحد وهو من السابقين الأوّلين» أسلم بعد 
0 عشرة أنفس . (قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة) قال الطيبي: تعجب من تنزيل قوله كلا 


يتوق ا a‏ 








OS وت‎ 





١‏ م مق مت م ما لل ل م م ل مل ا مک ا کی کی د کی ت اه 
كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت لاا 


ال ال 


أول بيتٍ هاجرّ إلى رسول الله يكِِ؟ ثم إني قأتهاء فأخلف الله لي رسول الله ية . رواه مسلم . 


8 -(4) وعنهاء قالت: دخل رسول الله ية على أبى سلمة وقد شى بصره. 
فأغمضّه» ثم قال: (إِنَّ الروح إذا قيض تبعَهُ البصَرً؛ فضجٌ ناس من أهلهء فقال: «لا تذعوا 
على أنفسَكم إلا بخير› ش 


بالظعينة إلى أرض الحبشة» ثم إلى المدينة وكان أخا النبي بيه من الرضاعة وابن عمته استعظاماً 
لأبي سلمة. اه. يعني على زعمها (أوّل بيت) استئناف فيه بيان للتعجب وتعليل له والتقدير فإنه 
أوّل بيت أي أوّل أهل بيت (هاجر) أي مع عياله «إلى رسول الله كلة) بناء على المتابعة (ثم إني 
قلتها) أي كلمة الاسترجاع والدعاء المذكور بعدها (فأخلف الله لي رسول الله كِ) أي بأن 
جعلني زوجته وكان عوض خير لي من زوجي أبي سلمة (رواه مسلم) وأبو داود والنسائي قاله 
ميرك . 


۹ _ (وعنها) أي عن أم سلمة (قالت: دخل رسول الله ييه على أبي سلمة وقد شق 
بصره) بفتح الشين وفتح الراء إذا نظر إلى شيء لا يرتد إليه طرفه وضم الشين منه غير مختار 
نقله السيد عن الطيبي. وقال النووي: أشق بصره بفتح الشين وضم الراء أي بقي بصره مفتوحاً 
هكذا ضبطناه» وهو المشهور وضبطه بعضهم بفتح الراء» وهو صحيح أيضاً والشين مفتوحة بلا 
خلاف نقله ميرك وحكى الجوهري عن ابن السكيت أنه يقال: شق بصر الميت» ولا يقال شق 
الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء ولا يرتد إليه طرفه ذكره الجزري 
وكذا صاحب القاموس (فأفمضه) أي غمض عينيه ية لئلا يقبح منظره والاغماض بمعنى 
التغميض والتغطية . (ثم قال ية : إن الروح إذا قبض) قال الطيبي : علة للاغماض أي أغمضته 
لأن الروح إذا فارق (تبعه البصر) أي في الذهاب فلم يبق لانفتاح بصره فائدة أو علة للشق» أي 
المحتضر يتمثل له الملك المتولي لروحه فينظر إليه شزراً ولا يرتد طرفه حتى يفارقه الروح أو 
تضمحل بقايا قوى البصرء ويبقى البصر على تلك الهيئة ويعضده ما روي أبو هريرة إنه قال: 
قال رسول الله و ألم تروا أن الإنسان إذا مات شخص بصره قالوا بلى» قال: فذلك حتى يتبع 
بصره نفسه''2 أخرجه مسلم. وغيره مستنكر من قدرة الله تعالى أن يكشف عنه الغطاء ساعتئذ» 
حتى يبصر ما لم يبصر قلت ويؤيده: #فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) [ق ‏ ؟؟] 
(فضج) بالجيم المشددة أي رفع الصوت بالبكاء وصاح (ناس من أهله فقال: لا تدعوا على 
أنفسكم إلا بخير) وفي رواية نسكتهم بالنون والتاء فقال الخ قال المظهر: أي لا تقولوا شراً 
ووائلاً أو الويل لي وما أشبه ذلك قال الطيبي: ويحتمل أن يقال إنهم إذا تكلموا في حق الميت 
بما لا يرضاه الله تعالى حتى يرجع تبعته إليهم فكأنهم دعوا على أنفسهم بشرء ويكون المعنى 


الحديث رقم 1519: أخرجه مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم .)45١-‏ وأبو داود فى السئن 
AV /Y‏ حديث رقم ۳۱۱۸. وابن ماجه ٤1۷/۱‏ حديث رقم .۱٤٥٤‏ 


)ا خرجه مسلم في صحيحه 1۳٥/۲‏ حديث رقم (4 3 :)55١‏ __ 




















١‏ مي 


1 ميو در ميل ربع ريسل 


عد رعسب يدر 


رسب راسي 


عيم ا او ل ا 


برك ا يي ب کی ل 


يه ر ر ده بوبه 





م کا رمعاي د عر عه ع لور رجف ب و ر رعاو يد ر a‏ الصو برعو مج ا ل 





1 58 كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 





1 فد الملائكة ES‏ ثم قال : ا وارفع درجته في 


. قبره» ونور له فیه». رواه مسلم‎ ١ 


٠ ٤‏ -082) وعن عائشةً»؛ قالت: إِنَّ رسول الله ييه حينَ توفي سبَيَ ببرد حِبَّرَةٍ. 


الفصل الثاني 


1 (5) عن مُعاذ بن جبل» قال: قال رسول الله یة: «من كان آخر کلامه 





1 كما في قوله تعالى: «إولا تقتلوا أنفسكم € [النساء - ۲۹] أي بعضكم بعضاً. اه. ويؤيد الأوّل 
قوله (فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون) أي في دعائكم من خير أو شر (ثم قال اللهم اغفر 
لأبي سلمة» وارفع درجته في المهديين) بتشديد الياء الأولى أي الذين هداهم الله للاسلام سابقاً 
6 والهجرة ة إلى خير الأنام . (واخلفه) بهمزة الوصل وضم اللام من خلف يخلف إذا قام مقام غيره 
١‏ بعده فى رعاية أمره وحفظ مصالحه أي كن خلفاً أو خليفة له. (في عقبه) بكسر القاف قال 
الطيبى : أي فى أولاده والأظهر من يعقبه ويتأخر عنه» من ولد e‏ ولذا أبدل عن عقبه 
بقوله. (في الغابرين) بإعادة الجار وقال الطيبي: أي الباقين في الاحياء من الناس فقوله في 
الغابرين» حال من عقبه أي أوقع خلافتك في عقبه كائنين في جملة الباقين من الناس (واغفر 
م لنا) يصح أنها لتعظيم نفسه الشريفة وله ولغيره من الصحابة أو الأمة (وله) أي أبي سلمة 
7 خصوصاً وكرر ذكره تأكيداً (يا رب العالمين وافسح له) أي وسع (في قبره) دعاء بعدم الضغطة 
ر (ونوّر له فيه) أي في قبره أراد به دفع الظلمة. (رواه مسلم) الأخصر أنه كان يجمل ويقول روي 


a a 


٠١‏ عا ار ما 
6 (وعن عائشة قالت: إن رسول الله ية حين توفي) بصيغة المجهول وكذا قوله 


و ب مرو ا وس لد 1 
ا ا e‏ 


١‏ (الفصل الثاني) 





0١ 4‏ (عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ب : من كان آخر كلامه) برفع آخر 
0 

0 الحديث رقم ۱۹۲١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .1١/7‏ حديث رقم 1741. ومسلم في صحيحه ۲/ 
0١ 1‏ حديث رقم  5(‏ 487). وأبو داود في السئن ٤۸۹/۳‏ حديث رقم ."١١١‏ وأحمد في 
1 المسند e‏ 

7 








ل ل بج تا 





(۳) الترمذي في السنن حديث رقم (۲۸۸۷). 





ع ا بر يسمي مر ور ب اوسود بد مي وس 


i O EAS‏ ات ا س ا ن 





كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 


لا إله 


إلا الله» دخل الجنّة؛. رواه أبو داود. 


۲ _(۷) وعن معقل بن يسارء قال: قال رسول الله ي : «إقرّؤوا سورة (يس) 
على موتاكم». 


وقيل بنصبه (لا إله إلا الله) محله النصب أو الرفع على الخبرية أو الاسمية قال ميرك: المراد مع 
قرينته» فإنه بمنزلة علّم لكلمة الإيمان» كأنه قال: من آمن بالله ورسوله في الخاتمة دخل 
الجنةء قوله المراد مع قرينته فإنه بمنزلة علم الظاهر أو أنه بمنزلة علم فيجوز الاكتفاء به لفظاًء 
وإن كان يراد قرينته معنى وهو ظاهر اطلاق الحديث. (دخل الجنة) ما قبل العذاب دخولا 
خاصاً أو بعد أن عذب بقدر ذنوبه» والأوّل الأظهر ليتميز به عن غيره من المؤمنين الذين لم 
يكن آخر كلامهم» هذه الكلمة قال الطيبي : فإن قلت: كثير من المخالفين كاليهود والنصارى 
يتكلمون بهذه الكلمة فلا بد من ذكر قرينتها محمد رسول الله قلت: إن القرينة صدوره» عن 
صدر الرسالة. اه. ولم يظهر وجهه فالأوجه في الجواب أنه لا بد من ذكر القرينة في متجدد 
الاسلام» وأما المؤمن المشحون قلبه بمحبة سيد الأنام» واعترافه بنبوّته عليه الصلاة والسلام 
فيكتفي عنه بكلمة التوحيد المتضمن للنبوّة والبعث» وغيرهما في آخر الكلام والله تعالى أعلم 
بالمرام مع أنه قد يقال: المراد به الشهادتان وإنه علم لهما والظاهر أن الكلام شامل للساني» 
والنفساني لرواية وهو يعلم ولا شك أن الجمع أفضل» والمراد على القلب من المعرفة. (رواه 
أبو داود) قال السيوطي: ورواه أحمد والحاكه”" . 


5 (وعن معقل) بفتح الميم وكسر القاف (ابن يسار قال: قال رسول الله ككل : 
اقرؤوا [سورة] يس على موتاكم) أي الذين حضرهم الموت ولعل الحكمة في قراءتها أن 
يستأنس المحتضر بما فيها من ذكر الله وأحوال القيامة والبعث. قال التوربشتي: يحتمل أن 
يكون المزاه,بالتيت الذي خضره :المت فكانه صاز فى حك الأمواتة» وان يراد من قضى 
نحبه وهو في بيته أو دون مدفنه قال الامام في التفسير الكبير" الأمر بقراءة يس» على من 
شارف الموت مع ورود قوله بيه لكل شيء قلب وقلب القرآن يس”" إيذان بأن اللسان حيتئذ 
ضعيف القوّة. وساقط المنة لكن القلب أقبل على الله بكليته فيقرأ عليه ما يزداد قوّة قلبهء 
[ويستمد تصديقه] بالأصول فهو اذن عمله ومهمه قال الطيبي: والسر في ذلك والعلم عند الله 
أن السورة الكريمة إلى خاتمتها مشحونة بتقرير أمهات الأصول وجميع المسائل المعتبرة التي 
أوردها العلماء في مصنفاتهم من النبوّة وكيفية الدعوة» وأحوال الأمم واثبات القدر وإن أفعال 


)0( رواه الحاكم في المستدرك ١/رلده.‏ 

الحديث رقم ۲ : أخرجه أبو داود فى السنن ۳ .. حديث رقم .5١7١‏ وابن ماجه ٤٤٤/١‏ حديث 
رقم .١1578‏ وأحمد في المسند 75/8. 

(؟) هو الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي ت )10١5(‏ والتفسير الكبير يعرف أيضاً بمفاتيح الغيب. 








يع رعس ريسي عرد 


e N RS 


يه 











ر ا س کے EL‏ يت ا ا ا س ا ت کت 
A >‏ كتاب الجنائز/ TT‏ المت 

8 

رواه أحمد وأبو داودء وابن ماجه. 

٤ 

١‏ ۳ _ (۸) وعن عائشةً» قالت: إِنَّ رسول اللَّهِ ية قبّلَ عثمانَ بنَ مظعون وهو 

٣‏ ميت وهو يبكى حتى سال دموعٌ النبىٌ یو على وجه عثمان. رواه الترمذي وأبو داود» 





۶ وابن ماجه 
ا 





العباد مستندة إلى الله تعالى وإثبات التوحيد» ونفي الضد والندء وأمارات الساعة وبيان الاعادة 
والحشر» وحضور العرصات والحساب والجزاء والمرجع والمآب» فحقها أن ت تقرأ عليه في 
تلك الساغة ررر احمد واب دود واين ماجة) ول لري ورواه ابن أبي شيبة والنسائي» 
والحاكم وابن حبان” واج ابن ابي النيا والديلمي من أبن الدرداء عن النبي ية قال: ما 
من ميت يقرأ عند رأسه [سورة] يس› إلا هون الله عليه . اه. وفي رواية صحيحة أيضاً يس 
قلب القرآن لا يقرؤها عبد يريد الدار الآخرة» إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه فاقرؤوها على 
موتاكم قال ابن حبان: المراد به من حضره الموت» ويؤيده ما أخرجه ابن أبي الدنياء وابن 
مردويه ما من ميت يقرأ عنده يس إلا هوّن الله عليه وخالفه بعض محققي المتأخرين» فأخذ 
بظاهر الخبر فقال: بل يقرأ عليه بعد موته وهو مسجى» وذهب بعض إلى أنه يقرأ عليه عند 
القبر» ويؤيده خبر ابن عدي وغبرامق زار اكير والنيه أو اجدهما في كل جنمية و عندهما 
يس غفر له بعده كل حرف منها"" . 


aS aaa, Ri 








N ARN SR الول 017 مدو‎ SSE 





۳ _ (وعن عائشة قالت: إن رسول الله َة قبل) بالتشديد (عثمان بن مظعون) بالظاء 
المعجمة أخ رضاعي بهو قال الخؤلفة فاج اليخرتين وشهد يدر حرم الخمر في 
الجاهلية وهو أوّل من مات من المهاجرين بالمدينة في شعبان على رأ س ثلاثين شهراً من 
الهجرة» ولما دفن قال: نعم السلف هو لنا ودفن بالبقيع» وكان عابدا r‏ 
الصحابة . (وهو ميت) حال من المفعول (وهو) أي النبي بي (يبكي حتى سال دموع النبي مي 
E‏ د يعلم من هذا أن تقبيل المسلم بعد الموت والبكاء عليه 

ئز. (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه) قال ميرك: ورواه الحاكه”* بألفاظ متقاربة» 
واحد وقال الترمذي : حسن صحيح . 





f Tê N ies N FRB HERR N TRS N FC TERE N RR N ERO N akan N 


إن ۶ ما حر 





7 
)١1(‏ السيوطي في الجامع الصغير ۸٤/١‏ حديث رقم 1744. 
| (۲) نسبه في كنز العمال إلى أبو نعيم 071/10 حديث رقم 47185. 


6 الحديث رقم ۳ : أخرجه أبو داود في السنن ٥۱۳/۳‏ حديث رقم ."١77‏ والترمذي ۳٠٤/۳‏ حديث 
٤‏ رقم .۹۸٩‏ وابن ماجه 478/١‏ حديث رقم 1507. وأحمد في المسند 5/ 47. 


)1 © الحاكم في المستدرك 14۰/۳ ٠‏ 


مع ل جا وري ب يلد واي لذ بت يصاع لد يد ET‏ 











٠‏ 9 دع موه بعد 
NS‏ را 


۸١ OTT كناب البجنائر/‎ 


٤‏ -4) وعنها قالت: إِنَّ أبا بكر قبل النبيّ َة وهوّ ميّتٌّ. روا الترمذيٌ» وابن 
ماجه . 


٥‏ _-(۰ ۰ وعن خصين بن وځوج؛ أن طلحة ر بنَ البراء مرض» فأتاهُ النبيُ كلل 
يعودذه» فقال: «إني لا أرى طلحة إلا قد حدتٌ به ه الموت» فآؤنوني به وعجلوا فإِنّهُ لا 


ينبغي لجيفة مسلم أن تُخْبَل بين ظهراني أهله» . 


4 (وعنها) أي عن عائشة (قالت: إن أبا بكر قبل النبي ية وهو ميت رواه 


الترمذي وابن ماجه) وصححه الترمذي وغيره وقال ميرك : أخرج البخاري في صحيحه» عن 
عائشة وابن عباس أن أبا بكر قبّل النبى ية بعد ما مات فالأولى إيراد هذا الحديث في الفصل 
الأرّل. اه. وفي رواية عنها عند أحمد أنه أتاه من قبل رأسه فحدر فاهء فقبل جبهته ثم قال: 
وانبياه ثم رفع رأسه فحدر فاه وقبل جبهته ثم قال: واصفياه ثم رفع رأسه فحدر فاه وقبل 
جبهته» وقال: واخليلاه”'' وعند ابن أبي شيبة عن ابن عمر فوضع فاه على جبين رسول الله يل 
فجعل يقبله» ويبكي ويقول بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً كذا في المواهب”" . 

65 (وعن حصين بن وحوح) بفتح أوّله وسكون المهملة ففتح (إن طلحة بن البراء) 
قال المؤلف هو الأنصاري : الاق قال اي ب انات وصلى عله اللهم الى للج وان 
تضحك إليه ويضحك إليك عداده”" في أهل الحجاز» روي عنه حصين بن وحوح (مرض فأتاه 
النبي كل يعوده فقال إني لا أرى) بضم الهمز أي لا أظن (طلحة إلا قد حدث) أي ظهر به 
(الموت فآذنوني) بالمد وكسر الذال وسكون الهمزة وفتح الدال أي أعلموني (به) أي بموته 
حتى أصلي عليه كما في رواية (وعجلوا) أي غسله وتجهيزه وتكفينه ودفنه (فإنه) أي الشان (لا 
ينبغي لجيفة مسلم) أي جثته (أن تحبس) أي تقام وتوقف قال الطيبي: وصف مناسب للحكم 
بعدم الحبس» وذلك أن المؤمن عزيز مكرم فإذا استحال جيفة ونتناء استقذره النفوس وتنبو عنه 
الطباع فينبغي أن يسرع فيما يواريه فيستمر على عزته فذكر الجيفة هناء كذكر السوأة في قوله 
تعالى: #كيف يواري سوأة أخيه € [المائدة  ]"١‏ السوأة الفضيحة لقبحها قال ميرك: ليس في 
قوله جيفة مسلم دليل على نجاسته كما زعم (بين ظهراني أهله) أي بين أهله والظهر مقحم» 


الحديث رقم 1574: أخرجه البخاري في صحيحه 1/۳. حديث رقم 1147. والترمذي في السنن ؟/ 
٥‏ حديث رقم 444. والنسائي ١١/5‏ حنديث رقم ١84٠‏ . وار بن ماجه 454/١‏ حديث رقم 
61 . وأحمد في المسند 50/5. 

."١/5 أحمد في المسند‎ )١( 

(۲) «المواهب اللدنية بالمنح المحمدية». في السيرة النبوية للشيخ الإمام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن . 

محمد القسطلاني المصري 005 : 
الحديث رقم ۱٩۲٩‏ : أخرجه أبو داود في السنن ٥۱۰/۳‏ حديث رقم .۳٠۵۹‏ 
ا الطبراني وأو نيع 





5 
% ل 2 د 00 
1 


Dg 


ري بر اك ا ا ب ا 





١‏ ر ر 


اه ر 


اجا ا 


ا ا a‏ 


م 


0000 





ا 





م ب 


زر وهم د ر کو ر ا 





سا مه مرج م ميك چ ی ت چ ج لط ہچ م ر چ رچ رچ مق ج سے 
0 

"م كتاب الحنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 

ااا م ا ج أ تبي سن و ا ا ت تي 


N 


رواه أبو داود. 


الو اي لد لا و اي 


و عي 


الفصل الثالث 


)١١1( 67‏ وعن عبد الله بن جعفرء قال: قال رسول الله اة : «لقَنوا موتاكم لا 
إله إلا الله الحليمُ الكريمُء سبحانٌ الله ربٌ العرش العظيم» الحمدٌ للَّهِ ربٌ العالمين» قالوا: 
نا وسول للها كك "لقا خناءة قال «الدؤة واچ وران ا 


عور 
RES‏ 


والعرب تضع الاثنين مقام الجمع قال ميرك : نقلاً عن الأزهار يقال: (هو) بين ظهراني أهله أي 
أقام بينهم على سبيل الاستظهار» أو الاستناد إليهم كأنه بين ظهريهم ظهر منهم قدامه وظهر 
)ا وراءه فهو بهم مكفوف من جانبه أو من جوانبه إذا قيل: بين أظهرهم واستعمل في الاقامة بين 
:)| القوم مطلقاً والألف والنون زائدتان أي لا تتركوا الميت زماناً طويلاء لئلا ينتن ويزيد حزن أهله 
عليه. اه. وبهذا التحقيق المعنوي ظهر بطلان قول ابن حجر والتثنية فيه لفظية فقط (رواه أبو 
76 داود) قال ميرك: وسكت عليه . 


e O O 7 هوه‎ PTS ESAS 








(الفصل الثالث) 

4 7 (عن عبد الله بن جعفر) أي ابن أبى طالب ولد بأرض الحبشة وهو أوّل مولود 
دفي الانتلام بها كان جوادا طريقا فيا سليما يشمن بجر التجوة: ونل تر ييكن فى 
)) الإسلام أسخى منه» روي عنه خلق كثير ذكره المؤلف (قال: قال رسول الله ي : لقنوا موتاكم) 
6 أي المشرفين على الموت (لا إله إلا الله الحليم) أي الذي لا يعجل بالعقوبة (الكريم) أي الذي 
[أعطى] قبل المسألة (سبحان الله) أي منزه عن كل ما خطرء ببالك فإنه وراء ذلك (رب العرش) 
2 إضافة تشريف لتنزهه عن المكان (العظيم) صفة للمضاف أو المضاف إليه والثاني أبلغ ووصفه 
بالعظمة لأنه أكبر المخلوقات» ومحيط بالمكوّنات» (الحمد لله) وفي نسخة والحمد لله أي على 
ب الحياة والممات (رب العالمين) أي خالقهم ومربيهم (قالوا: يا رسول الله كيف) أي ذلك 
التلقين (للاحياء) أي للاصحاءء أيحسن أم لا (قال أجود وأجود) أي أحسن وأحسن كرر 
للتأكيد والمبالغة قال الطيبي: التكرار للاستمرار أي جودة مضمومة إلى جودة وهذا معنى الواو 
فيه (رواه ابن ماجه) قال السيوطي: وأخرج ابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال: سمعت من 
رسول الله ية كلمات من قالهن عند وفاته» دخل الجنة لا إله إلا الله الحليم الكريم» ثلاث 
مرات الحمد لله رب العالمين» ثلاث مرات تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل 


e 5‏ )0 
1 شيء فدیر 5 





7 الحديث رقم 1775: أخرجه ابن ماجه في السنن /١‏ 476 حديث رقم 1447. 


)١( :‏ الجامع الصغير 917/7 حديث رقم .1۳۷٤‏ 








حا مره 


ب 


x 


كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت AY‏ 4 


۷ -_(۱۲) وعن أبى هريرة» قال: قال رسول الله ة: «الميّتُ تحضرة الملائكة ار 


فإذا كان الرجلٌ صالحاً قالوا: اخرجى أيّتها النفسٌ الطيّبةٌ» كانت في الجسد الطيّب» 


اخرجي حميدةً ) وأبشرئ بروح وريحان ورب غير غضبانَ» فلا تزال يقال لها ذلك حتى 5 
تخرّج» ثم يُعْرج بها إلى السّماء يمتح لهاء فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان» فيقال: مرحباً ' 


. بالئّفس الطيّبِ كانث في الجسدٍ الطيّب» 


ij 


07 (وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله كلِ: الميت) أي جنسه والمراد من ' 
قرت موك جره الملافكة) أ ملافكة اة أ ملافكة المقرية كذ ا و ج 
والأظهر اجتماع الطائفتين لابهام جنس الميت» ثم بعد العلم بالصلاح والفجور في آخر الأمر ال 
كل يعمل عليه. (فإذا كان الرجل صالحاً) أي مؤمناً أو قائماً بحقوق الله [تعالى] وحقوق أ 
عباده والفاسق مسكوت عنه كما هو دأب الكتاب والسنة» ليكون بين الرجاء والخشية وبه ار 
يندفع ما قاله ابن حجر أن مقابلته بالكافر تؤيد الأول مع أن لفظ الكافرء ليس في هذا / 


الحديث وإنما هو الرجل السوء وهو المناسب أن يكون مقابلاً للصالح» ولعل ذلك وجه ١‏ 


العدول عن مؤمناً إلى صالحاً وإن كان المراد بالرجل السوء الكافر» لما يدل عليه سياق ١‏ 
الكلام ومما يؤيد ما ذكرناه من أن الفاسق مسكوت عنه قوله تعالى: #فمن ثقلت موازينه ا 


فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون # 


[المؤمنون  ]٠١" _ ٠١7‏ وكذلك قوله تعالى: #فأما من أوتى كتابه بيمينه ¶ [الحاقة  ]١9‏ أ 
الآية وكذا قوله: #وأما الذين سعدوا € [هود ‏ ۸ الآبة ونحو ذلك من الآيات ا 
والأحاديث (قالوا) أي ملائكة الرحمة (اخرجي) أي من جسدك الطيب فارجعي إلى ربك ا 
راضية مرضية (أيتها النفس) أي الروح (الطيبة) أي اعتقاداً أو أخلاقاً أو المطمئنة بذكر الله ا 
الآمنة برسول الله» وأما الفرق بين النفس والروح على ما ذكره الصوفية فإنما هو أمر ١‏ 
اعتباري» لأنهم يكنون بالنفس عن مظهر الشر كقوله تعالى: إن النفس لامارة بالسوء © 7 
[يوسف - ]٥۳‏ وبالروح عن مظهر الخير كقوله تعالى: #قل الروح من أمر ربي) [الإسراء - أ 
5 (كانت) استئناف مبين للتعليل (في الجسد الطيب) أي أعمال أو بالاستسلام لأمر الله '( 
والانقياد لحكم الله. قال الطيبي: الظاهر كنت ليطابق النداء واخرجي لكن اعتبر اللام !0 


SE 


الموصولة أي النفس التى طابت كائنة فى الجسد ويحتمل أن يكون صفة أخرى للنفس لأن ' 


المراد منها ليس نفساً معينة بل الجنس مطلقاً. اه. وتبعه ابن حجر وفي كلا الوجهين مناقشة ١‏ 
لأن الألف واللام في الصفة المشبهة لم تكن موصولة عند الجمهورء والنفس معينة عند 
النداء وحين الخطاب وإن كان عند اخباره بي لم تكن معينة وأما قول ابن حجر فكانت إا 
جواب عما يقال ما سبب طيبها فيقال [سببية] إنها لم تزل في الجسد الطيب السالم من ؛ 
الوقوع في المعاصي› والمخالفات فغير صحيح بل الصواب قلبه فإن طيب الروح سبب 7 


يث رة : أخرجه ا ماجه فى السدء ١577/7‏ حديث رقم 4757. وأحمد ذ 5 ١‏ 0 
الحديث رقم :1١۲۷‏ أخرجه ابن ماجه في السنن ١577/7‏ حديث رقم 4777. وأحمد في المسند /١‏ ۳4ر 


و RTS‏ تر 





الع بص را ب رو كاف رق بد لت بوك رع ب SD‏ بره بكر al‏ زا وي بر ع CD BD‏ موعن وا O‏ رك 








كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 






ادخلي حميدة» وأبشري برؤح وريحانٍ ورب غير غضبانٌ» فلا تزالٌ يقال لها ذلك» حتى 
بغري ل شر يها ]إلى ااا ا م و ی وا 
بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب» ادخلي حميدة» وأبشري بروح وريحان ورب غير 
غضبان» فلا تزال يقال لها ذلك» حتى تنتهيّ إلى السماء التي فيها الله 


O ال‎ 


ORE N aê‏ ينهو و ب 


لطيب القالب» لا عكسه كما أشار إليه بل بقوله إذا أصلح القلب صلح الجسد كله 
الحديف(1) ولأنه معدن التكليف» ومنبع الخطاب في الدنيا وكذلك في الأخرى ومنه قولهم 
(اخرجي) فيه دلالة على أن الروح جسم لطيف يوصف بالدخول والخروج» والصعود 
والنزول» وهو خطاب ثان أو تأكيد لقوله (حميدة) أي بره مار حامدة شاكرة 
(وابشري بروح) بفتح الراء أي راحة (وريحان) أي رزق أو مشموه'”” “ والتنوين فيها للتعظيم 
والتكثير. (ورب) 9 وبملاقاة رب (غير غضبان) بعدم الانصراف وفي نسخة بالانصراف قال 
ابن حجر عدل إليه عن راض رعاية للفاصلة أي السجع وفيه أنه مع قطع النظر عن ذلك أبلغ 
| مما عدل عنه فالعدل عنه أن لا عدول فتأمل قال الطيبي: قوله روح أي استراحة ولو روي 
| بالضم كان بمعنى الرحمة لأنها كالروح للمرحوم» قلت: قد جاء الفتح أيضاً بمعنى الرحمة 
( قال تعالى: #ولا تيأسوا من روح الله ) [يوسف ‏ ۸۷] وقيل البقاء أي هذان له معاً وهو 
1 )) الخلود والرزق وقوله ورب هذا مقرر للأوّل على الطرد والعكس كقوله تعالى: #أنعمت 
عليهم غير المغضوب عليهم 4 [الفاتحة - ۷] ونحوه في المعنى قوله تعالى: يا أيتها النفس 
اي اولس ام ١‏ اع رانانا e‏ 
6 أن الروح بضم الراء فمخالف للرواية (فلا تزال) أي النفس (يقال لها ذلك) أي ما تقدم من 
2 ) أنواع البشارة زيادة في سرورها بسماعها ما تقر به عينها. (حتى تخرج) 000 يعرج) 
)| بصيغة المجهول (بها إلى السماء) أي الدنيا (فيفتح لها) أي بعد الاستفتاح أو قبله وأما قول. 
| ابن حجر أي تطلب الملائكة الذين معها أن يفتح لها فلا وجه له نكا توه فطخ کان 
) يف (فيقال» أي يقول ملائكة السماء (من هذا فيقولون) وفي نسخة صحيحة فيقال : آي يقول 
6( ) ملائكة الرحمة الذين معه (فلان) أي هذا فلان أي روحه (فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة» كانت 
ع( في الجسد الطيب) وأغرب ابن حجر حيث قال: وفيه أن الملائكة مع كونهم في العالم 
0 العلوي» يعرفون كل إنسان باسمه وعمله. اه. ولا يخفى خطاؤه إذ العلويون ما اطلعوا على 
:| اسمه إلا بالسؤال من ملائكة الرحمة» وقاموا بصعود روحه وفتح باب سمائه على طيب عمله 
) (أدخلي) أي في السموات العلى» أو في عبادي أي محل أرواحهم (حميدة) أي محمودة أو 
2 حامدة (وابشري بروح وریحان» ورب غير غضبان فلا تزال) أي هي (يقال لها ذلك) أي ما 
0 ذكر من الأمر بالدخول والبشارة بالصعود من سماء إلى سماء (حتى تنتهي) أي تصل (إلى 
( | السماء التي فيها الله) أي أمره وحكمه أي ظهور ملكه وهو العرش. وقال الطيبي: أي رحمته 


rae anê N كع‎ 


ON‏ يسم 
ال عضوم 


N enê N 


SOE ال‎ RE 


e N o 





|( سوعي _ 0( في المخطوطة طبرو ا ر 
ار E‏ حا SE WS N O‏ ا E EE SS A ES E‏ لق ORR N o‏ ر 





ر ا م 


ITLL رسن‎ NIE 


س 





بمعنى الجنة وتبعه ابن حجز وزاد الطيبي فقال ونحوه قوله تعالى: #وأما الذين ابيضت 


. جنتي € [الفجر  »]١‏ #وجنة نعيم € [الواقعة - 44] قلنا ما في دخولها الجنة التي هي 


. تهكمية كقوله تعالى: #فبشرهم بعذاب أليم € [التوبة - ]١‏ أو على المشاكلة والازدواج ٠|‏ 


N E‏ ت ٠‏ ر تلد 2 E E‏ 0 کک ر معو م 





كتاب الجنائز/ باب ما ا عند من حضره ةالو 








5 


0 دضيمة) TT‏ رغاق» ل ا فما 7 ان لها ذلك 





حتى تخر ثم يُعرَجُ [ بها ] إلى السّماءء فيفتح لها فيقال: من هذا؟ 





وجوههم ففي رحمة الله 4 [آل عمران ‏ /ا١١]‏ فيطابق الحديث الآيتين وهماً: «وادخلي. 


فوق السموات» وسقفها عرش الرحمن كما في حديث وصولها إلى الفلك الأطلس» والمقام 
الأقدس» ويناسبه ما ورد من أن أرواح المؤمنين تأوى إلى قناديل تحت العرش» مع أن كون 
الجنة في سماء بعينها لا يعرف له خبر ولا أثر بل قال تعالى : #عرضها السموات والأرض 4 
[آل عمران ‏ 17] (فإذا كان الرجل) بالرفع وقيل: بالنصب على أن كان تامة أو ناقصة 
(السوء) بفتح السين وضمها صفة الرجل وأما تجويز ابن حجر رفع الأوّل» ونصب الثاني 5 
فمخالف للرواية ثم قوله بناء على إن كان تامة أي فإذا وجد أي وجده أعني الكافر أو الفاسق ٠١‏ 
غير صحيح » الأنه لا يشك أن الأوصاف الآتية إنما هي في حق الكافر» ناء على ما سبق من | 
عادة الكتاب والسنة بيان حال المؤمن والكافر» عن حال الفاجر لطفا ورحمه ١‏ 
ليكون بين الخوف والرجاء. (قال) أي ملك.الموت أو رئيس فلائكة العذاب» أو كل واححد 7 
منهم فيطابق ما سبق بصيغة الجمع (اخرجى أيتها النفس الخبيثة) أي اعتقاداً أو أحوالاً (كانت ١‏ 
في الجسد الخبيث) أي أعمالاً (اخرجي ذميمة) أي مذمومة (وابشري) قال الطيبي: استعارة ١‏ 








وحميم وغساق مقابل لروح وريحان. (بحميم) أي ماء حار غاية الحرارة (وغساق) بتخفيف | 
وتشديد ما يغسق أي يسيل من صديد أهل النار» وقيل: البارد المنتن وقيل: لو قطرت في | 
المشرق لنتنت أهل المغرب» وعن الحسن الغساق عذاب لا يعلمه إلا الله. (وآخر) أي ا 
وبعذاب آخر وفي نسخة بضم الهمز [أي] وبأنواع أخر من العذاب وأما قول ابن حجر أي ْ 
وضرب أخر مذوقة ويصح فتح أوّله أي ونوع آخر ففيه مسامحة لأن حقه أن يقول بمد أوّله ا 
ثم جعله الجمع أصلاً وتجويز المفرد خلاف ما عليه الأصول المعتمدة والنسخ المصححة ا/ 
(من شكله) أي مثل ما ذكر فى الحرارة والمرارة (ازواج) بالجر أي أصناف قال الطيبي: قوله ٠!‏ 
وأخر أي مذوقات أخر مثل الغساق في الشدة والفظاعة أزواج أجناس . اه. وتبعه ابن حجر / 
ولا وجه لارجاعه الضمير إلى الغساق وحده وإن كان هو أقرب مذكورء فالصحيح ما ذكرناه أ 
من أن افراد الضمير باعتبار ما ذكر قال وآخر في محل الجر عطف على حميم قلت: إنه ر 
ليس في محل الجر بل إنه مجرور بالفتحة لأنه غير منصرف قال وأزواج: صفة لآخر وإن ' 
كان مفرداً لأنه في تأويل الضروب والأصناف كقول الشاعر معي جياعاً. اه. والظاهر أنه في | 
تأويل النوع» والصنف وقرأ أبو عمرو في الآية أخر بصيغة الجمع (فما تزال يقال لها ذلك J‏ 
حتى تخرج) بالكراهة (ثم يعرج بها إلى السماء) أي إظهاراً للمذلة والاهانة (فيفتتح لها) [أي 2 

: لها] ] لقوله له تعالی: ولا په لهم أبواب السماء 4 [الأعراف . - ]4٠‏ (فيقال من هذا | 


O E ا يي‎ 









TS 7 








۸٦‏ کتاب ااا باب ما يقال عند من حضر اقرف 





؟) فيقالٌ: فلان» فيقال: لا مرحباً بالئّفس الخبيثة كانث في الجسدٍ الخبيث» ارجعي ذميمة: 
٠‏ فإِنها لا تفتح لك أبواب السّماءِ فترسل من السّماءِ ثم تصيرٌ إلى القبر» . رواه ابن ماجه. 


ا 
1 


م 


1 ۸-_ (۱۳) وعنهء أن رسول الله ية قال : «إذا خرجث روځ المؤمن تلفّاها ملكان 
0 || يُصهدانهاه. قال حماد: ودح من طب ريعيا وذكرٌ المسكُ» قال : «ويقول أهل السَّماء : 
(' روح طيّبةٌ جاءث من قبل الأرض» صلَّى اللَّهُ عليكِ 








' فيقال فلان) ظاهره إنه يعرفونهم بمجرد اسمه ويحتمل أن فلاناً كناية عما يتميز به عن غيره 
“! ويعرف به جميع رسمه وأمره (فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث 
أرجعي ذميمة) أي مذمومة عند الله وعند الخلق (فإنها) أي القصة (لا تفتح) بالتأنيث وتذكر 
؟) وبالتخفيف وتشدد (لك أبواب السماء فترسل) أي ترد وسيأتي أنها تطرح (من السماء ثم 
| تصير) أي ترجع (إلى القبر) وتكون دائماً محبوسة في أسفل السافلين» بخلاف روح المؤمن 
e‏ السماء والأرض ورج ,لي ا حيث تشاء وتأوي إلى قناديل 
0 تحت العرش» ولها تعلق بجسده أيضاً تعلقاً كلياً بحيث يقرأ القرآن في قبره» ويصلي ويتنعم 
( ينام كنوم العروس» وينظر إلى منازله في الجنة بحسب مقامه ومرتبته فأمر الروح وأحوال 
4 البرزخ والآخرة كلها على خوارق العادات فلا يشكل شيء منها على المؤمن بالايات. (رواه 
) ابن ماجه) قال ميرك: وإسناده صحيح . 
)| 1518 (وعنه) أي عن أبي هريرة (أن رسول الله ية قال: إذا خرجت روح المؤمن 
تلقاها ملكان يصعدانها) هذا تفصيل للمجمل السابق» ويحتمل أنهما الكريمان الكاتبان ولا 
ينات اجيم نينا مو إما على قزل مو ريكرل ف ا ان ا وأما على قول غيره 
أ فلاحتمال [أن] الحاضرين جمع والمفوض إليه منهم ذلك اثنان والبقية أو الكل يقولون لروحه 
اخرجي أيتها النفس أو القائل واحد ونسب إلى الكل مجازاً كقوله تعالى: #فعقروها » [هود - 
[o‏ وكقولهم قتله بنو فلان» ويؤيده حديث البراء الآتي (قال حماد) وهو ابن زيد أحد رواة 
١‏ عدا سيت ننه لي اضر ان ا إنه راويه عن أبي هريرة (فذكر) أي رسول الله اة 
) أو الصحابي وهو أبو هريرة وكان سبب ذلك نسيان راويه لفظ النبوة ة في هذا دون معناه فذكره 
بسياق يشعر بذلك. (من طيب ريحها) أي أوصافاً عظيمة من طيب ريحها (وذكر) أي ومن 
أنواع ذلك (المسك) قال الطيبي: أي وذكر المسك لكن لم يعلم أن ذلك كان كالتشبيه أو 
١‏ ا أو غير ذلك . اه. وقال الأبهري: الأظهر أن يقال وذكر أن طيب ريحها أطيب من 
4 ريح المسك (قال) أي النبي بي (ويقول: أهل السماء) أراد به الجنس أي كل سماء (روح 
:)! طيبة) مبتدأ أو خبر لمحذوف هو هي وقوله (جاءت) يعني الآن (من قبل الأرض) بكسر القاف 
:) وفتح الموحدة أي من جهتها صفة ثانية (صلى الله) أي أنزل الرحمة (عليك) قال الطيبي : 5 
EE‏ لزاه عجارت إلى الخطاب وفائدته مزيد اختصاص لها بالصلاة عليها 


E ا‎ ER e لصت‎ e الحديث‎ 








عع ع رع عو ماوع رعق E O‏ ا ري ارصم م 


كتاب الجنائز/ ات فل ر الموت 





0 
وعلى جسل کنټ تعمرینه» فينطلق ق به إلى رئه» ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل». 2 
قال: «وإِنَّ الكافرَ إذا خرجتٌ روخه» قال حماد: وذ هن ها ودر لعا #زيقول أهل 


1 
ال 
السّماء: روح خبيثة ة جاءث من قبل الأرض» فيُقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل» قال أبو 0 
4 
هريرة : فردٌ رسول الله ية ريطة كانث عليه على أنفه هكذا. رواه مسلم . 0 
قلت : ولمزيد التلذذ بخطابهم إياها قال ابن حجر: وكراهة الصلاة استقلالاً على غير الأنبياءء |3 


والملائكة محلها إن صدرت من غيرهم لا منهم لقول العلماء في صلاته يي على آل أبي أوفى ٠‏ 
إنه من تبرع صاحب الحق به. اه. والأظهر أنه من خصوصياتهم لقوله تعالى: #وصل عليهم ٠‏ 
إن صلاتك سكن لهم 4 [التوبة - 1٠١7‏ ولقوله عر وجلّ: اهو الذي يصلي عليكم » ٠‏ 
[الأحزاب 140 (وعلى جد كنت ترو يفنح المي يعني علق ظاهرله وباطنك وتقديم ٠‏ 
الباطن لأنه أهم''' والنظر إليه أتم قال الطيبي : استعارة شبه تدبيرها البدن بالعمل الصالح بعمارة “٠‏ 
من يتولى مدينة؛ ويعمرها بالعدل والإحسان (فينطلق) على بناء المفعول وفي رواية فينطلقون ٠‏ 
(به إلى ربه) أي إلى موضع حكمه أو عرش ربه» ومقام قربه وفي الحديث الآتي إلى السماء 1 
السابعة. (ثم يقول) أي الرب سبحانه (انطلقوا به) أي الآن أي ليكون مستقراً في الجنة أو ٠‏ 
عندها (إلى آخر الأجل) ثم إلينا مرجعه بحكم الأزل والمراد بالأجل هناء مدة البرزخ قال ٠‏ 
الطيبي: يعلم من هذا أن لكل أحد أجلين أَوَلاً وآخراً ويشهد له قوله تعالى: (ثم قضى أجلاً ٠‏ 
#وأجل مسمى € [الأنعام - 7]) عند أي أجل الموت» وأجل القيامة. (قال) أي النبي كله (وإن : 
الكافر إذا خرجت روحه قال حماد: وذكر) أي النبي بي أو الصحابي (من نتنها) بسكون التاء ٠‏ 
أي عفنها (وذكر لعناً) أي مع النتن فإن البعد من لوازم النتن (ويقول أهل السماء) من الملائكة ٠‏ 
وغيرهم» (روح خبيثة جاءت) أي قاربت السماء (من قبل الأرض فيقال انطلقوا به إلى آخر 7 
الأجل) قال الطيبي: ذكر ههنا يقال: وفي الأوّل يقول رعاية لحسن الأدب حيث نسب الرحمة 7 
إلى الله سبحانه ولم ينسب إليه الغضب كما في قوله تعالى : «أنعمت عليهم ع غير المغضوب 1 
عليهم 4 (قال أبو هريرة: فرد رسول الله عة ريطة) وهي بفتح الراء وسكون الياء التحتانية كل ٠‏ 


ملاءة على طاقة واحدة» ليست لفقتين أي طرف ريطة (كانت عليه) أي على بدنه عليه الصلاة 1 
والسلام (على أنفه) متعلق برد قال الطيبي: كأنه عليه الصلاة والسلام كوشف بروح الكافر وشم 0 


من نتن ريح روحه (هكذا) أي كفعلي هذا وكان أبو هريرة وضع ثوبه على أنفه بكيفية خاصة 0 
لغطى أنفه عنه كذلك . اه. وهو خروج عن ظاهر الحديث لغير باعث نقلي أو عقلي (رواه أ 


١ مجلم‎ 


1 فى المتتطرطة اللي 
اي جور ب 








ANS‏ کتاب 5 اننا ااال ند كك ا لحرت 


)۱٤(_-- ۹‏ وعنهء قال: قال اسو الله 4ل : «إذا حُضِرَ المؤمنٌ أتث ملائكة 
'| الوّحمةٍ بحريرة بيضاء فيقولون: اخرّجي راضيةًٌ مرضي عنكِ» إلى رؤح الله وريحان» 
١‏ وربٌ غير غضبانٌ» فتخرجٌ كأطيب ريح المسكِء حتى إِنّه ليُناولهُ بعضُهمْ بعضاً حتى يأتوا به 
أبواب الماءء فيقولوق : : ما أطيبَ هذه الريحٌ التي جاءتكم من الأرض! فيأتونَ به أرواح 
' المؤمنين» > فلهم شد فرحاً به من أحدكم بغائبه يَقدُم عليه» فيسألونه : ماذا فعلَ فلانُ» 








0 

e 9 

0 6 (وعته) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله َة : إذا حضر المؤمن) بصيغة 
)| المجهول أي حضره الموت وفي رواية إذا قبض (أتت) أي جاءته (ملائكة الرحمة بحريرة 


)| بيضاء) ولعل روحه تلف فيها وترفع إلى السماء» والكفن الدنيوي» يصحب الجسد الصوري 
| «فيقولونٍ اخرجي) أي «أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك (راضية) عن الله سابقاً وبثواب 
)| الله لاحقاً (مرضياً عنك) أي أوَلاً وآخراً (إلى روح الله) بفتح الراء أي رحمته أو راحة منه وهو 
تفسير لقوله تعالى: #ارجعي إلى ربك € [الفجر  ٠١‏ (وريحان) أي رزق كريم أو مشموم 
عظيم (ورب غير غضبان) أي رؤوف رحيمٍ (فتخرج كأطيب ريح المسك) قال الطيبي: الكاف 
صفة لمصدر محذوف» أي تخرج خروجا مثل ريح مسك» يعبق فأرتها وهو قد فاق سائر 
أرواح المسك وأما قول ابن حجر فتخرج حال كونها مثل أطيب ريح المسك» ودعوته أنه عند 
التأمل أوضح من كلام الشارح فغير واضح فضلاً عن أن يكون أوضح (حتى أنه) أي المؤمن أو 
روحه بتقدير المضاف أو بدونه فإنه يذكر ويؤنث والمعنى حتى إنه من طيب روحه» وعظمة 
ريحه (ليناوله بعضهم بعضاً) أي يصعدون به من يد إلى تكريماً وتعظيماً وتشريفاً لا كسلاً 
وتعباًء وتكليفاً ولذا تناوبوه وإلا فأحدهم لا يعجز عن حمله» (حتى يأتوا) وفي رواية فيشمونه 


يجمه بف اجو قر ب لمهم با ينابي ور 





ESTE DES 


N are 


وفي رواية فيشمونه حتى يأتوا (به أبواب السماء) أي باباً بعد باب وفي رواية باب السماء وهو 
منصوب بنزع الخافض» أي إلى أن يأتوا به وهو غاية للمناولة وأما قول ابن حجر غاية ليخرج . 
فخروج عن الظاهر بالغاية. (فيقولون) أي بعض الملائكة لبعض ملائكة السماء على جهة 
التعجب» من غاية عظمة طيبه» (ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض) أي وصلت 
إليكم الآن منها (فيأتون) وفي رواية كلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا أي الملائكة الأوّلون 
أو المستقبلون السائلون. (به) أي بروحه (أرواح المؤمنين) منصوب بنزع الخافض» أي إلى مقر 
ا ا أو على بابها أو تحت العرش بحسب منزلته (فلهم) الفاء 
للتعقيب والضمير للمؤمنين أو لأرواحهم (أشد فرحاً) وفي رواية فلهم أفرح قال الطيبي: اللا 
الام الابتداء مؤكدة نحو قوله تعالى: لهو خير للصابرين € [النحل - ۱۲١‏ وهم مبتدأ ا 
م :| خبره ولا يبعد أن تكون جارة أي لهم فرح أشد فرحاًء فيكون الفرح فرحاً على سبيل المبالغة. 
اا الور ل موي ا ا و ا ا 
قدومه (فيسألونه) أ ي بعض أرواح المؤمنين (ماذا فعل فلان) أي كيف حاله وشأنه؟ أي في 





SEN RAN 


ST 


ا 


س 
5 





aN E 


ine inne N 


0 
1 
7 


2 
0 
1 

n e 5-5 x‏ مي سس ست 

TIER o ai O THRE RE oT 7 


8 الحديث اعد : أخرجه النسائي في السئن ES‏ 


1 
e 
ae N 2 e 


ا ير 











سي ا لب محا ل م ل 


كتاب الجنائز/ ا ا 8م ا 





ماذا فعل فلانٌ؟ فيقولون: دعوه» فإنَّهُ كان في غم الدنيا. فيقول: قد مات أما أتاكم؟ | 


فيقولون: قد ذُهِبٌ به إلى أمّه الهاوية . وإنّ الكافرٌ إذا احتّضِرٌ أنَتهُ ملائكة العذاب بمسحء 
فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطاً عليكِ إلى عذاب اللَهِ عر وجل. فتخرجٌ كأنتن ريح 
جيفةٍ» حتى يأتونٌ به باب الأرض» 





الطاعة ليفرحوا به ويدعوا له بالاستقامة» أو في المعصية ليحزنوا عليه ويستغفروا له. (ماذا فعل ٠٠‏ 
فلان) تأكيد أو المراد شخص آخر وهو الأظهر (فيقولون) أي بعض آخر من الأرواح» وفي ٠‏ 
55 ة فيقول أي بعضهم أو أحدهم (دعوه) أي اتركوه (الآن) وفي رواية حتى يستريح ٠‏ 
قال الطيبي : أي يكوا بعضهع ان بدصرا القادم: كانه ديع عهد ی أي ٠‏ 
القادم (كان في غم الدنيا) وفي نسخة صحيحة فإنه كان في غم الدنيا فكان زائدة أو ضمير فإنه 4 


للشأنء وكان أي القادم في غم الدنيا إلى الآن ما استراح من همها. (فيقول) أي لقادم في 


جواب السؤال الأوّل والجملة فيما بينهما معترضة (قد مات) أي فلان المسؤول أو فلان الثاني 1 


وهو الأقرب (أما أتاكم) أي أما جاءكم (فيقولون) وفي رواية فإذا قال لهم: ما أتاكم فإنه قد / 


مات يقولون أي أرواح المؤمنين (قد ذهب به) على بناء المجهول وقال الطيبي لا بد من تقدير 7 


الفاء كما في قول الشاعر : 


من يفعل الحسنات الله يشكرها 


مستغنى عنه ويدل عليه ما روي بلفظ أو ما أوتي عليكم فيقولون أو قد هلك فيقول أي والله .١‏ 
فيقولون نراه قد ذهب به. (إلى أمه الهاوية) أي النار مأخوذ من قوله تعالى: #فأمه هاوية 4 ( 
[القارعة ‏ 19 لأنها مأوى المجرم. ومقره كما أن الأم للولد كذلك ويدل عليه ما زيد في رواية ١‏ 
فبئست الأم وبئست المربية قال الطيبي : الأم المصير أطلق على المأوى على التشبيهء لأن الأم إل 


مأوى الولد ومقره''' كقوله تعالى: «(مأواكم النار © [العنكبوت ‏ 5؟] والهاوية بدل أو عطف ا 


بيان» وأما في الآية فخبر لأمه وهي من أسماء النار كأنها النار العميقة تهوي أهل النار فيها 

مهوى بعيداً. (وأن الكافر إذا احتضر) بصيغة المفعول (أنته ملائكة العذاب بمسح) ا 
المسح بالكسر اواس (فيقولون اخرجي ساخطة) أي كارهة غير راضية عن الله حياً وميتاً ١‏ 
(مسخوطاً) أي مغضوباً (عليك) أي ازل وأبداً (إلى عذاب الله) متعلق باخرجي (عز) أي غلب ١‏ 





كلمه وأمره (وجل) أي فضاؤه وقدره (فتخرج كانتن ربح جيفة حتى يأتون) بائثبات النون ورفعه ١‏ 
على حكاية الحال الماضية على حد وزلزلوا حتى يقول الرسول في قراءة نافع » بالرفع أي حتى | 3 
أتوا بمعنى به كما في نسخة (باب الأرض) وفي نسخة إلى باب ارهن وفي رواية فينطلقون به 0 


إلى باب الأرض قال : أي باب سماء الارن ويد ل عليه البحديث 0 








:| فيقولون: ما أنتنّ هذه الريح , حتى يأتونّ به ۾ أرواح الكمّار» . رواة حمل .والنسائي. 


)١19( ٠ 0‏ وعن البّراء بن عازب» قال: خرجنا مع النبيّ يه في جنازةٍ رجلٍ منّ 
|١‏ الأنصارء فانتهينا إلى القبرء E‏ كلخ رسول الل عله وجلسناحؤله: کان علق 
| وسن الطيرَء وفي ييه عنودٌ ينكت به في الأرض» فرفع رأسّه فقال: «استعيدُوا باللّهِ مِنْ 
القبر» مكتين أو ثلاث تقال 'إِنَّ العبدٌ المؤمنّ إذا كا في انقطاع من الدنياء 
او ای نان إليه اک م ا ار جر عان تعركيم اشن 


| معهم كفن من اعفان الجنّق ET‏ الجنَةء 





0 ا 
سو رفك اطي لحك اي . اه. والروايات التي ذكرناها هي لفظ الحاكم . 
٠١ 4‏ _ (وعن البراء بن عازب قال: : خرجنا مع رسول الله ب في جنازة رجل) بفتح 


ا الجيم وتكسر (من الأنصار فانتهينا) أي وصلنا (إلى القبر ولما يلحد) بصيغة المفعول قبل أن 
يلحد ولما بمعنى لم وفيه توقع (فجلس رسول الله يو وجلسنا حوله. كان) بتشديد النون وفي 

| رواية وكان (على رؤوسنا الطير) قال الطيبي : كناية عن اطراقهم رؤوسهم» وسكوتهم وعدم 
التفاتهم» يميناً وشمالاً قال ميرك: والطير بالنصب على أنه اسم كان أي على رأس كل واحد 
| الطيرء يريد صيده فلا يتحرك وهذه كانت صفة مجلس رسول الله َة إذا تكلم أطرق جلساؤه 
| كأنما على رؤوسهم الطيرء يريد أنهم يسكتون فلا يتكلمون والطير لا يسقط إلا على ساكن 
| وقال الجوهري: قولهم كان على رؤوسهم الطير إذا سكنوا من هيبته» وأصله أن الغ راب إذا 
| وقع على رأس البعير» فيلتقط منه الحلمة والحلمتين» فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر عنه 
| الغراب. (وفي يده عود ينكت) بضم الكاف (به في الأرض) أي يؤثر بطرف العود الأرض» 
ا الطيبي. (فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين) 
ب ظرف لقال (أو ثلاثا) شك من الراوي (ثم قال: إن العبد المؤمن» إذا كان في انقطاع) أي ادبار 
| (من الدنيا واقبال من الآخرة) أي اتصال بها (نزل | ليه ملائكة من السماءء بيض الوجوه) إظهار 
ا اللطف والعناية أو انعكاساً من أنوار صاحب الهداية (كان وجوههم الع آی نوع" كل 
واحد منهم كالشمس» وأما قول ابن حجر أخبر بها عن الجمع لأنه اسم جنس في الأصل فقول 
:. منطقي لا حقيقة له. (معهم كفن من أكفان الجنة) أي من حريرها (وحنوط من حنوط الجنة) 
ر أي مسكها وعنبره» وعبيرها قال الطيبي: الجر اجاج لحي الا لسري 





ا ا ا ا د ادم 


كل N‏ و فاع حر N‏ هوق ل ب tanê N ERA‏ 


ا 
14 ا رقم 11° : أخرجه أبو داود في السنن ١١5/05‏ حديث رقم 4707 . وأحمد في المسند 010/1 
E SÊ 7 0‏ 











كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 7-۹۱ 





حتى يجلسوا من مد البصرء ثم يجيء ملك الموتِ عليه السَّلامُ» حتى يجلس عند رأسهء 
فول ينها النفسٌ الطيّبةُ! اخرُجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان» قال : «فتخرُجٌ تسيل كما 
تسيل. القطرة منّ السَّقَاءِء فيأخدُهاء فإذا أخذّهاء لم يدّعوها في يده طرفةً عين حتى 
يأحدوفاة فيجعّلوها في ذلك الكفنٍ وفي ذلك الحَنوطٍء ويخرّجٌ منها كأطيب نفحة مسك 
وُجِدَث على وجه الأرض» قال: «فِيصعَدونَ بهاء فلا يمرّونَ ‏ يعني بها على مَل من . 
الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرُوِحُ الطيّبُ؟ فيقولونَ: ْ 





وأجسادهم (حتى يجلسوا منه مد البصر) أي قريباً منه مع كمال الأدب ينتظرون خروج الروح '/. 
منهء (ثم يجيء ملك الموت عليه السلام) كذا في النسخ المصححة (حتى يجلس عند رأسه. 1 
فيقول) قال ابن حجر: لا ينافي ظاهره ما مر أن القائل غيره لأنه لا مانع أنه وملائكة آخرين» 1 
يقولون ذلك. اه. وفيه أنه ما مر أن القائل غيره وإنما مر أن الملائكة يقولون وهو يحتمل أن ٠‏ 
يكون كلهم يقولون والأظهر أن القائل رئيسهم كما أشرنا إليه سابقاًء ويدل عليه هذا الحديث ١‏ 
لاحقاً. (أيتها النفس الطيبة) [وفي رواية المطمئنة] (اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) بكسر أ 
الراء وضمها أي ليس أمامك إلا المغفرة والرضوان وفيهما إشارة إلى بشارة دفع العذاب وكمال ر 
الثواب وهو معنى قوله [ارجعي إلى ربك] وأما قول ابن حجر أي إلى محلهما وهو الجنة فليس 7 
في محله (قال) أي النبي بي (فتخرج) أي روحه (تسيل) حال (كما تسيل القطرة) أي كسيلان 7 
القطرة في السهولة وهذا يؤيد ما عليه أكثر أهل السنة ممن تكلم على الروح إنها جسم لطيف 7 
سار في البدن كسريان ماء الورد في الورد (من السقاء) أي القربة وزاد في رواية وإن كنتم ترون 0 
غير ذلك أي من الشدة والحاصل أن لا منافاة بين اضطراب الجسدء وسهولة خروج الروح بل 7 
قد يكون الأوّل سبباً للثاني» كما أن رياضة النفس» وتضعيف البدن عند السادة الصفية الصوفية ٠‏ 
موجب لقوّة الروح؛ على العبادة والمعرفة وأما قول ابن حجر ولا ينافي ذلك ما مر أن المؤمن أ 
يشدد عليه عند النزع دون غيره» لأن محله فيما قبل خروج الروح فليس في محله لأن حالة 7 
النزع » هو وقت خروج الروح فبين كلامية تناقض بين (فيأخذها) أي ملك الموت (فإذا أخذها ” 
لم يدعوها) بفتح الدال أي لم يتركوها (في يده طرفة عين) أدبا معه أو اشتياقاً إليها قال الطيبي: ١‏ 
فيه إشارة إلى أن ملك الموت إذا قبض روح العبدء سلمها إلى أعوانه الذين معهم كفن من ١‏ 
أكفان الجنة. (حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن) من أكفان الجنة (وفي ذلك الحنوط) أي : 
الجنتي (ويخرج) بالتذكير والتأنيث (منها) أي من الروح ريح أو شيء (كاطيب نفحة مسك) أي ١١‏ 
مثل أطيبها فالكاف مثلية قال الطيبي: صفة موصوف محذوف» هو فاعل يخرج أي يخرج منها أ 
رائحة كأطيب نفحة مسك (وجدت) أي تلك النفحة (على وجه الأرض) أي جميعها منذ خلقت 0 
الدنيا إلى فنائها (قال) أي النبي ب (فيصعدون) أي أعوان ملك الموت» أو ملائكة الرحمة ١‏ 
منهم أو من غيرهم (بها فلا يمرون يعني بها) هذا من كلام الصحابي أو الراوي وليس بموجود إ: 
في رواية السيوطي (على ملا) أي جمع عظيم (من الملائكة) أي الذين بين السماء والأرض إلا 1 
ا لدي بسع ةن السو لك ل ل ا يا 


کا ر ا 
يي 








ريصت عرسم ak‏ م ELSE E EL LR‏ ل E‏ رع ربح ربع رج راق رع نه لت + ات 


ا عم ری چو مل ی منج متها کے 


كتاب الجتاز/ ET‏ 





لان ابن فلانِ» باخ أسمائه التي اننا يسمُونّه ا النياء حتى ينتهوا بها إلى السّماء 





| الدنياء فيستّفتحونٌ له». فيْفتَح لهم فيُشيعُه منْ كل سماءِ مقرّبوها إلى السّماءِ ء التي تليهاء 


أحتى يُنتهى به إلى السماء ء السابعة» فيقولٌ اللَّهُ عر وجل : اكثبوا کتابَ عَبدي في عَلمِينَ؛ 


۲| وأعِيدُوه إلى الأرض فإني 
56 (فلان ابن فلان) أي روحه أو روحه (بأحسن أسمائه) أي ألقابه وأوصافه (التي كانوا) أي 
أهل الدنيا (يسمونه) أي يذكرونه (بها) أي بتلك الأسماء (في الدنيا حتى) لا يزال الملائكة 
۽ يسألون ؤيجابون كذلك حتى (ينتهوا بها) أي بتلك الروح (إلى السماء الدنياء فيستفتحون له) 
أ قال ابن حجر : أنث باعتبار النسبة وذكر باعتبار الشخص. اه. والصحيح أنه يذكر ويؤنث ففي 
اموس الروح باضه > ما به حياة الأنفس ويؤنث (فتفتح) بالتأنيث أي السماء ويجوز أن يذكر 
١ 4‏ فالجار نائب الفاعل (لهم) قال ابن حجر : أفرد الضمير لأنه المقصود بالاستفتاح ثم جمع إشارة 
إلى انق ل يق قرطل و . اه. وهو خلاصة كلام الطيبي» والظاهر أن ضمير لهم 
للمستحقين من الملائكة وإنما وقع قوله له علة وصلة للفعل ولا دخل له في المقصود. 
فالمطابقة ة بينهما ظاهرة ولا يبعد أن يعتبر فيه التغليب فيراعى الاستخدام حينئذ في قوله. 
. (فيشيعه) أي يستقبله ويصحبه بعد دخوله في السماء ء (من كل سماء مقربوها إلى السماء التي 
تليها) أي تقربها وتدنو منها وهكذا (حتى ينتهي به) بصيغة المجهول والجار نائب الفاعل وفي 
نسخة لفظ به ساقط وينتهي بصيغة الفاعل. (إلى السماء السابعة) أي الجنة إذ هي مجاورة لها 
/: والأظهر أن المراد بها نهاية السموات العلىء والاقتراب إلى عرش الرحمن أو سدرة المنتهى. 
/: (فيقول الله عد وجل اكتبوا) أي اثبتوا وأما قول ابن حجر أي اكتبوا الآن وإن كتب. في سابق 
:. الزمان فمحتاج إلى دليل صحيح ونقل صريح (كتاب عبدي) الاضافة للتشريف ولذا قال في 
:. الكافر اكتبوا كتابهء أي اجعلوا كتابه [عبدي] بكتابة اسمه (في عليين) أي في دفتر المؤمنين 
:.. وديوان المقربين» وقيل : [هو] موضع فيه كتاب الأبرار فالمراد بكتاب العبد صحيفة أعماله., 
7 وقال الأبهري : : أي في كتاب عبدي يعني أنه في عليين أو في عوال أو غرف» من الجنة مآلا 
.. قال العسقلاني في فتاويه أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكفار في سجين ولكل روح 
٣‏ بجسبدها اتصال معنوي لا يشبه الاتصال في الحياة الدنيا بل أشبه به حال النائم» وإن كان هو 
أشد من حال النائم اتصالاً وبهذا يجمع بين ما ورد أن مقرها في عليين أو سجين» وبين ما نقله 
:| ابن عبد البر عن الجمهور إنها عند أفنية قبورها قال: ومع ذلك فهي مأذون لها في التصرف»› 
| وتأوي إلى محلها من عليين أو سجين قال: وإذا نقل الميت من قبر إلى قبر فالاتصال المذكور 
)| مستمر وكذا لو تفرقت الأجزاء. اه. وقال ابن القيم : ا الحركة» والانتقال الذي 
)| كلمح البصر ما يقتضي عروجها من القبر إلى السماء في أ نى لحظة وشاهد ذلك روح النائم 
64 | فقد ثبت أن روح النائم تصعد حتى تخترق السبع الطباق» ل ثم ترد 

| إلى جسده في أيسر زمان انتهى فعلي هذا يكون التقدير اكتبوا كتاب مقر عبدي في عليين 
بُ حك الآن ان الأرض) أي ليتعلق بالبدن على وجه الكمال ويتهيأ 2 السؤال (فإني 









SSS 


RD EY RRR RD RR aR بار اوت بي‎ TER TREN INTE 


O ARN ZN,‏ بجوو سل ايا سر 0 E RY a‏ س س سی 


-4002006.... مداناان لاس 100386 لوس 00005 ی ی اي 





کتاب الجنائز/ eg‏ ارت ش A۳‏ 1 





منها خلَقتُهم» وفيها أُعيدُهم ومنها أخرجُهم تارةٌ أخرى» قال: «فتُعادٌ رُوحهُ في جسدهء 
فيأتيه ملّكان» جلاف فيقولان له: مَنْ ربّكَ؟ فيقول: ربّيَ اللّهُ. فيقولان له: ا 
فيقول : : ديني الإسلامٌ. فيقولان له: : ما هذا الرّجِلٌ الذي بُعتَ فيكم؟ فيقول: هق رسو ل ائله 

ية . فيقولان له: وما علمُكَ؟ فيقول : قرأتٌ کتابَ اللو فآمنتُ به وصدّقتُ. و 
السماء: أن [ قد ] صدَّقٌّ عبدِي؛ فأفرشوهٌ منّ الجن وألبسوه منّ الجنّدء ا 
إلى الجنّة؛ قال : «فيأتيه من رَوحِها وطيبهاء فيفسخ ١‏ 





منها عم أي ي أجساد بني آدم 0 أعبدهم) أي أجسادهم وأرواحهم (ومنها أخرجهم) لي 1 
كملا (تارة) أي مرة (أخرى قال) أي النبي كَل ولعل إعادة قال: لطول الكلام أو لفصله بكلام ,9 1 
غيره» GS‏ 7 4 الحديث . (فتعاد روحه في 1 
جسده) ظاهر الحديث أن عود الروح إلى جميع أ جزاء بدنه فلا التفات إلى قول البعضء بأن ال 
العود إنما يكون إلى البعض» ولا إلى قول ابن حجر إلى نصفه فإنه لا يصح أن يقال: من قبل : 
العقل بل يحتاج إلى صحة النقل (فيأتيه ملكان) أي المنكر والنكير لكن في صورة مبشر وبشير. ٠١‏ 
(فيحلسانه فيقولان له من ربك فيقول بي الله » فيقولان له ما دينك› فيقول ديني الإسلام» : 
E‏ أي أرسل إليكم يعنون محمداً يل وفي العبارة فتنة ١‏ 
للمؤمنء وامتحان للموقن حيث أتيا بصيغة الجهالة ولم يذكراه بصفة النبوّة والرسالة» ولعل هذا ٠‏ 
بالنسبة إلى بعض الناس إذ ورد في بعض الأحاديث أنهما قالا له ومن نبيك (فيقول هو رسول ١‏ 
الله) وفي رواية محمد نبي (فيقولان له وما علمك) أي بما قلت: : أو ما سبب علمك برسالته أو ١‏ 
ما سبب اقرارك أمجرد التقليد في التصديقء أو البرهان والتحقيق. (فيقول قرأت كتاب الله ' 
فآمنت به) أي بالكتاب أو بالرسول أو بما فيه وعلمت» جميع ما ذكرت من معانيه (وصدقت) ١‏ 
أي تصديقاً قلبياً وما اكتفيت بالإيمان اللساني» وهو أولى من قول ابن حجر أو تأكيد لما تقرر ١‏ 
في محله أن التأسيس أولى من التأكيد [عند أرباب التأييد] . (فينادي مناد من السماء) أي على ١‏ 
لسان الحق (أن صدق عبدي) أن تفسيرية لأن في النداء معنى القول وجعلها مصدرية» يخل 1 
المي لآئة يكل ان ينادي مناد بصدق عبدي (افرشوه) بقطع الهمزة أي أعطوه فراشاً أو < 
افرشوا له فراشاً فالهمزة لتأكيد التعدية» ففي القاموس أفرش فلاناً بساطاً بسطه له كفرشه فرشا ١‏ 
وفرشه تفريشاء وأما قول ابن حجر أي افرشوا قبره فغير صحيح لما ذكرناه ولما في القاموس ١‏ 
أيضاً فرشه فرشاً وفراشاً أي بسطه وتوضيجه أن المفروش لا يكون ا ل 
مفروشاً فيه» وأما المستعمل في لسان أهل الزمان من العرب» أفرشوا ون 

وقولهم البيت مفروش أي مفروش فيه (من الجنة) أي من فرشها (والبسوه) بهمزة القطع آي( 

اكسوه (من الجنة) أي من ثيابها (وافتحوا له) أي لأجله (باباً) أي من القبر (إلى الجنة) أي ١‏ 3 
جهتها وأما ما وقع في أصل ابن حجر من الجنة فمن سهو القلم (قال: فيأتيه من روحها) بفتح | 

الراء أي نسيمها (وطيبها) أي رائحتها وأما قول ابن حجر حجر روحها مر بيانه فموهم جواز د ضم الراء |( 
ا ا وقوله وطيبها ا ابت بااييد فيفع بالعشفيف |! 





ES 





4 كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 


0 ااا ب بي سي 


| له فى قبره مد بصره» قال: «ويأتيه رجلٌ حسم الوّجوء حَسَنُ الثياب: طَيّبُ الربح» فيقول: 


5 أبشز بالذي يسرك هذا يومُكٌ الذي كنت تُوعدُ. فيقول له: مَنْ أنتَ؟ فوَّجهّكَ الوجْهُ يجيء 
| بالخير. فيقولٌ: أنا عملّكَ الصَّالحُ. فيقولٌ: رب أقِم الساعة! ربٌ أقم الساعة! حتى أرجعَ 
إلى أَهْلي ومالي». قال: 


ا يت يي د ري رشي ص ص 


لوتيد" أي يوسع (له فى قبره مد بصره) وهو مختلف باختلاف البصر المرتب على اختلاف 


4 البصيرة (قال) أي النبي بيا (ويأتيه) أي المؤمن (رجل) أي شيء على صورة رجل (حسن 
٠‏ الوجه حسن الثياب طيب الربح) كناية عن حسن عمله وخلقه (فيقول ابشر بالذي يسرك) أي بما 
7 يجعلك مسروراً يعنى مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر ببال بشر» قال تعالى: «وإذا 
رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ‏ [الإنسان  ]7١‏ وأما تقدير ابن حجر أي يسرك ربك فغفلة 
0 عن مرجع الضمير كما هو ظاهر أنه محتاج إلى تقدير به أيضاًء وإذا صح الكلام بلا تقدير فلا 
يقدر والنسبة المجازية غير عزيزة في الكتاب والسنة» واللغة العربية ومنه قوله تعالى: #بقرة 
9 صفراء فاقع لونها تسر الناظرين € [البقرة ‏ 14] (هذا) [أي] الوقت (يومك) أي زمانك 


0 المحمود (الذي كنت توعد) أي به فى الدنيا قال تعالى: هذا ماوعد الرحمن وصدق 


7 
0 


a 


0 المرسلون » [يس - ؟5] (فيقول) أي المؤمن (له من أنت) حيث آنست الغريب وبشرت بالخير 
العجيب قال الطيبي لما سره بالبشارة قال له إني لا أعرفك من أنت حتى أجازيك بالثناء 
0 والمدح» ثم قال وقوله من أنت متضمن معنى المدح مجملاً وفيه نظر إلا أن يقال إنه بمعونة 


المقام وقرينة الحال ثم قال والفاء (في فوجهك) لتعقيب البيان بالمجمل على عكس قول 


ا 


الشقي» للملك من أنت (الوجه) أي وجهك هو الكامل في الحسن والجمال والنهاية في الكمال 


م وحق لمثل هذا الوجه أن يجيء بالخير ويبشر بمثل هذه البشارة وقوله (يجيء بالخير) جملة 





0 استئنافية وقيل العام 00 مقدر أي وجهك الوجه الذي يجيء بالخير (فيقول) أي المصوّر 
:| بصورة الرجل (أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة» رب أقم الساعة) التكرار للالحاح 
() في الدعاء (حتى أرجع إلى أهلي) أي من الحور العين والخدم (ومالي) يحتمل أن تكون ما 
7 موصولة أي مالي من القصور والبساتين» وغيرهما من حسن المآل ومما يطلق عليه اسم المال 
!| أو المراد بالأهل”" أقاربه من المؤمنين» وبما لي ما يشمل الحور والقصور قال الفقيه أبو الليث 
| يعني إلى الجنة وقال الطيبي: لعله عبارة عن طلب احيائه لكي يرجع إلى الدنياء ويزيد في 
۶ العمل الصالح والانفاق في سبيل اله حتى يزيد ثواباً ويرفع في درجاته. اه. وتبعه ابن حجر 
0 وفيه أن حمل الساعة على غير القيامة في غاية من الغرابة وقال ميرك : الأصوب أن يقال طلب 
۶ إقامة القيامة لكي يصل إلى ما أعد له من الثواب» والدرجات ويؤيده ما ذكر في الكافر حكاية 
| عنه رب لا تقم الساعة لكي يهرب به عما يعد له من العقاب» (قال) يعني النبي ب وهذا 
)١( 01‏ في المخطوطة «يشرو'. (؟) في المخطوطة «الوصول». 


EES‏ د اله E‏ و ل RES‏ جو ل ابد ES a‏ د يمي سك يايو مر يا 








ال 
«وإِنّ العَبدَ الكافرٌ إذا كان في انقطاع من الدنياء وإقبالٍ منّ الآخرةء نز إليهِ منّ السماء ١‏ 
ملائكةٌ سُودٌ الوُجووء معهُم المُسوحٌ» فيجلسونّ منه مد البَصرء يجي جلك اتر "١‏ 
حتى يجلس عند رأسه» فيقول يها الس الحُبيثة! اخرجي إلى سُخط من الل قال :| 
١فتفرّقُ‏ في جسدِه» فينتزٍعها كما يرع السّفُودُ منَ الصوف المبلولِء فيأخُذّها. فإذا أخدها ل 
يَدعُوها في يده طرفة عين» حتى يجعَلوها في تلك المسوح؛ وتخرّجٌ منها كأنْتنٍ ري جيف 
وُجِدتُ على وجه الأرض» فيصعدُونَ بهاء فلا يُمِرَونَ بها على ملا منّ الملائكةء إا قالوا: > 
ما هذا الرُوحٌ الخَبِيتُ؟ فيقولونَ: فُلانُ ابن فلان» بأقبح أسمائه التي كان يسمّى بها ١‏ 









موجود في النسخ كلها وفي الروايات جميعهاء لأنه أول القصة الثانية» (وإن العبد الكافر ا ٠‏ 
كان في انقطاع من الدنياء وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة) أي من ملائكة العذاب ٠‏ 5 
(سود الوجوه) إظهاراً للغضب بما يناسب عملهء أو انعكاساً من قبله (معهم المسوح) جمع 

المسح بالكسر وهو اللباس الخشن (فيجلسون منه مد البصر) انتظار الخروج روحه ا 
ملك الموت» حتى يجلس عند رأسه فيقول أبتها النفس الخبيثة) أي خبيثة الخصال غير مرضية ٠‏ 
الأعمال (اخرجي إلى سخط من الله) أي إلى آثار غضب اش من أنواع عقابه (قال) أي النبي ٤‏ 
َة (فتفرق) بحذف إحدى التاءين أي الروح (في جسده) قال الطيبي : أي كراهة الخروج إلى ا 
يتسخن عينه من العذاب الأليم» كما أن روح المؤمن تخرج وتسيل كما تسيل القطرة من السقاء ل 
فرحا إلى ما تقر" به عينه من الكرامة . اه. . وتسخين العين كناية عن الخوف كما أن قرة العين ٠‏ 
عبارة عن السرورء ولذا قالوا دمع الحزن حار ودمع الفرح بارد (فينتزعها) أي ملك الموت|” 
یستخرج روحه بعنف وشدة ومعالجة (كما ينزع) بالبناء للمجهول في رواية كما ينتزع (السفوه ٠|‏ 
كتنور أي الشوك أو الحديدةء التي يشوى بها اللحم. (من الصوف المبلول) قال الطيبي : شبه| ^ 
نزع روح الكافر من أقصى عروقه بحيث يصحبه العروق كما قال في الرواية الأخرى: ١‏ دت 
نفسه مع العروق بنزع السفود وهو الحديدة التي يشوى بها اللحى » فيبقى معها بقية من ا٠‏ 
المحروق فيستصحب عند الجذب شيتاً من ذلك الصوف مع قرّة وشدة وبعكسه شبه خروج و 
روح المؤمن من جسدهء بترشح الماء وسيلانه من القربة المملوءة ماء مع سهولة ولطف ٠:.‏ 
(فيأخذها) أي ملك الموت (فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين) أي مبادرة إلى 7 
(حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج) بالتذكير والتأنيث (منها) أي من روح الكافر عشم 
خروجها من جسده (كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها) افتضاحاً لها 
وإظهاراً لرداءتها (فلا يمرون بها على ملا من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيث فيقولون ٠‏ 
فلان [ابن فلان] بأقبح أسمائه) أي يذكرونه بأشنع أوصافه (التي كان يسمى) وفي نسخة كانوا أي 
أهل السماء يسمون أي يسمونه وفي نسخة السيد بفتح الميم فالضمير أن لي الكافر (بها) أ 








0 في الخخطوطة البقر). 3 





كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 














: في الدنياء حتى يُنتهى به إلى السماء الدنياء فيستفتځ له» فلا يفت له»» ثم قرأ رسول الله 
| يكلله: طلا فح لهُمْ أبْواب السّماءٍ ولا ذخلون الجنة حتى يلج الجَمَل في سَمْ الخياط » 
١‏ «فيقولٌ الله عر وجلّ: اكثبوا كتابّه في سجين» في الأرض السفلى» فتُطرَحُ رُوحُه طزحا» ثم 
قرأ: «ومن يُشْرِكُ بالل فكائما خر من السّماء فتَحطَفْهُ الطيرُ أو تهوي به الرّبحُ في مَكانٍ 
(٤‏ سَحِيق © «فتٌعاد روځه في جسدهء ويأنيه ملكان» فيُجلِسانهء فيقولان له: مَنْ رَيْك؟ 

١‏ بتلك الأسماء (في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا) أي القربى (فيستفتح له فلا يفتح له 
0 ثم قرأ رسول الله ككلة) أي استشهاداً على ذلك (قوله تعالى) #الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا 
0 عنها» «لا تفتح * بالتأنيث مع التشديد قراءة الجمهورء ومع التخفيف قراءة البصري وبالتذكير 
6 والتخفيف قراءة حمزة والكسائي (لهم) أي للكفار «أبواب السماء € أي شيء منها ولا 


يدخلون الجنة حتى يلج € أي يدخل «الجمل في سم الخياط 4''' أي خرقه وثقبه قال 
الطيبي: سم الأبرة مثل في ضيق المسلك والجمل مثل في عظم الجرم فهو تعليق بالمحال. 
7 اه. وذلك بأن دخول ذلك الجرم العظيم مع بقائه على عظمته في ذلك الخرق الضيق جدا مع 
1 بقائه على ضيقه محال عقلاً قال ابن حجر : فكذلك دخولهم الجنة محال لذلك. اه. وهو غير 
٣‏ صحيح لأن دخولهم الجنة ليس محالاً لذاته إنما هو محال لغيره وهو أن الله تعالى أخبر أنه (أنه 
لا يغفر أن يشرك به) ولا يدخل الكافر الجنة أبداً وأما العقل فيجوّزه لولا النقل نعم العقل 
الكامل أيضاء لا يجوّز التسوية بين المؤمن» والكافر ولذا ذم الله تعالى الكفار بقوله تعالى: «أم 
1 حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات # [الجاثية ‏ ١؟]‏ 
:| الآية وبقوله عر وجل : «أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم 


7 نجعل المتقين كالفجار ) [ص - 18] (فيقول الله عر وجل اكتبوا كتابه في سجين) قيل: هو 
6 موضع فيه كتاب الفجارء من قعر النار (في الأرض) حال لازمة أو بدل باعادة الجار بدل كل 
0 من بعض (السفلى) أي السابعة وفيه إشارة إلى محل جهنم وهو الأشهر من خلاف طويل فيه 
7 لكن قال بعض المحققين: الجامعين بين المعقول والمنقول لم يصح في ذلك شيء فينبغي لنا 
7 الإمساك عنه. (فتطرح) أي ترمى (روحه طرحاً) أي رفا شدي د٩‏ 3 قرأ رسول الله كلِِ) أي 


7 اعتضاداً للمبالغة (#ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي)) أو للتنويع 
7 أو للتخبير في التمثيل أي ترمي (به الربح في مكان سحيق) أي بعيد أو عميق قال الطيبي : أي 
8 عصفت به الريح أي هوت به في بعض المطارح البعيدة وهذا استشهاد مجرد لقوله وَكلو: في 
ا سجين في الأرض السفلى» فتطرح روحه طرحاً لا أنه بيان لحال الكافر حينئذ لأنه شبه في الآية 
ا 








6 من يشرك بالله بالساقط من السماءء والأهواء التي توزع أفكاره بالطير المختطفةء والشيطان 

14 الذي يغويه ويطرح به في وادي الضلالة بالريح الذي هو يهوي بما عصف به في بعض 
المهاوي لمتلفة» (فتعاد روحه) في جسده (ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك 

)١(‏ سورة الأعراف ‏ آية رقم (؟) فى المخطوطة «بشدةا. 

ESR EN RY 2 ص معو سس ررح ع سح رت انول امت بار باب ا‎ SN TOES VSN 


كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت ۹۷ 





فيقول: هاه هاة» لا أذري. فيقولان له : ما ديئك؟ فيقولٌ: هاه هاذء لا أدري . فيقولان له: ما 
هذا الوّجلُ الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولٌ: هاه هاه لا أذري. فيُنادي مُنادٍ منَ السماء: ان كذَّبَء 
فأفرشوهٌ منّ النَارِء وافتّحوا له باباً إلى النارء فيأتيه منْ حرّها وسَمومِهاء ويضيقٌ عليه قبرُه حتى 
تختلفٌ فيه أضلاعُه» ويأتيه رجلّ قبيح الوّجهء قبيح الثياب» مُنتنُ الرّيح» فيقول : أَبْشِرْ بالذي 
وود هذا يرثك الدى كفت توعد فر مز ا مرسوك الفح ردي بالك 
فيقولٌ: أنا عملّك الحَبِيتُ . فيقولٌ: ربٌ! لا ثُقِم السّاعةً». وفي رواية نحوه وزاد فيه : «إذا 


حرج روخه 





فيقول هاه هاه) بسكون الهاء الأخير فيهما وهو كلام المبهوت» المتحير في الجواب ولذا 
صرح وقال: (لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان) أي له كما 
في نسخة (ما هذا الرجل الذي بعث فيكم) أي أرسل إليكم (فيقول هاه هاه لا أدري 
فينادي مناد من السماء أن كذب) أي كذب في نفي الدراية عنه مطلقاً بل عرف الله 
وأشرك به» وتبين له الدين» وما تدين به ويرك رسال النبئّ بالمعجزات عنده وما 
أطاعه أو الكذب باعتبار أن معنى لا أدري لم يكن لي قابلية كوانة بالأمور المذكورة» 
وهذا كذب محض منهم فإنهم تركوا هذا العلم باختيارهم» والله أعلم (فافرشوه من النار) 
وفي رواية السيوطي والبسوه من النار. (وافتحوا له باباً إلى النارء فيأتيه من حرها) أي 
يأتيه بعض حرها في قبره وأما تمامه ففي الآخرة قال تعالى: #ولعذاب الآخرة أشد 
وأبقى ) [طه  ]١77‏ وقال عر وجلّ: #ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد 
العذاب € [غافر ‏ 157 وأما قول ابن حجر فيأتيه عذاب عظيم» فتقدير من غير تحرير 
وتقرير (وسمومها) أي شدة حرارتها وظاهر المقابلة أن سمومها ممزوج بالنتن والعفونة 
(ويضيق) بالتشديد (عليه قبره حتى تختلف فيه) أي في قبره أو في بدنه (أضلاعه) أي 
عظام جنبيه وأما ضغطة القبر لبعض المؤمنين» بل الأكابر الموحدين كسعد ابن معاذ سيد 
الأنصار الذي حمل جنازته سبعون ألف ملك واهتز لموته عرش الرحمن فإنما هو ضمة 
للأرض كمعانقة الأم المشتاقة لولدهاء وأما قول ابن حجر أي دائماً أو غالباً وأن الجمع 
بين الضيق والضم من خصائص الكفار فعن التحقيق بعيد وبالنسبة إلى الأكابر غير سديد 
والله الموفق. (ويأتيه رجل) أي له (قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر 
بالذي يسوؤك هذا يومك) أي اليوم (الذي كنت توعد) أي في الدنيا كما مر (فيقول من 
أنت فوجهك الوجه) أي الكامل في القبح (يجيء بالشر) وفي رواية الذي يجيء بالشر 
(فيقول أنا عملك الخبيث) أي المركب من خبث"'' عقائدك» وأعمالك وأخلاقك 
فالمعاني تتجسد وتتصوّر في قوالب المباني (فيقول رب لا تقم الساعة» وفي رواية نحوه) 
أي معنى هذا اللفظ (وزاد) أي الراوي (فيه) أي في نحوه (إذا خرج روحه) أي روح المؤمن 


)١(‏ في المخطوطة «خبيئة). 


3 مه كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 
د عليه كر مل م اا ا ف وک سنك اا و امات 
ا ,ع ر 2 #شاعهم و ر ا رد ر 

- السماءء ليس من آهل باب إلا وهم يدعون الله أن يُعرَّجَ بروجه مِنْ قبّلهم. وتنزع نفسه‎ ٠ 
يعني الكافرٌ  مع العُروق» فيلعئه كل ملكِ بين السَّماءِ والأرض» وكل ملك في السَّماءِء‎ 0 


“| وعلق أبوابٌ السّماءِ ليس من أهل باب إلا وهُم يذعود الله أنْ لا يُعرج روحه من قِبَلهِمْ؛. 


)١151( 1 2‏ وعن عبد الرّحمن بن كعب» عن أبيه قال: لما حط رَتْ كعباً الوفاةٌ 
١‏ تنه ام بشر بنتٌ البَراءِ بن مَعروّرء فقالتٌ: يا أبا 

SS 
(صلى عليه) أي دعا له (كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء) أريد بها‎ | 
الجنس (وفتحت) بالتخفيف ويشدد أي له كما فى أ دام (أبواب السماء ليس من آهل‎ 6 


١‏ يعرج الملائكة به»ءويصح كونه بناء للفاعل أي يعرج الله أي يأمر بعروجه (من قبلهم) 
) بكسر القاف وفتح الباء أي من جهتهم أي ليتبركوا به ويتشرفوا بمشايعته» وناهيك بهذا 












| تشريفاً وتعظيماً وجزاء وتكريماً. (وتنزع) بصيغة المجهول (نفسه) أي روحه (يعني الكافر 
| مع العروق) إشارة إلى كراهة خروجه» وشدة الجذب في نزع روحه» وكمال تعلقه بجيفة 


بدنه (فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض» وكل ملك في السماء) أي سماء الدنيا 
(وتغلق) أي دونه (أبواب السماء) أي جميعها (ليس من أهل باب) أي من أبواب سماء 
الدنيا وأما ما وقع في أصل ابن حجر من آهل سماء فسهو قلم (إلا وهم يدعون الله أن 
لا يعرج روحه) بصيغة المجهول ويصح أن يكون للفاعل أي أن لا يصعد روحه (من 
قبلهم) كراهة لظاهره وباطنه وأما قول ابن حجرء ومر في المؤمن بروحه والفرق واضح 
فليس بظاهر إلا من جهة المعنى دون طريقة المبنى إلا إذا صحت الرواية بالبناء للفاعل 
فيكون إشارة إلى وحدته وفي المؤمن إيماء إلى جمع من الملائكة في صحبتهء (رواه 


Re aa‏ لا مهلو 


FERE N TERE N ETRE N HRN 


م أحمد) قال ميرك : وهو حديث حسن وقال السيوطى : ورواة أبو داود في سننه والحاكم 
0 في مستدركه» وابن أبي شيبة في مصنفه» والبيهقي في كتاب عذاب القبر والطيالسي وعبد 


في مسنديهما وهناد بن السري في الزهد وابن جرير وابن أن حاتم وغيره من طرق 
0 أه. وأراد بقوله عبد عبد بن حميد أوّل من كتب ی التفسير . 


م 


١‏ (وعن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه) قال الطيبي: هو كعب بن عمرو بن عوف 
المازني الأنصاري شهد بدراً (قال) أي عبد الرحمن (لما حضرت كعباً الوفاة أتته) أي كعباً (أم 
بشر بنت البراء بن معرور) أنصاري خزرجي أول من بايع ليلة العقبة الثانية» قبل قدوم النبيّ يا 
المدينة بشهر ومعرور بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى. (فقالت يا أبا 


(۱) ذكره في كنز العمال 1۲۷/۱١‏ حديث رقم 0 


ا وفك ل يك جيل SG‏ جهو 7/ ب انو بن جك موه كل بين بلطي سك TOS N‏ يا عو رب بحا 


الحديث رقم ۱۹۳۱ : أخرجه ابن ماجه ٤11/١‏ حديث رقم .٠٤٤۹‏ 


230101110101111 + EREN TERE N FERD N ChE N CERRO N TRE CFS ا ل‎ 


ian 


۹۹ ا ا کک‎ Bi 


عبدِ الرّحمن! إِنْ لقيتَ فُلاناً فاقرَأً عليه مني السّلامَ. فقالَ: عفر اللَّهُ لكِ يا أمّ بشر! ا 
أشغلٌ من ذلك فقالث: يا أبا عبدِ الرّحمن! أذا شعت وسول الله كله تقول : إن أرواخ 2 
المؤمنين في طير ضر تعلق بشجر الجنّةه؟ قال: بَلى. قالث: فهو ذاك. رواه ابنُ ماجهء 
والبيهقىُ فى كتاب «البعث وَالنُشور). 

عبد الرحمن) كنية كعب (إن لقيت) أي بعد موتك (فلاناً) أي روحه الظاهر أنها تعني ا 
أباها ل رأيت ما يدل 0 أن 2 به ولدها يشر وغو ما س ابن أبي | الدنيا ' 
48 اله لا يزال الهالك لك من بني مل فهل تتعارق الموتى فاا إلى ؛ بشر ر 
بالسلام» قال: نعم والذي نفسي بيده أنهم يتعارفون كما يتعارف الطير في رؤوس ١‏ 





الأشجارء وكان لا يهلك هالك من بني سلمة إلا جاءته أم بشر فقالت يا فلان عليك ١‏ 
السلام فيقول وعليك فتقول اقرأ على بشر مني السلام. (فاقرأ عليه السلام) وفي رواية ل 
فاقرئه مني السلام (فقال) أي لها كما في رواية (غفر الله لك يا أم بشر نحن أشغل من ا 
ذلك فقالت: يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول الله له يقول إن أرواح المؤمنين في. ا 
طير خضر) قال الطيبي: جواب عن. اعتذاره بقوله نحن أشغل أي لست“ ممن يشتغل ا 
عما كلفتك بل أنت ممن قال: فيه رسول الله : كيت وكيت (تعلق) بضم اللام 0 
(بشجر الجنة) أي تتعلق بأشجارها وتمتع بأثمارهاء وفي حديث أن أرواح المؤمنين في |؛ 


me 


حواصل طير خضر ترعى في الجنة» وتأكل من ثمارها وتشرب من مياهها وتأوي إلى 
قناديل من ذهب» تحت العرش 7 قال القرطبي : وذهب بعض العلماء إلى أن أرواح 
المؤمنين كلهم في الجنة» يعني أنه غير مختص بالشهداء ولذلك سميت جنة المأوى» 
لأنها تأوي إليها الأرواح» وهي تحت العرش فيتنعمون بنعيمهاء ويشمون بطيب ريحها 
قال الطيبي: الجوهري: علقت الابل العضاة تعلق بالضمء إذا تشبثتها وتناولتها بأفواههاء 


ا 


ا ع لصيو روسو بر ميج ع 











١ 

ومنه الحديث أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ورق الجنة. اه. كلامه 0 
ولعل الظاهر أن يقال تعلق من شجر الجنة وتعديته بالباء تفيد الاتصال لعله كنى به عن إل 
الأكل لأنها إذا اتصلت بشجر الجنة» وتشبشت بها أكلت من ثمرها قال النووي: وفيه أن | 
الجنة مخلوقة موجودة وهو مذهب أهل السنة» وقال القاضي عياض: وفيه أن الأرواح | 
باقية لا تفنى فينعم المحسن ويعذب المسيءء وقد جاء به القرآن والآثار. اه. وفي |؛ 
رؤاية فقالت: أما سمعت رسول الله ية يقول إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة حيث إإإ 
شاءت ونسمة الكافر في سجين (قال بلى قالت فهو ذاك) وفي نسخة فهو ذلك (رواه ابن | 
ماجه والبيهقي في كتاب البعث والنشور) قال السيوطي والطبراني بسند حسن. 0 
1 

دلق في | لمخطوطة «ليس». 1 
AEN‏ 0 ا اوعدي ني ا رقو ا 1111011111118 ا ل 





۰ كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت 


۲ _ (۱۷) وعنه» عن أبيه» أنه كان يُحدتٌ أن رسول الله ية قال : «إنّما نّسمة 
الوم طب لان إن اشر ال حتى يرجعّه اللّهُ في جسده يوم يبعنه؛. روآه مالك 
والنّسائىٌُ» والبيهقيٌ فى كتاب «البعث والنشور». 


7 (وعنه) أي عن عبد الرحمن (عن أبيه) أي كعب (إنه كان يحدث أن رسول الله 
يك قال: إنما نسمة المؤمن) قال النووي: النسمة تطلق على ذات الإنسان جسماً وروحاً على 
الروح مفردة وهو المراد: هنا لقوله حتى يرجعه الله في جسده. (طير) وفي رواية طائر قال 
الطيبي : وفي رواية في جوف طير خضرء وفي أخرى كطير خضر وفي أخرى بحواصل طير 
وفي أخرى في صورة طير بيض . قال القاضي عياض : والأشبه أو الأصح قول من قال: طيراً 
أو صورة طير» وهو الأكثر لا سيما مع قوله َيه في حديث ابن مسعود وتأوي إلى قناديل تحت 
العرش”» وليس هذا بمستبعد إذ ليس للأقيسة والعقول فيه حكم ومجال فإذا أراد الله» أن 
يجعل من ذلك شيئاً قال له كن فيكون. وقيل: إن المنعم والمعذب جزء من البدن» يبقي فيه 
الروح فهو الذي يؤلم» ويعذب ويتلذذ وينعم» ويقول رب ارجعون ويسرح من“ شجر الجنة 
في جوف طيرء أو في صورته وفي قناديل تحت العرش» كل ذلك غير مستحيل في قدرة الله 
تعالى وقيل: المراد من نسمة المؤمن أرواح الشهداء لأن هذا صفتهم لقوله تعالى: ولا 
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون 4 [آل عمران  ]١59‏ أما 
غيرهم فإنما يعرض عليه مقعده بالغدوة والعشي» وقيل: بل المراد جميع المؤمنين الذين 
يدخلون الجنة بغير عذاب» لعموم الحديث (تعلق) بالتأنيث والتذكير قال السيوطي: تعلق بضم 
اللام أي تأكل العلقة بضم المهملة وهي ما يتبلغ به من العيش أي تسرح. (في شجر الجنة حتى 
يرجعه الله في جسده) أي يرده إليه ردّاً كاملاً في بدنه (يوم يبعثه رواه مالك والنسائي والبيهقي» 
في كتاب البعث والنشور) قال السيوطي : والنسائي بسند صحيح» ورواه الترمذي بلفظ أن 
أرواح الشهداء» في طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة”". وقال القرطبي: في 
حديث كعب نسمة المؤمن» طائر يدل على أن نفسها يكون طائراً أي على صورته لا أنها تكون 
فيه؛ ويكون الطائر ظرفاً لها وكذا في رواية عن ابن مسعود عند ابن ماجه أرواح الشهداء عند 
لله» كطير خضر”““ وفي لفظ عن ابن عباس تحوّل في طير خضر ولفظ ابن عمرو في صور طير 
بيض وفي لفظ عن كعب أرواح الشهداء طير خضر قال القرطبي: وهذا كله أصح من رواية 
جوف طير. وقال القابسي: أنكر العلماء رواية في حواصل طير خضرهء لأنها حينئذ تكون 


الحديث رقم ٠١١۲‏ : أخرجه النسائي في السئن ٠١8/4‏ حديث رقم .7١7/‏ وابن ماجه ۱٤۲۸/۲‏ حديث 
رقم .١‏ ومالك في الموطأ ١1٠/١‏ حديث رقم 44 من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند ”/ 
6 

)00( أخرجه مسلم في صحيحه ١6١7/7‏ حديث رقم /1841. 

.)11141( في. المخطوطة «في». (*) راجع الحديث رقم‎ )۲( ١ 

(4) أبو داود قي الستن. 


كتاب الجنائز/ باب ما يقال عند من حضره الموت ۱۰1۹ 


۴ وعن محمد ينا المتكدنء قال: دحل على جاب بن عبد الله وهو 
يموتُ» فقلتٌ: اقرا على رسول الله ية السَّلامَ . رواه ابن ماجه. 


محصورة مضيقاً عليها ورد بأن الرواية ثابتة والتأويل محتمل لأنه لا مانع من أن تكون في 
الأجواف. حقيقة ويوسعها الله لها حتى تكون أوسع من الفضاء كذا نقله السيوطي في شرح 
الصدور» وعندي أن هذا الايراد من أصله ساقط لأن التضييق والانحصار لا يتصوّر في 
الروح» وإنما يكون في الجسد والروح إذا كانت لطيفة يتبعها الجسد في اللطافة فتسير 
بجسدهاء حيث شاءت وتتمتع بما شاءت وتأوي إلى ما شاء الله لهاء كما وقع لنبينا لاز 
في المعراج ولا تباعد من الأولياء حيث طويت لهم الأرض وحصل لهم أبدان مكتسبة 
متعددة وجدوها في أماكن مختلفة في آن واحدء والله على كل شيء قدير وهذا في هذا 
العالم المبنى على الأمر العادي»ء غالباً فكيف وأمر الروح وأحوال الآخرة كلها مبنية على 
خوارق العادات وإنما ركب للأرواح أبدان لطيفة عارية بدلاً عن أجسادهم الكثيفة"“ مدة 
البرزخ وسيلة لتمتع الأرواح باللذات الحسية من الأكل والشرب» وغيرهما ليقع النعيم على 
الوجه الأكمل وعلى طبق الحال الأول وليس المراد أن أرواح المؤمنين في أجواف طيرء 
أحياء بأرواح أخر حتى يلزم منه محذور عقلي» وهو كون الروحين في جسد واحد وقال 
ابن دحية في التنوير. قال قوم من المتكلمين: هذه رواية منكرة وقالوا: لا يكون روحان 
في جسد واحدء. وإن ذلك محال وقولهم جهل بالحقائق واعتراض على السنة الثابتة» فإن 
معنى الكلام بين فإن روح الشهيد الذي كان في جوف جسده في الدنيا يجعل في جوف 
جسد آخر كأنه صورة طائر فيكون في هذا الجسد الآخر كان في الأول وذلك مدة البرزخ 
إلى أن يبعثه الله يوم القيامة» كما خلقه وإنما الذي يستحيل في العقل قيام حياتين بجوهر 
واحد فيحيا الجوهر بهما جميعاً. وأما روحان جسد فليس بمحال إذ لم تتداخل الأجسام 
فهذا الجنين في بطن أمه وروحه» غير روحها وقد اشتمل عليهما جسد واحد وهذا أن لو 
قيل: لهم أن الطائر له روح غير روح الشهيد» وهما في جسد واحد فكيف وإنما قيل في 
أجواف طير خضر أي فى صورة طير كما تقول رأيت ملكا فى صورة إنسان وهذا فى غاية 
الان واف المستعاوة ` : 1 
۳ - (وعن محمد بن المنكدر) قال المؤلف: تابعى كبير من مشاهير التابعين» 
جمع بين العلم والزهد والعبادة. (قال: دخلت على جابر بن عبد الله) هو وأبوه من أكابر 
الصحابة (وهو يموت) أي فى سياق الموت ونزعه (فقلت: اقرأ على رسول الله يي رواه 
ابن ماجة) قال السيوظي: ‏ وأخرج البخاري: عن خالدة بيت عبد الله بن. أنيس». قالت؛ 
جاءت أم أنيس بنت أبي قتادة» بعد موت أبيها بنصف شهر إلى عبد الله بن أنيس وهو 


(۱) دک السيوطي وهذه الروايات في شرح الصدور الباب التاسع والثلاثون. 
(۲) في المخطوطة «الكثيف». 


الحديث رقم ۱۹۳۳ : أخرجه ابن ماجه فى السئن ٤٦1/١‏ حديث رقم ۱٤٥١‏ . 








1 

8 3 موس + 

)٤( ْ‏ باب غسل الميت وتكفينه 
8 الفصل الأول 


)١( 5‏ وعن أمّ عطية» قالث: دَخْلَ علّينا رسول الله ية وَنحنٌُ تُعْسَلُ ابئته 





أ 
فقال: «اغسلنها ثلاثاً أو حمسا أو أكثرٌ مِنْ ذلك إِنْ رأيئنَ ذلك 
0 مريض فقالت : يا عم اقرا أبي السلام كذا في شرح القدو 2 
0 (باب غسل الميت وتكفينه) 
4 أي آدابهما . 


0 (الفصل الأول) 

















٤‏ 1£ - (عن أم عطية) اسمها نسيبة بضم النون وفتح السين المهملة» وسكون الياء وفتح 
١‏ الباء الموحدة بنت كعب وقيل بنت الحارث الأنصارية» بايعت النبي ية فتمرض المرضى› 
٤‏ وتداوي الجرحى» ذكره المؤلف (قالت: دخل علينا) أي معشر النساء (رسول الله َة ونحن 
نغسل ابنته) قيل : هي زوجة أبي العاص بن الربيع» أكبر أولاده بي توفيت سنة ثمان من 
2 الهجرة» وقيل: : أم كلثوم زوجة عثمان توفيت سنة تسع من الهجرةء وسيأتي تحقيق [ذلك] في 
)| آخر هذا الفصل (فقال: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً) وفي رواية كما سيأتي أو سبعاً أو فيه للترتيب 


دون التخيير » إذ لو حصل النقاء بالأوّل استحب التثليث وكره التجاوز عنه» وإن حصل بالثانية 
أو بالثالئة استحب التخميس وإلا فالتسبيع كذا ذكره القاضي وابن الملك» وغيرهما قال زين 


N iene 


3 
)] العرب: أقول فيه نظر لأن أو هنا تدل على التخيير بين أحد الأمور المذكورة» وما ذكره الشارح 
6 مستفاد من خارج عن الأمر بأحد الأمورء وذلك لا ينفي التخيير (أو أكثر من ذلك) بكسر 
0 الكاف خطاب لمن يتلقى الكلام عنه» وفي نسخة بفتح الكاف على أن المراد خطاب العام أو 


نزلت أم عطية» منزلة لرجل في قيامها بهذا ر (إن رأيتن ذلك) أي الأكثر قال الطيبي : 
خطاب لام عطية» ورأيت من الرأي أي أن احتجتن ن إلى أكثر من ثلاث أو خمس للانقاء لا 
للتشهي فافعلنه. اه. وقوله خطاب لام عطية الظاهر أنه أراد الخطاب في ذلك لأن رأيتن 


ا 
5-5 


a ا‎ TO 





4 
¥ 

2 )1( شرح الصدور ص .٠١‏ 

اا الحديث رقم 154: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .۱۳١‏ حديث رقم 1704. ومسلم في صحيحه ۲/ 


30 


ERS ود‎ 1 


1 حديث رقم 50 .)4۳٩‏ وأبو داود فى السنن ٥٠۳/۳‏ حديث رقم 5,”, والترمذي ”/ 
۳10 حديث رقم .44١٠‏ والنسائي ۲۸/٤‏ حديث رقم .188١‏ وابن ماجه 458/١‏ حديث رقم 
١14‏ ومالك في العرطا 1 متسس ١‏ مذ a‏ وأحمد في المسند .At /o‏ 





SEND ار‎ PS ل و جا يورو‎ ES اتاج ل‎ NIS 


سن ال الس ا جو نم 





و ل ل 


كتاب ا o‏ 





ل مر 








بماء وسدر» واجعلنَ في الآجرة كافوراً أو شيئاً من كافور» فإذا فرعن فآزْنّي). فلمًا فرغنا ا؛ 
ادناه فألقى إلينا حَقَوَهء فقال: «أشعزنها إياه» وفي رواية: «اغسلتها وتراً: ثلاثاً أو خمساً أو 4 
سبعاًء وابدأنٌ بميامنها ومواضع م الوصو مها ات فُضفرّنا شَعرّها 


1 E اج قر لك برعي يي تن دن رن ملت ريسي‎ E 
بالخطاب, ارلا ثم عممن ويمكن أن يكون الخطاب في رأيتن أيضاً لها إما على التعظيم أو إإإ‎ 
تنزيلاً منزلة الجماعة» حيث مدار رأيهن على رأيها والله أعلم. (بماء وسدر) متعلق باغسلنها‎ 
قال القاضي : هذا لا يقتضي استعمال السدر» في جميع الغسلات والمستحب استعماله في‎ 
الكرة الأولى ليزيل الأقذار ويمنع عنه تسارع الفساد ويدفع الهوام قال ابن الهمام الحديث يفيد‎ 
| أن المطلوب المبالغة في التنظيف لا أصل التطهيرء وإلا فالماء كاف فيه ولا شك أن تسخين‎ 
الماء كذلك مما يريد في تحقيق المطلوب» فكان مطلوباً شرعياً وعند الشافعي» لا يغلى قيل:‎ 
قدا بالقزاح أولاً ليل مااعليمن اشر بالقاء' اذل ف قله العاف السو ت بل نطب‎ 
البدن» بعد النظافة بماء الكافور والأولى أن يغسل الأوليان بالسدر كما هو ظاهر» كتاب‎ 
الهداية› وأخرج أبو داود عن ابن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطية يغسل بالسدر مرتين»‎ 
والثالث بالماء والكافور وسنده صحيح”'' (واجعلن في الآخرة) أي المرة الآخرة (كافوراً أو‎ 
شيئاً) شك من الراوي (من كافور) وهو لدفع الهوام (فإذا فرغتن) أي من غسلها (فآذنني) بالمد‎ 
وكسر الذال وتشديد النون الأولى أمر لجماعة النساء من الايذان» وهو الاعلام والنون الأولى‎ 
أصلية ساكنة والثانية ضمير فاعل وهي مفتوحة والثالثة للوقاية نقله ميرك عن الأزهار» ويجوز‎ 
فيه إسكان الهمز وفتح الذال لكن لم نجده في نسخة (فلما فرغتا آذناه) بالمد أي أعلمناه بالفراغ‎ 
(فألقى إلينا حقوه) في النهاية أي إزاره المشدود به خصره والحقو في الأصل معقد الإزار» ثم‎ 
سمي به الإزار لمجاورته (فقال: اشعرنها) أي الميتة (إياه) أي الحقو والخطاب للغاسلات في‎ 
اا اي اكه سارها والشعار الت الى عن لهد لاه ن مزه كاك الطبين* أي‎ 
اجعلن هذا الحقو تحت الأكفان» بحيث يلاصق بشرتها والمراد إيصال البركة إليها. (وفي رواية‎ 
اغسلنها وترا ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً) وظاهر الحديث أنه لا يزاد على السبع» ا رد‎ 
في عدد التطهير وأما قول ابن حجر أو تسعاً وهكذا واقتصر على السبع لأن الغالب النقاء بها بل‎ 
بدونها فمحل بحث» (وابدأن بميامنها) أي من اليد والجنب والرجل (ومواضع الوضوء منها)‎ 
والواو لمطلق الجمع فيقدم مواضع الوضوء المفروضة فلا مضمضة» ولا استنشاق عندنا قال‎ 
ابن الهمام : ل ار ا ء أن يلف الغاسل على أصبعه خرقة يمسح بها أسنانه» ولهاته‎ 
وشفتيه ومنخريه» وعليه عمل الناس اليوم والمختار أن يمسح رأسه ولا يؤخر غسل رجليه من‎ 
الغسل» ولا يقدم غسل يديه بل يبدأ بوجهه بخلاف الجنب لأنه يتطهر بهما والميت يغسل بيد‎ 
ا (وقالت) أم عطية في جملة حديثها (فضفرنا) بالتخفيف (شعرها) بفتح العين وتسكن‎ 


E ريسل روبعل رعسل‎ N E 


ع منص رع 


ب ب ده 


بر #سو يدر مهم 


ما مركي ب ب با برا سك 


> 


.۷۲/۲ فتح القدير ۷۳/۲. (۲) فتح القدير‎ )١( 


IRN ON ARN ON ORRIN 000 





N 


e ر‎ 


r i, 


5-5 


ee 


ا ا ا N‏ 


2 كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 
ئَلانّة قُرون فألقّيناها حَلْمَّها. متفق عليه.. 


(73) وعن عائشة» [ رضى اللَّهُ عنها ] قالث: إل رسول الله ية كُْنَ فى 
ثلاثة أثواب يمانِيّة» بيض سَحوليّة» من كُرسُفٍء ليس فيها قميصٌ ولا عِمامةٌ. 


والضفر فتل الشعر قال الطيبي: من الضفيرة وهي النسج ومنه مضفر الشعرء وإدخال بعضه في 

بعض (ثلاثة قرون) قال ابن الملك: أي أقسام قال الطيبي: لعل المراد بفتل شعرها ثلاثة قرون» . 
مراعاة عادة النساء في ذلك الوقت أو مراعاة سنة عدد الوتر» كسائر الأفعال. (فألقيناها) أي 

الضفائر (خلفها) أي وراء ظهرها. اه. وفي رواية فضفرنا ناصيتها وقرنها ثلاثة قرون وفي 

أخرى فمشطناها ثلاثة قرون» وهو بالتخفيف أيضاً ذكر فى اختلاف الأئمة أن أبا حنيفة قال : 

تترك على حالها من غير تضفير. (متفق عليه) إلا قولها فألقيناها خلفها فإنه للبخاري فقط 

والحديث رواه الأربعة أيضاً قاله ميرك . 

5 (وعن عائشة قالت: إن رسول الله ية كفن في ثلاثة أثواب يمانية) بتخفيف الياء 
(بيض سحولية) بفتح السين وبضم قال ابن الهمام: فتح السين هو المشهور”"' وعن الأزهري 
الضم قرية باليمين وقال النووي: الفتح أشهرء وهو رواية الأكثر في الفائق يروي بفتح السين 
وضمها فالفتح منسوب إلى سحول وهو القصار لأنه يسحلها أي يقصرها أو إلى سحول» وهي 
قرية باليمن وأما الضم وهو جمع سحل فهو الثوب الأبيض النقي» ولا يكون إلا من قطن وفيه 
شذوذ لأنه نسب إلى الجمع وقيل: اسم قرية بالضم أيضاً. (من كرسف) بضم الكاف والسين 
أي من قطن (ليس فيها قميص ولا عمامة) قال في المواهب: الصحيح أن معناه ليس في الكفن 
قميص» أصلاً وقيل: إنه كفن في ثلاثة أثواب خارج عن القميص والعمامة» وترتب على هذا 
اختلافهم في أنه هل يستحب أن يكون في الكفن قميص وعمامة أم لا فقال مالك والشافعي 
وأحمد: يستحب أن تكون”' الثلاثة لفائف» ليس فيها قميص ولا-عمامة وقال الحنفية: 
الأثواب الثلاثة إزار وقميص ولفافة. اه. واستحب بعضهم العمامة وقال النووي: قال أبو 
حنيفة : ومالك : يستحب قميص وعمامة والمعنى ليس القميص والعمامة من جملة الثلاثة» 
وإنهما زائدان فليس بمعنى سوى وهو ضعيف إذ لم يثبت أنه ية كفن في قميص» وعمامة 
قلت: ولم يثبت أنه ما كفن فيهما أيضاً فالمسألة متنازع فيهاء وهذا الحديث محتمل مع أن نسبة 
هذا القول إلى أبي حنيفة غير صحيح» على اطلاقه فإنما استحسن العمامة بعض مشايخنا قال 
[أي النووي] وفي الحديث دليل على أن القميص الذي غسل فيه النبي بيا نزع عنه عند تكفينه» 
لأنه لو لم ينزع لأفسد الأكفان لرطوبته أقول ليس في الحديث دليل بل الدليل أمر عقلي خارج 


الحديث رقم هل ” : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ 1120. حديث رقم 17554. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۹ حديث رقم (15 - .)411١‏ وأبو داود في السنن ٠٠٦/۳‏ حديث رقم ."٠١١‏ والترمذي /٣‏ 
"١‏ حديث رقم 445. والنسائي 6/4 حديث رقم ۱۸۹۸ وابن ماجه 417/١‏ حديث رقم 
4 . ومالك في الموطأ 0١‏ حديث رقم © من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند .٩۳/١‏ 


)١( 32‏ فتح القدير .۷۷/١‏ (۲) في المخطوطة «يكون». 


مر يد 


كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 10 





متفق عليه . 


5 (۳) وعن جابر» قال :قال رول الله اة : «إذا كم أحدُكم أخاهُ فَليْحسِنْ 


کقنه) . رواه مسلم . 


عن الحديث:. قال .ابن الهمام: فإن: حمل على أن المراد أن ليس القميض من هله الغلاثة 
بل خارج عنهاء كما قال مالك: لزم كون السنة أربعة أثواب » وهو مردود بما في البخاري 

عن أبي بكر قال: لعائشة في كم ثوب كفن رسول الله اة فقالت في ثلاثة أثواب» وإن 
عورض بما رواه ابن عدي في الكامل عن جابر بن سمرة قال: كُفْنّ النبي بي في ثلاثة 
أثواب قميص وإزار ولفافة» فهو ضعيف وما رواه محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن 
حماد بن أبي سليمان عن إبرا هيم النخعي إن النبي كل كفن في حلة يمانية» وقميص مرسل 
ا ag‏ 
حديث عائشة بحديث القميص» بسبب تعدد طرقه منها الطريقان اللذان ذكرنا وما أخرج 
عبد الرزاق عن الحسن البصري» نحوه مرسلاً وما روي أبو داود عن ابن عباس قال: كفن 
رسول الله يي في ثلاثة أثواب قميصهء الذي مات فيه وحلة نجرانية» وهو مضعف بيزيد 
بن زياد ثم يرجح بعد المعادلة بأن الحال في تكفينه أكشف للرجال ثم البحث وإلا ففيه 
تأمل وقد ذكروا أنه عليه الصلاة والسلام غسل في قميصه. الذي توفي فيه فكيف يلبسونه 
الأكفان فوقه وفيه بللها والله سبحانه أعلم ٠‏ أقول يمكن أن يقال: بتعدد قميصه َو ففسخ 
أحدهما عند الغسل وغسل بالآخرة ثم كُفْنَّ في اليابس ويؤيده ما سيأتي أنه يه جعل 
قميصه كفناً لعبد الله بن أ قال: والحلة في عرفهم مجموع ثوبين إزار ورداءء ولیس في 
الكفن عمامة عندنا واستحسنها بعضهم لما روي عن ابن عمر أنه كان يعممه ويجعل العذبة 
على وجهه (متفق عليه) قال ابن الهمام: رواه أصحاب الكتب الستة" . 





5 (وعن جابر قال: قال 0 الله ككلهِ: إذا كفن أحدكم أخاه. فليحسن) 
بالتشديد ويخفف (كفنه) في شرح السنة أي فليختر من الثياب أنظفهاء وأتمها وأبيضها على 
ما روته الستة تة ولم يرد به ما يفعله المبذرون أشر أو رياء وسمعة لما سيأتي عن علي رضي 
الله عنه قال التوربشتي: وما يؤثره المبذرون من الثياب الرفيعة منهي عنه بأصل الشرع» 
اام اجات . (رواه مسلم) وروي ابن عدي احسنوا أكفان موتاكم. فإنهم يتزاورون في 
فبورهم 0 . 





)١(‏ فتح القدير ؟/لالا. (۲) فتح القدير ؟/ لالا. 

الحديث رقم :١١١‏ أخرجه مسلم في صحيحه 5 حديث رقم  14(‏ 447). وأبو داود في السئن 
/ممه حديث رقم .۳۱٤۸‏ والترمذي ۳/ 7٠١‏ حديث رقم 446. وابن ماجه ٤۷۳/۱‏ حديث 
رقم 1414. والنسائي في السنن ٤‏ حديث رقم .٥‏ وأحمد في المسند ۳/ ۲۹۵. 


(۳) عزاه في كنز العمال 014/15 حديث رقم 45707. إلى الديلمي وليس لابن عدي. 









6.65 كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 





۷ (1) وعن عبدٍ الله بن عبّاس» قال: إِنَّ رجلا كانَ مع النبي بيا مُوقصنْهُ ناقتة 


وهو مُحرمٌ فمات» فقال رسول الله ية : «اغسِلوه بماءِ وسدر» وكقنوهٌ في ثوبيه» ولا تمَسُوه 





77 (وعن عبد الله بن عباس قال: إن رجلاً كان مع النبي بي فوقصته ناقته) الوقص 
كسر العنق أي أسقطته فاندق عنقه. (وهو محرم فمات) قال الحافظ ابن حجر: يعني العسقلاني 
وكان وقوع المجرم المذكور عند الصخرات» من عرفة ذكره ذ فى المواهب (فقال رسول الله مد : 
اغسلوه بماء وسدر» وكفئوه في ثوبيه) وفي لفظ في ثوبين وكذا في نسخة أي إزاره وردائه 
اللذين لبسهما في الإحرام استدل به على أن كفن الكفاية ثوبان قال ابن الهمام: كفن الكفاية 
أقل ما يجوز عند الاختيار» وفي حال الضرورة بحسب ما ي بوج اهيا وحمل 'الحديت على 
حال الضرورة» خلاف الظاهر قال صاحب الهداية : وإن اقتصر على ثوبين جاز قال ابن الهمام : 
لما روي عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال أبو بكر : لثوبيه 
اللذين كان يمرض فيهما اغسلوهما وكفنوني فيهما فقالت عائشة : ألا نشتري لك جديداً؟ قال: 
لا الحيّ أحوج إلى الجديد من الميت» وزاد في رواية إنما هو للمهلة”" ردي يكليث العم 
صديد الميت وفي الفروع الغسيل والجديد سواء في الكفنء ذكره في التحفة. ثم قال ابن 
الهمام: عند قول صاحب الهداية والإزار من القرن إلى القدم» E‏ إن 
اللفافة من القرن إلى القدم» وأما كون الإزار كذلك فلا أعلم وجه مخالفة إزار الميت إزار الحي 
من السنة» وقد قال عليه الصلاة والسلام: في ذلك المحرم» كفنوه ه في ثوبيه وهما و إحرامه 
إزاره ورداؤه ومعلوم أن إزاره من الحقو وكذا حديث أم عطية وقيل: الصواب ليلى بنت قائف 
قالت: كنت فيمن يغسل آم كلثوم بنت رسول الله كَل فكان أوّل ما أعطانا الحقاء ثم الدرع ثم 
الخمار ثم الملحفة ثم أدرجت بعد في الثوب الآخر رواه أبو داود وروي حقوه في حديث غسل 
زينب وهذا ظاهر في أن إزار الميت كإزار الحيّ من الحقوء فيجب كونه في المذكر كذلك لعدم 
الفرق في هذا وقد حسنه النووي وإن أعله ابن القطان لجهالة بعض الرواة وفيه نظر إذ لا مانع 
من حضور أم عطية غسل أم كلثوم بعد زينب وقول المنذري أم كلثوم ثُوفيث وهو عليه الصلاة 
والسلام غائب معارض بقول ابن الأثير في كتاب الصحابة إنها ماتت سنة تسع» بعد زينب بسنة 
وصلى عليها عليه الصلاة والسلام ويشده ما روي ابن ماجه عن أم عطية قالت: دخل علينا 
رسول الله يك ونحن نغسل ابنته أم كلثوم» فقال اغسلنها الحديث كما ذكر في أوَّلَ الباب وهذا 
فة مک وما في عملم مز وه ستل .ذلك في رييب لأ جات لارا ولا تسوه من 


الحديث رقم ۱١۳۷‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ۱۳۷/۳ حديث رقم ٠١١۷‏ . ومسلم في صحيحه ۲/ 
06 حديث رقم 4 - .)١705‏ والترمذي في السنن 7877/7 حديث رقم .40١‏ والنسائي ۳۹/٤‏ 
حديث رقم ٠٤‏ ۰. وابن ماجه ۰۳۰/۲ ا ی ر كانه .”٠‏ والدارمي ۲ حديث رقم 
۲. وأحمد في المسند .۲٠١/۱‏ 

(۱) فتح القدير 8/7. (۲) فتح القدير المصدر السابق. 

)۳( فتح القدير ذف 











ع مت مد م م ا م ا ا 


كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه ۷ 





بطيب» ولا تُحْمّروا رأْسَّهُ؛ فإنّه يُبِعَتُ يوم القيامة مُلبَيا». متفقٌ عليه . 


وستدلكة حدييف خاب فنا مضع د: فى «باب جامع المناقس» إن شاء الله 
sS‏ 2 اين حمير فى "زات 0 3 ءِ 


5526 


)٩(_ ۸‏ عن ابن عبّاس» قال : قال رسول الله ا: «البسُوا من 


: 5 ا 
الفصل الثاني 5 
ا 
ا 
أ 





الس وروي ن الأمسامن (بطيب) قال ميرك: كذا في جميع النسخ الحاضرة» وفي | 
أصل سماعنا بفتح المثناة الفوقانية”“ وبفتح الميم من الثلاثي المجرد لكن قال الشيخ ابن 3 
حجر: في ع صحيح البخاري : : بضم أوّله وكسر الميم من أمس . اه. وفي القاموس 3 
مسسته بالكسر أمسه ومسسته كنصرته. (ولا تخمروا) بالتشديد أي لا تغطوا ولا تستروا | 
(رأسه) قال المظهر: ذهب الشافعي وأحمد» إن المحرم يكفن بلباس إحرامه ولا يستر أ 
رأسه» ولا يمس طيباً (فإنه يبعث) أي يحشر (يوم القيامة ملبياً) أي قائلاً لبيك اللهم» ۰ 
لبانا المت ی أنه ماك بحرم وال ومذهب أبي حنيفة ومالك: إن حكمه حكم سائر | 
الموتى (متفق عليه) قال ميرك: ورواه الأربعة (وسنذكر حديث خباب) بتشديد الموحدة ٠!‏ 
(قتل) قال الطيبي : ل لساتدي العر IES‏ 1 
هذا اللفظ وهو قتل. (مصعب بن عمير) أ ي إلى آخره (في باب جامع المناقب إن شاء 


الله تعالى) هذا اعتذار قولى واعتراض فعلى على صاحب المصابيح زعماً من المؤلف إن 7 
٠. E: 5 ٤‏ ۴ 0 
حديث خباب أليق بذلك الياب» مع أنه ليس كذلك ومن المقرر ان تغيير التصنيف 1 


خلاف الصواب وها أنا أذكر الحديث على ما في الكتاب قال خباب بن الأرت: قتل 
مصعب بن عمير يوم أحدء فلم نجد شيئاً نكفنه فيه إلا نمرة وهي بفتح النون وكسر 
الميم شملة مخططة بخطوط بيض» في سود كنا إذا غطينا أي سترنا بها رأسه» خرجت 
رجلاه وإذا غطينا بها رجليهء خرج رأسه فقال بي ضعوها مما يلي أي يقرب رأسه 
واجعلوا على رجليه الأدخر”" . اه. وهذا كحديئه عن حمزة فيما تقدم وهما دليلان على 
أن كفن الضرورة ثوب واحد وعلى أن ستر جميع الميت واجب. 


(الفصل الثاني) ١‏ 


64 (عن ابن عباس قال: قال رسول الله بي : البسوا) بفتح الباء أمر ندب (من 





)١(‏ في المخطوطة «الفوقية». (۲) متفق عليه 
الحديث رقم 1558: أخرجه أبو داود في السنن 777/5 حديث رقم .505١‏ والترمذي ۳۱۹/۳ حديث 
رقم 414 والنسائي 5/5 حديث رقم 1847. وابن ماجه ٤۷۳/۱‏ حديث رقم 1١4177‏ وأحمد في 
سسسب _المسند ١/10؟.‏ 





٩۸‏ كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 





ثيابكم البياض» فإنّها من خير ثيابكم» وكفنوا فيها موتاكم» ومِنْ خير أكحالكم الإثمدء فإنه 
يت الشّعرّ وَيجلو البصرا. رواه أبو داودء والترمذي وروی ابن ماجه إلى «موتاکم) . 


89 -(5) وعن عليّ» قالّ رسول الله لا : «لا تَغالّوا ذ في الكَمَن فإنّه يُسِلَّبُ سَلبا 


ف رواه أبو داود. 





ثيابكم) من تبعيضية أو بيائية مقدمة (البياض) أي ذات البياض وفي رواية البيض» فلا تجوز 
(فإنها) أي الثياب البيض ابن خير ایک الظاهران من زائدة قال ابن حجر: لأن اللون 
الأبيض» أفضل الألوان وفيه أن الأبيض لا يسمى ملوناً هذا وقد لبس ية غير الأبيض كثير 
البيان» جوازه أو لعدم تيسره (وكفنوا فيها موتاكم) الأمر فيه للاستحباب قال ابن الهمام: 
وأحبها البياض ولا بأس بالبرد» والكتان للرجال ويجوز للنساء الحريرء والمزعفر والمعصفر 
اعتباراً للكفن باللباس في الحياة. (ومن خير أكحالكم الإثمد) بكسر الهمزة والميم حجر 
اكد ولاح مسي والمشهور أنه الأصفهاني (فإنه ينبت) بضم الياء وكسر الباء (الشعر) 

بفتح العين وسكونها أي شعر الهدب (ويجلو البصر) أي يزيد في نوره والأفضل عند النوم اتباعا 
ران اند نأتيرا ا وال الطري : وإنما أبرز الأوّل في ضورة الأمرء 
اهتماماً بشأنه وإنه من السنة المندوب إليهاء وأخبر عن الثاني للإيذان بأنه من خير دأب الناس 
وعادتهم ٠“‏ وجمع بينهما المناسبة الزينة يتزين بهما المتميزون من الصلحاء . اه. وفيه إشعار 
منه أن الاكتحال ليس بمندوب» وتبعه عصام الدين في شرح الشمائل وهو مردود لأنه لار 
واظب عليه فإنه كانت له مكحلة يكتحل بها كل ليلة في كل عين ثلاثاً» وأمر في أحاديث كثيرة 
ياكتحلوا وقد صرح أصحاب الشافعي وغيرهم»› بإنه يستحب فلا وجه جعله في المباح الذي لا 
يترتب عليه ثواب وأما قول ابن حجر عطف على جملة البسواء وغاير مع أن كلا مأمور به 
اهتماماً بشأن الأوّل من حيث إنه لاحظ فيه للمأمور بخلاف الأخير فمحل نظر. (رواه أبو داود 
والترمذي) قال ميرك: وقال: حديث حسن صحيح (وروي) وفي نسخة ورواه (ابن ماجه إلى 
موتاكم) . 

4 (وعن علي قال: قال رسول الله كَلْهْ: لا تغالوا) بحذف إحدى التاءين 0 
صحيحة بضم التاء واللام أي لا تبالغوا ولا تتجاوزوا الحد. . (في الكفن) أي في كثرة ثمنه 
الطيبي : وأصل الغلاء مجاوزة القدر في كل شيء يقال غاليت الشيء بالشيء TT‏ 
إذا جاوزت فيه الحد. اه. وفيه أن الحد الوسط فى الكفن» وهو المستحب المستحسن (فإنه 
يسلب) أي يبلى (سلباً سريعاً) قال الطيبي: استعير السلب لبلي الثوب» مبالغة في السرعة (رواه 
ابو کاو قال ميرك بإستاد فيه قال وة ازى والمتذرى فال اب الملقور». . 


)١( :‏ في المخطوطة «دعاوهم!. 
:1 الحديث e‏ ا اوي اسو ١ه‏ حديث رقم ۳۱٩١‏ ۰ 








كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه A‏ 
5-(/17) وعن أبى سعيدٍ الخدري» أنه لما حضرهُ الموبُ دعا بثياب جَدُدء 
فلبسهاء ثم قال سمعتٌ رسول الله كل يقول: «الميّْتٌ يبعت في ثيابه التي يموت فيها». 


٠‏ (وعن أبي سعيد الخدري إنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد) بضمتين جمع 
جديد (فلبسها ثم قال: لسمعت رسول الله ية يقول الميت يبعث في ثيابهء التي يموت فيها) 
في النهاية قال الخطابي: أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث في ظاهره وقد روي في حديث 
الكتق أحاديت فال :وقد تازله يعم العلباء على المعتى» وأراد.به الخالة القن يرت بعليها 
من الخير والشر وعمله الذي يختم يقال فلان ظاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس» والبراءة 
من العيب وجاء في تفسير قوله تعالى: #وثيابك فطهر € [المدثر  ]٤‏ أي عملك فاصلح 
ويقال فلان دنس الثياب إذا كان خبيث النفس» والمذهب وهو كالحديث الاخر يبعث العبد 
على ما مات عليه“ قال الهروي: وليس قول من ذهب إلى الأكفان بشيء لأن الإنسان» إنما 
يكفن بعد الموت قال التوربشتي: وقد كان في الصحابة رضي الله عنهم من يقصر فهمه في 
بعض الأحيان» عن المغني المراد والناس متفاوتون في ذلك فلا يعد في أمثال ذلك عليهم 
وقد سمع عدي بن حاتم حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود» فعمد إلى عقالين 
أسود وأبيض فوضعهما تحت وسادته قال الطيبي: وقد رأى بعض أهل العلم الجمع بين 
الحديثين» فقال البعث غير الحشرء فإذا كان كذلك فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب 
والحشر على العرى والحفاءء قال الشيخ: ولم يصنع هذا القائل شيئاً فإنه ظن أنه نصر 
السنة» وقد ضيع أكثر مما حفظ فإنه سعى في تحريف سنن كثيرة ليسوّي كلام أبي سعيد» 
وقد روينا عن أفضل الصحابة إنه أوصى أن يكفن في ثوبيه وقال إنما هما للمهل والتراب ثم 
إنه بي قال: في هذا الحديث الميت يبعث في ثيابه» التي يموت فيها وليس لهم أن يحملوها 
على الأكفان لأنها بعد الموت. اه. وفيه أنه يمكن حمل كلام الصديق على المهل ابتداء 
وكلام أبي سعيد على خلقه انتهاء فلا منافاة بينهما قال القاضي: العقل لا يأبى حمله على ٠‏ 
ظاهره حسب ما فهم منه الراوي إذ لا يبعد اعادة ثيابه البالية» كما لا يبعد إعادة عظامه 
الناخرة فإن الدليل الدال على جواز إعادة المعدوم لا تخصيص له بشيء دون شيء غير أن 
عموم قوله يحشر الناس عراة» حمل جمهور أهل المعاني وبعثهم على أن أوّلوا الثياب 
بالأعمال التي يموت عليها من الصالحات» والسيئات فإن الرجل يلابسها كما يلابس الملابس . 
فاستعير لها الثياب. قال زين العرب: ويمكن الجمع بأن الحشر غير البعث» فجاز كون هذا 7 
بالثياب وذاك بالعرى أو المراد اكتساؤه به حين فراغه من الحساب. اه. والأظهر أن يقال 7 
يحشرون عراة اّلا ثم يلبسون كما ورد أنه أول من يكسى إبراهيم ثم يبعثون إلى موقف . 
الحساب. قال الطيبي: وأما العذر من جهة الصحابي فإن يقال: عرف مغزى الكلام لكنه ١‏ 
سلك مسلك الابهام» وحمل الكلام على غير ما يترقب ونحوه فعل رسول الله ييه في قوله 0 


الحديث رقم ۰ : أخرجه أبو داود فى السنن ۳/ 580 حديث رقم ."1١١5‏ 











م م E E NAN A NE AE E SE SE NE NE SE N SE SE E‏ کک n‏ ل ل 
0 مسح ا ی ی ی ی ی ی ی ی چ 

15 

| 11۰ كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 

i 





رواه أبو داود. 
١‏ -87) وعن عُبادةَ بن الصامتِ» عن رسول الله ئة قال: «خيرٌ الكمّنٍ الحُلَةٌ 
0 وخير الأضحيّة الكش الأقَوَّنُ) . رواه أبو داود. 





0 2( ورؤاة ار نی وان اجا عن اين أمامة: 
:| تعالى: «أن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم € [التوبة ‏ 7؟] حيث قال أزيد على 


| [المحل على] المعنى وجعل تبديل ثيابه الوسخة والعتيقة بثيابه النظيفة أو الجديد من جملة 
| أعماله الحسنة فإنه استقبال للملائكة المكرمة وة تهيىء للقدوم على أرواح الحضرات المعظمة» 

ولذا يستحب أن يكون على الطهارة؛ فقد أخرج الطبراني عن أنس أن النبي بي قال: من أتاه 
ملك الموت وهو على وضوء أعطي الشهادة فالنظافة الظاهرة لها تأثير بليغ في استجلاب 
الطهارة الباطنة» مع أنه لا معنى لقولهم يبعث على عمله الذي يختم به إلا هذا بأن يكون على 
٤‏ ا ا ا ل ل I‏ 


ا 
:| السبعين إظهارأء لغاية رحمته ورأفته على من بعث إليهم. اه. ويمكن أن الصحابي أيضاً حمل 
أ 
ا 
ا 
أ 
ا 
ْ 


١‏ يؤيده أنه ما وصى أن تجعل تلك الثياب أكفاناً له مع أن كثيراً من العلماء قالوا إن الملبوس 

١‏ ايلا ان جد ردي سس و فليا لا لدي رس ا م و ا ا 
|١‏ الله عنه أنه اختار الخلق وقال الحي أولى بالجديد من الميت» ثم علل ذلك بأن الكفن إنما هو 
0 لدم الميت وصديدهء والظاهر أن هذا تواضع منه واه أقناة إلى وان كفو الخلق ايشا رات 
9 تعالى أعلم. (رواه أبو داود) قال ميرك : ورواه البيهقي وروي المرفوع منه فقط ابن حبان في 
4 صحيحه. (وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله ية قال: خير الكفن الحلة) أي الإزار والرداء 
١‏ فوق القميص» وهو كفن السنة أو بدونه وهو كفن الكفاية وفي النهاية الحلة واحد الحلل وهي 
( 'برود اليمن ولا يسمى حلة حتى يكون ثوبين من جنس واحد. اه. وهي نوع مخطط من ثياب 


بدليل هذا الحديث والأصح أن الأبيض ال لحديت عائشة رضي الله عنها كفن في 
السحولية”ء وحديث ابن عباس كفنوا فيها موتاكم". اه. وفيه أن الحلة على ما في القاموس 
!| إزار ورداء أو غيره فمع هذا الاحتمال ا الاستدلال وقال ابن الملك: الأكثرون على اختيار 
| البيض» وإنما قال ذلك في الحلة لأنها كانت يومئذ أيسر عليهم. (وخير الأضحية الكبش 
1 الأقرن) قال الطيبي: ولعل فضيلة الكبش الأقرن على غيره لعظم جثته» وسمنه في الغالب (رواه 
ا أبو داود) قال ميرك: وسكت عليه هو والمنذري. 

4 7 (ورواه الترمذي) قال: وقال غریب (وابن ماجه) أي كلاهما (عن أبي أمامة) 
/ 

ا 

1 

ا 


| 
)| القطن» على ما قاله بعضهم قال المظهر: اختار بعض الأئمة أن يكون الكفن من برود اليمن» 


الحديث رقم ۱۹٤۱‏ : أخرجه أبو داود في السنن ٥۰۹/۳‏ حديث رقم 5197. 
)١(‏ راجع الحديث رقم (1510). (؟) راجع الحديث رقم (1558). 
0 الحديث رقم :١1547‏ أخرجه الترمذي في السنن ۸۳/٤‏ حديث رقم .٠١١١۷‏ وابن ماجه ٤۷۳/١‏ حديث 











۱۱ ا‎ E 


)3١( - ۳‏ وعن ابن عبّاس» قال: أمرّ رسولٌ الله كل بمَثْلى أَحْدٍ أن يُنرَعَ عنَهُم 


الحديد والجلودٌ» وأنْ يُدَنوا بدمائهم وثيابهم. رواه أبو داودء 


رضي الله عنه (وعن ابن عباس قال: أمر رسول الله بيه بقتلى أحد) جمع قتيل والباء 
بمعنى في أي أمر في حقهم (أن ينزع عنهم الحديد) أي السلاح والدروع (والجلود) مثل 
الفرو والكساء غير الملطخ بالدم (وأن يدفنوا بثيابهم. ودمائهم) أي المتلطخة بالدم ثم لا 
يغسل الشهيد ولا يصلى عليه لكرمه» فإنه مغفور عند الشافعي وأما عند أبي حنيفة فلا 
يغسل ولكن يصلى عليه ذكره الطيبي ولا يخفى ضعف تعليله. (رواه أبو داود) قال 
ميرك: وفي سنده أبو عاصم الواسطي ضعفوه وعطاء بن السائب تغير بآخره وقال ابن 
الهمام: وفي ترك غسل الشهيد أحاديث منهاء ما أخرج البخاري وأصحاب السنن عن 
الليث بن سعد عن الزهري. عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك» عن جابر بن عبد الله 
أنه عليه الصلاة والسلام كان يجمع بين الرجلين» من قتلى أحد ويقول أيهما أكثر أخذا 
للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحدء وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة 
أمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلهه'"© زاد البخاري ولم يصل عليهم قال النسائي: لا 
أعلم أحداً تابع الليث من أصحاب الزهري» على هذا الإسناد ولم يؤثر عند البخاري 
تفرد الليث بالإسناد المذكور ثم قال ابن الهمام: وإنما معتمد الشافعي ما في البخاري 
عن خا آنه عرف اله السام لم يفل على لى الخد" وهذا ' خارص ااي 
عطاء بن أبي رباح أن النبي يي صلى على قتلى أحد أخرجه أبو داود في المراسيل» 
فيعارض حديث جابر عندنا ثم يترجح بأنه مثبت» وحديث جابر ناف ونمنع أصل 
المخالف في تضعيف المرسل ولو سلم فعنده إذا اعتضد برفع معناه قبل وقد روي 
الحاكم " عن جابر قال فقد رسول الله ية حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل: 
رأيته عند تلك الشجرة» فجاء رسول الله نحوه فلما رآه ورأى ما مثل به شهق› أي تردد 
البكاء في صدره كمنع وضرب» وسمع قاله في القاموس وبكى فقام رجل من الأنصارء 
فرمى عليه بثوب ثم جيء بحمزة فصلى عليه ثم بالشهداء فيوضعون إلى جانب حمزة 
فصلى عليهم ثم يرفعون ويترك حمزة حتى a‏ على الشهداء كلهم وقال يكِ: حمزة 
سيد الشهداءء عند الله يوم القيامة مختصر وقال: صحيح الإسناد وفي سنده من تكلم 
فيه فلا يقصر عن درجة الحسن وهو حجة استقلالاً فلا أقل من صلاحيته عاضداً لغيره 
وأسند أحمد عن ابن مسعود قال: كان النساء يوم أحد خلف المسلمين» يجهزن على 


الحديث رقم 1147: أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ٤۹۷‏ حديث رقم 11754. وابن ماجه ٤۸٥ /١‏ حديث 
رقم 1616. 
)١(‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۲۱۱/۳ حديث ربقم 1740. 
(۲) راجع المصدر السابق. (۳) الحاكم في المستدرك .٠٠۹/۲‏ 
47 ا 








ا ر 





0 
1 
| 

1 

1 

ا 








کک کک لي رمعي عليه 


لل كتاب الجنائز/ باب غسل الميت وتكفينه 





وابنُ ماجه. 


الفصل الثالث 
' 4 (۱۱) عن سعدٍ بن إبراهيمٌ» عن أبيه؛ أن عبدَ الرّحمنٍ بِنّ عون أي بطعام 
١‏ وکال صائماً» فقال: قُتلّ مُصعَبُ بن عمّيرٍ وهو خيرٌ مني» كُفِنَ في بُردةٍ» إِنْ عُطِيَ رأسُه 


م بڌڏٿ رجلاه» وإ غُطِيَ رجلاءُ بدا رأسّه» 0 قال: وقتلّ حمزةٌ وهو خير مني» ثم بُسط 


لا عالدنا ها بط أو قال : أا الداع امنا ولف سا أن تكون كساتنا 
٠‏ عُجلث لَناء 





٠‏ جرحى المشركين إلى أن قال: فوضع النبي كَل حمزة» وجيء برجل من الأنصار فوضع 

في جنبه فصلى عليه فرفع ا وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضع إلى جنب حمزة 

ش مم ال الي و الم O‏ ال 

وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال الما انضرف التشركون عن 'قتلى أجدة إلى أن 

قال: أل قل درن ل لل E E‏ وده 

كانم کی على عليه ی وهذا أيضاً لا ينزل 
عن الحسن ثم لو كان الكل ضعيفاً ارتقى الحاصل إلى درجة الحسن. 


(الفصل الثالث) 


14 (عن سعد بن إبراهيم عن أبيه) أي إبراهيم كما في نسخة (إن عبد 
الرحمن بن عوف أتي) أي جيء و أي للافطار (وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن 
عمير وهو خير مني) قاله تواضعاً وهضماً لنفسه» أو من حيثية اختيار الفقر» والضير ول 
فقد صرح العلماء بأن العشرة المبشرة أفضل من بقية الصحابة. (كُفْنٌ في بردة) استئناف 
3 فيه معنى التعليل (إن ن غطي رأسه) أي ستو E‏ (بدت) أي ظهرت (رجلاه وإن غطي 
رجلاه بدا رأسه) وسيأتي في حديثه جامع المناقب» أنه غطي بها رأسه وجعل على رجليه 
٣‏ الأذخر. (وأراه) أي أظنه (قال) أي عبد الرحمن (وقتل حمزة وهو خير منى) من جهة 
الشهادة في ركابه بي أو اختيار الله تعالى له الفقرء ويؤيد الثاني منهما قوله (ثم بسط) 
أي وسع وكثر (لنا) أراد نفسه وبقية مياسير الصحابة الذين اتسعت لهم الدنيا بواسطة 
| الغنائم» أو التجارة (من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا) وفي نسخة ما 
أعطيناه أي من المال الكثير (ولقد خشينا أن تكون) بالتأنيث والتذكير (حسناتنا) أي ثوابها 
(عجلت) أي أعطيت عاجلاً (لنا) قال الطيبي: أي خفنا أن ندخل في زمرة من قيل فيه 


4 الحديث رقم 1544: أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 701. حديث رقم 50144. 
١‏ () في المخطوطة «سترهما». 


کک ا 00 


كتاب الجنائز/ باب غسل الميث وتكفينه ۳ 


ثم جعلّ يبكي » حتى ترك الطعامَ. رواه البخاري . 


96 (۱۲) وعن جابرء قال: أتى رسول الله ية عبد اللَّهِ بن أبيَ بعدّما أَدخِل ٠١‏ 
ځفرته» فأمرٌ به» فأخرج. فوضعه على ركبتَيه؛ فنقَتٌ فيه منْ ريقه» واألبّسه قميصّهء قال: ١‏ 
وکال كسا عبّاساً قميصاً: 1 
لمن كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريدء ثم جعلنا له جهنم يصلاها !: 


مذموماً مدحوراً ) [الإسراء ‏ 18]. اه. أو قوله تعالى: #أذهبتم طيباتكم في حياتكم ١‏ 
الدنيا واستمتعتم بها» [الأحقاف  ]٠١‏ كما صدر عن سيدنا عمر وهذا لما كان الخوف 7 


غالباً عليهم وإلا فمعنى الآية الأولى من كانت همته العاجلة» ولم يرد غيره تفضلنا عليه ٠‏ 


في الدنيا ها نشاء [لا ما يشاء] لمن نريد لا لكل من يريدء ومعنى الثانية أذهيتم ما كتب ار 
لكم من الطيبات» أي أذهبتموه في دنياكم فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها ” 
والمراد بالحظ الاستمتاع باللهوء والتنعم الذي يشغل الرجل الالتذاذ به عن الدين ٠‏ 


وتكاليفه» حتى يعكف همته على استيفاء اللذات» ولم يعش إلا ليأكل الطيب» ويلبس | 


اللين» ويقطع أوقاته باللهو والطرب» ولا يعبأ بالعلم والعمل» ولا يحمل على النفس ٠‏ 
مشاقهما وأما التمتع بنعمة الله وأرزاقه التي لم يخلقها إلا لعباده ويقوى بها على دراسة ٠‏ 
العلم» والقيام بالعمل وكان ناهضاً بالشكر فهو عن ذلك بمعزل وقد روي أن النبي كل . 
أكل هو وأصحابه أي تمراً وشربوا عليه ماء فقال الحمد لله الذي أطعمنا وسقاناء وجعلنا ٠‏ 
مسلمين. (ثم جعل يبكي) أي من أجل ذلك (حتى ترك الطعام) أي مع شدة احتياجه ٠‏ 
إليه لأن الخوف إذا غلب منع الميل إلى اللذة» وذهبت عنه الشهوة بالمرة. (رواه . 
البخاري) . ْ 


ه5١‏ (وعن جابر قال: أتى رسول الله ل( أي جاء (عبد الله بن أبى) رئيس المنافقين 1 
باستدعاء ولده المؤمن» 0 بناء على وصية والده (بعدما أدخل حفرته) أي قبره (فأمر به فاخرج) 
أي من قبره (فوضعه على ركبتيه فنفث فيه) أي في وجهه أو في فيه (من ريقه وألبسه قميصه) . 
وكل هذا مداراة وملاطفة وحسن معاشرة» ومؤالفة وإشارة خفية إلى أن هذه الأمور الحسية لا ٠‏ 
تنفع منفعة كلية مع العقائد الدنية» والأخلاق الردية ولهذا لما طلب أحد المريدين من تاج ١‏ 
العارفين أبي يزيد البسطامي قدس الله سره السامى أن يعطيه فروته ليجعلها للكفن كسوته» فقال ١‏ 
له أبو يزيد لو دخلت في جلدي وأحاط بك جسدي ما نفعك وعذبك [الله] إن شاء من حيث لا ١‏ 
أدري » ولو دريت لا أملك نفسى فضلاً عن غيري » وإنما ينفع الاعتقاد والاجتهاد والله رؤوف 3 


)١‏ أبو داود في السئن والترمذي والنسائي وأحمد. 


الحديث رقم 6 : أخرجه البخاري في صحيحه .777/٠١١‏ حديث رقم 01/40. ومسلم في صحيحه 7 
٤‏ حديث رقم (7 - ۲۷۷۳). والنسائي في السئن ۳۷/٤‏ حديث رقم .1۹١١‏ وأحمد في ١‏ 
المسند ۳/ .۳۸١‏ ش ١‏ 


a 


و سوا وو عو N E‏ ر رک فل ليو به ر ر ی رد > عر ديق بام ا E‏ ر 3 1 ا 


014 كتاب الجنائز/ او د 


| بالعباد. (قال) أي جابر (وكان) أي عبد الله بن أبي (كسا عباساً) أي حين أسر ببدر (قميصاً) 
لأنه كان عرياناً وفي معالم التنزيل» للبغوي قال سفيان: قال أبو هارون: وكان على رسول 
الله اة قميصان فقال له ابن عبد الله البس قميصك الذي يلي جلدك؟ وروي عن جابر رضي الله 
۽ عنه قال لما كان يوم بدرء وأتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب فوجدوا قميص عبد الله بن أبي 
)| يقدر عليه فكساء ه النبي ية إياه فلذلك نزع النبي ييا قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة : كانت له 
|١‏ عند النبي بيا يد فأحب أن يكافئه» وروي أن النبي يي كلم فيما فعل بعبد الله بن أبي فقال: 
| رسول الله کل وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله [والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف 
| من قومه» روي أنه أسلم ألف من قومه لما رأوه يتبرك] بقميص النبي بي . اه. قال الخطابي : 
| هو منافق ظاهر الفاق وأنزل في كفره ونفاقه آيات من القرآن تتلى فاحتمل يه أنه فعل ذلك 
| قبل نزول قوله تعالى : «إولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره 4 [التوبة - ]۸٤‏ 
را وأن يكون تأليفاً لابنه. وإكراماً له وكان مسلماً بريئاً من النفاق» وأن يكون مجازاة له لأنه كان 
|١‏ كسا العباس عم النبي بيا قميصاً فأراد أن يكافئه لئلا يكون لمنافق عنده» يد لم يجازه عليها 
yy‏ بالقميص وإخراج الميت من القبر بعد الدفن لعلة أو 
) سبب كذا ذكره الطيبي» > ولعله أراد بالعلة السبب المتقدم وبالسبب الحادث قال البغوي في 
| تفسيره : قال أهل التفسير: بعث عبد الله بن أبي [ابن] سلول إلى رسول الله ية وهو مريض 
فلما دخل عليه رسول الله يك قال له : ل ا ع وي فقال يا 
١‏ وسر ئ ل أبعت :إليك لزي أن تر جى وبري وتكن يكت إليك تقر لي :ونال 
كلدي تست ل ا ل ار حل ا ا 


ا ل ل Gg‏ ال ا 
) عن عمر بن الخطاب إنه قال: لما مات عبد الله بن أبي [ابن] سلول دعى رسول الله َة فلما 
4 قام رسول الله كَل وثبت عليه فقلت: يا رسول الله أتصلي على ابن أبي؟ وقد قال يوم كذا وكذا 
CS,‏ وقال اعتر ستو يا علر». قينا اكترت علية كلل 
ا إني خيرت فاخترت لو أعلم إني أن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليه قال: فصلى رسول 
ا 
ا 


“| الله يكل ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيراً حتى نزلت الآيتان من براءة ولا تصل على أحد منهم 
4 مات أبداً € [التوبة - ]۸٤‏ إلى قوله: وره سارن © ال - 85] قال أي عمر فعجبت من 
6 جرأتي على رسول الله يل يومئذ والله ورسوله أعلم . (متفق عليه) وقد ثبت أن عبد الله بن أبي 
0 لما قال (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) وقف له ولده على باب المدينة 
6 مسلا سيفه» وقال لئن لم تقل إنك الأذل» ورسول الله ية الأعز ضربت عنقك بهذاء فقال 
]| ذلك فمكنه من دخولها فسبحان من يخرج الحي من الميت» والعزيز من الذليل وفيه دليل أي 





ل 


0 ا ع‎ 2 ESE 


NE SL E وسو ع‎ SEES SRE N E RE ^ ت‎ EL E ENE EE ER E E E E NR N E NE ^ 
e سم ا ا‎ TT 


ا 

کاب جت ب شی بایا اماملا الل 
9 1 1 

4 باب المشي بالجنازة والصلاة عليها‎ )٥( 


الفصل الأول 


a 

9 )سو ابي هريرةً قال قال رسول الله ا : «اسرعوا بالجنازة» فإن تك‎ E 
N a 
4 يي ررك‎ RES TEK اا‎ 
ا‎ 


Nj 0 

(باب المشي) 1 
: 
ا 


أي آدابه : 
(بالجنازة) 1 


: : 4 
أي بالسرير أو بالميت في المغرب الجنازة بالكسر السرير وبالفتح الميت وقيل: هما إإإ 
لغتان وقيل بالكسر الميت والسرير الذي يحمل عليه الميت» وبالفتح هو السرير لا غير. إإإ 
(والصلاة) عطف على المشي (عليها) أي على الجنازة أي الميت . 3 


(الفصل الأوّل) 1 
5 (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا : اسرعوا بالجنازة) وضابط الإسراع | 
اا شتعيف اه نهى عن دة السر يها وال ا دون الک ماد نکر مشي يها ١١‏ 
فوق المشي المعتادء ودون الخبب وهو شدة المشي مع تقارب الخطأ. قال الشافعي في الام : ا 
ويمشي بها على أسرع سجية مشي لا الإسراع الذي يشق على من يشيعهاء إلا أن يخاف تغيرها | 
أو انفجارها فيعجلوا بها ما قدروا. (فإن تك صالحة) أي فإن تكن الجنازة صالحة أو مؤمنة قال 7 
المظهر: الجنازة بالكسر الميت» وبالفتح السرير فعلى هذا أسند الفعل إلى الجنازة وأريد بها 1 
الميت. (فخير) أي فحالها خير أو فلها خير (تقدمونها) بالتشديد (إليه) أي فإن كان حال ذلك ا 
الميت حسناً طيباً فاسرعوا به حتى يصل إلى تلك الحالة الطيبة» عن قريب. (وإن تك سوى 0 
ذلك فشر تضعونه. عن رقابكم) وقال الطيبي : جعلت الجنازة عن الميت» ووضعت بأعماله 1 
الصالحة 5 ثم عبر عن الأعمال الصالحة بالخير» وجعلت الجنازة التي هي مکان الميت مقدمة 1 
! 


/ 


000 
> 


الحديث رقم ٠١١١‏ : : أخرجه البخاري في صحيحه 1417/8 . حديث رقم ١716‏ فده وو 
١‏ حديث رقم ٥٩(‏ ۔ 454). ل ل ل انا ٠‏ وابن ن ماجه /١‏ | 


AE ۷۷ حديث رقم‎ ٤ 








:19 أحمد في اميد ۳ 


EE‏ كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 


۷ _(۲) وعن أبي سعيدٍ [ الخدريُ ]ء قال: قال رسولٌ الله له: «إذا وْضعتٍ 
الجنازةٌ فاحتملها الرّجالٌ على أعناقهم» فان كانث صالحةً قالث: قدّمونيء وإِنْ كانث غير 


أ صالحة» قالث لأهلها: يا وَيلّها! أَيْنَ تذهبونٌ بها؟ يسمعْ صوتّها كل شيء 


. على ذلك الخير فكنى بالجنازة عن العمل الصالح» مبالغة في كمال هذا المعنى ولما لاحظ في 
. جانب العمل الصالح هذا قابل قرينته بوضع الشر عن رقابهم» وكان أثر عمل الرجل الصالح 
:. راحة له فأمر بإسراعه؛ إلى ما يستريح إليه وأثر عمل الرجل الغير الصالح مشقة عليهم فأمر بوضع 
؛ جيفته عن رقابهم فالضمير في إليه راجع إلى الخيرء باعتبار الثواب والإكرام فمعناه قريب مما مر 
. من قوله مستريح أو مستراح منه وقال المالكي : في التوضيح: إليها بالتأنيث وقال أنث الضمير 
. العائد إلى الخير وهو مذكر فكان ينبغي أن يقول فخير قدمتموها إليه لكن المذكر يجوز تأنيثه إذا 
أ ؤل بمؤنث» كتأويل الخير الذي يقدم النفس الصالحة بالرحمة أو بالحسنى» أو باليسرى وقال 
الكرهاني» فخي ن درا ابذج لدا محدرقة أ فی خير تشدمرتها اله اهو میا ای 
فشمة خير تقدمون الجنازة إليه يعني حاله في القبر حسن طيب فاسرعوا بها حتى يصل إلى تلك 
١‏ الحالة قريبً» وقوله فشر تضعونه أي أنها بعيدة عن.الرحمة؛ فلا مصلحة لكم في مصاحبتها 
... ويؤخذ منه ترك مصاحبة أهل البطالة وغير الصالحين . (متفق عليه) قال ميرك : ورواه الأربعة. 


17 _(وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله كَل : إذا وضعت الجنازة) أي بين يدي 


'' الرجال وهيئت ليحملوها (فاحتملها الرجال على أعناقهمء فإن كانت صالحة قالت) أي بلسان 
. الحال أو بلسان المقال. (قدموني) أي اسرعوا بي إلى منزلي لما يرى في الجنة العالية من 
0 المراتب الغالية في الأزهار» والمراد من كلام الميت على السرير أما الحقيقة فإنه تعالى قادر. 
٠‏ وهو كاحيائه في القبر ليسئل بل قد أثبت ية السمع للميت قبل إتيان الملكين» حيث قال إنه 
. ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان أو المجاز باعتبار ما يؤول إليه بعد الادخال والسؤال في القبر. 
٠‏ اه. والثاني لا يظهر وجهه فالمعوّل هو الأوّل وقد أخرج أحمد والطبراني وابن أبي الدنيا 
٠‏ والمروزي وابن منده عن أبي سعيد الخدري أن النبي ية قال: إن الميت يعرف من يغسله» 


ومن يحمله ومن يكفنه ومن يدليه في حفرته''". اه. وتجويزنا أن يكؤن هذا المقال بلسان 


8 الحال لا ينافي معرفته وقدرته على لسان المقالء والله أعلم بالحال. (وإن كانت غير صالحة 
٠١‏ قالت لأهلها) أي لأقاربها أو لمن يحملها (يا ويلها) أي ويل الجنازة قالت الطيبي: أي يا ويلي 
١‏ وهلاكي احضر فهذا أوانك فعدل عن حكاية قول الجنازة إلى ضمير الغائب حملاً على المعنى 
' كراهية إضافة الويل إلى نفسه. (أين تذهبون بها يسمع صوتها) ووقع في أصل ابن حجر يستمع 


0 الحديث رقم 1740: أخرجه البخاري في صحيحه .1۸١/۳‏ حديث رقم 1714. والنسائي في السنن 4/ 


.٤١/۳ وأحمد في المسند‎ .۱۹٠۹ حديث رقم‎ ١ 





كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 2-۷ 





إلا الإنسانُ ولو سمع لصَّعِقٌ» . رواه البخاري . 


4 9”) وعنهء قال رسول اللَِّ كلِِ: «إذا رأَيتُمُ الجنازة فقومُواء فمن تبعّها فلا , 
يقِعْذُ حتى توضع». متفق عليه. 


48 (47) وعن جابرء قال: مرّثْ جنازرّةٌ» فقامَ لها رسول الله كل وقمنا معَّه» ‏ 
فقلنا: يا رسول 


من باب الافتعال» وهو مخالف للرواية والدراية فقال الظاهر أنه بمعنى يسمع . «(كل شيء) أي ش 
حتى الجماد وهو صريح في أن القول حقيقي إلا أن يحمل السماع على الفهم» فيكون كقوله , 
تعالى: #ولكن لا تفة تفقهون تسبيحهم 4 [الإسراء  ]٤٤‏ (إلا الإنسان) بالنصب على الاستثناء 
(ولو سمع الإنسان) أي حقيقة السماع (لصعق) أي لمات أو غشي عليه ففيه بيان حكمة _ 
عدم سماع الإنسان من أنه يختل نظام العالم» ويكون الإيمان شهودياً لا غيبياً ولذا قيل: لولا : 
الحمقى لخربت الدنياء وقيل : الغفلة مانعة من الرحلة. (رواه البخاري) . 


6 (وعنه) أي عن أبي سعيد (قال: قال رسول الله كلل : إذا رأيتم الجنازة فقوموا) : 
قال القاضي: الأمر بالقيام» إما لترحيب الميت وتعظيمهء وإما لتهويل الموت”'' وتفظيعه» . 
والتنبيه على آنه حال ینبغی أن يضطرب ويقلق من رأى ميتاً استشعاراً منه» ورعباً ولا يثبت ت على ن 
حاله 0 المبالاة وقلة الاحتفالء ويشهد له قوله ية إنما الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة ٠‏ 
فقوموا. اه. ويحتمل أن يكون الأمر بالقيام للصلاة عليهاء ويدل عليه قوله (فمن تبعها) أي ' 
بعد الصلاة (فلا يقعد حتى توضع) أي عن أعناق الرجال قصداً للمساعدة وقياماً بحق الأخوة» ' 
الفا عة أو حتى توضع في اللحد للاحتياج في الدفن إلى الناس» وليكمل أجره في القيام 1 
بخدمته ويؤيد الأوّل ما رواه الترمذي عن أحمد وإسحاق قالا من تبع جنازة فلا يقعد حتى . 
توضع عن أعناق الرجال". ويعضده رواية الثوري حتى توضع بالأرض ولأنها ما دامت على ٠‏ 
أعناقهم» هم واقفون فقعودهم مخالفة لهم» ويشعر بالتميز عنهم والتكبر عليهم قال بعض . 
علمائنا: إذا لم يرد الذهاب معها فالقيام مكروه عند الأكثرء وقال جمع: هو مخير بينه وبين ٠‏ 
الفعودؤقال حفن هما دوبان وتال ساب اة جتحت يستحب القيام للأحاديث الصحيحة ٠‏ 
الواردة فيه» وقال الجمهور: الأحاديث منسوخة بحديث علي الآتي (متفق عليه) قال ميرك : 


الحديث رقم : أخرجه البخاري في صحيحه ۱۷۸/۳. حديث رقم .151١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
١‏ حديث رقم (1- 459). وأبو داود في السنن 518/7 حديث رقم ۳ والترمذي #/ 7 
۰ حديث رقم .1١47‏ وابن ماجه 147/١‏ حديث رقم 151/7. 


.851 /7 في المخطوطة «الميت». (۲) الترمذي فى السنن‎ )١( 
4 والكتاب‎ .)5١5( لعله الإمام برهان الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز الحنفي صاحب المحيط ت‎ )۳( 
| المراد تتمة الفتاوى.‎ 


الحديث رقم 1148 أخرجه البخاري في میج ۹/۴ حديث رقم 1111: رما في چ 2 


E لت جا‎ ME SE A لنب دا بي‎ NRE SER NE اس وي‎ SEL i SEN NE SES NLS 


1۸ كتاب الجنائز/ باب المشي بالحنازة والصلاة عليها 











| الا إلا بمروة. . فقال: «إنَّ الموتّ فَرَعٌ ع ؛ فإذا رأيتُمُ الجنازةً فمُوموا» . متفق عليه. 


ا 6 (5) وعن عَلَي» رضي الله عنه» قال: رأينا رسول الله كل قا فقّمناء وقَعَدَ 


| فقعذنا. يعني في الجنازة. . رواه مسلم. وفي رواية مالكِ وأبي داود: قامً في الجنازة» ثي 
الاي 


ا الترمذي والنسائي . 
18 
5 


8 (وعن جابر قال: مرت جنازة فقام لها رسول الله َيه وقمنا معه فقلنا يا رسول 
الله إنها) ای الميتة (يهودية) أو الجنازة جنازة يهودية (فقال: إن الموت فزع) بفتحتين مصدر 
و و ا أو تقديره ذو فزع (فإذا رأيتم الجنازة فقوموا) ظاهره الأمر بالقيام الحقيقي › 
لمجرد رؤية الجنازة وأما ما قاله ابن الملك من أن أمره بالقيام عند رؤيتها لإظهار الفزع 
أ والخوف عن نفسهء نإنهامر علي ومن لم يق فهو علاية خلظ a‏ وعظم غفلته فالمراد 
د | بالقيام تغير الحال في قلبه زفي ظاهره لا حقيقته فلا حقيفة له (متفق عليه) قال ميرك : فيه نظر 
من وجهين أحدهما أن جملة إن الموت فزع من أفراد مسلم عن البخاري والثاني أن لفظ 
| البخاري أن جنازة يهوديء زاد في رواية فقال أليست نفساً؟ . اأه. وفي بعض الروايات إنكم 
| لستم تقومون لها إنما تقومون إعظاما للذي يقبض النفوس . 


١ 1‏ - (وعن علي قال: رأينا رسول الله بلا قام) أي لرؤية الجنازة (فقمنا) تبعاً له أي 
أوَلاً (وقعد) أي ثبت قاعداً (فقعدنا) أي تبعاً له آخراً (يعني) أي يريد علي بالقيام والقعود (في 
١‏ الجنازة) أي في رؤيتها (رواه مسلم) قال ميرك : ورواه الأربعة أيضاً (وفي رواية مالك وأبي داود 
٠‏ قام في الجنازة) أي لها (ثم قعد بعد) قال ميرك : وكأنه اعتراض على صاحب المصابيح» حيث 
| أوره الحديث في الصحاح بلفظ مالك وأبي داود دون لفظ مسلم والجواب من قبل صاحب 
:| المصابيح ؛ أنه يحتمل أنه اختار لفظ أبي داود لأنه أصرح في النسخ من عبارة مسلم كما لا 
|١‏ يخفى وإنما أورده لبيان أن الأمر بالقيام للجنازة» المفهوم من الحديث السابق منسوخ لا لأنه 
| المقصود من الباب تأمل . اه. . وفي شرح السنة عن الشافعي حديث علي كرم الله وجهه ناسخ 
لخي ابي سعيد إذا را الجدازة فقومو وقال أحمد وإسحاق : إن شاء قام» لام 
| يقم وعن بعض أصحاب النبي إل إنهم كانوا يتقدمون الجنازة فيقعدون قبل أن :: تنتهي إليهم 
أ الجنازة قال القاضي : الحديث يحتمل معنيين الأول أنه كان يقوم للجنازة ثم يقعد بعد قيامه» 
١‏ إذا تجاوزت عنه قال ابن الملك: ليعلم الناس أن اتباعها غير واجب بل يستحب الثاني أنه كان 





11/۲ حديث رقم (1/8- 450). وأبو داود في السنن ٥۱۹/۳‏ حديث رقم 115". والنسائي 4/ 
٥‏ حديث رقم 1977. وابن ماجه ٤۹۲/۱‏ حديث رقم ١047‏ وأحمد في المسند ۳۱۹/۳. 

| الحديث رقم :176٠‏ أخرجه مسلم في صحيحه 7777/7 حديث رقم ۸٤(‏ - 417). وأبو داود في السئن 
57١ ۳ ١‏ حديث رقم .۳۱۷١‏ والترمذي ۳٣۱/۳‏ حديث رقم .٠١55‏ وابن ماجه 497/١‏ حديث 
أ رقم 1044. ومالك في المرطأ ۲۳۲/۱ حديث رة شْ 








E‏ رركتو N‏ عي تطح اا عر بع وإ NL‏ ب مويه بوعتم به AT‏ اا م ممع يا م EEN‏ ا 


0 86 





كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها ۱۹ 0 


1 وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ية : «مَنِ ابع جنازةً مُسلم‎ )7(- ١ 


إيماناً واحتساباً» 


يقوم أياماً ثم لم يكن يقوم بعد ذلك وعلى هذا يكون فعل الأخير قرينة وإمارة على أن الأمر /, 
الوارد فى ذينك الخبرين للندب» ويحتمل أن يكون نسخاً للوجوب المستفاد من ظاهر الأمر» ' 
بالقيام والأوّل أرجح لأن احتمال المجاز أقرب من النسخ . اه. وتبعه ابن الملك حيث قال: . 
والمختار أنه غير منسوخ فيكون الأمر بالقيام للندب» وقعوده يكم لبيان الجواز لعدم تعذر 3 
القاعد على الطريق إذا مرت به أو على القبر إذا جيء به فلا يقوم لها وقيل: يقوم واختير الأول ٠+‏ 


لما روي عن علي رضي الله عنه كان رسول الله لاو أمرنا بالقيام في الجنازة ثم جلس بعد ذلك 
وأمرنا بالجلوس» وبهذا اللفظ لأحمد تم كلامه"“ والحديث بعينه سيأتي في الفصل الثالث» 
وهو نص في الاحتمال الثاني الذي ذكره القاضي من النسخ وقوله أمرنا بالجلوس ينافي أن 


يكون القيام بعد النسخ مندوياً والله أعلم قال ابن حجر وقال أئمتنا هما مندوبان قال النووي : ا 


وهو المختار لصحة الأحاديث بالأمر بالقيام» ولم يثبت في القعود شيء إلا حديث علي رضي 
الله عنه وليس صريحاً في النسخ لاحتمال أن القعود فيه لبيان الجواز. اه. وفيه أنه لا مطابقة 


بين المدعي والدليل قال واعترض على النووي» بأن الذي فهمه علي كرم الله وجهه الترك ٠‏ 


مطلقاً وهو الظاهر على أن فهم الصحابي لا سيما مثل على باب مدينة العلم مقدم على فهم 
غيره لأنه يساعده من القرائن الخارجية ما لا يدركه غيره ولهذا أمر بالقعود من رآه قائما واحتج 
بالحديث وهو كما في مسلم قام النبي ية مع الجنازة حتى توضع وقام الناس معه ثم قعد بعد 
ذلك وأمرهم بالقعود”") وفي رواية أنه رأى ناساً قياماً ينتظرون الجنازة أن توضع فأشار إليهم 
بدرة معه أو سوط أن اجلسوا فأتى رسول الله ية ثم جلس» بعد ما كان يقوم وبهذا اتضح ما 


ذهب إليه الشافعي من نسخهما. اه. وأنت ترى أن هذا الحديث إنما يفيد منع القيام حتى ١١‏ 


توضع. اه. والكلام إنما هو في القيام عند رؤية الجنازة ابتداء» والظاهر أن هذا قضية أخرى 


ونسخ لحكم آخر ويؤيده ما سيأتي من أنه ية كان إذا تبع جنازة لم يقعد حتى توضع في ١‏ 
اللحدء فعرض له حبر من اليهود فقال له أنا هكذا نصنع يا محمد قال: فجلس رسول الله ك ١‏ 


د سي 


١‏ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله کل : من اتبع) وفي نسخة صحيحة من تبح 
: (جنازة مسلم إيماناً) أي بالله ورسوله وأغرب ابن حجر حيث قال تصديقاً بثوابه» وجعل لفظ ١‏ 


. ٠٦١/۲ فتح القدير ؟//941. (۲) مسلم في صحيحه باب نسخ القيام للجنازة‎ )١( 
/۲ حديث رقم 1770. ومسلم في صحيحه‎ .١197/7 أخرجه البخاري في صحيحه‎ :116١ الحديث رقم‎ 


EE‏ يفم 


۲ حديث رقم  57(‏ 450). وأبو داود في السنن "/ 5١16‏ حديث رقم .5١78‏ والنسائي 04/5 "ا 


حديث رقم .۱۹٤١‏ وأحمد في المسند ۲/۲. 








ل ا 


0 اا كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 





٠٠‏ وكا معّه حتى يُصلي عليها ويُفرَع منْ دفنهاء فإنّه يرجعٌ منّ الأجر بقِيراطين» کل قیراط 
١‏ مل أَحدٍ. ومَنْ صلّى عليها ثمّ رجعَ قبل أن تُدفَنَ» فإنّه يرجم بقِيراط». متفق عليه . 


۲ _ (۷) وعنه: أنَّ النبيّ بيا نعى لئاس الئجاشيي 





: بالله متنا والحال أنه ليس كذلك فهو مخالف للرواية والدراية. للاستغناء عن تفسيره بقوله. 
. (واحتساباً) أي طلباً للثواب. قال ابن الملك: لا للرياء وتطييب قلب أحد. اه. وفيه نظر لأن 


إدخال السرور في قلب المؤمن» أفضل من عمل الثقلين وورد أن من عزى مصاباً فله مثل 
أجره » ونصبهما على العلة وقيل: إنهما حالان أي مؤمنا ومحتسباً (وكان معه) أي استمر مع 


٠‏ جنازته (حتى يصلي عليها) أي على الجنازة (ويفرغ من دفنها) وروي الفعلان على بناء المفعول 
. (فإنه يرجع من الأجر) حال قال الطيبي: أي كائناً من الثواب فمن بيانية تقدمت على المبين 
:. (بقيراطين) أي بقسطين ونصيبين عظيمين في النهاية» القيراط جزء من أجزاء الدينار» وهو 


نصف عشرة فى ي أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزءاً من أربعة وعشرين والياء فيه بدل من 


3 


1 الراء فإن أصله قرّاط قيل لأنه يجمع على قرازيط وهو شائع مستمر وقد يطلق ويراد به بعض 
. الشيء» قال التوربشتي: وذلك لأنه فسر بقوله (كل قيراط مثل أحد) وذلك تفسير للمقصود من 
/ الكلام لا للفظ القيراط والمراد منه على الحقيقة أنه يرجع بحصتين من جنس الأجر» فبين 
؛ لمعنى بالقيراط الذي هو حصة من جملة الدينار قال ابن الملك: أي لو صوّر جسماً يكون مثل 


جبل أحد. اه. ولا ينافي ما ورد في رواية أن أصغرهما كأحد لأنهما يختلفان باختلاف أحوال 


/ المتبعين (ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن) أي الجنازة (فإنه يرجع بقيراط متة متفق عليه) قال 


ميرك : واللفظ البخاري. اه. وفي رواية متفق عليها أيضاً من شهد الجنازة حتى يصلى عليها 


فله قيراط» ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان قال: مثل الجبلين 


١‏ ظہ ا وفي رواية لمسلم أصغرهما كأحد0»© وفي أخرى له أيضاً حتى توضع في اللحدء 


1 وورد في رواية عند أحمد في مسنده تقييده بقيود أخرى» وهي الحمل والجثرٌ في القبر وأذن 
1 الولي في الانصراف» وجرى على الأخير قوم والجمهور ما اعتبروا هذه التقييدات لأن الحديث 


٤‏ لم يصح أوله علة شذوذء أو نحوه عندهم وروي الطبراني مرفوعا من تبع جنازة حتى يقضى 
: دفنها كتب له ثلاثة قراريظط9») أي واحد للصلاة واثنان للتشبيع . 


7 


(۱) البخاري في صحيحه رقم ۵ ومسلم الحديث رقم (440). 


1 (۲) مسلم في صحيحه 1٥۳/۲‏ حديث رقم (517 - 440). 
١‏ (۳) مسلم في صحيحه ٦٥۲/۲‏ حديث رقم ٥۲(‏ ۔ 440). 
8 الحديث رقم ۱٠١١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 1917/7. حديث رقم 704. ومسلم في صحيحه ۲/ 


1 حديث رقم (77 ۔ 401). وأبو داود في السنن ۳/ ٥٤١‏ حديث رقم 4 70. والترمذي 8/ 7147 
حديث رقم ٠٠۲۲‏ . والنسائي ۷۲/٤‏ حديث رقم ۱۹۸۰ وابن ماجه 47١/١‏ حديث رقم 1074. 


4 ومالك في الموطأ 757/١‏ حديث رقم ٠٤‏ من كتاب الجنائز. وأحمد فى المسند ۲۸۱/۲. 








اليومَ الذي مات فيه» و..رج بهم إلى المصلىء فصفٌ بهمء وكبّرَ أربعَ تكبيرات. متفقٌ ” 


عليه . 


4 





0 (وعنه) أي عن أبي هريرة «(إن النبي ييه نعى للناس النجاشي) أي أخبرهم بموته‎ - 11o 
' في القاموس نعاه له نعوا ونعياً أخبره بموته والنجاشي بالتشديد» فياؤه للنسبة للنسبة وتخفيفها فياؤه‎ 


أصلية وبكسر نونه وهو هو أفصح من فتحها وهو ملك الحبشةء وأما تشديد الجيم فخطأ والسين 
تصحيف واسمه أصحمة بوزن أربعة وحاؤه مهملة وقيل : yy‏ 


وكان ردأ للمسلمين المهاجرين إليه مبالغاً في الإحسان إليهم . (اليوم) ظرف نعى أي في اليوم 7 


(الذي مات فيه) وهو كما قاله جماعة في رجب سنة تسع وقيل: قبل فتح مكة قال ابن الملك: 


كان النجاشي مسلماًء » يكتم إيمانه من قومه الكفار» وذلك معجزة منه يك لأنه كان بينهما مسيرة ا 
شهر. (وخرج بهم إلى المصلى) في الهداية ولا يصلى على ميت في مسجد جماعة ع لقوله عليه . 
ا والسلام من صق على ميت في المسيتتة > فلا أجر له وروي فلا شيء له رواه أبو داود 4 
وابن ماجه"'' قال ابن: الهمام في الخلاصة: ٠‏ كروه سواء كان القوم والميت في المسجدء أو ' 
كان المي 3 المسجد» والقوم كلهم أو بعضهم في المسجد. اه. وهذا الاطلاق في ر 
الكرافة اء على أن العسهد إنما بني لصلاة المكتوبة» وتوابعها من النوافل والذكر وتدريس ٠‏ 
العلم» وقيل: لا يكره إذا كان الميت خارج المسجد» وهو بناء على أن الكراهة لاحتمال اأ 
تلويث المسجد» ثم هي كراهة تحريم أو تنزيه» روايتان ويظهر لي أن الأولى كونها تنزيهية إذ اذ 


الحديث ليس هو نهياً غير فصروف» ولا قرن الفعل بوعيد ظني بل سلب الأجرء وسلب الأجر 
لا يستلزم ثبوت استحقاق العقاب» لجواز الاباحة قلت: ويؤيده رواية فلا شيء عليه وإن كانتت 


لا تعارض ا لمشهور قال: وقد يقال: إن الصلاة نفسها سبب موضوع للثواب» فسلب الثواب ٠‏ 
ركه رس ورور يقاوم ذلك الثواب قال: وفيه نظر لا 7 


يخفى”" قلت: : الأظهر أن يحمل النفي على الكمال» كما في نظائره والدليل عليه ما في مسلم 


عن عائشة والله لقد صلى النبي ية على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه”". وقال ” 
الخطابي: ثبت أن أبا بكر» وعمر صلى عليهما في المسجد ومعلوم أن عامة المهاجرين ٠١‏ 
والأنصار شهدوا الصلاة ة عليهما وفي تركهم الانكارء دليل الجواز. اه. وهو لا ينافي كراهة : 
التنزيه (فصف بهم وكبر أربع تكبيرات) ذهب الشافعي إلى جواز الصلاة على الغائب» وعند ب 
أبي حنيفة لا يجوز لأنه يحتمل أن يكون حاضرا لأنه تعالى قادر على أن يحضره وخصوصيته به '. 
عليه الصلاة والسلام. (متفق عليه) قال ميرك: ورواه الأربعة. اه. وفي رواية في الصحيح 1 
أيضاً بيان ذلك النعي وهي أنه َيه قال: : قد مات اليوم عبد صالح يقال له: أصحمة فقوموا 1 
عليه“ وفي أخرى عند ابن شاهين والدارقطني أنه قال: : قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي» ٠‏ 





.5١/” فتح القدير‎ )۲( .۹۲ 7/١ الهداية‎ )١( 
.)۹۷۳ ۔‎ ۱١۱( ومسلم في صحيحه 559/7 حديث رقم‎ (۳) 
.)401 _ ٦٥( مسلم في صحيحه ۲/ 10۷ حديث رقم‎ 2 


قم ع 


كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها ا 


باه بر ای ےا 


رک ا ا رک ال الل الل ےک لا ہک کک ر 1 ل اال 0 نينا 2 ی ر ا 


A‏ ات 0 0 5 ب الي ا والصلاة عن 





O E EGO EE E E e E لل اا‎ O EY O ال ان اونا‎ CEE O RE ETE OSES E a E E "ليون‎ a. e حيو ا ول يد‎ 





أ فقال بعضهم: يأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة فأنزل الله تعالى : #إوإن من أهل الكتاب 
لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله # [آل عمران - ۹۹[ إلى آخر 
| السورة وفي أخرى لأبي هريرة أصبحنا ذات يوم عند رسول الله ئي فقال: : إن أخاكم أصحمة 
النجاشي» قد توفي فصلوا عليه قال فوثب رسول الله ئة فوثبنا معه حتى جاء المصلى فقام 
© فصففنا فكبر أربع تكبيرات قال ابن حجر : وفي هذه الأحاديث أوضح حجة للشافعي من جواز 
الصلاة على الميت الغائب عن البلدء ومقبرتها ودعوى أن الأرض انطوت حتى صارت الجنازة 
:| بين يديه كل لا يلتفت إليه لأن مثل هذا لا يه يثبت بالاحتمال وعلى التسليم» فبالنسبة للصحابة 
أ فهي صلاة غائب قطعاً قلت : هذ لذ و أن ای تياك ت 
الموضوعة بالاتفاق» كما هو مشاهد في المسجد الحرام معه وإذا ثبت الأول يلزم منه ثبوت 
ر الثاني وأما الاحتمال فمؤيد بما روي من الأحاديث الدالة على الاستدلال منها ما ذكره الحافظ 
| ابن حجر العسقلاني ناقلاً عن أسباب النزول للواحدي» بغير إسناد عن ابن عباس قال : كشف 
| للنبي بي عن سرير النجاشي» حتى رآه وء اى عليه ومنها ما ذكره المحقق الإمام ابن الهمام» 
ار ا برااي ی عم نين بسع أنه لذ خا إن أخاكم 
8 )| النجاشي» توفي فقوموا وصلوا عليه. فقام عليه و ضفرا اف فک ريطا و أن 
|٤ 0‏ جنازته بين يديه فهذا اللفظ يشير إلى أن الواقع خلاف ظنهم لأنه هو فائدته المعتد بهاء فأما أن 
)| يكون سمعه منه عليه الصلاة والسلام أو كوشف له وأما أن ذلك خص به النجاشي» فلا يلحق 
6)] به غيره و! وإن كان أفضل منه كشهادة خزيمة مع شهادة الصديق» فإن قيل: قد صلى على غيره 


| من الغيب وهو معاوية بن معاوية المزني» ويقال : الليئي نزل جبريل عليه الصلاة والسلام بتبوك 
)| فقال: يا رسول الله إن معاوية بن المزني مات بالمدينة؛ أتحب أن أطوي لك الأرض فتصلي 
14 ا 590 6 9 a‏ 5950 

ا : نعم فضرب بجناحه على الأرض» فرفع له سريره فصلى عليه وخلفه صمان من 
i‏ الملائكة› في كل صف سبعون ألف ملك» ر ل ا : بم أدرك هذا؟ 
)| قال: يحبه لاقل هو الله أحد# وقراءته إياها جائياً وذاهباًء وقائماً وقاعداً وعلى كل حال رواه 
4 الطبراني من حديث أبي أمامة وابن سعد في الطبقات من حديث أنس وصلى على زيد» وجعفر 
)| قتادة حدثني عبد الجبار بن عمارة» عن عبد الله بن أبى بكر قال: لما التقى الناس بمؤتة جلس 


i st 


“| رسول الله ية على المنبر» وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم فقال عليه 
| الصلاة والسلام أخذ الراية زيد بن حارئة» فمضى حتى استشهد وصلى عليه ودعا له» وقال: 
استغفروا له دخل الجنة» وهو يسعى ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فمضى حتى استشهد 
وصلى عليه رسول الله َيه ودعا له وقال: استغفروا له دخل الجنة فهو يطير فيها بجناحين» 
عيك ا ت اوا الي ت وو انالا رورت له سوير بولا عو ری له وما 
ذكر بخلاف ذلك هذا مع ضعف الطرق فما في المغازي مرسل من الطرفين» وما في الطبقات 
ضعيف بالعلاء وهو ابن زيد ويقال ابن يزيد اتفقوا على ضعفه وفي رواية الطبراني بقية بن الوليد 


f ies 


SS 







i O E ENS e 


mna 7‏ ممع م 0 SSSA‏ 
ووو جر FRO TERIN TRON TRON‏ بل وول كر ابا مووي ار N GREEN TERN‏ وه بر N TERT NE‏ كر اا ار ا اهو 7 اا ووو كر ااا فور فوم كر THER N RDN‏ لا ومو TERN‏ اف U‏ 







كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۴ ر 





( وعن عبدٍ الرّحمِنٍ بن أبي لِيْلى» قال: كان زيدٌ بِنْ أرقم يكبّرُ على‎ )4( - ١167 
1 . جَنائزنا أربعاًء وإِنّه كبر على جتازة خمساء فسألناه. فقال: كان تقول الله كل يُكبّدها‎ 


رواه مسلم . 
565 _ )4( وعن طلحةً بن عبد اللَّهِ بن عَوف» قال: صلَيتُ خلفٌ ابن عبّاس على 1 
جَنازَةٍ فمّرأ فاتحة الكتاب» فقال: لِتعلموا أنَّها س . 





وقد عنعنه ثم دليل الخصوصية» إنه لم يصل على غائب إلا على هؤلاء ومن سوى النجاشي 0 
صرح فيه بأنه رفع له وكان بمرأى منه مع أنه قد توفي خلق منهم رضي الله عنهم غيباً في '. 
الأسفار كأرض الحبشة» والغزوات وكان ية يصلي الصلاة على كل من توفي من أصحابهء ر 

۴ - (وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان زيد بن أرقم) قال المؤلف: في فصل ٠|‏ 
الصحابة يكنى أبا عمرو الانصاري الخزرجي› يعد في الكوفيين سكنها ومات بها وروي عنه ا 
عطاء وغيره. (يكبر على جنائزنا أربعاً وأنه كبر على جنازة خمساء فسألناه فقال: كان رسول الله 
ك) أي أحياناً أو أوّلاً (يكبر خمساً) قال النووي: دل الإجماع على نسخ هذا الحديث لأن ابن 
عبد البر وغيره نقلوا الإجماع على أنه لا يكبر اليوم إلا أربعاً وهذا دليل على أنهم أجمعوا بعد |“ 
زيد بن أرقم» والأصح أن الإجماع يصح مع الخلاف. أه. ويحتمل أنه سها فكبر خمساً ثم 3 


ا 2 1 5 

استدل على صحة صلاته بأنه ئة كبر خمساً إذ ليس في الحديث تصريح بأن ابن أرق ليس |“ 
قائلاً بالنسخ قال ابن الملك: وبه قال حذيفة: ولم يعمل به واحد من الأئمة لكن لو كبر خمساً 1 
لا تبطل صلاته على الأصح. اه. ونقل البغوي فيه الإجماع قال ابن حجر: أي إجماع الأكثر. ا 
(رواه مسلم) قال ميرك: وزواه أبو داود والترمذي والنسائي . 4 
4 (وعن طلحة بن عبد الله بن عوف قال : صليت خلف ابن عباس. على جنازة ا 

فقرأ فاتحة الكتاب) أي بعد التكبيرة الأولى (فقال) أي إنما قرأت الفاتحة أو رفعت صوتي بهاء | 
كما في رواية (لتعلموا أنها) أي قراءة الفاتحة (سنة) قال الطيبي: أي ليست بدعة قال الأشرف: إأّ 


الضمير الموؤتة) لقراءة الفاتحة وليس المراد بالسنة إنها ليست بواجبة بل ما يقابل البدعة أي 





ا 
)١(‏ فتح القدير ۲/ .4١- 8٠‏ 1 
الحديث رقم 1567: أخرجه مسلم في صحيحه 304/7 حديث رقم (177- 4017). وأبو داود في السنن 
ع( ov‏ حديث رقم 51417. والترمذي في السنن ۳٤۳/۳‏ حديث رقم .٠١77‏ والنسائي ۷۲/٤‏ 

حديث رقم ۱۹۸۲. وابن ماجه 447/١‏ حديث رقم .٠٠٠١‏ وأحمد في المسند 5537//4. 


ربع رايا سيان E‏ رسيي 


الحديث رقم 15 : أخرجه البخاري في صحيحه ۲۰۳/۳. حديث رقم .٥‏ وأبو داود في السنن 
حديث رقم ۳۱۹۸ والترمذي فی السنن "/ 55م حديث رقم .٠١77‏ والنسائی ۷٥ /٤‏ حديث رقم 
88 وابن ماجه ٤۷۹/۱‏ حديث رقم 15946. 


ARS لس جور‎ SEA 


جس ا مسمس س بے ری سح بوصو مص د یس م 
N ani RE e‏ تم 2 RRO OREN EEN ak N‏ ااه سر يي ير 





YE.‏ كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 





:رواه البخاري . 


)۱١(_- ٥‏ وعن عوفِ بن مالك قال: صلى رسول الله اة على جنازة فحفِظتُ 
. من دعائه وهو يقول: «اللهُمّ افر له وارَحمْهُ وعافهء واعفٌ عنهُ» وأكرم تُزْلَهَء ووسَع 
“أمَدخلة 





).إنها طريقة مروية وهذا التأويل على مذهب الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة : ليست بواجبة. 
أاه. يعني أن الفاتحة لو قرئت مكان الثناء لقامت مقام السنة وفي شرح ابن الهمام قالوا: لا يقرأ 
:الفاتحة إلا أن يقرأها بنية الثناء» ولم تثبت”' القراءة عن رسول الله بيا وفي موطأ مالك عن 
نافع أن ابن عمرء كان لا يقرؤها في الصلاة على الجنازة. اه. وبهذا يعلم ضعف قوله أي إنها 
١‏ طريقة مروية وأما خبر أبى أمامة وسنده على شرط الشيخين أنه قال: السنة في الصلاة على 
:الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى» بأم القرآن مخافته”" فتأويله كما تقدم» ولیس هذا من قبيل 
1 قول الصحابي من السنة كذا فيكون في حكم المرفوع كما توهم ابن حجر فتدبر. (رواه 
: البخاري) قال ميرك : ورواه أبو داود والترمذي والنسائي والشافعي. 


ا 6 (وعن عوف بن مالك قال: ية صلى رسول الله يله على جنازة فحفظت من 
دعائه. وهو يقول) أي بعد التكبيرة الثالئة» وهذه الجملة لمجرد التأكيد أو لبيان أنه حفظ من 
دعائه بسماعه له منه لا عنه ولا ينافي هذا ما تقرر في الفقه من ندب الأسرار لأن الجهر هنا 
للتعليم لا غير (اللهم اغفر له) بمحو السيئات (وارحمه) بقبول الطاعات وهذا أحسن من قول 
.ابن حجر تأكيد أو أعم (وعافه) أمر من المعافاة والهاء ضمير وقيل: للسكت والمعنى خلصه 
أ من المكروهات» وقال الطيبي: أي سلمه من العذاب والبلايا (واعف عنه) أي عما وقع منه من 
التقصيرات» وأغرب ابن حجر فقال: عافه أي سلمه من كل مؤذ واعف عنه تأكيد أو أخص» 
' أي سلمه من خطر الذنوب» وفي النهاية العفو والعافية والمعافاة متقاربة فالعفو محو الذنوب 
والعافية أن يسلم من الأسقام والبلاياء والمعافاة وهي أن يعافيك الله من الناس» ويعافيهم منك 
: ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهمء ذكره الطيبي ولا يخفى أن ما ذكر في العافية» والمعافاة من 
ا المعنى غير ملائم للميت بل ما ذكره في العافية لا يناسب الحي أيضاً فإنه كك وأتباعه دعوا 
.. بالعافية ولم يسلموا من الأسقام والبلية» بل أشد الناس بلاء الأنبياءء ثم الأمثل فالأمثل» بل 
. السلامة من الأسقام كانت عندهم من العيوب العظام فينبغي أن تحمل الأسقام على سيء 
٠‏ الأسقام» كالبرص والجنون والجذام» أو المراد بالعافية أن لا يجزع في .الالام ويصبر ويشكرء , 
ويرضى بقضاء الملك العلام» ويقوم بما يجب عليه من تكاليف الأحكام (واكرم نزله) بضم 


00 في المخطوطة «يثبت». 

1 (۲) ابن عساكر. كذا في الجامع الصغير ۷۲۰/۱۵ حديث رقم .۲۸۷١‏ 

الحديث رقم :٠٠١١‏ أخرجه مسلم في صحيحه 777/7 حديث رقم ٠١(‏ - 4717). والنسائي في السنن 
٤ 4‏ حدیث رقم ۱۹۸۳. وابن ماجه ٤۸۱/۱‏ حديث رقم .19٠١‏ 


kin,‏ س 


كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها ٥‏ ' 





واغسلة بالماءِ والتّلج والبرَدِء ونَقَّهِ منّ الخطايا كما نقيت الثوبٌ الأبيض منّ الدّنس» وأبدلة ؟ 
داراً خيراً من داره» وأهلاً خيراً منْ أهله» وزوجاً خيراً منْ رَّوجهء وأدخله الجنّةَء وأعذة . 
من عَذاب القّبر ومن عَذاب النّارا. وفي رواية: «وقِه فتنةً القبر وعذابً النّارِا قال حتى 7 
تمريتُ أن أكون أنا ذلك المبَتّ. روا عسل 3 

)١1( 5‏ وعن أبي سَلمَة بن عبدٍ الرّحمن» أن عائشة لما توفي سعد بن أبي ١‏ 
وقّاص قالت: ادحُلوا به المَسجدٍ حتى أَصِلَيّ عليه 





الزاي ويسكن أي رزقه وهو في الأصل ما يقدم من الطعام إلى الضيف أي أحسن نصيبه من 7 
الجنة . (ووسع مدخله) بفتح الميم وضمها أي قبره قال ميرك : بفتح الميم كذا في المسموع من ٠:‏ 
أفواه المشايخ» والمضبوط في أصل سماعنا وضبطه الشيخ الجزري في مفتاح الحصن بضم :١‏ 
الميم» وكلاهما صحيح بحسب المعنى . اه. لأن معناه مكان الدخول أو الادخال وإنما اختار ” 
الشيخ الضم لأن الجمهور من القراء قرؤوا بالضم في قوله تعالى: «وندخلكم مدخلا كريماً ) ١‏ 
وانفراد الإمام نافع بالفتح» والضم أيضاً بحسب المعنى أنسب لأن دخوله ليس بنفسه بل بإدخال ٠:‏ 
غيره. (واغسله بالماء والثلج والبرد) بفتحتين أي طهره من الذنوب بأنواع المغفرة كما أن هذه ٠.‏ 
الأشياء أنواع المطهر ات من الدنس . (ونقه) بهاء الضمير أو السكت (من الخطايا) تأكيد لما قبله ٠‏ 
(كما نقيت الثوب الأبيض› من الدنس) بفتحتين أي الوسخ تشبيه للمعقول بالمحسوس» وهو ٠.‏ 
تأكيد لما قبله على ما ذكره ابن حجر أو المراد بأحدهما الصغائر وبالآخر الكبائر أو المراد ٠:‏ 
بأحدهما حق الله وبالآخر حق العباد. (بدله) أي عوضه (داراً خيراً من داره وأهلاً) أي خدماً 9 
(خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه) أي من الحور العين» ونساء الدنيا أيضاً فلا يشكل إن '' 
نساء الدنيا يكن في الجنة أفضل من الحور لصلاتهن وصيامهنء كما ورد في الحديث وأما قول ٠‏ 
ابن حجر وخيراً ليست على بابها من كونها أفعل تفضيل» إذ لا خيرية في الدنيا بالنسبة للآخرة ٠‏ 
فليس على بابه إذ الكلام في النسبة الحقيقية لا في النسبة الاضافية قال تعالى: «والآخرة خير ٠‏ 
وأبقى € [الأعلى  ]١7‏ وقال عر وجل : #والآخرة خير لمن اتقى * [النساء ‏ ۷۷] (وادخله ٠‏ 
الجنة) أي ابتداء (وأعذه) أي أجر ه (من عذاب القبر أو من عذاب النار) ظاهره أنه شك من ' 
الراوي» ويمكن أن يكون أو بمعنى الواو ويؤيده ما في نسخة بالواو (وفي رواية وقه) بهاء 
الضمير أو السكت أي احفظه (فتنة القبر) أي التحير في جواب الملكين المؤدي إلى عذاب القبر “٠‏ 
(وعذاب النار قال) أي عوف (حتى تمنيت أن أكون أنا تأكيد للضمير المتصل (ذلك الميت) ‏ 
بالنصب على الخبرية (رواه مسلم) قال ميرك: ورواه النسائي قال ابن الهمام: ورواه الترمذي ٠‏ 
قال البخاري وغيره: وهذا الدعاء أصح شيء ورد في الدعاء على الميت. 


17 (وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة لما توفي سعد بن أبى وقاص) أي فى ١‏ 





الحديث رقم ۱٦١٩‏ : أخرجه مسلم في صحيحه 114/۲ حديث رقم (۱۰۱ - 4۷۳). وأبو داود فى السئن ١‏ 
۳ حديث رقم ۳۱۹۰. 





كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها 








| فأنكرٌ ذلك عَليهاء فقالت: والله لقَدْ صلى رسول الله ية على ابن بيضاءَ في المسجد: 
سُهيل وأخيه. رواه مسلم . 

/ ۷-_ (۱۲) وعن سَمْرَةَ بن جندب» كال لنت اء سول الله اة على امرأةٍ 
٠‏ ماتّث في نفاسِهاء فقام وسطها. 





١‏ قصره بالعقيق على عشرة أمثال من المدينة» وحمل إليها على أعناق الرجال ليدفن بالبقيع؛ 
وذلك في أمرة معاوية. (قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه) أي سألت عائشة أن يصلى 
عليه في المسجد لتصلي هي عليه أيضاً . (فانكر ذلك عليها) أي فأبوا عليها وقالوا لا يصلى على 
الميت في المسجد (فقالت: والله لقد صلى رسول الله َة على ابني بيضاء) اسم للام (في 
المسجد سهيل) بالتصغير وفي نسخة سهل (وأخيه) قال الطيبي : اسمه سهل ماتا سنة تسع وبيضاء 
ر٠‏ أمها واسمها دعد بنت الجحدم واسم أبيهما عمرو بن وهب قال ميرك : غط الطيبي في اسم 
أبيهما لأن اسم أبيهماء وهب بن ربيعة كما في الاستيعاب وغيره من أسماء الرجال وكان سهل 
قديم الاسلام» هاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة وشهد بدراً وغيره وتوفي سنة تسع من من الهجرة» 
| ذهب الشافعي إلى قول عائشة وأبو حنيفة وأصحابه يكرهون ذلك» وقالوا إن الصحابة كانوا 
| متوافرين فلو لم يعلموا بالنسخ لما خالفوا حديث عائشة. اه . كلام الطيبي أو حملوه على عذر 
| كمطر أو على الخصوصية أو على الجواز» وعملوا بالأفضل في حق سعد سيما وكان مظنة تلويث 
المسجد النبوي» لاتيانه من المسافة البعيد وتحريكه على الأعناق السعيدة» وأما قول ابن حجر 

فيه أوضح حجة القول الشافعي الأفضل إدخال الميت المسجد للصلاة عليه» فمردود لأنه لو كات 
أفضل لكان أكثر صلاته عليه الصلاة والسلام على الميت في المسجد» ولما امتنع جل الصحابة 
عنه وإنما الحديث يفيد الجواز في الجملة» وما أظن أن الشافعي يقول بأنه الأفضل مع خلاف 


2 ok 


IN rai 










“بي ابيع واكك SA ae‏ تن ب 


a 


0 الامام الأكمل» وقد نازع eS‏ انمحري الشافعية في الاستحباب بأنه كان للجنائز موضع 
2| معروف» خارج المسجد والغالب منه َة الصلاة ة عليها ثمة ودفعة ابن حجر بما لا يصلح نقلاً ولا 
:| يصح عقلاً : ثم اقفن كلامه وعارض مرامه بقوله وأما خبر أبي داود ویره من صلى على جنازة 
1 ل 0 “» فضعيف باتفاق المحدثين والذي في جميع أصول أبي داود المعتمدة 
| فلا شيء عليه» ولو صح وجب حمله على هذا جمعاً بين الروايات أو المراد فلا أجر له كامل . 
م (رواه مسلم) قال ميرك : : ورواه أبو داود. 

i 

7 


١17‏ (وعن سمرة بن جندت) بضم الدال وفتحها (قال: صليت وراء رسول الله کا 





(۱) أبو داود في السئن ٥۳۱/۳‏ حديث رقم ۳۱۹۱. 
الحديث رقم ٠١١١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ١/۳‏ ۰. حديث رقم 171. ومسلم في صحيحه ۲/ 
4 حديث رقم (۸۷ ۔ 454). وأبو داود في السنن ٥۳٦/۳‏ حديث رقم 6” والترمذي ۳/ 
۳ حديث رقم ٠٠٠١‏ . والنسائي ۷۰/٤‏ حديث رقم .۱۹۷٩‏ وابن ماجه 4174/١‏ حديث رقم 
۳. وأحمد في المسند O . ١٤/9‏ 


کی ی ا ام e N‏ اسع هاو e‏ 


EREN كد‎ EREN AREN BREN ARON HD a O KOZA RE RN EE SRD HD SS لبس لير‎ 


fie ROS ane RRR YL HERR NLR j 





0_0 


كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۷ 











١548‏ - (۱۳) وعن ابنٍ عبّاس» أ رسول الله ية مرّ بقبر دفن ليلا فقال: 
ذفن هذا؟» قالوا: البارحة . قال : «أفْلا آدْنشّموني؟) قالوا: دناه في ظلمة اليل a‏ أن 


ال 


على امرأة ماتت في نفاسها) أي حين ولادتها (فقام) أي وقف للصلاة (وسطها) أي حناء ١‏ 
وسطها بسكون السين» ويفتح قال الطيبي: :الوط بالسكوق يقال قيما كان متفرق الأجواء | 
كالنامن» واللوات وغير ذلك وما كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح وقيل : كل إلا 
منهما يقع موقع الآخر وكأنه أشبه وقال صاحب المغرب: الوسط بالفتح ا 
وبالسكون داخل الدائرة وقيل: كل ما يصلح فيه بين فبالفتح» ومالا فبالسكون. اه -. ثم الإمام | 

eS‏ لل 

وعجز المرأة لما روي عن نافع أبي غالب قال كنت في سكة المربد"» رتا 
0 قالوا: اده لاسي ده كس ات جيرا 
تقية من الشمس» فقلت: : مَنْ هذا الدهقان؟ وهو بالكسر والضم رئيس الاقليم معرب قالوا أنس | 
بن مالك قال لما وضعت الجاة قا نس فصلى عليه واا لف لا يحول بي ويه شي أ 
فقام عند رأسه وكبر أربع تكبيرات» ولم يطل ولم يسرع ثم ذهب يقعد فقالوا يا أبا حمزة المرأة | 
الأنصارية فقربوها وعليها نعش أخضر فقام عند عجيزتها فصلى عليها نحو صلاته على الرجل» 
ثم جلس فقال العلاء بن زياد يا أبا حمزة ة هكذا كان رسول الله يك يصلي على الجنازة كصلاتك 
يكبر عليها أربعاً. ويقوم عند رأس الرجل» وعجيزة المرأة قال: نعم إلى أن قال أبو غالب: 
فسألت عن صنيع أنس في قيامه» في في المرأة عند عجيزتها فحدثوني أنه إنما كان لأنه لم تكن 
النعوش فكان يقوم حيال عجيزتها يسترها من القوم» مختصر من لفظ أبي داود ورواء 
ريدق * دلا ار هذا بما روي أحمد أن أبا غالب قال صليت خلف أنس على جنازة فقام 
حيال صدرء وما في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام صلى على امرأة ماتت في نفاسها فقام 












وسطها”" لا ينافي كون الصدر [وسطاً] بل الصدر وسط باعتبار توسط الأعضاء إذ فوقه يداه ٠|‏ 
ورأسه وتحته بطنه وفخذاه ويحتمل أنه وقف كما قلنا لأنه مال إلى العورة في حقها فظن الراوي 3 
ذلك لتقارب المحلينء كذا حققه ابن الهمام“ . (متفق عليه) قال ميرك : ورواه الأربعة. ا 
6 (وعن ابن عباس أن رسول الله ية مر بقبر دُفِنَ ليلا أي في ليل من الليالي أ 

ا 

)١(‏ المِرْبّد: هو كل شيء حبست فيه الإبل. . والمربد أيضاً موضع التمر. ا 
(۲) أخرجه أبو داود في السنن ofr /r‏ حديث رقم ۳۱۹٤‏ . والترمذي حديث رقم .١٠١*5‏ 4 
م أخرجه البخاري في صحيحه ١1/8‏ ۰ حديث رقم ۱۳۳۲. ومسلم في صحيحه ۳/ .1٦٤‏ ا 
0( فتح القدير 4/1 0 
الحديث رقم ٠٠١۸‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .١١١١/۳‏ . حديث رقم 1741. ومسلم في صحيحه |( 
10۸/۲ حديث رقم  14(‏ 494). وابن ماجه 44٠/١‏ حديث رقم ۱٥۳۰‏ . إلا 


ر 
1 
ر 


آذآ أ ب ب ل ىسى سىس ىى ى 
RN‏ ا فور ل ON LEN TERN aN‏ تق اك ب e‏ جهو لل TARY ARIN REN SER N‏ كاهو كاله مر جك سر ابي سر يجبي سير 





ES 31‏ اير ا ا ا ا 


+ ۸ كتاب 20 باب لشي بالمضازة 5207 ا 


8 


0 


نوققظك. فقامَ فَُصمَفْنا خَلقَهُ فصلى عليه. متفقٌ عليه . 


1 


)۱٤( - 48‏ وعن ابي هريرة» أنَّ امرأة سَوداء كانث تَقُمُ المسجدّء أو شابٌ» 





فلا أعلمتموني (قالوا دفناه في ظلمة الليل» > فكرهنا) وفي نسخة وكرهنا (أن 
| نُوِظُكَ) أي ننبهك من النوم (فقام فصففنا خلفه فصلى عليه) قال المظهر: “ثيه مسائل: جر 
)) الدفن بالليل» أي بتقريره'” '" والصلاة على القبر بعد الدفن واستحباب صلاة الميت» » بالجماعة. 
اه . ولا خلاف في المسألتين المتطرفتين» إلا ما شذ به الحسن البصري وتبعة بعض الشافعية 
ا ومما يرد عليهم ما صح أيضاً أن ناساً رأوا في فى المقبرة ناراً فأتوها فإذا رسول الله ية في القبرء 
| وإذا هو يقول ناولوني صاحبكم فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكرء واناوت 
| زجر رسول الله كل أن يقبر الرجل بالليلء حتى يصلي عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك 
: فالنهى فيه إنما هو عن دفنه قبل الصلاة عليه» وإنما الخلاف بين العلماء ء في تكرار الصلاة. قال 
بن الهمام وما في الخذيت من الصف وني الت عن المي 03 : أخبرني من شهد النبي 
| ل أنه أتى على قبر منبوذء وصفهم فكبر أربعاً قال الشيباني: من حدثك هذا قال ابن 
| عباس”": دليل على أن لمن لم يصل أن يصلي على القبر» وإن لم يكن الولي وهو خلاف 
EE SS Ld‏ 
"| الصمحابة©©. اه . والأقرب أن يحمل على الاختصاص [به] ب ووقعت صلاة غيره تبعا لهء 
| أو ممن لم يصل قبل ثم رأيت السيوطي ذكر في أنموذج اللبيب أنه ذكر بعض الحنفية أن في 
| عهده عليه السلام لا يسقط فرض الجنازة إلا بصلاته؛ فيؤول إلى أن صلاة الجنازة في حقه 
:| فرض عين ؛ وفي حق غيره فرض كفاية . والله ولي الهداية وبه يظهر وجه ما في رواية صحيحة 
1 ا و ل ل 
| حكم الموصول حتى عند الشافعي أيضاًء أنه ية صلى على أم سعدء بعد شهر لأنه كان غائبا 
٠ا‏ حين موتها. (متفق عليه) قال ميرك : واسم صاحب القبر فيه طلحة بن البراء بن عمير العلوي 
| حليف الأنصار روي حديثه أبو داو مختصراً والطبراني مطوَلاً وفي روايته من الزيادة فجاء حتى حتى 
mi‏ ا فقال: اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك 
| إليه» والضحك كناية عن الرضا والله أعلم . 


7 
2 
2 
| 
ا 
0 (فقال: متى دفن هذا قالوا البارحة) أي الليلة الماضية (قال: أفلا آذنتموني) بالمد أي أدفنتموه 


7 
5 
1 
1 





۹ 
17 
4 


١8‏ (وعن أبي هريرة أن امرأة) بفتح أن وقيل بکسرها (سوداء كانت تقم المسجد) 





00 في المخطوطة «لتقريره». (۲) مسلم في صحيحه 16١/7‏ حديث رقم 47 
ا أ () أخرجه البخاري في صحيحه ۲۰٤/۳‏ حديث رقم 1775. 

)5( فتح القدير "/ .۸٤‏ 

: الحديث رقم ١164‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ٠ ٤/۳‏ ۲۰ . حديث رقم ۱۳۳۷ . ومسلم في صحيحه 19۹٩/۲‏ 
€ ا 1( ا a‏ وأخمد ني ال 74 ۰ 


جروا “من اي بي 


كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها الح 0" 


ففقدها رسول الله ية فسألَ عنهاء أؤ عنهُء فقالوا: ماتٌ. قال: «أفلا كنثُمْ آذنتموني؟» 
قال: فكأنّهم صغّْروا أمرهاء أو أمرهُ. فقال: «دُلُوني على قبره» فَدلّوهُ فصَلَى عليهاء ثم ٠‏ 
قال: (إِنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمة على أهلهاء وإِنَّ الله يُوْرُها لهم بصلاتي عليهم». متفق ٠‏ 
عليه. ولفظه مسلم. 


3 وعن کریب مولى ابن عباس» عن عبد الله بنِ عباس» انه مات له ابن‎ )192( ٩۰ 
., بهُدّيد أو بعسفان» فقال: يا كُرَيبُ! انظز ما اجتمع لهُ من الاس . قال: فُخرجتُ فإذا ناس‎ 
قد اجتمعوا له» فأخبرنّه» فقال: تقول: هم أربعون؟ قال: نعمْ. قال:‎ 


بضم القاف وتشديد الميم أي تكنسه وتطهره من القمامة (أو شاب) أي كان يقم ورفعه على أنه 
عطف على محل اسم إن أن كان أن مروياً وإلا فعلى المجموع» وفي المصابيح أن أسود كان 
يقم قال ابن الملك: يريد به الواحد من سودان العرب وقيل: اسم رجل (ففقدها) وفي نسخة 
ففقده (رسول الله بيا فسأل عنه) أو عنها بناء على الشك في الأول (فقالوا) أي بعضهم قال 
ميرك: في رواية البيهقي أن الذي باشر جواب النبي يله منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه. 
(مات) أي أو ماتت (قال) أي النبي ييه (أفلا كنتم آذنتموني) أي أخبرتموني بموته لا صلى عليه 
(قال) أي أبو هريرة حكاية عما وقع منهم في جواب قوله أفلا الخ (فكأنهم) أي المخاطبين ٠‏ 
(صغروا) أي حقروا (أمرها أو أمره) أي وعظموا أمر النبي ية بتكليفه للصلاة عليه (فقال 
دلوني) أمر من الدلالة (على قبره) أو قبرها (فدنوه) بضم اللام المشددة (فصلى عليها) أو عليه 
(ثم قال إن هذه القبور) قال ابن الملك: المشار إليها القبور التي يمكن أن يصلى عليها . 
النبي يا (مملوءة ظلمة) بالنصب على التمييز (على أهلها وإن الله ينورها لهم» بصلاتي عليهم) . 
قال الطيبي : وهو كاسلوب الحكيم» أي ليس النظر في الصلاة على الميت إلى حقارته ورفعة ,. 
شأنه بل هي بمنزلة الشفاعة قال ابن الملك: وبهذا الحديث ذهب الشافعي إلى جواز تكرار ٠‏ 
الصلاة على الميت» قلنا صلاته ية كانت لتنوير القبر» وذا لا يوجد في صلاة غيره فلا يكون ٠‏ 
التكرار مشروعاً فيها لأن الفرض منها يؤدي مرة (متفق عليه) رواه أبو داود وابن ماجه (ولفظه ٠‏ 
مسلم) قال ميرك: اعلم أن جملة هذه القبور إلى آخر الحديث من أفراد مسلم . 


(وعن كريب) بالتصغير (مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس أنه مات له) أي '. 
لعبد الله (بن بقديد) بالتصغير موضع قريب بعسفان (أو بعسفان) بضم العين شك من الراوي 7 
وهو أولى من قول ابن حجر شك من كريب» وهما موضعان بين الحرمين (فقال: يا كريب ٠‏ 
انظر ما اجتمع له):ما موصولة بينها (من الناس) ويمكن أن يكون ما بمعنى من (قال) أي كريب . 
(فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فاخبرته) أي بهم أو باجتماعهم (فقال) أي ابن عباس (تقول) ١‏ 


الحديث رقم :156١‏ أخرجه مسلم فى صحيحه ؟/ ٦٥٥‏ حديث رقم (59 -458). وابن ماجه ٤۷۷/۱‏ 
حديث رقم 1549. وأحمد في المسند /١‏ لالا؟. 


a 0‏ ري ا با يجاو سر يل e BT‏ 


sS ao 4 








۹ ش كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 


أخرجوه؛ فإنيَ سمعتٌ رسول الله اة يقول : ما من رجلٍ مسلم يموت فيقومٌ على جنازته 


ا ا و روا 


)١15( 01‏ وعن عائشة ئشة» رضي الله عنها عن النبيّ يا قال : اما من ميّتِ تُصلي 
عليه امه من المسلمين يبلغونٌ مائة» كلهم يشْفَّعونَ له ؛ إلا شفِعوا فيه) . رواه مسلم . 


بالخطاب r‏ قول ابن حجر فقال كريب: يقول لي ابن عباس» فمخالف للرواية 


والدراية. (هم أربعون قال) أي كريب (نعم) وظاهر الكلام أن يقول قلت : ففيه تجريد. (قال) 
أي ابن عباس (فاخرجوه) أي الميت (فإني سمعت رسول الله ييو يقول ما من رجل مسلم. 
يموت فيقوم) أي للصلاة . (على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئاً) قيل: وحكمة 
خصوص هذا العددء إنه ما اجتمع أربعون قط إلا كان فيهم ولي الله تعالى. (إلا شفعهم الله) 
أي قبل شفاعتهم (فيه) أي في حق ذلك الميت (رواه مسلم) قال ميرك: ورواه أحمد وأبو داود 
وابن ماجه . 

0١‏ _ (وعن عائشة عن النبي) وفي نسخة صحيحة أن النبي (يلِ قال: ما من ميت) أي 
مسلم كما في رواية (تصلي عليه أمة) أي جماعة من المسلمين (يبلغون) أي في العدد (مائة 


كلهم يشفعون) أي E‏ بتشديد الفاء على بناء المفعول أي قبلت شفاعتهم 


(فيه) أي في حقه قال التوربشتي : لا تضاد بين حديثي عائشة وكريب» لأن السبيل في أمثال 
هذا المقام أن يكون الأقل من العددين مارا عن الاک لأن الله تعالى إذا وعد المغفرة لمعنى ' 
لم يكن من سنته النقصان من الفضل الموعودء بعد ذلك بل يزيد تفضلاً فيدل على زيادة فضل 
الله وكرمه على عباده. اه . ويحتمل أن يكون المراد بهما الكثرة» إذ العدد لا مفهوم له 
(رواه مسلم) قال ابن الهمام: ورواه الترمذي والنسائي. اه . وفي الحديث الصحيح ما من 
مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة ة صفوف من المسلمين» ألا أوجب أي غفر له“ كما في رواية 
وفي الحديث دلالة على أنه يتأكد للرجال فعل صلاة الجنازة وإنما صلوا عليه ية أفراد الرجال 
حتى فرغوا ثم الصبيان» كذلك ثم النساءء كذلك ثم العبيد كذلك كما رواه البيهقي وغيره 
وحكى ابن عبد البر اجماع أهل السير على صلاتهم عليه أفراداً» وبه يرد إنكار ابن دحية لذلك 
قال الشافعي : العظيم أمره وتنافسهم في أن لا ينوي الإمامة في الصلاة عليه أحد» وقال غيره: 
ولأنه لم يكن تعين إمام ليؤم القوم فلو تقدم واحد في الصلاة لصار مقدما في كل شيء» وتعين 
للخلافة وقيل: صلوا عليه جماعة» وأمهم أبو بكر رضي الله عنه وقيل: جماعات لرواية مسلم 


الحديث رقم :١55١‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۲۲۸/۳. حديث رقم 117. ومسلم في صحيحه ۲/ 
0 حديث رقم (70 - 4594). والترمذي في السنن ۳۷۳/۳. حديث رقم .1١54‏ والنسائي / 
٩‏ حديث قم 1977. وأحمد في المسند ۲۸۱/۳. 


.5155 حديث رقم‎ ٥۱٤/۳ أبو داود في السنن‎ )١( 


3 (۲) روى هذه الرواية لمالك في الموطأ ۱ حديث رقم ۲۷ من كتاب الجنائز. 


كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۱۳۱ 





110/71 ومن اتن كان ناوا جا فانرا علا يرا قال الب ک2 
«وجبّثْ» ثم مرُوا بأخرى فأثنوا عليها شرًاً. فقال: «وجبث» فقال عُمر: ما وجبت؟ فقال: 


«هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبث لهُ الجن وهذا أثنيثُم عليه شرا فوجبّث له لار 


أنهم صلوا عليه أفذاذ”'' بالمعجمة أي جماعات بعد جماعات. وقال ابن حجر: ويرد بأن 
رواية غير مسلم أفراداً بالراء أو إرسالاً وكل منهما يبين أن المراد من أفذاذاً بتسليم صحته بمعنى 
جماعات . اه -. ويمكن دفعه بأن المراد بالإفراد والإرسال هو معنى الأفذاذ بمعنى أنه لم 
تكن" جماعة منفردة بل كانت جماعات منفردات فإن الرسل محركة القطيع من كل شيء» أو 
من الابل والغنم وجمعه إرسال على ما في القاموس وفي النهاية إرسالاً أي أفواجاً وفرقاً مقطعة 
۲ _ (وعن أنس قال مروا) أي الصحابة (بجنازة فأثنوا عليها) أي ذكروها بأوصاف 
حميدة وأخلاق سديدة فقوله (خيراً) تأكيد أو دفع لما يتوهم من على (فقال النبي كه وجبت) 
أي ثبتت له الجنة يعني على تقدير صحة ما أثنوا عليه» أو إن كان مات عليه . (ثم مروا بأخرى 
فأثنوا عليها شراً) قال الطيبي: استعمال الثناء في الشر مشاكلة أو تهكم. اه . ويمكن أن يكون 
أثنوا في الموضعين بمعنى وصفوا فيحتاج حينئذ إلى القيد'” ففي القاموس» الثناء وصف بمدح 
أو ذم أو خاص بالمدح قال النووي: فإن قيل كيف مكنوا من الثناء بالشر مع الحديث الصحيح 
في البخاري في النهي عن سب الأموات“؟ قلت: النهي إنما هو في حق غير المنافقين 
والكفارء وغير المتظاهر فسقه وبدعته وأما هؤلاء فلا يحرم سبهم تحذيراً من طريقتهم. اه -. 
وفي الغاسق والمبتدع الميتين» ولو كانا متظاهرين بحث لأن جواز ذمهما حال حياتهما لكي 
ينزجرا أو يحترز الناس عنهماء وأما بعد موتهما فلا فائدة فيه مع احتمال أنهما ماتا على التوبة 
ولهذا امتنع الجمهور من لعن نحو يزيد والحجاج» وخصوص المبتدعة بأعيانهم هذا مع أنه 
ليس في الحديث ما يدل على سبهم فالأولى أن يعارض بقوله ية لا تذكروا هلكاكم إلا 
بخير» ويدفع بحمل المذمومين على الكفار والمنافقين قال ابن الملك: ويحتمل أن يكون 
قبل ورود النهي . (فقال وجبت) أي حقت له النار يعنى على تقدير الصحة والموت عليه. قال 
المظهر : هذا الحكم ليس عاماً في كل من شهد له جماعة بالخير» والشر بل ترجى” الجنة 
للأوّل» ويخاف للثاني من النار وأما جزم الرسول بيا بالجنة والنار فبناء على أنه أطلعه الله على 
ذلك. (فقال عمر ما وجبت) أي ما المراد بقولك وجبت في الموضعين» وأراد التصريح بما 
يعلم من قيام القرينة. (فقال) وفي نسخة صحيحة قال (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة : 
وهذا) أي الآخر (أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار) قال زين العرب: الثناء بالخير والشر غير . 


)١(‏ في المخطوطة «يكن». (؟) في المخطوطة «القيدين». 
(r)‏ راجع الحديث رقم (1115). (5) الترمذي في السنن حديث رقم 19417. وأحمد. 


(5) في المخطوطة «يرجى». 





WY‏ كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها 


| أنتم شهداء الله في الأرض». متفق عليه وفي رواية : «المؤمنونَ شهداء الله في الأرض». 





| موجب لجنة ولا نارء بل ذلك علامة كونهما من أهلهما قال الطيبي: لا ارتياب أن قول رسول 


٠٠‏ وكذا الوصف بقوله. (أنتم) أي أيها الصحابة أو أيها المؤمنون (شهداء الله في الأرض) لأن 


٠“‏ الاضافة للتشريف وإنهم بمكان ومنزلة عالية عند الله وهو أيضاً كالتزكية من رسول الله كاز 


لأمته وإظهار عدالتهم بعد أداء شهادتهم لصاحب الجنازة فينبغي أن يكون لها أثرء نفع في 


3 حقه وإن الله تعالى يقبل شهادتهم ويصدق ظنونهم في حق المثنى عليه كرامة» وتفضلاً عليهم»› 
٠‏ كالدعاء والشفاعة» فيوجب لهم الجنة والنار على سبيل الوعد والوعيد لأن وعده حق لا بد من 
٠‏ وقوعه» فهو كالواجب إذ لا أثر للعمل ولا الشهادة في الوجوب وإلى معنى الحديث يرمز قوله 


٠‏ تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» 


أ [البقرة  ]٠٤١‏ أي جعلناكم عدو لا خيار الشهود لتشهدوا غلى غيركم» ويكون الرسول رقيباً 
1 عليكم ومزكياً لكم؛ ويبين عدالتكم وقال ابن الملك: قيل : eg‏ د إن لشهادتهم 
١‏ مدخلاً في نفعهم» وإلا لم يكن للثناء فائدة ويؤيده ما روي أ نه ية قال: حين أثنوا على جنازة 
جاء جبريل وقال: يا محمد أن صاحبكم ليس كما يقولون إنه كان يعلن كذا ويسر كذا ولكن الله 
صدقهم فيما يقولون. وغفر له ما لا يعلمون قلت: وكان هذا نتيجة ستر الله عليه ولهذا نحن 
٤‏ مأمورون بستر المعاصي والأظهر أن هذا أمر غالبي فإن الله تعالى ينطق الألسنة في حق كل 


إنسان بما يعلمه من سريرته التي لا يطلع عليها غيره» ولذا قيل: ألسنة الخلق أقلام الحق . 


وليس المراد أن من خلق للجنة يصير للنار بقولهم ولا عكسه إذ قد يقع عليه الثناء بالخيرء أو 


٠‏ الشر وفي باطن الأمر خلافه. وإنما المراد أن الثناء علامة مطابقة للواقع» غالبا والله أعلم قال 


المظهر: ليس معنى قوله ي «أنتم شهداء الله إن ما يقول الصحابة والمؤمنون في حق 


0 شخص من استحقاقه الجنة أو النار يكون كذلك لأن من يستحق الجنة لا يصير من أهل النارء 
٠‏ بقولهم ولا من يستحق النار يصير من أهل الجنة بقولهم بل معناه أن الذي أثنوا عليه خيراًء رأوا 
۲ منه الصلاح والخيرات في حياته» والخيرات والصلاح علامة كون الرجل من أهل الجنة والذي 


6 أثنوا عليه شرأء رأوا منه الشر والفسادء والشر والفساد من علامة أهل النار» ألا ترى أنه لا 


يجوز أن يقطع بكون أحد من أهل الجنة أو من أهل النارء وإن شهد له جماعة كثيرة بل يرجى 
الجنة لمن شهد له بالخير ويخاف النار لمن شهد له جماعة بالشر. (متفق عليه) قال ميرك : 


1 واللفظ للبخاري وروي أبو داود والنسائي نحوه من حديث أب هريرة. (وفي رواية المؤمنون) 


/ يحتمل أن تكون"'' اللام للعهد والمراد بهم الصحابة فيوافق ما سبق من قوله أنتم ويحتمل أن 


/ تكون للجنسء والخطاب في أنتم للأمة الموجودين أوَلاً واللاحقين آخراً. (شهداء الله) الاضافة 


j 
7 


» .9 في ge‏ ا 


E O N O TO N E O ود بلجو لز خودي الل‎ DT 


تشريفية ومشعرة بأنهم عند الله بمنزلة في قبول شهادتهم (في الأرض) فيه إشارة إلى أنهم بمنزلة 


الملائكة المقربين المطلعين على أعمال العباد فى السماء. 





RRS BRFSS‏ ييا جل ب مزلي سر 





كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها r‏ 





5 (18) وعن عمرٌ رضي الله عنه» قال: قال رسول الله اة : «أيُما مسلم شهدَ 
له أربعةٌ بخير أدخله اللَّهُ الجنّة؛. قلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة» قلنا: واثنان؟ قال: «واتنان»» 
ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري . 

)١19( 64‏ وعن عائشةً رضى الله عنهاء قالت: نال رسول الله ية : «لا تسبُوا 
الأموات فإنّهم قد أفضوا إلى ما قدّموا». رواه البخاري . 


)5١(-‏ وعن جابرء أن رسول اله اة كان يجممٌ بين الرّجلِينِ من قتلى أحدٍ 





(وعن عمر [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله ب : أيما مسلم شهد له أربعة 
بخير) أي أثنوا عليه بجميل وقال ابن الملك قيل يحتمل أنه يريد بشهادتهم صلاتهم عليه 
ودعاءهم وشفاعتهم له فيقبل الله ذلك . (أدخله الله الجنة) أي بفضله وسبب خيره» وصلاحه 
وربما يكون له ذنب فيغفر الله ذنبه ويدخله الجنة بتصديق ظن المؤمنين في كونه صالحاً ولذا قيل: 
ألسنة الخلق أقلام الحق» فيتضمن الحديث ترغيباً وترهيباً. (قلنا وثلاثة) أي وما حكم ثلاثة (قال 
وثلاثة) أي وكذلك ثلاثة وقيل: هو وما قبله عطف تلقين (قلنا واثنان قال : واثنان ثم لم نسأله عن 
الواحد) هذا يؤيد ما قدمنا ثم الحكمة في الاقتصار على الاثنين» لأنهما نصاب الشهادة غالباً وفيه 
إيماء إلى رد ما قيل: إن المراد بالشهادة الصلاة» فإن صلاة الواحد كفاية . (رواه البخاري). 


4 (وعن عائشة قالت: قال رسول الله ية : لا تسبوا الأموات) أي باللعن والشتم وإن 
كانوا فجاراء أو كفاراً إلا إذا كان موته بالكفر قطعياً كفرعون وأبي جهل وأبي لهب. (فإنهم قد 
أفضوا) أي وصلوا (إلى ما قدموا) وفي نسخة إلى ما قدموه أي من جزاء أعمالهم أو مجازاة ما 
عملوه من الخير» والشر والله تعالى هو المجازي فإن شاء عفا عنهم إن كانوا مسلمين» وإن شاء 
عذبهم بأن كانوا كافرين أو فاجرين فما لكم وإياهم» ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه 
وإنما جوّز ذم بعض الأحياء لما يترتب عليه من فائدة ما . (رواه البخاري) وقال ميرك والنسائي . 


179 - (وعن جابر أن رسول الله بك كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد) جمع قتيل 
(في ثوب واحد) أي من الكفن للضرورة ولا يلزم منه تلاقي بشرتهما إذ يمكن حيلولتهما بنحو 


الحديث رقم “1777: أخرجه البخاري في صحيحه ۲۲۹/۳ حديث رقم 1758. والنسائي في السنن 4/ 
۰ حديث رقم 19174. وأحمد في المسند .77/١‏ 

الحديث رقم 1554: أخرجه البخاري في صحيحه 758/9. حديث رقم 4 ,. والنسائي في السنن 4/ 
۲۳ حديث رقم 1973. والدارمي ۳۱۱/۲ حديث رقم .101١‏ وأحمد في المسند .18١/5‏ 

الحديث رقم ۱٠١١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 117/7. حديث رقم 1547. والترمذي في السنن 8/ 
٤‏ حديث رقم .1١77‏ والنسائي 14 حديث رقم 65 . وابن ماجه /١‏ 586 حديث رقم 
۳ 





۱۳٤‏ كتاب الحنائز/ باب المشى بالحنازة والصلاة عليها 


في ثوب واحدء ثم يقول: «أَيُهِمْ أكثرٌ أخذاً للقرآن؟» فإذا أَشِيرٌ له إلى أحدهما قدَّمّهِ في 
اللّحدِء وقال: «أنا شهيدٌ على هؤلاء يوم القيامة» . وأمرّ بدفلهم بدمائهم ۰ ولم يُصلٌ علّيهم» 
ولم يُعْسَلوا . رواه البخاري . 


أعلم قال الطيبي : أي في قبر واحد لا في ثوب واحد إذ لا يجوز تجريدهما بحيث تتلاقى 
بشرتاهماء بل ينبغي أن يكون على كل واحد منهما ثيابه المتلطخة بالدم وغير المتلطخة ولكن 
يضجع أحدهما بجنب الآخر في قبر واحد. قال الخطابي : يجوز دفن ميتين فصاعداً في ثوب 
واحد عند الضرورة» كفى قبر نقله ميرك عن الأزهار ثم الأظهر أن قوله في ثوب واحد» حال أي 
كان يجمع بين الرجلين حال كونهما أي كل واحد منهما في ثوب واحدء وهو ثوبه الذي لابسه 
من غير زيادة وأما جمعهما في قبر واحد فيستفاد من قوله. (ثم يقول أيهم أكثر أخذاً) أي حفظاً أو 
قراءة (للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه) أي ذلك الأحد (في اللحد) بفتح اللام وبضم 
وسكون الحاء أي الشق في عرض القبر جانب القبلة فإن القرآن امام لكل مسلم» فيكون كذلك 
قارئه فيستحق التقدم في الدنيا والأخرى» والمراتب العليا في جنة المأوى . (وقال) أي النبي يكل 
(أنا شهيد) أي شاهد ومثن (على هؤلاء يوم القيامة) قال المظهر : أي أنا شفيع لهمء وأشهد أنهم 
بذلوا أرواحهم في سبيل الله. اه _. وأشار إلى أن علي بمعنى اللام قال الطيبي : تعديته بعلي تدفع 
هذا المعنى ويمكن دفعه بالتضمين ومنه قوله تعالى : #والله على كل شىء شهيد € [المجادلة - 
7] كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد € [المائدة  ]١17‏ فالمراد أنا حفيظ 
عليهم أراقب أحوالهم وأصونهم عن المكاره. اه-. كذا ذكره الطيبي وهو غير صحيح المعنى 
بالنسبة إلى القتلى كما لا يخفى . (وأمر بدفنهم بدمائهم) الباء الثانية للمصاحبة (ولم يصل عليهم) 
في الأصول المعتمدة بكسر اللام وهو الظاهر من عطفه على أمر وأما قول ابن حجر» وفي رواية 
للبخاري أيضاً بفتح اللام فالله أعلم بصحته. قال الطيبي: فعلم أن الشهيد لا يصلى عليه قلت : 
هو معارض بما تقدم ورجح الصلاة إما لاثباتها أو للاحتياط فيهاء أو للرجوع إلى الأصل عند 
الساقط والله أعلم قال: وأما صلاته بي على حمزة فلمزيد رأفته قلت : إنما يتم هذا في الجملة لو 
كانت صلاته منحصرة في حمزة وإنما صلى على جميع الشهداء» كما سبق ومزية حمزة لمزيد 
الرحمة أنه صلى عليه سبعين مرة وقد ثبت أنه أعاد الصلاة عليهم بأن صلى عليهم بعد ثمان سنين 
صلاته على الميت» وكأنه كان توديعاً لهم وأما تأويل الصلاة بالدعاء فغير صحيح لقوله صلاته 
على الميت فإنه لدفع إرادة المجاز فأندفع قول ابن حجر تعين حمله على أنه دعا لهم كدعائه 
للمیت» باتفاق منا وهو واضح ومن المخالف إذ لا يصلى عند القبر عنده بعد ثلاثة أيام. اه -. 
فإنه محمول عندنا على خصوصياته ية (ولم يغسلوا) هذا مما اتفق عليه العلماء ويوافقه خبر 
أحمد أنه يك نهى عن تغسيلهم وعلله بأن كل جرح أو كلم أو دم يفوح مسكاً يوم القيامة وصح أن 
حنظلة قتل وهو جنب فلم يغسله ييه قال رأيت الملائكة تغسله فلو وجب غسله لما سقط إلا 
بفعلنا"". (رواه البخاري) . 


(© أعحمد في المسند ۲۹۹/۳. 











كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها o‏ 





)١5١( 15‏ وعن جابرٍ بن سمْرةً» قال: أتيّ النبي ية بفرّس معرُور» فركبّه حينٌ 
انصرف من جنازةٍ أبن الڏخداح» ونحنٌ نمشى حوله. رواه مسلم . 


الفصل الثاني 


۷ -(737) عن المغيرة بن شعبةٌ 





57 (وعن جابر بن سمرة قال أتي) بصيغة المجهول (النبي ييو بفرس معرور) أي 
عار من السرج ونحوه قال الطيبي: اعرورى الفرس أي ركبه عرياناً فالفارس معرور» والفرس 
معروري هذا هو القياس لكن الرواية صحت بالكسر. اه -. وفي مختصر النهاية فرس معروري 
على المفعول لا سرج عليه ولا غيره اعرورى الفرس واعروريته ركبته عرياناً لازم ومتعد. اه 
-. ويمكن أن يكون التقديرء وهو أي الآتي بالفرس معرور وقال النووي: هو بفتح الراء 
منونا"'" وأما قول ابن حجر وبه يرد قول بعضهم الرواية بالكسر والقياس الفتح فمردود ووجهه 
لا يخفى على طبع معقول وذوق مقبول. (فركبه) أي النبي ية (حين انصرف من جنازة ابن 
الدحداح) بفتح الدال وكونه ابن الدحداح كذا هو عن أبي داود والترمذي من طرق عن شعبة 
وعن عبد بن حميد» وأحمد أبي الدحداح وفي أخرى أم الدحداح وأبو الدحداح هذا لم يعرف 
له اسم ولا نسب غير أنه حليف الأنصار ويشكل على رواية أبي الدحداح ما أخرجه أبو نعيم أنه 
عاش إلى زمن معاوية نعم ثابت بن الدحداح مات في زمن النبي ية وهو يكنى أبا الدحداح 
لكن قال في الاصابة الحق أنه غير هذا" قال ابن الملك: يدل على جواز الركوب» عند 
الانصراف من الجنازة وفيه أنه يجوز ركوبه ية لعذر لكن سيأتي دليل قولي على الجواز مطلقاً 
وقال العلماء: لا يكره الركوب في الرجوع من الجنازة اتفاقاً لانقضاء العبادة. (ونحن نمشي 
حوله) أي بعضنا قدامه وبعضنا”” وراءه وبعضنا يمينه وبعضنا شماله. (رواه مسلم) قال ميرك : 
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي بمعناه. 


الفصل الثاني 


۷ - (عن المغيرة بن شعبة) أي الثقفي أسلم عام الخندق» وقدم مهاجراً نزل الكوفة 





الحديث رقم 15: أخرجه مسلم في صحيحه ٦٦٤/۲‏ حديث رقم  89(‏ 455). وأبو داود في السنن 
۳ حديث رقم ۳۱۷۸. والترمذي ۳۳٤/۳‏ حديث رقم .1١17‏ 

(1) في المخطوطة «منها». () الإصابة في تمييز الصحابة ١917/١‏ 

(۳) في المخطوطة «بعصاء. ْ 

الحديث رقم /17517: أخرجه أبو داود في السنن ٠۲۲/۳‏ حديث رقم .5١6١‏ والترمذي في السنن ۳/ 
۹ حديث رقم .1١1‏ والنسائي 4 حديث رقم 1947. وابن ماجه ٤۷٥/۱‏ حديث رقم 
0 وأحمد في المسند .۲٤۷ /٤‏ 


١‏ كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها 


أن النبئ ية قال: «الرّاكبٌ يسيرٌّ خلف الجنازة» والماشى يمشى خلفّها وأمامّهاء وعَنْ 


يمينهاء وعنْ يسارها قريباً منهاء والسّقطٌ يُصلى عليه» ويُدعى لوالدَيْه بالمَغفرةٍ والرّحمة». 


ومات بها سنة خمسين» وهو ابن سبعين سنة وهو أميرها لمعاوية بن أبي سفيان» وروي عنه 
نفر ذكره المؤلف في الصحابة ولم يذكر مغيرة غيره (إن النبي ية قال: الراكب يسير خلف 
الجنازة) إما محمول على العذر أو مقيد بحال الرجوع لما سيأتي . (والماشي يمشي خلفها) وهو 
الأفضل عندنا (وأمامها) وهو الأفضل عند الشافعي (وعن يمينها وعن يسارها) وهما جائزان 
(قريباً منها) أي كلما يكون أقرب منها في الجوانب الأربعة فهو أفضل للمساعدة في الحمل عند 
الحاجة» ولزيادة التذكر فى أمر الآخرة. (والسقط) بتثليث السين لشي ال ااي شن 
خلقه وفي القاموس السقط مثلثة الولد لغير تمام. اه. وهو أتم بالمرام في هذا المقام ويؤيده 
قوله (يصلى عليه) قال المظهر: إنما يصلى عليه إذا استهل صارخاً ثم مات عند أبي حنيفة 
والشافعي» وقال أحمد: يصلى عليه إذا كان له أربعة أشهر وعشرء في البطن ونفخ فيه الروح 
وإن لم يستهل قال ابن الهمام: الاستهلال أن يكون منه ما يدل على الحياة من حركة عضو أو 
رفع صوت والمعتبر في ذلك خروج أكثره حياً» SS‏ 
وفي الأقل لا وقد روي النسائي عن المغيرة ة بن مسلم عن أب عضيل حي 
صلي عليهء وورث“ قال النسائي : وللمغيرة تن ملا قل معاد خا مقف ا الحاكم عن 

سفيان عن أبي الزبير قال: هذا إسناد صحيح”' وعن جابر رفعه الطفل لا يصلى عليه ولا 
يورث حتى يستهل أخرجه الترمذي والنسائي وابن 08 "» وصححه ابن حبان والحاكم قال 
الترمذي: روي موقوفاً ومرفوعاً وكان الموقوف أصعم” “ وأنت سمعت غير مرة أن المختار في 
تعارض الوقف» والرفع تقديم الرفع لا الترجيح بالأحفظ والأكثر بعد وجود أصل الضبط 
والعدالة» وأما معارضته بما رواه الترمذي من حديث المغيرة وصححه أنه عليه الصلاة والسلام 
قال: السقط يصلى عليه“ الخ فساقطة إذا لحصر مقدم على الاطلاق عند التعارض . (ويدعى 
لوالديه) أي إن كانا مسلمين (بالمغفرة) وفى رواية بالعافية (والرحمة) نقل ميرك عن الأزهار أنه 
ابس« الود ب#الاتصار عل دل يس رست ا قله الله اح ها بوه 
وسلفاً وذخراً وعظة واعتباراً وثقل به موازينهما 0 ولا تفتنهما بعده 
واغفر لهما وله. اه. ويستحب عندنا بعد التكبيرة الأولى» أن يقرأ سبحانك اللهم وبحمدك إلى 
آخره وبعد الثانية» الصلاة على النبي يي كما في التشهد وبعد الثالثة اللهم اغفر لحينا إلى 


۰ ابن ماجه في السنن ج ر‎ )١( 

فم الحاكم في المستدرك .۳٦۳/١‏ 

(۳) أخرجه الترمذي في السنن الحديث رقم 5575. 

AY فتح القدير‎ )٤( 

)0( 0 مناه ا مك ل لق عدا | داود. 








كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۳۷ 
رواه أبو داود 5 


في رواية أحمد. والترمذيٌ» والنّسائى» وابن ماجهء قال : «الرّاكبُ خلفَ الجنازة 


۰ 


والماشي حيثٌ شاءَ منهاء والطفل يُصلى عليه». وى" ا و و 


4 (۲۳) وعن الزُهريٌء عن سالمء عن أبيه» قال : رأيتُ رسو الله ية وأبا 
بكر وعمرٌ يمشونٌ أمامٌ الجنازة. 





آخره» كما سيأتي وإن كان صغيراً اللهم اجعله لنا فرطاًء واجعله لنا ذخرأًء واجعله لنا شافعاً 
مشفعاً. (رواه أبو داود وفي رواية أحمد والترمذي) قال ميرك: وقال: حسن صحيح (والنسائي 
وابن ماجه قال: الراكب خلف الجنازة) أي يسير ولصحة إسناده» حكى الرافعي في شرح 
المسند كالخطابي الاتفاق على أن الأفضل للراكب أن يسير خلف الجنازة» ومن الغريب قول 
التؤوي في الروضة الجن عن جما العلماة أن لانن أعامها واد قاذ راكنا لعدر أ 
غير عذرء لما صح أنه َي كان يمشي أمام الجنازة. اه. ووجه الغرابة ظاهرء لأنه ما ورد أنه 
كه تقدم على الجنازة راكباً ولو ورد وصح كان معارضاً يحتاج إلى مرجح . (والماشي حيث 
شاء منها) أي يمشي حيث أراد من الجهات أي في حوالها"'“. (والطفل يصلي عليه) في 
القاموس الطفل بالكسر الصغير من كل شيء والمولود (وفي المصابيح). 


۸ (عن المغيرة بن زياد) أي بدل عن المغيرة بن شعبة قال التوربشتي والقاضي : 
قوله عن المغيرة بن زياد سهو ولعله من خطأ الناسخ إذ ليس في عدد الصحابة والتابعين أحد 
بهذا الاسم والنسب وقال ميرك: والحديث روي في ستن ابي داود عن زياد بن جبير عن 
أبيه» عن المغيرة بن شعبة فما في المصابيح خبط من الكتاب (وعن الزهري عن سالم عن أبيه) 
أي عبد الله بن عمر (قال: رأيت رسول الله كل وأبا بكر وعمرء يمشون أمام الجنازة) قال 
الطيبي: بهذا الحديث استدل الشافعى وأحمد وقال أبو حنيفة: بالحديث الآتى وعلة المشى 
خلف الجنازة انتباه الناس» واعتبارهم بالنظر إليها وقدامها كأنهم شفعاء الميت إلى الله تعالى 
والشفيع يمشي قدام المشفوع لهء قلت: ويزاد في الأول ليكون مستعداً للمساعدة والمعاونة في 
حمل الجنازة عند الحاجة» وإيماء إلى أنهم كالمودّعين وإشارة إلى أنه من السابقين وإنهم من 
اللاحقين قال ابن الهمام: الأفضل للمشيع للجنازة المشي خلفهاء ويجوز أمامها إلا أن يتباعد ؛: 
عنها أو يتقدم الكل فيكره ولا يمشي عن يمينها ولا عن شمالها”'' أقول هذا مخالف أ 





)١(‏ لم أجده بهذا اللفظ عند الترمذي بل هو عند أبى داود. 

الحديث رقم 1778: أخرجه أبو داود في السنن 0177/7. حديث رقم ۱۷۹". والترمذي في السنن ”/ 
4 حديث رقم .1٠١7‏ والنسائي 3/5 حديث رقم .۱۹٤٤‏ وابن ماجه /١‏ 48 حديث رقم 
8 . ومالك في الموطأ 775/١‏ حديث رقم ۸ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند ۸/۲. 


(۲) فتح القدير ۲/ .٩۷‏ 


عر ی عر حصي ےہ ےھ عر رمعي ل بر ا ےی عر مص ی برام ENED‏ ل ا و ل ل ر 0 يج ير عضر إن عر ميوقت عط 


7 





EO E E 


-000 م 


۱۳۸ کتاب لجار باب لنشن بالحنازة والملذة ا 


رواه أحمد» وأبو داود» والترمذي› والنسائى» واب ماجه» وقال الترمذي : وأهل الحديث 
کا ر 
)۲٤( 8‏ وعن عبدٍ الله بن مسعودٍء قال : قال وسول الله ار : «الجنازةٌ متبوعة 


ولا تَتبَعُ ليس معها من تقدّمها». رواه الترمذيٌء وأبو داودء وابنُ ماجهء وقال الترمذي: 
وأبو ماجدٍ 


للأحاديث» ولعله محمول على النهي التنزيهي لإدراك العمل بالأفضل قال ويكره لمشيعها رفع 


الصوت بالذكرء والقراءة ويذكر في نفسه وعند الشافعي المشي أمامها أفضل وقد نقل فعل 
السلف على الوجهين» والترجيح بالمعنى هو يقول هم شفعاء والشفيع» يتقدم ليمهد المقصود 
ونحن نقول هم مشيعون فيتأخرون والشفيع المتقدم هو الذي لا يستصحب المشفوع له في 
الشفاعة وما نحن فيه بخلافه» بل قد ثبت شرعاً إلزام تقديمه» حالة الشفاعة له أعني حالة 
الصلاة فثبت شرعاً عدم اعتبار ما اعتبره. (رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه 
قال) وفي نسخة قال (الترمذي وأهل الحديث كأنهم يرونه مرسلا) قال ابن الملك: ليس إسناده 
بقوي. اه. وهو غير صحيح لأنه قال ميرك: عبارة الترمذي» وأهل الحديث كأنهم يرون أن 
الحديث المرسل في ذلك أصح» وبينهما بون بعيد وأورد الترمذي الطريق المتصل في كتابه من 
طريق ابن عيينة وغيره عن الزهري والطريق المرسل عن معمر عن الزهري» قال: كان النبي وي 
وأبو بكر وعمرء يمشون أمام الجنازة. اه. وحكى الترمذي عن البخاري أن المرسل أصح 
وقال النسائى: هذا خطأ والصواب مرسل وقال ابن الملك: حديث الزهري فى هذا مرسل 
أصح من حديث ابن عييئة الذي رفعه وقال: غير هؤلاء سفيان بن عيينة من الحفاظ الاثبات» 


وقد أتى بزيادة على من أرسله فوجب قبولها وقد تابع ابن عيينة على وصله ابن جريج» وزياد 


ابن سعد وغيرهما وقال البيهقي: وممن وصله واستقر على وصله ولم يختلف عليه سفيان بن 
عيينة وهو حجة ثقة كذا في التصحيح . 

۱11۹ - (وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ا : الحنازة متبوعة) أي حقيقة 
وحكماً فيمشي خلفها ولا يتقدم عليها (ولا تتبع) بفتح التاء والباء وبرفع العين على النفي 
وبسكونها على النهي وفي نسخة بتشديد التاء الثانية أي لا تتبع هي الناس فلا تكون عقيبهم وهو 
تصريح بما علم ضمناء ويؤيده ما قد ورد بلفظ امشوا خلف الجنازة» قال الطيبي: مؤكدة لما 
قبلها أي متبوعة وغير تابعة وقوله. (ليس معها من تقدمها) تقرير بعد تقرير والمعنى لا يثبت له 
الآجر. اه. أي الأجر الأكمل فيؤيد المذهب المنصوص» أن المشي وراءها أفضل وما في 
الحديث السابق من المشي أمام الجنازة واقعة حال» فاحتمل أنهم فعلوه للأفضلية» أو لبيان 
الجواز» أو لعارض اقتضى في خصوص تلك الأزمان وال المستعان. (رواه الترمذي وأبو داود 


الحديث رقم 1719: أخرجه أبو داود في السنن ۳/ 570 حديث رقم .۳۱۸٤‏ والترمذي ۳۳۲/۳ حديث 


( رقم .1١1١‏ وابن ماجه 415/١‏ حديث رقم 1484. وأحمد في المسند .415/١‏ 





بر يك ی SE SAS Ab ha‏ ت س ا ہے ١‏ ا 


كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۴۹ 





۹ _(ه5) وعن أبى هريرةً قال: قال زول الله ا : «مَنْ تَبِعَ جنازةٌ وحملها 
ثلا مرّات؛ فقدٌ قضى ما عليه منْ حقها». رواه الترمذي› وقال: هذا حديثٌ غریب . 
١‏ -(155) وقد روي في «شرح السّنة»: أنَّ النبيّ ية حمّلَ جنازة سعدٍ بن مُعَاذٍ 





وابن ماجه) قال ميرك: كلهم من طريق أبي ماجد عن ابن مسعود (قال الترمذي: وأبو ماجد 
الراوي رجل مجهول) قلت: جهل الراوي المتأخر لا يضر للمجتهد» حيث ثبت الحديث عنده 
وقال به. 


(وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يكهِ: من تبع جنازة» وحملها ثلاث مرار) 
الطريق. يفعل كذلك ثلاث مرات (فقد قضى ما عليه من حقها) بيان لما قال ميرك : أي من 
جهة المعاونة لا من دين» وغيبة ونحوهما. اه. وقد عد ية فيما مر أوّل كتاب الجنائز أن من 
جملة الحقوق التي للمؤمن على المؤمنء أن يشيع جنازته قال غير واحد من العلماء 
المتأخرين : ومحله في غير مبتدع وفاسق معلن كظالم» ومكاس تنقيرا عن حالته القبيحة . (رواه 
الترمذي وقال: هذا حديث غريب). 

1١‏ (وقد روي) أي المصنف وفي نسخة بصيغة المجهول (في شرح السنة أن 
النبي لا حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين) بفتح العين أي عمودي الجنازة قاله 
الطيبي قال ميرك نقلاً عن الأزهار: هذا مذهب الشافعي» بأن يحملها ثلاثة يقف أحدهم 
قدامها ر بين العمودين ادن E‏ كل واجلاءمتينا بعت a‏ علق a‏ هذا عند 
حمل الجنازة من الأرض» ثم لا بأس بأن يعاونهم من شاء كيف شاء والأفضل عند أبي 
حنيفة التربيع بأن يحملها أربعة يأخذ كل واحد عموداً على عاتقه. اه. وروي ابن سعد 
في الطبقات بسند ضعيف أنه ييا حمل جنازة سعد بن معاذ من بيته بين العمودين خرج 
به من الدار قال الواقدي: والدار يكون ثلاثين ذراعاً قال النووي فى الخلاصة: ورواه 
الشافعي بسند ضعيف. اه. إلا أن الآثار في الباب ثابتة عن الصحابة وغيرهم قال ابن 
الهمام : بعد ما سرد تلك الآثار قلنا هذه موقوفات» والمرفوع منها ضعيف ثم هي وقائع 
حال فاحتمل كون ذلك فعلوه لأنه سنة أو لعارض اقتضى فى خصوص تلك الأوقات» 
وقد قال ابن مسعود: من اتبع الجنازة فليأخذ بجوانب السرير الأربعة : وروي محمد بن 
الحسن أنبأنا أبو حنيفة» حدثنا منصور بن المعتمر قال: من السنة حمل الجنازة بجوانب 
السرير الأربعة. ورواه ابن ماجه ولفظه من اتبع الجنازة فليأخذ بجوانب السرير كلها فإنه 





E as : أخرجه الترملي‎ : e الحديث‎ 











١‏ كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 


7 (۲۷) وعن وباد قال: خرّجنا مع النبئّ ل فى جنازة» فرأى ناساً ركباناًء 
فقال: «ألاً تستحيُونٌ؟! إِنَّ ملائكة الله على أقدايهم» وأنتُمْ على ظُهورٍ الدَّوابُ؛. رواه 
الترمذيٰ› وابن ٠‏ ماجه. لق لو A‏ قال الترمذي : وقد روي عن ثوبانَ موقوفاً. 


۳ - (۲۸) وعن ابن عبّاس: أنّ النبيّ ية قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب. رواه 
الترمذي. 


نع الوا توي الراك لاهن عر السلا زرززة خلازها اساي بن ينيقي السلت 
فلعارض ولا يجب على المناظر تعيبنه" . 

11۷۲ - لوعن ثوبان قال خرجنا مع النبي) وفي نسخة مع رسرل الله 9ل في جنازة فراى 
ناساً ركباناً) يحمل على أنهم كانوا قدام الجنازة» أو طرفها لثلا ينافي ما سبق من قوله اة يسير 
الراكب خلف الجنازة أي حالة المراجعة (فقال ألا تستحيون أن) بالكسر (ملائكة الله على 
أقدامهم. وأنتم على ظهور الدواب) في الأزهار الركوب خلف الجنازة لأنه تنعم وتلذذ وهو غير 
لائق في مثل هذه الحالة. قلت: حمل فعل الصحابة على هذا لا سيما في حضرته يي وهو 
ماش مستبعد جداًء قال: والجمع بين هذا الحديثء وبين قوله يك يسير الراكب خلف 
الجنازة”" إن ذلك في حق المعذور بمرض أو شللء أو عرج ونحو ذلك ا 
المعذور. اه. وجمعنا السابق أجمع من جمعه اللاحق ثم قال حديث ثوبان بأن يدل على أن 
الملائكة تحضر الجنازة والظاهر أن ذلك عام مع المسلمين بالرحمة ومع الكفار باللعنة قال 
انس: مرت جنازة برسول الله َو فقام» فقيل إنها جنازة يهودي فقال إنا قمنا للملائكة رواه 
النسائي . اه. وفيه إيماء إلى ندب القيام لتعظيم الفضلاء والكبراء. (رواه الترمذي وابن ماجه) 
أي بهذا اللفظ (وروي أبو داود نحوه) أي بمعناه وهو أنه َة أتى بدابة وهو مع جنازة فأبى أن 
يركب فلما انصرف أتى بدابة فركب فقيل : له فقال إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب 
وهم يمشون» فلما ذهبوا ركبت (قال الترمذي: وقد روي عن ثوبان موقوفاً) لکن يرجح 
المرفوع كما تقدم مع أن هذا الموقوف في حكم المرفوع لأن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي. 

177 (وعن ابن عباس أن النبي ية قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب) قال ابن الملك: 
وبه قال الشافعي: قلت: مع عدم تعيين دلالته على أن القراءة كانت على الميت» أو في الصلاة 


.)١41/8( ابن ماجه في السنن الحديث رقم‎ )١( 

(۲) فتح القدير 45/7. 

الحديث رقم ۱١۷۲‏ : أخرجه أبو داود في السنن 7/7 .07١‏ حديث رقم ۳۱۷۷. والترمذي ۳۳۳/۳ حديث 
رقم ۱۰۱۲. ابن ماجه 410/١‏ حديث رقم .148٠‏ 

)۳( أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ٥۲۲‏ حديث رقم ۳۱۸۰. والترمذي حديث رقم .٠٠۳۱‏ 

الحديث رقم ٠١۷۳‏ : أخرجه الترمذي في السنن ۳٤٠١/۳‏ حديث رقم 75 ٠‏ . وابن ماجه ٤۷۹/۱‏ حديث 

ا 








م بدن رعسو سوه رمس رعس 





RE :‏ ی برقا منود وساي المعو عر ععي بك 


كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها ۱٤١‏ 





وأبو داود» وابنٌ ماجه . 
4 (۲۹) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ي : «إذا صِلْيكُمْ على الميّتء 
فأخلصوا له الدعاءً» . رواه أبو داودء وابن ماجه . 


066 (۳۰) وعنه» قال: كان رسول الله ية إذا صلّى على الجنازةء قال: «اللهًُ 
اغفْر لحيّنا وميّتناء وشاهدنا وغائبناء وصغيرنا وكبيرناء 





عليه وبعد أي تكبيرة من تكبيراتها الحديث ضعيف لا يصح الاستدلال به. (رواه الترمذي) وقال 2 
ليس إسناده بذلك القوي. اه. قال ميرك: يشير إلى أن في سنده أبا شيبة إبراهيم بن عثمان 5 
الواسطي» وهو ضعيف منكر الحديث . (وأبو داود) قال ميرك: ولفظه عن طلحة بن عبد الله بن ^ 


عوف» قال : صليت على الجنازة مع ابن عباس قرأ بفاتحة الكتاب» فقال: إنها من السنة. اه. 
فنسبة الحديث مرفوعاً إلى أبي داود غير صحيح . (وابن ماجه) . 


4 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله بكِ: إذا صليتم على الميت» فاخلصوا له :١‏ 
الدعاء) قال ابن الملك: أي ادعوا له بالاعتقاد والاخلاص . اه. ويمكن أن يكون معناه اجعلوا 7 
الدعاء خالصاً له في القلب» وإن كان عاماً في اللفظ. وأغرب صاحب الأزهار على ما نقله ٠١‏ 
ميرك عنه أنه قال: فيه دليل على وجوب تخصيص الميت بالدعاء» ولا يكفي التعميم وهو ١‏ 
الأصح. اه. وقال ابن حجر: الدعاء للميت بخصوصه بعد التكبيرة الثالثة» ركن ويرده أن ٠‏ 


أكثر الأحاديث الصحيحة» وردت بلفظ العموم مع أن وجوب الدعاء مطلقاً غير ثابت عندنا. 
(رواه أبو داود) قال ميرك : وسكت عليه (وابن ماجه) قال ابن حجر: وصححه ابن حبان. 


۱٥۵‏ - (وعنه) آي عن ات هريرة (قال: كان رسول الله َة إذا صلى على الجنازة. 


قال : اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا) أي حاضرنا (وغائبنا) قال ميرك: وجه الجمع بين تعميم ٠‏ 
هذا الحديث وتخصيص ما مر الجمع بين الدعاءين للميت» خاصة وللمسلمين عامة. اه. لا ا 
منع من الجمع لكن الكلام في الورود وإذا ورد ففي الوجوب (وصغيرنا وكبيرنا) قال ابن 1 
حجر: الدعاء في حق الصغير لرفع الدرجات . اه. ويدفعه ما ورد أنه ية صلى على طفل لم ١أ‏ 
يعمل خطيئة قطء فقال: اللهم قه عذاب القبر» وضيقه ويمكن أن يكون المراد بالصغير والكبير ” 
الشاب والشيخ فلا إشكال وتكلف ابن الملك وغيره ونقل التوربشتي عن الطحاوي أنه سئل 3 
عن معنى الاستغفار للصبيان» مع أنه لا ذنب لهم فقال: معناه السؤال من الله أن يغفر له ما أ 


الحديث رقم 150/4: أخرجه أبو داود فى السئن ۳ حديث رقم 8". وابن ماجه 48٠١/١‏ حديث أ 


رقم .۱٤۹۷‏ 
)١(‏ في المخطوطة «أكرم». 


الحديث رقم 15178: أخرجه الترمذي في السنن ۳٤٤/۳‏ حديث رقم 5؟١٠.‏ وابن ماجه 48٠١/١‏ حديث ١!‏ 


رقم .١14948‏ وأحمد في المسند ۳۹۸/۲.. 





EY‏ 0 كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 


ا وأنثاناء الله مَنْ أحيّيتّه ما فأخيه على الإسلام» ومن توفْيته من توه عَلَى الإيمان» 
' اللهُمٌ لا تحرِمنا أجرّهء ولا تَمْنَا بعدّه». رواه أحمدء وأبو داود» والترمذي» وابنُ ماجه. 


75 (1") ورواه النسائيٌ عن إبراهيم الأشهّليء عن أبيه» وانتهثٌ روايثه عند 


' قوله: «وأنثانا». وفي رواية أبي داود: «فأخيه على الإيمان»ء وتوقّه على الإسلام»» وفي 


آخره: «ولا تُضلَنا بعدّه» . 


٤‏ كتب له في اللوح المحفوظ أن يفعله بعد البلوغ من الذنوب» حتى إذا كان فعله كان مغفوراً 
وإلا فالصغير غير مكلف لا حاجة له إلى الاستغفار. اه. وسيأتى زيادة تحقيق لهذا المبحث 
في أواخر الفصل الثالث» من هذا الباب والله أعلم بالصواب. (وذكرنا وأنثانا) قال الطيبي : 
:: المقصود من القرائن الأربع الشمول» والاستيعاب فلا يحمل على التخصيص نظرا إلى مفردات 
٠‏ التركيب؛ كأنه قيل: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات» كلهم أجمعين. فهي من الكناية الزبدية 
۽ يدل عليه جمعه في قوله. (اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام) أي الاستسلام والانقياد 
: للأوامر والنواهي (ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان) أي التصديق القلبي» إذ لا نافع حينئذ 


غيره. (اللهم لا تحرمنا) قال ابن حجر: بضم أوله وفتحه أقول الفتح هو الصحيح وهو 


8 الموجود في النسخ المصححة وفي القاموس الضم لغة. (أجره) قال ابن الملك: أي أجر 
م الإيمان أقول الصواب أجر الميت أو أجر المؤمن. (ولا تفتنا بعده) أي لا تجعلنا مفتونين بعد 
الميت بل اجعلنا معتبرين بموته عن موتنا ومستعدين لرحلتنا وفي المصابيح› ولا تضلنا قال ابن 
الملك: وفي بعض النسخ ولا تفتنا أي لا تلق علينا الفتنة بعد الإيمان» والمراد بها ههنا خلاف 


1 مقتضى الإيمان. (رواه أحمد وأبو داود والترمذي) قال ميرك: وقال: حسن صحيح ورواه 


' الشاكم وقال :© مح على شرظ مسل ا (واين ماتجة): 


۱٢‏ - (ورواه النسائي› عن إبراهيم الأشهلي عن أبيه وانتهت روايته) أي رواية النسائي 


١‏ (عند قوله وانثانا وفي رواية أبي داود فأحيه على الإيمان وتوفه على الإسلام وفي آخره) استروح 
ابن حجر فقال: ومعناهما صحيح أيضاً فإنهما وإن اختلفا مفهوما وما اتحدا ما صدقا. اه. , 
٠‏ وكأنه ما فهم تحقيق الطيبي» وتدقيقه الآتي (ولا تضلنا بعده) قال الطيبي فإن قلت ما الحكمة 
٠‏ في تأخير الإيمان عن الإسلام في الرواية الأولى» وتقديمه عليه في الثانية قلت: التنبيه على 


0 


2:1 


:. أنهما يعبران عن الدين كما هو مذهب السلف الصالح» ويحتمل أن يقال ورد الإسلام بمعنيين 
أحدهما الانقيادء وإظهار الأعمال الصالحة وهو دون الإيمان وفى الرواية الأولى أشير إلى 


/. ترجيح الأعمال في الحياة والإيمان» عند الممات قلت: في العبارة مناقشة لا تخفى قال: وهذه 
: مرتبة العوام والثانی اخلاص العمل والاستسلام» وهذه مرتبة الخواص والرواية الثانية مشيرة 


)١( 7‏ الحاكم في المستدرك ۳۹۳/۲. 


14 الحديث رقم 5 أخرجه أبو داود فى السنن ۳/ ٠۳۹‏ حديث رقم "١‏ والترمذي ۷٤١/٤‏ حديث 


1 رقم 1945. 











مسرم N NE‏ وسو ع N‏ ر ا ر ولع افيد کے و فى کر فر کک عي مسري م و E‏ 


كتاب 223 باب الي اا والصلاة 00 4۳ 1 


۷ --_ (۳۲) وعن واثلةً بن الأسقع» قال: صَلْى بنا رسولٌ اله على رجل من |" 1 


المسلمينّ» فُسمعتة يقول: «اللّهمْ ! إل فلانَ أبن فلان في ذَمِّتِكَ وحبلٍ جوارك› فقه من فتنة 
القبر وعذاب النّارء وأنتَ أهل الوفاءِ والحقٌء اللهُمَ اغفِرْ لهُء وارحمهء 5 





إلى هذا. اه. والأظهر أن يقال الإسلام ثمرات الإيمان» من الأقوال والأفعال والأحوال “٠‏ 
فيناسب حال الحياة القيام بتكاليف الأثقال» والإيمان حقيقة التصديق والاعتقاد على وجه ٠‏ 
التحقيق فيلائمه حال الممات» فإنه عاجز عن الإتيان باركان الإسلام والله أعلم بحقيقة المرام 
فالرواية المشهورة هي العمدة والرواية الأخرى أما من تصرفات الرواة نسياناً أو بناء على زعم 2 
أنه لا فرق بين التقديم» والتأخير وجواز النقل بالمعنى» أو يقال فاحيه على الإيمان» أي 1 
وتوابعه. من الأركان وتوفه على الإسلام» أي على الانقياد والتسليم لأن الموت مقدمة #يوم لا 0 
ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والله بكل شيء عليم 4 . ا 


۷ - (وعن واثلة بن الأسقع قال: صلى بنا رسول الله ية على رجل من المسلمين» “١‏ 
فسمعته يقول اللهم إن فلان ابن فلان في ذمتك) أي أمانك لأنه مؤمن بك (وحبل جوارك) بكسر 
الجيم قيل: عطف تفسيري» وقيل: الحبل العهد أي في كنف حفظك» وعهد طاعتك» وقيل: 
أي في سبيل قربك وهو الإيمان والأظهر أن المعنى أنه متعلق وتمسك بالقرآن كما قال تعالى: "2 
«واعتصموا يحبل الله € [آل غمران  ١١‏ وفسره جمهؤر المفسرين» بكعاب الله تعالى إلا 
والمراد بالجوار الأمانء والإضافة بيانية يعني الحبل الذي يورث الاعتصام به الأمن والأمان» ‏ 7 
والإسلام والإيمان والمعرفة والإتقان وغير ذلك من مراتب الإحسان» ومنازل الجنان قال 
تعالى: #فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها »© [البقرة 

- 557؟] وفي النهاية كان من عادة العرب أذ يحب عدوا يندا ركان الرجل إذا أراد السفرء 1 
أخذ عهداً من سيد كل قبيلة فيأمن به ما دام مجاوراً أرضه حتى ب: ينتهي إلى آخر فيأخذ مثل ٠‏ 
ذلك فهذا حبل الجوار أو هو من الاجارة والأمان والنصرة ووا الأمان» والعهد قال 2 
الطيبي : الثاني أظهر وقوله وحبل جوارك» بيان لقوله في ذمتك نحو أعجبني زيد وكرمه 
والأصل أن فلاناً في عهدك فنسب إلى الجوار ما كان منسوباً إلى الله تعالى» > فجعل للجوار 
عهداً مبالغة فى كمال حمايته فالحبل مستعار للعهد لما فيه من التوثقة» وعقد القول بالإيمان 
المؤكدة. (فقه) بالضمير أو بهاء السكت (من فتنة القبر وعذاب النار) أي امتحان السؤال فيه أو 
من أنواع عذابه من الضغطة والظلمة وغيرهما. (وأنت أهل الوفاء) أي بالوعد فإنك لا تخلف 
الميعاد قال الطيبي: تجريد لاستعارة الحبل للعهدء لأن الوفاء يناسب العهد. (والحق) أي أنت ” 
أهل بأن تحق بالحق» وأهله والمضاف مقدر أي أنت أهل الحق أو أنت أهل الثبوت» بما ثبت ١‏ 
عنك إشارة إلى قوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة € [المدثر ‏ 55] أي هو أهل أن ١‏ 


الحديث رقم 117 أخرجه أبو داود فى السنن ۴۳ حديث رقم 5707. وابن ماجه 48١/١‏ حديث 
رقم .١499‏ 


Ef‏ كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 





0 إِنّك أنت الغفورٌ الرّحيم». رواه أبو داود وابن ماجه. 


4--(7") وعن ابن عمرء قال: قال رسول الله ی : «اذكُروا محاسِنَ موتاكمء 


وکوا عن مساويهم». رواه أبو داود. والترمذي . 


۹ -(4") وعن نافع أبي غالب» قال: صلّيتٌ مع أنس بن مالكِ على جنازة 


: رجل» فقام جيال رأسهء ثمّ جاؤوا بجَنازةٍ امرأةٍ من قرّيش» 





4 يتقى شرکه» ويرجى مغفرته (اللهم اغفر له وارحمه) لا ريب أن المقصود من صلاة الجنازة» 
) هو الدعاء على الميت بالخصوص سواء حصل في ضمن العموم أو غيره. (إنك أنت الغفور) 
أي كثير المغفرة للسيئات (الرحيم) كثير المرحمة بقبول الطاعات» والتفضل بتضاعف 


الحسنات» (رواه أبو داود) قال ميرك : وسكت عليه وأقره المنذري (وابن ماجه) . 


1 نان ن رن قي قا ا ف الفا تنزل الرس 
٠‏ (وكفوا) أمر للوجوب أي امتنعوا (عن مساويهم) جمع سوء على خلاف القياس أيضاً قال 


العطيبي : قد سبق إن ذكر الصالحين محاسن الموتى» ومساويهم مؤثر في حال الموتى فأمروا 

بنفع الغير» ونهوا عن ضرره وأما غير الصالحين فأثر النفع» والضرر راح جع إليهم فعليهم أن 
SE‏ اه. و ا ا 
إلا أن يحفظ التاريخ بتأخير هذا الحديث عنه مع أنه يمكن الجمع بأن الأول عند قرب الموت» 
ركان بحن جك SS ١‏ على الجن العا لجن E a‏ 
ونظيره شهادة الأربع والأقل بالقذف. والله أعلم قال حجة الإسلام» غيبة الميت أشد من 


0 الحي» وذلك لأن عفو الحي واستحلاله ممكن ومتوقع في الدنيا بخللاف الميت وفي الأزهار 
: قال العلماء: وإذا رأى الغاسل من الميت ما يعجبه» كاستنارة وجهه وطيب ريحه» وسرعة 


0 انقلابه على المغتسل استحب أن يتحدث به وإن رأى ما يكره كنيته وسواد وجهه»› أو بدنه أو 


2 انقلاب صورته حرم أن يتحدث به (رواه أبو داود والترمذي) قال ميرك : ورواه ابن حبان في 


صحيحه . 
4849 (وعن نافع) تابعي (أبي غالب) عطف بيان قال الطيبي : كأن الكنية كانت أشهر 
وأعرف فجيء بها بياناً لنافع (قال: صليت مع أنس بن مالك على جنازة رجل) أي عبدالله بن 


عمر على ما سبق (فقام حيال رأسه) بكسر الحاءء أي حذاءه ومقابله (ثم جاؤوا بجنازة امرأة من 


الحديث رقم 4 أخرجه أبو داود في السنن ۲٠٠/١‏ حديث رقم ٠‏ . وأخرجه الترمذي ۳/ ۳۳۹ 
حديث رقم .1١19‏ 

الحديث رقم 8 : أخرجه أبو داود في السنن ٥۳۳/۳‏ حديث رقم .۳۱۹٤‏ والترمذي ۳/ ۳٣۲‏ حديث 
رقم .٠١4‏ وابن ماجه .٤۷۹/۱‏ حديث رقم .۱٤۹٤‏ 





كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 4 


فقالوا: يا أبا حمزة! صل عَليهاء فقامَ جيال وسط السّريرء فقالَ له العلاءُ بنُ زياد: هكذا ٠‏ 
رأيت رسول الله َة قا على الجَنازة مَقامكَ منها؟ ومنّ الرّجل مَقامكَ منة؟ قال: نَعمْ. رواه 
الترمذي وابنٌ ماجه . وفي رواية أبي داود نحو مع زيادة» وفيه : فقام عند عجيزة المرأة. 


الفصل الثالث 


١ عن عبدٍ الرّحمن بن أبي ليلى» قال: كان ابنُ نيف وقيسٌ بن سَعَدٍ‎ )”0(- ٩ 
:' قَاعِدَينِ بالقادسيّة؛ فَمُرٌ عليهما بجنازة» فقاماء فقيل لهما: إِنَّها من أهل الأرض» أي مِن‎ 


قريش) وفيما تقدم امرأة أنصارية فالقضية إما متعددة وإما متحدة» فتكون المرأة قرشية أنصارية. 
(فقالوا) أي أولياؤها (يا أبا حمزة) كنية أنس (صل عليها فقام حيال وسط السرير) بسكون ١‏ 
الوسط وفتحه (فقال له العلاء بن زياد هكذا) بحذف حرف الاستفهام (رأيت رسول الله كل قام ١‏ 
على الجنازة) أي من المرأة (مقامك منها ومن الرجل مقامك منه قال نعم) في الأزهار أخذ أ 
الشافعي بهذا الحديث وقال أبو حنيفة: يقف عند صدر الميت» رجلا كان أو امرأة وقال ٠١‏ 
مالك: يقف عند وسط الرجل» وعند منكبي المرأة بعكس الحديث نقله ميرك وقد تقدم © 
الحديث بأبسط من هذا وسبق الكلام فيه من ابن الهمام على وجه التمام» وقد استفيد من نقل “١‏ 
الأزهار هذا أن الشافعي ومالكا في طرفي التناقض والتدافع» وإن أبا حنيفة على حد الوسط ٠‏ 
والتمانع ويمكن الجمع بأن القصد هو الصدرء الذي هو الوسط ولكن على جهة التقدير لا على ٠١‏ 
وجه التحقيق فتارة وقع من بعض السلف وقوفهم إلى ما يلي الرأس» وأخرى إلى ما يلي 
الرجلء فحصل الخلاف بمقتضى الاختلاف وأما قول النووي وزعم أنه وقف عند صدره غلط 
صريح؛ فمردود بأن أحمد رواه صريحاً وسنده حسن إن لم يكن صحيحاً (رواه الترمذي وابن 7 
ماجه) أي بهذا اللفظ (وفي رواية أبي داود ونحوه) أي بمعناه ه (مع زيادة) وقد تقدمت في نقل ٠٠‏ 
ابن الهمام (وفيه) أي في كتاب أبي داود (فقام) أي أنس (عند عجيزة المرأة) بفتح مهملة وكسر 7 

جيم قال الطيبي العجيزة والعجز وهي للمرآة» خاصة والعجز مؤخر الشيء. 


(الفصل الثالث) 1 
(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) قال المؤلف: هو في الطبقة الأولى» من تابعي ٠‏ 
الكوفيين (قال: كان سهل بن حنيف) بالتصغير (وقيس بن سعد) صحابيان جليلان أنصاريان 
قاله ابن حجر (قاعدين بالقادسية) بكسر الدال وتشديد الياء موضع بينه وبين الكوفة» خمسة ١‏ 
عشر ميلا (فمر عليهما بجنازة فقاما فقيل: لهما أنها) أي الجنازة (من أهل الأرض) قال الطيبي : 
الأرض ههنا كناية عن الرذالة والسفالة قال تعالى: #ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى ١‏ 


الحديث رقم :158٠‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۲٠١/۳‏ حديث رقم .٠١٠١‏ والبخاري في صحيحه ٩‏ 
714/8 حديث رقم 1737 ١‏ 





١‏ كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها 


ل ل و ال بج طيخن 


13 





أهل الذَّمّة» فقالا: إِنَّ رسول اللَّهِ يله مرّث به جنازةٌ فقام. فقيل لهُ: إِنَّها جنازةٌ يهودي. ٠‏ 
فقال: «أليسّت نفساً؟» متفق عليه . 


١‏ -(5”) وعن عُبادةٌ بن الصّامتِ» قال: كان رسول الله اة إذا َي جنازة لم 


:! يقعْذْ حتى توضعٌ في اللحْدٍء فعرض له حَبرٌ من اليهودء فقال له: إِنّا هكذا نصنَعٌُ يا محمَّدٌ! 


4 قال : لرل الله َة وقال : «خالِفوهُم». رواه الترمذيٌ. وأبو داود» وابنٰ ماجه» 


1 
1 
i 


٠‏ وقال الترمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ» وبشرٌ بنُ رافع الراوي ليس بالقويّ. 


61 (۳۷) وعن عليّ» قال رضي الله عنه: كان رسول الله اء أمرّنا بالقِيام في 


الجنازة» ثم جلس بعد ذلك وأمرّنا بالجلوس . رواه حمل 


, الأرض € [الأعراف ‏ 176] أي مال إلى السفالة ولذلك قال أحد الرواة» تفسيراً (أي من 


فل ال وقيل: أي فين لأ تسد روه ]لل ليسا وترف إلى الارن ((ققالاً إن رشو ل الله 
٠‏ يكل مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي) يحتمل أنه للجنس فلا ينافي ما مر أنها 
يهودية أو أنهما واقعتان وفي بعض الروايات» أو يهودية وفي بعضها يهودية (فقال أليست 
1 نفساً؟) قال الطيبي : أراد أن هذا الموت فزع كما مر في ا جابر. اه. أو التعظيم لخالق 
. النفس» أو للملائكة الذين يصحبونها وقد ثبت نسخ القيام برواية علي كرم الله وجهه ولعل 


. العذر عدم علمهما بالنسخ أو بعد العلم عملا بالجواز. (متفق عليه). 


0١‏ (وعن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله كل إذا تبع جنازة لم يقعد حتى 


. توضع في اللحد) بفتح اللام وتضم وسكون الحاء الشق وفي جانب القبلة من القبر (فعرض له) 
1 أي ظهر (حبر) بفتح الحاء وتكسر أي عالم (من اليهود فقال) أي الحبر (له) علا (أنا) أي معشر 


اليهود (هكذا نصنع يا محمد قال) أي عبادة (فجلس رسول الله يلِ) أي بعد ما كان واقفاً أو بعد 


الحديث رقم 1581: أخرجه أحمد في المسند /١‏ ۸. 


ذلك (وقال) جمعاً بين الدليل الفعلي» والقولي (خالفوهم) فبقي القول بأن التابع لم يقعد حتى 
توضع عن أعناق الرجال هو الصحيح» وفيه إشارة إلى أن كل سنة تكون شعار أهل البدعة 
. تركها أولى (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وقال الترمذي هذا حديث غريب وبشر بن رافع 
.. الراوي) بسكون الباء أحد رواة هذا الحديث (ليس بالقوي). 


AY‏ (وعن علي قال: كان رسول الله يا أمرنا) أمر وجوب أو ندب (بالقيام في 


٠‏ الجنازة) أي في حال رؤيتهاء وقبل دفنها وبه يندفع قول ابن حجر وهو صريح في النسخ لا 
يقبل تأويلاً (ثم جلس بعد ذلك وأمرنا) تأييداً للفعل بالقول (بالجلوس) وظاهره كراهة القيام بعد 


ذلك وقيل: الأمر للاباحة (رواه أحمد) . 


7 الحديث رقم :158١‏ أخرجه أبو داود في السنن */ 57١‏ حديث رقم 51177. والترمذي ٠٤٠١/۳‏ حديث 


رقم ٠‏ . وابن ماجه 597/١‏ حديث رقم 19246. 





' كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 4۷ 


الحديث رقم 15 : أخرجه النسائي في السنن ٤۷/٤‏ حديث رقم 19117. 





8 (۳۸) وعن محمُّدٍ بن سِيرين» قال: إِنَّ جنازةً مث بالحسن بن عليّ وابنِ 
عباس فقَام الحسنٌ ولم يقّم ابنُ عبّاس» فقال الحسنٌ : أليسٌ قد قامَ رسول الله كا لجنازة 
يهوديٌ؟ قال: نعم ثم جلسٌ . رواه النسائي . 


٠ وعن جعفر بن محمَّدٍء عن أبيه» أن الحسنّ بنَ على كاد جالساً فمُرٌ‎ )۳۹( _-- 4٤ 
عليه بجنازةٍء فقامَ الاس حتى جاورَّتٍ الجنازةٌ. فقال الحسنٌ: إِنّما مُرَ بجنازة يهودِيٌ»‎ 
. وکا رسول الله ية على طريقها جالساًء وكرة أنْ تعلو رأسّه جنازةٌ يهوديّ» فقام‎ 


۳ _ (عن مخمد بن سيرين) بعدم الانصراف» بناء على القول باعتبار المزيدتين 
مطلقاً. (قال: إن جنازة مرت بالحسن بن علي» وان عنامن رضي الله عنهم قا لحن لعدم ٠‏ 
بلوغه”'' النسخ أو حمل النسخ على الوجوب» وجوّز الاستحباب (ولم يقم ابن عباس) عملا 2 
بالنسخ وحملاً للأمر بالجلوس فيما تقدم على الندب أو على الاباحة ار 0 
قام رسول الله بي لجنازة يهودي؟) أي فكيف وهذا جنازة مسلم (قال نعم ثم جلس) أي قال 
نعم قام رسول الله يك أوَلاً ثم جلس» أي ثانياً يعني الفعل الثاني ناسخ للأوّل سيما وقد أكده 
بالأمر بالجلوس على ما سبق وهذا المعنى متعين لا يصح غيره فلا وجه لقول الطيبي الظاهر أن 
يكون ثم جلس من كلام ابن عباس» أي فعل رسول الله َة كلا من ذلك لکن كان جلوسه 
متأخراً فيكون كما سبق من حديث علي کرم الله وجهه. اه. إذ مقتضى مقابلة الظاهر أن يكون 1 
ثم جلس من كلام ابن سيرين والضمير للحسن وهو غير مستحسن» لعدم حصول الجواب من ٠‏ 
ابن عباس بل يكون مصادفة وموافقة وحينئذ ليس لقوله ثم جلس فائدة ولو جعل الضمير في . 
جلس لابن عباس على أنه أقرب لكان تحصيلاً للحاصل والله أعلم. قال ابن حجر: وإنما قال ١‏ 
الحسن لأنه لم يبلغه النسخ ولذا أنكر على ابن عباس تركه للقيام» لكن لما ذكر ابن عباس ما ١‏ 
يدل على النسخ ترك الأنكارء كما هو شأن الكمل» أنه لا قصد لهم إلا محض ظهور الحق أو ٠‏ 
تذكر كلام والده رضي الله عنه (رواه النسائي) . 


615 (وعن جعفر بن محمد) أي الباقر (عن أبيه) أي على بن الحسين (إن الحسن بن ١‏ 
علي كان جالساً فمر عليه بجنازة فقام الناس) أي بعضهم الذين لم يبلغهم النسخ» أو كانوا ١‏ 
قائلين بالاستحباب أو الجواز (حتى جاوزت) أي تعدت (الجنازة) من مقابلتهم (فقال الحسن: ٠‏ 
إنما مر بجنازة يهودي» وكان رسول الله بي على طريقها جالساً وكره أن تعلو رأسهء جنازة ٠.‏ 
يهودي) إيماء إلى أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه. (فقام) أي عن الطريق لهذا فهذا إنكار منه ٠١‏ 
رضي الله عنه على قيام الناس للجنازة» عكس ما سبق منه من الانكار على ابن عباس على عدم : 


الحديث رقم ۱0۸۳ : يخرجه النسائي في السنن 47/4 حديث رقم 1974. 
(1) في المخطوطة «بلوغ». 


لاي ل وب ال وا لا لس ل ا ع AD‏ ل ل ON‏ ا DS‏ ل كت 


A‏ كتاب الجنائز/ باب المشي بالجنازة والصلاة عليها 


رواه النسائى . 


)1١(«- ٥‏ وعن أبى موسى» أنَّ رسول الله ية قال : «إذا مرّثْ بك جنازةٌ يهوديّ 


الملائكة) . رواه ا 

0 15 [410) وعن أنسء أن جنازةً مرّثْ برسول الله اف فقامء فقيل : إِنّها جنازة 
:) يهودِيّ. فقال: «إِنْما قُمتُ للملائكة». رواه النسائيٌ ]. 

N‏ القيام» ولعل هذا متأخر فيكون بعد تفحصه المسألة وتقررها عنده أن قيامه ية إنما كان لهذه 
:]| العلة لأنه اختلفت علل القيام» فجعلت تارة للفزع وأخرى كرامة للملائكة وأخرى كراهية رفعة 
| جنازة اليهودي على رأسه ب والأخرى لم تعتبر شيئاً من ذلك لاختلاف المقامات» ويمكن 


جمع العلل بمعلول واحد إذ العمل بالنيات» ا انكاره على ابن عباس لأنه كان على 


3 0 يق وإنكاره على الناس لأنهم لم يكونوا على الطريق والله أعلم. (رواه النسائي) . 


N 


E 





۸1 ولله تعالي أعلم. 


٥‏ _ (وعن أبي موسى أن رسول الله َة قال إذا مرت بك) أيها الصالح للخطاب 


7 (جنازة يهودي) قدم لتقدم ملتهم أو للترقي وهو الأظهر (أو نصراني أو مسلم) أو فيهما للتنويع 


(فقوموا لها) أفراد الخطاب أوَلاً والجمع ثانياً إشارة إلى تعظيم أبي موسى وعموم الحكم ونظيره 
قوله تعالى: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن € [الطلاق  ]١‏ الآية أو الجمع للتعظيم 


:! أو كاف الخطاب لارادة عموم المخاطب. كقوله تعالى: ذلك يوعظ به من كان منكم » 


[البقرة - ۲۳۲] (فلستم لها تقومون) أي في الحقيقة (إنما تقومون لمن معها من الملائكة) أي 


'| ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب قد يقال هذا مشكل لأنه اثبت القيام لها ثم نفاه عنهاء وقد 


يجاب بأنه أثبته لها باعتبار الصورة ونفاه عنها باعتبار باطن الأمرء والحقيقة وإنكار البليغ على 
رعاية الاعتبارات والحيثيات سائغ شائع › ومنه قضية الرضا بالقضاء واجب والرضا بالكفر كفر 
مع أن الكفر من جملة القضاءء ومنه قوله تعالى: «فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ 
رميت ولكن الله رمى € [الأنفال ‏ ۱۷] هذا ولا ينافيه ما مر من تعليل القيام بأنه لكون الموت» 
فزعا تارة وأخرى بكراهة رفع جنازة يهودية رأس رسول الله يل وأخرى لم تعتبر شيئاً من 
العلل لأنه لا مانع من أن يكون للشيء الواحد علل متعددة» فيذكر في كل مقام ما يليق به من 
الكلام . (رواه أحمد) . 


الحديث رقم 1546: أخرجه أحمد في المسند 1م 

الحديث رقم 15856: هذا الحديث ساقط من مخطوطة المشكاة وكذلك من المرقاة. ولذا لم يشرحه الإمام 
ملا علي. وقد أثبت في نسخة المشكاة المطبوعة [ مشكاة المصابيح 51١/١‏ طبعه المكتب 
الإسلامي. تحقيق ناصر الدين الألباني ]. وقد أثبت الحديث إتماماً للفائدة. وحافظ على ترتيبه كما 
جاء في النسخة المطبوعة. فهو مثبت في المتن فقط دون الشرح. وهو في معنى الحديث السابق 














ی کک و کر و ر و م مسي لے ر پک عر م قري وميد ع له يح عر ميري ل ی بعال يحم ل 
يي 70 E‏ فو ا O‏ فيه Sea TES‏ 0 


كتاب الجنائز/ باب المشى بالجنازة والصلاة عليها ٤۹‏ 0 





۷ )£( وعن مالك بن هبيرةً) قال: معت رسال الله يه يقول: «ما من ال 
ملم و علب تلوت فوفر من ا إلا أوجبّ». . فكانَ مالك إذا استقل ٠‏ 


أهل الجنازة جِرَّأهُم ثلاثة صفوف لهذا الحديث. رواه أبو داود. 


وفي رواية الترمذيُ» قال: كان مالك بن هُبَيْرَةَ إذا صلّى على جنازة فتقال النّاسَ ٠‏ 
عليها جِرَأهُم ثلاثة أجزاءء ثم قال: قال ا الله د «من صلَى عليه ثلاثةٌ صفوفٍ /” 


أوجبٌ». وروى ابن ماجه نحوه. 





۷ _(وعن مالك بن هبيرة) بالتصغير (قال: سمعت رسول الله لا يقول ما من مسلم | 
يموت» فيصلى عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب) أي ذلك الفعل على الله تعالى ١‏ 
(مغفرته) وعدا منه وفضلاً وقد جاء في رواية إلا غفر الله له والتعبير بالايجاب نظر الكون» وعد ” 
لله لا يخلف فهو واجب لغيره صحيح زيادة للتطميع في حسن الرجاء فلا ينافي أنه يجب على ١!‏ 
كل أحد أن يعتقد أنه لا يجب على الله شيء قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك ١‏ 
المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً 4 [المائدة ‏ 17] ثم هو خبر ما والمستثنى منه ٠‏ 
أعم عام الأحوال وفيه دلالة ظاهرة على معنى تأثير الثنايا بالمغفرة قاله الطيبي: وفيه بحث إذ ١‏ 
الفرق بين الثناء عليهء والدعاء له واضح . (فكان مالك) أي ابن هبيرة (إذا استقل أهل الجنازة) ٠‏ 
أي عدهم قليلاً (جزأهم) بالتشديد أي فرقهم وجعل القؤم» الذين يمكن أن يكونوا صفاً واحداً ٠‏ 
(ثلاثة صفوف لهذا الحديث) وفي جعله صفوفاً إشارة إلى كراهة الانفراد قال ابن الملك في :: 
شرح الوقاية”'2: ذكر الكرماني أن أفضل الصفوف في صلاة الجنازة آخرهاء وفي غيرها أوّلها ٠‏ 
اظهاراً للتواضع» ولتكون شفاعته أدعى إلى القبول» ولا يدعو للميت بعد صلاة الجنازة لأنه : 
يشبه الزيادة في صلاة الجنازة. (رواه أبو داود وفي رواية 0 بالاضافة (قال: كان مالك بن ١‏ 
هبيرة إذا صلى) أي أراد الصلاة (على جنازة فتقال الناس عليها) أي المنتظرين تفاعل من القلة ا 
أي رآهم قليلاً وفي نسخة يرفع الناس أي صار الناس قليلاً. (جزأهم ثلاثة أجزاء) أي قسمهم ' 
ثلاثة أقسام» أي شيوخاً وكهولاً وشباباً أو فضلاء وطلبة العلم والعامة ثم قال) أي استد لال ' 
لفعله (قال رسول الله ل : من صلى عليه ثلائة صفوف) وأقل الصف أن يكون اثنين على ل 
الأصح. (أوجب) أي الله تعالى على ذاته بمقتضى وعده مغفرة ذنب عبده. (وروي ابن ماجه ١‏ 


نحوه) أي معناه . 


الحديث رقم 174817: أخرجه أبو داود في السئن ٠٠٤/۳١‏ حديث رقم .5١177‏ والترمذي في السئن ۳/ ر 


۷ حديث رقم ۱۰۲۸. وابن ماجه ٤۷۸/۱‏ حديث رقم 1499. 


' وقاية الرواية في مسائل الهداية. للإمام برهان الشريعة محمود بن عبد الله الحنفي. وشرحه ابن الملك.‎ )١( 
ف اه ا و سردا كم يضها انه حدس وراذ ا ملستاكا بحل اما طلي وك ها‎ 


مرة ثانية من مسودة أبيه والله تعالى أعلم. 
ال ا ا a‏ 


ا 


ر 


١6٠‏ كتاب الحنائز/ باب المشى بالحنازة والصلاة عليها 





)٤۳( 4‏ وعن أبى هريرةً» عن النبئّ ية فى الصلاة على الجنازة: «اللهمٌّ أنت 
٠‏ ربُها وأنتَ خلقتهاء وأنتَ هديتها إلى الإسلام» وأنتَ قبضتَ روحها وأنتَ أعلمُ بسرّها 
` وعلانيتهاء جتنا شُمّعَاء فاغفر له» رواه أبو داود. 


8 (14) وعن اعد ين اديب قال: فللكاوواء الى جور الل دصي الم 
| يعمل خطيئةٌ قط فسمعلة يقول: الله أعِذهُ من عذاب القبر. رواه مالك . 


0 (40) وعن البخاري تعليقاً» 





4 (وعن أبي هريرة عن النبي بي في الصلاة على الجنازة اللهم أن نت ربها) أي 
ينها ملكي رعريها تمهتا (وأنت خلقتها) ابتداء (وأنت هديتها إلى الإسلام) المشتمل 
:على الإيمان انتهاء (وأنت قبضت روحها) أي أمرت بقبض روحها وقال بعض العارفين : نة 
القبض إلى الله حقيقية حيث #قال الله يتوفى الأنفس حين موتها € [الزمر ]٤١‏ والنسبة إلى 
ملك الموت ازن يث فال عر ول : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم » 
[السجدة  ]١١‏ (وأنت أعلم بسرها وعلانيتها) بتخفيف الياء أي باطنها وظاهرها حتى منها 
(جئنا) أي حضرنا (شفعاء) أي بين يديك داعين له بالمغفرة (فاغفر له) فإنك مجيب الدعوات» 
و قاضي الحاجات (رواه أبو داود) ورواه النسائي إلا أن لفظة فاغفر لها. 

ُ 648 (وعن سعيد بن المسيب) بفتح التحتية ويكسر وهو من سادات التابعين (قال: 
صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط) أي أبداً قال ابن حجر: صفة كاشفة إذ 
) لا يتصور في غير بالغ عمل ذنب. اه. ويمكن أن يحمل على المبالغة في نفي الخطيئة عنهء 
ولو صورة (فسمعته) أي أبا هريرة (يقول) أي في صلاته (اللهم أعذه) أي أجره (من عذاب 
م القبر) قال القاضى: يحتمل أن يكون أبو هريرة اعتقد شيئاً سمعه من رسول الله يي من أن 
/ عذاب القبر أمر عام للصغير والكبير» وإن الفتنة تسقط عن الصغير لعدم التكليف في الدنيا وقال 
, ابن عبد البر : عذاب القبر غير فتنة القبر» ولو عذب الله عباده أجمعين كان غير ظالم لهم يعني 
.لا يطلب له دليل من العمل لأنه لا يسئل عما يفعل قال : وقال بعضهم: لض الشراة يعدذات 
القبر هنا العقوبة» ولا السؤال بل مجرد الألم بالغم والحسرة» والوحشة والضغطة وذلك يعم 
. الأطفال وغيرهم كذا ذكره السيوطي في حاشية الموطأ. (رواه مالك) . 

: (وعن البخاري تعليقاً) أي بلا اسناد في الطيبي قال في الارشاد : والتعليق 
۲ مستعمل فيما حذف من مبتدأ اسناده واحد فأكثر واستعمله بعضهم في حذف كل الاسناد كما 
هنا مقاله قال رسول الله يكلِِ: كذا قال ابن عباس: كذا قال سعيد بن المسيب: كذا عن أبي 


الحديث رقم 1584 : أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ٥۳۸‏ حديث رقم .17٠١‏ وأحمد في المسند ؟/408. 
:! الحديث رقم 1588: أخرجه مالك في الموطأ ۲۲۸/۱ حيث رقم ٠۸‏ من كتاب الجنائز. 
حان ووه ا عا ماه و ل E MG‏ 











۰ عي r‏ کک ر ر E‏ 


كتاب ا | ات ا ا ا زي ۱ 


قال: يقرأ الحسنْ على الطفل فاتحةً الكتاب» ويقول: اللهمّ اجعلهُ لنا سلقًاً وفرّطاً وذخراً . 


1 (15) وعن جابرء أنَّ النبى ية قال: «الطفلُ لا يُصلى عليهء ولا يرف “ 
ولا يُورَتُء حتى يستهل) . رواه الترمذي . وابن ماجه إلا أنه لم يذكر: «ولا يورث»). 2 


هريرة (قال) أي البخاري» نقلاً عن الحسن (يقرأ الحسن) أي كان يقرأ (على الطفل فاتحة '“ 
الكتاب) أي بعد التكبيرة الأولى مقام الثناءء وهذا الحديث مع قطع النظر عن تأويله لا يصلح 2 
أن يكون حجة للشافعي» فإن الحسن من جملة المجتهدين وغايته الموافقة (ويقول) أي بعد ٠‏ 
التكبيرة الثالثة . (اللهم اجعله) أي الطفل (لنا سلفاً) بفتحتين في النهاية قيل: هو من سلف ٠‏ 
المالء كأنه قد أسلفه وجعله ثمناً للأجر والثواب الذي يجازي على الصبر عليه» وقيل: سلف 7 
الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه» وذوي قرابته ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف 7 
الصالح . (وفرطا) في النهاية أجراً يتقدمنا وفي الصحاح الفط بالتحريك هو الذي يتقدم القوم 7 
الواردة فيهيىء الارسان والدلاء ويرد الحياض ويستقى لهم (وذخرا) بضم الذال وسكون الخاء / 
أي ذخيرة (وأجراً) أي ثواباً جزيلاً قال ميرك: عبارة البخاري هكذا وقال الحسن: يقرأ أي ٠‏ 
المصلي على الطفل بفاتحة الكتاب» ويقول اللهم اجعله لنا فرطأ وسلفاً وأجراً. اه. فعلى ١‏ 
المصنف أن يقول وعن الحسن أنه قال الخ ثم يقول في آخره رواه البخاري عنه تعليقا فإن ١‏ 
البخاري من جملة المخرجين لا من جملة الرواة الذين التزم المصنف ذكرهمء وأيضاً يفهم من ١‏ 
رواية البخاري أن الحسن كان يأمر بذلك ومن ايراد المصنف [يفهم] أنه [كان] يفعله وبين : 
العبارتين فرق ظاهرء وأيضاً فإن لفظة ذخراً ليست في رواية البخاري كما ترى مع أن في عبارة ' 
المصنف تقديماً وتأخيراً أيضاً تأمل ولعل في نسخة المصنف من البخاري وكان الحسن يقرأ * 
على الطفل» وصحف قال: بكان فوقع فيما وقع. :. 


: (وعن جابر أن النبي بل قال الطفل لا يصلى عليه» ولا يرث ولا يورث حتى‎ 0١ 
3 0 يستهل) في النهاية استهلال الصبي تصويته عند ولادته» وهذا مثال والمدار على ما‎ 
٠ حياته وقد تقدم عن ابن الهمام ما ينفعك في هذا المقام. (رواه الترمذي وابن ماجه إلا أنه) أي‎ 
5 0 ابن ماجه (لم يذكر ولا يورث) وصححه ابن حبان والحاكم''' وقال: إنه على شرط‎ 
٠ ولفظه إذا استهل السقط صلى عليه» وورث لكن اعترض على تصحيحهما له النووي في شرح‎ 
1 اا الت‎ 


الحديث رقم :١1591‏ أخرجه الترمذي في السنن ۳٠۰/۳‏ حديث رقم .٠٠۳۲‏ وابن ماجه 4417/١‏ حديث ١‏ 
ر : 


.۳٠۳/١ الحاكم في المستدرك‎ )١( 


ر ر 2 


or‏ كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


)٤۷(- ۲ |‏ وعن أبي مسعودٍ الأنصاري» قال: نهى رسول الله ية أن يقومَ الإمامُ 
فوقٌ شيء والناسٌ خلقه» يعني أسفلٌ منه. رواه الدارقطني في «المجتبى» في كتاب الجنائز. 


(7) باب دفن الميت 
0 ا 


x‏ شوق الذي هلك فيه: ال ت 


) 


ا و / 


7 . (وعن أبي مسعود الأنصاري) وهو عقبة بن بدر البصري شهد العقبة الثانية ولم 
) يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم بالسيرء وقيل: إنه شهدها والأوّلء هو الأصح ذكره 
: المصنف. (قال: نهى رسول الله ي أن يقوم) أي من أن يقف (الإمام فوق شيء والناس خلفه) 
أ خكااتك ي (يعني أسفل منه) ويعلم النهي عن الکن بالظريق الازلى اروا 
0 الدارقطني ف في المجتبى) أسم لكتاب له (في كتاب الجنائز) فيه إيماء إلى وجه مناسبة ذكره في 
هذا الباب مع أن الأنسب 7 في باب الامامة من هذا الكتاب قال ابن الهمام: ولا تجوز 
الصلاة والميت على دابة أو أيدي الناس لأنه كالإمام» واختلاف المكان مانع من الاقتداء” 
0 ۲ وقال في موضع آخر: وشرط صحتها اسلام الميت» وطهارته ووضعه أمام المصلى فلهذا القيد 
0 لا تجوز على غائب» ولا حاضر على دابة وغيرها ولا موضع يتقدم عليه المصلى وهو كالإمام 
۲ 
من وجه 0. 


(باب دفن الميت) 


( (الفصل الأول) 

1 114۳ - (عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن سعد بن أبي وقاص قال : : في مرضه : 0 
:. هلك فيه) أي مات (الحدوا) بكسر همزة الوصل وفتح الحاء وبقطعها وكسر الحاء (لي) أي 
ر لأجلي (لحدا) مفعول مطلق من بابه أو من غيره أو مفعول به على تجريد في الفعل أ "الجعاوا 
الحديث رقم ۱۹۹۲ : أخرجه أبو داود في السنن ۲ حديث رقم .٥۹۷‏ والدارقطني ۸۸/۲ حديث 

١‏ رقم ١‏ من باب نهي رسول الله أن يقوم الإمام فوق شيء. 

00 فتح القدير ۲/ ۸۹. (۲) فتح القدير ؟/80. 


0 ) الحديث رقم ۱۹۹۲۳ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ 11٥‏ حديث رقم ( ۰ 411( والنسائي /٤‏ 4 
0 ادك لامر اه نيد e‏ 00 








ae ies axak o ا‎ gene r mnn A 
N ETS 8 3 





كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 3 





وانصبوا علي اللْبنَ نصباًء كما صُنعَ برسول الله كلِ. رواه مسلم. 


14 (5) وعن ابنٍ عبّاس» قال: جُعلَ في قبر رسول الله ي قطيفةٌ حمراء. 





لي لحدا في النهايةء اللحد الشق الذي يعمل في جانب القبر لوضع الميت» لأنه قد أميل عن ٠‏ 
وسط القبر إلى جانبه يقال لحدت وألحدت وأصل الإلحاد الميل قال النووي: الحدوا هو ' 
بوصل الهمزة وفتح الحاء ويجوز بقطع الهمزة وكسر الحاءء وفيه استحباب اللحد ونصب اللبن '“ 
فإنه فعل ذلك برسول الله ية باتفاق الصحابة» وقد نقلوا أن عدد لبناته تسع . اه. وفي هذا ” 
الحديث نوع من الإعجاز له أو صنف من الكرامة للصحابة فإنه أمرهم باللحد له» ثم اختلف ” 
الأصحاب واتفق رأيهم على أن أي الحفارين من صاحب اللحد» والشق سبق فالعمل له واختار '. 
الله تعالى له اللحد كما سيأتي وقد قال كَله: اللحد لنا''' ثم قوله لحدا بفتح اللام على ما في ٠‏ 
الأصول وقال ابن حجر بفتح اللام وضمها والتحقيق أن الأول متعين في المعنى المصدري وأما ٠‏ 
المعنى الاسمي» فمشترك فيهما والفتح أفصح كما أشار إليه صاحب القاموس حيث قال: ٠‏ 
اللحد ويضم الشق يكون في عرض القبرء ولحد القبر كمنع وألحده عمل له لحداً والميت ٠‏ 
دفنه. (وانصبوا) بكسر الصاد أي أقيموا (علي) أي فوقي (اللبن) بكسر الباء [في القاموس اللا هْ 
ككتف المضروب من الطين مربعاً للبناء ويقال فيه بالكسر وبكسرتين. (نصبا) أي نصباً ` 
مرصوصاً على وجه العادة (كما صنع برسول الله) أي بقبره (445 رواه مسلم) قال ميرك : 5 ١‏ 
النسائي وابن ماجه» وأحمد وقال ابن الهمام: وهو رواية ابن سعد أنه عليه الصلاة والسلام | 
ألحد وروي ابن حبان في صحيحه عن جابر أنه ألحد ونصب عليه اللبن نصباًء ورفع قبره من :١‏ 
الأرض نحو شبر ثم قال : والسنة عندنا اللحد إلا أن تكون ضرورة من رخو الأرض فيخاف أن : 
ينهار اللحد. فيصار إلى الشق بل ذكر لي أن بعض الأرضين من الرمال يسكنها بعض ` 
الاعراب» لا يتحقق فيها الشق أيضاً بل يوضع الميت ويهال عليه نفسه. 3 

16 (وعن ابن عباس قال: جعل في قبر رسول الله ية قطيفة حمراء) في النهاية 0 
القطيفة هي كساء له خمل وهو المهذب ومته الحديث تعس عبد القطيفة ٠‏ أي الذي يعمل لها ١‏ 
ويهتم بتحصيلها قال النووي وهذه القطيفة ألقاها شقران مولى من موالي رسول الله ية وقال: 1 
كرهت أن يلبسها أحد بعده ية وقد نص الشافعي وغيره من الفقهاءء على كراهة وضع 3 
القطيفة» والمخدة ونحوهما تحت الميت في القبر فقيل : إن ذلك من خواصه َة فلا يحسن .” 
في غيره. اه. وقال الدارقطني نقلاً عن وكيع : : إن ذلك من خصائصه عليه الصلاة والسلام قال 3 
التوربشتي : : وذلك أنه َي كما فارق أهل الدنيا في بعض أحكام حياته» فارقهم في بعض أحكام 3 
مماته فإن الله تعالى حرم على الأرض لحوم الأنبياء. وحق لجسد عصمه الله عن البلى 0 
والاستحالة أن يفرش له في قبره [لأن] المعنى الذي يفرش للحي له لم يزل عنه عنه يو بحكم ١‏ 





.۹۸ - 91/7 فتح القدير‎ )۲( .)۱۷١١( راجع الحديث رقم‎ )١( 


الحديث رقم 1594: أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ ٦٦١‏ حديث رقم (911 - 41۷ والترمذي في السنن ١؛‏ 
۳/ ۹۵ حديث رقم .٠١54‏ والنسائي ۸۱/٤‏ حديث رقم .۲٠٠۲‏ وأحمد في المسند .٠٠١/١‏ 


E A SSR A A TE GAA AR ASAN SN 





١6 4‏ كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


ارواه مسلم . 


6 -_ (۳) وعن سفيانٌ التمّار: أَنَّهُ رأى قبرَ النبئ ية مُسَنّما. رواه البخاري 








٠‏ الموت وليس الأمر في غيره على هذا النمط. اه. وقال بعضهم: تنازع علي والعباس» فقصد 
شقران بوضعها دفع ذلك ذكره ابن حجر وهو بعيد جداً وقال الشيخ العراقي في ألفيته في 
السيرة : 1 
١‏ وفرشت في قبره قطيفة # وقي ل أخرجت وهذا أثبت , 

: وكأنه أشار إلى ما قال ابن عبد البر فى الاستيعاب: إنها أخرجت قبل اهالة التراب» والله 
عدم بالصواب. (رواه مسلم وعن سفيان) هو ابن دينار كوفي من اتباع التابعين (التمار) بتشديد 
الميم الذي يبيع التمر (إنه رأى قبر النبي بل مسنماً) بتشديد النون المفتوحة قال الطيبي: هو أن 
يجمل كهيئة السنام: وهو خلاف تسطيحه وقال السيد جمال الدين: المسنم المحدب» كهيئة 
١‏ :السنام خلاف المسطح وهو المربع قال في الأزهار: احتج مالك وأبو حنيفة» وأحمد بهذا 
االحديث على أن التسنيم في شكل القبور أفضل من التسطيح : وقال الشافعي : التسطيح أفضل» 
لأن القاسم بن محمد قال: رأيت قبر رسول الله ية وأبي بكر وعمر» مبطوحة ببطحاء العرصة 
' الحمراء أي مبسوطة بالرمال» ولا يكون إلا مسطحاً. وروي أنه كَل سطح قبر ابنه ورك عليه 
الماء قال السيد: والظاهر أن قبر رسول الله ييا غير عما كان في القديم» وجعل مسنماً لأن 
أ جداره سقط في زمن الوليد بن عبد الملك» وقيل: في زمن عمر بن عبد العزيز. اه. وتبعه 
ابن حجر وهو غير ظاهرء ولا يظن بهم هذا الظن وفي شرح الهداية لابن الهمام قال أبو 
أحديفة: حدثنا شيخ لنا يرفعه إلى النبي ية أنه نهى عن تربيع القبور» وتخصيصها وروي ابن 
ال ا ل و ا 
الا وقبر أبي بكر وعمرء ناشزة من الأرض وعليها فلق من مدر أبيض”'؟. (رواه البخاري) 
وقال ابن الهمام : ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ولفظه عن سفيان دخلت البيت الذي نيه قبر 
) النبي َك وقبر أبي بكر وعمرء مسنمة وما عورض به مما روي أبو داود عن القاسم بن محمد 
اكاك “دخلت على غائشة'ققلت: يا أمت اكشفي لي عن قبر رسول الله ل وصاحبيه فكشفت لي 
عن ثلاثة قبور» لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء ليس مغارضاً لهذا حتى 

ا إلى الجمع بأدنى تأمل وأيضاً ظهر أن القاسم أراد أنها مسنمة برواية أبي حفص بن 
. شاهين» في كتاب الجنائز بسنده عن جابر قال : سألت ثلاثة كلهم له في قبر رسول الله يا أب 
. سألت أبا جعفر محمد بن علي» وسألت القاسم بن محمد بن أبي بكر وسألت سالم بن عبد الله 
اخبروني عن قبور آبائكم في بيت عائشة فكلهم قالوا إنها مسنمة مسنمة”'؟2. اه. ومما يؤيد مذهبنا إنها 
مسنمة أن التسطيح صار شعاراً لروافض» وكأنهم أخذوا من أمر على تسوية المشرف في الخبر 


الحديث رقم 6 : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ٠٠١‏ حديث رقم .159١‏ 


كتاب الجنائز/ باب دفن الميت و 





5 -(4) وعن بي الهاج الأسدي» قال: قال لي علي : ألا أبعتْكَ على ما بعثنى 
عليه رسولٌ الله ككل : أن لا تدعَ تمثالاً إلا طمسئّهء ولا قبراً م تلزنا اشوا ا 

51 (9) وعن جابرء قال: نهى رسول الله اة أن يُجَصّصٌ القبرُء وأن يُبنى ٠‏ 
عليه » وأن يُقعَدَ عليه . 





الآتي ولا دلالة فيه لا على التسطيح كما قاله ابن حجر ولا على التسنيم كما قاله غيره بل فيه ش 
مبالغة للزجر على البناء وإلا فلا يجوز تسويته بالأرض» حقيقة إذ السنة أن يعلم القبر وأن يرفع , 
شبراً كقبره عليه الصلاة والسلام كما رواه ابن حبان في صحيحه. 


5 (وعن أبي الهياج) بتشديد التحتية (الأسدي) بفتح السين ويسكن (قال: قال لي ١‏ 
علي ألا أبعثك) بتشديد اللام للتحضيض وقيل: بفتحها للتنبيه (على ما بعثني عليه) أي أرسلني ' 
إلى تغييره ولذا عدى بعلى قال التوربشتي : أي ألا أرسلك للأمر الذي أرسلني له. (رسول الله . 
(E‏ وإنما ذكر تعديته بحرف على لما في البعث من معنى الاستعلاء والتأمير أي هلا أجعلك 
أميراً على ذلك كما أمرني رسول الله ل (أن لا تدع) أن مصدرية ولا نافية خبر مبتدأ محذوف 
أي هو أن لا تدع وقيل إن تفسيرية ولا ناهية أي لا تترك (تمثالا) أي صورة (إلا طمسته) أي 
محوته وأبطلته والاستثناء من أم الأحوال في الأزهارء قال العلماء: التصوير حرام» والمحو 
واجب حيث لا يجوز الجلوس في مشاهدته. (ولا قبرأ مشرفا) هو الذي بنى عليه حتى ارتفع 
دون الذي أعلم عليه بالرمل» والحصباء أو محسومة بالحجارة ليعرف ولا يوطأ. (إلا سوّيته) ٠‏ 
في الأزهار قال العلماء 1 : يستحب أن يرفع القبر قدر شبرء ويكره ه فوق ذلك ويستحب الهدم ففي . 
as E‏ ا ا ش 
و مرادنا ذلك تيم اقب ب بقار ما بيدو من الأرض؛ كدر ا سبحانه عن 3 . 
(رواه مسلم) قال ميرك: ورواه أبو داود والترمذي والنسائي . 


۷ _(وعن جابر قال: نهى رسول الله ية أن يبحصص القبر» وأن يبنى عليه) قال في 
الأزهار: : النهي عن تجصيص القبور للكراهة وهو يتناول البناء بذلك وتجصيص وجهه والنهي 1 
في البناء للكراهة إن كان في ملكه وللحرمة في المقبرة المسبلة. ويجب الهدم وإن كان مسجداً : 





الحديث رقم 1597: أخرجه مسلم في صحيحه 777/1 حديث رقم (98 - 4194). وابن داود في السئن ٠‏ 
7ه حديث رقم ۳۲۱۸. والترمذي في السنن ”577/7 حديث رقم .٠٠٤۹‏ وأحمد في المسند " 
5/1 

١ .٠١١/۲ فتح القدير‎ )١( 

الحديث رقم 1197: أخرجه مسلم في صحيحه 577//7. حديث رقم .)4۷١  44(‏ والترمذي ٠ ۳٦۸/۳‏ 
حديث رقم ۲ . والنسائي 5/5 حديث رقم ۷. وابن ماجه ٤۹۸/۱‏ حديث رقم 1951. ' 
وأحمد في المسند 5/ ۲۹۹. : 





e‏ ا E‏ 3 اك الل اا 0 KA‏ وا مقي ع عا عدب مداو يه ورمعو يه و لي بار عي واي اماي ار د بر 


1 كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


رسد 





)٩(-٨۸ :‏ وعن أبي مَرنّدٍ العَنَويّ» قال : فال رَسول الله غ : لاجا ا فل 
القبورء اشارا إليها» . 





ْ قل التوربشتي: يحتمل وجهين أحدهما البناء على القبر بالحجارة» وما يجري مجراها 
١‏ أوالآخران يضرب عليها خباء ونحوه وكلاهما منهي لعدم الفائدة فيه قلت: فيستفاد منه أنه إذا 
كانت الخيمة لفائدة ة مثل أن يقعد القراء تحتهاء فلا تكون منهية قال ابن الهمام: واختلف في 
اجلاس القارئين» ليقرؤوا عند القبر والمختار عدم الكراهة”2. اه. ثم قال التوربشتي: ولأنه 
: من صنيع أهل الجاهلية أي كانوا يظللون على الميت إلى سنة قال وعن ابن عمر أنه رأى 
: فسطاطاً على قبر أخيه عبد الرحمنء فقال انزعه يا غلام وإنما يظله عمله وقال بعض الشراح 
مق علمائنا: ولاضاعة المال وقد أباح السلف البناء على قبر المشايخ› والعلماء المشهورين 
اليزورهم الناس ويستريحوا بالجلوس فيه. اه. (وأن يقعد عليه) بالبناء للمفعول كالفعلين 
ان فلن للتغوط والحديث وقيل: للأحداد وهو أن يلاز م القبر ولا يرجع عنه وقيل: 
E‏ أخيه المسلم وحرمته كذا قاله بعض علمائنا وقال الطيبي : المراد 
من القعود هو الجلوس» كما هو الظاهر وقد نهى عنه لما فيه من الاستخفاف بحق أخيه 
أ المسلم؛ وحمله جماعة على قضاء الحاجة ونسبوه إلى زيد بن ثابت والأوّل هو الصحيح لما 
ل ل يه رآني رسول الله بي جالساً على قبر فقال: يا 
صاحب القبر انزل من على القبر» لا تؤذي صاحب القبرء ولا يؤذيك وأخرج سعيد بن منصور 
عودان مسعوق أنه مكلخ الوطة على القير قال كما اكز اذى و يات إن اكه 
)اذاه بعد موته. (رواه مسلم) . ١ ١‏ 


1 4 (وعن أبي مرثد) بفتح الميم والمثلئة (الغنوي) بفتحتين (قال: قال رسول الله 
: ية : لا تجلسوا على القبور) قال ابن الهمام: وكره الجلوس على القبر» ووطؤه وحينئذ فما 
).يصنعه الناس ممن دفنت أقاربه» ثم دفنت حواليه خلق من وطء تلك القبور إلى أن يصل إلى 
:) قبر قريبه مكروه ويكره النوم عند القبر وقضاء الحاجة» بل أولى ويكره كل ما لم يعهد من السنة 
والمعهود د منها ليس إلا زيارتها والدعاء عندها قائماًء كما كان يفعل رسول الله َة في الخروج 
( :إلى البقيع ويقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين» وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. أسأل الله لي 
#دلكم العافية”. (ولا تصلوا) أي مستقبلين (إليها) لما فيه من التعظيم البالغ لأنه من مرتبة 


0 فتح القدير .٠٠١/۲‏ 

(۲) الحاكم في المستدرك ۳/ .54٠0‏ 
) الحديث رقم 1598: أخرجه مسلم في صحيحه ٦1۸/۲‏ حديث رق ٩۷(‏ 917). وأبو داود في السنن 
2 ۳ حديث رقم ۳۲۲۹. والترمذي 717/7. حديث رقم .1١5١‏ والنسائي ٨۷/۲‏ حديث رقم 
1 








كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 
رواه مسلم 


6 (7) وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله يك: «لأنْ يجلِسٌ أحدُكم 


م 
ت 


5 
7 


أ 
¢ 7 
: 3 


على جمرة فتخرق ثيابّه فتخلّصٌ إلى جلده؛ خيرٌ لهُ من أن يَجْلِسَ على قبر». رواه 7 


مسلم. 





المعبود فجمع بين الاستحقاق العظيم والتعظيم البليغ قاله الطيبي» ولو كان هذا التعظيم حقيقة 7 
للقبر أو لصاحبه لكفر المعظم فالتشبه به مكروه وينبغي أن تكون كراهة تحريم » وفي معناه بل 1 
أولى منه الجنازة الموضوعة وهو مما ابتلى به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة» ثم ٠‏ 
يستقبلون إليها وأما قول ابن حجر مستقبلين إليها وعندها فغير ظاهر من الحديث بل مناف أ 


لمفهوم إليها فتأمل. (رواه مسلم) قال ميرك : ورواه الترمذي . 


8 - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ككِ: لأن يجلس أحدكم على جمرة) ٠.‏ 


أي من النار (فتحرق) بضم التاء وكسر الراء (ثيابه فتخلص) بضم اللام أي تصل (إلى جلده) 


عمومه وأما قول ابن حجر أي لمسلم ولو جوز أن يختص فمحتاج إلى دليل مخصصء مع ٠‏ 
أنه منقوض بما سيأتي من كلامه فإن الميت تدرك روحه ما يفعل به فيحس ويتأذى كما يتأذى '١‏ 
الحي. اه. ولا شك أن الجزء الذي يتعلق به الروح لا يبلى لا سيما عجب الذنب» كما أ٠‏ 
صح في الأحاديث في الأزهار نقلاً عن بعض العلماء الأولى؛ أن يحمل من هذه الأحاديث ٠‏ 
ما فيه التغليظ على الجلوس للحدث فإنه يحرم وما لا تغليظ فيه على الجلوس المطلقء فإنه "٠‏ 
مكروه وهذا تفصيل حسن والاتكاء والاستناد كالجلوس المطلق نقله السيد جمال الدين» قال 





ابن حجر وظاهره حرمة القعود عليه ومثله الاتكاء عليهء والاستناد ودوسه وجرى على ذلك 0 
في شرح مسلم عن الأصحاب لكن الذي عليه الشافعي والجمهور كراهة ذلك تنزيهاً وغلط ما ١‏ 
في شرح مسلم وإن انتصر له بعضهم بأنه الأصح المختار للخبرء وليس كما قال: لأن أبا 1 
هريرة راوي الحديث وتفسير راويه مقدم على تفسير غيره وقد فسر في الحديث القعود 7 
للبول» والغائط على أن ابن وهب رواه فى 0 3 
الحديث رقم 1799: أخرجه مسلم في صحيحه 7737/7 حديث رقم (43 - .)4۷١‏ وأبو داود في السئن ا" 
ا حديث رقم ۲۲۲۸. والنسائي 4/ 96 حديث رقم .۲۰٤٤‏ وابن ماجه 499/١‏ حديث رقم (؛ 

ات 3 3 

2 رج از جز ا ا ا مورت د مع‎ E 


10۸ ش كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 





الفصل الثانى 
۰ -(4) عن عروةً بن الزبير» قال: كان بالمدينة رجلان أحدُهما يَلْحَدُء والآخْرٌ 
لالد قال انا جاء ارلا عمل تعيله: فجاء الذي يلخد فلحد لرسول الله با . 
رواه في «شرح السنّة) . 
١‏ «(4) وعن ابن عبّاس» قال: قال رسولُ الله كله: «اللحدٌ لناء والشق 
يرتا 





٠١‏ _ عن النبي ية بلفظ من جلس على قبر يبول عليه» أو يتغوّط وهذا حرام إجماعاً 
فليس الکلام فيه قال ولا یکره دوسه لحاجة كحفر أو قراءة عليه أو زيارة ولو لأجنبي للاتباع 
صححه ابن حبان ولأنه مع الحاجة ليس فيه انتهاك حرمة الميت» بخلافه مع عدم الحاجة هذا 
كله قبل البلى أما بعده فلا حرمة ولا كراهة مطلقاً لعدم احترامه أيضاً. اه. وفي اعتبار الحاجة 
لغير الحفر نظر ظاهر وكذا في تقييده بما قبل البلى لمعارضته ظاهر النصوص والله أعلم. (رواه 
مسلم) قال ميرك : ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه. 


(الفصل الثاني) 


٠‏ (عن عروة بن الزبير قال: كان بالمدينة رجلان) أي حفاران للقبور (أحدهما 
يلحد) بفتح الياء والحاء أي يحفرا للحد وهو أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري (والآخر لا 
يلحد) بل يفعل الشق وهو أبو عبيدة بن الجراح أحد العشرة المبشرة» وكان يفعل الضريح وهو 
الشق في وسط القبر . (فقالوا) أي اتفق الصحابة بعد موت النبي با (أيهما جاء أوّلا) بالتنوين 
منصوباً وفي نسخة أل بالفتح والضم قيل: الرواية في أول بالضمء لأنه مبنى كقبل ويجوز 
الفتح والنصب . (عمل عمله) أي من اللحد أو الشق في قبر النبي َي (فجاء الذي يلحد) أي 
قبل الآخر كما سبق في علم الله تعالى من اختياره لمختاره بل (فلحد) بفتح الحاء (لرسول الله 
كلة) أي لقبره أو لحد قبره لأجله (رواه) أي صاحب المصابيح (في شرح السنة) قال السيد: 
ظاهره الارسال لأن عروة تابعي» يروي عن عائشة خالته وغيرها وقد قال في الأزهار: رواه ابن 
ماجه مسنداً إلى عائشة فكان المصنف لم يطلع عليه في ابن ماجه» وإلا لم يقل رواه في شرح 
. السنة تأمل. اه. ويمكن أن يكون لفظ ابن ماجه غير اللفظ المذكور فلهذا لم ينسب إليه. 


1۷۰4۱ (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله اا : اللحد لنا والشق لغيرنا) قال زين 





الحديث رقم ٠‏ : أخرجه البغوي في شرح السنة ۳۸۸/٩‏ حديث رقم ٠١٠١‏ 


ٌ الحديث رقم ۰۱: أخرجه أبو داود فى السنن ٥٤٤/۳‏ حديث رقم .۳۲٠۸‏ والترمذي في السنن ۳٠۳/۳‏ 
حديث رقم 5 والنسائى /٤‏ ۸۰ حديث رقم ۲۰۰۹. وابن ماجه 445/١‏ حديث رقم 1904. 


ال ع o‏ ةب 


كتاب الجنائز/ باب دفن الميت ١6‏ 2 


E‏ وأبو داود» والنسائي » وابن ماجه. 


. ورواءٌ أحمد عن جرير بن عبد الله‎ )1١(- ۷ I 


۳--_(۱۱) وعن هشام بن عامرء أنَّ النبيّ ية قال يوم أحْد: «اخفروا وأوسعوا ' 


ع 
3-3 


وأعمقوا 





العرب: قبع للتوريشئ أي اللحد آثر وأولى لناء والشق آثر وأولى لغيرنا» أي هو اختيار من 


كان قبلنا من أهل الإيمان وفي ذلك بيان فضيلة اللحد» وليس فيه نهى عن الشق لأن أبا عبيدة ا 


مع جلالة قدره في الدين» ا ا أيهما 
جاء ألا عمل عمله ولأنه قد يضطر إليه لرخاوة الأرض وقال الطيبي : ويمكن أنه ية عنى 
بضمير الجمع نفسه أي أوثر لي اللحدء وهو اخبار عن الكائن فيكون معجزة. اه. قال السيد: 


هذا التوجيه بعيد جداً لقوله ية الشق لغيرناء تأمل وجه التأمل أن يقال: لا يبعد أن يكون ١‏ 
المعنى والشق اختير لغيرنا ممن كان قبلنا والأظهر أن تكون الصيغة للمتكلم مع الغير والمعنى ٠٠‏ 
اللحد اختير لي ولمن شاء الله بعدي وقبلي › والشق لغيرنا سواء ا أو 1 


اللحد لنا معشر الأنبياءء والشق جائز لغيرنا وهو أوجه من التوجيه السابق› لما يلزم منه بحسب 


الظاهر كراهة الشق حيث قالوا الشق اختياره من كان قبلنا من أهل الأديان. (رواه الترمذي) قال ر 


السيد: وقال غريب (وأبو داود والنسائي وابن ماجه) ى كلهم عن ابن عباس . 


۰۲ - (ورواه أحمد عن جرير بن عبد الله) أي البجلي وقال النووي: : ضعيف واعترض 
عليه بأن ابن السكن رواه في صحاحه. 


۰۳ - (وعن هشام بن عامر) أي ابن أمية بن الخشخاش النجاري الأنصاري كان يسمى 
في الجافلية شهاباً فغير النبي بي اسمه فسماه هشاماً واستشهد أبوه عامر يوم أحد» وسكن 
هشام البصرة ومات فيها فيها ذكره السيد. (إن النبي ب قال : يوم أحد) أي وقت انتهاء غزوته» عند 


إرادة دفن الشهداء (احفروا) بهمزة وصل وأخذ منه بعض الشافعية ومنعوا الدفن في الفساقي » 1 


وبينوا أن فيه مفاسد فليجتنب ما أمكن . (وأوسعوا) بقطع الهمزة ة (وأعمقوا) كذلك وفي القاموس 
أعمق البئر جعلها عميقة عميقة قال المظهر: : أي اجعلوا عمقه قدر قامة رجل إذا مد يده إلى رؤوس 
ا ا وأعمقوا بالمهملة وقيل : بالمعجمة من التغميق قلت: ما قيل لا يصح 

هنا لمخالفته للرواية» رة ا أو فلا بط في الارن ات لوجر الي ر وأما 
ثانياً فلأنه لا يناسب المقام» فإن صاحب القاموس ذكر أن الغمق محركة ركوب الندى» الأرض 





الحديث رقم ؟١17:‏ أخرجه ابن ماجه في السنن 497/١‏ حديث رقم 19085 وأحمد في المسند / 
ا" 


الحديث رقم 170: أخرجه أبو داود في السنن ٥٤۷/۳‏ حديث رقم5١7".‏ والترمذي ١804/4‏ حديث 


رقم 77 . والنسائي. 


1۰ كتاب الحنائز/ باب دفن الميت 
0 

وكيوا دفي الاين والغلاثةٌ فى قبر واحدٍء وقدّموا أكثرّهم قرآنا» رواه أحمدء 
والترمذيّ» وأبو داود» والنسائى» وروى ابن ماجه إلى قوله: «وأحسنوا». 


)١15( 68 0‏ وعن جابرء قال: لما كان يوم أحدٍ جاءت عمّتي بأبي لتدفنه في 
3 مقابرناء فنادى منادي رسول الله ا : «ردوا القتلى إلى مضاجعهم) . 


غمقت الأرض مثلثة فهي غمقة كفرحة ذات ندى أو قريبة من المياه وفي النهاية أرض غمقة 
قريبة من المياه والبروز. (وأحسنوا) أي احسنوا إلى الميت في الدفن قاله في الأزهار وقال زين 
+ “العرت: ا طهر أئ اا ف جما رة تعره ارفا راتافا وهن الراب 
0 والقذاة وغيرهما. (وادفنوا الاثنين) بهمزة وصل لا بالنقل كما يتوهم وقولهم كل سر جاوز 
الاثنين شاع منسوب إلى اللحن (والثلاثة) بالنصب أي من الأموات (في قبر واحد) قال السيد: 
7 الأمر فيه للاباحة» ضرورة ولا يجوز بدونها. اه. والأمر في الأول للوجوب وفي الباقي 
للندب . (وقدموا أكثرهم قرآنآ) أي إلى جدار اللحد ليكون أقرب إلى الكعبة في الأزهارء الأمر 
للندب وفيه إرشاد إلى تعظيم المعظم» علماً وعملاً قلت: حياً وميتاً فيكون دائماً إماماًء وأما ما 
. قال ابن الهمام: واعلم أن الصلاة الواحدة كما تكون على ميت واحد» تكون على أكثر فإذا 
٠‏ اجتمعت الجنائز إن شاء استأنف لكل ميت صلاة وإن شاء وضع الكل وصلى عليهم صلاة 
:. واحدة وهو في كيفية وضعهم بالخيار إن شاء وضعهم بالطولء سطرا واحدا ويقف عند 
. أفضلهم وإن شاء وضعهم واحداً وراء واحد إلى جهة القبلة» وترتيبهم بالنسبة إلى الامام 
ر كترتيبهم في صلاتهم خلفه حال الحياة فيقرب منه الأفضل» فالأفضل ويبعد عنه المفضول 
. فالمفضول وكل من بعد منه كان إلى جهة القبلة أقرب قال ولو اجتمعوا في قبر واحد فوضعهم 
على عكس هذا فيقدم الأفضلء فالأفضل إلى القبلة كما فعل عليه الصلاة والسلام في قتلى 
7 أحد من المسلمين. اه. والظاهر أن الأقربية هنا على بابها وأما قياس ابن حجر هذا الحديث 
.. على حديث الإمامة ففاسد لأن هناك صارفين عن ظاهره» أولهما تقديم الصديق في الإمامة مع 
7 قوله َة أقرؤكم أبيَّ وثانيهما تعليل العلماء بأن الأفقه بمسائل الصلاة أولى» لكثرة احتياج 
الإمام بها في شرائطها والقراءة ركن واحد من أركانها والله أعلم . (رواه أحمد والترمذي) وقال: 
حسن صحيح نقله ميرك (وأبو داود والنسائي إلى آخره وروي ابن ماجه إلى قوله وأحسنوا) . 
1 6 (وعن جابر قال: لما كان يوم أحد جاءت عمتي) في الأزهار نقلاً عن الغوامض 
4 عمة جابر هذه فاطمة بنت عمرو بن حرام الأنصاري ذكره السيد. (بأبي) الباء للتعدية (لتدفنه في 
مقابرنا) أي في المدينة (فنادى منادي رسول الله ي ردوا القتلى) جمع القتيل وهو المقتول أي 
7 الشهداء (إلى مضاجعهم) أي مقاتلهم والمعنى لا تنقلوا الشهداء من مقتلهم» بل ادفنوهم حيث 





) الحديث رقم 4 : أخرجه أبو داود في السنن / 015 حديث رقم .5١70‏ والترمذي ۱۸۷/٤١‏ حديث 
ر رقم .۱۷١۷‏ والنسائي 8 حديث رقم .7١١4‏ وابن ماجه١1/‏ 4845 حديث رقم 1517. والدارمي 


۱ حديث رقم .٥‏ وأحمد فى المسند ۳/ ۲۹۷. 





N BS I 5‏ ا ل ل الل اك ١‏ 


قتلوا وكذا من مات في موضع» لا ينقل إلى بلد آخر قاله بعض علمائناء وقال في الأزهار: . 
الأمر في قوله كي ردوا القتلى للوجوب» وذلك أن نقل الميت من موضع إلى برع عاو 7 
التغير» حرام وكان ذلك زجراً عن القيام بذلك والأقدام عليه وهذا أظهر دليل وأقوى حجة في 0 
تحريم النقل» وهو الصحيح نقله السيد والظاهر أن نهي النقل مختص بالشهداء لأنه نقل ابن أبي ٠‏ 
وقاص من قصره إلى المدينة بحضور جماعة من الصحابة» ولم ينكروا كما تقدم والأظهر أن / 
يحمل النهي على نقلهم بعد دفنهم» لغير عذر ويؤيده لفظ مضاجعهم ولعل وجه تخصيص / 
الشهداء قوله تعالى: «#قل لو كتتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم © شْ 
[آل عمران  ]١54‏ وفيه حكمة أخرى» وهو اجتماعهم في مكان واا یاد ریو و 
وحشراً ويتبرك الناس بالزيارة إلى مشاهدهم» ويكون وسيلة إلى زيارة جبل أحد حيث قال كله: ٠‏ 
أحد جبل يحبنا ونحبه”" قال المظهر: فيه دلالة على أن الميت لا ينقل من الموضع الذي مات 7 
فيه» قال الأشرف: هذا إذا كان في الابتداء أي ابتداء أحد» وأما بعده فلا لما رُوي أن جابراً ٠‏ 
جاء بأبيه عبد الله الذي قتل بأحد بعد ستة أشهر إلى البقيع ودفنه بها قال الطيبي: رحمه الله لعل ٠‏ 
الظاهر أنه إن دعت ضرورة إلى النقل نقل وإلا فلا لما روينا عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد 
الله بن صعصعة» إنه بلغه أن عمرو بن الجموح› وعبد الله بن عمرو الأنصاريين» كانا قد حفرا 7 
لسبل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل» وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد ١‏ 
فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيراء كأنما ما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جرح 7 
يله على جرحه دفن وهو ذلك امت يده تعن جره ثم ارات فرت كما كانت وكان إٍ 
بين أحد وبين الحفر عنهما ست وأربعون سنة قلت: وهذا القول هو القول لأنه لا يظن بجابر ٠‏ 
أنه ينقل بعد [النهي عن] أن ينقل قال ابن الهمام: ولا ينبش بعد إهالة التراب لمدة طويلة ولا 
قصيرة إلا لعذر قال في التجنيس : والعذر أن يظهر أن الأرض مغصوبة أو يأخذها شفيع › > ولذا ١‏ 
لم يحول كثير من ¿ الصحابة وقد دفنوا بأرض الحرب» إذ لا عذر ومن الأعذار أن يسقط في 3 
اللحد مال ثوب ESI E‏ 3 
بلدها فلم تصبر فأرادت نقله أنه لا يسعها ذلك فتجويز شواذ بعض المتأخرين لا يلتفت إليه» ١‏ 
ولم نعلم خلافاً بين المشايخ في أنه لا ينبش وقد دفن بلا غسل» أو بلا صلاة فلم يبيحوه ” 
لتدارك فرض لحقهء يتمكن به منه أما إذا أرادوا نقله قبل الدفن أو تسوية اللبن فلا بأس بنقله» + 
نخو ميل أو ميلين قال: في التجنيس: لأن المسافة إلى المقابر قد تبلغ هذا المقدار وقال .* 
السرخسي: قول محمد بن سلمة ذلك دليل على أن نقله من بلد إلى بلد مكروه» والمستحب ١‏ 
أن يدفن كل في مقبرة البلدة التي مات بها ونقل عن عائشة رضي الله عنها إنها قالت: حين ١‏ 


)١(‏ في المخطوطة «حياً وميتاً». 
(۲) أخرجه البخاري في صحيحه بهذا اللفظ الحديث رقم .1٤۸١‏ وفي لفظ المتفق عليه «أن أحد جبل 
يحبنا ونحبه). 


N e ويا ل‎ 0 





aS 
220 


35 9 3 ê o FRE ا‎ 


a ED هخ‎ DS OES E 





لد عات ل ا اس 7 ا ج م 


1۲ كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


رواه أحمدء والتر مذي › وأبو داود» والنسائی› والدارمىّ» ولفظه للترمذي . 


ا وعن ابن عبان قال: سل رسول الله و هن قبل رأسة» روا 
الشافت 
زارت قبر أخيها عبد الرحمن» وكان مات بالشام وحمل منها ولو كان الأمر فيك إليّ ما نقلتك 
ولدفنتك حيث مت ثم قال في التجنيس: في النقل من بلد إلى بلد لا اثم لما نقل أن يعقوب 
عليه الصلاة والسلام مات بمصر » ونقل عنه إلى الشام وموسى عليه الصلاة والسلام نقل تابوت 
يوسف عليه الصلاة والسلام بعد ما أتى عليه زمان من مصر إلى الشام ليكون مع آبائه"". اه. 
ولا يخفى أن هذا شرع من قبلنا ولم تتوفر فيه شروط كونه شرعاً لنا إلا أنه نقل عن سعد بن 
أبي وقاص إنه مات في ضيعة على أربعة فراسخ من المدينة» فحمل على أعناق الرجال 
إليها" . اه. وفيه أنه نقل حين موته لا بعد دفنه فلا دخل له في القضية» ويمكن أن يحمل 
نقل يعقوب ويوسف عن عذر» وأيضاً فلا تنافي بين الاثم والكراهة إذ الكراهة محمولة على 
التنزيه» وهو خلاف الأولى إلا لعارض قال صاحب الهداية: وذكر أن من مات في بلدة يكره 
نقله إلى أخرى لأنه اشتغال بما لا يفيد بما فيه تأخير دفنه وكفى بذلك كراهة”" قلت: فإذا كان 
يترتب عليه فائدة من نقله إلى أحد الحرمين أو إلى قرب قبر أحد» من الأنبياء أو الأولياء أو 
ليزوره أقاربه من ذلك البلد وغير ذلك فلا كراهة إلا ما نص عليه من شهداء أحد» أو من فى 
معناهم من مطلق الشهداء والله أعلم . (زواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائى والدارمى 
ولفظه) أي لفظ الحديث والمراد هذا اللفظ (للترمذي) وقال: هذا حديث حسن صحيح نقله 
ميرك ولفظ الترمذي وقد صححه عن جابر أمرنا رسول الله كلك بقتلى أحد أن يردوا إلى 
أمره بردهم كان أوّلا وأما بعد فلا لما روي أن جابراً جاء بأبيه إلى البقيع بعد ستة أشهر. اه. 
وهو مردود لأن هذا الجمع مقبول بل متعين عند أرباب المنقول والمعقول. 


5 (عن ابن عباس قال: سلّ) بتشديد اللام على صيغة المجهول في النهاية هو 
إخراج الشيء: بتأن وتدريج أي جر بلطف . (رسول الله يَكِ) أي في القبر (من قبل رأسه) بكسر 
القاف وفتح الباء أي من جهة رأسه وجانبه والضمير راجع إليه ية ولا وجه لجعله إلى الميت 


' كما فعله ابن الملك (رواه الشافعي) أي عن الثقة عنده عن عمرو بن عطاء عن عكرمة عن ابن 


عباس ورواه البيهقي من طريقه نقله السيد وفيه إشارة إلى شائبة من الضعف› فقول ابن حجر 


)١(‏ فتح القدير 5/١1١51-؟١1.‏ (۲) المصدر السابق. 

(۳) هذا القول في فتح القدير نقلاً عن التجنيس. وليس لصاحب الهداية فإنه غير موجود عنده. وقد سهى 
الإمام ملأ علي عن هذا لأن ابن الهمام قال: «ثم قال المصنف» وهو عطف على قبله وأراد به 
صاحب التجنيس. والله أعلم [ فتح القدير ٠١١/۲‏ ]. 

الحديث رقم ۱۷٠١‏ : البيهقي في السنن والشافي في مسنده 


ص ۰ 


o RHE N AE N Sas N o ak‏ ا ا اي ا ال o RE‏ ال الي ال HE N‏ ال لل م اال ا ل 





كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 11۳ 





2 وعنهء أنَّ النبئّ َة دخلّ قبراً ليلاً فأسرّجٌ له بسراج» فأخذ من قبل‎ )١14( - ١5 
القبلقة‎ 


وسنده صحيح يحتاج إلى تصحيح لأنه ما ثبت أنه حسن فكيف يكون صحيحاً قال صاحب ا 
الهداية : عند الشافعي يسل سلا“ قال ابن الهمام: هو بأن يوضع السرير في مؤخر القبر» حتى ١‏ 
يكون رأس الميت بإزاء موضع قدميه من القبرء ثم يدخل رأس الميت القبر“ ويسل كذلك أو ١‏ 
تكون رجلاه موضع رأسه ثم يدخل رجلاهء ويسل كذلك وقد قيل: كل منهما والمروي 1 
ا ارا عن e‏ 8 عن ابن غياي قال كل 3 
ا 0 0 1 1 
الله بن يزيد هو الخطمي» فصلى عليه ثم أدخله القبر من قبل رجل القبرء وقال: هذا من 
السنة"“ وروي أيضاً من طر 0 و a‏ 
a a e‏ ْ 
حاجة إلى ما دفع به الاستدلال الأول من إن سله للضرورة وحينئذ نقول تعارض ما رواه وما 
رويناه فتساقطا ولو ترجح الأول كان للضرورة كما قلنا وغاية فعل غيره أنه فعل صحابي ظن 
السنة ذلك» وقد وجدنا التشريع السايمه 1 E‏ 2 
من قبل القبلة 0 العمل بالحديث الثانى» وهو قول المصنف . 


, (وعنه) أي عن ابن عباس (إن النبي يكل دخل قبرأ) أي قبر ميت ليدفنه (ليلا) قال‎ - ١7 
“٠ ابن الملك: يدل على أن دفن الميت ليلاً لا يكره (فاسرج) ماض مجهول (له) أي للميت أو‎ 
٠. للنبي بي (بسراج) أقيم مقام الفاعل والباء زائدة أي أسرج على طرف القبر ليضيء القبر (فأخة)‎ 
٣ في 07 القبر في ات القبلة» بحيث يكون مؤخر الجنازة إلى مؤخر القبر ورأسه إلى‎ 57 


.۹۸/۲ الهداية ١97/1؟. (؟) فتح القدير‎ )١( 

(۳) أبو داود في السنن۳/ 5140 حديث رقم .571١‏ 

(4) أبو داود في المراسيل ص 7٠١‏ حديث رقم 4107. 

(6) ابن ماجه 5940/١‏ حديث رقم 19007. 

الحديث رقم 1705: أخرجه الترمذي في السنن ۲۷۳/۳ حديث رقم .1١57‏ والبغوي في شرح السنن 
. ۳۹۸/۵ حديث رقم 1914. 





ا وال الع برو لعجاي الف واي ااا ا ال ا حي ري ا ال 





14 كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


يهم 4 E‏ بور 


وقال: «رحمّكٌ الله إِنْ كنت لأرّاهاً تلاء للقرآن». رواه الترمذي. وقال في «شرح السنةَا : 


إسناده ضعيف . 
)١168( ۷‏ وعن ابن عمرّء أنَّ النبئ ية كان إذا أدخلَ الميّتُ 


٠‏ رأسهء ثم يدخل الميت القبر وقال الشافعي: والأكثرون يسل من قبل الرأس بأن يوضع رأس 
الجنازة على مؤخر القبر» ثم يدخل الميت القبر للاجماع» بعد ذلك عليه قلت: لعله أراد 
6 بالاجماع اتفاق حفاري بلده» أو أهل مذهبه (وقال) أي النبي ية في حق الميت (رحمك الله) 
5 دعاء أو أخبار (إن كنت) إن مخففة من الثقيلة ولذلك دخلت على فعل من أفعال المبتدأ ولزمها 
اللام الفارقة» بينها وبين النافية أي إنك كنت (لأوَاها) بتشديد الواو أي كثير التأوّه من خشية الله 
أو كثير التضرع من محبة الله أو كثير البكاء من خوف» أو كثير الدعاء لطلب رحمة الله في 
النهاية» الاوّاه المتأوّه المتضرع وقيل هو الكثير البكاء أو الكثير الدعاء. (تلاء) بتشديد اللام أي 
كثير التلاوة أو كثير المتابعة (للقرآن) والمعنى يستحق بهما الرحمة الكاملة والمغفرة الشاملة 
(رواه الترمذي وقال في شرح السنة: اسناده ضعيف) قال الشيخ الجزري كأنه يشير إلى كون 
المنهال بن خليفة في إسناده» وقد ضعفه ابن معين وقال ابن الهمام: قال الترمذي: حديث 
حسن. اه. مع أن فيه التحجاج بن أرطأة'ومتهال بن + خليفة وقد اختلفوا فيهماء وذلك يحط 
الحديث عن درجة الصحيح لا الحسن. اه. وقال الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في الحلية: أن 
الرجل المقبور كان عبد الله ذا البجادين» نقله السيد وفى القاموس ا ككتاب كساء مخطط 
ومنه عبد الله ذو البجادين دليل النبى يَلِيِةِ. اه. فق دك السيوطى رحمه الله حديث ذي 
البجادين» بطرق ثم قال: فهذه طرق متعددة تقتضي ثبوت الحديث وبه يتبين ضعف قول ابن 
حجر ولم يلتفتوا إلى تحسين الترمذي لأنه ذكر فيه ما اتفقوا على ضعفه ثم قال: قال الشافعي 
وأصحابه مع أنه لا يمكن ادخاله من قبل القبلة لأن شق قبره المكرم كان لاصقاً بالجدار 
القبلى» ولحده تحت الجدار فلا موضع هناك يوضع فيه وحينئذ يسقط تعلق أبي حنيفة بهذا 
الحديث قلت : مع قطع النظر عن المطابقة بين الحديث والدليل إنما هو دليل على أن سله بي 
إنما كان للضرورة فتأمل وانصف ولا تتبع المتعسف قال السيوطي : وغالب طرقه عن ابن 
مسعود قال: والله لكأني أرى رسول الله ية في غزوة تبوك» وهو في قبر عبد الله ذي 
البجادين» وأبو بكر وعمر يقول أدنيا مني أخاكما وأخذه من قبل القبلة» حتى أسنده في لحده 
ثم خرج رسول الله َة وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول اللهم 
7 إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه. 


١ 0‏ (وعن ابن عمران النبي يي كان إذا أدخل) روي مجهولاً ومعلوماً (الميت) 
56 1 
3 م حديث رقم .1١45‏ ل ماجه ٤۹٤/۱‏ حديث رقم 0. وأحمد 2 i‏ ۲/ 











كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 11 


القبرَ قال: «بسم الله وبالله» وعلى مله رسول الله». وفي رواية: «وعلى سّة رسولٌ الله» . 


رواه أحمد» والترمذي. وابن ٠‏ ماجه» وروى أبو داود الثانية . 


)١١(- 6‏ وعن جعفر بن محمّدِء عن أبيه مرسلاً» أ النبئ ية حثى على 
الميّتِ ثلاتٌ حنَياتٍ بيديه جميعاء 


بالرفع أو النصب (القبر) مفعول ثان (قال) أي النبي يي عملاً أو تعليماً (بسم الله) أي وضعته أو 
وضع أو أدخله (وبالله) أي بأمره وحكمه أو بعونه وقدرته (وعلى ملة رسول الله) أي على طريقته 
الجامعة الشاملة» ودينه وشريعته الكاملة قال الطيبي: قوله أدخل روي معلوما ومجهولا والثاني 
أغلب فعلى المجهول لفظ كان بمعنى الدوام» وعلى ارم بخلافه ا روي اوذ عن 
جابر قال : رأى ناس ناراً في المقبرة فأتوها فإذا رسول الله عاو ذ فشي اوه 
صاحبكم» فإذا هو بالرجل الذي يرفع صوته بالذكر”" قال ميرك: وفيه نظر لأنه على تقد 
المعلوم يحتمل الدوام أيضاً وعلى تقدير المجهول يحتمل عدمه أيضاًء كما لا يخفى أقول 11 
أن إدخاله عليه الصلاة والسلام الميت بنفسه الأشرف لم يكن دائما بل كان نادرأ لكن قوله بسم 
الله يمكن أن يكون دائماً مع إدخالهء وإدخال غيره تأمل. (وفي رواية وعلى سنة رسول الله) أي 
شريعته وطريقته فهي بمعنى الأولى [منه] ية (رواه أحمد والترمذي) وقال: هذا حديث حسن 
غريب من هذا الوجه وقد روي مرفوعاً وموقوفاً ذكره ميرك . (وابن ماجه) أي كلهم الروايتين 
(وروي أبو داود الثانية) أي الرواية الثانية ورواه النسائي مرفوعاً وموقوفاً قاله ميرك وقال ابن 
الهمام: روي ابن ماجه قال بسم الله وعلى ملة رسول الله زاد الترمذي› بعد بسم الله وبالله 
ورواه أبو داود من طرق أخر بدون الزيادة ورواه الحاكم ولفظه إذا وضعتم موتاكم في قبورهم» 
فقولوا بسم الله وعلى ملة رسول الله وصححه وفيه طرق عدیدة" . 


۰۸ - (وعن جعفر) أي الصادق (بن محمد عن أبيه) أي محمد الباقر (مرسلا) لأنه لم 
يدرك النبي َي وحذف الصحابي» والغالب روايته عن جابر. (إن النبي ييه حثى) كرمى أ 
قبض التراب ورماه (على الميت) المراد به الجنس (ثلاث حثيات) أي حفنات وروي أحمد 
باسناد ضعيف إنه يقول مع الأولى #منها خلقناكم 4 ومع الثانية #وفيها نعيدكم ) ومع الثالثة 
00 نخرجكم تارة 0 6" (بيديه جميعاً) قال ابن الملك فالسنة لمن حضر الميت على 

س القبرء أن يحثي التراب ويرميه في القبر بعد نصب اللبن» وفي التحبير للقشيري قيل 
و زنك متا ف هة الات هل الات 
فسقطت صرة في كفة الحسنات فرجحت فحلت الصرة فإذا فيها كف تراب ألقيته في قبر مسلم 


,0 أبو داود في السنن ۳/ 00١٠6‏ حديث رقم 5174. 
(۲) الحاكم في المستدرك .5755/1١‏ 
الحديث ل ل 








| جدا كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 





وأَنْهُ رش على قبر ابنهِ إبراهيمَ» ووضع عليه حصباء. رواه في «شرح السئّة» وروى 
الشافعي من قوله: «رش». 


8 (۱۷) وعن جابر» قال : ١0‏ الله ا أن ت ا تجحصص القُبورٌ وأن ب كتبَ 
عليهاء وأنْ تُوطأ. 





ذكره في المواهب . (وإنه) أي النبي َيه (رش) أي الماء (على قبر ابنه إبراهيم) قال ابن 
الملك وسو عي لا و القبر بماء بارد» وطاهر طهور تفاؤلاً بأن الله يبرد مضجعه . 
(ووضع عليه حصبا ء) وهي بالمد الحصى الصغار ففي القاموس الحصباء الحصى والحصي 
صغار الحجارة وفي النهاية الحصباء الصغار قال ابن الملك: وهو يدل على أن وضع الحصا 
عليه سنة لئلا ينبشه سبع» رليكون علامة له. اه. وفي لعلة الأولى بحث (رواه) أي صاحب 
المصابيح (في شرح السنة وروي الشافعي من قوله رش) قال الشيخ الجزري: رواه الشافعي عن 
إبراهيم بن محمد عن جعفر الصادق عن أبيه الباقر مرسلاً في حديثين أحدهما إلى جميعاً 
1 والآخر أنه رش وقدم حديث الرش على حديث» حتى وذكر له البيهقي من حديث عامر بن 
ربيعة عن أبيه إن النبي بيا ذْفنَ عثمان بن مظعون» وحثى بيديه ثلاث حثيات وهو ضعيف قال 
ميرك: كذا في التصحيح وهو خلاف ما نقله المصنف فتأمل. اه. وروي البزار أنه أمر بالرش 
في قبر عثمان بن مظعون وروي ابن ماجه أنه أمر به في قبر سعد بن معاد“ قال ابن حجر: 
ودليل الحثى جيد ودليل وضع الحصى› ضعيف ومع ذلك يعمل به فيسن وضعها على القبر. 
أا وة إشكالا لآن احدهيا أن خاي ال وال ر واحد وخوت الرقن باش اذه صف 
8 وثانيهما أن القاعدة المقررة فى مذهب الشافعى أن الحديث الضعيف» لا يعمل به إلا فی 
قائ :اعمال واشت أن هذا لن من ذلك الفا : ٠‏ 


4 (وعن جابر قال: نهى رسول الله ية أن يبحصص) بالتذكير وتؤنث (القبور) 
قيل: لعل ورود النهي لأنه نوع زينة ولذلك رخص بعضهم التطيين منهم الحسن البصري» وقال 
الشافعي : لا بأس أن يطين القبر ذكره الطيبي. (وأن يكتب عليها) قال المظهر: يكره كتابة اسم 
الله ورسوله والقرآن على القبر لئلا يهان بالجلوس عليه ويداس بالانهدام وقال بعض علمائنا: 
وكذا يكره كتابة اسم الله والقرآن على جدار المساجدء وغيرها قال ابن حجر: وأخذ أئمتنا أنه 
١‏ يكره الكتابة على القبر» سواء اسم صاحبه أو غيره في لوح عند رأسه أو غيره قيل: ويسن كتابة 
اسم الميت لا سيما الصالح ليعرف عند تقادم الزمان؛ لأن النهي عن الكتابة منسوخ كما قاله 
الحاكم أو محمول على الزائد على ما يعرف به حال الميت. اه. وفي قوله يسن محل بحث 
والصحيح أن يقال إنه يجوز. (وأن توطأ) أي بالأرجل لما فيه من الاستخفاف قال في الأزهار: 
النهي عن التجصيض والكتابة والوطء للكراهة والوطء لحاجة كزيارة ودفن ميت لا يكره. نقله 


.1961 حديث رقم‎ 490/١ ابن ماجه في السنن‎ )( ٤ 
٠١01 A الحديث 0 0 في لش‎ 4 





es 


ا 5 

1 

رواه الترمذيّ. 
)١184« ٩‏ وعنهء قال: رش قبرُ النبئ ية وكانَّ الذي رَعْنٌ الماء على قبره بلال 1 

ابن رَباح بمربةًء بدأ منْ قَبَلٍ - حتى انتهى ا رجليه . رواه هتي في 0 النبوّة) . 1 
دوقي وه بار رة حل يتنك روا التزمدي) وال بع ديت سيج و روي من ا 
غير وجه عن جابر نقله ميرك . 1 
(وعنه) أي عن جابر (قال رش) بصيغة المجهول (قبر النبي ككلِه) قال الطيبي: |' 

| 


لعل ذلك إشارة إلى استنزال الرحمة الالهية» والعواطف الربانية كما ورد في الدعاء اللهم اغسل 
خطاياه بالماء والثلج والبرد”'' وقالوا سقى الله ثراه وبرّد مضجعه أو إلى الدعاء بالطراوة وعدم 
الدروس . قال ميرك : ولعل الحكمة فيه أن القبر إذا رش بالماء كان أكثر بقاء وأبعد عن التناثر» 
والاندراس قلت: هذا أمر ظاهر حسي لا يحتاج إلى نقل وهو مأخوذ من العبارة وأما ما ذكره 
الطيبي من الاشارة فهو في غاية من اللطافة ونهاية من اشرافة ونظيره إن أحداً من المريدين بنى 
بيتأ ثم ضيف شيخه فقال له الشيخ : لأي شيء فتحت الطاقة قال لدخول الهواء وشمول الضياء اأ 
فقال: هذا أمر ظاهر حاصل لا محالة لكن كان ينبغي أن تقصد بالإسالة سماع الاذان» ويكون 
الباقي تبعا له (وكان الذي رش الماء على قبره» بلال بن رباح) بالرفع وفي نسخة بالنصب (بقربة 
بدأ) أي ابتدأ في الرش (من قبل رأسه) لشرفه واستمر (حتى انتهى إلى رجليه) وظاهره إنه مرة 
ويحتمل مرات (رواه البيهقي) في دلائل النبوّة وفي وجه روايته في الدلائل خطأ. 

١‏ (وعن المطلب ب بن أبي وداعة) بفتح الواو قال الطيبي : هو قرشي أسلم يوم فتح 
مكة» وكذا ذكره المؤلف قال ميرك: اعلم أن هذا الحديث رواه أبو داود ولم ينسب المطلب 
راويه وكذا في المصابيح وقع غير منسوب. والمصنف جعله منسوباً إلى أبي داود من عند نفسه 
وأخطأ في ذلك قال الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح : والسلمي في تخريجه رواه أبو داود 
من حديث المطلب بن عبد الله المدني وهو المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي وهو 
تابعي يروي عن أبي هريرة وعائشة وابن عمر وابن عباس ففي الحديث إرسالء وهو الظاهر من 
السياق حيث قال المطلب: قال الذي يخبرني عن رسول الله ية إلى آخرهء والدليل على خطأ 
الضف ما زوا ابن سعد في الطبقات فقال: خدثنا محمد ين عمر يحدثنا كير بن يزيد عن 
المطلب بن عبد الله بن حنطب» قال: لما مات عثمان بن مظعون دفن بالبقيع فأمر رسول الله 
ية بشيء فوضع عند رأسهء وقال: هذا علامة قبره يدفن إليه يعني من مات بعده. اه. (قال: 
مات عثمان بن مظعون) بالظاء المعجمة (أخرج بجنازته) كأنه من باب حذف العاطف اق 





١‏ ر ريع يد ر ر بر 


swe 
ی‎ 


کک مم 


ASAS SN RSSHAS‏ ا 


ا 


(۱) متفق عليه. 


° MG SS E ۱۷۱۱ الحديث رقم‎ 








جو OS TEES AEN‏ امور ا 





|١ 7‏ ۹۸ لمع سا سے مسا ممم ١‏ . مات سه ب جات وی ا ا a‏ 0 ا 5 ميم ب 


8 


% 


0 
1 
5 
1 
0 
1 
١ 
ا‎ 


م مح ا رک کک ر کک ر لاخو ی رک رک عق مر ا يعر لصو براه 00 


۱۸ کتاب ت ١‏ باب دفن TT‏ 


اف أمرَ النبي اة رجلا أن يأتيّه بحجر. فلم يستطغ حملّهاء فقام إليها رسول الله بل 
وحَسرٌ عن ذراعيه. قال المطلبٌُ: قال الذي يُخبرّني عن رسول الله ية : كأني أنظرٌُ إلى 
0 ذراعيْ رسولٍ الله اة حينَ حسر عنهُماء ثمّ حملها فوضعَها عند رأسه. وقال: «أعلمُ 
بها قبرَ أخي» وأدفنٌ إليه من مات منْ أهلي». رواه أبو داود. 


| وأخرج جنازته (فدفن) وقوله (أمر النبي كلِ) جواب لما كذا قيل: والأظهر أن جواب لما هو 
أخرج لوقوعه في محله وأمر حذف عاطفه ويدل عليه الحديث المذكور في الحاشية السابقة لما 
مات عثمان بن مظعون ودفن بالبقيع فأمر رسول الله بيا . (رجلاً أن يأتيه بحجر) أي كبير لوضع 
العلامة وفي رواية بصخرة (فلم يستطع) أي ذلك الرجل وحده (حملها) قال ابن الملك: تأنيث 
الضمير على تأويل له رسول الله ييو وحسر) أي كشف وأبعد كمه (عن ذراعيه) 
أي ساعديه وفى النهاية أخرجهما عن كميه. اه. وهو حاصل المعنى وفي الأزهار فيه أن حسر 
الذراع ا ولا ترك أدب بمرأى الناس إذ فيه صيانة الثوب عن الأدناس . (قال 
المطلب: قال الذي يخبرني عن رسول الله يي كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله كل 
حين حسر) أي كشف الثوب عنهما (ثم حملها) أي وحده (فوضعها عند رأسه) أي رأس قبر 
عثمان (وقال) أي رسول الله ية (أعلم) مضارع متكلم من الأعلام (بها) أي أعلم الناس بهذه 
الحجارة (قبر أخي) واجعل الصخرة علامة لقبر أخي» وسماه أخاً تشريفاً له أو لأنه كان قرشيا 
أو لأنه أخوه من الرضاعة وهو الأصح قيل: إنه أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً وهاجر مرتين وشهد 
بدراً وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين (وأدفن إليه) أي إلى قربه وقال الطيبي: أي أضم 
إليه في الدفن (من مات من أهلي) في الأزهار يستحب أن يجعل على القبر علامة يعرف بها 
لقوله ية أعلم بها قبر أخي» ويستحب أن يجمع الأقارب في موضع لقوله ية وأدفن إليه من 
مات من أهلي» وكان عثمان أخاه من الرضاعة وأوّل من دفن إليه إبراهيم ابنه وقال الطيبي : 
سماه أخاه لقرابة بينهما لأنه كان قرشياً وهو عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب القرشي 
الجمحي» وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب ما يضحك بي من هو دوني 
وقال السلمي: وكان عثمان من أهل الصفة وهو أول من دفن بالبقيع» ومن هاجر بالمدينة 
وقيل: أول من تبعه من أهل النبي با إبراهيم ابن النبي بيه وقال بيا : لزينب بنته بعد أن ماتت 
الحقي بسلفنا الخيرء عثمان بن مظعون وأما ما نقله ابن حجر من أنه قال كَكةِ: في إبراهيم 
وأخته زينب لما توفيا ألحقا بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون» فغير محفوظ بالنسبة إلى إبراهيم 
ثم قال: قال بعض متقدمي أئمتنا: ويسن وضع أخرى» عند رجله لأنه َة وضع حجرين على 
قبر عثمان بن مظعون ورد بأن المحفوظ فى حديث عثمان حجر واحد كما تقرر. اه. وفيه أنه 
لا دلالة في الحديث المذكور على أن الحجر واحد أو متعدد فكيف يصلح للرذ على من أثبت 
التعدد؟ مع أن القاعدة المقررة عند التعارض على تسليم ثبوت الواحد أن زيادة الثقة مقبولة وإن 
المثبت مقدم على النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والله الموفق (رواه أبو داود) قال 
ميرك : وفي إسناده كثير بن زيد مولى الأسلميين تكلم فيه غير واحد. اه. فما قاله ابن حجر 


من أن سنده جيد محتاج إلى الانتقاد لأنه مخالف لما قاله النقاد. 


TE‏ رةه 


اع مع GE‏ جرح ١‏ حر E‏ وك حصن رس نع بو م تام لوق وح الو ادي ريه رون نك رك 
كتاب الجنائز/ باب دفن الميت ۱۹ 


EG N 


)3١(‏ وعن القاسم بن محمَّدٍء قال: دخلتُ على عائشة» فقلتُ: يا أمّاه! 
اكشِفي لي عن قبر النبيّ بي وصاحبَّيهء فكشفث لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئةء 
مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. رواه أبو داود. 


ر 


E E e مص د‎ 


۳ --_ (۲۱) وعن البراء بن عازب» قال : خَرَّجنا مع رسول الله ية في جنازة رجل 





ر 


7 (وعن القاسم بن محمد) أي ابن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (قال: دخلت 
على عائشة رضي الله عنها فقلت: يا أماه) بسكون الهاء وهي عمته لكن قال يا أماه لأنها بمنزلة 
أمه أو لكونها أم المؤمنين (اكشفي لي) أي اظهري وارفعي الستارة (عن قبر النبي) وفي نسخة 
رسول الله (كخِ وصاحبيه) أي ضجيعيه وهما العمران القمران المنوّران بجنب البدر المنيرء أو 
شمس الظهير . (فكشفت لي) أي لأجلي أو لرؤيتي (عن ثلاثة قبور لا مشرفة) أي مرتفعة غاية 


د تس ا ب وو 
0 كم 7 2 ا 3 








الارتفاع وقيل أي عالية أكثر من شبر (ولا لاطئة) بالهمزة الياء أي مستوية على وجه الأرض | 
يقال : لطأ بالأرض أي لصق بها (مبطوحة) صفة لقبور قال ابن الملك أي مسوّاة مبسوطة على |!! 
الأرض . اه. وفيه إنها تكون حينئذ بمعنى لاطئة وتقدم نفيها والصواب أن معناها ملقاة فيها | 
البطحاء ففي القاموس تبطيح المسجد القاء الحصى فيه وفي النهاية بطح المكان تسويته وبطح |( 
المسجد ألقى فيه البطحاء وهو الحصا الصغار. اه. وبه يظهر أنه لا دليل للشافعية بهذا 0 


الحديث على التسطيح»› EET‏ ا ا 
تمه وإن اتن حبان صجيح أن قبره ية كان مرتفعاً شبرأأء قلت : كونه مرتفعاً شبراً لا ينافي 
كونه مسنماً» وقد تقدم تصريح سفيان أنه رأى قبر النبي ي مسنما. (ببطحاء العرصة) أي برمل 
العرصة وهي موضع وقال الطيبي: العرصة جمعها عرصات وهي كل موضع واسع لا بناء فيه 
والبطحاء مسيل واسع فيه دقاق الحصى» والمراد بها هنا الحصى لاضافتها إلى العرصة وقوله. 
(الحمراء) صفة للبطحاء أو العرصة قال الطيبي: أي كشفت لي عن ثلاثة قبور لا مرتفعة» ولا 
منخفضة لاصقة بالأرض مبسوطة مسوّاة والبطح اس ا لم 


جا ري رسو جر عر رسي 


se 


مو ررتعوب ي ر يدر دهن 
ع س م ب 


20 





يسوّى :ويدس”'؟ التقاوت قال السيد ريه تحت ولعل مراده ما فلا اول نا نه يلزم من كلامه 1 
أن لا يكون للقبور صورة متميزة عن الأرض› il ES‏ انها 3 
مسنمات أو مربعات وقد سبق الكلام من ابن الهمام على تحقيق المقام» ثم قال السيد: ٠|‏ 
والأولى أن يقال معناه ألقى فيها بطحاء العرصة الحمراء. (رواه أبو داود) قال ل قيل: هذا 4“ 
ار 

. 5 لاله * ا 

1 (وعن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله كَل في جنازة رجل‎ ١7 
0 .٠۲۲۰ حديث رقم‎ ٥٤۹/۳ الحديث رقم ۱۷۱۲ : أخرجه أبو داود في السئن‎ 
1 في المخطوطة «مذهب».‎ )١( 
7 حديث رقم‎ ۷۸/٤ الحديث ۳-: 2 أبو داود في السنن ۳ حديث رقم 717". والنسائي‎ 








ت 





E O O RR SOE NATA اادج‎ 





م ب ري 








0 RRR 


لالم 


و ا 


aac‏ عر ومع ON‏ ماح جيه e Yat‏ إن مسج SO‏ بعد عه عه اجيج سح 
E‏ ذهو ة 7 aon N aaa i o reis N‏ بن ووه 7 Bese ashe N‏ 


A 


O o هي‎ So وق‎ Seh ar 


S.A RRA محم‎ ENS ER مح ران ددجن‎ san ata, rR O 


SSUES 


EV hakê 






۱۷۰ كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


من الأنصارء فانتهينا إلى القبر ولمًا يُلحذ بعذء فجلس النبيُ بيه مُستقبل القبلة» وجلسنا 


معه. رواه أبو داود» والتسائي» وابن ماجه وزاد في آخره: كأنّ على رؤوسنا الطيرَ . 
15 (١؟)‏ وعن عائشةً» أن رسول الله ية قال: «ككسرٌ عظم الميّتٍ ككسره 
حيًاً) . رواه الوا داود» وابنٌ ماجه . 
الفصل الثالث 


6 (۲۳) عن أنس» قال : شهدنا بنت رسول الله كَل 





من الأنصارء فانتهينا إلى القبر) أي فوصلنا (ولما) أي لم (يلحد بعد) أي لم يفرغ من حفر 
اللحد بعد مجيئنا (فجلس النبي ية مستقبل القبلة) لقوله ئة أشرف المجالس ما استقبل به 
ال ووا الطبرانى عون اين عباس (وخلسنا معة) أى وله ا ی رو ى يلخد قال 
عر علا آنا وزان ال جلى أل رقت فقيل ال روه اواو قال ميرك 
وسكت عليه هو والمنذري (والنسائى وابن ماجه وزاد فى آخره كان على رؤوسنا الطير) إشارة 
إلى الأطراق قال السيد: قد تقدم هذا الحديث مطوّلاً في باب ما يقال عند من حضره الموت 
في الفصل الثالث منه» وكان المصنف ذهل عن إيراد صاحب المصابيح له في هذا الباب» 
فأورده هناك فى الفصل الثالث. اه. وفيه أن ما أورده مطؤلا فيه فوائد كثيرة منها هذه الجملة 
واش ارده بلاطا ا ب بها المغائرة قله مكراد ا 

5 (وعن عائشة أن رسول الله بي قال: كسر عظم الميت» ككسره حياً) يعني في 
الاثم كما في رواية قال الطيبي: إشارة إلى أنه لا يهان ميتأء كما لا يهان حيا قال ابن الملك: 
وإلى أن الميت يتألم قال ابن حجر: ومن لازمه أنه يستلذ به الحي. اه. وقد أخرج ابن أبي 
شيبة عن ابن مسعود قال: أذى المؤمن في موتهء كأذاه في حياته . (رواه مالك وأبو داود) قال 
ميرك : وسكت عليه (وابن ماجه) قال ميرك ورواه ابن حبان في صحيحه. اه. وقال ابن 
القطان: سنده حسن. 


(الفصل الثالث) 


00 ذكره السيوطي في الجامع الصغير ۷٠/١‏ حديث رقم .1١16‏ 

الحديث رقم 1715: أخرجه أبو داود في السئن ٥٤۳/۳‏ حديث رقم ۳۲۰۷. وابن ماجه 0١‏ حديث 
رقم 1717. ومالك في الموطأ ۲۳۸/١‏ حديث رقم ٠١‏ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند 1/ 
.11A‏ 


الحديث رقم ۱۷٠١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ٠١١/۳‏ حديث رقم .۱۲۸١‏ وأحمد في المسند .٠١١/۳‏ 





E AER مت سيد‎ 





كتاب الاب باب دفن العيق ۱۷۱ 





تُدفْنُ» ورسول الله ية جالسٌ على القبرء فرأيتٌ عينيه تدمّعانٍء فقال: اهل فيكم من أحدٍ 
لمْ يقارف الليلة؟» فقال أبو طلحة: أنا. قال: «فأنزل في قبرها». فنزلَ في قبرها. رواه 
البخاري . 





حجر: (تدفن) أي في حال دفنها (ورسول الله ية جالس) جملة حالية (على القبر) أي شفيره  ٠‏ 
(فرأيت عينيه تدمعان) أي تسيلان دمعاً (فقال: هل فيكم من أحد؟) من زائدة (لم يقارف) في ' 
النهاية قارف الذنب إذا أتاه ولاصقه وقارف امرأته» إذا جامعها وفي جامع الأصول لم يقارف ( 
أي يدنت ذنباء ويجوز أن يراد الجماع فكنى عنه ذكره الطيبي . (الليلة) أي البارحة بقرينة 
السؤال نقل ميرك قال الراوي: يعني لم يقارف الذنب قال أهل اللغة: قرف على نفسه ذنوباًء 
كسبها وقارف فلان الشيء إذا دناه وفي حديث عائشة كان يصبح جنباً من قراف أي خلاط» 
وجماع وكل شيء قارفته فقد فارقته قيل إنما قال النبي ية : ذلك إرادة أن يعلم أن عثمان وكان 
تحته بنت النبي َة التي توفيت هل خالط امرأته أي الأخرى تلك الليلة فلم يقل عثمان لم 7 
أقارف أنا كذا في شرح البخاري» للحافظ إسماعيل الأصفهاني وضعفه ظاهر . (فقال أبو 4 
طلحة: أنا) ظاهره أن المراد بالمقارفة الجماع» وإن كانت الحكمة مجهولة عندنا فإن الجزم ٠‏ 
بعدم مقارفة الذنب مستبعد من الأكابر. (قال: فانزل في قبرها فنزل في قبرها) الظاهر لأن 
يدفنها فيه فيكون من خصوصياته أو إشارة إلى بيان الجواز» ويمكن أن يكون نزوله للمساعدة 
والمحرم دفنها قال ابن الهمام: لا يدخل أحداً من النساء القبر» ولا يخرجهن إلا الرجال لأن 
مس الأجنبي لها بحائل عند الضرورة» جائز في حياتها فكذا بعد موتها فإذا ماتت ولا محرم لها 
ا آمل الضلاع من متبابع جيزاتها فاد الم كرتو الاب السلسادة. امإ كان لها مرم 
ولو من رضاع أو صهرية نزل وألحدها”'' قال النووي: ولا يشكل هذا الحديث على قولهم إن إا 
المحارم والزوج 0 الأجانب» لاحتمال أنه ية وعثمان كان لهما عذر فمنعهما 
تزولة ار لهم يز عد من الخبر أنه لو كان ثمة صلحاءء وأحدهم بعيد العهد بالجماع قدم i)‏ 
وأخرج أحمد أن رقية لما ماتت قال كَل لا يدخل القبر رجل قارف الليلة فلم يدخل عثمان قال : 
ابن حجر: وظاهره مع ما مر أن عثمان وقع له ذلك في كل من زوجتيه رقية وأم كلثوم. اه. ٠‏ 
وفيه أنه لا دلالة في حديث الأصل إنها أم كلثوم فيحمل المجمل على المبين وأما تعليله بأنه 
ية اطلع على جماع عثمان تلك الليلة» فكنى عن منعه بقوله أيكم لم يقارف فسكت فصدق 
كله ما بلغه فأمر أبا طلحة لما نفى ذلك عن نفسهء أن يتولى ادخالها وإنما منع من دخول القبر 
لأنه لفرط شهوته قارف تلك الليلةء فخشي ية إن نزل أن يتذكر شيئاً فيذهب عن الاتيان بكمال 
المندوبات التي تفعل بالميت في القبر فعلى تقدير صحته» مناف لأن يقع متعدداً من عثمان 
رضي الله عنه. (رواه البخاري) . 





ع ا 





)۱( ا ١‏ (۲) فى المخطوطة «مصاحب». ) 





۱۷۲ كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 





5 (75) وعن عمرو بن العاص» قال لابنه وهو فى سياق الموتٍ: إذا أنا مث فلا 
تصحبنى نائحةٌ ولا نارٌء فإذا دفنتموني فشْنُوا عَلىٌ الترابَ شئًاًء ثم أقيموا حول قبري قَدْرَ ما 
يُنحرٌ جزورٌ ويُقسّمُ لحمّهاء حتى أستأنسٌ بكم وأعلمٌ ماذا أراجع به رُسل ربي. رواه مسلم . 
أحذكم فلا تحبسوةء وأسرعوا به إلى قبره» 





7 (وعن عمرو بن العاص قال لابنه) أي عبد الله (وهو) أي عمرو (في سياق 
الموت) أي صدده قال الطيبي: السياق النزع وأصله السواق (إذا أنا مت) بضم الميم وكسرها 
(فلا تصحبني) أي لا تترك أن يكون مع جنازتي (نائحة) أي صائحة بالبكاء ونادبة بالنداء فإنه 
يؤذي [الميت] والحي» ويشغل المشيع عن ذكر الموت» وفناء الدنيا وفكر تقصيرهم في أمر 
العقبى. (ولا نار) أي للمباهاة والرياء كما كان عادة الجاهلية وبقيت إلى الآن في مكة منها بقية 
قال ابن حجر : ولأنها من التفاؤل القبيح» وقد [تها ی اول لے الا انها بعضه كما 
هو ظاهر. (فإذا دفتتموني) أي أردتم دفني (فشنُوا) بضم الشين المعجمة وتشديد النون أي صبوا 
وكبوا. (علي التراب شنا) في النهاية الشن الصب بسهولة (ثم أقيموا حول قبري) لعله للدعاء 
بالتثبيت وغيره (قدر ما ينحر جزور) أي بعير وهو مؤنث اللفظ وإن أريد به المذكر فيجوز تذكير 
ينحر وتأنيثه (ويقسم لحمها حتى استأنس بكم) أي بدعائكم وأذكاركم» وقراءتكم واستغفاركم 
وقد ورد في خبر أبي داود أنه 5ة كان إذا فرغ من دفن الرجلء يقف عليه ويقول استغفروا الله 
لأخيكم» واسألوا له التثبيت”' وفي رواية التثبت فإنه الآن يسأل وأغرب ابن حجر وقال: وبهذا 
الخبر وقول عمر اعتضد حديث التلقين المشهور› فمن ثم عملوا به وإن كان ضعيفاً فقول ابن 
عبد السلام أن التلقين بدعة ليس في محله. اه. وهو ليس في محله لأن المعتضد ينبغي أن 
يكون في معنى المعتضد وليس هنا كذلك ثم قوله على أن الحديث الضعيف يعمل به في 
الفضائل» وإن لم يعتضد إجماعاً كما قاله النووي محلة الفضائل الثابتة من كتاب أو سنة وأما 
حديث لقنوا موتاكم فقد تقدم تحقيقه. (وأعلم) من غير وحشة (ماذا أراجع) أي أجاوب به 
(رسل ربي) أي سؤال الملكين (رواه مسلم). 


7 (وعن عبد الله بن عمر قال: سمعت النبي بي يقول: إذا مات أحدكمء فلا 
تحبسوه) أي لا تؤخروا دفنه من غير عذر قال ابن الهمام: يستحب الاسراع بتجهيزه كله من 
حين يموت”" (وأمترعوا به إلى قبره) وهو تأكيد وإشارة إلى سنة الاسراع في الجنازة قال 


الحديث رقم :۱۷۱٩‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۱۱۲/۱ حديث رقم .)١1١-1937(‏ 
)١(‏ في المخطوقة «فيها». 

(۲) أبو داود في السنن ۳/ 06٠‏ حديث رقم ۳۲۲۱. 

الحديث رقم 19179: رواه البيهقي في شعب الإيمان. 

)۳( الفد ا 





02200 


الا 








وإنما ذكر في شرح ال 


I ES NIE x e Et‏ ع عر واف GE‏ ريسو برو 























دده ASAS‏ ل J‏ 
ولْيُقرَأْ عند رأسه فاتحة البقرةء وعند رجلّيه بخاتمة البقرة». رواه البيهقئُ في اشعب ١‏ 
4 

. . وھ f‏ ا / 
صاحب الهداية : دون الخبب”' قال ابن الهمام: وهو ضرب من العدو دون العنق» والعنق : 
خطو فسيح فيمشون به ما دون دون العنق» ولو مشوا به الخبب لأنه ازدراء بالميت أخرج أبو 1 
داود والترمذي عن ابن مسعود قال: سألنا رسول الله ية عن المشي مع الجنازة فقال ما دون 0 
الخبب”'' وهو مضعف» وأخرج الستة" قال عليه الصلاة والسلام: أسرعوا بالجنازة فإن تك إ/ 
صالحة فخير تقدمونها إليه» وإن تك غير صالحة فشر تضعونه عن رقابكم“ (وليقرأ) بالتذكير 1 
ويؤنث وبسكون اللام ويكسر (عند رأسه فاتحة البقرة) أي إلى المفلحون (وعند رجليه بخاتمة) 1 
وفي نسخة خاتمة (البقرة) أي من آمن الرسول الخ قال الطيبي لعل تخصيص فاتحتها لاشتمالها 1 
على مدح كتاب الله. وإنه هدى للمتقين الموصوفين بالخلال الحميدة من الإيمان بالغيب» 4 
وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وخاتمتها لاحتوائها على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله» وإظهار |2 
الاستكانة وطلب الغفران والرحمة والتولي إلى كنف الله تعالى وحمايته (رواه البيهقي في شعب لأ 
الإيمان وقال: والصحيح أنه موقوف عليه) أي على ابن عمر قال النووي في الأذكار: قال 1 
محمد بن أحمد المروزي: سمعت أحمد بن حنبل يقول إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة 1 
الكتاب» والمعوّذتين (و#قل هو الله أحد4) واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابرء فإنه يصل إليهم | 
والمقصود من زيارة القبور للزائر الاعتبار وللمزور الانتفاع بدعائه . اه. وفي الأحياء للغزالي اأ 
والعاقبة لعبد الحق عن أحمد بن حنيل نحوه وأخرج الخلال في الجامع عن الشعبي قال: كانت ١‏ 
الأنصار إذا مات لهم الميت اختلفوا إلى قبره» يقرؤون القرآن وأخرج أبو محمد السمرقندي في ١|‏ 
فضائل #قل هو الله أحد» عن علي مرفوعاً من مرٌ على المقابر وقرأ قل هو الله أحد» إحدى '١‏ 
عشرة مرة» ثم وهب أجره للأموات أعطى من الأجر بعدد الأموات وأخرج أبو القاسم سعد بن ١|‏ 
علي الزنجاني في فوائده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ية : من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الا 
الكتاب» وطقل هو الله أحد» و («ألهكم التكائر4) ثم قال: إني جعلت ثواب ما قرات من ١‏ ' 
كلامك لأهل المقابر من المؤمنين والمؤمناتء كانوا شفعاءً له إلى الله تعالى وأخرج القاضي أبو | 
بكر بن عبد الباقي الأنصاري في مشيخته عن سلمة بن عبيد قال: قال حماد المكي: خرجت ل 
ليلة إلى مقابر مكة فوضعت رأسي» على قبر فنمت فرأيت أهل المقابر حلقة [حلقة] فقلت: 1 
قامت القيامة قالوا لا ولكن رجل من اخواننا قرأ #قل هو الله أحد» وجعل ثوابها لنا فنحن : 
١‏ 

7 .97/١ الهداية‎ )1١( 
١ .٠١١١ والترمذي الحديث رقم‎ .5١84 حديث رقم‎ ٠۲١ /۳ أبو داود في السنن‎ )۲( 
0 .٩۷ 97/7 فتح القدير‎ )٤( .)1543( راجع الحديث رقم‎ )۳( 
ألم اجد اقول التروى ي الأكارقي آي من الأبراب باب بناليقوله زائ القبوواولا ياب فامع اتيك اا‎ © 
ل‎ 









ل كتاب الجنائز/ باب دفن الميت 


1۸ - 0( وعن ابن ابي مليكة قال: لما توفي عبد الرحمنٍ دن أب بكر 


٠٠‏ بِالحُبشِيّ» وهو موضِمٌ» فحُمل إلى مكة فدفنَ بهاء فلمًا قدمث عائشةء أتث قبرَ عبدٍ 


نقتسمه منذ سنة وأخرج عبد العزيز صاحب الخلال بسنده عن أنس أن رسول الله بلا قال: من 
دخل المقابر فقرأ [سورة] يس. خفف الله عنهم وكان له بعدد من فيها حسنات وقال القرطبي : 
0 حديث اقرؤوا على موتاكمء يس هذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت فى حال حياته. 


١‏ 57 أن تكون عند قبره كذا ذكره السيوطي في شرح الصدور""'" ثم قال: اختلف في وصول 
1 ثواب القرآن للميت فجمهور السلف» والأئمة الثلاثة على الوصول وخالف في ذلك أمامنا 


الشافعي مستدلاً بقوله تعالى: #وإن ليس للإنسان إلا ما سعى * [النجم ‏ ۳۹] وأجاب الأوّلون 


٠٠‏ عن الآية بأوجه أحدها إنها منسوحة بقوله تعالى: #والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا 


بهم ذريتهم 4 [الطور ‏ 21] الآية أدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباءء الثاني إنها خاصة بقوم 


3 اراھ رر نی غا ا اا ا ا هله الامة فليا ها سنك هاسع لها اله تعكرمة؟ 
3 الثالث أن المراد بالإنسان هنا الكافر فأما المؤمن فله ما سعى» وسعى له قاله الربيع بن أنس 


13 الرابع ليس للإنسان إلا ما سعى € من ظريق العدل فما من بان الفضل: قجائز أن يزيدة الله 


ما شاء قاله الحسين بن فضل الخامس أن اللام في الإنسان بمعنى على أي ليس على الإنسان 


إلا ما سعى» واستدلوا على الوصول بالقياس على الدعاء والصدقة والصوم والحج والعتق فإنه 
ر لا فرق فى نقل الثواب. بين أن يكون عن حج أو صدقة أو وقف أو دعاء أو قراءة بالأحاديث 


المذكورةء وهي وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً وإن المسلمين ما زالوا 
في كل مصر وعصرء يجتمعون ويقرؤون لموتاهم من غير نكير فكان ذلك إجماعاً ذكر ذلك 
كله الحافظ شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزء ألفه في المسألة ثم قال 
السيوطي: وأما القراءة على القبر فجزم بمشروعيتها أصحابنا وغيرهم”"»: قال النووي: في 
شرح المهذب يستحب لزائر القبور أن يقرأ ما تيسر من القرآن» رداغو لهم غقبها نض عليه 
الشافعي واتفق عليه الأصحاب وزاد في موضع آخر وإن ختموا القرآن على القبر كان أفضل . 


4 (وعن ابن أبي مليكة) بالتصغير (قال: لما توفي عبد الرحمن بن أبي بكر) أي 
الصديق (بالحبشي) في النهاية بضم الحاء وسكون الباء وكسر الشين وتشديد الياء موضع قريب 
من مكةء وقال الجوهري: جبل بأسفل مكة. (وهو موضع) تفسير من الراوي يحتمل القولين 
(فحمل) أي نقل (إلى مكة فدفن بها فلما قدمت عائشة) أي مكة (أنت قبر عبد الرحمن بن أبي 


' بكر) أي أخيها (فقالت) أي منشدة مشيرة إلى أن طول الاجتماع في الدنيا بعد زواله يكون 


كأقصر زمن وأسرعه كما هو شأن الفاني جميعه قال تعالى: #كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم 


4 (۱) شرح الصدور ص ۲۹۷. )شرج الصدور من مه 135 


7 الحديث رقم 19718: A‏ قم .1٠١60‏ 









كتاب لاوا باب دفن الميت تلا 








وكا كئذمانيٰ جذِيمة حقبّةٌ هن الذّهرِه حتى قيلَ: لنْ يتصدّعا 

فلن راء كات ورانا لطولٍ اجتماع لم ٍث ليلةً مَعا 

ثمّ قالث: واللّهِ لو حضرئُكٌ ما دُفِنت إل حيثُ مس ولو شهدتكَ ما زرك روا 
الترمذي . 


68 (۲۷) وعن أبي رافع» قال: سَلَ رسول الله ية سعداً 





يلبئوا إلا ساعة من نهار € [الأحقاف  “]١‏ ولذا قيل: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة (وكنا) أي 
أنا وإياك في حال حياتك متقاربين» ومتصاحبين ومتحابين. (كندماني جذيمة) بفتح الجيم 
وكسر الذال المعجمة وفى نسخة بالتصغير قال الطيبى: وجذيمة هذا كان ملكاً بالعراق» 
والجزيرة وضم إليه العرب وهو صاحب الزباء. اه. وفي القاموس الزباء ملكة الجزيرة وتعد 
من ملوك الطوائف أي كنديميه» وجليسيه وأنيسيه قيل ندماناه الفرقدان (حقبة) بالكسر أي 
مدة لا وقت لها (من الدهر) أي الزمان (حتى قيل) أي إلى أن قال الناس إنهما (لن يتصدعا) أي 
لن يتفرقا أبداً توهما أن طول ذلك الاجتماع يدوم (فلما تفرقنا) أي بالموت (كأني ومالكاً) هو 
أخو الشاعر الميت (لطول اجتماع) أي عنده (لم نبت ليلة) أي ساعة من الليل (معاً) أي 
مجتمعين لما تقرر أن الفاني إذا انقطع صار كأنه لم يكن قال تعالى : کان لم يغنوا فيها وكان 
لم تغن بالأمس € [يونس - ]۲٤‏ وقيل : GS‏ 
«أقم الصلاة لدلوك الشمس * [الإسراء - ۷۸] ومنه صوموا لرؤيته أي بعدها قال الشمني في 
شرح المغني وما الجدر لعي بن اوبره يني ا ی بن الوليك: (ثم 
قالت) أي عائشة شة (والله لو حضرتك) أي وقت الدفن وقال ميرك: ل 
الطيبي: ودفنك (ما دفتت) بصيغة المجهول (إلا حيث مت) أي منعتك أن تنقل وقد نقل بحث 
النقل فيما سبق وكأنها رضي الله عنها ذهبت إلى منع النقل مطلقاً وقال ابن حجر: لأن النبي 
دن أن كل ah‏ لبيك ل ا e‏ اه. وهو تعليل غريب (ولو 
شهدتك) أي حضرت وفاتك (ما زرتك) أي ثانياً قال الطيبي: لأن النبى ية لعن زوّرات 
القبور» وقال ابن حجر: كذا قيل وإنما يتجه إن كانت لم تعلم بنسخ ذلك قلت: الناسخ قوله 
كنت نهيتكم عن زيارة القبورء ألا فزوروها”" وقال بعضهم: الرخصة إنما هي للرجال فلعلها 
ذهبت إلى هذا القول» ويؤيده إنها ما جوزت خروج النساء إلى الماد تع جور بعللة 
بأنه عليه الصلاة والسلام لو علم فساد نساء لزمان لمنعهن من الخروجء لأن أمهات المؤمنين 
كن معتدات أبداً فلا يجوز خروجهن من البيت» إلا لحاجة كالحج ومجرد لزيارة ليس كذلك 
وفيه بحث ظاهر. (رواه الترمذي) . 


8 (وعن أبي رافع قال: سل رسول الله بيو سعداً) هذا عند الشافعي وأما عندنا فهو 


.] ۷۹  تاعزانلا‎ [ 4 في المخطوطة قول الله تعالى «كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها‎ )١( 


ماجه في السئن ٤۹2/1‏ حديث رقم ١‏ 90[ . 





الحديث e‏ 11۹ ا اين 









ا 
i‏ 
21 

#0 


3 








يج هط رجح جور جر “امد سر 92025 7 1 270 4م20 


وو يا امع ل حك a‏ ب مهلم 2 ب ae‏ كاج وهو 


سر 


ا << 


2 رجف بعتي ر ک۹ ر کہ ری ا ا ا ال ا ل رک ر ر‎ r 


لشن كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





ورش على قبره ماءً . رواه ابن ماجه. 


(۲۸) وعن أبي هريرةً: أن رسول الله ية صلّى على جنازةء ثم أتى القبرَ 
فحثى عليه من قِبَل رأسه ثلاثاً. رواه ابن ماجه. 


60١‏ 9 (19) وعن عمرو بن ححزمء قال: رآني النبئ يك مُتَكئاً على قبرء فقال: «لا 
لو ةساعت هل القن الال ر اسمن 


(۷) باب البكاء على الميت 
الفصل الأول 


)١( 65‏ عن أنس» قال: دخلنا مع رسول الله هة على أبي سيف القَِينِء وكانَ 





محمول على الضرورة أو الجواز (ورش) أي أمر بالرش (على قبره ماء رواه ابن ماجه) . 

٠‏ _ (وعن أبي هريرة أن رسول الله َء صلى على جنازة ثم أتى القبر فحثى عليه) أي 
رمى على قبره بالتراب (من قبل رأسه ثلاثا) أي ثلاث حثيات وهو من باب إعانة الخيرات» ولو 
ببعض الفعلاات (رواه ابن ماجه) . 

0١‏ (وعن عمر بن حزم) بفتح الحاء وسكون الزاي (قال: رآني النبي كَل متكثاً على 
قبر فقال: لا تؤذ صاحب القبر) أي لا تهنه (أو لا تؤذه) أي بالضمير موضع الظاهر وهو شك 
من الراوي (رواه أحمد) . 


(باب البكاء) 
بالمد على الأفصح أي جوازه (على الميت) أي بدون نياحة. 


(الفصل الأوّل) 
1١17‏ (عن أنس قال: دخلنا مع رسول الله يكل على أبي سيف) اسمه البراء واسم أم 
لإبراهيم ابن النبي يَكئةِ. (القين) بفتح القاف وسكون الياء أي الحداد (وكان) أي أبو سيف 


الحديث رقم 17“6: أخرجه ابن ماجه في السنن 4949/١‏ حديث رقم 1956. 

الحديث رقم : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۱۷۲ حديث رقم 170. ومسلم في صحيحه /٤‏ 
۷ حديث رقم (57 - 77170). وأبو داود في السنن ۲۹۳/۳ حديث رقم ۳۱۲۲. وابن ماجه 

۱ه حديث رقم 1584. وأحمد في المسند ۹٤4/۳‏ 


٠. 
مطل‎ N لو‎ o a: 













7 


Non 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت N‏ 





ظئراً لإبراهيمٌّ» فأخذٌ رسول الله اة إبراهيم فقبّله وشمه» ثم دحّلنا عليه بعد ذلك» وإبراهيم 1 


رسول اللَّهِ؟ فقال: «يا ابنَ عوْفٍ! إِنّها رحمة» : لم أتبعها بأخرى» فقال: إِنَّ العَينَ تذمعٌ» ١‏ 


jf 

يجودُ بنفسه» فجعلّث عَينا رسول الله يل تذْرِفانٍ. فقا له عبدُ الرٌحمن بن عوْفٍ: وأنتٌ يا 1 
1 8 

والقلبّ يَحْرَّنُء ولا تقول إلا ما يُرْضي ريّناء وإنًا بفراقِك يا إنراهيمٌ لمخزونونَ». متفق عليه. // 





1 
(ظثراً) بكسر الظاء مهموز ويجوز ابداله وهو المرضعة (لإبراهيم) ومعناه في الحديث إنه كان | 
زوج مرضعة إبراهيم وصاحب لبنها توفي إبراهيم وله ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراًء كذا / 
في التخريج وتقدم أنه كان ابن ثمانية أشهر والله أعلم» وقيل: الظئر المربي والمرضع يستوي 1 
فيه المذكر والمؤنث والأصل فيه العطف وسمي زوج المرضعة ظئرا لأن اللبن منه فصار بمنزلة | 
الأب في العطف وفي النهاية الظئر المرضعة غير ولدهاء ويقال: للذكر أيضاً (فأخذ رسول الله | 
لا إبراهيم فقبله وشمه) أي وضع أنفه ووجهه على وجهه كمن يشم رائحة وهذا يدل على أن !١‏ 
محبة الأطفال والترحم بهم سنة قاله ابن الملك» روي أ أنه قال رجل لي عشرة صبيان ما قبلت |( 

واحداً منهم فقال كَل : لا أملك لك إن كان الله نز ع الرحمة من قلبك (ثم دخلنا عليه بعد ذلك) إن 
ي ابم (إراهيم يجود ينها أي يموت وقیل: O os‏ 0 
یوو يديا فى الات كرفت الحين ا جرى مھا ن ل 
عطف على مقدر أي الناس يبكون وأنت يا رسول الله تبكي كما نبكي قال [الطيبي] وأنت |« 
تفعل › كذا وتنفجع للمصائب كالناس استغرب منه ذلك لدلالته على العجز عند مقاومة المصيبة ٠|‏ 7 
والصبر عليهاء وأجاب بأن الحالة التي تشاهدها رقة ورحمة على المقبوض لا ما توهمت من |( 
قلة الصبر (فقال يا ابن عوف إنها) أي الدمعة أو الحالة التي تشاهدها (رحمة) أي أثر رحمة (ثم ١|‏ 
اتبعها) أي تلك المرة من البكاء (بأخرى) أي بمرة أخرى وقال الطيبي: أي اتبع الدمعة الأولى؛ 
بدمعة أخرى أو اتبع الكلمة الأولى» وهي قوله إنها رحمة بكلمة أخرى . (فقال: إن العين تدمع 
والقلب) بالنصب ويرفع (يحزن) بفتح الزاي وما في بعض النسخ من ضم الزاي فخطأ فاحش 5 
فإنه بالضم متعد وبالفتح لازم والمعنى إن من شأنهما ذلك ولا يمنعان مما خلقا لهما خصوصاً 

إذا كان على جهة الرحمة» فإنه يترتب عليها المثوبة قال الطيبي : ويحتمل أن يكون قوله إنها ٩|‏ 

رحمة كلمة مجملة فعقبها بالتفصيل» وهي قوله إن العين تدمع والقلب يحزن» وينصر هذا ٠|‏ 

التأويل قوله في الحديث الآتي هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده» أي هذه الدمعة التي |“ 

تراها في العين أثر رحمة جعلها الله في قلوب عباده. (ولا نقول) أي مع ذلك (إلا ما يرضي |” 


ر 
۹ 
3 
3 
3 


1 ربنا) وفي نسخة بضم الياء وكسر الضاد ونصب رينا . (وإنا بفراقك) أي بسبب مفارقتك إيانا ا 


ا 


إبراهيم لمحزونون) أي طبعاً وشرعاً وفيه إشارة إلى إن من لم يحزن فمن قساوة قلبه؛ ومن لم ٠|‏ 
يدمع فمن قلة رحمته» فهذا الحال أكمل عند أرباب الكمال من حال من مات له ولد من | ' 
المشايخ فضحك فإن العدل أن يعطي كل ذي حق حقه. . )مت متفق عليه) قال ميرك : ورواه أبو ١‏ 
داود وفي رواية سندها حسن يا رسول الله أتبكي أو لم تنه عن البكاء؟ فقال لا ولكني نهيت عن ٠|‏ 








VA‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


ا 
ا ١177‏ (7) وعن أسامة بن زيدء قال: أرسلّت ابنةٌ النبئ ل إليه : أنَّ ابناً لى قُبض 


٤ 


فا 





تنا. فأرسل بُقَرىء السَّلامء ويقولُ: «إِنَّ لِلّهِ ما أخدّء وله ما أعُطىء وكل عندّه بأجَل 


0 سى فلنضية وليت 


0 





0 77 - (وعن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي كَ) أي زينب كما صرح به ابن أبي 
أ شيبة وصوّبه غيره (إليه) عليه الصلاة والسلام (إن ابناً لي قبض) أي قرب قبضه وموته وقال 
1 الطنبى؟ أئ دخل في حالة القبض» ومعالجة النزع وفي النهاية قبض المريض إذا توفي وإذا 
أشرف على الموت ثم قيل: هو علي بن [أبي] العاص ورد بأنه عاش حتى ناهز الحلم ومثله لا 
يقال له صبي عرفاً بل لغة» ويجاب بأن الوضع اللغوي يكفي هنا وقيل: الصواب أنه أمامة بنت 
أبي العاص كما نبت في مسند أحمد. (فاتنا) أي احضرنا (فأرسل) أي النبي بي أحداً (يقرأ 
السلام) عليها (ويقول) تسلية لها (إن لله ما أخذ وله) ووقع في الحصن» ولله وهو مع مخالفة 
القياس» خلاف ما في الأصول. (ما أعطى) ما فى الموضعين مصدرية أو موصولة والعائد 
محذوف فعلى الأول التقدير لله الأخذ والاعطاءء وع الثاني لله الذي أخذه من الأولاد وله ما 
أ أعطى منهم أو ما هو أعم من ذلك وفي تقديم الجار إشارة إلى الاختصاص بالملك الجبار» 


تياك و لواف ان اموب د کی 


وقدم الأخذ على الاعطاء مع إن الأخذ متأخر في الواقع لما يقتضيه المقام والمعنى أن الذي 
» أراد الله أن يأخذه هو الذي كان أعطاه فإن أخذه أخذ ما هو لهء فلا ينبغي الجزع لأن من 


)| يستودع الأمانة لا ينبغي له الجزع» إذا استعيدت ويحتمل أن يكون المراد بالاعطاء اعطاء الحياة 
:) لمن بقي بعد الميت» وثوابهم على المصيبة أو ما هو أعم من ذلك. (وكل عنده بأجل مسمى) 
) قال ميرك: أي كل من الأخذ والاعطاء [أو من الأنفس أو ما هو أعم من ذلك» وهي جملة 
)| ابتدائية معطوفة على الجملة المذكورة وقال الطيبى: أي كل من الأخذ والاعطاء] عند الله مقدر 
6 مؤجل قال ميرك: ويجوز في كل النصب عطفاً على اسم أن فينسحب التأكيد عليه أيضاً أقول 
1 لكن لا يساعده الرسم والرواية قال: ومعنى العندية العلم فهو من مجاز الملازمة والأجل يطلق 
على الحد الأخيرء وعلى مجموع العمر (فلتصبر) أي هي (ولتحتسب) أي تطلب الأجر قال 
١‏ الطيبى: يجوز أن يكون أمراً للغائب المؤنث» أو الحاضر على قراءة من قرأ فبذلك فلتفرحوا 
6 فل هذا الل رمن رر الل كله ا هط يداف الد ا ر إشنارة إلى نالصي يورت 
)! الثواب والجزع» يفوته عن المصاب وهذا الحديث أصل في التعزية ولذا قال الجزري في 
الحصن : فإذا عزى أحداً يسلم ويقول إن لله الخ قال: وكتب يل إلى معاذ يعزيه في ابن له بسم 
:) الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليكمء فإني أحمد الله إليك 
4 الذي لا إله إلا هو أما بعد فاعظم الله لك الأجرء وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكرء فإن 


7١/4 والنسائي‎ .۳٠۲١ حديث رقم‎ ٤۹۲/۳ حديث رقم (۱۱ -477). وأبو داود في السنن‎ ٥ 





.. حديث رقم ۱۸1۸ رأحمد في المسند 9ے 


E 





Ix 35 ١ ع عدويح مر تسح با کر موحي صر وي‎ : IRL بر يموع بيه حم‎ E j 
اي لي‎ E اتير‎ O اا ا ل‎ e م الي ام ا ال‎ 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ۱۷4 








فارسلّث إليو قي عليه لَيأتِيئُهاء فقامَ فك سهد د عاد ی واد بن مل واب بن ) 
كعب» وزيدُ بن ثابتِ ورجالٌ» رفع إلى رسول الله كل الصَبي ونفشه تتَقعقّمٌ» ففاضت | 
عَيناءُ. فقال سعدٌُ: يا رسولٌ الله! ما هذا؟ فقال: «هذهٍ رحمةٌ جعلّها الله في قُلوب عبادهء 
فإنّما يرْحمٌ اللَهُ منْ عَبادِه الرّحماء». متفقٌ عليه. 





ات :وار النانو هلين را رادان توافت اه هر وجل ال وغراريه المسفروعة انع ااي ٠‏ 
أجل معدود»ء ويقبضها لوقت معلوم ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى» فكان ٠‏ 
ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور» وقبضه منك بأجر 4 
كثير الصلاة والرحمة والهدى إن احتسسيت: فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم واعلم أن 2 
الجزع لا يرد شيئاً» ولا يدفع حزناء وما هو نازل فكان والسلام رواه الحاكه”'' وابن مردويه ٠٠‏ 
عن معاذ بن جبل قال الحاكم: حسن غريب ومن الأمور الغريبة» والقضايا العجيبة إنه في أثناء ٠‏ 
كتابتي هذا الكتاب وقع من قضاء رن اانه إن مات لى :ابن اة خسن ومن الصورة 7 
والسيرة حاوي الفواضل وجامع الفضائل حسن الله مثواه وزين مضجعه» ومأواه فحصل لي بهذا / 
الحديث تعزية كاملة وتسلية شاملة ونرجو من الله حسن الخاتمة مع الاثابة التامة. (فأرسلت) ٠‏ 
أي ابنته (إليه) أي مرة أخرى (تقسم عليه) أي تحلف عليه (ليأتينها) بالنون المؤكدة (فقام ومعه / 
سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت) كبراء الصحابة وفضلاؤهم (ورجال) / 
الصبي على يد أحد منهم وقال ابن الملك”2: أي وضعه أحد في حجره بي (ونفسه) أي روحه 
(تتقعقع) أي تضطرب وتتحرك ولا تثبت على حالة واحدة» كذا فى النهاية (ففاضت) أي سالت 
(عيناه) والنسبة مجازية والمعنى نزل الدمع من عيني رسول الله ار (فقال سعد) أي المذكور (يا 
رسول الله ما هذا) البكاء أي منك (فقال هذه) أي الدمعة (رحمة) أي أثر من آثارها وقال ابن 
الملك : أي التبكية من رقة القلب (جعلها) أي خلق الله الرحمة (في قلوب عباده) قال ميرك: . 
ظن سعد أن جميع أنواع البكاء» حرام وإنه ية نسى فأعلمه عليه الصلاة والسلام إن مجرد ا( 
البكاءء ودمع العين ليس بحرام ولا مكروه بل هو رحمة وفضيلة» وإنما المحرم النوح والندب 1 

م شق الجيوب» وضرب الخدود. (فإنما) وفي نسخة بالواو (يرحم الله من عباده الرحماء) جمع 0 
و أي وإنما يرحم الله من عباده من اتصف بأخلاقه› ویر عاد ومن ي | 
من عباده بيانية حال من المفعول وهو الرحماء قدمها إجمالاً وتفصيلاً ليكون أوقع . اه. كلام 0 
الطيبي والأظهر إن من تبعيضية أي إنما يرحم من جملة عباده الرحماء» ا 1 
(مت متفق عليه) قال ميرك : ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. اه. ا ا 
مشهور الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض» يرحمكم من في السماء” زوا 71 


)١(‏ الحاكم في المستدرك 513/4. (۲) في المخطوطة «ابن حجر). 
)۳( أبو داود في السنن 1/0" حديث رقم ٤٩٤١‏ . وأحمد في المسند ۲/ ٠١‏ والحاكم في المستدرك إر 0 
E‏ ۱ 





ا ع لح لم روطي اطي برعا لاقع المي E‏ باتعو تر كا رصي راخف رطق ES‏ روط رمه لك امار 


TT 
كتاب الجنائز/ باب ا‎ \A* j 








1 64 (”) وعن عبدٍ الله بن عمرّء قال: اشتكى سعد بن عبادةٌ شكوى لهء فأتاه 
| النبي ل يعوده مع عبدٍ الرّحمنٍ بن عَوفٍ وسعدٍ بن أبي وَقاص وعبدٍ الله بن مسعودء فلمًا 
ل عليه وجي فاي فقال : : «قذ قضى؟» قالوا: لاي يا رسول الله! فبكى النبي كَل 

فلمًا رأى القومُ بكاء النبي يك بكواء فقال: «ألا تسمّعون؟ إِنْ اله لا يعذْبُ بدّمع العَينٍ ولا 
۾ بحرن القلب» ولكنْ e‏ بهذا» وأشار ا لسانه «أو د يررحم 


۹ 
ك 
8 


| أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم عن ابن عمر فأرباب الكمال متخلقون بأخلاق ذي الجلال 


|٠‏ والجمال» متصفون بالرحمة العامة الشاملة والرحمة الخاصة الفاضلة. 

+ 1774 (وعن عبد الله بن عمر قال اشتكى) أي مرض (سعد بن عبادة شكوى) مصدر أو 
مفعول به أي مرضاً (له) أي حاصلا له (فأتاه النبى ية يعوده) حال من الفاعل أو المفعول أي 
يقصد عيادته (مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود) من أجلاء 
أصحابه (فلما دخل عليه وحده) أي صادفه (فى غاشية) أي شدة من المرض أو في غشيان 
واغماء من غاية المرض حتى ظن أنه مات (فقال) أي مستفهماً بحذف أداة الاستفهام (قد قضى) 
على بناء المفعول أي مات وفى نسخة صحيحة على بناء الفاعل قال التوربشتى : الغاشية 
| الداهية» من شر أو مكروه أو مرض المراد بها ههنا ما كان يتغشاه من كرب الوجع الذي به لا 
| حال الموت لأنه برىء من ذلك المرض وقال ابن الملك: وعاش بعد النبي يي وتوفي في 
| خلافة عمر رضي الله عنهما وقال الخطابي: المراد بالغاشية القوم الحضور عنده الذين هم 
غاشيته» أي يغشونه للخدمة أو الزيارة قال ميرك : كذا نقله عنهما وقال الطيبى: ويحتمل أن 
يكون المراد بالغاشية الثوب الذي يلقى على المريض أو الميت ولذا سأل كله قد قضى . (قالوا 
ا ا OG‏ ل و 
رأى القوم بكاء النبي ية بكوا) وفي نسبة البكاء إلى الرؤية إشارة إلى أ نه لم يكن إلا الدمعة 
(فقال) تنبيهاً لهم على ما يجوز وما لا يجوز (ألا تسمعون) قال ابن الملك: أي أو ما سمعتم 
أو ما علمتم. اه. والظاهر أن لا تسمعوا ما أقول لكم (إن الله) بكسر الهمزة استئناف أو بيان 
للمقول المقدر وفي نسخة بفتح الهمزة على أنه مفعول به (لا يعذب بدمع العين ولا بحزن 
القلب) بل يئاب''' بهما إذا كانا على ج جهة الرحمة (ولكن يعذب بهذا) أي إذا قال ما لا يرضى 

| الرب» بأن قال شرا من الجزع والنياحة (وأشار إلى لسانه) يعني المراد بالمشار إليه هنا اللسان 


ا 


NEARS عر ب‎ ES CO EEN 7 فم‎ 


ال ا 


HERE N ARDE اال‎ 


a 


aa ا‎ 


EES 


6 الذي يضر به الإنسان. (أو يرحم) أي بهذا إن قال خيراًء بأن استرجع مثلاً أو استخفر أو ترحم 
)| وما أفاده الحديث من جواز البكاء» ولو بعد الموت لكن من غير نوح ورفع صوت نقل جماعة 


) فيه الإجماع قال ابن حجر: ولكن الأولى تركه للخبر الصحيح» e‏ 
(i‏ )) في الاذكار عن الشافعي وأصحابه أن البكاء بعد الموت مكروه لهذا الخبر بل قال جماعة : 


م( 

1 يث رقم 1974: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ 11/5. حديث رقم 11١5‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
( 1 حديث رقم (۱۲ ۔ .)4۲٤‏ 

00 2 و سه جد E‏ 


8 - ممم م مم 2 میس ج 


م 0 


د AEN‏ هار وب ور ىراس ب و و77 a O A N‏ 




















ا لس محص يه سم بعص سا بای س ایی 7 كك : 0ك ا سه دي RRs‏ اتا SÊ 2 aa‏ 
2 

:5 وو كد عام 3 
وإِنَ الميّتَ لَيُعذْبٌ ببْكاء أهله». متفق عليه . J‏ 
0 

6 2 (4) وعن عبدٍ الله بن مسعودء قال: قال رسول الله ية : «ليسّ من 4 

ار 


يفيد تحريمه”١)‏ ويرده ما روي مسلم أنه كه زار قبر ابنه» فبكى وأبكى”'' من حوله وما روي 
البخاري أنه بكى على قبر بنت له» فينبغي”” أن يحمل نهيهن على بكاء خاص لهن ولا عبرة | 
بالمفهوم» ولعل فائدة القيد الاشارة إلى أنه عفا الله عما سلف والله أعلم ومما يؤيده أن البكاء ا 
بالدمع ليس أمراً اختياريأء ولا يتعلق الأمر والنهي بالأمور الجبلية [الا] ضطرارية» كما هو معلوم | 
من القواعد الدينية . (وإن الميت يعذب ببكاء أهله) أي مع رفع الصوت (عليه) قال النووي: وفي 
رواية ببعض [بكاء أهله» وفي رواية] ببكاء الحي وفي رواية يعذب في قبره ما نيح عليه وفي | 
رواية من يبك عليه يعذب وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله رضي الله / 
عنهماء وأنكرت عائشة رضي الله عنها ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه عليهماء وأنكرت أن يكون ١‏ 
ذلك من قول النبي بي واحتجت بقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى 4 [الأنعام - ١ ]١55‏ 1 
قالت: وإنما قال النبي مي : في يهودية إنها تعذب وهم يبكون عليها تعني تعذب يكفرها في حال | ر 

بكاء أهلها لا بسبب البكاء» واختلف العلماء فيه فذهب الجمهور إلى أن الوعيد في حق من 1 
أوصى بأن يبكى عليه» ويناح بعد موته فنفذت وصيته فهذا يعذب ببكاء أهله عليه» ونوحهم لأنه ا( 
تسببه وأما من بكوا عليه وناحوا من غير وصية فلا لقوله تعالى: ##ولا تزر وازرة وزر أخرى € | 1 
قال الخطابي : يشبه أن يكون هذا إذا أوصى بالبكاء عليه» وقيل :أراد بالميت المشرف على 


الموت فإنه يشتد عليه الحال ببكائهم. وصراخهم وجزعهم عنده وقیل : : هذا في بعض الأموات | 0 
كان يعذب في زمان بكائهم عليه وهذا الوجه ضعيف لما في رواية يعذب في قبره بما نيح عليه ١‏ 


وفي أخرى الميت يعذب ببكاء الحيء إذا قالت النائحة : واعضداه واناصراه واكاسياه جبذ الميت | 
وقيل له: أنت عضداها أنت ناصرها أنت كاسيها. اه. وهذا صريح أنه إنما يعذب إذا كان 5 


| عليه ويهذا‎ SÎ 
٠ الذي ذكرنا يظهر وجه قوة قول الجمهور ووجه ضعف قول الشافعي» إن ما قالته أشبة أن يكرن:‎ 
ثم اعلم إإإ‎ ]١9  هط[‎ € محفوظاً بدليل الكتاب والسنة قال تعالى : #لتجزي كل نفس بما تسعى‎ 
1 أنهم أجمعوا كلهم أن المراد بالبكاء هنا البكاء بصوت و الدمعة وسيأتي أقوال أخر‎ 

في الفصل الثالث من هذا الباب والله أعلم بالصواب (متفق عليه) . 


ا ل ال ع ا 





NEE‏ عر معدم 


Na 













0 


٥‏ _(وعن عبد الله بن مسعود قال: ع فنا 

13 

)۲( ۷/۳ حديث رقم (۱۰۸ - )4۷٦‏ وفيه أنه زار قبر أ قبر ابنه. 1 
مسلم في صحيحه ۲/ ٦۷۱‏ حديث رقم ( وفيه أنه زار قبر أمه ولیس قبر ابنه ٠‏ 


(۳) بنحوه أخرج البخاري في صحيحه الحديث رقم .٠۲۸١‏ 


الحديث رقم ۱۷۲١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 177/8 حديث رقم .۱۲۹٤‏ ومسلم في صحيحه /١‏ || 
4 حديث رقم .)1١-176(‏ والترمذي في السنن ٣۲٤/٣‏ حديث رقم 444. والنسائي ٠١/4‏ 
حديث رقم 1877. وابن ماجه 0 ا را ١‏ ا.راحيد فى الع . 


1 
9 


3 

(1 

.٠٠٤ الأذكار ص‎ )١( 
ا‎ 

١ 

0 

3 

11 

2 

39 





AY‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 
من شرت الخدوف وشي الوت وذعا دغر الجاع مى عليه 


TS وعن أبي بُرْدة قال : اق ھان ان ری‎ )08( 5 ١ 
: ا أفاقّ» فقال: آل تعلمن؟! وكات يحدنها أن :سول الله ية قال‎ 
مِمّنْ حلَقّ وصلّقٌ وخرق». متفق عليه . ولفظه لمسلم.‎ 


+ 
8 


07 - (7) وعن أبي مالكِ الأشعريٌّ» قال: قال رسول الله لا : «أريمٌ 





ف أن لمر مو اناه واه .ملعا والمراة الوعين» وال ية لمن هرت 

0 الخو جمعه لمقابلة الجمع بالجمع فإن من مفرد اللفظ مجموع المعنى (وشق الجيوب) 

بضم الجيم وكسر وفي معناه طرح العمامة وضرب الرأس على الجدر وقطع الشعر. (ودعا 

ري الحاهلية) أي بدعائهم يعني قال: عند البكاء ما لا يجوز شرعاً مما يقول به الجاهلية 

! كالدعاء بالويل» والثبور وكوا كهفاه واجبلاه. (متفق عليه) قال ميرك: ورواه الترمذي 
١‏ والنساني. 


1 7 (وعن أبي بردة) أي عامر بن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري أحد التابعين 
١ 5‏ اون اور سم اناه وملا رر كان علن: اکر ت بعد شر ف 
)) الحجاج قاله المؤلف (قال: أغمي على أبي موسى الأشعري فاقبلت امرأته أم عبد الله) أي 
)ا شرعت وجعلت وار ت برلةا قال التروى كو بقع لرا روون اون صوت مع 
البكاء فيه ترجيع. (ثم أفاق) أي أبو موسى (فقال ألم تعلمي) أي ما حدثتك (وكان يحدثها أن 
رسول الله يك قال : أنا بريء) قال الطيبي : وكان يحدثها حال والعامل قال: ومفعول ألم تعلمي 
TT‏ 
م رأسه لأجل المصيبة (وصلق) وي الاج بالسين وهو لغة على ما في النهاية أي رفع صوته 
م بالبكاء والنوح» أو قال: ما لا يجوز شرعاً وقيل : ا 
,! أي قطع ثوبه بالمصيبة وكان الجميع من صنيع الجاهلية: الو 0 
4 ضع النساء تالراين a‏ وكان من عادة العرب إذا مات لأحدهم قريب أن يحلق رأسه» 
ر كما أن عادة بعض اج و أراد به التي تحلق وجهها للزينة قلت: 
م هذا الأخير بعيد من المقام . (متفق عليه) ولفظه لمسلم . 


ا 


٤‏ ۷ _ (وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله ب : أربع) أي خصال أربع كائنة 


۶ 
الحديث رقم :۱۷۲١‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .۱٠١‏ حديث رقم 1747. ومسلم في صحيحه /١‏ 
٠ 0‏ حديث رقم .)٠٠١  111(‏ والنسائي في السنن 7١/4‏ حديث رقم 181 وابن ماجه /١‏ 


1 ممه حديث رقم 1085. 
| الحديث رقم ۱۷۲۷: أخرجه مسلم في صحيحه 144/7 حديث رقم  79(‏ 914). وأحمد في المسند 
0 


negane ema sR + mE pam mre ٠ or مومه‎ a era صو ع دسم بورع مسج ميج سد صم‎ 








قم ل UN‏ 








كتاب الجنائز/ باب البكاء E‏ الميت A۲‏ 





في أمّتي من أمرٍ الجاهليةٍ لا يَتركنهَنٌ: الفخرٌ في الأخساب. والطّعنُ في الأنساب؛ 


والاسيسقاء بالنُجومء والنياحة» وقال: «النّائحةٌ إذا لم َنْب قبْلَ مؤْتِها؛ ثُقَامُ يوم القيامة 





(في أمتي) حال كونهن (من أمر الجاهلية) أي من أمورهم وخصالهم المعتادة» طبع عليهن كثير ٠‏ 
من الأمة (لا يتركونهن) أي غالباً قال الطيبي: المعنى أن هذه الخصال تدوم في الأمة لا | 
يتركونهن بأسرهم تركهم لغيرها من سنن الجاهلية فإنهن إن تتركهن طائفة جاءهن آخرون ٠‏ 
(الفخر) أي الافتخار (فى الاحساب) أي فى شأنها وسببها والحسب ما يعده الرجل من الخصال | 
التى تکرن فيه كال جاهة والفصاحة› وير ذلا وقيل: الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه 3 
قال ابن السكيت: السب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن لآبائه شرف والشرف والمجد ٠‏ 
لا يكون إلا بالآباء في الفائق الفخر تعداد الرجل من مآثره ومآثر الآباء”'" ومنه قولهم من فات 2 
حسبه لم ينتفع بحسب أبيه أي التفاخر والتكبر والتعظم بعد مناقبه» ومآثر آبائه وتفضيل الرجل ٠‏ 
نفسه على غيره ليحقره لا يجوز. (والطعن في الأنساب) أي ادخال العيب في أنساب الناس 2 
والمعنى تحقير الرجل آباء غيره» وتفضيل آبائه على آباء غيره لا يجوز قال المظهر: [اللهم] إلا “ 
بالإسلام والكفر قلت: إلا إذا أراد أذى مسلم وقال الطيبي: ويجوز أن يكنى بالطعن في أنساب 4 
الغير عن الفخرء بنسب نفسه فيجتمع له الحسب والنسب» وأن يحمل على الطعن في نسب 2 
نفسه. اه. وفي كل منهما نظر ومحل الأول إذا كان مراده أذى غيره بالتصريح أو الكناية أو 7 
يكون اثباته كذباً في نفس الأمر بخلاف ما إذا كان تحدثا بنعمة ربه» ومحل الثاني أن يكون / 
نسيباً في نفس الأمر ويطعن فيكون داخلاً في وعيد لعن الله الخارج عنا من غير سبب والداخل / 
فينا من غير نسب" أما إذا كان بعض قومه يدعي الشرف مثلاً بالزور» فيجب عليه أن يطعن ٠‏ 
في نسب نفسه حينئذ ليظهر الحق ويذهب الباطل» والله أعلم. (والاستسقاء) أي طلب السقيا ١‏ 
(بالنجوم) أي بسببها قال الطيبي: أي طلب السقيا أي توقع الأمطار» عن وقوع النجوم في ا 
الأنواء كما كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا. اه. والمعنى أن اعتقاد الرجل نزول المطر بظهور ١أ‏ 
نجم» كذا حرام وإنما يجب أن يقال مطرنا بفضل الله تعالى (والنياحة) بالرفع وهي الرابعة وهو ٠!‏ 
قول واويلاه واحسرتاه والندبة عد شمائل الميت» مثل واشجاعاه واأسداه واجبلاه (وقال) أي ١"‏ 
النبي بيا (النائحة) أي التي صنعتها النياحة (إذا لم تتب تنب قبل تموتها) أي قبل حضو ر مرا قال ا 
التوربة ينعن : انا هد به ليعلم أن من فرط التوية ان يتوب وهو بامل البقاء وکن هن قاي 
العمل الذي يتوب عليه» ومصداق ذلك قوله تعالى: #وليست التوبة للذين يعملون السيئات % (؛ 
[النساء  ]١18‏ الآية. اه. وبهذا قول بعض أئمتنا أن توبة اليأس من الكافر غير مقبولة [ومن أ 
المؤمن مقبولة] كرامة لإيمانه ومما يؤيده اطلاق قوله بي إن الله يقيل توبة العبد ما لم يغرغر”" ا( 
رواه أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن ابن عمر. (نقام) مجهول من الاقامة وهي الإيقاف إل 
(يوم القيامة) بين أهل الموقف للفضيحة قال الطيبي: أي تحشر ويحتمل إنها تقام على تلك . 


)١(‏ في المخطوطة «الأباد». (۲) فى المخطوطة «(سبب». 
0 عمف تن امعد N‏ 









A‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


:| وعليها سِرْبال من قَطرانٍ وزع من جرّب». رواه مسلم. 


(٤‏ 4 (/) وعن أنس » قال: مر النبيٰ يي بامرأةٍ تبكي عند قبرء فقال : «اتّقَى ي الله 
1 واصبري٤‏ . 


الحالة بين أهل النارء وأهل الموقف جزاء على قيامها في المناحة وهو الأمثل. (وعليها سربال) 
أي قميص مطلي (من قطران) بفتح القاف وكسر الطاء طلاء يطلى به وقيل: دهن يدهن به 
)| الجمل الأجرب» وما ضبطناه هو المحفوظ في الحديث وعليه القراءة في الآية أيضاً إلا ما شذ 
| وفي القاموس القطران بالفتح والكس و كط أن عصارة الأبهل وأما قول ابن حجر بكسر الطاء 
ا فقاصر من جهة الرواية». والدراية قال الطيبي : القطران ما يتحلب من شجر يسمى 
| الل قا م مر ساك ن الي الا ال شمه 
ا 

(٤ 





aa E PORTS ES RS وى لد‎ 





| تاها الجرب: SS‏ قط مرائ a‏ 
ر فيكون الدواء أدوى من الداء لاشتماله على لذع القطران وإسراع النار في الجلود واللون» 
م الوحش قال التورر بشتي : خصت بدرع من الجرب» لأنها كانت تجرح بكلماتها الخ 
١‏ قلوب ذوات العصيبات رتك يها براطهن تمرفت تي فلا العم بعايمائلة فى الصوزة 
اوخوت اها بسر تل مخ رن ااك ت الات اله في المأتم فألبسها الله 
[تعالى] السرابيل لتذوق وبال أمرها فإن قلت : ذكر الخلال الأربع» ولم يرتب عليها الوعيد 


E 7 “تق‎ 


RSE 


َه 227 


با ماك 


انزجار الرجال فاحتجن إلى مزيد الوعيد (رواه مسلم) قال ميرك : ورواه ابن ماجه وابن حبان 
من قول النائحة الخ قال ابن حجر: وأخذ أئمتنا من هذه الأحاديث”"© تحريم النوح» وتعديد 
محاسن الميت بنحو واكهفاه مع رفع الصوتء والبكاء وتحريم ضرب الخدء وشق الجيب 
ونشر الشعر وحلقه ونتفه وتسويد الوجه» وإلقاء التراب على الرأس والدعاء بالويل والثبور» قال 
إمام الحرمين وآخرون: والضابط أنه يحرم كل فعل يتضمن إظهار جزع» ينافي الانقياد والتسليم 
لقضاء الله تعالى قالوا ومن ذلك تغيير الزي» ولبس غير ما جرت العادة بلبسه أي وإن اعتيد 
لبسه عند المصيبة . 

6 (وعن أنس قال مر النبي بي بامرأة تبكي) أي برفع صوت (عند قبر فقال اتقي 
الله) هذا توطئة لما بعده أي خافي عقابه أو مخالفته بترك النياحة. (واصبري) حتى تؤجري 


EN aaa N ama N 


- 


E 


N ا عد‎ SPE STE SE SST 











)١(‏ في المخطوطة «المرقعة». (۲) في المخطوطة «الحدث». 

الحديث رقم ۱۷۲۸ : أخرجه البخاري في صحيحه .۱٤۸/۳‏ حديث رقم ۱۲۸۳. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۷ حديث رقم ۱١(‏ ۔ .)۹۲٩‏ وأبو داود في السنن ٤۹۱/۳‏ حديث رقم 51754. والتسائي ۲/4 
حديث رقم 14859 . والترمذي ۳۱۳/۳ حديث رقم 1۸۷. وابن ماجه ١‏ حديث رقم 1095. 
وأحمد في المسند ؟/ ٠‏ لل 5 





0 ا‎ e bE N 











سوى النياحة فما الحكمة فيه قلت النياحة مختصة بالنساء» وهن لا ينزجرن من هجرانهن ٠‏ 





N TRAE N Fak N 








E‏ تک ب 


كات ال الا على ال 0 لد ل ماو مإ E‏ م ل م 0 





قالث: إليك عَني؛ فلك لم تُصبْ بمُصيّتيء ولم تعرفهُ. فقيل لها: إِنّه التي 6. فأتث إل 
باب النبيّ ية فلم تجذ عندّه بوَابِينَ» فقالث: لمْ أعرفك. فقال: (إِنّما الصّبِرُ عند الصذمة '١‏ 
الأولى». متفقٌ عليه . ا 


69 (1) وعن أبي هُريرةًء قال: قال رسول الله كله : «لا يَموتُ لمسلم ثلاث 
منّ الولَدِ فيلح الَا إلا تحلّةَ القسم». ٤‏ 
(قالت) أي جاهلة بمن يخاطبها وظانة إنه من آحاد الناس وغافلة عما قيل: انظر إلى ما ١‏ 
قال ولا تنظر إلى من قال (إليك) اسم [فعل] أي ابعد وتنح (عني) ولا تلمني وما أبعد 1 
تقدير ابن حجر وتقريره وتحريره حيث قال: أي تباعد عني لأمرين كوني امرأة وأنت ذكر ٠‏ 
أجنبي وكوّن حالك ليس كحالي. (فإنك لم تصب) على بناء المجهول أي لم تبتل ؛ 
(بمصيبتي) أي بعينها أو بمثلها على زعمها (ولم تعرفه) الجملة حال أي ولم تعرف النبي ٠‏ 
أو ولم تعرفه أنه النبي َو (فقيل : لها) أي بعد ما ذهب عليه الصلاة والسلام (إنه النبي 1 
يك فندمت) على ما جاويت0© به النبي كَل (فأتت باب النبي کا فلم تجد عنده) أي عند ˆ 
بابه (بوابين) كما هو عادة الملوك الجبابرة (فقالت لم أعرفك) أي فلا تأخذ عليّ قال ٠‏ 
الطيبي : كأنها لما سمعت إنه رسول الله ية توهمت إنه على طريقة الملوك. فقالت: 2. 
اعتذاراً لم أعرفك (فقال إنما الصبر) أي الكامل المرضى المثاب عليه (عند الصدمة) أي 
الجملة (الأولى) وابتداء المصيبة وأوّل لحوق المشقة وإلا فكل أحد يصبر بعدها قال 
الطيبي : إذ هناك سورة المصيبة فيثاب على الصبر وبعدها تنكسر السورة» ويتسلى المصاب ' 
بعض“التسلي فيصير الصبر طبعاًء فلا يثاب عليها. اه. أما إذا لم يصر الصبر طبعاً ثم 7 
تذكر المصيبة ثم صبر ولو طال العهد فيثاب كما سيأتي في الحديث ولكن الدرجة الأعلى 2 
عند الصدمة الأولى. (متفق عليه) ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ذكره ميرك . ْ 


3 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله کل : لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد)‎ - A 
٠ ذكراً كان أو أنثى صغيراً كان أو كبيراً (فيلج) بالنصب والرفع (التار) قال ابن الملك: أي لا‎ 
٠ يدخلها والمعنى هنا نفي الاجتماع لا اعتبار السببية» وقال الأشرف: إنما ينصب الفاء الفعل‎ 
٠ المضارع إذا كان بين ما قبلها وما بعدها سببية ولا سببية هنا إذ لا يجوز أن يكون موت‎ 
١ الأولادء ولا عدمه سبباً لولوج أبيهم النار فيحمل الفاء على معنى واو الجميعة أي لا يجتمع‎ 
: هذان موت ثلاثة أولاد وولوج النار. (إلا تحلة القسم) وهو استثناء من قوله فيلج قال الطيبي‎ 








)١(‏ في المخطوطة «حباً ونبتة». 
الحديث رقم 1775: أخرجه البخاري في صحيحه .041/1١‏ حديث رقم 17197. ومسلم في صحيحه ٠‏ 
4 حديث رقم (13737-1690). والترمذي في السنن .۳۷٤/۳‏ حديث رقم .1١١‏ أخرجه | 
النسائي ١0/4‏ حديث رقم 1878. وابن ماجه 017/١‏ حديث رقم 170. ومالك في الموطأ ٠/١‏ 
6 حديث رقم ۳۸ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند ۲/ ۲۳۹. 





OS SSS 7‏ ع س ET a e‏ م ا 








إن كانت الرواية بالنصب فلا محيد عن ذلك» والرفع يدل على أنه لا يوجد ولوج عقب 
اموت الأو مقذارا ' يشير وى فا اليب كمي “ناض 'في 'قرله تخالى: 
#ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار € [الأعراف  ]٤٤‏ وفي إن ما سيكون 
الا ئن وإن ما أخبر به الصادق عن المستقبل كالواقع وأغرب ابن حجر وقال: 
ليست ممتتعة بل صحيحة وزعم امتناعها مبنى على النظر لمطلق الولوج» TT‏ 
)إن ما بعدها ليس مطلقاً بل الولوج المقيد بأنه لا يزيد على تحلة القسم وذلك مسبب 
)عن موتهم بلا شك فاتضح الاتيان بالفاء وعجيب من الشارح كيف خفي عليه ذلك 
؛) وقول الطيبي إن كانت الرواية بالنصب» فلا محيد عن ذلك أعجب. اه. والصواب أن 
:)| الاستثناء ليس قيداً بل استدراك لثلا ينافي الحكم الحديثي؛ المعنى القرآني ولما كان هذا 
| الحكم أمراً مقضياً ومعلوماً دينياً لم يذكره في الحديث الآتي ففيه دلالة صريحة وإشارة 
:| صحيحة» إن الاستثناء ليس قيداً للحكم أصلاً وهو الذي فهمه أهل العزبية وضلا 
| وفصلاً وإن كانوا من العجم والمعترض عليهم من العرب نسباً وأصلاً في النهاية أراد 
ب بالتحلة قوله تعالى: #وإن منكم إلا واردها ) [مريم - ]۷١‏ الآية وقال ميرك: نقلاً عن 
#,|التخريج الورود» هو العبور على الصراط وهو جسر منصوب على جهنم عافانا الله منها. 
اه في النهاية أي لا يدخل النار إلا أن يمر عليها من غير لحوق ضرر اه. فالاستثناء 
| منقطع» وقال بعض الشراح من علمائنا: التحلة بكسر الحاء مصدرء كالتحليل وتحليل 
/|القسم جعله صدقاً فمعنى إلا تحلة القسم قيل: إلا مقدار ما يبرأ لله تعالى قسمه فيه 
| بقوله : «وإن منكم إلا واردها ) يعني لا يدخل النار لكن يمر عليها من غير لحوق 
ا ضرر منها بهء وقيل: إلا زماناً يسيراً يمكن فيه تحلة القسم فالاستثناء متصل كما هو 
/) الأصل فيه» ثم جعل ذلك مثلاً لكل شيء يقل وقته والعرب تقول: فعلته تحلة القسم 
| آي لم أفعل إلا مقدار ما حللت به» يميني ولم أبالغ . اه. وفي الحديث إشكال وهو 
,| إنه لا قسم في الآية ظاهرأًء ولعله مأخوذ مما بعده من قوله: #كان على ربك حتماً 
لل ال بأن وعد به وعدا مؤكداً لا 
يمكن خلفه وقيل: أقسم عليه وقيل: القسم في صدر الكلام مضمر أي والله (ما منكم 
م إلا واردها) وقد قدمنا الكلام على ما يتعلق به المقام» والله أعلم بالمرام. والصحيح إنه 
لتر على المقسم عليه السابق في قوله تعالى: «فوربك لنحشرنهم € الآية ثم رأيت 
۳ التوربشتي قال: قيل: القسم مضمر» بعد قوله: [وإن منكم إلا واردها] أي لوإن منكم] 
. والله 1ل واردها] وقيل: موضع القسم مردود إلى قوله: #فوربك لنحشرنهم والشياطين # 
. [مريم - 18] قال الطيبي لعل المراد بالقسم ما دل على [القطع] والبت من الكلام» فإن 
قوله تعالى: #كان على ربك حتماً مقضياً € تذييل وتقرير لقوله: #وإن منكم إلا 
:. واردها) فهو بمنزلة القسمء بل هو د أل لمجيء الاستثناء بالنفي والاثبات ولفظ كان 
-- وتأكيد ل 0 (متفق 


ER N 





: 70 ا السملة‎ a 


كتاب الجنائز / باب البكاء e‏ الميت ۷ / 





/ وعنهء قال: قال رسول الله 4ي لِنِسْرَّةٍ من الأنصارٍ: «لا يَموتُ‎ )4- 6٠ 
٠ لإخداكَنٌ ثلاثة من الولَّدٍ فتَحتسِبّه إل دخلتِ الجنّة. فقالتٍ امرأةٌ منهنّ : أو اثنان يا رسول‎ 
١ لان وان ص وف بريه لهما: ثلاثةٌ لم يبلُغوا الجِنْتٌ».‎ EE الله ؟‎ 


)٠١١- ١‏ وعنهء قال: قال رسول الله يك : «يقول الله ما لعَبدي 





(وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله لا لنسوة) اسم جمع (من ١‏ 
الأنصار) أي من نسائهم وفائدة ذكره كمال استحضار القضية» لا إن هناك خصوصية (لا يموت + 
لإحداكن ثلاثة من الولد) بفتحتين اسم جنس ويضم الواو ويسكن اللام (فتحتسبه) بالرفع لا غير ١‏ 
أي تطلب أحداكن بموته ثواباً» عند الله بالصبر عليه» وتعتده فيما يدخر لها في الآخرة قال ٠‏ 
الطيبي : أي فتصير راجية لرحمة الله» وغفرانه وليس هذه الفاء كما في فيلج [بل هي] للتسبب ٠‏ 
بالموت وحرف النفي منصب على السبب والمسبب معاً. (إلا دخلت الجنة) أي دخولاً أولياً ٠‏ 
وهو لا ينافي في الولوج تحلة القسم والاستثناء من أعم الأحوال (فقالت: امرأة منهن أو اثنان) ٠‏ 
عطف تلقيني أي هل يمكن أن تقول أو اثنان (يا رسول الله قال أو اثنان) قال ابن حجر: هذا ٠‏ 
على حد قال [ومن ذريتي قال ومن كفر]. اه. والمثال الأوّل صحيح وأما الثاني فخطا رواية ٠‏ 
ودراية بيان الأولى أن المفسرين أطبقوا على أن من كفر إما عطف على من آمن [أي] وارزق “ 
من كفر أو مبتدأ تضمن معنى الشرطء وبيان الثانية أن التلقين والعرض لا يكون إلا من النازل . 
بالنسبة إلى العالي دون العكس فإن الله هو المتعالي. (رواه مسلم وفي رواية لهما) أي للشيخين ‏ 
وفيه اضمار قبل الذكرء إلا أنه علم بقرينة مسلم فإنهما متقارنان غالباً. (ثلاثة لم يبلغوا الحنث) ٠‏ 
يعني في اللفظ المتقدم ثلاثة مطلق وفي رواية لهما ثلاثة مقيد بهذا الوصف قال ميرك: حق . 
العبارة أن يقول متفق عليه واللفظ لمسلم وفي رواية لهما فإن أصل الحديث مروي [في] ٠‏ 
البخاري أيضاً لكن من رواية أبي سعيد انتهى. وفيه أنه حيث قال المصنف› في صدر ؛: 
الحديث: وعن أبي هريرة فكيف يقول متفق عليه في النهاية؟ أي لم يبلغوا مبلغ الرجال حتى ٠‏ 
يجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث» والاثم انتهى. وفسر بعضهم الحنث بالبلوغ. ٠‏ 
وبعضهم بالذنب وهو أظهر وقال ابن الملك: أي الحد الذي يكتب عليهم الحنثء» أي الذنب ٠.‏ 
والظاهر أن هذا القيد ليس احترازياً بل أكمليا فإن شفاعتهم أرجى والصبر عليهم أقوى. 





الحديث رقم : أخرجه البخاري في صحيحه ۲۸۸/۳ حديث رقم ١741‏ ومسلم في صحيحه /٤‏ 1 
۸ حديث رقم (57737-151). والترمذي في السنن ۳۷۳/۳ حديث رقم .٠٠١۹‏ والنسائي 7 
Yo/t‏ حديث رقم ۱۸۷۳. وابن ماجه 0177/1١‏ حديث رقم ١5١5‏ . ومالك في الموطأ 0/1 ١‏ 
حديث رقم ۳۹ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند .٥٠١/۲‏ 
الحديث رقم :۱۷١١‏ أخرجه البخاري في صحيحه .141/١١‏ حديث رقم 1477. والنسائي 778/4 
حديث رقم .1۸۷١‏ وأحمد في المسند . 


N ست‎ N NAR رصيو رو‎ E ا بر رك 35 کک مسو ر کی ر کیک ےک رسيو د‎ N و‎ DS a 


o Tmran e vre حودمم مهاف‎ aren RET جع مدا‎ TG aD ruken جك‎ ane تساک سا تات مم تاسمه‎ 


1848 کتاب الحنائز/ باب البكاء على الميت 


0 


i 
٤ 





| المؤمن عندي جزاءً إذا ودع معدم ابر الدنيا 6 شه إلا ا رواه البخاريٰ . 


۲ - (۱۱) عن أبى سعيد الخُدرئٌء قال: لعنّ رسول الله اة التائحةً والمُستمعةً. 


ا ا ري 


5 أبو داود. 
7 
1 (17) وعن سعدٍ بن أبي وَقاص رضي اللَّهُ عنهء قال: : قال رسول الله ل : 


: | اعحجبٌ 





. _(وعنه) أي عن أبن هريرة (قال: قال رسول الله ي : يقول الله ما لعبدي) أي‎ ١37١ ١ 
ليس لعبدي (المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفية) أي مختاره ومحبوبه من الولد أو الوالد أو‎ : 
غيرهما في النهاية» صفي الرجل الذي يصافيه الود ويخلصه له فعيل بمعنى فاعل أو مفعول‎ ١ 
وقيل إنه ولد لا يكون له غيره قلت أو مثله. (من أهل الدنيا) ظاهره إفادة العموم. لا تقييد‎ 
خصوص الولد قال الطيبي : وإنما قيده بأهل الدنيا ليؤذن بأن الصفي إذا كان من أهل الآخرة» كان‎ .: 
جزاؤه وراء الآخرة وهو رضوان الله ورضوان من الله أكبر انتهى . وتعقبه ابن حجر بما لا طائل‎ + 

.| تحته وجعله بياناً للواقع . (ثم احتسبه) أي صبر عليه طالباً للثواب وضمير ضمير المفعول للصنع كذا قاله 

4 ابن الملك» والظاهر أن الضمير للمصدر المفهوم من قبضت أي احتسب قبض صفيه» وموت 

حبيبه أي طلب الثواب الجزيل بالصبر الجميل» على مفارقة الخليل وبالرضا على قضاء الرب 

. الجليل. (إلا الجنة) بالنصب والرفع أي ما له جزاء إلا الجنة ويؤخذ من هذا الحديث, أن الثواب 

7 المترتب على الثلاثة والاثنين مرتب على الواحد» كما في رواية أخرى (رواه البخاري) . 


(الفصل الثانى) 

۲ _ (عن أبي سعيد الخدري قال : CI‏ ناحت المرأق 
م( بها التي شرج على الميت أو على جا فاتها e SO‏ 
1 تنوح على معصيتها فذلك نوع من العبادة وخص النائحة لأن النوح يكون من النساء غالبا 
ويحتمل أن تكون التاء للمبالغة فيكون المراد من يكثر منه ذلك وأما ما وقع ذلك منه أحياناً فلا 
يخل بعدالته كما في الكذب ونحوه» فلا يكون محل اللعن المشعر بأنه من الكبائر اللهم إلا أن 
6 والمغتاب شريكان في الوزر» والمستمع والقارىء مشتركان فى الأجر. (رواه أبو داود) قال 
ميرك : وفي سنده محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده والثلاثة ضعفاء . 

4 الحديث رقم ۱۷۳۲ : أخرجه أبو داود في السنن ٤۹٤/۳‏ حديث رقم .۳٠۲۸‏ وأحمد في المسند 7/ .٠١١‏ 
|٤‏ الحديث رقم 17#: أخرجه أحمد في المسند 187/١‏ والبيهقي في شعب الإيمان 189/4 حديث رقم 


.۱ 1 





7 كوه 


0 Eg NES E 


مھ ا سے س r‏ 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ١‏ ۱۸۹ 








4 


| 
للمؤمن : إِنْ أصابّه خيرٌ حمدَ اللَّهَ وشكرء وإِنْ أصابئه مصيبَةٌ حمدّ الله وصبّرء فالمؤمنُ |7 


يُؤْجِرُ في كل أمره حتى في اللقّمَةٍ يرفعها إلى ذ في امرأته». . رواه البيهقي في «شعب ,| 
الإيمان). ١‏ 


1 





(وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ة: عجب) أي أمر غريب“ 
وشان عجيب (للمؤمن) أي الكامل وقيل: معناه طوبى له وقال الطيبي : أله امسا 
فعدل من النصب إلى الرفع للثبات. كقولك [سلام عليك] [قيل] ومن ثم كان سلام إبراهيم في ا 
[قوله] [قالوا سلاماً قال سلام] أبلغ من سلام الملائكة ثم بين العجب بقوله (إن اصابه عير ا 
حمد الله) أي أثنى عليه بأوصاف الجمال على وجه الكمال. (وشكر) على نعمة الخير ودفع '/ 
الشر (وإن أصابته مصيبة) أي بلية ومحنة (حمد الله) بأوصاف الكبرياء والجلال (وصبر) على 7 
حكم ربه المتعال» وفيه إشارة إلى أن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر قال تعالى: إن في ذلك '/ 
لآيات لكل صبار شکور 4 [إبراهيم [o‏ وفي تقديم الشكر في الحديث إشارة إلى كثرة النعم. ٠٠‏ 
وسبقتها وفي تقديم الصبر في الآية إيماء إلى قوة ة احتياج العبد إلى الصبرء فإنه على أنواع ثلاث / 
صبر على الطاعة؛ وصبر على المعصية وصبر في المصيبة وفي إسناد الفعل إلى الخيرء والشر أ 
تكدة كفية ردن إلى نان لمر ا ی ا فالتسليم أسلم والله أعلم . 
وقال ابن الملك: قوله إن أصابته مصيبة حمد الله أي حمده عندها لعلمه بما يثاب عليه من '' 
الثواب العظيم؛ والثواب نعمة فحمد الله لذلك يدل على أن الحمد محمود عند النعمة وعند ' 
المصيبة . اه. وقد يقال: معناه حمده على سائر نعمه» ولذلك ذكره في الحالين لقوله تعالى: : 
#وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها € [إبراهيم .5 "] أو حمده على أن المصيبة ليست في دينه» 3 
أو على أنه ما وقع أكبر أو أكثر منها: : 

وكم لله من لطف خفي # يدق خفاهعن فهم الذكي 


قال المظهر: وتحقيق الحمد عند المصيبة لأنه يحصل بسببها ثواب عظيم» وهو نعمة ١‏ 
تستوجب الشكر عليها قال الطيبي: وتوضيحه قول القائل: ١‏ 
فإن مس بالنعماء عم سرورها *# وإن مس بالضراء أعقبه الأجر 


ويحتمل أن يراد بالحمد, الثناء على الله بقوله [إنا لله وإنا إليه راجعون]. اه. وما 
أبعد ابن حجر عن التحقيق حيث قال: إنه من باب عطف المرادف» مع اعترافه بأن الشكر:” 
أخص من الحمد لغة واصطلاحاً (فالمؤمن يؤجر) بالهمز ويبدل فيهما أي المؤمن الكامل ٠‏ 
يثاب (في كل أمره) أي شأنه من الصبر والشكر وغيرهما حتى في أمور المباح قيل: المراد !2 
بالأمر هنا الخير فالمباح ينقلب خيراً بالنية والقصد. (حتى في اللقمة يرفعها إلى في و 
أي فمها قال الطيبي : الفاء جزاء شرط مقدر يعني إذا أصابته نعمة» فحمد أجر وإذا أصابته ' 
مصيبة فصبر أجر فهو مأجورء في كل أموره حتى في الشهواتية ببركة إيمانهء وإذا قصد / 
بالنوم زوال التعب للقيام إلى العبادة عن نشاط كان النوم طاعة وعلى هذا الأكل وجميع إا 
ا ا ا ٤2‏ ا الأعمال ا LE‏ عض نوم العالي عبادة وقول ا( ر 
NS E RS VET‏ 











A‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





4 (18) وعن أنسء قال: قال رسول الله ية : «ما مِنْ مُؤْمِن إلا وله بابانٍ: 
ات بسكل كه عا وباتٌ ينزلٌ منهُ ررق . فإذا مات بكيا عليهء فذلك قوله تعالى: كما 
كث علَيهِمْ السَّماءُ والأزض 4». رواه الترمذئ. 





:, آخرين نوم الظالم عبادة. (رواه البيهقي في شعب الإيمان) قال ميرك: ورواه النسائي في 
اليوم والليلة''2 من طريق عمرو بن سعد بن أبي وقاص» يرفعه قال ابن معين: في عمرو بن 
سعد كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟. اه. ا 
حديثه في كتبهم مع علمهم بحاله تم كلام ميرك : : وفيه إنه قد يقال: إنه لم يباشر ة قتله ولعل 
حضوره مع العسكر كان باكراه أو ربما حسن حاله وطاب مآله ومن الذي يسلم من صدور 
٠‏ معصية عنهء ومن ظهور ذلة منه فلو فتح هذا الباب أشكل الأمر على ذوي الألباب» لا سيما 
0 والحديث ظاهر صحته» مبنى ومعنى ولا يتعلق به حكم من الأحكام ديناً ودنياء حتى يتفحص 

عن الرواة ولا يقبل إلا من الثقات ولذا أغمضوا عن الحديث الضعيف» إذا كان في فضائل 
الأعمال والله أعلم. بالأحوال مع أن رجال الصحيحين قد يوجد فيهم من صرحوا بأنه 
٠‏ خارجي» أو رافضي وإنما استثنوا في صحة الرواية عن المبتدعة من يعتقد حل الكذب لنصرة 
> مقالته. 


: 3 _ (وعن أنس قال: رسول الله لا : ما من مؤمن إلا وله) مختص به (بابان) أي من 
٠‏ السماء كما في نسخة (باب يصعد) بفتح الياء ويضم أي يطلع ويرفع (منه عمله) أي الصالح أي 
3 إن فقن ا نان وهو محل كتابتها في السماءء 1 في الأرض وفي اطلاقة العمل 
٠‏ إشعارء بأن عمله كله صالح (وباب ينزل) بصيغة الفاعل أو المفعول (منه رزقه) أي الحسي أو 
4 المعنوي إلى مستقر الأرزاق من الأرض (فإذا مات بكيا) أي البابان (عليه) أي على فراقه لأنه 
1 انقطع خيره منهما بخلاف الكافر فإنهما يتأذيان بشره فلا يبكيان عليه قاله ابن الملك: وهو 
ظاهر موافق لمذهب آهل السنة على ما نقله البغوي إن للأشياء كلها علماً بالله» ولها تسبيح 
ولها خشية وغيرها وقيل : أي بكى عليه أهلهما وقال الطيبي: الكشاف هذا تمثيل وتخييل مبالغة 
في فقدان من درج وانقطع خيره» وكذلك ما روي عن ابن عباس من بكاء مصلي المؤمن› 
1 وآثاره في الأرض ومساعد عمله ومهابط رزقه في السماء ء تمثيل ونفي ذلك في قوله تعالى : 
فما بكت عليهم السماء والأرض ) [الدخان ‏ ۲۹] تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من 
يعظم فقده» فيقال فيه: بكت عليه السماء والأرض. اه. وهو مخالف لظاهر الآية والحديث 
4 ولا وجه لعدول لمجرد مخالفته ظاهر العقول” (فذلك) أي مفهوم الحديث أو مصداقه (قوله 
تعالى: #فما بكت عليهم 4) أي على الكفار (#السماء 4) أي بابها («والأرض 6”" أي 
٠‏ مكانها المختص به لعدم طلوع العمل الصالح» إلى السماء ولظهور العمل السيىء في مكانه من 


الحديث رقم 174: أخرجه الترمذي في السنن ۳٠٤/۵‏ حديث رقم .٠۲٠۵‏ 
)0 في المخطوطة اللقول».. (؟) سورة الدخان ‏ آية رقم ۲۹ 






5 9 : منيدة انوا مدا اك سد م م يا ار الا ER‏ ا ييا م ايب ير 


35 الجنائز/ 5 البكاء و الست اقلا 
٠‏ 





)۱٤(-_- ©‏ وعن ابن عبّاسء قال: قال رسول الله كلِ: «مَنْ كانَ له قُرَّطان منْ من | 

أمّتى أدخلّه اللَّهُ بهما الجا . فقالت عائشةٌ: فمن كان له فرط من أَمتِكَ؟ قال: «ومن كان له © 
م ٠ E‏ هه fo» EE‏ 8 ۹ 
فرّط يا موفقة!» فقالت: فمنْ لم يكن له فرّط منْ أمتك؟ قال: «فأنا فرط أمَتي» E‏ 
ا 

1 


3 
4 


بمثلی» . 4 





الأرض» وفيه تعريض بأن المؤمنين على خلافهم» ببكائهما عليهم (رواه الترمذي) . 1 
و١1‏ - (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله كلا : من كان له قرطان) يقتحتين أي | 
ولدان لم يبلغا أوان الحلم بل ماتا قبله (من أمتي) بيان لمن يقال فرط إذا تقدم» وسبق فهو | 
فارط وفرط والفرط هنا الولد الذي مات قبلهء فاته يتقدم ویهییء لوالديه نزلا ومتزلاً في الجنة | 
كما يتقدم فراط القافلة إلى المنازل» oO‏ ال ل 
(أدخله الله بهما الجنة) أي مع الناجين أولابالصين غل : ر الشفاعة نهم لما ورد ل يناك |" 
السقط محبنطئاً على باب الجنة» حتى يقول الله خذ بيدي أبويك» وأدخلهما الجنة والمحبنطىء اأ 
على ما في النهاية بالهمز وتركه المتغضب المستبطىء للشيء» وقيل : الممتنع امتناع طلبة لا أل 
امتناع اباء. (فقالت عائشة: فمن كان له فرط من أمتك) أي فما حكمه أو فهل له هذا الثواب أأأ 4 
(قال ومن كان له فرط) أي فكذلك (يا موفقة فقة) أي في الخيرات وللأسئلة الواقعة» موقعها شفقة شفقة الأ 
على الأمة (فقالت: ع ام و ع ا ا 
ا بل أنا أعظم من كل فرط فإن الأجر على قدر المشقة (لن إإإ 
يصابوا) أي أمتي (بمثلي) أي بمثل مصيبتي لهم فإن مصيبتي أشد عليهم من سائر المصائب اذ 
فأكون أنا فرطهم أم بالنسبة إلى من رآء فالمصيبة ظاهرة وقد أنشدت فاطمة الزهراء رضي اله 0 


ماذا على من شم تربة أحمد * إن لا يشم مدى الزمان غواليا 1 
صبت على مصائب لوأنها *# صبت على الأيام صرت لياليا 1 


وأما بالاضافة إلى من بعده فالمصيبة العظمى» ؛ والعخنة الكبرى حيث ما کان لهم إلا | 
مرارة الفقد من غير حلاوة الوجد ولهذا بموته ية يتسلى عن موت كل محبوب» وفقد"" كل ٠|‏ 
مطلوب ونعم ما قال من قال من أرباب احوال: 

ول كاد فی الذنيا بغ تسان 2 لكان رسول اة قينا مانا 

وما أحد ينجو من الموت سالماً *# وسهم المنايا قد أصاب محمدا ش 

وقد عزانا الله قبل ارتحاله» ومغيب شمس جماله بقوله : #كل نفس ذائقة الموت € [آل . ْ 
عمران  ]١18605‏ تلويحاً وبقوله : #إنك ميت وإنهم ميتون 4 [الزمر  ]۳١‏ تصريحاً وهذا من ٠‏ 


١ 


4 





الى 





( 
0 
ل 





٠‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


ل ال ا ل اا يد سن حجن عع و باك 


| روآه الترمذيٌ» وقال: هذا حديثٌ غریب . 


)١16١(- 5‏ وعن ن أبي موسى الأشعريٌ» قال: قال رسول الله لا : «إذا مات ولد 
العبد» قال اللَّهُ تعالى لملائكته: قبضتّم ولد عَبدي؟ فيقولونٌ: : نعم . ل الم مر 
قُؤادِه؟ فيقولون : : نعم. E‏ ماذا قال عَبدي؟ فيقولونٌ: حمِدَكَ وأسترجع . فيقول الله؛ 
ابْنُوا لعَبدي بيتاً في الجنّةَء وسمُوةُ بيت الحمد» ووَاء ا خمد والترمدي: 


170 (15) وعن عبد الله بن مسعود» قال: قال رسول الله :من عَرّى 


اا سس ص؟حج+؟+خ لل س 


١‏ قضائه المحتوم وقدره المقسوم فموته ميه مصيبة عامة ومحنة تامة أفزعت الفؤاد وقطعت 
1 الأكباد» وأوحشت البلادء والعباد سواء الحاضر والباد فنحن بقضائه راضون وقائلون إنا لله وإنا 
' إليه راجعون. (رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب). 


ك١‏ (وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله عَكَدِةِ : إذا مات ولد العبد) أي 
المؤمن فإنه الفرد الأكمل (قال الله تعالى لملائكته) أي ملك الموت وأعوانه (قبضتم) على تقدير 


٠‏ الاستفهام نظير تجاهل العارف بالمرام (ولد عبدي) أي روحه (فيقولون نعم فيقول) ثانياً إظهاراً 
2 لكمال الرحمة كما أن الوالد العطوف» يسا الفصاد هل فصدت ولدي مع أنه بأمره ورضاه 
1 (قبضتم' ثمرة فؤاده) [قيل: سمى الولد ثمرة فؤاده] لأنه نتيجة الأب كالثمرة للشجرة . (فيقولون 
)4 نعم فيقول ماذا قال عبدي:) أي مما يدل على جزعه وصبره رکو وشكرة (فتقولوة حتدك) 
. أي حتى على البلية التي من عندك (واسترجع) أي أظهر رجوع الخلق كلهم إلى أمرك» بقضائك 


وقدرك وقال [إنا لله وإنا إليه راجعون] و [إنا إن ربنا لمنقلبون] وغاية الأمر أن بعضنا سابقون› 
والباقون لاحقون. (فيقول الله ابنوا لعبدي) أي هذا (بيتاً) أي عظيماً (في الحنة وسموه) أي ذلك 
البيت (بيت الحمد) أضاف البيت إلى الحمد الذي قاله عند المصيبة لأنه جزاء ذلك الحمد قال 


الطيبي : رجع السؤال إلى تنبيه الملائكة على ما أراد الله سبحانه وتعالى من التفضل» > على عبده 
1 الحاضر لأجل تصبره على المصائب أو عدم تشكيه بل اعداده إياها من جملة النعماء التي 
تستوجب الشكر عليها ثم استرجاعه وإن نفسه ملك الله وإليه المصير في العاقبة؛ كال أولا تولك 
/) عبدي أي فرع شجرته ثم ترقي إلى ثمرة فؤاده» أي نقاد خلاصته فإن خلاصة الإنسان الفؤاد 
ر والفؤادء إنما يعتد به لما هو مكان اللطيفة التي خلق لها وبها شرفه وكرامته فحقيق لمن فقد 
مثل النعمة الخطيرة» وتلقاها بمثل ذلك العمد أن بكرن مرا حت البكان الذي سكن فيه 
فلذلك سمي بيت الحمد (رواه أحمد والترمذي) وقال: حسن غريب نقله ميرك . 


0 الحديث رقم ۱۷۳١‏ : أخرجه الترمذي في السنن 75١/7‏ حديث رقم .1١71١‏ وأحمد في المسند 5 . 


الحديث رقم ۱۷۴۷: أخرجه الترمذي في السنن ۳۸۵ حديث رقم .1١17‏ وابن ماجه 011/١‏ حديث 


رقم ۲ 





aN‏ يلا 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ۱۹۳ 





فلّه مثل أجره». رواه الترمذي› وابن ماجه» وقال الترمذي : هذا حديك غريتٌ» لا تعرفه 
مرفوعا إلا من حديثٍ علي بن عاصم الراوي» وقال: ورواه بعضهم عن محمد بن سُوقَة 
بهذا الإسناد موقوفاً. 

(1) وعن أبي بَرْرَة» قال: قال رسول الله اة : «من عرَّى تكلّى كسيّ بُزداً 
فَئْ الجنّة) . رواه الترمذيٌ . وقال: هذا حديثٌ غریب . 


9 (18) وعن عبدٍ الله بن جعفرء قال: لما جاءَ نعي جعفرء قال النبي عله : 





7 (وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله كه : من عزى مصاباً) أي ولو 
بغير موت بالمأتي لديه» أو بالكتابة إليه بما يهون المصيبة عليه ويحمله على الصبر بوعد الأجر 
أو بالدعاء له» بنحو وأعظم [الله] لك الأجر والهمك الصبر ورزقك الشكر. (فله) أي للمعزي 
(مثل أجره) أي نحو المصاب على صبرهء لأن الدال على الخير كفاعله كما في الحديث 
الصحيح وقيل إن من حمله على العزاء بالمد» وهو الصبر فله لأجل هذه التعزية ثواب مثل 
ثواب المصاب لأجل صبره في المصيبة وقيل: التعزية التأسي» والتصبر عند المصيبة بأن يقول 
[إنا لله وإنا إليه راجعون] ؤيقول المعزي: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك بالمد وغفر لميتك. 
(رواه الترمذي وابن ماجه) قال ميرك : ورواه البيهقي وفي سنده ضعف . (وقال الترمذي: هذا 
حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً. إلا من حديث علي بن عاصم الراوي) بسكون الياء (وقال) أي 
الترمذي (ورواه بعضهم عن محمد بن سوقة) بضم السين وسكوت الواو (بهذا الاسناد موقوفا) 
أي علي ابن مسعود لكن له حكم المرفوع ويعضد خبر ابن ماجه» بسند حسن مرفوعاً ما من 
مسلم يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة» وقوله با قوموا إلى أخينا 


MD... 
7 ئه‎ 


8 (وعن أبي برزة قال: قال رسول الله ية : من عزى ثكلى) الثكل فقدان الولد 
والرجل ثكلان» أي من عزى المرأة التي مات ولدها أي التي لا يعيش لها ولد (كسي) بصيغة 
المجهول (برداً) أي البس ثوباً عظيماً (فى الجنة رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب) قال 
ميرك: وليس إسناده بالقوي» كذا في مبداً الترمذي . 


4 _(وعن عبد الله بن جعفر) أى ابن أبى طالب (قال: لما جاء نعى جعفر) بفتح | 
عن عب بن جعفر) أي ابن أبي : : نعي جعفر) بفتح | 


نسخة بفتح النون وسكون العين قيل النعي والنعي الأخبار بالموت» والنعي أيضاً الناعي وفي ! 


(1) ابن اجه في الستن 011/8 حديك رقم 151 

الحديث رقم 178: أخرجه الترمذي في السنن ۳۸۸/۳ حديث رقم .1١77‏ 

الحديث رقم ۱۷۳۹: أخرجه أبو داود في السئن ٤۹۷/۳‏ حديث رقم ". والترمذي ۳/ 777 حديث 
رقم 444. وابن ماجه 0١15 /١‏ حديث رقم 15315. 


ييه عر لقي رصيو 


N 
ا‎ 


ae N‏ م 





7 


O E SE E E ووه‎ O E جه‎ ES 


EN Haa N ويه ل‎ N 7 Hêk 


Er O ا‎ 


Pakî 
N ieee N 








۱۹٤‏ . كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


«اصنعوا لآل جعفر طعاماًء فقذْ أتامُم ما يشعَلّهم. رواه الترمذي» وأبو داود» وابنُ ماجه. 


الفصل الثالث 


)١19( ٠١‏ عن المغيرة بن شعبة» قال: سمعتٌ رسول الله اة يقول: «مَنْ نيح 
عليه » فإِنّه يُعَذْبُ بما نيح عليه يوم القيامة». متفق عليه. 
1 (75) وعو مرا يت عبد الحم ألا قالت: سمحت عائشة» وذكد لها 


القاموس نعاه له» نعوا ونعياً أخبره بموته والنعي كغنى الناعي والمنعى. (قال النبي يَلِ) أي 
لأهل بيت النبوّة (اصنعوا لآل جعفر طعاما) أي يتقوتون به يسمى الآن بمكة» رفعة بضم الراء 
ولا يفعلونه إلا بعد الدفن عند دخول الليل. (فقد أتاهم) أي من موت جعفر (ما يشغلهم) بفتح 
الياء والغين وقيل: بضم الأول وكسر الثالث القاموس شغله كمنعه شغلاً ويضم واشغله لغة 
جيدة أو قليلة أو رديئة» والمعنى جاءهم ما يمنعهم من الحزن» عن تهيئة الطعام لأنفسهم 
فيحصل لهم الضرر وهم لا يشعرون قال الطيبي: دل على أنه يستحب للأقارب» والجيران 
تهيئة طعام لأهل الميت. اه. والمراد طعام يشبعهم يومهم» وليلتهم فإن الغالب أن الحزن 
الشاغل عن تناول الطعام» لا يستمر أكثر من يوم وقيل: يحمل لهم طعام إلى ثلاثة أيام» مدة 
التعزية ثم إذا صنع [لهم] ما ذكر سن أن يلح عليهم في الأكل لئلا يضعفوا بتركه استحياء أو 
لفرط جزع» واصطناعه من بعيد أو قريب للنائحات شديد التحريم لأنه إعانة على المعصية 
واصطناع أهل البيت له لأجل اجتماع الناس عليهء بدعة مكروهة بل صح عن جرير رضي الله 
عنه كنا نعده من النياحة وهو ظاهر في التحريم قال الغزالي: ويكره الأكل منه قلت: وهذا إذا 
لم يكن من مال اليتيم» أو الغائب وإلا فهو حرام بلا خلاف. (رواه الترمذي) وقال: حسن 
صحيح نقله ميرك (وآبو داود وابن ماجه) قال ميرك: ورواه النسائي . 


(الفصل الثالث) 
۰ _(عنا لمغيرة بن شعبة قال: سمعت رسول الله َيه يقول من نيح عليه) مجهول 
ناح (فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة) قال الطيبى : الباء سببية وما مصدرية أي بسبب 
النياحة أو موصولة فالباء للآلة أي بما نيح به عليه مثل» واجبلاه كما سيأتي. (متفق عليه) . 


1741١ ٠‏ - (وعن عمرة) بفتح العين (بنت عبد الرحمن إنها قالت: سمعت عائشة وذكر لها) 
الحديث رقم V4‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .٠١١‏ حديث رقم .0١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 


۳ حديث رقم (۲۸ - 4۳۳). والترمذي في السنن ۳۲٤/۳‏ حديث رقم .٠٠٠١‏ وأحمد في 
المسند ۲/ .1١‏ 


۳ حديث رقم (۲۷ ۔ 4۳۲). وأبو داود في السنن ٤۹٤/۳‏ حديث رقم ."١59‏ والترمذي = 


e.‏ سے ر ردا کے ییا ایر ا ےا ا oy‏ دا لادب 


متسس لقم سمس لله ممع ا قبس مسح مم o a‏ رح ناس صمي كه :لسع دص ام سس تنش مدع دست مدع .عط سمح يا امع سس م محم م 0ك 1 بيدا 





ا 5-5 


er‏ ر 
aS ase‏ 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ۱4 





أنَّ عبد اللَهِ بنَ عمرٌ يقولٌ: إِنَّ المِيّتَ ليُعَذْبُ ببْكاءِ الحيّ عليه تقول: يغفِرٌ اللَهُ لأبي عبدٍ 


الرّحمن» أما إِلّه لم يكذِب؛ ولكنّه نسي أو أخطأء إِنّما مَرٌ رسول الله اة على يَهودَيّة يُيكى ١‏ 


علّيهاء فقال: (إِنّهم ليَبكونَ عليها وإِنّها لتُعذبُ في قبرها». 





أي لعائشة (إن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه. تقول) حال من ١‏ 
عائشة قيل: مفعول ثان لسمعت وما بينهما جملة معترضة وجوّز الطيبي أن يكون حالاً من ١‏ 


الفاعل› أو | لمفعول (يغفر ايله لأبي عبد الرحمن) كنية عبد الله وهذا من الآداب الحسنة 
المأخوذة من قوله تعالى: «عفا الله عنك لم أذنت لهم € [التوبة - ]٤۳‏ فمن استغرب من 


غيره شيئاً ينبغى أن يوطىء ويمهد له بالدعاء إقامة لعذره فيما وقع منه» وإنه لم يتعمد ومن 


ثم زادت على ذلك بياناً واعتذاراً بقولها (أما) بالتخفيف للتنبيه أو للافتتاح يؤتى بها لمجرد 
التأكيد (إنه) أي ابن عمر (لم يكذب) أي حاشاه الله وهو البالغ في الصدق» (ولكنه نسي) 
أي مورده الخاص (أو أخطأ) في ارادته العام وقال ابن حجر: ولكنه نسي المروي عنه 
بالكلية فأتى بغيره وأخطأ منه إلى غيره» فالفرق أن الأوّل لا شعور فيه أصلاء وهذا فيه 
شعور به وإنما انتقل الذهن عنه إلى غيره. اه. وبعده لا يخفى مع عدم ملائمته بقولها. 
(إنما مر رسول الله يي على يهودية يبكى عليها فقال: إنهم) أي اليهود (ليبكون عليها 


وإنها) أي اليهودية (لتعذب في قبرها) أي لكفرها أو بالبكاء عليهاء وفي معناها كل كافر ٠‏ 


وفاجر» يعذب ولا يخفى أن هذا الاعتراض» وارد لو لم يسمع الحديث إلا في هذا 
المورد وقد ثبت بألفاظ مختلفة وبروايات متعددة عنه» وعن غيره غير مقيدة بل مطلقة دخل 
هذا الخصوص تحت ذلك العموم» فلا منافاة ولا معارضة فيكون اعتراضها بحسب 
اجتهادها قال ميرك: نقلاً عن التصحيح اختلفوا في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه» فقيل : 
إذا أوصى الميت بذلك فيعذب بسببه بقدر وصيته وقيل هذا القول في حق ميت خاص»› 
كان يهودياً كما قالت “عائشة: وقيل: إنهم كانوا يذكرون في بكائهم ونوحهم من أخباره 
ومن جملتها ما يكون مذموماً شرعاًء فالمعنى أنه يعذب بما يقع في البكاء من الألفاظ 
قال: وعندي والله أعلم أن يكون المراد بالعذاب» هو الألم الذي يحصل للميت إذا 
سمعهم يبكون أو بلغة ذلك فإنه يحصل له تألم بذلك والله أعلم» وقد روينا أن امرأة من 
أهل العراق» مات لها ولد فوجدت عليه وجداً شديداً ثم رحلت في بعض مقاصدها إلى 


المغرب» فحضر يوم العيد وعادتها في بلدها أن تخرج كل يوم عيد إلى المقابر تبكي على إإإ 


ولدهاء فلما لم تكن في بلدها خرجت إلى مقابر تلك البلدة ففعلت كما كانت تفعل 
وأكثرت البكاء والويل» ثم نامت فرأت أهل المقبرة قد هاجوا يسأل بعضهم بعضاً» هل 
لهذه المرأة عندنا ولد فقالوا لا فقالوا كيف جاءت عندنا تؤذينا ببكائهاء ثم ذهبوا وضربوها 


 ثيدح‎ ٥۰۸/۱ حديث رقم 175 . وابن ماجه‎ ١١/5 حديث رقم 7 والنسائي‎ TYA/Y 
/۲ حديث رقم ۳۷ من كتاب الجنائز. وأحمد في المسند‎ 774 /١ ومالك في الموطأ‎ .٠١۹١ رقم‎ 
ْ 1 ل‎ 


ا س م یس ا مم ءال ا ا ا rr‏ ا را اي ا ا رار 
جود لي RR RT‏ اتج كر ARN RDO RRR ERR DERSE CSE‏ يجي كر ٠ ALN GOLDEN‏ هار كر iN GY REN EN‏ تابطم اك ON TREN‏ 








2 
ا 7 


jk 


EN e‏ ماخ EE‏ ال STN‏ ب ا ل ا ل ام د ا ل ا مه 


NSE ١‏ مر فسن رمه 





N NE SEL NEL SE NE NE 


ا ا2 ا SN RENEE‏ سا ا 0 بين ا 
مسح م س س م م 


N NEVI NEI NEI NES 








9 


۱۹٦‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


)5١( 5‏ وعن عبد الله بن أبيْ مليكة» قال: توفِيَتْ بنتُ لعُثمانَ بن عمَانَ 
بمكةً فجئنا لتشهدّهاء وحضرّها ابن عمرّ وابنُ عبَّاسُء فإني لجالسسٌ بيتَهُماء فقال عبد الله 
ابنُ عمرٌ لعمر بن عثمانَ وهو مُواجهّه : ألآ تَنهى عن البُكاء؟ فإِنَّ رسول الله ب قال: «إِنَّ 
المت عدت ببْكاء أهله عليه». فقالَ ابن عبّاس: قد كان عمرٌ يقول بعضّ ذلك . ثم 


حدت» فقال: صدر: صِدرْتٌ مع عمرٌ 


ضرباً وجيعاً» فلما استيقظت وجدت ألم ذلك الضرب فلا شك أن أرواح الأموات تألم من 
المؤذيات وتفرح من اللذات في البرزخ» كما كانت في الدنيا وقد ورد أن الموتى يعلمون 
أحوال الأحياءء وما نزل بهم من شدة ورخاء وورد أنهم يفتخرون بالزيارات ويألمون بانقطاعها 
ولما كان البكاء والعويل في حال الحياة تتأذى به الأرواح» وتنقبض كان كذلك بعد الموت 
والمراد بالتعذيب المنفي الذي أشارت إليه عائشة مستدلة بالآية هو عذاب الآخرة والله أعلم. 
اه. وأقول لا شك في تأذي الأرواح بما تتأذى الأشباح» وهو محمل حسن وتأويل مستحسن 
ارلا أل يعاتر عليه عا ميو رت التحدة المتقق E‏ لدابت 4 يكوله بيو القيانة يع أنه 
لا منع من الجمع بين هذا وبين ما تقدم من الرواية (متفق عليه) . 

7 (وعن عبد الله بن أبى مليكة) بالتصغير (قال: توفيت بنت لعثمان بن عفان) قيل 
أنه منصرف (بمكة فجئنا لنشهدها) أي لنحضر صلاتها ودفنها (وحضرها ابن عمر وابن عباس) 
أي وقد حضراها أيضاً (فإني لجالس بينهما) قال الطيبي: الظاهر أن يقال وإني لجالس ليكون 
حالاً والعامل حضروا الفاء تستدعي الاتصال بقوله فجئنا لنشهدها نقله السيد جمال الدين وقال 
ميرك: وقع في البخاري بالواو. اه. وقال ابن حجر: تبعاً لظاهر كلام الطيبي» قوله فإني 
جالس عطف على فجئنا. اه. ولا يخفى عدم ظهور اتصاله بقوله فجئنا لنشهدها أيضاً وإلا 
لكان الأمر سهلاء بأن يقال جملة وحضرها اعتراضية بينهما فالأظهر أن الفاء دخلت على مقدرة 
تقديره فبعد حضورها إني لجالس بينهما إشعاراً بكمال الاطلاع» على ما نقل عنهما. (فقال عبد 
الله بن عمر: لعمرو بن عثمان» وهو) أي ابن عمر (مواجهة) أي مقابل ابن عثمان (ألا تنهى) 
أي أهلك (عن البكاء) أي بالصياح والنياح (فإن رسول الله كك قال : إن الميت ليعذب ببكاء 
أهله عليه فقال ابن عباس :) أي معترضاً على ابن عمر بأن عائشة خالفته كأبيه وإن البكاء قد 
يكون ضرورياً وهو لا يكلف به ذكره ابن حجر» وفيه أن الثاني خارج عن المبحث إجماعاً 
وخلاف عائشة غير مذكور هنا وأبوه موافق له أما فى الكل أو فى البعض لقوله (قد كان عمر 
رضي الله عنه يقول بعض ذلك) أي العموم وهو أن کرت قرت أو ندبة عند المشرف على 
الموت أو يروي [أي] بعض ذلك الكلام لأن في روايته ببعض بكاء أهله كما سيأتي. (ثم 


الحديث رقم : أخرجه البخاري في صحيحه 7/7 ١187.15١‏ ومسلم في صحيحه 111/7 حديث 
1 اه - OY‏ 


عه 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 14۹۷ 


من مكةً حتى إذا کنا بالبّيداء» فإذا هوّ بركب تحت ظلّ سَمْرَةٍ فقال: اذهب فانظز مَنْ 
هؤُلاءِ 0 فنظرتٌ» فإذا هو صُهِيبٌ. قال: فأخبرئه» فقال: اذْعُه» فرجعتٌ إلى 
صُهِيبٍء فقلتٌُ: ازتحل فالحَقْ أميرٌ المؤمنينَ» فلمًا أن أصيب عمرٌ دخلّ صُهِيبٌ يبكي» 
يقول: وَاأحاهُ» واصاجباةٌ. فقال عمر: يا صُهِيبُ! أتنكي على وقذ قال رسول الله يلو : 
إن الميّتّ اده ن ا أهله علّيه)؟ . 


حدث) أي روي ابن عباس ما سمعه من عمر رضي الله عنه (فقال صدرت) أي رجعت مع عمر 
من مكة سائراً (حتى إذا كنا بالبيداء) بفتح الموحدة وسكون التحتية موضع قريب من ذي 
الحليفة (فإذا هو) أي عمر (بركب) أي جماعة من الركبان (تحت ظل سمرة) بفتح السين وضم 
الميم نوع شجر (فقال) أي عمر لي (اذهب فانظر) أي تحقق (من هؤلاء الركب) أي كبيرهم أو 
أميرهم (فنظرت فإذا هو صهيب) أي ومن معه (قال) أي ابن عباس (فأخبرته) أي عمر به أو 
بالخبر (فقال ادعه) بضم الهاء ويجوز إسكانها أي اطلب صهيباً (فرجعت إلى صهيب فقلت) أي 
لصهيب (ارتحل) أي من مكانك (فالحق) بفتح الحاء أي اتبع (أمير المؤمنين) أي أمره أو 
الاجتماع به وهذا توطئة للمصاحبة والخصوصية الخالصة» والمواخاة السالفة بين عمر وصهيب 
فإنه من أكابر الصحابة ولهذا قال (فلما إن) زائدة (أصيب عمر) أي جرح في المحراب ونقل 
إلى بيته مع الأصحاب» بعد دخولهم المدينة بقليل بضرب ذلك المجوسي له بخنجره ضربات 
متعددة وهو يصلى بالناس الصبح فسقط وحمل إلى بيته» وضرب به كثيرين وهو يشق الصفوف 
حتى ألقى عليه برنس خشية من خنجره المسلول بيده» لكل من والاه فلما أحس اللعين بذلك 
قتل نفسه وكمل عبد الرحمن بن عوف الصلاة للناس» ودخل الناس على عمر يتعرفون الخبر 
(دخل) أي عليه (صهيب يبكي) حال (يقول) بدل اشتمال من يبكي (واأخاه واصاحباه) ليس في 
هذا نوح نظير ما صدر عن فاطمة رضي الله عنها من قولهاء واأبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه 
إلى جبريل ننعاه لما تقرر من أن شرط النوح» أن يقترن برفع صوت. (فقال عمر: يا صهيب 
أتبكي على) أي بالصوت والندبة (وقد قال رسول الله ب : إن الميت) أي مطلقاً أو المشرف 
على الفوت البعلت عضن بكاء: أهل عليه اول هنذا اخسن :ما زرد اتقون ارك 
رواياته لأنه قابل لجميع ما ذكر من تأويلاته» وإن كان ظاهر إيراد عمر أنه أراد البعض ما كان 
على وجه الندبة» وطريقة النوحة على الميت حكماً أو حقيقة فإنه قابل أن يكون المراد بالبعض 
ما يكون عن وصيته. أو من نحو يهودية فإن العيرة ة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» وقال ابن 

حجر: أي وهم الذين أوصاهم دون من لم يوصهم وهذا لا ينافي رواية ابن عمرء ببكاء أهله 
لال متجمول. على بها .ذا ارا كلهم قمان ا ج ن إلى شيء واحد» وحينئذ فلا اعتراض 
علق أبن تمر لاد كلا منه ومن أبية: تقل الفط الذي سبمعة مق ال ك اه. وفيه أن الحمل 


' المفهوم مخالف لما فهم عمر رضي الله عنه [من ¿ العموم ثم المراد بأهل الميت أعم من أقاربهء 


وأصحابه كما يدل عليه فهم عمر رضي الله عنه] فالأظهر أن يراد بالميت المحتضر وبالعذاب 


تشويش خاطره» ممن حوله بغير ذكر الله من الأمور العادية» فإنه حينئذ فى مراقبة الأحوال ‏ : 


ا ا O‏ 





۹۸ 1 كتاب ٠‏ لخا باب البكاء ال الميت 


۱ 
فقال ابن عبّاس: فلمًًا مات عمرُ ذكرث ذلك لعائشة فقالث: يرحَمٌ اللّهُ عمرّء لا واللّهِ ما 
حدّتَ رسول الله كل أن الميّتّ لِيُعَذَّبُ بيُكاء أهله عليه؛ ولكنْ: إن اللّهَ يزيد الكافرٌ عذاباً 
| ببْكاء أهله عليه. وقالتث عائشة: حسبكم القُرآنٌ: ولا نَرْرُ وازِرّة وزْرَ ألخرى 4. قال ابنُ 
اد 

0 
أ 
ا 
| 
1 
١‏ 
0 
أ 





٠‏ الأخروية ولذا قال الصديق الأكبر ليتني كنت أخرس إلا عن ذكر الله؛ إذ المناسب حيئئذ الدعاء 


أي الكلام أو الحديث (لعائشة) رضي الله عنها (فقالت يرحم الله عمر) فيه إشارة إلى أنه وقع 
منه سهوء يحتاج إلى عفو وفيه من الآداب الحسنة على منوال قوله تعالى: لعفا الله عنك 4 
[التوبة - ]٤١‏ قال الطيبي: استغربت من عمر ذلك القول» فجعلت قولها يرحم الله عمر تمهيداً 
ودفعا لما يوجب من نسبته إلى الخطأ. (لا) أي ليس كذلك (والله ما حدث رسول الله يك إن 
:| الميت) بكسر الهمزة وتفتح (ليعذب ببكاء أهله عليه) أي مطلقاً ولا مقيداً بالبعض وهذا النفي 
:| المؤكد بالقسم منها بناء على ظنهاء وزعمها أو مقيد بسماعها وإلا فمن حفظ حجة على من لم 
يحفظ والمثبت مقدم على النافي وكيف والحديث روي من طرق صحيحة بألفاظ صريحة» إنه 
:]| بعمومه لا ينافي ما قالت بخصوصه (ولكن) أي الذي حدث به جملة إن الله الخ وفي نسخة 


2( 
:| ولكن قال (إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه) فيه أن النفى منها رضى الله عنها هنا 
٠‏ مناقض» لما قالت: سابقاً من أن الحديث ورد في يهودية كانوا يبكون عليهاء وهي تعذب في 
١‏ قبرها. (وقالت) أي تأكيداً لقولها أوّلاً (حسبكم القرآن) بسكون السين المهملة أي كافيكم 
م ال (#ولا تزر وازرة وزر أخرى #"'' الجملة بدل كل أو 
2 بعض من القرآن أو خبر مبتداً محذوف» هو هو قال الطيبي: الوزر والوقر احوان ووزر الشيء 

4 1 5 1 5 2 ب 
| إذا حمله والوازرة صفة النفس والمعنى أن كل نفس يوم القيامة لا تحمل إلا وزرها الذي اقترفته 
0 لا تؤخذ نفس بذنب نفس كما تأخذ جبابرة الدنيا الولي بالولي والجار بالجار. اه. ولا يخفى 
:| أن الاية بظاهرها تنفي ما ذكرت من أن الكافر يعذب ببكاء أهله عليه. (قال ابن عباس : عند 


a 
en 


ذلك) أي عند قول عائشة أو عند نقله عنها مؤيداً لها ومصداقاً لكلامها (والله) بالرفع مع الواو 
وهو حاصل معنى الآية بلفظ وإنه (هو أضحك وأبكى) قال ميرك : أي أن العبرة لا يملكها ابن 
آدم ولا تسبب له فيهاء فكيف يعاقب عليها؟ فضلاً عن الميت. اه. وتبعه ابن حجر وخاصله 
جواز:عموم البكاء وهو خلاف الاجماع مع مناقضته لما ثبت عن ابن عباس إنه قال في قوله: 
لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها » [الكهف ‏ 14] من أن الصغيرة التبسم والكبيرة 
القهقهة على ما نقل عنه البغوي في المعالم ثم قال ميرك: قال الداودي: معناه أن الله أذن في 
الجميل .من البكاء» فلا يعذب بما أذن فيه. اه. وهو خارج عن البحث كما لا يخفى ثم قال: 
وقال الطيبي: غرضه تقرير لنفى ما ذهب إليه ابن عمر من أن الميت يعذب ببكاء الأهل وذلك 


اللا 


51 
a‏ 
4 
ع - 
)۱( سورة الأنعام ‏ أية رقم .٠١١‏ 
7 2405 :10:5 د يك إل بز بك ور :5 بوت WERTE‏ 0 :072065 0031 00007 713ل 10 57 VE‏ 12106 :201555 "اه 00 :2009050 و0 52 جوري" SWE SWE‏ 


١ 1 02 









كتاب الجنائز/ , بات البكاء على الميت 
قال ابن أبي مليكة: فما قال ابنُ عمرٌ شيئاً. متفق عليه . 


١/5‏ (۲۲) وعن عائشة» قالت: لما جاءَ النبي يي قتل ابن حارثة وجعفر 


أن بكاء الإنسان» وضحكه وحزنه وسروره من الله يظهرها فيه فلا أثر لها فى ذلك. اه. وفيه 


أن الكل من عند الله خلقاًء ومن العبد كسباً. كما هو مقرر والشرع قد اعتبر ما يترتب عليه من 
الأثر كسائر أفعال البشرء ألا ترى أن الضحك والتبسم في وجه المؤمن من الحسنات؟ وعلى 
المؤمن على وجه السخرية من السيئات» وكذلك الحزن والسرور تارة يكونان من الأحوال 
السنية» يثاب الشخص بهما وتارة من الأفعال الدنية يعاقب عليهماء كما هو مقرر في علم 
الأخلاق والتصوّف. وزبدته في الأحياء ثم قال الطيبي: فإن قلت: كيف لم يؤثر ذلك في حق 
المؤمن وقد أثر في حق الكافر؟ قلت: لأن المؤمن الكامل» لا يرضى بالمعصية مطلقاً سواء 
صدرت منه أو من غيره بخلاف الكافر» ومن ثم قالت الصديقة رضي الله عنها: حسبكم القرآن 
أي كافيكم أيها المؤمنون من القرآن هذه الآية: #ولا تزر وازرة وزر أخرى € [الأنعام - ]١١١‏ 
إنها في شأنكم وما ذكر رسول الله َة إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه في شأن الكفار 
أقول لا دلالة لقولها على هذا المدعي» مع أن العبرة بعموم ألفاظ الآيات والأحاديث في 
المعنى لا لخصوص الأسباب في المبنى وأغرب ابن حجرء وجعل ااا عائضة وبين 
غيرها من الصحابة رضي الله [تعالى] عنهم لفظياًء مع أن لهم أقوالاً مختلفة المباني لا يمكن 
حينئذ جمعها''' في واحد من المعاني ثم قال: واعتذر بأن الفاروق رضي الله عنه كان الغالب 
عليه الخوف» فقال ذلك لسوء ظنه بنفسه» والصديقة رضي الله عنها كانت في مقام الرجاء. 
وحسن الظن بالله في حق المؤمنين فقالت : ذلك ولكل وجهة هو موليها . أه. وهذا باشارات 
الصوفية أشبه وإنما الكلام فيما صدر عن مشكاة عدر اليو وما يتعلق به من أحكام الشريعة 
والله أعلم. (قال ابن أبي مليكة: فما قال ابن عمر: شيئا) أي شيئاً من القول أو شيئاً آخر قال 
e‏ قلت: لسرت كاي اا بل 
ا NY EE AEE)‏ 
علماً إذ عمر كذلك مع عائشة رضي الله عنها. اه. وفيه دليل صريح ونقل صحيح يصلح للرد 
على بعض المنتسبين إلى فقه الشافعي» ومن أهل زماننا المعترضين علينا ممن لم يخرج عن 
حضيض التقليد» ولم يتخلص من قيد التقييد» ولم يبرز في ميدان التحقيق والتأييد» عند 
اعتراضنا على ابن حجر إذا وقع له كلام غير سديد» بأن مثلك لا يجوزاله الاعتراض على شيخ 
الإسلام مفتي الآنام ابن حجرء الذي هو جبل من جبال العلم عند الأئمة الأعلام. 


DD‏ في المخطوطة «جمع 
الحديث 00 لسك د ود د ا نه 


5/ةه. 


ا ا وس ا 





NIN 


ع 





ر 


SESS 


/ 


جب جع جر جر 222 ار تر ار سر ابر ار ا HAN TAN‏ ا EN‏ كر كر ار ار 


۰ كتاب الجنائز/ باب 


البكاء على الميت 


وان روا علض يعرف فيه الخرن» :وآنا انط مو صا انان تعن فى الاب نان 


رجلٌ فقال: إن نساء جعفرء وذكرّ بُكاءهنٌ فأمرَهُ أن ينهاهُنٌء فذهبّء ثم أتاهُ الثانيةة لم 
يُطعْئَهُء فقال: «انهَّهُنَّ». فأتاهُ الثالغةًء قال: واللّه غلَبْئَنا يا رسول الله! فزعمتٌ أنه قال: 
«فاحتٌ في أفواهِهنٌ الترابَ» فقلت: أرعَمَ الله نمك لم تفعلُ ما أمرك رسول الله يكل 


47 - (وعن عائشة قالت: لما جاء النبي ية قتل ابن حارثة) أي زيد (وجعفر) [أي] 
ابن أبي طالب (وابن رواحة) أي جاءه خبر شهادتهم (جلس) أي في المسجد (يعرف فيه) 
أي في وجهه الوجيه (الحزن) أي أثره وهو بضم الحاء وسكون الزاي وبفتحهما هم قوت 
المحبوب والجملة حال أي حزيناً بمقتضى الأحوال البشرية» وظاهر الحديث أن جلوسه 
في المسجد كان للعزاء لكن قال ابن الهمام: يجوز الجلوس للمصيبة ثلاثة أيام» وهو 
خلاف الأولى ويكره فى المسجد. اه. فلعله محمول على الاختصاص أو لبيان الجواز 
أل كان جلوبية فى المسحد اانا رانا انظ بهن ضار الات :من دى ضير أي شق 
له كلابن وتامر ولذا قيل (تعني) أي تريد عائشة بصائر الباب (شق الباب) بفتح الشين أي 
خرقه وهذا تفسير للراوي عنها (فأتاه رجل فقال) أي الرجل (إن نساء جعفر) أي أهل 
جعفر (وذكر) أي الرجل (بكاءهن) الجملة في محل النصب على الحالية سادة مسد 
الخبرية قال الطيبي: حال من المستتر في فقال: وحذفت رضي الله عنها خبران من 
القول المحكي عن [نساء] جعفرء بدلالة الحال يعني [إن] ذلك الرجل [قال: إن] نساء 
جعفر فعلن كذا وكذا مما حظره الشرع من البكاء الشنيع» والنوح الفظيع (فأمره أن 
ينهاهن فذهب ثم آتاه الثانية) أي المرة الثانية (لم يطعنه) أي في ترك البكاء في المرة 
الأولى قال الطيبي: حكاية لمعنى قول الرجل أي فذهب ونهاهن ثم أتى النبي به وقال: 
نهيتهن فلم يطعنني» يدل عليه قوله في المرة الثالثة والله غلبننا (فقال إنههن) بهمزة وصل 
مكسورة وفتح الهاء أمر من النهي. أي امنعهن من البكاء (فأتاه الثالثة) أي فذهب إليهن 
[ونهاهن] ولم يطعنه أيضاً فأتاه المرة الثالئة (قال: والله غلبننا يا رسول الله) كما ورد في 
حديث هن أغلب (فزعمت) بالغيبة أي قالت عمرة: فزعمت عائشة قال الطيبي: أي 
ظنت وقال ابن حجر: أخبرت قال النووي: الزعم يطلق على القول المحقق وعلى 
الكذب والمشكوك فيه» وينزل في كل موضع على ما يليق به. اه. وظني أنه منها 
بمعنى الظن ويؤيده» ما في نسخة بالتكلم أي قالت عائشة فزعمت أي ظننت (إنه كَل 
قال فاحث) بضم الثاء أمر من الحثي وهو الرمي (في أفواههن التراب) في النهاية احثوا 
التراب في وجوه المداحين كناية عن الخيبةء وقيل: المراد الحقيقة. اه. فيكون المراد 
إن كنتم قادرين على ذلك والظاهر أنه ههنا كناية عن تركهن على حالهن لعدم نفع 
النصيحة؛ بهن في حال ضجرهن وجزعهن. (فقلت: أرغم الله أنفك) في النهاية رغم 
أنفه لصق بالرغام» وهو التراب ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على 
كره قال الطيبي: أي قالت عائشة للرجل: أذلك الله فإنك آذيت رسول الله ية وما 


كففتهن عن البكاء. اه. وهذا معنى قولها رضي الله عنها (لم تفعل ما أمرك رسول الله 


م کر ا 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 58 





ولم تترك رسول الله ية من العناء. متفق عليه . 


4 (15) وعن أمّ سلمةء قالت: لما مات أبو سلمة قلت: غريبٌ» وفى أرض 
غربةء لأبكيئه بكاءً يُتَحدَّتُ عنه. فكنتٌ قد تهِيّأتُ للبكاءِ عليهء إِذْ أقبلتٍ امرأةٌ تريد أن 
تُسعدّني» فاستقبلّها رسول الله ية فقال: «أتُريدينَ أن تُدخِلي الشيطانّ بيتاً أخرجَة الله 
منه؟ !») مرتين » وكففتٌ عن البكاء فلم أبكِ. رواه مسلم . 





يك) أي على وجه الكمال في الزجرء وإلا فقد قام بالأمر حيث نهاهن عن الضجرء وما 
أبعد قول اھ ا موك الأمر إلى الحثي في أفواههن. (ولم تترك رسول الله 
كله من العناء) بفتح العين العم أي تعب الخاطر من سماع ارتكابهن الكبائر» أو 
الصغائر وعدم انزجارهن بالزواجر (متفق عليه). 

64 (وعن أم سلمة) من أمهات المؤمنين (قالت: لما مات أبو سلمة) أي زوجها 
الأوّل (قلت: غريب) أي هو ميت في بلاد الغربة لأنه كان مكياً من أصحاب الهجرة. (وفي 
أرض غربة) بالاضافة وهو تأكيد أو المراد بقولها لها غريب أي ليس له أحد من أقاربه؛ وهو إما 
مجاز أو تشبيه بليغ . (لابكينه) بتشديد النون أي والله لابكين عليه (بكاء) أي شديداً (يتحدث 
عنه) بصيغة المجهول» أي يتحدث الناس به ويتعجبون منه لكمال شدته ولعل هذا منها كان قبل 
IT‏ ا ئة أسباب الحزن» 
SS‏ لفاء متصلة بقوله قلت: اقلت عط ناكياث 

للبكاء» ولا يجوز أن يتصل بالقول إلا مع الواو ليكون حالاً. اه. وغفل ابن حجر عن ذلك 
التحقيق فقال : هو عطف على قلت: أي عقب قولي» ذلك وقع مني تمام التهيىء ء (إذا أقبلت 
امرأة) ظرف لتهيأت وأبعد ابن حجر حيث قال: ظرف لقلت أي جاءتني من قبالتي امرأة. (تريد 
أن تسعدني) أي مساعدتي في البكاء ومعاونتي في النداء (فاستقبلها) أي تلك المرأة (رسول الله 
كلة) أي بعد علمه بما هي قاصدة له (فقال: أتريدين؟) أي أيتها المرأة باعانتك على المعصية 
(أن تدخلي الشيطان) أي أن تكوني سبباً لدخول الشيطان (بيتاً أخرجه الله) أي الشيطان (منه) أي 
دن ولك لبيك ر ابم ااغواء أ رن قال او ن و رادا 
الأولى» يوم دخوله في الإسلام والمرة الثانية يوم خروجه من الدنيا مسلماً وأن يراد به التكرير 
أي أخرجه الله إخراجاً بعد إخراج» كقوله تعالى: ثم ارجع البصر كرتين 4 [الملك  ]٤‏ 
وقوله تعالى: #الطلاق مرتان € [البقرة - ۲۲۹] أي مرة بعد مرة كذا قاله الطيبي أقول: 
ويحتمل أن يراد بالمرة الأولى يوم هاجر من مكة إلى الحبشة وبالمرة الثانية يوم هاجر إلى 
المدينة فإنه من ذوي الهجرتين. اه. أقول ويحتمل أن يكون مرتين متعلق بقال: أي أعاد هذا 
الكلام لكمال الاهتمام مرتين والله أعلم. (وكففت) عطف على مقدر أي فانزجرت ومنعت 
نفسي (عن البكاء فلم أبك) أي البكاء المذموم على الوجه المعلوم (رواه مسلم) . 





الحديث رقم 14 : أخرجه مسلم في صحيحه 510/7 حديث رقم .)417-37١(‏ 


0 ع دعاو ا بر نمال رک ر ا ر ی ےک ري لطن الشف لضان ا N‏ اتنا وا اا I‏ ا A‏ 


۲۰۲ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





1 

)١51(- ٥ 8‏ وعن التُعمان بن بشير» قال : َعْمِيَ على عبد الله بن رواحة» فجعلت 
١‏ أخته عمرةٌ تبكى : واجبلاه! واكذا! واكذا! تُعدّد عليه فقال حينَ أفاق: “ما قلت شيعا إلا 
٠‏ قيلَ لي: أنت كذلك؟ زاد في رواية : فلمًا مات لم تبك عليه. رواه البخاري. 


57 (70) وعن أبي موسى» قال : سمعتٌُ رسول الله كل : يقول: «ما مِنْ ميْتٍ 


يموت فيقوم م باكيهم فيقول : واجبلاه | واسيّداه! ! ونحوٌ ذلك» إا وکل اللّهُ به ملكين يلهزانهء 
ويقولان: أهكذا کنت؟) رواه الترمذي› وقال: هذا حديثٌ غریب حسن . 





65 (وعن النعمان) بضم النون (ابن بشير) صحابيان (قال: أغمي على عبد الله بن 
رواحة) هو من النقباء والصحابة الاجلاء (فجعلت أخته عمرة تبكي واجبلاه) قال الطيبي: حال 
والقول محذوفء أي قائلة واجبلاه توطئة لها كقوله تعالى: الساناً عربياً 4 [الأحقاف ‏ ؟١]‏ 
(واكذا واكذا) كنايتان عن نحو سيداه وسنداه (تعدد عليه) أي بأوصافه الجميلة بدل من تبكي أو 
ا بيان له (فقال: حين أفاق ما قلت: شيئاً لا قيل لي) استثناء مفرغ (كذلك) أي أنت وفي نسخة 
:) كذاك بلا لام أي لما قلت: واجبلاه قيل: أنت جبل أي كهف يلجؤون إليك على سبيل التهكم 
| ولوعيد الشديد» قال الطيبى: هذا الحديث ينصر مذهب عمر رضي الله عنه فى حديث ابن أبي 
١‏ مالكة وقوه أبن بسع يما شان هر قولة لأنا "لا بطل احا الخد اب انا هر 
1 مؤوّل بما قدمته وتلك التأويلات لا يأتي منها شيء هنا فتعين ما ذكرته قلت: سيأتي في كلام 
٠‏ ) السيوطي ما يقوي الطيبي» ثم قال ابن حجر: فإن قلت: ما وجه توبيخه بهذا مع إنه لم يرض 
:) به ولا أمر قلت: اخباره بذلك حتى ينزجر الناس عن فعل شيء من ذلك بالكلية. اه. ولا 


يخفى عدم صلاحيته للجواب» والله أعلم بالصواب. (زاد في رواية فلما مات لم تبك عليه) أي 
7 آخته من جنس هذا البكاء (رواه البخاري) . 

57 (وعن أبي موسى قال: سمعت رسول الله كَل يقول ما من ميت) أي قيقي أو 
مشرف على الموت (يموت) قال الطيبي: هو كقول ابن عباس يمرض المريض أو تضل الضالة 


1 ا ا ل ل ال م ا ا 
4 ظهرت على عبد الله بن رواحة. اه. وتعقبه ابن حجر بما لا طائل تحته. (فيقوم) أي فيشرع 
| ا فيقول واجبلاه واسيداه ونحو ذلك) نحو سنداه ومعتمداه (إلا وكل الله به ملكين يلهزانه) 
به بفتح الهاء أي يضربانه ويدفعانه وفي النهاية اللهز الضرب» بجمع اليد في الصدر يقال : الهزه 
0 ا يفا وتقريعاً (رواء الترمذي وقال : هذا 
| حديث غريب حسن: ورواه ابن ماجه والحاكم)”'' قال السيوطي في شرح الصدور" : بعد ما 


! ذكر أحاديث أن الميت يعذب ببكاء الحى عليهء اختلف العلماء فى ذلك على مذاهب» أحدها 
الحديث رقم ۱۷٤١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 017/7. حديث رقم 4571. 


6 الحديث رقم 1745: أخرجه الترمذي في السئن ۳۲٣/۳‏ حديث رقم .1٠١‏ 


)۱( هذه الزيادة ليست موجودة في مخطوطة المشكاة ولا في نسخها والله تعالى أعلم. 
ع 2 شرح الصدور ص .TAE _ YAT‏ 





م موك 




















كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ا 
2 

۷ -(735) وعن ابي هريرةً» قال: مات ميت من آل رسول الله ئة فاجتممٌ النساءً / 
يبكينَ عليه» فقامَ عمرٌ ينهاهُنٌ ويطردُمُنَ . فقال رسول الله ل : «دغْهنٌ فد العينَ دامعةٌ 0 
والقلبّ مصاب. والعهد قريب». 
4 

أنه على ظاهره مطلقاًء وهو رأي عمر بن الخطاب وابنه الثاني لا مطلقاً الثالث أن الباء للحال 1 
أي أنه يعذب حال بكائهم عليه» والتعذيب عليه من ذنب لا بسبب البكاء الرابع أنه خاص 4 
بالكافرء والقولان عن عائشة الخامس أنه خاص بمن كان النوح من سنته وطريقته وعليه 1 
البخاري» السادس أنه فيمن أوصى به كما قال القائل : 4 
إذا مت فانعيني بماأنا أهله * وشقي علي الجيب يا ابنت معبد 1 
السابع أنه فيمن لم يوص بتركه فتكون الوصية بذلك واجبة» إذا علم أن من شأن أهله أن 
يفعلوا ذلك الثامن أن التعذيب بالصفات التي يبكون بها عليه» وهي مذمومة شرعاً كما كان أهل 3 
الجاهلية يقولون يا مرمل النسوان يا ميتم الأولادء يا مخرب الدور التاسع أن المراد بالتعذيب 4 
توبيخ الملائكة له بما يندب به أهله. اه. العاشر ما أخرجه البخاري عن عمر ولفظه أن ٠١‏ 
الميت يعذب بالنياحة عليه في قبره“. اه. وتقدم قول آخر أن المراد بالعذاب تألم الميت  ٠.‏ 
بسبب بكاء أهله علیه» على وجه مذموم كما يتألم بسائر المعاصي الصادرة عنهم» ويفرح 0 
بالأعمال الصالحة الكائنة منهم والحاصل أن الميت إذا كان له تسبب في هذه المعصية ولو ا 
بتقصير في الوصية أو رضي بهذه القضية فالعذاب على حقيقته. وإلا فمحمول على تألمه سواء ٠.‏ 
عند نزعه أو موته» ويستوي فيه الكافر والمؤمن» وبهذا يحصل الجمع بين قوله تعالى : #ولا إلا 
تزر وازرة وزر أخرى € [الأنعام - ]١554‏ وبين الأحاديث المطلقة في هذه البلية الكبرى . 1 


۷ - (وعن أبي هريرة قال : مات ميت من آل رسول الله َلِِ) هي زينب بنت رسول 
الله بي كما سيأتي في الحديث الآتي . . (فاجتمع النساء يبكين عليه) أي على الميت (فقام عمر 
ينهاهن) أي الأقارب (ويطردهن) أي الأجانب بضربهن كما سيأتي (فقال رسول الله ا : دعهن) 
أي اتركهن (يا عمر فإن العين دامعة) أي بالطبع وقد وافقه الشرع (والقلب) بالنصب والرفع 
(مصاب) أي أصابه المصيبة فلا بد له أن ينقلب إلى الحزنء كما أنه ينقلب عند حصول النعمة 
إلى الفرح فهو السبب في بكاء العين وضحكها. (والعهد) بالوجهين أي زمان المصيبة (قريب) 
أي منهن فالصبر صعب عليهنء ولذا قال يية: الصبر أي الكامل عند الصدمة الأولى» والواو 
لمطلق الجمع وعكس فيه الترتيب الطبيعي لأن قرب العهد يورث شدة الحزن للقلب» وهي 
تورث دمع العين إيثاراً لذكر ما يظهرء ويعلم على ما يخفى ثم الظاهر أن بكاءهن كان بصوت 
لكن لا برفعه فنها عن عمر سد الباب الذريعة» حتى لا ينجر إلى النياحة المذمومة لا سيما في 
الحضرة النبوية فأمره ية بتركهن وأظهر عذراً لهن في أفعالهن› ويمكن أن يكون مع عمر 





الحديث رقم 71 : أخرجه النسائي في السنن ١9/4‏ حديث رقم 1869. وابن ماجه 0500/١‏ حديث 
رقم ١6417‏ وأحمد في المسند ”7/ 555. 


)1( (1)_راجع الحديث رقم (۱۷۲۲). 


n 








ع کتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





رواه أحمذ» والنسائي . 

4 -(/7) وعن ابن عبّاس» قال: مائّث زينبٌ بنتٌ رسول الله كل فبكتٍ 
السافع فجعلً عمرٌ يضربهنٌ بسوطه. ا الله اة بيده» وقال: «مهلا يا عمّر!) ثم 
قال : (إِياكنّ ونعيقٌ الشيطان» ثمّ قال: «إِنّه مهما كانَ 





لضربهن كما فى الحديث الآتى» فمنعه ظاهر لا إشكال فيه وقال ابن حجر: هو محمول على 
أنه لم يصدر منهن إلا مجرد البكاء فمنعهن منه عمر كأنه للتمسك بقوله كل فإذا وجبت فلا 
تبكين باكية"“ فأمره ية بالامساك عنهن» وذكر له غذرهن الدال على أن محل الكراهة حيث لا 
غلبة أما مع غلبة الحزن فلا كراهة. اه. وفيه أن مجرد البكاء غير مكروه إجماعاً» وقد صدر 
البكاء عنه ية عند موت ابنه إبراهيم حيث قال: العين تدمع» والقلب يحزن" فالنهي في 
الحديث الذي أورده محمول على البكاء المذموم» ولا اعتبار بالمفهوم من الظرف الذي وقع 
قيداً اتفاقياً أو غالبياً والله أعلم وسيأتي مزيد تقرير ومزيه تحرير في الحديث الذي يليه مما يؤيد 
ما ذكرناه ويقويه. (رواه أحمد) [كذا في نسخة] (والنسائي) . 

(وعن ابن عباس قال: ماتت زينب بنت رسول الله يي فبكت النساء» وجعل 
عمر بضربهن بسوطه فأخره رسول الله کیا) أي عنهن (بيده) وفيه إشعار أنه لا يجوز الضرب 
على النياحة بل ينبغي النصيحة» ولذا أخره (وقال مهلاً) بسكون الهاء أي أمهلهن مهلا أو 
أعطهن مهلاً قال السيد: مهلاً مصدر عامله محذوف» كذا في الطيبي وقال في النهاية: وفي 
حديث علي كرم الله وجهه إذا سرتم إلى العدو. فمهلاً مهلا فإذا 56 العين على العين فمهلاً 
مهلاً الساكن الرفق» والمتحرك التقدم أي إذا سرتم فتأنوا وإذا لقيتم فاحملوا قال الجوهري: 
المهل بالتحريك التؤدة والتباطؤء يقال: مهلته وأمهلته» أي سكنته وأخرته ومهلا يستوي فيه 
الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث. اه. وفي القاموس المهل ويحرك والمهملة بالضم 
السكينة والرفق. اه. وبه يتبين أن المهل فيه لغتان السكون. وهو الأصل وأشار إليه في 
القاموس بقوله ويحرك وكان صاحب النهاية”" اقتصر على السكون نظراً إلى رواية الحديث» 
فاقتصار ابن حجر على التحريك مخالف للرواية والدراية» (يا عمر) والمعنى لا تبادر حتى 
يتبين لهن الحكم وفيه إشارة إلى قوله تعالى: #أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة 
الحسنة # [النحل  [٠٠١‏ (ثم قال إياكن ونعيق الشيطان) أي صياحه بالنياحة وأضيف إليه لحمله 
عليه من نعق الراعي بغنمه دعاها لتعود إليه» ومنه قوله تعالى: #كمثل الذي ينعق € [البقرة - 
1۷۱ (ثم قال) أي النبي ية مبيناً له أتم البيان (إنه) أي الشأن (مهما كان) في القاموس مهما 
بسيط لا مركب من مه وما ولا من ما خلافاً لزاعميهماء أهو اختلف في إنها اسم شرط أو 


.)19/77( راجع الحديث رقم‎ )١( 
70/١ الحديث . رقم 4 : أخرجه أحمد في المسند‎ 
(؟) في المخطوطة «الهداية».‎ 








كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 0 


من العينٍ ومن القلب؛ فمنّ الله عر وجل ومن الرحمة. وما كان من اليدٍ ومن اللسانِ؛ فمن ' 
الشيطان». رواه أحمد . 


ا ل ا ا ا ا أله ب 
هل وجدوا ما فقّدوا؟ فأجابهُ آخر: بل يسوا فانقلبوا. 





حرف شرط وهو في هذا المقام ظرف لفعل الشرط› أي مهما كان البكاء (من العين) أي من 

الدمع (ومن القلب) أي من الحزن (فمن الله عر وجلٌ) أي محمود ومرضى من جهته وصادر من 0 
خلقته (ومن الرحمة) أي وناشىء من رحمة صاحبه (وما كان) ما شرطية أيضاً (من اليد) كالضرب . 
على الخد وقطع الثوب» ونتف الشعر (ومن اللسان) أي بطريق الصياح وعلى وجه النياح أو يقول ٠.‏ 
مما لا يرضى به الرب . (فمن الشيطان) أي من اغوائه أو برضائه قال الطيبي: مهما حرف الشرط ١‏ 
تقول مهما تفعل أفعل قيل : [إن] أصلها ماما فقلبت الألف الأولى هاء ومحله رفع بمعنى» إيما ٠‏ 
شيء كان من العين فمن الله فإن قلت: نسبة الدمع إلى العين» والقول من اللسان والضرب باليدان , 
كان بطريق الكسب» فالكل يصح من العبد وإن كان من طريق التقدير» فمن الله فما وجه ٠‏ 
اختصاص البكاء بالله قلت : الغالب فى البكاء أن يكون محموداً فالأدب أن يسند إلى الله تعالى 
بخلاف قول الخنا والضرب باليد عند المصيبات» فإن ذلك مذموم. اه. وتبعه ابن حجر قال ٠‏ 
ميرك : ولعل إسناد البكاء إلى الله تعالى لأجل إن الله راض به» ولا يؤاخذ به بخلاف ما صدر من ٠‏ 
اللسان واليد عند المصيبة فإن الشيطان راض بهما والرحمن يؤاخذ بهماء وليس في الحديث إسناد ٠‏ 
ما صدر منهما للعبد حتى يقال: كان بطريق الكسب فالكل من العبد» وإن كان بطريق التقدير ٠‏ 
فالكل من الله تعالى تأمل . اه. وهي مناقشة لطيفة ومجادلة شريفة وبيانها أن ترديد الطيبي» ليس . 
على الطريق العرفي فإنه لا مرية إن الكل بتقدير الله [تعالى] أوّلاًء ويكسب العبد ثانياً فمحل ٠‏ 
السؤال ومورد الاشكال أنه كيف نسب بعضها إلى الرحمن وبعضها إلى الشيطان؟ فيجاب أن ٠٠‏ 
بعضها مباح» أو محمود فينسب إلى الله لاباحته إياه أو لرضاه فيترتب عليه الثواب وبعضها معصية ٠‏ 
فينسب إلى الشيطان حيث نسب بالاغواء» وحصل له به الرضا فيستوجب عليه العذاب» هذا وقد 2 
يقال: إن دمع العين» وحزن القلب» ليسا من الأفعال الاختيارية فلا إشكال في نسبتهما إلى ٠‏ 
الصفات الألوهية» والله أعلم بالحقائق الحديثية (رواه أحمد). 


8 (وعن البخاري تعليقاً) أي بلا إسناد (قال: لما مات الحسن بن الحسن بن على 0 
رضي الله عنهم » ضربت امرأته القبة) أي الخيمة (على قبره سنة) الظاهر أنه لاجتماع الأحباب ر 
للذكر والقراءة» وحضور الأصحاب للدعاء بالمغفرة والرحمة»ء وأما حمل فعلها على العبث ٠أ‏ 
المكروة كما اة ان مخض فغير لائق بصنيع أهل البيت. (ثم رفعت) بالبناء للفاعل أي أمرت .١‏ 


المرأة برفعهاء ويحوز كونه للمفعول أي رفعت الخيمة. (فسمعت) أي المرأة (صائحاً) أي ر 


هاتفاً غيبياً (يقول ألا) بالتخفيف للتنبيه (هل وجدوا ما فقدوا فأجابه آخر بل يكسوا) 3 8 
سرا رلكن لما كان في ضيووة الا قا قال : شرا يرا أي رجمزا رتال الي | 7 








الحديث رقم “5٠١‏ 13 





احلا كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





65 (۲۹) وعن عمرانٌ بن حصين» وأبي برزة» قالا: ا سول الله كلا 
في جنازة» فرأى قوماً قد طرّحوا أرديتهم يمشونٌ في فُمُْصِ» فال رول الله للا : ية : «أبفغْلٍ 
الجاهليّة تأخذون؟ أو بصنيع الجاهليّة تَشبّهون؟ لقد همَّمْتٌ أن ا ع ترجعون 
في غير صوركم». 





ابن أبي الدنيا عن سواد بن مصعب الهمداني» عن أبيه أن اخوين كانا جارين له وكان كل واحد 
يجد بصاحبه وجدا لا یری مثله فخرج الأكبر إلى أصفهان» فمات الأصغر فاختلف إلى قبره 
TS‏ ل ا 
ااا البداكىئ على جو بنك الها ولامبكة 
aE‏ 8 ا 


E ا‎ a E 
الحديث إليه» معنعنا ثم يقول بعد تمام الحديث رواه البخاري تعليقاً.‎ 


(وعن عمران بن حصين وأبي برزة قالا خرجنا مع رسول الله يك في جنازة فرأى 
قوماً) أي من أهل الميت (قد طرحوا أرديتهم) أي وضعوها من أكتافهم (يمشون) حال من فاعل 
طرحوا أو صفة بعد صفة لقوماً (في قمص) بضمتين جمع قميص يؤخذ منه أن الشعار المعروف 
في ذلك الزمن» هو الرداء فوق القميص قال الطيبي: حال متداخلة لأن يمشون حال من الواو 
في طرحوا أو هو من الواو في يمشون وقال السيد: ويحتمل أن تكون أحوالاً مترادفة من 
مفعول رأى» فإن قوله قد طرحوا حال منه ويمشون حال أخرى. اه. وهو غير صحيح لأن 
قوماً نكرة وشرط ذي الحال» أن يكون معرفة أو نكرة موصوفة فلا يبقى مسوّغ هنا حينئذ (فقال 


| رسول الله ية : أبفعل الجاهلية؟) أي من تغيير الزي المألوف عند الموت (تأخذون) الهمزة 


للانكار» ومحله الفعل وقدم الجار لبيان محط الانكار. (أو بصنيع الجاهلية) أو للتنويع أو 
للشك (تشبهون) أي تتشبهون فحذف احدى التاءين (لقد هممت) وفي نسخة قال: لقد هممت 
أي قصدت (أن ادعو عليكم) أي بالمضرة (دعوة) مفعول مطلق (ترجعون) على بنائه للفاعل 
وقيل: للمفعول أي تصيرون» أو تردون بتلك الدعوة. (في غير صوركم) أي بالمسخ قال 
الطيبي : هو محمول على تد تعيمين] الر يكرح امح جار لعاف دراه تعالى: #أو لتعودن في 
ملتنا» [الأعراف - ۸۸]. اه. وفيه أن الصيرورة هي بمعنى الرجوع ومنه قوله تعالى: 5 
المصير € [التغابن ‏ ”] فلا تضمين والظاهر أن يقال ضمن الرجوع معنى العود فعدى بفي ثم 
ضمن العود معنى التصيير كما في الآية فإن العود حقيقة لا يصح في هذا المقام فتأمل. في 
الكلام فإنه مزلة الأقدام ومعثرة الأقدام قال: أو تحمل الصورة على الصفة» والحالة أي 
ترجعون إلى غير الفطرة كما كنتم عليه. اه. ولا يظهر وجه التقابل بين القولين الأبان يقال 


السنن ٤۷٦/١‏ حديث رقم 1٤49‏ 











يام ا ا RL NE EL MLA‏ ا ل ا ا ال E NEL‏ ال الل SE LA‏ يه 





كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 0 


قال: فأحذوا أرديتهم , ولم يعودوا لذلك . رواه ابن ماج 


0١‏ -(0) وعن ابن عمرّء قال: نهى رسول الله كل أن تُتبمَ جنازةٌ معها رانةٌ. 
رواه أحمد» وابن ٠‏ ماجه. 

1 (۳۱) وعن أبي هريرة» أَنَّ رجلا قال له: مات ابن لى فوجدتٌ عليه 
مراده» أن في بمعنى إلى لكن لا دخل للصورة على أنه بمعنى الصفة أولاًء بهذا القول بل هو قول إإإ 
مقابل فيما يقال : : إن المسخ هل هو صوري أو معنوي قال ميرك: ويحتمل أن يكون المراد 0 


ترجعون إلى بيوتكم في غير صوركم» وفي غير صوركم حال فلا حاجة إلى الوجهين. اه. وهو ٠‏ 
وجه حسن وتقدير مستحسن . (قال) أي الراوي وفيه إيهام فإن الراوي اثنان فيحتمل أن يكون 0 
المراد قال: كل منهما ويحتمل قال الراوي: الشامل لهما أو لأحدهما (فأخذوا أرديتهم ولم 1 
يعودوا) أي لم يرجعوا بعد ذلك (لذلك) أي إلى ذلك الفعل أو لم يرجعوا في ذلك الفعل لأجل | 
ذلك القول الصادر منه بيا وهو أظهر والله أعلم قال الطيبي: فإذا ورد في مثل أدنى تغيير من |, 


535 


وضع الرداء عن المنكب» هذا الوعيد البليغ فكيف ما يشاهد من الأمور الشنيعة قال ابن حجر : ا 
والحديث نص فيما يفعله المترسمون برسوم الفقهاء» من أهل مكة فإنه إذا مات لهم ميت تركوا 5 





المناديل التي على أكتافهم المنزلة في الأصل» منزلة الأردية المألوفة في الزمن الأوّل فكما أن 4 
أولئك استحقوا ذلك الوعيد الشديد فهؤلاء يستحقونه على ترك مناديلهم المنزلة منزلة الأردية. |“ 
اه. وقد يقال: لبس الرداء سنة بخلاف المنديل غلى الكتف فإنه إما مباح أو بدعة قال بعض 1 
علمائنا: إنه مكروه فوضعه لا يكون مكروهاً فضلاً عن أن يكون عليه وعيد شدید» مع أن آهل 4 


مكة محملاً آخر يمكن حمله على الصواب» وهو جعلهم هذا علامة تبين المصاب وأيضاً عند ٠١‏ 
اجتماع الناس على تعزيتهم إياهء لا يمكن بقاء المنديل على كتفه البتة فإنه ينطرح بنفسه عند أ 
الزحام» وقد وقع لي بالخصوص في تعزية ولدي وثمرة كبدي بالمسجد الحرام» فأخذته من كتفي ٠|‏ 
وناولته لبعض الخدام فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن . (رواه ابن ماجه) . 0 


: (وعن ابن عمر قال: نهى رسول الله كله أن تتبع) بالتخفيف وتشدد على بناء‎ ١ 
| المجهول أي تشيع (جنازة معها رانة) بتشديد النون نائحة صائحة وفي معناها إذا كان معها أمر‎ 
1 آخر من المنكرات» وهذا أصل أصيل في عدم الحضور عند مجلس» فيه المحظور (رواه أحمد‎ 

7 (وعن أبي هريرة أن رجلا قال له:) أي 5 هريرة (مات ابن لي) أي صغير 0 
(فوجدت) أي حزنت (عليه) حزناً شديداً (هل سمعت من خليلك: صلوات الله عليه) وفي ا 


الحديث رقم :1178١‏ أخرجه ابن ماجه في السنن 004/١‏ حديث رقم .٠١۸۳‏ 1 
الحديث رقم 11875: أخرجه مسلم في صحيحه ۲٠۲۹/۲‏ حديث رقم ۱۵٤(‏ ۔ 5570). وأحمد فى ا 
المسند لشي 1 





چ 


٤ 


ر ل E A A NE‏ ر ر ر الل کک ر 


07 
9 





۰۸ كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





١ 1‏ ل قال : غا دعاميص الجنّة + يلق اخ ا فيأخدٌ بناحية ثوبهء فلا يفارقة حتى 


0 يله الجنّة) . رواه مسلم» وأحمد ولا له . 


۴ -_(۳۲) وعن أبى سعيد» قال : جاءتٍ امرأةٌ إلى رسول الله ية فقالت : يا رسولٌ 


الله! ذهبٌ الرجالٌ بحديثكٌ» فاجِعَلْ لنا من نفسك يوماً تأتِيِكَ فيه تعلمنا مما علمّك الله . 





نسخة وسلامه (شيئاً يطيب بأنفسنا؟) بالتخفيف مع فتح أوّله فالياء للتعدية وبالتشديد فالباء 


للتأكيد كما في قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة 4 وهزي إليك بجذع النخلة وهذه 
7 الزيادة أعني زيادة الباء في المفعول أمر مطرد عند أرباب العربية على ما ذكره المغني» وأما قول 


: ابن حجر الباء زائدة عند من يرى زيادتها في الائبات كالأخفش فوهم منه لانتقاله من الباء إلى 


المسلمين (دعاميص الجنة) في النهاية جمع دعموص وهي دويبة تغوص في الماء وتكون في 


مستنقع الماء» والدعموص أيضاً الدخال في الأمور أي أنهم سياحون في الجنة دخالون في 


٠‏ منازلها لا يمنعون من موضع كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحرم ولا 
يحتجب منهم. (يلقى أحدهم) أي أحد الصغار (أباه) أي فكيف أمه ولعل الاقتصار من أبي 
٠‏ هريرة بمقتضى المقام أو منه عليه الصلاة والسلام اكتفاء بالدليل البرهاني على المرام. (فيأخذ 
بناحية ثوبه) أي بطرفه (فلا يفارقه حتى يدخله الجنة رواه مسلم وأحمد واللفظ له) أي لأحمد 
:. ولعل المصنف لهذا ذكر أحمد لأنه ملتزم أنه لا يذكر بعد الشيخين أحداً من المخرجين لظهور. 


.:. صحة الحديث» إذا كان فى ا 1 
2 في 0 5 


\Vor‏ (وعن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله يخ فقالت: يا رسول الله 


ذهب الرجالء بحديثك) أي فازوا وظفروا به ونحن محرومات من اغتنامه واكتسابه» قال 


الطيبي: أي أخذوا نصيباً وافراً» من مواعظك (فاجعل لنا من نفسك) بسكون الفاء أي من أجل 
انتفاع ذاتك وبركات كلماتك يوماًء ولو كانت الرواية بفتح الفاء لكان جوا و جنها وغل 


1 المقصود تنبيهاً نبيهاً والمعنى اجعل لنا من أجل سماع أحاديثك النفيسة» وأقاويلك الأنيسة. 


الطيبي: قوله يوماً أي نصيباً اطلاقاً لمحل على الحال ومن نفسك حال من يوماًء ومن ابتدائية 


أي اجعل لنا من نفسك نصيباً ما في بعض الأيام. (نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله) أقول 


٠‏ “جيل ف با ا أو ساك أو ارعان كه قال مرك فرك انك فيه اب من تمل الوم 


الاستخدام لأن المراد باليوم ما مرء وههنا حقيقة الزمن ثم قال ميرك: ولا أدري ما الباعث عليه 


0 الحديث رقم ۱۷٥۴۳‏ : آخرجه البخاري فى صحيحه ۱/۱ . حديث رقم .١‏ ومسلم في صحيحه / 
7٠٠58 02 0 /‏ حديث رقم (777-197). وأحمد في المسند "/ ۳لا ..... 


SAT SE SOTE Se NILA SIA سل‎ NIL اش‎ SL ل‎ N SE NEL ا‎ EN YL NILA N SE E E 


كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت ۹ 1 





فقال: «اجتمِعْنَ في يوم كذا وكذا فى مكان كذا وکا فاجتمهعن» فأتاهنّ رسول الله كله 1 
فعلْمِهُنٌ مما عَلّمَهُ اء ثم قال: «ما منكُنٌ امرأةٌ تقدّمُ بِينَ يديها من ولدها ثلاثةٌ» إلا كان لها ٠‏ 
حجاباً من النار» فقالت امرأةٌ منهنّ: يا رسول الله! أو اثنين؟ فأعادتها مرتين» ثمُ قال: !2 


«واثنين واثنين واثنين». رواه البخاري. 
14 --_ (۳۳) وعن معاذ بن جبل» قال: قال اول الله ك: «ما من مسلمي 1 


قلت : لا أدري نصف العلم» ونصفه الآخر أن تدري أن لا معنى بحسب الظاهر لقوله اجعل لنا ٠.‏ 
يوماً من نفسك فلا بد له من تأويل فأوّله بما ظهر له كما أوّله غيره بما ظهر له» ثم قال: 7 
والصواب أن المراد عين لنا من عندك يوماً في الأسبوع نأتيك فيه لاستماع حديئك قلت: ورود ”7 
النفس» بمعنى عند غير معروف لغة وعرفاً فالتخطئة غير صواب نعم هذا حاصل المعنى لكن لا 
بد من مراعاة المبنى ولذا قال العلامة الكرماني: على ما نقله ميرك عنه الجعل يستعمل متعديا :7 
إلى مفعول واحد» بمعنى فعل وإلى مفعولين بمعنى صير والمراد هنا لازمه وهو التعيين ويوماً 4 
مفعول به لا مفعول فيه» ومن فى من نفسك ابتدائية متعلقة باجعل يعني هذا الجعل منشؤه 7 
اكتبارك رو الله لا ادا رل أنتيكوة المراة عرفت ك امسا الق 
والظرف صفة.يوماً وهو ظرف مستقر على هذا الاحتمال. اه. يعني ومن تبعيضية أي اجعل لنا !: 
معشر النساء وقتاً ما من الأوقات المختصة بذاتك الأشرف» فإنه عليه الصلاة والسلام على ما ار 
ذكره الترمذي في الشمائل جزاء أوقاته فجعل جزءاً الله» وجزءاً لأهله» وجزءاً لنفسه» وجزءاً ١‏ 
للناس» وهذا المعنى أظهر والله أعلم. (فقال اجتمعن) بكسر الميم (في يوم كذا) أي في نهار !: 
كذا (و) في وقت (كذا) أو في وقت كذا في يوم كذا (في مكان كذا) أي من المسجد أو البيت 7 
(وكذا) أي من وصفه بمقدمه أو مؤخره (فاجتمعن) بفتح الميم (فأتاهن رسول الله يك فعلمهن ١‏ 
مما علمه الله) ولعل مأتاهن عنده ية كان متعذراً فعين لهن زماناً معيناء ومكاناً مبيناً فأتاهن فلا ١‏ 
ينافي ما قاله العلماء من أن العلم يؤتى ولا يأتي أو نزل تعيين الزمان والمكان لهن» وإتيانهن ' 
فيهما منزلة اتيانهن العلم (ثم قال: ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها) بفتحتين ويضم ١‏ 
الأول ويسكن الثاني أي من أولادها من البنين والبنات . (ثلاثة إلا كان) أي تقدمهم وموتهم» ١‏ 
وأما قول ابن حجر إلا كان الولد بمعنى الثلاثة فغير ظاهر مبنى ومعنى. (لها) أي للمرأة ١‏ 
(حجاباً) أي ساتراً (من النار فقالت امرأة منهن: يا رسول الله أو اثنين) عطف تلقيني (واعادتها) ٠‏ 
أي المرأة هذه الكلمة (مرتين) أو قالت: يا رسول الله قل أو اثنين أو قل واثنين (ثم قال) أي ٠‏ 
النبي يا (واثنين واثنين» واثنين) ثلاث مرات للتوكيد والواو بمعنى أو ولعل توقفه عليه الصلاة ١‏ 
والسلام كان انتظاراً للوحي» أو الإلهام أو نظراً في أدلة الأحكام (رواه البخاري). ١‏ 


14 (وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ية: ما من مسلمين) أي من الوالدين ا 


الحديث رقم ٤‏ : أخرجه ابن ماجه 017/١‏ حديث رقم 1500. وأحمد في المسند .514١/6‏ 


0 


را ر کک کے ا ر ی ل ل EEN ER TANE‏ 0 3 


E KE 57‏ ل 2 / 
١‏ يُتوّفى لهما ثلاثة. إلا أدخلهما اللهُ الجنَّهَ بفضل رحمته إياهُما» فقالوا: يا رسول الله! أو 
1 اثنان؟ قال: «أو اثنان». قالوا: أو واحد؟ قال: «أو واحداء ثم قال: «والذي نفسي بيده إِنَّ 
النقط شي أنه بسرره إلى الجنَّة إذا احتسبتة) . رواه جمد وروى ابن ماجه من قوله: 


| «والذي نفسي بيده». 
7 


)۳٤( 6‏ وعن عبدٍ الله بن مسعودٍء قال: قال رسول الله کا : «مَنْ قدّمَّ ثلاثة 
الل ل اما در . فقال أبو ذْرّ: قدّمتُ ائئين. 
¡ قال : «واتین؟ . 


'| أولادهما قال الطيبي : إياهما تأكيد للضمير المنصوب في ادخلهما. اه. والأظهر أنه مفعول 
| للمصدر (فقالوا يا رسول الله أو اثنان) عطف التماس (قال: أو اثنان قالوا أو واحد قال: أو واحد) 
| ولعل الحكمة في التقييد بالثلاثة أوّلاً لأنه أكمل الأحوال وليلجئهم في الحاق الناقص بالكامل إلى 
)| السؤال (ثم قال) أي تتميماً ومبالغة في ثواب الولد مؤكداً بالقسم (والذي نفسي بيده) أي روحي أو 
| حياتي بتصرف ارادته وقبض قدرته (إن السقط) بالكسر أشهر من أختيه وهو مولود غير تام (ليجر 
)| أمه) أي ليسحبها (بسرره) بفتحتين وكسرها لغة في السين وهو ما تقطعه القابلة من السرة كما في 
| القاموس» وفي النهاية ما يبقى بعد القطع . اه. والأوّل أظهر لأن الله تعالى يعيد جميع أجزاء 
0 الميت كالأظفار المقلوعة» والأشعار المقطوعة والقلفة وغيرها. (إلى الجنة) وفيه إشارة بالغة إلى 


١ age 


- 
ia SE 


| أن هذا الطفل الذي ليس له بالقلب كبير تعلق“ إذا كان هذا ثوابه فكيف بثواب من تعلق به تعلقاً 
كلا حت ضار أعر مخ النفس 'عندها وأما تفسير ابن حجر السرق بالمضران المتصل بسرته وبظن 
أمه فغريب مخالف للعلة. (إذا احتسبته) أي إذا عدت أمه موته ثواباً وصبرت على فراقه" 


3 


0 


احتساباً» (رواه أحمد) أي من اول الحديث (وروي ابن ماجه من قوله والذي نفسى بيده) . 
1Vo0‏ - (وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله كلا : من قدم ثلاثة من الولد) قال 


i 
| 
7 
ا‎ 
ر‎ 
١ 
١ 
سيان لوجوده لا لتقديمه بالموت عليه فالظاهر أن معناه من قدم صبر ثلاثة من الولد عند‎ 0 
فقدهم. واحتسب ثوابهم عند ربهم أو المراد بالتقديم لازمه وهو التأخر أي من تأخر موته عن‎ / 
موت ثلاثة من أولاده» لمقدمين عليه (لم يبلغوا الحنث) أي الذنب أو البلوغ والظاهر أن هذا‎ 1 
ا‎ 
ْ 
أ‎ 
ا‎ 


# 


م 
4 


قيد للكمال لأن الغالب أن يكون القلب عليهم أرق» والصبر عنهم أشق وشفاعتهم أرجى 
وأسبق . (كانوا له حصناً حصيناً) أي حصاراً محكماًء وحاجزاً مانعاً. (من النار فقال أبو ذر: 
قدمت اثنين) أي فما حكمه (قال واثنين) أي وكذا من قدم اثنين وقال الطيبي: فقال أبو ذر: زد 
1 (1) في المخطوطة اليس له تعلق بالقلب كبير». (؟) في المخطوطة «فراشه». 

1 الحديث رقم 8ه!ا١:‏ أخرجه الترمذي في السنن ۳/ ۳۷۵ حديث رقم ٠٠٦١‏ . وابن ماجه 017/١‏ حديث 
أ I‏ ا الها . وأحمد في المسند 5370/١‏ _ 


7 








E.‏ كتاب الجنائز/ باب البكاء ا الميت 


(يتوفى لهما ثلاثة) أي من الولد (إلا أدخلهما الله الجنة. بفضل رحمته إياهما) وهو لا ينافي سببية 


“ل لافار ريه 


هقد 





ا پک 


HE ر‎ 


ا ا ا 








كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 





قال أبن بن كعب أبو المنذر سيّد القُّرَاء : قدّمتٌ واحداً. قال : «وواحداً) . رواه الترمذيّ» 


5 (0") وعن قُرَّةَ المُرّني : أن رجلا كان يأتي النبي يا ومعه ابن له. 0 
النبي اة : «أتحِبّه؟» فقال: يا رسول الله! أك الله كما أله . ففقده النبي كلوه فقال: 
فعل اين لان قالوا :»نا وسول اللا مات: فقال رسول الله كله ا(آنا نحت الا نان 
من أبواب الجنّة إلا وجذته ينتَظرك؟» فقال رجلٌ: يا رسول الله! له خاصّةَ أمْ لِكلنا؟ قال : 
«بل لكلكم» . رواه أحمد. 

۷ - (75) وعن علي رضي اللَّهُ عنه» قال: قال رسول الله کا : «إن 
ليُرَاغِمُ ربّه إذا أذخل أبوَيه النار" فيُقال: أيها اسقط المراغِمٌ ربّه! 


يا رسول الله في البشارة فإني قدمت اثنين » أي ومن قدم اثنين وقد أطال ابن حجر في التقديرء 


حيث قال: فقال أبو ذر يا رسول الله هل يحصل ذلك لمن قدم اثنين فإني قدمت اثنين قال: 
يحصل لك ذلك وإن قدمت اثنين. اه. وهو مع ذلك غير مطابق بين السؤال والجواب» 
بحسب العموم والخصوص . (قال أبي بن كعب أبو المنذر:) بدل أو عطف بيان أو مدح خبر 
لمبتدأ محذوف (سيد القراء) بشهادته كَل حيث قال : أقرؤكم أ (قدمت واحداً قال: وواحدا 
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي : هذا حديث) . 

7 (وعن قرة المزنى أن رجلا كان يأتى النبى بي ومعه ابن له فقال له النبى كلا 
أتخبه) آى حا بالغا حي يضحبك دائماً (فقال يا رسول الله انك الله كما أحبة) وفيه غاية من 
المبالغة في كثرة محبته لولده» حيث جعلها مشبهة لمحبة الله وأوردها بصيغة الدعاء”" . 
(ففقده) أي ابنه معه (النبي ) أو فقده أيضاً (فقال ما فعل) بصيغة الفاعل (ابن فلان) أي ما 
جرى له من الفعل (قالوا يا رسول الله مات) أي ابنه لقال رضول اله 297 :)أي عل حضون ابه 
(أما تحب أن لا تأتي باباً من أبواب الجنةء إلا وجدته) أي ابنك (ينتظرك) ليشفعك وليدخلها 
معك وفيه إشارة إلى خرق العادة من تعدد الأجساد المكتسبة» حيث إن الل 
بات من أبواتب التحة» .وقال الطيى: يعظزك اي مفيحاً لك مهيا لشرلك» كما قال تعالى : 
«إجنات عدن مفتحة لهم الأبواب € [ص - ]٠١‏ فاستعير للفتح الانتظار مبالغة. اه. وبعده لا 
يخفى (فقال رجل يا رسول الله له خاصة) أي هذا الحكم (أم لكلنا) أي أم هو عامة لجميعنا 
معشر المسلمين (قال) وفي نسخة فقال بل (لكلكم) أي كافة (رواه أحمد) . 

۷ - (وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ية : إن السقط) بالكسر أي الولد 
الساقط قبل ستة أشهر (ليراغم) أي يجادل ويخاصم (ربه) قال الطيبي: هذا تخييل على نحو 


الحديث رقم 5 : أخرجه أحمد فى المسند ه/ هلا. 
)١(‏ في المخطوطة «الفاعل». 
الحديث. E La E ME‏ 








N E 2 ب‎ 












E‏ | كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 


أذخل أَبُونِكَ الجلَةّ» فِيجُرُهما بسرره حتى يُدْخْلّهما الجنة؛. رواه ابن ماجه. 


(/") وعن أبي أمامة عن النبيّ ميو قال : : «يقول الله تبارك اوتغالى : ابن أدم! 
٠‏ إن صبرت واحتسَبتٌ عند الصذمة الأولى؛ > لم أزْضٌ لك ثواباً دونَ الجنَةَ) ٠‏ رواه ابن ماجه. 


00 ۱۷۵۹ (۳۸) وعن الحسين بن عليّ رضي الله عنهماء عن النبيّ بلا قال : «ما مِنْ 
فنك ولا مُسَلمةٍ يُصِابٌ بمصيبة فيذكثها وإِنْ طن ا اف لذلك اشترجاعاً؛ إا 
جدَّة اللّهُ تباركَ وتعالى له عند ذلكٌ» فأعطاه مثلَ أجرها يوم أصيبٌ بها». رواه أحمدُء 
| والييهقي في «شعب الإيمان؛. ) 


ارات اد ENE‏ برع عي ايك E a‏ 
فقال مه: فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك»› 
وأقطع من ن قطعك فقالت: بلى الحديث. اه. وفيه أن لا ضرورة إلى التخييل مع إمكان حمل 

83 هذا الحديث على التحقيق بلا مانع وصارف» من دليل عقلي أو نقلي وأما حديث الرحم فمن 
سوه ا ا ا ا ل E‏ 
هو طريق السلف أو يؤوّل على ذايه ي أن الان غي أن المعاني لها حقائق ثابتة 
تي غلم انه تعالى» أو يجعلها الله تعالى صوراً وأجساماً ويجعلها ناطقة وسائلة ومجيبة وأمثال 
(' ذلك . (إذا أدخل) أي إذا أراد أن يدخل وأما قول ابن حجر أو على ظاهره فغير ظاهر لأنه غير 
: ملائ لقوله الآتي أدخل أبويك» (أبويه النار فيقال أيها السقط المراغم ربهء أدخل أبويك) أي 
كوضها درل بويك ال نيبرهم بسر متي يدخلهما ان رواه أبن ماجه) . 


ا 104 SE NOS‏ 
حذف حرف النداءء وفي نسخة يا ابن آدم . (إن صبرت) أي على البلاء (واحتسبت) أي طلبت : 
yT‏ الظاهر أنه عطف تفسير لأنه يلزم من الصبر 

م المحمود احتساب الثواب ووجه الغرابة لا يخفى على أولى الألباب. (عند الصدمة) أي الحملة 

:. (الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة) أي غير نعيمها (رواه ابن ماجه) . 

68 (وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : ما من مسلم ولا مسلمة يصاب) 
آي لي (بمصيبة فيذكرها وإن) وصلية (طال عهدها) أي بعد زمانها (فيحدث) أي يجدد 
(لذلك) أي لأجل ذلك الابتلاء وقيل: أو عنده فاللام للتوقيت (استرجاعا) بالقول أو الفعل (إلا 

١‏ جدد الله تبارك وتعالى) أي اثبت (له عند ذلك) أي e‏ ثواباً جديداً بينه قوله (فاعطاه مثل 
جرد أي مثل ثواب تلك المصيبة (يوم أصيب بها) أي وقت ابتلائه بتلك المصيبة ابتداءء 
وصبره وتسليمه بقضائه تعالى رضا (رواه أحمد) أي في مسنده (والبيهقي في شعب الإيمان) . 


الحديث رقم 117/04: أخرجه ابن ماجه في السنن 017/١‏ حديث رقم 1108. 
أ الحديث ae e‏ 1 


2 A 








كتاب الجنائز/ باب البكاء على الميت 1۳ 








. وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله كلِ: «إذا انطع شِسْعُْ أحيكم‎ )۳۹( _-- ٩ 
فليستر جِغْ » فإنّهِ منّ المصائب».‎ 


)4٠ ۰(-_-- 1‏ وعن آم الدركات: فال مسحت آي الذزداء قول ست آنا القاسم 1 
يك يقول: إن اللّهَ تباركَ وتعالى قال: يا عيسى! إني باعثٌ من بعك أمَّةَ إذا أصابَهمْ ما" 
وی دو وإ أصابَهم م ما يكرهون احتسّبوا وصبّرواء ولا حلمَ ولا عقل. فقال: 
ارتا كيت يكو عذال ولا حلم ولا عقل؟ قال: أعطيهم من خلس وجلمي»: 





(وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كل: إذا انقطع شسع أحدكم) بكسر الشين 1 
المعجمة وسكون المهملة أحد سيور النعل» وهو الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه من ”2 
الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام» والزمام السير الذي يعقد فيه الشسع 1 
(فليسترجع) أمر ندب (فإنه) أي انقطاع الشسع (من المصائب) أي من جملتها وروي أنه کا 2 
استرجع حين انطفأ سراج له» ولعل المراد من انقطاع الشسع أقل افراد المصيبة وأما قول ابن ٠‏ 
حجر نبه بالشسع على ما فوقه بالأولى» وعلى ما دونه بطريق التساوي فيسن ذكر الاسترجاع في . 
الجميع» فغير صحيح لأن تساوي الشيء لا يتحقق مع ما دونه. 


0 (وعن أم الدرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول سمعت أبا القاسم ككل يقول: ٠‏ 
إن الله تبارك وتعالى قال: يا عيسى إنى باعث) أي خالق ومظهر (من بعدك أمة) أي جماعة ٠‏ 
عظيمة أو أمة لنبي والمراد بهم صلحاء أمة محمد بي . (إذا أصابهم ما يحبون» حمدوا الله) أي ١‏ 
عليه (وإن أصاب بهم ما يكرهون. احتسبوا) أي طلبوا الثواب من الله (وصبروا) أي على حكم الله 1 
(ولا حلم) أي والحال أنهم لا حلم لهم (ولا عقل) ابا كنيزيات ار كاملان كل ذلك ماهم 7 
على ما سبق منهم» وفي الهدى لابن القيم ولا علم بدل ولا عقل في الموضعين (فقال) أي . 
عيسى (يا رب كيف يكون هذا لهم) أي ما ذكر من الكمال [لهم] (ولا حلم ولا عقل) لأن 1 
الحلم هي الصفة المعتدلة تمنع الإنسان عن العجلة» وتبعثه على التأمل في القضايا والأحكام . 
حتى يقوم بمقتضى المقام» فيشكر عند الأنعام ولا يبطر عن الأنعام؛ ويصبر على المحبة ولا :: 
بج عند اي والعقل يمنعه» ويعقله عما لا ينبغي فيكون مانعاً له من الكفران» وحاملاً ,+ 
وباعثاً له على حمد الملك المنان» وبه يعلم الإنسان إن الأمر كله بيد الله» والخير فيما اختاره ‏ 
الله فيصبر على ما قدّره وقضاه وأما إذا لم يكن لهم حلم ولا عقل فأمرهم غريب» وحالهم ١‏ 
عجيب . (قال: أعطيهم من حلمي وعلمي) أي اللدنيين ين“ عند المنحة والمحنة ليشكروا حال ١‏ 
السراء» ويصبروا حال الضراءء على وجه الكمال ويكونوا جامعين لمظهرية الجمال والجلال :١‏ 
قال الطيبي : قوله ولا حلم ولا عقل قيل: هو مؤكد لمفهوم احتسبوا وصبروا لأن الاحتساب أن ” 


الحديث رقم :١‏ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ١9٠/4‏ حديث رقم 4187. 





E‏ كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور 









أ رواهما البيهقئٌ فى «شعب الإيمان» . 


(۸) باب زيارة القبور 


1 


ا 
١ ١‏ 
٠‏ الفصل الأول 


١757 |)‏ -(1) عن بُريدةء قال: قال رسول الله ل «نَهَيبُكم عن زيارة القُّبور 
| فرُورُوهاء 

0 
يحمله على العمل والاخلاص» وابتغاء مرضاة الله لا الحلم والعقل وحينئذ يتوجه السؤال أي 
كيف يصبر ويحتسب من لا عقل ولا حلم له فأجاب بأنه إن فنى حلمه» وعقله يتحلم ويتعقل 
) بحلم الله وعلمه وفي وضع علمي موضع العقل إشارة إلى عدم جواز نسبة العقل إليه تعالى 
]اعن] صفات المخلوقين» علو كيين وهو القوّة المتهيئة لقبول العلم. اه. أو ملكة تحمل 
اها عن الألخلاق السعة وتمنعه عن الأحوال الدنية» وللعلماء ء في ماهيته وتعاريفه عبارات 
د أنه فة أو رة يدرك بها الضروريات؛ أ النظريات عند سلامة الآلات (رواهما) أي 


9 زيارة القبور) 


sei ا‎ ١ 





(الفصل الأوّل) 

7 (عن بريدة) أي ابن الحصيب الأسلمي أسلم قبل بدر ولم يشهدها بايع بيعة 
)| الرضوان ومات برو غازياً من يزيد بن معاوية ذكره الطيبي (قال: قال رسول الله لله كَل : نهيتكم) 
أي قبل هذا وأما ما وقع في أصل ابن حجر بلفظ كنت نهيتكم» فليس من أصل المشكاة وإنما 
هو ف يعقل الزوايات الغيره ه مسلم كما سنذكره (عن زيارة القبور فزوروها) الأمر للرخصة أو 
لاحات وعليه الجر بل ادعى يعضهم الاجماع بل حكن ابن عبد ارعن بعصيم 
5 قال في شرح السنة : : الاذن في زيارة القبور للرجال خاصة» عند عامة أهل العلم وأما 
؛|النساء فقد روي أبو هريرة إنه كيه لعن زوّارات القبور رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن 
ا با يي سه سر ع E‏ 


( 
| 
4 أي جوازها وفضلها وآدابها. 
8 
٣‏ 
f‏ 
( 








الحديث 3 YY‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ VY‏ حديث رقم )5 ٠٠١‏ لالاة). وأخرجه أبو داود 
في السنن 48/4 حديث رقم 1144 والنسائي في السئن ۸۹/٤‏ حديث رقم 707. وأحمد في 





€3 راجع الحديث رقم (1۷۷۰). 


كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور ٥‏ 





ونْهّيتُكم عنْ لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم» ونهيتكم عن النَبيذٍ 





التاريخ» وإلا فظاهر هذا الحديث العموم لأن الخطاب في نهيتكم كما أنه عام للرجال والنساء 1 
على وجه التغليب» أو إصالة الرجال فكذلك الحكم في فزوروها مع أن ما قيل: من أن ١,‏ 
الرخصة عامة لهن واللعن قبل الرخصة مبنى على الاحتمال أيضاً وقيل يكره لهن الزيارة لقلة ١أ‏ 
صبرهن وجزعهن. اه. قال ابن الملك: وأما اتباع الجنازة فلا رخصة لهن فيه وقال ميرك: هذا ا 
من الأحاديث التي جمع الناسخ والمنسوخ» وهو صريح في نسخ الرجال عن زيارتها قال أ 
النووي: واجمعوا على أن زيارتها سنة لهم» وهل تكره للنساء وجهان قطع الأكثرون بالكراهة : 
ومنهم من قال لا يكره إذا أمنت الفتنة» وينبغي للزائر أن يدنو من القبر بقدر ما كان يدنو من ر 
صاحبه في الحياة لو زاره» وقال الطيبي: الفاء متعلق بمحذوف» أي نهيتكم عن زيارة القبور ١‏ 
فإن المباهاة بتكثير الأموات» فعل الجاهلية وأما الآن فقد دار رحى الإسلام وهدم قواعد !أ 
الشرك». فزوروها فإنها تورث رقة القلب» وتذكر الموت والبلى» وغير ذلك من الفوائد وعلى ال 
هذا النسق الفاآن في فامسكوا وفاشربوا. اه. ومما يؤيده حديث كنت نهيتكم عن زيارة القبورء أ 
فزوروا القبور فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة رواه ابن ماجه عن ابن مسعود وروي الحاكم» ل 
بسند صحيح عن أنس كنت نهيتكم عن زيارة القبور» إلا فزوروها فإنها ترق القلب» وتدمع إإإ 
العين» وتذكر الآخرة» ولا تقولوا هجرا"'' وفي لفظ له نهيتكم عن زيارة القبور» فزوروها فإنها !! 
تذكركم الموت”"» وروي الطبراني عن أم سلمة بسند حسن ولفظه نهيتكم عن زيارة القبورء 
فزوروها فإن لكم فيها عبرة”" فهذه الأحاديث بتعليلاتها تدل على أن النساء كالرجال في حكم 
الزيارة إذا زرن بالشروط المعتبرة في حقهن». ويؤيده الخبر السابق أنه عليه الصلاة والسلام مر (: 
بالمرأة فأمرها بالصبر ولم ينهها عن الزيارة وأما خبر لعن الله زارات القبور“» فمحمول على ل 
زيارتهن لمحرم كالنوح وغيره مما اعتدنه وفي قوله َة فإنها تدمع العين في الحديث السابق ١‏ 
دليل. (ونهيتكم) أي أوّل الأمر (عن لحوم الأضاحي) بتشديد الياء وتخفف أي عن ادخارها ١‏ 
وامساكها وكان النهي لأجل الفقراء المحتاجين» وقد وقع قحط بالبادية فدخل أهلها المدينة . إإإ 
(فوق ثلاث) أي ليال وقال ابن حجر: أي من الأيام ولعله توهم أن الرواية بالتاء والحال أن 7 
الأمر ليس كذلك. (فامسكوا) أي لحومها مطلقاً فالأمر للرخصة وهو الظاهر من اطلاق ١‏ 
الحديث» أو المراد امسكوا لحومها الباقية بعد اعطاء ثلثها الفقراء واهداء ثلثها لأغنياء استحباباء ل 
وقال ابن حجر: أي لحومها الباقية بعد ما يجب التصدق به منها وهو قدر له موقع لاتافه جداً 1 
وهذا يحتاج إلى دليل خارجي . (ما بدا) بالألف أي ظهر (لكم) أي مدة بدو الإمساك قال إإإ 
الطيبي : نهاهم أن يأكلوا ما بقي من لحوم أضاحيهم» فوق ثلاث ليال. وأوجب عليهم التصدق إإإ 
به فرخص لهم الإمساك ما شاؤوا (ونهيتكم عن النبيذ) أي عن القاء التمر والزبيب وغيرهما من ؛ 


)1( الحاكم في المستدرك اا زفق الحاكم في المستدرك رما 
(۳) ذكره السيوطي في الجامع الصغير ٥٥٥/۲‏ حديث رقم .٠۲۸١‏ 








7 
0 


|١‏ إل في سِقاءٍ فاشرّبوا في الأسْقيَةِ كلها ولا تشربوا مُسكراً». رواه مسلم. 


8 كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور 





۳ -(5) وعن أبي هريرةً» قال: زار النبئ ية قبرَ أمّه فبكى وأبكى مَنْ حولّه 


١‏ فقال: «اسْتأدّنتُ ربّي في أن أستغفِرٌ لهاء فلم يُؤْدّنْ لي» واستأذنثه في أن أَرُورَ قبرّها فأَذِنَ 


لي 





:| الحلاوي في الماء (إلا فى سقاء) أي قربة فإنه جلد رقيق» لا يجعل الماء حاراً فلا يصير مسكراً 
١‏ عن تريب بحلات مار الظروفة» انها نجل الماء ازا فيضير الجي ل ميكر»: فرخصن لهم 
شرب النبيذ» من كل ظرف ما لم يصر مسكراً فقال. (فاشربوا في الأسقية) أي الظروف 
٠‏ والأواني (كلها) فيه تغليب لما عرف من تعريف السقاء (ولا تشربوا مسكرأ) قال الطيبى وذلك 
أن المقاد يبرد الماء فلا يشد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف» والأواني فيصير خمراً والحاصل 
: أن المنهي هو المسكر لا الظروف بعينها. (رواه مسلم) قال ميرك: ورواه الترمذي مطلقاًء 
' وقال: حسن صحيح . 


7 - (وعن أبي هريرة قال: زار النبي بي قبر أمه) أي بالابواء بين مكة والمدينة 


. (فبكى) أي على فراقها أو على عذابها أو على موته بموتهاء قال ابن الملك: يدل على جواز 
٠‏ البكاء عند حضور المقابر. (وأبكى من حوله) قيل: زيارته ييه أمه مع أنها كافرة تعليم منه 
للأمة» حقوق الوالدين والأقارب فإنه لم يترك قضاء حقها مع كفرها. (فقال: استأذنت ربي في 
٠‏ أن أستغفر لهاء فلم يؤذن لي) قال ابن الملك: لأنها كافرة والاستغفار للكافرين لا يجوز لأن 
٤‏ الله لن يغفر لهم أبداً. (واستأذنته في أن أزور قبرهاء فأذن لي) بناء على المجهول مراعاة لقوله 
4 فلم يؤذن لي ويجوز أن يكون بصيغة الفاعل» ذكر ابن الجوزي في كتاب الوفاء أن رسول 

أ الله كله بعد وفاة أبيه» كان مع أمه آمنة فلما بلغ ست سنين خرجت به إلى أخوالها بني عدي بن 
٠‏ النجار بالمدينة تزورهم ومنهم أبو أيوب ثم رجعت به إلى مكة» فلما كانوا بالابواء توفيت 
فقبرها هناك وقيل: لما افتتح رسول الله يك مكة زار قبرها بالابواء ثم قام مستعبراً فقال إني 
استاذنت ربي في زيارة قبر أمي» فأذن لي واستأذنته بالاستغفار لها فلم يأذن لي ونزل ما كان 
. للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى € [التوبة - [١١١‏ الآية وأغرب 
4 ابن حجر حيث قال: ولعل حكمة عدم الاذن» في الاستغفار لها إتمام النعمة عليه باحيائها له 


/ 


1 بعد ذلك حتى تصير من أكابر المؤمنين» أو الإمهال إلى إحيائها لتؤمن به فتستحق الاستغفار 
الكامل حينئذ. اه. وفيه أن قبل الإيمان لا تستحق الاستغفار مطلقاًء ثم الجمهور على أن 
والديه كَل ماتا كافرين وهذا الحديث أصح ما ورد في حقهما وأما قول ابن حجر وحديث 


ا الحديث رقم 175: أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ ٦۷١‏ حديث رقم .)9/75-1١8(‏ وأبو داود في السنن 


۴ لاده حديث رقم 7154. والنسائي 4٠/5‏ حديث قم 5075. وابن ماجه 001/١‏ حديث رقم 
۲. وأحمد فى المسند .441١/7‏ 


2 رار بوب بك ل يي‎ E 





يد ر e‏ 3 


کتاب د 0 عات 3 س ۷ 1 





فزُوروا القُبورَ فإنها تُذكر الموت». رواه مسلم . 


85 -(") وعن يُرَيْدة» قال: كان رسول الله كك يُعلَمُهِم إذا خرّجوا إلى المقابر: 0 
«السلام عليكم 1 
الدين فعلى تقدير صحته لا يصلح أن يكون معارضاً لحديث مسلم مع أن الحفاظ طعنوا فيه 1 
ومنعوا جوازه أيضاً بأن إيمان اليأس غير مقبول إجماعاً كما يدل عليه الكتاب والسنة وبأن 
الإيمان المطلوب» من المكلف إنما هو الإيمان الغيبي وقد قال تعالى : #ولو ردوا لعادوا لما ٠‏ 
نهوا عنه 4 [الأنعام - ۲۸] وهذا الحديث الصحيح» أيضاً في رد ما تشبث به بعضهم بأنهما كانا اا 

من أهل الفترة ة ولا عذاب عليهم مع اختلاف في المسألةء وقد صنف السيوطي رسائل ثلاثة في إ٠‏ 
نجاة والديه ية وذكر الأدلة من الجانبين» فعليك بها إن أردت بسطها (فزوروا القبور فإنها) أي | 
القبور أو زيارتها (تذكر الموت) يعني وذكر الموت يزهد في الدنياء ويرغب في العقبى (رواه ١‏ 
مسلم) ورواه أبو داود والنسائي وابن ¿ ماجه قال ميرك: حديث أبي هريرة في زيارة النبي يل ٤‏ 
ذكره الحافظ الكبير» وأبو الحجاج المزي في الأطراف وهو لم يوجد في نسخ رواياتنا “١‏ 
بالصحيح المشرقية قال النووي في شرحه: كس ا ا ل ا 
لأهل المغرب»ء I GO ES‏ . اه. وقد , 
رواه محيي السنة من طريق عبد الغافر من صحيح مسلم فلعله يوجد في , بع ابس ورك 
ذلك لم يذكرة لعزي في الأطراف رور نبي کا رارت راق را ا 
أبيه بني النجار»ء بالمدينة وعمر عمر الني ست سنين ومر به الي د عام الحدببية سنة ست من لأ 
الهجرة» فزاره ويروي أنه زاره في ألف نعت أو في ألف نفس» مصمتين بالسلاح كذا قاله ر¿ 
الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح . / 

4 - (وعن بريدة) أي ابن الحصيب (قال: E ES‏ 
(إذا خرجوا إلى المقابر) أي للزيارة (أن يقولوا) عند وصولهم إليها (السلام عليكم) وفي رواية ١ ٠|‏ 
أحمد سلام عليكم قال الطيبي : : في محل النصب على أنه مفعول ثان لمفعولي يعلم. آي 
يعلمهم كيفية التسليم عليهم قال الخطابي: فيه والسلام على الموتى كالسلام على الأحياء في ' 
تقديم الیو كوا بابر الجاهلية من تقديم الاسم على الدعاء قال ١‏ 
الحماسي : 





عليك سلام الله قيس بن عاصم *# ورحمته ما شاءأن يترحما 


يؤيده قوله تعالى: كع ا 0 
وجل : #سلام على آل ياسين 4 [الصافات - 117١‏ ونحوه وفيه أبلغ الرد بل البعض الشافعية ١|‏ 





السنن ٤۹٤/١‏ حديث رقم .۱١٤١‏ وأحمد في المسند ه/ .٠٠۳‏ 


CE RE وا لوو‎ E A Ê فيا"‎ 





E 


3 کتاب ا 07 اك ا 0 القبور‎ IA 





:|أهلّ الدّيار منّ المؤمنينَ والمسلمينّ» وإنا إِنْ شاء اللّهُ بكم لّلاجقونَ» نسألٌ اللّهُ لنا ولّكم 
أالعافية» . رواه مسلم. 


0 الفصل الثاني 


١‏ 8 (4) عن ابن عبّاس» قال: مَرٌ النبي كَل بقُبورٍ بالمدينق» فأقبّلَ علّيهم 
إوغيرهم أن الأولى عليكم السلام لأنهم ليسوا أهلاً للخطاب مع ظهور بطلان تعليلهم ولا فرق 
من حيث الخطاب بين تقدمه وتأخره على أن الصواب أن الميت أهل للخطاب مطلقاًء > لما سبق 
من حديث ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن» يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه 
)/السلام وأما قوله َة لمن قال: عليك السلام [إن عليك السلام] تحية الموتى؛ فأخبار عن 
عادتهم السابقة أو المراد بالموتى كفار الجاهلية أي تحية موتى القلوب فلا تفعلوه (أهل الديار) 
بالنصب على النداء ويؤيده ما في الرواية الآتية بياء النداء وقال ابن حجر: نصبه على 
؛)|الاختصاص» أفصح وبالجر على البدل من الضمير قال الطيبي: سمى كله موضع القبور داراً 
| لاجتماعهم فيه» كالأحياء في الديار””' . (من المؤمنين) بيان لأهل الديار (والمسلمين) ذكره 
اللتأكيد باعتبار تغاير الوصفين» أو المراد بالمسلمين المخلصين لوجهه تعالى (وإنا إن شاء الله 
»بكم للاحقون) وفي نسخة لاحقون قيل معناه إن شاء الله تعالى؛ وقيل: إن شرطية ومعناه 
“| لاحقون بكم في الموافاة» على الإيمان وقيل هو للتبرك والتفويض كقوله تعالى : وتان 
| المسجد الحرام إن شاء الله آمنين € [الفتح ۲۷] وقيل هو للتأديب عن أحمد بن يحيى استثنى 
NL‏ الى احجان > فيما لا يعلمون وأمر بذلك في قوله تعالى: #ولا تقو 

|٣‏ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله © [الكهف ‏ ۲۳ 5 ؟] ذكره الطيبي وقيل: سیر 
: 2| باعتبار اللحوق بخصوص أهل المقبرة ذكره الطيبي (نسأل الله لنا ولكم العافية) أي الخلاص من 
|المكازه ارو عمال ر : ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه. اه. وزاد ابن ماجه وأنا 
#أبكم لاحقون اللهم لا تحرمنا أجرهم» ولا تفتنا بعدهم. اه. ولا بأس أن يزيد واغفر لنا ولهم» 
)| وفي رواية زيادة أنتم:لنا فرط ونحن لكم تع » والأولى أن يقول ذلك قبالة وجه الميت قبل 
2أ جلوسه كما في رواية. 





(الفصل الثاني) 
/ 5 (عن ابن عباس قال: مر النبي كله بقبور بالمدينة» فأقبل عليهم) أي على أهل 
ا او 6 أن e‏ المت 









)| الحديث 171 ا داكا حديث 10۳. 


اموسر لكايهو سر ب ههه كر CSTE SWS WED VED WES‏ 





0 
aii‏ 0 قوم ل لا تقوم اك N ARDE N RRR.‏ جوع صل LAE SL‏ رحا وود ص يا اصع لسر كي سر اي 


كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور ۹ ؛ 





بوجههء فقال: «السَّلامُ عليكم يا أهلّ القبُور! يغَفِرٌ اللّهُ لنا وك أَنتُمْ سلَقناء ونحنُ أ 
بالأئرا . رواه الترمذي. وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريب. 


الفصل الثالث 1 


5 2ه) عن عائشةً» قالث: كان رسول الله اة كلما كانَ ليها منْ رسولٍ 





السنة عندنا أنه حالة الدعاء يستقبل القبلة كما علم من أحاديث أخر في مطلق الدعاء. اه. وفيه “٠‏ 
أن كثيراً من مواضع الدعاءء ما وقع استقباله بي للقبلة منها ما نحن فيه ومنها حالة الطواف ٠‏ 
والسعي» ودخول المسجد وخروجه وحال الأكل والشرب» وعيادة المريض وأمثال ذلك فيتعين “١‏ 
أن يقتصر الاستقبال» وعدمه على المورد إن وجدوا لا فخير المجالس ما استقبل القبلة كما ورد 2 
به الخبرء وأما ما فعله بعض السلف بعد الزيارة النبوية من استقبال القبلة للادعية» فهو أمر زائد 7 
لا مسطور فيه للأئمة. (بوجهه) قال المظهر: واعلم أن زيارة الميت كزيارته في حال حياته» شْ 
ا ا منه على البعد لكونه عظيم القدر. فكذلك في ٠|‏ 
زيارته يقف أو يجلس على البعد منهء وإن كان يجلس منه على القرب في حياته» كذلك 3 
يجلس بقربه إذا زاره. اه. وإذا زاره يقرأ فاتحة الكتاب وطاقل هو الله أحد» ثلاث مرات ثم | 
es‏ ولا يمسحه ولا يقبله فإن ذلك من عادة النصارى وقال بعض العلماء لاس فيل 

قبر الوالدين (فقال: : السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم) قدم مغفرة e‏ 
مغفرته للميت إعلاماً بتقديم دعاء الحي على الميت» والحاضر على الغائب. (أنتم سلفنا) ر 
بفتحتين في النهاية هو من سلف المال كأنه أسلفه وجعله ثمناً للأجر على الصبر عليه» وقيل: 
سلف الإنسان من تقدمه بالموت من الآباء وذوي القرابة» ولذا سمي الصدر الأوّل من التابعين 
بالسلف الصالح. اه. وتعقبه ابن حجر بأن الصدر الأرّل من الصحابة والتابعين وتابعيهم هم 
السلف الصالح. اه. . وهو مردود بأنه لا مشاحة للاصطلاح والصحابة مخصوصون بالنسبة 
الشريفة والسلف الصالح لا شك إنهم التابعون» والخلف الصالح هم التبع والمصنف جعل في 
ول الكتاب السلف عبارة عن الصحابة لأنهم السلف حقيقة› والخلف من بعدهم من التابعين 
وأتباعهم . ووهم ابن حجر هناك فنبهت على ذلك . (ونحن بالأثر) بفتحتين وفي نسخة بكسر || 
الهمزة وسكون المثلثة يعني كر لكم؛ من ورائكم لاحقون بكم. (رواه الترمذي وقال: 
حديث حسن غريب). 


3 
7 
ل 
< 
0 


Pb 


r NI E 


33 


رسع 


SS‏ د بر 


ع رس کر 


اا د 


2 


(الفصل الثالث) 


7 (عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ل كلما كان ليلتها من رسول 


ا ري 





اي كه 


الحديث رقم :١955‏ أخرجه صحيحه 779/7 حديث رقم .)4۷٤ - 1١7(‏ والنسائى فى | 
رقم في قم . والنسائي في 
4 حديث رقم ۲۰۳۹. 


ن۱ 
3 





ا ال وود 


SE 


الوق كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور 





| الله ل يرح من آخر الليل إلى البقيع» فيقولٌ: «السَّلامُ علّيكم دارَ قوم مُؤْمنِينَ! وأتاكم ما 
١‏ توعدونَء غداً مُؤَجَلونَ» وإِنّا إن شاء اللَّهُ بكم لاجقون» اللهُم اغَفِرْ لأهل بَقيع العْرْقدِ. 


0 رواه مسلم. 


17 (5) وعنها. قالث: كيف أقولٌ يا رسول اللَ؟ تعني في زيارة القُبِورِء قال : 


«قُولي: السَّلامُ على أهل الدّيار منّ المؤمنينَ والمسلمينَ» ويرحمُ اله المستقمينَ ما 
0 والمستأجرينّ › 





الله) من متعلقة بالليلة بمعنى النصيب أو المحذوف أي التي تخصها منه (يل) قال الطيبي: كلما 
| ظرف فيه بمعنى الشرط والعموم جوابه (يخرج) وهو العامل فيه وهذا حكاية معنى قولها لا 
لفظها أي كان من عادته إنه إذا بات عندها أن يخرج (من آخر الليل إلى البقيع) أي بقيع الغرقد 
٠‏ وهو موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها في النهاية» هو المكان المتسع ولا يسمى بقيعا إلا 
:' وفيه شجر أو أصولها والغرقد شجر والآن بقيت الاضافة دون الشجرة. (فيقول السلام عليكم 
دار قوم) قيل: الدار مقحمء أو التقدير يا أهل دار قوم (مؤمنين وأتاكم) بالقصر أي جاءكم قال 


ابن الملك: وإنما قال أتاكم لأن ما هوآت كالحاضر. اه. أو لتحققه كأنه وقع وفي نسخة 
بالمد أي أعطاكم 7 تحقيق لقوله تعالى: #ربنا وآتنا ما وعدتنا * [آل عمران  ]١15‏ (ما توعدون) 


1 أي ما كنتم توعدون به من الثواب أو أعم منه ومن العذاب . (غدا) فهو متعلق بما قبله ويحتمل 
ب تعلقه بما بعده وهو قوله (مؤجلون) أي أنتم مؤخرون وممهلون إلى غد باعتبار أجوركم» 
٣‏ استيفاء واستقصاء فالجملة مستأنفة مبينة أن ما جاءهم من الموعود أمور إجمالية»؛ لا أجور 
تفصيلية قال الطيبي : اعرابه مشكل إن حمل على الحال المؤكدة من واو توعدون على حذف 
7 الواوء والمبتدأ كان فيه شذوذ إن قال ابن حجر: وهو سائغ إذا دل عليه السياق كما هنا وفيه 
. بحث قال الطيبي: ويجوز حمله على الإبدال من ما توعدون أي أتاكم ما تؤجلونه أنتمء 
7 والأجل الوقت المضروب والمحدود في المستقبل لأن ما هو آت بمنزلة الحاضر. اه. وهو 
كما قال ابن حجر: بعيد تكلف جداً بل السياق ينبو عنه (وإنا إن شاء الله بكم) أي يا آهل 
.. المقبرة بالخصوص (لاحقون) لقوله تعالى: #وما تدري نفس بأي أرض تموت * [لقمان  ]۳٤‏ 
١‏ قيل: أي تدفن (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد) أي مقبرة المدينة وفيه أن الدعوة الاجمالية على 
. وجه العموم كافية (رواه مسلم). 


7 (وعنها) أي عن عائشة (قالت: كيف أقول يا رسول الله تعنى؟) أي تريد عائشة 


:. [رضي الله عنها] بالسؤال كيفية المقال (في زيارة القبور قال: قولي السلام على أهل الديار من 
.. المؤمنين والمسلمين) وفيه تغليب الرجال على النساء (ويرحم الله المستقدمين) أي الذين تقدموا 
4 علينا (بالموت منا) أي معشر المؤمنين (والمستأخرين) أي المتأخرين في الموت والسين فيهما 


1 


4 الحديث رقم ۱۷١۷‏ : أخرجه مسلم في صحيحه 579/7 حديث رقم .)4۷٤ - ٠١7(‏ وأخرجه النسائي 


14 حديث رقم ۲۰۳۸. 


0 


SEES‏ ديك 


ra ١‏ للفو احير يه لد جر RON‏ رد لبجو سر يا 





كتاب الجنائز/ باب زيارة القبور N‏ 





وإنا إِنْ شاء اللَّهُ بكم للاجقونَ». رواه مسلم. 
۸-(۷) وعن محمَّدٍ بن التُعمانٍ» يرفمٌ الحديت إلى النبئ با قال: «مَنْ زار قبن 
بوه أو أحهما في كل جمعةٍ» عُفرَ له وكمبَ بره . رواه البيهقي في «شعب الإيمان» مُرسلاً. ٠١‏ 


6 (4) وعن ابن مسعودء أن رسول الله ية قال: اقلت نهاك عن رار | 
القبورء فزُوروهاء فإنُها تُرَهَدُ في الدنياء وتّذكرُ الآخْرَةً) . رواه ابن ماجه . ِ 





لمجرد التأكيد أي الأموات منا والأحياء وقدم الأموات ههنا لاقتضاء المقام واستنساق الكلام» ٠‏ 
أو مراعاة ما ورد في كلام العلام وإن كان معنى الآية يراد به العام [ولقد علمنا المستقدمين ؛' 
منكم ولقد علمنا المستأخرين] (وإنا إن شاء الله بكم) أي أيها السابقون (للاحقون) بلا مين ' 
(رواه مسلم) ورواه النسائي وابن ماجه كذا في الحصن قال السيوطي: وأخرم ج العقيلي عن أبي |/ 
هريرة قال: قال أبو رزين: يا رسول الله إن ميقي على الموتی فهل من كلا الي 
مررت عليهم» قال: قل السلام عليكم يا أهل القبور من المسلمين» والمؤمنين أ سات 
SS‏ قال أبو رزين: : يسمعون [قال يسمعون] ولكن لاإ 
يستطيعون أن يجيبوا قال أبا رزين: ألا ترضى أن يرد عليك بعددهم من الملائكة؟ . اه. وقوله ٠‏ 
لا يستطيعون أن يجيبوا أي جواباً يسمعه الحي وإلا فهم يردون حيث لا نسمع» وأخرج ابن 
عبد البر في الاستذكار والتمهيد عن ابن عباس [رضي الله عنهما] قال: قال رسول الله ل: ما 
من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن» کان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه ألا عرفه ورد عليه السلام '. 
صححه عبد الحق»› وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب [عن أبي هريرة] قال: اقام 
الرجل بقبرء يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه | 

السلام وإن ولم يعرف" . 1 


4 (وعن محمد بن النعمان) تابعي (يرفع الحديث) أي باسقاط الصحابي (إلى انبي ا 
يليه قال : : من زار قبر أبويه أو أحدهما) عطف على أبويه (في كل جمعة) اي كل دوم جا ار ٠‏ 
في كل أسبوع (ففر له) آي في معصيته (وکتب برأ) بفتح الباء بمعنى بارا في طاعته روه 
البيهقي في شعب الا يمان مرسلا) وقد تقدم معناه. ل 


8 (وعن ابن مسعود [رضي الله عنه] إن رسول الله کی قال كنت عن زيارة ٠.‏ 
القبور) أي مطلقاً (فزوروا) وفي نسخة فزوروها (فإنها) أي زيارة القبور أو القبور أي رفيتها ِ 
(تزهد في الدنيا) قال ذكر الموت هادم اللذات؛ ومهوّن الكدورات ولذا قيل إذا تحيرتم في ٠‏ 
الأمور فاستعينوا بأهل القبورء هذا أحد معنبيه . (وتذكر الآخرة) وتعين على الاستعداد لها (رواه 1 
ابن ماجه) . 





)0( أخرجه البيهقي في شعب الإيمان الحديث رقم 1 


الحديث رقم :١9759‏ أخرجه ابن ماجه 50١/1١‏ حديث رقم ۱۵۷۱. 


5 


يفف کتاب الجنائز/ باب E‏ القبور 





TE O 


۰ -(4) وعن أبي هريرةً : أن رسول الله ية لعن رَوّاراتِ القُبور. رواه أحمد» 
03 والترمذيٰ»› وابنُ ماجه» وقال الترمذيٌ: هذا حديثٌ حسنّ صحيح . . وقال: قن رأى بعض 
! أهلٍ العلم أنّ هذا كان قبل أن يُرخِصٌ النبي بل في زيارة القَبورِء فلمًا ما رخص دخلَ في 
1 زرخصته لجال والنساءٌ. وقال بعضهم: إنما كرة زيارة القُبور للنساء ء لقَلَّةِ صَبِرهنّ وكثرّة 
ع جرَّعهن . 500 

1 واضِعٌ ثوبي» gE‏ ا ل ل 01 
ما دخليُه إلا وأنا مشدُودةٌ عَلَيّ ثيابي حياءً من عمرَ . زوا أحمد: 


|| ك 





١٠ 1‏ (وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] أن رسول الله ية لعن زوارات القبور) ولعل 
)| المراد 3 الزيارة (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح 
١‏ وقال) أ ي الترمذي (قد رأى) أي ذهب (بعض آهل العلم إن هذا) أي اللعن (كان قبل أن 
ا يرخص الي ييه في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال» والنساء) وهذا هو 
ا الظاهر (وقال بعضهم إنما كره) أي النبي بيه وروي بصيغة المجهول (زيارة القبور للنساء لقلة 
)| صبرهن» وكثرة جزعهن) وفي نسخة وكثرة عجزهن قال الطيبي صوابه وكثرة جزعهن (تم 
كلامه) أي قال المصنف : كلام الترمذي . 















١‏ (وعن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أدخل بي بيتى الذي فيه رسول الله) أي قبره 
أو دفن فيه رسول الله (يَللِ) أي وأبوها (وإني واضع) بالتنوين اطا ا فكأنه نزل منزلة 
حائض أو التذكير باعتبار الشخص ويجوز إضافته إلى قولها (ثوبي) أي بعض ثيابي ولذا أفرد 
هنا وجمع فيما سيأتي (وأقول) أي في نفسي لبيان عذر الوضع » وقال الطيبي : القول بمعنى 
الاعتقاد» وهو كالتعليل لوضع الثوب (إنما هو) أي الكائن هنا (زوجي وأبي) أي إنما هو زوجي 


| والآخر أبي أو الضمير للشأنء أي إنما الشأن زوجي وأبي مدفونان فيه أو الضمير للبيت أي 
١‏ 

i‏ إنما [هو] مدفن زوجي» وأبي على تقدير مضاف (فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم) فيه اختيار 
)) أن أقل الجمع اثنان (فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي» حياء من عمر) قال الطيبي : 
)| فيه أن احترام الميت كاحترامه حيا . (رواه أحمد) وفي شرح الصدور' '؟ للسبيوطي أخرج ابن أبي 
)| شيبة عن عقبة بن عامر الصحابي قال: لأن أطأ على جمرة أو على حد سيف» حتى تخطف 
)| رجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر رجل وما أبالي في القبور قضيت حاجتي» أي من البول 
| والغائط أم في السوق بين ظهرانيه والناس ينظرون وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب القبور» عن 
)| سليم بن غفرانه مر على مقبرة» وهو حاقن قد غلبه البول فقيل له لو نزلت فبلت قال سبحان 


الله والله إني لاستحي من الأموات كما أستحي من الأحياء والله أعلم . 





5 

4 

1 2 

| الحديث رقم :1717١‏ أخرجه الترمذي في الستن ۳۷١/۳‏ حديث رقم .٠٠٠١‏ والنسائي ٠٤/٤‏ حديث رقم 
8 ۳ وابن ماجه 0507/١‏ حديث رقم 06. وأحمد في المسند .٤٤١/۳‏ 

0 a ا‎ * )1( 








- ی عشب سح ا سس م سس nemaye‏ 
THER TN REDON oD DNL‏ 011111 ماهير بويج حر يكاج وو بي با يهن ل ايوج ار يلا هو “د ES‏ ا rO‏ ا بوكر TRON‏ ايل اا سر لا حلا 








كتاب الزكاة 1 


الفصل الأول 


375 - (1) عن ابن عبّاسء أن رسول الله بيا وسلم بعت مُعاذاً إلى اليّمنء فقال: /: 





١إنّكَ‏ تأتى قوماً أهلّ كتاب» 7 
(كتاب الزكاة) ١‏ 


هي في اللغة الطهارة وقال تعالى: قد أفلح من تزكى € [الأعلى  ]١4‏ والنما يقال | 
زكى الزرع إذا نمى سمى بها نفس المالء المخرج حقا لله تعالى في عرف الشارع قال تعالى: إل 
#وآتوا الزكاة © ومعلوم أن متعلق الإيتاء هو المال وفي عرف الفقهاء هو نفس فعل الإيتاء |( 
لانهم يصفونه بالوجوب ومتعلق الاحكام الشرعية هو أفعال المكلفين ومناسبة اللغوي أنه ر 
له إذ يحصل به النماء بالأخلاف منه تعالى في الدارين» قال تعالى: وما أنفقتم من شيءِ فهو | 
يخلفه € [سبأ ‏ ۳۹] والطهارة للنفس» من دنس البخلء ووسخ المخالفة وللمال بإخراج حق |« 
الخير منه إلى مستحقه أعني الفقراء ثم هي فريضة محكمة وسببها المال المخصوص › أعني | 
النصاب النامي تحقيقاً أو تقديراً ولذا يضاف إليه ويقال زكاة المال وشرطها الإسلامء والحريةء 
والبلوغ؛ والعقل» والفراغ من الدين» ثم قيل: فرضت زكاة الفطر مع فرض الصوم في السنة 
الثانية من الهجرة؛ وفرض غيرها بعد ذلك في تلك السنة والمعتمد أن الزكاة فرضت بمكة 
إجمالاٌ وبينت بالمدينة تفصيلاً جمعاً بين الآيات التي تدل على فرضيتها بمكة» وغيرها من 
الآيات والأدلة والله أعلم. 





«الفصل الأوّل) 


۲ - (عن ابن عباس أن رسول الله بء بعث معاذا) بضم الميم أي أرسل (إلى اليمن) 1 
[أي] أميراً أو قاضياً (فقال: إنك تأتي قوماً أهل كتاب) يريد بهم اليهود والنصارى قال الطيبي : : 
3 
الحديث رقم ۱۷۷۲: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۳۵۷. حديث رقم .۱٤۹٩‏ ومسلم في صحيحه /١‏ 4 

۰ حديث رقم (۲۹ - ۱۹). وأبو داود في السئن ۳۲ حديث رقم 1984. والترمذي في السنن | 
11/۳ حديث رقم .٥‏ والنسائي ٥٥/٩‏ حديث رقم .۲٥۲۲‏ وابن ماجه 078/١‏ حديث رقم 


.۲۳۳ /۱ وأحمد في المسند‎ .١1515 حديث رقم‎ ٤٦۱/۱ والدارمي في آلسنن‎ . ٠787 











0 


5 
f 
3 
i 


١ 


مسج عله سک ق 


4 ۳ 


1 
وو سن ب ب ا م اي 0 


42 س ي‎ n ب‎ 
جص سر‎ RRO “يسور لل باهر سر لاقو سل جهو سر‎ BEN ARON REN anal N raki 7 EN ا‎ RS جوف وير‎ CBN EN e N aa ei N REN AREN aaa 





٠ re‏ كتاب الزكاة 
:| فاذعُهم إلى شهادة أن لا إلهَ إلا الله وأنّ محمّداً رسولٌ اللَّهِ. فإِنْ هُمْ أطاعُوا لذلك» 
| فأعلمْهُم أن الل قذ فرض عليهم خمس صِلَواتٍ في الوم والليلة. فإِنْ هُم أطاعُوا لذلكَ» 
| فأعلنهم أن اله قذ فرص عليهم صَدَقة تخد من أغنيائهم فرك على فقراهم. 
8 
ا منهم أهل الذمة وغيرهم من المشركين تفضيلاً لهم» أو تغليبا 
على غيرهم (فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا اله) لأن فيهم مشركين (وإن محمداً رسول الله) 
| فان موحديهم قد يكوئون لرسالته متكرين قال ابن الملك: : هذا يدل على وجوب دعوة الكفار 
: إلى الإسلام» قبل القتال لكن هذا إذا لم تبلغهم الدعوة أما إذا بلغتهم فغير واجبة لأنه صح أن 
7 النبي ككل أغار ب: بني المصطلق» وهم غافلون. (فإن هم أطاعوا لذلك) أي انقادوا أي للاسلام 
0 (فأعلمهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات» في في اليوم والليلة) قال الأشرف: نيعا وين 
7 العرب» يستدل به على أن الكفار غير مخاطبين بالفروع» كما ذهب إليه بعض الأصوليين بل 











7 بالأصول فقط وذلك لتعليقه الأعلام بالوجوب على الإطاعة للإيمان» وقبول كلمتي الشهادة 
)بد ار“ الجزاء ذكره الطيبي وفيه أنه لا إشعار لأن المترتب الاعلام بمعنى التكليف بالوتيان بتلك 
0 الأعمال في الدنيا وهذا لا يخاطب به الكفار لأن القائل بتكليفهم بها إنما يقول إنه بالنسبة 
9 للآخرة فقط حتى يعاقب عليها بخصوصها كما دل عليه قوله: #فويل للمشركين الذين لا 
8 يؤتون الزكاة © [فصلت ‏ > - ۷] #وقالوا لم نك من المصلين ) [المدثر ‏ 44] الآيتين يتين ذكره 
ابن حجر وهو كلام حسن لكن قوله فيه دليل على أن الوتر ونحوه اا زرا عن لين 
ا في محله إذ لا دلالة في الحديث نفياً وإثباتاً على ما ذكره أنه لم يقل بفرضية الوتر والعيدين؛ 
۶ أحد إجماعاً والمفهوم غير معتبر عندنا بل مفهوم العدد ساقط الاعتبار اتفاقاً مع أن المقام 
9 يقتضي بيان الأحكام إجماعاء ولهذا اقتصر من المؤمن به على الشهادتين اقتصاراً ومن 
الصلوات على الخمس» > مع فرضية صلاة الجنازة كفاية في صورة وعيناً في أخرى اتفاقاً وأيضاً 
ظ صلاة الوتر من توابع صلاة العشاء ء ملحقة بها فذكرها مشعر بذكرها ويحتمل إنها وجبت بعد 
| هذه القضية أو لم يذكرها كما لم يذكر الصوم مع أنه فرض قبل الزكاة والله أعلم. (فإن هم 
0 أطاعوا لذلك) أي لوجوب الصلاة (فأعلمهم) 5 الحكم تدريجياً على وفق ما نزل به 
| التكليف الإلهي» من أن العبادة البدنية أيسر من الإطاعة المالية أي فأخبرهم . (إن الله قد فرض 
0 له ى ا ا فى الوجوب (صدقة) أي زكاة لأموالهم (تؤخذ 
ر من أغنيائهم) قال الطيبي : هدلبل بعلن أن ااا يحب فى ا لزا . اه. وزاد ابن حجر 
۰ المجنون وفيه أن الضمير راجع إلى المكلفين» وهو غير داخل فيهم (فترد على فقرائهم) أي إن 
7 وجدوا وكره النقل وسقط بالإجماع» وفيه إشارة إلى براءة ساحته» وصحابته عليه السلام من 
9 الطمع لدفع توهم اللئام» لأنه خلاف دأب الكرام قال الطيبي : فيه دليل على أن المدفوع عين 
:| الزكاة [وفيه أيضاً إن نقل الزكاة] عن بلد الوجوب» لا يجوز مع وجود المستحقين فيه بل 


4 في ا «یداً». 


TN EEN aN eee N oN ا لوو‎ a r TTT تدا‎ Er 


_-2-0 والدارمي في السئن 451/١‏ حديث رقم .11١7‏ وأحمد في المسند 444/1 . 


كتاب الزكاة Yo‏ 





فن هُم أطاعوا لذلكٌ, فإياك وكرائِمَ أموالهم» وائَقٍ دَعْوَةَ المظلوم» فإنهُ ليس بيئها وبينَ الله 
جات .فى عليه 


۳ -_ (؟7) وعن أبى هريرةً» قال: قال رسول الله ككلِ: «ما مِنْ صاحب ذهب ولا 





صدقة كل ناحية لمستحقي تلك الناحية» واتفقوا على أنه إذا نقلت وأديت بسقط الفرض إلا عمر 
بن عبد العزيز رحمه الله فإنه رد صدقة نقلت من خراسان إلى الشام» إلى مكانها من خراسان. 
اه. وفيه أن فعله هذا لا يدل على مخالفة للاجماع بل فعله إظهاراً لكمال العدل» وقطعاً للاطماع 
ثم ظاهر الحديث إن دفع المال إلى صنف واحدء جائز كما هو مذهبنا بل له أن يقتصر على 
شخص واحد فالحديث محمول على مقابلة الجمع بالجمع؛ وفي الهداية ولولا حديث معاذ لقلنا 
بجواز دفع الزكاة إلى الذمي أي كما قلنا بجواز دفع الصدقة إليهمء لما روي ابن أبي شيبة عن 
سعيد بن جبير مرسلاً قال رسول الله َة : تصدقوا على أهل الأديان كلها" قال ابن الهمام : 
حديث لا تحل الصدقة لغني مع حديث معاذ يفيد منع غنى الغزاة والغارمين عنها فهو حجة على 
الشافعي في تجويزه لغنى الغزاة إذا لم يكن له شيء في الديوان» ولم يأخذ من الفيء”" ثم المعتبر 
في الزكاة مكان المال وفي صدقة الفطرء مكان الرأس المخرج عنه في الصحيح مراعاة لا يجاب . 
الحكم في محل وجود سببه”"؛ ويكره نقلها إلى بلد آخر إلا إلى قريبه أو إلى أحوج من أهل بلده 
قال ابن الهمام: ووجهه ما قدمناه من دفع القيم من قول معاذ لأهل اليمن ائتوني بعرض ثياب 
خميسء أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب رسول الله وَل 
بالمدينة ويجب كون محله كون من المدنية أحوج أو ذلك ما يفضل بعد اعطاء فقرائهم» وأما 
النقل للقرابة فلما فيه من صلة الرحم زيادة على قربة الزكاة” (فإن هم أطاعوا لذلك) أي للانفاق 
(فإياك وكرائم أموالهم) جمع كريمة أي احترس زمن أخذ الأعلى من أصناف أموالهم» إلا تبرعاً 
منهم ففيه أمر بالعدل الوسط المرعى فيه جانب الأغنياء» وحق الفقراء قال الطيبي [رحمه الله]: 
فيه دليل على أن تلف المال يسقط الزكاة ما لم يقصر في الأداء وقت الإمكان””» أي بعد 
الوجوب (واتق دعوة المظلوم) أي في هذا وغيره بأن تأخذ ما ليس بواجب عليه أو تؤذيه بلسانك. . 
(فإنه) أي الشأن (ليس بينها وبين الله) أي قبوله لها (حجاب) أي مانع بل هي معروضة عليه ٠١‏ 
[تعالى] وقيل: هو كناية عن سرعة القبول قال الطيبي [رحمه الله]: هذا تعليل للإتقاء وتمثيل 
للذغوة: لمن يقضد إلى السلطان منظلماً فلا يجب عنه”" (متفق عليه) ورواه الأربعة. 


.١١١/١ في «غيرا. (۲) الهداية‎ )١( 


(۳) فتح القدير ۲۰۷/۲. (5) فتح القدير .۲٠۹/۲‏ 
)٥(‏ فتح القدير ۲۱۷/۲. (5) المصدر السابق. 


الحديث رقم #/ا/11: أخرجه البخاري في صحيحه ۳ حديث رقم 1407 قسماً منه. وأخرجه مسلم كاملاً ا 
في صحيحه "48٠١/7‏ حديث رقم ۲٤(‏ ۔ ۹۸۷). وأبو داود في السنن ۳۰۲/۲ حديث رقم .١1508‏ 


414 


ا 
4 
1 
١‏ 
ا 
1 








كتاب الزكاة 
فضّةٍ لا يُوَدي منها حقّهاء إلا إذا كان يوم القيامةٌ صْفِحتْ له صفائح من نارء فأخمِيّ علّيها 
في نارٍ جِهِنّمَ» فيكوى بها جنه وجبيئُه وظهر» كلما رُدتْ أعيدَتْ له في يوم كان مقداره 


فضة لا يؤدي منها حقها) قال التوربشتي: الضمير لمعنى الذهب» والفضة دون لفظهما إذ لم 
يرد بهما الشيء الحقير بل وافية من الدنانير والدراهم» وأما على تأويل الأموال وأما عوداً إلى 
الفضة فإنها أقرب ويعلم حال الذهب منها أيضاً وقيل أراد كل واحدة منهما والذهب» مؤنث 
لأنه بمعنى العين وقد جاء في الحديث على وفق التنزيل #والذين يكنزون الذهب والفضة ولا 
ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم € [التوبة - ]۳٤‏ واكتفى ببيان صاحبها عن بياث حال 
صاحب الذهب أو لأن الفضة أكثر انتفاعاً في المعاملات من الذهب» وأشهر في أثمان 
الأجناس ولذا اكتفى به في قوله كك وليس فيما دون خمس أواق» من الورق صدقة وهو معنى 
قوله (إلا إذا كان يوم القيامة) استثناء من أعم الأحوال (صفحت) بتشديد الفاء أي جعلت الفضة ٠‏ 
ونحوها (له) أي لصاحبها (صفائح) قال السيد جمال الدين: وهي ما طبع عريضاً وقرئت 
مرفوعاً» على أنه مفعول ما لم يسم فاعله لقوله صفحت ومنصوباً على أنه مفعول ثان وفي 
الفعل ضمير الذهب الفضةء وأنث إما بالتأويل السابق وإما على التطبيق بينه وبين المفعول 
الثاني الذي هو هو انتهى وهو كلام الطيبي بعينه» (من نار) أي يجعل له صفائح من نار أو 
يجعل الذهب والفضة صفائح من نار» أي يجعل صفائح كأنها ناراً وكأنها مأخوذة من نارء 
يعني كأن صفائح الذهب والفضة لفرط إحمائهاء وشدة حرارتهاء صفائح النار فتكوى بها وهذا 
التأويل يوافق ما في التنزيل حيث قال تعالى: يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها 
جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون € [التوبة ‏ 0"] 
فجعل عين الذهب والفضة هي المحمى عليها في نار جهنم» وهذا هو المعنى بقوله (فأحمي 
عليها) بصيغة المجهول والجار والمجرور نائب الفاعل أي أوقد عليها ذات حمى» وحرٌ شديد 
من قوله تعالى: نار حامية € [القارعة  ]١١‏ ففيه مبالغة ليست في فأحميت في نار قاله 
الطيبي» والضمير في عليها إلى الفضة فالفاء تفسيرية وقيل الضمير إلى الصفائح النارية أي 
تحمى مرة ثانية. (في نار جهنم) ليشتد حرها فالفاء تعقيبية (فيكوى بها) أي بتلك الفضة أو 
بتلك الصفائح (جنبه وجبينه وظهره) قيل: لأنه أزورٌ عن الفقير» وأعرض عنه وعبس له وجهه 
وبشره وولاه عند الإلحاح ظهره» فيكوى بماله أعضاؤه التي آذى الفقير بها وقيل: لأنها أشرف 
الأعضاء الظاهرة لاشتمالها على الأعضاء الرئيسة» التي هي الدماغ والقلب» والكبد وقيل : 
المراد الجهات الأربع» التي هي من مقاديم البدن ومؤخره وجنباه. (كلما ردت) أي عن بدنه 
إلى النار (أعيدت) أي أشد ما كانت قال الطيبي: أي كلما بردت ردت إلى نار جهنم» ليحمى 
عليها والمراد منه الاستمرار وقال ابن الملك: يعني إذا وصل كي هذه الأعضاء من أوّلها إلى 
آخرهاء أعيد الكي إلى أولها حتى وصل إلى آخرها. اه. ويمكن أن يكون الضمير في ردت 
راجعاً إلى الأعضاء أي كلما ردت الأعضاء بالتبديل بعد الاحراق» والقرب من الافناء أعيدت 
الصفائح عليها فيكون موافقاً لقوله تعالى: كلما انضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها 


كيرا لمات E‏ سات الحا اي ينوم E ya‏ 


کتاب الزكاة ۰ ¥ 





خمسينَ ألفٌ سنةء حتى يُقضى بينَ العبادء فيرى سبيله : إِمّا إلى الجنّة وما إلى التار. ٠‏ 
ق يا رسولّ الله! فالإبلُ؟ قال: «ولا صاحبٌ ابل لا يُوَدي منها حمّهاء ومِنْ حقّها لبها ' 


2 5 5 چ 
يوم ورُودِهاء إلا إذا كان يوم القيامة» بطح لها 





خمسين ألف سنة) أي على الكافرين ويطول على بقية العاصين» بقدر ذنوبهم وأما المؤمنون 7 
الكاملونء فهو على بعضهم كركعتي الفجر وأشار إليه بقوله عر وجلّ: ايوم عسير على ٠‏ 
الكافرين غير يسير € [المدثر ‏ 9 ]٠١‏ (حتى يقضى) على بناء المفعول أي يحكم (بين 
العباد) وفيه إشارة إلى أنه في العذاب وبقية الخلق في الحساب ولذا قيل: [الدنيا] حلالها 
حساب وحرامها عقاب (فيرى) على صيغة المجهول من الرؤية أو الأراءة وقوله (سبيله) مرفوع 
على الأول ومنصوب بالمفعول الثاني على الثاني وفي نسخة فيرى بالعلوم من الرؤية أي هو 
سبيله قال النووي [رحمه الله]: ضبطناه بضم الياء» وفتحها وبرفع لام سبيله ونصبها وفيه إشارة 
إلى أنه مسلوب الاختيارء يومئذ مقهور لا يقدر أن يروح إلى النار فضلا عن الجنة» حتى يعين 
له أحد السبيلين. (إما إلى الجنة) إن لم يكن له ذنب سواء وكان العذاب تكفيرا له (وإما إلى 
النار) إن كان على خلاف ذلك وفيه رد على من يقول إن الآية مختصة بأهل الكتاب» ويؤيده 
القاعدة الأصولية إن العبرة بعموم اللفظء لا بخصوص السبب مع أنه لا دلالة في الحديث على 
خلوده في النار وبهذا يعلم ضعف قول ابن حجر أيضاً إما إلى الجنة إن كان مؤمناً بأن لم 
يستحل ترك الزكاة» وإما إلى النار إن كان كافراً بأن استحل تركها. (قيل: يا رسول الله فالإبل) 
أي هذا حكم النقود فالإبل ما حكمها أو عرفنا حكم النقدين» فما حكم الإبل؟ فالفاء متصل 
بمحذوف (قال ولا صاحب إبل) بالرفع أي يوجد ويكون وقيل بالجر عطفا على قوله من 
صاحب ذهب والحاصل أنه ليس جوابا للسؤال لفظأ لوجود الواو بل جواب له معنى فإنه من 
باب تلقين العطف» لكن معنى لا لفظاً. (لا يؤدي) صفة أي لا يعطى صاحب الإبل (منها 
حقها) أي الواجب عليه فيها (ومن حقها) أي المندوب ومن تبعيضية (حلبها) قال النووي: بفتح 
اللام هي اللغة المشهورة وحكى سكونها وهو غريب ضعيف. وإن كان هو القياس (يوم 
ورودها) قيل: الورد الإتيان إلى الماء [ونوبة الإتيان إلى الماء] فإن الإبل تأتي الماء في كل ثلاثة 
أو أربعة» وربما تأتي في ثمانية قال الطيبي: ومعنى حلبها يوم ورودها أن يسقي ألبانها المارة؛ 
وهذا مثل نهيه عليه الصلاة والسلام عن الجذاذ بالليل أراد أن يصرم بالنهار ليحضرها الفقراء» .. 
وقال ابن الملك: وحصر يوم الورد لاجتماعهم غالباً على المياه وهذا على سبيل الاستحباب ٠‏ 
وقيل: معناه ومن حقها أن يحلبها في يوم شربها الماء دون غيره» لئلا يلحقها مشقة العطش 
مشقة الحلب» واعلم أن ذكره وقع استطراداً وبياناً لما ينبغي أن يعتني به من له مروءة لا لكون ٠‏ 
التعذيب يترتب عليه أيضاًء لما هو مقرر من أن العذاب لا يكون إلا على ترك واجبء أو فعل ٠١‏ 
محرم اللهم إلا أن يحمل على وقت القحط أو حالة الاضطرار أو على وجوب ضيافة المال» ٠‏ 
وهذا معنى ما قيل: إن حقها الأول أعم من الثاني وقيل: يحتمل أن التعذيب عليهما معاً ٠‏ 
تغليظ . (إلا إذا كان يوم القيامة) استثناء مفرغ من أعم الأحوال (بطح) أي ألقى ذلك الصاحب , 
على وجهه. (لها) أي لتلك الابل وفي نسخة له أي لابله أو لفعله أو أقيم مقام الفاعل قال 


3 





كتاب الز كاة 


بقاع قُرْقر أَؤْفَر ما كانت لا يفقِدُ منها فصيلاً واحداًء تَطؤّه بأخفافهاء وتعَضه بأفواههاء كلما 
مر عليه أولاها رُدّ عليه أخراها في يوم كان مقدارُه خمسينَ ألفٌ سنة» حتى يُقضى بين 
العباد؛ فيّرى سبيلّه: إِمّا إلى الجنّةٍ وإما إلى النار» . قيلَ: يا رسول الله! فالبّقرُ والغتمُ؟ 
قال: «ولا صاحبٌ بقرٍ ولا غنم لا يُؤَدْي منها حقهاء إلا إذا كاد يوم القيامة بُطح لها بقاع 
قزقرء لا يفقِدُ منها شيئاً» ليس فيها عقصاء ولا جَلحاء ولا عَضباء 


التوربشتي: وفي بعض النسخ له بالتذكيرء وهو خطأ رواية ودراية لأن الضمير المرفوع في 
الفعل لصاحب الابل» والمجرور للابل ليستقيم ولأن المبطوح المالك لا الابل قال الطيبي: أما 
التمسك بالرواية فمستقيم وأما بالمعنى فلم لا يجوز أن يذكر الضمير» لارادة الجنس أو لتأويل 
المذكور على أنه يجوز أن يرجع الضمير لصاحب الابل» ويكون الجار والمجرور قائماً مقام 
الفاعل كما في قوله تعالى: #يسبح له فيها بالغدو والآصال € (بقاع) أي في أرض واسعة 
مستوية (قرقر) أي أملس وقيل: أي مستوي فيكون صفة مؤكدة (أوفر ما كانت) أي أكثر عدداً 
وأعظم سمنا وأقوى قوّة في شرح السنة يريد كمال حال الابلء التي وطئت"“ صاحبها في القوّة 
والسمن» ليكون أثقل لوطئها قال الطيبي : أوفر مضاف إلى ما المصدرية» والوقت مقدر وهو 
منصوب على الحال من المجرور في لها والعامل بطح وقوله. (لا يفقد) أي الصاحب (منها) 
أي من الابل (فصيلا) أي ولداً بل (واحداً) تأكيد والجملة مؤكدة لقوله أوفر (تطؤه) حال أو 
استئناف بيان أي تضربه وتدوسه الابل (بأخفافها) أي بأرجلها (وتعضه) بفتح العين أي تقرضه 
وتقطع جلده (بأفواهها) أي بأسنانها (كلما مر عليه أولاها) أي أولى الابل (رد عليه أخراها) 
قالوا الظاهر أن يقال عكس ذلك» كما في بعض الروايات لمسلم وهو كلما مر عليه أخراها رد 
عليه أولاها وتوجيه ما في الكتاب أنه مرت الأولى على التتابع» فإذا انتهى إلى الأخرى إلى 
الغاية ردت من هذه الغاية» وتبعها ما كان يليها فما يليها إلى أوّلها فيحصل الغرض من 
الاستمرار والتتابع على طريق الطرد» والعكس فهو أولى من العكس والحاصل أنه يحصل هذا 
مرة بعد أخرى (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة» حتى يقضى بين العباد) فكأنهم ليسوا 
من العباد حيث لم يرحموا فقراء البلادء من الزهاد والعباد (فيرى) أي فيعلم (سبيله إما إلى 
الجنة) إن مات على الإيمان (وإما إلى النار) إن مات على الكفران (قيل: يا رسول الله فالبقر 
والغنم) أي كيف حال صاحبها (قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها) أي من أجلها فلا 
يلزم أن يكون من جنسها (حقها إلا إذا كان يوم القيامة» بطح لها) وفي نسخة له (بقاع قرقر لا 
يفقد منها) أي من ذواتها وصفاتها (شيئاً) قال الطيبي أي قرونها سليمة (ليس فيها عقصاء) أي 
ملتوية القرنين (ولا جلحاء) أي لا قرن لها (ولا عضباء) أي مكسورة القرن ونفي الثلاثة عبارة 
عن سلامة قرونهاء ليكون أجرح للمنطوح وظاهر الحديث أن هذه الصفات فيها معدومة في 
العقبى» وإن كانت موجودة لها في الدنيا وظاهر البعث أن يعيد الله تعالى الأشياء على ما كانت 


)00( مده «تطأ». 


00 N N RN باه ار بول ري قر ج011 مر ا ب‎ RS SNP E لجار ل جم اكد جا دجوا‎ SS 


0 ا چ‎ 3 x TED 


St NEL ل ال‎ EL SIT o اا ا ال‎ E ل‎ EL N Gt I N E مح رع ب لمم‎ ` 


كتاب الركاة ۹ | 


تنطځه بقُّرونِهاء وتطؤه بأظلافهاء كلما مرّ عليه أولآها رُدّ عليه أخراها في يوم كان مقداره 
خمسينَ ألفٌ سنةء حتى يُقضى بينَ العِبادِ؛ فيرى سبيلّه : إما إلى الجنة وإما إلى النار» . 
قيل: يا رسول اللَه! فالځيل؟ قال: «فالخَيلُ ثلاثةٌ: هيّ لرجل وِرْرُء وهيّ لرجل سترٌء وهيّ 
لرجل أجرٌ؛ 


عليه في الحالة الأولىء كما هو مفهوم من الكتاب والسنة ولعله يخلقها أوَلاً كما كانت ثم 
يعطيها القرون ليكون سبباً لعذابه على وجه الشدةء والله أعلم . (تنطحه) بفتح الطاء وتكسر في 
القاموس نطحه كمنعه وضربه أصابهء بقرنه فقوله (بقرونها) إما تأكيد وإما تجريد (وتطأ 
بأظلافها) جمع ظلف وهو للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس (كلما مر عليه أولاها رد عليه 
أخراهاء في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة» حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى 
الجنة» وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالخيل» قال فالخيل) قال الطيبي: جواب على أسلوب 
الحكيم وله توجيهان فعلى مذهب الشافعي معناه دع السؤال عن الوجوب» إذ ليس فيه حق 7 
واجب ولكن اسأل عما يرجع من اقتنائها على صاحبها من المضرة والمنفعة وعلى مذهب معناه 2 
لا تسأل عما وجب فيها من الحقوق وحده» بل اسأل عنه وعما يتصل بها من المنفعة والمضرة 
إلى صاحبها فإن قيل: كيف يستدل بهذا الحديث على الوجوب؟ قلت بعطف الرقاب على 
الظهور لأن المراد بالرقاب الذوات إذ ليس في الرقاب منفعة للغير كما في الظهور» وبمفهوم 
الجواب الآتي في الحمر من قوله عليه الصلاة والسلام ما أنزل عليّ في الحمر شيء”“ وأجاب 
القاضي عه بان مغدن قوله ثم لها يتين نحو الله في رقاتها أداء زكاة تجارتها. اه. قال ابن 
حجر: أي فالخيل ما حكمها؟ أيجب فيها زكاة فيعاقب تاركها لذلك أولا؟ فلا قال: فالخيل 
أحكامها ثلاثة أخرى» أي غير ما مر فلا زكاة فيها حتى يعاقب تاركها هذا ما يدل عليه السياق 
الذي يكاد أن يقرب من الصريح عند من له أدنى مسكة من أنصاف فهو من جملة أدلة مذهبناء 
أنه لا زكاة فيها قلت : أما ما ذكره من السياق فهو من المكابرة عند الحذاق» لأن سوق الكلام 
إلى هذا المقام بل محض المقصود والمرام هو وجوب الزكاة في النقودء والحيوانات ثم على 
تقدير تقريره لا يكون الجواب مطابقاًء بل ولا يكون دليلاً لأحد مطلقاً فلهذا حمله المحققون 
على أسلوب الحكيم» ونزلوه على كل مذهب بما يقتضيه الطبع السليم» ثم قال: وأما قول 
القائلين بوجوبها فيها التقديرء وأحكامها ثلاثة غير الزكاة فهو مما ينبو عنه اللفظ فلا يسمع. 
اه. وهل هذا مناقضة بين كلامية ومدافعة بين تقديرية؟ لأن التقدير الثانى هو عين الأوّل عند 
من له سمع وقلب فتأمل وأما قوله فلا زكاة فيها فباطل» من عنده تقوية لمذهبه ثم أطال بما لا 
ل 0 أعرضنا عن ذكرها خوفاً من السامة 
والملل. (ثلاثة) أي ربطها على ثلاثة أنحاء (هي) أي الخيل (لرجل وزر) أي ثقل وائم (وهي 
لرجل ستر) أي لحاله في معيشته لحفظه عن الاحتياج والسؤال (وهي لرجل أجر) أي ثواب 


40 آخر الحديث. 


78 1 9 EN aE N 





| 
1 

١ 

1 





YY‏ كتاب الزكاة 


: فأمًا التي هيّ له وزرٌ: فرجل ربطها ريا وفخراً وواء على أهل الإسلام» فهيّ لهُ وزرٌ؛ وأمًا 
التي هي له سترٌ: فرجلٌ ربطها في سبي الله ثم لم ينس حقّ الل في ظُهورها ولا رقايهاء 
فهيّ له سِترٌ؛ وأمًا التي هيّ له أخجرٌ: فرجلٌ ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مَرج 
ورؤضةء فما أكلث منْ ذلك المزج أو الرّوضةٍ منْ شيء إل كنب له عد فا كلت ا 
وکتبَ له عد أزواثها وأنوالها حساتٌ» ولا تقطّمٌ طِوَلّها 


عظيم قال الطيبي [رحمه الله]: في قوله فالخيل ثلاثة فيه جمع وتفريق وتقسيم أما الجمع فقوله 
٠‏ ثلاثة وأما التفريق فقوله (فأما التي هي له وزر فرجل) الظاهر أن يقال فخيل ربطها أو يقال: وأما 
٠‏ الذي له وزر [فرجل] والأظهر أن يكون التقدير» فخيل رجل . (ربطها رياء) بالهمز ويبدل أي 
ليرى الناس عظمته في ركوبه وحشمته (وفخراً) أي يفتخر باللسان على من دونه من أفراد 
الإنسان. (ونواء) بكسر النون والمد والواو بمعنى أو أي منازعة ومعاداة (على أهل الإسلام) 
٠‏ قال ابن الملك: وفي رواية ربطها تغنياً وتعففاً أي استغناء بهاء وطلباً لنتاجهاء وتعففاً عن 
١‏ السؤال يعني ليركبها عند الحاجة ولا يسأل مركوباً من أحد. اه. كلامه وأنت لا يخفى عليك 
٠‏ ماذكره ليس موجباً للوزر» بل للستر بلا خلاف فالصواب إن محل هذه الرؤاية في الرجل 
١‏ الثاني كما سيأتي. (فهي) أي تلك الخيل (له وزر) أي على ذلك القصد فهي جملة مؤكدة 
0 مشعرة بالاهتمام الشارع به» والتحذير عنه (وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله) قال 
٠٠‏ ابن الملك: ليجاهد والصواب ما قاله الطيبي» من أنه لم يرد به الجهاد بل النية الصالحة» إذ 
:: يلزم التكرار. اه. وأيضاً إذا أراد به الجهاد فتكون له أجراً فكيف يقال إنها له ستر؟ وقال 
_ الطيبي: يعضده رواية غيره ورجل ربطها تغنياً وتعففاً. أي استغناء بها وتعففاً عن السؤال أو هو 
٠‏ أن يطلب بنتاجها العفة» والغني أو يتردد عليها متاجرة ومزارعة فتكون ستراً له يحجبه عن 
٠‏ الفاقة. (ثم لم ينس حق الله في ظهورها) أي بالعارية للركوب» أو الفحل (ولا رقابها) قال 
٠‏ الطيبي: إما تأكيد وتتمة للظهور وإما دليل على وجوب الزكاة فيها. اه. والثاني هو الظاهر لأن 
:. الحمل على التأسيس أولى من التأكيد» إذ الأصل فى العطف المغايرة فيكون كالابل فيها 
حقان. (فهي له ستر) أي حجاب يمنعه عن الحاجة للناس (وأما التي هي له أجر فرجل ربطها 
1 في سبيل الله. لأهل الإسلام) فيه إشارة إلى أن المراد به الجهاد فإن نفعه متعد إلى أهل 
الإسلام. (في مرج) بفتح الميم وسكون الراء أي مرعى في النهاية هو الأرض الواسعة ذات 
نبات كثير يمرج فيها الدواب أي تسرح والجارء متعلق بربط. (وروضة) عطف تفسير أو 
٠‏ الروضة أخص من المرعى وفي نسخة المصابيح» بلفظ أو قال ابن الملك: شك من الراوي. 
(فما أكلت) أي الخيل (من ذلك المرج) بيان مقدم (أو الروضة من شيء) أي من العلف 
والأزهار قل أو كثر (إلا كتب له عدد ما أكلت) أي الذي أكلته من العشب والزرع (حسنات) 
١‏ [بالرفع نائب الفاعل ونصب عدد على نزع الخافضء أي بعدد مأكولاتها] (وكتب له عدد 
٠‏ أرواثها وأبوالها حسنات) لأن بها بقاء حياتها مع أن أصلها قبل الاستحالة غالباً من مال مالكها 
(ولا تقطع) أي الخيل (طولها) بكسر الطاء وفتح الواو أي حبلها الطويل الذي شد أحد طرفيه 
٠‏ في يد الفرسء والآخر في وتداو غيره لتدور فيه وترعى من جوانبها ولا تذهب لوجهها | 








SA x‏ ست جر اروم كيه نو OE‏ مر سي حو لدي فرع يذ ع فعا حر لما EÊ SG‏ ل عر ماوق برعا كع ع ا وم ا ال كط ةج SO‏ ا 
اق ی بسب و ب تو مه بحو كيب بج سمس تي عن ا ی و کی بوت عد معنا حت لوتب بس بام کی سی جا اا ر د سه سمه ماي ب 2017 جم بحي مم مرح من دبج يناعن عع عر e‏ 1 
كتاب الزكاة لوف 0 

0 5 


فاستئث شرّفاً أو شرَفًین إلا كتبّ اللَّهُ له عدد آثارها وأزواثها حسئاتء ولا مرٌ بها صاحبُها 
على نهر فشرِبث منه» ولا يُرِيدُ أن يسقيّهاء إلا كتبّ الله له عد ما شربيث حسئاتٍ ». 
قيلَ: يا رسولٌ الله! فالحُمُرُ؟ قال: «ما أنزِلَ عَلَىّ في الحُمّرِ شيءٌ إلا هذه الآية الفاذه 
الجامعةٌ : فمن تعمل بِثْقالَ رة حيرا يره ومَنْ يَعمَل مِفْقال دَرَةٍ شرا يره 4». رواه مسلم . 


(فاستنت) بتشديد النون أي عدت ومرجت ونشطت لمراحها أو نشاطها. (ولا راكب عليها ٠‏ 
شرفا) أي شوطاً أو ميداناً أو موضعاً عالياً من الأرض أو ذهاباً إلى إخراج المرج» أو مع العود ١‏ 
إلى محلها. (أو شرفين) وإنما سمي شرفاً لأن الدابة تعدو حتى تبلغ شرفاً من الأرض» أي 
مرتفعاً فتقف عند ذلك وقفة ثم تعدو ما بدا لها. (إلا كتب الله له عدد آثارها) أي بعدد خطاها 
(وأرواثها) أي في تلك الحالة (حسنات) ولعله أراد بالروث هنا ما يشمل البول أو أسقطه للعلم 
به منه (ولا مر بها) أي جاوزها (صاحبها على نهر) بفتح الهاء وسكونها (فشربت منه) أي الخيل 
(ولا يريد) أي والحال أن صاحبها لا ينوي (أن يسقيها) بفتح الياء وضمها (إلا كتب الله له عدد 
ما شربت حسنات) قال الطيبي : فيه مبالغة في اعتداد الثواب» لأنه إذا اعتبر ما تستقذره النفوس 
وتنفر عنه الطباع فكيف بغيرها؟ وكذا إذا احتسب ما لا نية له فيه» وقد ورد وإنما لكل امرىء ٠‏ 
ما نوى» فما بال ما إذا قصد الاحتساب فيه قال ابن الملك : فالحاصل أنه يجعل لمالكها بجميع 
حركاتها وسكناتهاء وفضلاتها حسنات (قيل: يا رسول الله فالحمر) بضمتين جمع حمار أي ما 
حكمها قال ابن الملك: أي هل تجب فيها الزكاة (قال ما أنزل على في الحمر شيء إلا هذه إ١‏ 
الآية) بالرفع والنصب (الفاذة) بالذال المعجمة المشددة أي المنفردة في معناها (الجامعة) لجميع | 
الخيرات قال ابن الملك: يعني ليس.في القرآن آية مثلها في قلة الألفاظ» وجمع معاني الخير ' 
والشر قال الطيبي: سميت جامعة لاشتمال اسم الخيرء على جميع أنواع الطاعات فرائضها ا 
ونوافلها واسم الشر على ما يقابلها من الكفر والمعاصي» صغيرها وكبيرها وأما قول ابن حجر 3 
أي الجامعة أو المنفردة» فمبنى على سهو في أصله من سقوط لفظ الجامعة من متن الحديث | 
وهو مخالف للأصول؟» (#فمن يعمل مثقال ذرة *) أي مقدار نملة أو ذرة من الهباء الطائر في ' 
الهواء (لإخيراً يره 4) أي يرى ثوابه وجزاءه (#ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 4) “فلو أعان ٠‏ 
واحداً على بر بركوبها يثاب ولو استعان بركوبها على فعل معصية يعاقب» فقد روي ٠‏ 
الأصفهاني» عن ابن عباس مرفوعاً النادم ينظر من الله الرحمة» والمعجب ينظر [من الله] المقت 
واعلموا يا عباد الله إن كل عامل سيندم عمله» ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله» 
وسوء عمله. وإنما الأعمال بخواتيمها والليل والنهار مطيتان فاحسنوا السير عليهما إلى الآخرة» 
واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغترن أحدكم بحلم الله فإن الجنة والنار أقرب 
إلى أحدكم من شراك نعله #فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره # 
[الزلزلة - ۷ - 8] (رواه مسلم) . 


)١(‏ سورة الزلزال ‏ آية ر 


کر ال 0000 


قم ۷ و۸. 





rr‏ كتاب الزكاة 


ا 
E‏ 
i‏ 


e Ga PT 
ES E 





-_(۳) وعنهء قال: قال رسول اللَهِ ل : «مَنْ آناهُ اللّهُ مالا فلم يُوَدُ ركان 
مَل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرّعَ له رَبيبتانِ يُطَوٌقُه يوم القيامة» ثم يأحدُ بلهزمتيهء يعني 
شِذْقيهء ثمّ يقول: أنا مالّكَء أنا كنرك ثم َلا: ولا يحْسَبَّنَ الذينَ يَبْخلونَ © الآية. رواه 
البخاري 


Yo‏ - (4) وعن أبي در عن النبيٰ ڳلا قال: «ما مِنْ جل يکود له ِل أو بقرٌ 
اؤ عنم لا يودي حمّها؛ إلا أَنِيَ بها يو القيامة أعظعَ ما يكونُ 





:/ا/ا١ ‏ (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله عل : من آتاه الله) أي أعطاه 
(مالاً فلم يؤد زكاته مثل) بالتشديد على صيغة المجهول أي صوّر وجعل (له ماله يوم القيامة 
شجاعاً) بضم الشين ويكسر أي على صورة شجاع أي الحية الذكر قال الطيبي: وهو نصب 
مجرى المفعول أي صوّر ماله شجاعاً أو ضمن مثل معنى التصييرء أي صير ماله على صورة 
شجاع. (أقرع) أي الذي لا شعر على رأسه لكثرة سمع وطول عمره (له زبيبتان) أي نقطتان 
سوداوان فوق العينين» وهو أخبث الحيات وقيل: الزبيبتان الزبدان في الشدقين (يطوقه) على 
بناء المجهول أي يجعل الشجاع طوقاً في عقبه ويطوق ذلك الرجل شجاعاً وهو الموافق لقوله 
تعالى : #سيطؤقون ما بخلوا به € [آل عمران  ]18١‏ (يوم القيامة ثم يأخذ) أي الشجاع ذلك 
البخيل (بلهزميته) بكسر اللام وسكون الهاء (يعني شدقيه) تفسير من الراوي وهو بكسر الشين 
وسكون الدال أي بطرفي فمه قال الطيبي : اللهزمة اللحى» وما يتصل به من الحنك وفسر 
بالشدق» وهو قريب منه. اه. وقيل: هما عظمان ناتئان تحت الأذنين» وقيل مضغتان عليفتان 
تحتهما. (ثم يقول أنا مالك أنا كنزك) أي جزاؤه أو منقلبه قال الطيبي: وفيه نوع تهكم لمزيد 
غصته وهمه» لأنه شر أتاه من حيث كان يرجو خيراً . ثم تلا) أي النبي بل ((ولا تحسبن 
الذين يبخلون ))“ بالغيبة لغيبة والخطاب وكسر السين وفتحها مع الأوّلء والفتح مع الثاني (الآية) 
أي با آناهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطؤقون ما نحلوا به يوم القيامة © 
[آل عمران  ]١6١‏ (رواه البخاري). 


60 (وعن أبي ذر عن النبي ييه قال ما من رجل يكون له إيل؛ أو بقر أو غنم) أو 
للتقسيم (لا يؤدي حقها) أي لا يعطى زكاتها (إلا أتي بها) على صيغة المجهول (يوم القيامة) 
أي حال كونها (أعظم ما تكون) بالتأنيث وقيل بالتذكير وقيل أعظم حال وما مصدرية والإضافة 


الحديث رقم 11/15 : أخرجه البخاري في صحيحه ”/ . حديث رقم 1507. والنسائي 74/0 حديث رقم 
١‏ ومالك في الموطأ ١07/١‏ حديث رقم ۲۲ من كتاب الزكاة وأحمد في المسند ۲/ 8ه". 

(1) سورة آل عمران ‏ آية رقم .۱۸١‏ 

الحديث رقم :۱۷۷١‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۲/۳. حديث رقم .155١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
7 حديث رقم (۳۰- 410). والنسائي في السنن ۲۹/۰ حديث رقم 1507. وابن ماجه /١‏ 
1A0 e 14‏ ا اله لو 


E ES EE E ٠: a e TE PS a Fata 








كتاب الزكاة r‏ 





زاس رة اانا وت رورا کنا جارك اش اما رت عليه ارقا ي 
يقضى بين الئّاس». متفق عليه . 

(09) وعن جرير بن عبدٍ اللهء قال: قال رسول الله يكلِِ: «إذا أتاكمٌ المصدّقٌ» 
فلْيضْدُر عَنكم وهو عنكم راض». رواه مسلم . 

۷ - (5) وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي اللّهُ عنهّما قال: كانّ النبئ ل إذا أتاه 
قوم بصدّقتهم قال: الله سرع إل قُلانِ». فأتاهُ أبي بصدّقتِهء فقال: «اللهُمَ صل على 
آل أبي أؤفى». 





غير محضة» أي أقواه (وأسمنه) والضمير راجع إلى لفظ ما وأما قول ابن حجر» عطف مرادف 
أو أخص فبعيد من التحقيق فإن بينهما مباينة على التدقيق (تطؤه بأخفافها) أي تدوسه بأرجلها 
جزاء لتكبره (وتنطحه) أي تضربه (بقرونها) جزاء لابائه وامتناعه فغلب الابل في الأؤّلء لأنها 
أشرف الثلاثة ولذا بدأ بذكرها وغلب الأخيران في الثاني لكثرتهما. (كلما جازت) أي مرت 


(أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس) ثم إما مع فريق الجنةء وإما مع فريق النار.. ؛ 


(متفق عليه) . 


757 (وعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله ًة : إذا أتاكم المصدق) بتخفيف 
الصاد أي آخذ الصدقة وهو العامل (فليصدر عنكم) بضم الدال أي يرجع (وهو عنكم راض) 
الجملة حال قال الطيبي: ذكر المسبب وأراد السبب لأنه أمر للعامل» وفي الحقيقة أمر للمزكى 
والمعنى تلقوه بالترحيب» وأداء زكاة أموالكم» ليرجع عنكم راضياً وإنما عدل إلى هذه الصفة 
مبالغة في استرضاء المصدق› وإن ظلم كما سيجيء في الحديث (رواه مسلم) قال ميرك: 
ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. 


71 (وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي بيا إذا أتاه قوم بصدقتهم) ليفرقها 
عنهم (قال اللهم صل على آل فلانء فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى) قال 
ابن الملك: الصلاة بمعنى الدعاء؛ والتبرك قيل: يجوز على غير النبي قال: الله تعالى في 
معطي الزكاة #وصل عليهم € [التوبة  ]٠٠١‏ وأما الصلاة التي لرسول الله ية فإنها بمعنى 
التعظيم والتكريم» فهي خاصة له. اه. وهو مأخوذ من قول الطيبي قيل لفظ الصلاة لا يجوز 





الحديث رقم ۱۷۷١‏ : أخرجه مسلم في صحيحه .1۸٦/۲‏ حديث رقم (79 -4894). والترمذي في السنن 


۳4/۳ حديث رقم .1٤۷‏ وابن ماجه 0177/١‏ حديث رقم ۱۸۰۲. والدارمي 5854/١‏ حديث رقم 
. وأحمد فى المسند .٠٠١ /٤‏ 
الحديث رقم ۱۷۷۷ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۲۹۸۲. حديث رقم ۷. ومسلم في صحيحه ۲/ 
7 حديث رقم (۱۰۷۸-۱۷7). وأبو داود فى السنن ۲ حديث رقم 1040 والنسائي في السنن 
٥‏ حدیث رقم 104 5. وابن ماجه /١‏ ۵۷۲ حديث رقم ۱۷۹١‏ وأحمد في المسند 4/ .٠٠٠١‏ ۰ 


0 


N كتاب‎ ۳€ 





ملق ا 
وفي رواية : إذا أتى الرجلُ النبيّ بيا بصدقته» قال: «اللهُمّ صل عليه». 


6 (01) وعن 0 هزر ل SS‏ فقيل 





أن يدعى بها لغير النبي بي لكن يجوز أن يدعى بمعناه. اه. قال ابن حجر: اختلفوا في الدعاء 
له ولغيره يلفط الطلاة» فقيل كرد وإن أراة بها لق ار رهل يحرم وقيل: خلاف 
الأولى» وقيل يسن وقيل يباح إن أراد بالصلاة مطلق الرحمة ويكره إن أراد بها مقرونة 
بالتعظيم . اه. والمانعون يجعلون هذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام ثم الظاهرء أن الآل 
مقحم ويدل عليه الرواية الآتية اللهم صل عليه أو المراد بآله هو وأهل بيته فيعم الدعاء لأنه إذا 
دعا لآله لأجله» فهو يستحق الدعاء بطريق الأولى. كما قيل: فى قوله تعالى: #أدخلوا آل 
فرعون أشد العذاب € [غافر ‏ 45] (متفق عليه) ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ذكره 
ميرك . (وفي رواية) قال ميرك: هذه الرواية من أفراد البخاري (إذا أتى الرجل النبي بي بصدقته 
قال اللهم صل عليه) أي باللفظ المتقدم أو غيره قال ابن الملك: يدل على أن المستحب 
للساعي أن يدعو لمعطي الزكاة» فيقول أجرك الله فيما أعطيت وبارك لك فيما أبقيت» وجعله 
لك طهوراً [وقوله آجرك الله بالمد والقصرء وهو أجود وقد صح أنه عليه الصلاة والسلام دعا 
لمن أتاه بصدقته فقال اللهم بارك فيه وفي أهله]. 
(وعن أبي هريرة قال : بعث رسول الله ية عمر) أي أرسله عاملاً (على الصدقة 
شل یا زاس إل رر رال ابن جل فع رر فال ارف 
في فضل الصحابة ابن جميل له ذكر في كتاب الزكاة لا يعرف اسمه. اه. والمشهور أنه منافق 
فلا يعد من الصحابة ثم التقدير منع ابن جميل الزكاة» وأما قول ابن حجر أي امتنع من 
اعطائهاء فحل المعنى لكنه مخل للمبنى (وخالد بن الوليد والعباس فقال: رسول الله َل ما 
ينقم) بكسر القاف ويفتح اا لأنه (كان) أو ما يكره إلا 
أنه كان (فقيراً فأغناه الله ورسوله) وهذا مما لا يكره ولا يصلح أن يكون علة لكفران النعمة 
فيكون المراد به المبالغة على حد: 


ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *# بهن فلول من ضراب الكتائب 
ولهذا قيل: التقدير ما ينقم شيئاً إلا أغناء الله وقيل: ما يغضب على طالب الصدقة إلا 


الحديث رقم 4: أخرجه البخاري في صحيحه ۳۳۱/۳. حديث رقم .١4758‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
111 حديث رقم (۱۱ - 4۸۳). وأبو داود في السنن ۲۷۳/۲ حديث رقم 1777. والنسائي 5/0 
حديث رقم 5174. وأحمد في المسند ۲/ 577. 











کتاب الزكاة o‏ 


وأمًا خالدٌ فإنُكم تظلموة خالذاً: قد احتبّسٌ أدراعّه وأعنّدَّه في سبيل الله» وأمًا العبّاسٌ فهيّ 
على ومثلّها معها». ثم قال: «يا عمرً! أمَا شعرْتَ أنَّ عمّ الرّجل صنو أبيه». متفق عليه. 


كفران أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسولهء وأسند ية الأغناء إلى نفسه أيضاً لأنه كله كان سبباً 
لدخوله في الإسلام» ووجد أن الغنيمة وقال الطيبي: قيل: معنى الحديث» إنه ما حمله على 
منع الزكاة إلا الاغناء وهو كفران النعمة وقال زين العرب: يقال: نقمت على الرجل أنقم 
بالكسرء لع خدرات يا بر حي إلا د كدر رد كروحة ود لسري اك مه 
وعليه كذا إذا عابه وأنكر عليه وكرهه أقول فمعنى الحديث ما ينقم ويغضب في منع الزكاة 
ويكره إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله ورسوله. (وآما خالد فإتكم تظلمون خالدا) وضع موضع 
الضمير تأكيداً ومبالغة أي تظلمونه بطلب الزكاة منهء إذ ليس عليه زكاة انه (قد احتبس) أي 
وقف (أدراعه) جمع الدرع (وأعتده) بضم التاء جمع عتاد وهو ما أعده الرجل من السلاحء 
والدواب وآلات الحرب. (في سبيل الله) وأنتم تظلمونه بأن تعدوها من عروض التجارة 
فتطلبون الزكاة منه» وفيه دليل على جواز احتباس آلات الحرب» حتى الخيل والإبل والثياب 
والبسط» وعلى جواز وقف المنقولات كما قال به محمد وعلى أنه يصح من غير إخراجه» من 
يد الواقف قال الطيبى: وفيه دليل أيضاً على وجوب الزكاة فى أموال التجارة» وإلا لما اعتذر 
الى ككل عند مطالية زكاة :هال العجارة على اله بهذا القول. وقد تعقبه اين عجر بها لا طائل 
تحته وقيل تظلمونه بدعوى منع الزكاة منه» والحال أنه قد وقف تبرعاً سلاحه في سبيل الله أو 
قصل باحتباسها اعدادها للجهاد. دون التجارة وقيل: تظلمونه بطلب ما زاد على الواجب» فإنه 
قد احتبس الأدراع والأعتد في سبيل الله فكيف يمنع الزكاة التي هي من فرائض الله المؤكدة؟ 
وقيل بدعوى أنه غني وقد احتبس من رهن أسلحته المحتاج إليها في سبيل الله؛ أو لأجل 
مرضاة الله ففي تعليلية (وأما العباس فهي) أي صدقة العباس للسنة الذاهبة (علىٍ ومثلها معها) 
أي مثل تلك الصدقة في كونها فريضة عام آخر لا في السنين والقدر قيل : أخر عنه زكاة عامين 
لحاجة بالعباس وتكفل بها عنه ويعضده ما في جامع الأصول أنه عليه الصلاة والسلام أوجبها 
عليه وضمنها إياه» ولم يقبضها وكانت ديناً على العباس» لأنه رأى به حاجة قال ابن حجر 
فإن قلت : هذا ممتنع على الساعي قلت : أحوال النبي بيه في مثل ذلك كانت من خصائصهء 
فلا يقاس به غيره. اه. ولا مانع إذا رأى الخليفة مثل هذا في بعض رعاياه رعاية لحاله مع 
المحافظة على عدم فوت مالهء وقيل: تأويله أنه عليه الصلاة والسلام أخذ منه الزكاة سنتين» 
تقديماً عام شكا العامل ويؤيده ما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: إنا تسلفنا من العباس 
صدقة عامين» وروي إنا تعجلنا والجمع بين الروايتين ين بالحمل على: وقوع المضيتين: (ثم قال: 
يا عمر أما شعرت) بفتح العين والهمزة اا ونا نافية أي با علدت نے الجر س 
أبيه) بكسر الصاد وسكون النون أي مثله ونظيره» إذ يقال لنخلتين نبتا من أصل واحد صنوان 
ولأحدهما صنو والمعنى أما تنبهت أنه عمي وأبي فكيف تتهمه بما ينافي حاله؟ لعل له عذراً 
وأنت تلومه وقيل: المعنى لا تؤذه رعاية لجانبي . (متفق عليه) قال ميرك : واللفظ لمسلم. 








اج ليمج حي تباي تير رحس ا م العم م رمعي يح بر رمع ر بيذ مز ههه د لقو م هوا يذ اع ال مداع ري عر علا يد بور وبر كات وود عر ا 


خرف كتاب ال كاة 





4۹ -_ (۸) وعن أبي حُميدٍ الساعديّ» قال: استعمل النبئ ية رجلاً من الأزوء 
يقال له: ابن اللُنْبيةء على الصدقةء فلمًا قدم» قال: هذا لكمء وهذا أهديّ لي. فخطبَ 
النبئ ية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعدء فإني استعملٌ رجالاً منكم على أمورٍ 
ما ولا الا فان اعد فقول هذا لم وهاو هذية عدت لي قهلا جل في 
بيت أبيه أو بيتِ أمّهء فينظئ أيُهدى له أم لا؟! والذي نفسي بيده لا يأخدُ أَحدٌ من شيئاً إلا 
جاءَ به يوم القيامة يحيلة على رقبته؛ 


17174 (وعن أبي حميد) بالتصغير (الساعدي قال: استعمل النبي كَل رجلاً من الأزد) 
بفتح الهمزة قبيلة من بطون قحطان (يقال له ابن اللتبية) بضم اللام وسكون التاء فوقها نقطتان 
وقد تفتح نسبة إلى بني لتب قبيلة معروفة» واسمه عبد الله قال النووي رحمه الله هو بضم 
اللام» وسكون التاءء ومنهم من فتحها قالوا وهو خطأ والصواب بإسكانها وقال ابن الأثير: في 
الجامع بضم اللام وفتح التاءء والمعنى جعله عاملاً. (على الصدقة) وساعياً في أخذها (فلما 
قدم) أي المدينة بعد رجوعه من العمل (قال هذا) إشارة لبعض ما معه من المال (لكم وهذا) 
إشارة لبعض آخر (أهدي لي فخطب النبي يَلِ) أي الناس ليعلمهم وليحذرهم» من فعله (فحمد 
الله) أي شكره شكراً جزيلاً (وأثنى عليه) أي ثناء جميلاً (ثم قال أما بعد) أي بعد الحمد والثناء 
(فإني استعمل رجالا منكم) أي أجعلهم عمالاً (على أمور مما ولاني الله) أي جعلني حاكماً فيه 


(فهلا جلس) أي لم لم يجلس (في بيت أبيه أو بيت أمه) أو للتنويع أو للشك وهذا تغيير 
لشأنه» وتحقير له في حد ذاته» يعني إنما عرض له التعظيم من حيث عمله (فينظر) بالنصب 


على جواب قوله فهلا جلس أي فيرى أو ينتظر (أيهدى له) أي شيء في بيته الأصلي (أم ل 


لعدم الباعث العرضي قال ابن الملك: يعني لا يجوز للعامل» أن يقبل هدية لأنه لا يعطيه أحد 
شيئاً إلا لطمع أن يترك بعض زكاته. وهذا غير جائز. اه. ويمكن أنه يعطى لغير هذا الغرض 
أيضاً لكن حيث إنه يعطي من حيثية العمل وله أجرة العملء من هذا المال فليس له أن يأخذ 
من جهتين» فهو أحد الشركاء وما أعطى له يكون داخلاً من جملة المال (والذي نفسي) أي 
ذاتي أو روحي (بيده) أي بقبضة تصرفه (لا يأخذ أحد) أي خفية أو علانية (منه) أي مال الصدقة 
(شيئاً) أي إصالة أو تبعاً (إلا جاء به يوم القيامة) أي صار سبباً لمجيئه (يحمله) حال أو استئناف 
بيان (على رقبته) أي تشهيراً وافتضاحاً قيل: في الآية: وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم) 
[الأنعام - ]"١‏ وأجيب بأن الظهور يشمل ما هو قريب منهاء أو ذاك في أوزار الكفار وهذا في 


الحديث رقم ۱۷۷۹: أخرجه البخاري في صحيحه ۲۲۰/۵. حديث رقم .۲٥۹۷‏ ومسلم في صحيحه ۳/ 
۳ حديث رقم (75 - ۱۸۳۲). وأبو داود فى السنن ۳٣٤/۳‏ حديث رقم .۲۹٤٩‏ وأحمد ف 

م بو داود في م في 

.٤١۳١/١ المسند‎ 


. (فيأتي أحدهم) أي من العمال وروعي فيه الإجمال ولم يبين عينه ستراً وتكرماً عليه (فيقول هذا‎ ٠ 
لكم وهذه) أنث لتأنيث الخبر وهي (هدية أهديت لي) أي أعطيت لي أو أرسلت إلي هدية.‎ ٠ 








إن كان بعيراً له رغاءٌ أو بقراً له خوارٌء أو شاةٌ تيعر . ثم رفع يديه حتى رأيئا عُفْرّتي إبطيهء 
ثم قال : «اللهمّ هل بلغث؟ اللهمّ هل بلغتُ؟». متفق عليه. قال الخطابي : وفي قولِهِ: «هلاً 
جلسٌ في بيت أُمّهِ أو أبيه» فينظرٌ أيُهُدى إليهِ آم لا؟» دلِيلُ على أن كل أمر يُتذرّعٌ به إلى 
محظور فهو محظورء وكلّ دخلٍ في العقود يُنظرُ هل يكون حكمُّه عند الانفرادٍ كحكمهٍ عند 
الاقترانٍ أم لا؟ هكذا في «شرح السُئةه. 





أوزار الفجار لمزيد قبحها باعتبار أن فيها حق الله » وحق عباده (إن كان) أي المأخوذ (بعيراً له) 
أي للبعير (رغاء) بضم الراء صوت للبعير قال الطيبي: أي فله رغاء فحذف الفاء من الجملة 
الاسميةء وهو سائغ لكنه غير شائع. اه. (أو بقراً له خوار) بضم المعجمة صوت البقر (أو 
شاة) بالنصب (تيعر) بفتح التاء وسكون الياء وكسر العين وفتحها أي تصيح ليعلم أهل 
العرصات فيكون أشهر في فضيحته وأكثر في ملامته (ثم رفع يديه) أي وبالغ في رفعهما (حتى 
رأينا عفرة ابطيه) أي بياضهما والعفرة بالضم بياض ليس بخالص» ولكن كلون العفر بالتحريك 
أي التراب أراد منبت الشعر من الابطين لمخالطة بياض الجلد سواد الشعرء ولا يخفى إن ذلك 
إنما يكون عند نتف الشعر أو حلقهء أو باعتبار ما يرى من البعد. (ثم قال اللهم هل بلغت) أي 
الوعيد أو ما أمرتني به (اللهم هل بلغت) كرر ذلك تأكيداً للحجة عليهمء والظاهر أن الاستفهام 
للتقرير وقيل: هل بمعنى قد (متفق عليه قال الخطابي: وفي قوله هلا جلس في بيت آمه» أو 
أبيه) كذا في الأصل وهو إما كذا في روايته وأما نقل بالمعنى ولكن مقتضى المقام تقديم الأب 
فإنه مشعر بزيادة الإكرام» فيكون قوله في الحديث أو بيت أمه محمولاً على التنزل أو على 
تقدير أن ليس له أب معروف ففيه تهجين لحاله. (فينظر أيهدى إليه) وهذا أيضاً تفسير له أو 
نقل معنوي أو رواية (أم لا دليل على أن كل أمر يتذرع) بالذال المعجمة على بناء المفعول أي 
يتوسل (به إلى محظور فهو محظور) أي ممنوع ومحرم ويدخل في ذلك القرض» يجر المنفعة 
والدار المرهونة يسكنها المرتهن بلا كراء والدابة المرهونة يركبها أو يرتفق بهاء من غير عوض . 
(وكل دخيل) بالرفع وقيل: بالنصب أي كل عقد يدخل (في العقود) ويضم إلى بعضها (ينظر) 
أي فيه (هل يكون حكمه عند الانفراد كحكمه عند الاقتران آم لا) فعلى الأوّل ويصح وعلى 


الثاني لا يصح كما إذا باع من أحد متاعاً يساوي عشرة بمائة ليقرضه ألفاً مثلاًء يدفع ربحه إلى | 


ذلك الثمن ومن رهن دار بمبلغ كثير» وأجره''' بشيء قليل فقد ارتكب محظوراً قال الطيبي : 


ولما علم رسول الله يك أن بعض أمته يرتكبون هذا المحظورء بالغ حيث قال: اللهم هل بلغت ١‏ 
مرتين؟ (هكذا) أي نقله البغوي عنه (في شرح السنة) وعليه الإمام مالك وفرع على هذا الأصل ٠‏ 
في الموطأ أمثلة منهاء أن الرجل يعطي صاحبه الذهب الجيدء ويجعل معه رديئاً ويأخذ منه ذهباً ' 


متوسطاً مثلاً بمثل فقال: هذا لا يصلح لأنه أخذ فضل جيده من الرديءء ولولاه لم يبايعه. 


اه. فما قاله في الكلية الأولى فهو موافق لمذهبنا ومذهب الشافعى لأن من القواعد المقررة إن “٠‏ 





)١(‏ في المخطوطة «أجاره». 








۳۸ كتاب الزكاة 





٩‏ 4(7) وعن عدي بن عميرة» قال: قال رسول الله يكل : امن استعملناة ی 
على عمل فكتَمّنا مخيّطأ فما فوقه ؛ ا به يوم القيامة» . رواه مسلم. 


٠١١ ١‏ ) عن ابن عبّاس» قال : لالت عه ال «والذين يكنزونَ الذّهبَ 





للوسائل حكم المقاصدء. فوسيلة الطاعة طاعة ووسيلة المعصية معصية وأما ما قاله من الكلية 
الثانية» فإنما يليق بمذهب من منع الحيل الموصلة إلى الخروج عن الربا أو غيره كمالك وأبو 
حنيفة والشافعي» وغيرهما ممن يرى إباحة الحيل لا ينظرون إلى هذا الدخيل لأن النبي بي علم 
عامله على خيبر وقد قال له أنه ي يشتري صاع تمر جيد بصاعي رديء» حيلة تخرجه عن الربا وهي 
أن يبيع الرديء بدراهم ويشتري بها الجيد فافهم إن كل عقد توسط في معاملة أخرجها عن 
المعاملة المؤدية إلى الربا جائز هذا وقد حكى الغزالي إن من أعطى غيره شيئاًء وليس الباعث عليه 
إلا الحياء من الناس كان سئل بحضرتهم شيئاً فأعطاه إياه ولو كان وحده لم يعطه الإجماع على 
حرمة أخذه مثل هذاء لأنه لم يخرج عن ملكه لأنه في الحقيقة مكره بسبب الحياء فهو كالمكره 
بالسيف”'©» وقال غيره: من أعطى غيره شيئاً مداراة عن عرضه حكمه كذلك وكذا من أعطى 
حاكماً أو ساعياً أو أميراً شيئاً علم المعطي من حاله» أنه لا يحكم له بالحق أولاً يأخذ منه الحق 
إلا أن أخذ شيئاً ففي كل هذه الصورء وما أشبهها لا يملك الآخذ لقوله َة هدايا العمال غلول 
ولضعف دلالة الاعطاء على الملك أثر القصد المخرج له عن مقتضاه بخلاف العقد» فإنه دال 
قوي على الملك فلم يؤثر فيه قصد قارئه على أن القصد ههنا صالح وهو التخلص عن الرباءء 
وفي تلك الصور فاسد وهو أخذ مال الغير بغير حق. 

۱7۸۰ م ا د قال رسول الله كلهِ: من استعملناه 
منكم) أي جعلناه ه عاملاً (على عمل فكتمنا) أ ي أخفى علينا (مخيطا) بكسر الميم وسكون الخاء 
أي أبرة (فما فوقه) أي فشيئاً يكون فوقه في الصغر أو الكبر قال الطيبي : : الفاء في قوله فما فوقه 
[للتعقيب على التوالي» وما فوقه] يحتمل أن يكون المراد به الأعلى أو الأدنى. كما في قوله 
تعالى: #بعوضة فما فوقها € [البقرة ‏ 7؟] وذكر هذا الحديث في باب الزكاة استطراداً 
لمناسبته للحديث السابق في ذكر العلمل» والخيانة (كان) أي ذلك الكتمان (غلولاً) بضم 
المعجمة أي خيانة في الغنيمة (يأني به) أي بما غل (يوم القيامة) تفضيحاً له قال تعالى : : #ومن 
يَغْثْلْ يأت بما غلّ يوم القيامة € [آل عمران - ]١171‏ (رواه مسلم). 

(الفصل الثاني) 


0١‏ _(عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية #والذين يكنزون الذهب 


الحديث رقم : أخرجه مسلم في صحيحه ۳/ ١576‏ حديث رقم (70- ۱۸۳۳). وأبو داود في 
السنن ۳/ 707 حديث رقم .۲۹٤۳‏ وأحمد في المسند 5/ 197. 
الحديث رقم :١198١‏ أخرجه أبو داود في السنن ؟/ ۳٠١‏ حديث رقم 1154. 


& 0 امد وال 











كتاب الزكاة ۳4 


والفِضّة 4 كبْرَ ذلك على المسلمين. فقال عمر: أنا أَفَرَحُ عنكم» فانطلقٌ فقال: يا نبي الله ! 
لَه كبْرَ على أصحابك هذه الآية» فقال: (إِنَّ اللّهَ لم يفرض الزكاةً إلا لِيُطيَبَ ما بقيّ من 
أموالكم» وإنما فرض المواريث» وذكرٌ كلمةٌ لتكون لمن بعدكم» فقال: فكبّر عمرء ثم قال 
له: «آلا أخبرك بخير ما يكيز المرء؟ المرأةٌ الصالحةٌ : إذا نظرٌ إليها سته» 


والفضة #) أي يجمعونها أو يدفنونها (إولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم 4 
ين بضم الباء أي شق وصعب (ذلك) أي ظاهر الآية من العموم (على المسلمين) لأنهم 
حسبوا أنه يمنع جمع المال مطلقاً. وإن كل من تأثل مالا جل أو قل فالوعيد لاحق به (فقال 
عمر) رضي الله عنه (أنا أفرج) بتشديد الراء أي أزيل الغم والهم (عنكم) وأتى بالفرج لكم فإن 
مع العسر يسراً وليس عليكم في الدين من حرج» وقد بعث رحمة للعالمين بالحنيفية السمحاء 
المتوسطة بين طرفي الإفراط» والتفريط . (فانطلق) أي فذهب عمر إلى رسول الله ا (فقال يا 
نبي الله أنه) أي الشأن (كبر) أي عظم (على أصحابك هذه الآية) أي حكمها والعمل بها لما فيها 
من عموم منع الجمع (فقال) أي النبي بي (إن الله لم يفرض الزكاة ليطيب) بالتذكير أو التأنيث 
أي ليحل الله بأداء الزكاة لكم (ما بقي من أموالكم) قال تعالى: #خذ من أموالهم صدقة 
تطهرهم وتزكيهم بها € [التوبة  ]٠١‏ ومعنى التطييب أن أداء الزكاة إما أن يحل ما بقي من 
ماله المخلوط بحق الفقراءء وإما أن يزكيه من تبعة ما لحق به من إثم منع حت الله تعالى 
وحاصل الجواب إن المراد بالكنزء منع الزكاة لا الجمع مطلقاً (وإنما فرض المواريث) عطف 
على قوله إن الله لم يفرض الزكاة قال الطيبي: رحمه الله وهذه الزيادة ليست في المصابيح لكنها 
موجودة في سنن أبي داود» كأنه قيل: إن الله لم يفرض الزكاة إلا لكذاء ولم يفرض المواريث 
إلا ليكون طيباً لمن يكون بعدكم والمعنى لو كان الجمع محظوراً مطلقاًء لما افترض الله الزكاة 
ولا الميراث وقوله. (وذكر كلمة) من كلام الراوي يعني ابن عباس أي وذكر ية كلمة أخرى 
في هذا المقام لا أضبطها والجملة معترضة بين الفعل وعلته» وهو قوله (لتكون) أي وإنما 
فرض المواريث لتكون المواريث (طيبة لمن بعدكم فقال) أي ابن عباس (فكبر عمر) أي قال الله 
أكبر فرحاً بكشف الحال وردفع الأشكال (ثم قال) أي النبي كله (له) أي لعمر (ألا أخبرك) 
يحتمل أن تكون [إلا] للتنبيه» وأن تكون الهمزة استفهامية ولا نافية (بخير ما يكنز المرء) أي 
بأفضل ما يقتنيه ويتخذه لعاقبته ولما بين أن لا وزر في جمع المال بعد أداء الزكاةء ورأى 
فرحهم بذلك رغبهم عن ذلك إلى ما هو خير وأبقى» وهو التقلل والاكتفاء بالبلغة (المرأة 
الصالحة) أي الجميلة ظاهراً وباطناً قال الطيبى : المرأة مبتدأ والجملة الشرطية [خبره» ويجوز 
أن کرت كر معدا موك وال ا ان قيل: فيه إشارة إلى أن هذه المرأة أنفع من 
الكنز المعروف» فإنها خير ما يدخرها الرجل لأن النفع فيها أكثر لأنه. (إذا نظر) أي الرجل 
(إليها سرته) أي جعلته مسروراً بجمال صورتها وحسن سيرتها وحصول حفظ الدين بهاء وقد 
روي مرفوعاً من تزوّج فقد حصن ثلثي دينه وقد يؤدي حسن صورتها إلى مشاهدة التجليات 


)١(‏ سورة التوبة - آية رقم ۳٤‏ وه". 











وإذا أمرّها أطاعتُ» وإذا غاب عنها حفظتة». رواه أبو داود. 


و ع 2 





الإلهية؛ التي هي من أعلى مقاصد الصوفية ومن ثمة لما قيل للجنيد في ابتداء أمره ألا 
تتزوّج فقال إنما تصلح المرأة لمن ينظر إلى جمال الله فيهاء (وإذا أمرها) بأمر شرعي أو 
عرفي (أطاعته) وخدمته (وإذا غاب عنها حفظته) وفي رواية زيادة في نفسه أي له حق 
زوجها من بضعهاء وأنعامه عليها وكذا بيت زوجها وماله» وولده فهذه منافع كثيرة قال 
القاضي: لما بين لهم يك أنه لا حرج عليهم في جمع المال وكنزه ما داموا يؤدون الزكاة 
ورأى استبشارهم به رغبهم عنه» إلى ما هو خير وأبقى وهي المرأة الصالحة الجميلة فإن 
الذهب لا ينفعك إلا بعد الذهاب عنك» وهى ما دامت معك تكون رفيقك تنظر إليها 
فتسرك وتقضى عند الحاجة إليها وطرك» وتشاورها فيما يعن لك فتحفظ عليك سرك 
وتستمد منها في حوائجك فتطيع أمرك» وإذا غبت عنها تحامي مالك وتراعي عيالك» ولو 
لم يكن لها إلا أنها تحفظ بذرك وتربي زرعك فيحصل لك بسببها ولد يكون لك وزيراً في 
حياتك» وخليفة بعد وفاتك لكان لها بذلك فضل كثيراً. اه. وهو كلام حسن ويمكن أن 
يقال: لما بين أن جمع المال مباح لهم ذكر أن صرفه إلى ما ينفع في الدين والدنياء خير 
وأبقى ففيه إشارة خفية إلى كراهة جمع المال» ولذا قال: الدنيا دار من لا دار له 
ويجمعها من لا عقل له والحاصل أن أكثر العلماء قالوا المراد بالكنز المذموم» ما لم تؤذ 
زكاته وإن لم تدفن فإن أديت فليس يكنزون دفن لما في حديث سنده حسن ما بلغ أن 
تؤدي زكاته فزكى فليس بكنز وفي البخاري» عن ابن عمر بسند متصل إن الوعيد على 
الكنز إنما كان قبل وجوب الزكاة"'' قال النووي: وأما قول ابن جرير أن الكنز في الآية ما 
لم ينفق منه في الغزو وقول أبي داودء إنه الدفن فهو غلط والله أعلم. (رواه أبو داود) 
بإسناد صحيح ولم يعترضه المنذري قاله ميرك. 


7 (وعن جابر بن عتيك) بفتح العين وكسر التاء الفوقية (قال: قال رسول الله ل : 
سيأتيكم ركيب) تصغير ركب وهو اسم جمع للراکب» فلذا صغر على لفظه ولو كان جمعاً 
لراكب كما قيل لقيل: رويكبون أي سعاة"“ وعمال للزكاة (مبغضون) بفتح الغين المشددة أي 
يبغضون طبعاً لا شرعاً لأنهم يأخذون محبوب قلوبهم» وقيل: معناه أنه [قد] يكون بعض 
العمال سيىء الخلق» والأوّل أوجه. (فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم) أي قولوا لهم مرحباً وأهلاً 
وسهلاً وأظهروا الفرح بقدومهم وعظموهم (وخلوا) أي اتركوا (بينهم وبين ما يبتغون) أي ما 


.15١4 البخاري في صحيحه ۲۷۱/۳ حديث رقم‎ )١( 
.۱١۸۸ حديث رقم‎ ۲٤١ /۲ الحديث رقم 17487: أخرجه أبو داود في السنن‎ 
فى المخطوطة «سعادة».‎ )۲( 






كتاب الزكاة 4١‏ 7 





إن عدّلوا فلأنشيهم» وإن ظلمُوا فعليهم» وارضوهُمْ إن تمم زكاتكم رضاهم» وليدعوا ‏ 


لكم؟. رواه أبو داود. 


موي19 وعد ر ن عند الله فال جاء انا د يحت نين الأعرات إلى ٠.‏ 
رسول الله ا فقالوا: إِنَّ ناساً من المصدّقين يأتونا فيظلمونا. فقال: «أرضوا مصدقيكم» !١‏ 


قالوا: يا رسول اللَّهِ. وإِنْ ظلمونا؟! قال: «أرضوا مصدّقيكم وإِنْ ظلمتم». 





يطلبون من الزكاة قال ابن الملك: يعني لا تمنعوهم وإن ظلموكم لأن مخالفتهم مخالفة ر 
السلطان» لأنهم مأمورون من جهته ومخالفة السلطان تؤدي إلى الفتنة. اه. وهو كلام المظهر : 
بناء على أنه عم الحكم في جميع الأزمنة قال الطيبي: وفيه بحث لأن العلة لو كانت هي ر 
المخالفة لجاز الكتمان لكنه لم يجز لقوله في الحديث أفنكتم من أموالناء بقدر ما يعتدون؟ قال ا 


لا. (فإن عدلوا) أي في أخذ الزكاة (فلأنفسهم) أي فلهم الثواب (وإن ظلموا) بأخذ الزكاة أكثر 


مما وجب عليكم أو أفضل أي على الفرض والتقدير» أو على زعمكم (فعليهم) وفي المصابيح ١‏ 
فعليها أي فعلى أنفسهم اثم ذلك الظلم ولكم الثواب بتحمل ظلمهم (وأرضوهم) أي اجتهدوا ١‏ 
في ارضائهم ما أمكن بأن تعطوهم الواجب من غير مطل» > ولا غش ولا خيانة. (فإن تمام ٠‏ 
زكاتكم) أي كمالها 0 بالقصر وقد يمد أي حصول رضائهم» (وليدعوا) بسكون إللام 1 
وكسرها (لكم) وهو أمر ندب لقابض الزكاة ساعياً أو مستحقاً أن يدعو للمزكي» ويصح أن ٠|‏ 
تكون اللام المفتوحة للتعليل والتقدير ارضوهم لتتم زكاتكم»› وليدعوا وفيه إشارة إلى أن 3 
الاسترضاء سبب لحصول الدعاء» ووصول القبول قال الطيبي: وما ذكره في المعنى في قوله ٠‏ 
مبغوضون أوجه لأن في قوله سيأتيكم الخ إشعاراً بأنهم عمال رسول الله بلا وينصره ه شكوى ١‏ 
القوم منهم» في الحديث الذي يليه ومن المعلوم أن رسول الله اة لا يستعمل ظالماً فالمعنى ٠‏ 
أنه سيأتيكم عمال يطلبون منكم زكاة أموالكم» والنفس مجبولة على حب المال فتبغضونهم ٠٠‏ 
وتزعمون أنهم ظالمون» وليسوا بذلك وقوله [وإن عدلوا وإن ظلموا مبنى على هذا الزعم ولو > 
كانوا ظالمين في الحقيقة كيف يأمرهم بالدعاء لهم بقوله ويدعوا لكم] (رواه أبو داود) قال > 


ل 


ميرك : وفي إسناده ثابت بن قيس الغفاري قال ابن معين ضعيف وقال أحمد ثقة . 


3787 (وعن جرير بن عبد الله قال جاء ناس يعني من الاعراب) تفسير من الراوي عن 


جرير (إلى رسول الله ية فقالوا إن ناساً من المصدقين) بتخفيف الصاد وكسر الدال المشددة أي : 


عاملي الزكاة (يأتونا فيظلمونا) بتخفيف النون وتشديدها فيهما (فقال أرضوا) بقطع الهمزة 


(مصدقيكم قالوا: يا رسول الله وإن ظلمونا) أي نرضيهم ولو كانوا ظالمين علينا (قال: ارضوا إإإ 
5-0 وإن ظلمتم) على بناء 0 أي وإن اعتقدتم أنكم مظلومون بسبب حبكم إا 
أموالكم» ولم يرد إنهم وإن كانوا مظلومين حقيقة» يجب ارضاؤهم بل المراد أنه يستحب إل 


الحديث رقم ۱۷۸۳ : أخرجه مسلم في صحيحه 7406/7 حديث رقم (59؟ -484). وأبو داود في السنن 01 
7 حديث رقم 4 . والنسائی 7١/6‏ حديث رقم ٠‏ . وأحمد فى المسند .٦۲ /٤‏ 1 
EE SSS‏ را ا و 2 20 2 








RS 


«نه حي مهون ر له ل 


. كتاب الزكاة‎ re 





اروا أبو داود. 
4 (1) وعن بشير ابن الخصاصيّة» قال: قلنا: إِنَّ أهلَ الصدقة يعتدون عليناء 
تكم من أموالنا بقدر ما يعتدون؟ قال: (لا» رواه أبنو داود. 


(i‏ 6 (14) وعن رافع بن خديج» قال: قال رسولٌ الله كليِ: «العامل على 
الصدقة بالحق كالغازي في سبي الله حتى يرج إلى بيتها . رواه أبو داود» والترمذي . 


8 


5 2 (19) وعن عمرو بن شعيب» عن أبيهء عن جذهء 





| ارضاؤهم وإن كانوا مظلومين حقيقة لقوله ية فإن تمام زكاتكم» رضاؤهم قال الطيبي: لأن 
الفظة أن ا 0 قوله عة اسمعوا 
اول وإن استعمل عليكم عبد حبشي . (رواه أبو داود) قال فيرك؟: وأصله في مسلم . 


| 4 - (وعن بشير ابن الخصاصية) بتشديد الياء تحتها نقطتان كذا في جامع الأصول 
| قال الطيبي : وقيل : بالتخفيف وهو بشير بن معبد» وقيل: بشير بن يزيد وهو المعروف بابن 
الخفاضية ف الباق وهي أمه وقيل منسوبة إلى خصاص وهي قبيلة من أزد. (قال: قلنا إن 
آمل الصدقة) أي أهل أخذ الصدقة من العمال (يعتدون علينا) أي يظلمون ويتجاوزون» 
)؛ ويأخذون أكثر مما وجب علينا. (أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون؟ قال لا) قال ابن الملك: 

:/ وإنما لم يرخص لهم في ذلك لأن كتمان بعض المال خيانة ومكرء ولأنه لو رخص لربما كتم 

ا على عامل غير ظالم . (رواه أبو داود). 

. 0 (وعن رافع بن خديج قال: قال رسول الله بلُِ: العامل على الصدقةء بالحق) 
متعلق بالعامل أي عملاً بالصدق والصوابء أو ا والاحتساب. (كالغازي في سبيل 
١‏ الله) أي في تحضيل بيت المال واستحقاق الثواب في تمشية تمشية أمر الدارين. (حتى يرجع) آي 
١‏ الامش (إلى بيته رواه أبو داود) والترمذي وقال حسن ذكره ميرك . 


7 (وعن عمرو بن شعيب) أي ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص (عن أبيه 

:. عن جده) قيل إن أراد جده محمداً فالحديث مرسل لأن محمداً لم يلق النبي يل وإن أراد جد 
): شعیب» وهو عبد الله فشعيب لم يدرك جده عبد الله ولهذه.العلة لم يذكر غا في صي 
الجخاري ريطم لأنه يرويه هكذا عن أبيه عن جده وقيل : إن شعيباً أدرك جده ذكره الطيبي» 





00 البخاري في صحيحه ۲/ ۱۸٤‏ حديث رقم 5917. 
4 الحديث رقم :۱۷۸٤‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲٤۲٤/۲‏ حديث رقم .٠١۸١‏ 
0 الحديث رقم 1786: أخرجه أبو داود في السنن ۳٤۸/۳‏ حديث رقم .۲۹۳١‏ والترمذي ۳/ /الاحديث رقم 
٥ 6‏ وابن ماجه ٥۷۸/١‏ حديث رقم .۱۸٠۹‏ وأحمد في المسند .٠٤١/٤‏ 
٠‏ الحديث يه لك سن د ل ار لوس ب لك ع a‏ 


LAN RN ie 2 2 








کتاب الزكاة ۳ 





عن النبيّ لا ۰ قال: «لا جَلَّبِ ولا جنب ولا ول صدقاتهم إلا في دورهم». رواه أبو 7 
داود. 

٠ وعن ابن عمرء قال : قال رسول الله كلِِ: «من استفادً مالا فلا زكاةٌ‎ )15( - ١41 
١ فيه حتى يحول عليه الحول».‎ 





وقد قدمناه أيضاً وأما قول ابن حجر عن جده أي جد أبيه وهو عبد الله أو جد عمرو فيكون 1 
الحديث مرسلاًء [وكل محتمل] لكن الأصح الأوّل فمبنى على القول الضعيف الذي يفيد ر 
الإتصال وإلا فالصحيح أن حديثه يحكم عليه بالانقطاع› (عن النبي يي قال : لا تجلب) جين : 
أي لا يقرب العامل أموال الناس إليهء لما فيه من المشقة عليهم بأن ينزل الساعي محلاً بعيداً ١‏ 
عن الماشية ثم يحضرهاء وإنما ينبغي له أن ينزل على مياههم, أو أمكنة مواشيهم لسهولة .٠‏ 
الأخذ حينئذ ويطلق الجلب أيضاً على حث فرس السباق» على قوّة الجري بمزيد الصياح عليه ١‏ 
لما يترتب عليه من أضرار الفرس (ولا جنب) بفتحتين أي لا يبعد صاحب المال المال بحيث .١‏ 
تكون مشقة على العامل» وقال ابن حجر: أي لا ينزل الساعي بأقصى محال أهل الصدقة» يأمر ٠‏ 
بالأموال أن تجنب إليه أي تحضر. 1 وهو نوع من أنواع الجلب كما لا يخفى فلا ينبغي ١‏ 
حمله على هذاء المعتى وقد أغرب خيث ذكرها هذا المعتى أوَلاً مؤدياً بقيل تبعاً للطيبي ثم ::: 
قال: ووجه النهي عن هذا واضح أيضاًء فلعل تضعيفه إنما هو من حيث الوضع اللغوي لا ٠‏ 
غير. اه. ولا شك أن المعنى اللغوي أيضاً أنسب ويطلق أيضاً على السياق» تان بحنب رما 
إلى الفرس الذي سابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب قيل: وكان وجه النهي عنه ,. 
أذ الان افا عر اة اسار قرة اة وها الكل لا رت فة واد هق الفرسين قر 
فرس تواني أولاً أو في الأثناء ثم سبق ثم قال الطيبي: وكلا اللفظين مشترك في معنى السباق ٠‏ 
والزكاة والقرينة الموضحة لأداء المعنىء الثاني قولهء (ولا تؤخذ) بالتأنيث وتذكر (صدقاتهم إلا ٠‏ 
في دورهم). أي منازلهم وأماكنهم ومياههم› وقبائلهم على سبيل الحصر لأنه كنى بها عنه فإن ٠‏ 
أخذ الصدقة في دورهم لازم لعدم بعد الساعي عنها فيجلب إليه ولعدم بعد المزكي» فإنه إذا ٠‏ 
بعد عنها لم يؤخذ فيها. اه. وتبعه ابن حجر وحاصله أن آخر الحديث مؤكد لأوّله أو إجمال !> 
لتفصيله لكن القاعدة المقررة أن التأسيس أولى من التأكيد تفيد أن النفي في صدر الحديث»  ٠‏ 
يتعلق بأمر السباق عن الوق الجا بين المسألتين المناسبة اللغوية والمعنوية وهي عدم ٠‏ 
| الضرر والأضرار من الملة الحنيفية» والله أعلم بالأسرار النبوية (رواه أبو داوه) . 1 


۷ _(وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ب : من استفاد مالا( أي وجده وحصله .3 
واكتسبه ابتداء (فلا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول) قال ابن الملك: يعني من وجد مالآ 1 
وعنده نصاب من ذلك الجنس» مثل أن يكون له ثمانون شاة ومضى عليها ستة أشهرء ثم ١‏ 
حصل له أحد وأربعون شاة بالشراء أو بالارث أو غير ذلك لا يجب عليه للأحد والأربعين» ا 


E NS في‎ SL A العتشف رقم‎ 





اا ع عي د م لل رصع ا االو عر الح بد برش يك عر سق ع جيه ب لعا دم حص ور لمج ب ع لمع د عر مدهو دعي بد مجهي 


Ef‏ كتاب الزكاة 
1 


٤‏ رواه الترمذي» وَذكرَ جماعة نهم وقفوهُ على ابن عُمر. 








8 
| حتى يتم حولها من وقت الشراء أو الارث لأن المستفاد لا يكون تبعاً للمال» الموجود وبه قال 


٠‏ الشافعي وأحمد وعند أبي حنيفة ومالك يكون المستفاد تبعاً له على ااي 
زا وجب الشاتان يعني في الكل» كما أن النتاج تبع للأمهات. (رواه الترمذي وذكر) أي سمى 
“| الترمذي (جماعة) أي بأسمائهم (إنهم) بدل اشتمال أي ذكر أن جماعة عددهم (وقفوه) أي هذا 
| الحديث (على ابن عمر) أي لم يرفعه ابن عمر إلى رسول الله يا كما في المتن بل وقفه وقال : 
٠‏ من استفاد مالاً الخ وفي المصابيح الوقف على ابن عمر أصح قال ميرك : : حديث ابن عمر من 
١‏ استفاد مالا الخ رواه الترمذي مرفوعاً من طريق عبد الرحمن بن زيد ؛ ا ا 
١‏ عمر قال: وروي موقوفاً من غير طريق عبد الرحمن بن زيد على ابن عمر والموقوف أصح 
١‏ وعبد الرحمن بن زيدء ضعيف في الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وابن المديني وغيرهما وهو 
| كثير الغلط هكذا عبارة الترمذيء والذي نقل عنه المصنف ليس فيه تأمل. اه. وأما قول ابن 
أ حجر عند قوله وقفوه لكن القاعدة الحديثية الأصولية» إن الحكم لمن رفع لأن معه زيادة علم 
أ تقوّي من وصله وأن الحكم له فمحله إذا كان الطريقان صحيحين أو حسنين» والحديث ليس 
١‏ كذلك وأما قوله ولذا اعتمده الأئمة وجعلوا الدليل لما انه تفقوا عليه أن الحول فيما ذكر شرط 
| لوجوب الزكاة فمتى خرج عن ملكهء وإن عاد فوراً بطل الحول» الأول وسعانك جرلا لخر 
|٠‏ وحينئذ فهو خارج عن معنى الحديث فتأمل قال ابن الهمام : روي الك والتساتي بعن نافع أن 
| رسول الله كل قال: : من استفاد مالا فلا زكاة عليه» حتى يحول عليه الحول” "© وأخرج أبو 


/ 


|١‏ داود عن عاصم بن ضمرة» واللكارث الأعوراعن علي كرم الله وجه عن النبي بيه قال : إذا 


كانت لك مائتا در > وحال الحو ل ذ خمسة درا ساق الحديث وفيه بعد قوله 
8 هم راھ" 2 وور 


) قفيها نصف دينار فما زاد فبحساب ذلك فلا أدري أعلن يقول'فبحساب أو رفغة إلى النبى كل 
وتي في "مال زكاة حت يخول عليه التحله والحااك رإن کان مشا لعن عاص تة وقد 
) روي الثقة أنه رفعه معه فوجب قبول رفعه ورد تصحيح وقفه وروي هذا المعنى من حديث ابن 
| عمر ومن حديث أنس وعائشة رضي الله عنهم'" ثم قال : 0 لا يضم المستفاد بل 
يعتبر فيه حول على حدته فإذا تم الحول زكاة» سواء كان نصاباً أ و أقل بعد أن يكون عنده 
نصاب من جنسه لقوله عليه الصلاة والسلام من استفاد الحديث وقوله عليه الصلاة والسلام لا 
)| زكاة في مال» حتى يحول عليه الحول بخلاف الأولاد والأرباح لأنها متولدة من الأصل نفسه. 
١‏ فينسحب حوله عليها وما نحن فيه ليس كذلك قلنا لو قدر تسليم ثبوته فعمومه. ليس مراداً 
)) للاتفاق على خروج الأولاد والأرباح ودليل الخصوص مما يعلل ويخرج بالتعليل ثانياً فعللنا 
|١‏ بالمجانسة فقلنا اخراج الأولاد والأرباح من ذلك ووجوب ضمها إلى حول الأصل لمجانستها 


i 
1 





7 الترمذي في السنن الحديث رقم 5731. 
0 أخرجه أبو داود في السن ۲/ ٠‏ ۰ حدیث رقم ۱٥۷۳‏ . 
| ير الا 








E‏ فر افع ا E‏ ۷ا. 








۸--(۱۷) وعن علي رضي الله عنه: أن العبّاسّ سألّ رسول الله بي في تعجيلٍ . 
صدقة فقيل أن تخد ؛ فرخخصٌ لهُ في ذلك . رواه ابو داود» والترمذي» وابن ع ماجه» 1 
والدارك ا 





إياه لا للتولد فيجب أن يخرج المستفاد إذا كان مجانساً أيضاًء في فيضم إلى ما عنده مما يجانسه 9 
فكان اعتبارنا أولى لأنه ادقع للحرج اللازم على تقدير قوله في أصحاب الغلة الذين يستغلون ٠‏ 
كل يوم درهماً أو أقل أ و أكثر فإن في اعتبار الحول لكل مستفاد من درهم» ونحوه حرجاً 1 
عظيماً وشرع الحول للتيسير فيسقط اعتباره وعلى هذا لا حاجة إلى جعل اللام في الحول 1 
للحول المعهودء قيامه للأصل كما في النهاية بل يكون للمعهود كونه اثني عشر شهراً كما قاله 2 
الشافعي» غير أنه خص منه ما ذكرنا وهذا لأنه يعم المستفاد ابتداء وهو النصاب الأصلي› أعني 1 
أوّل ما استفاده وغيره والتخصيص وقع في غيره وهو المجانس وبقي تحت العموم الأصلي 9 
الذي لم يجانس ولا يصدق في الأصلي» إلا إذا كان الحول مراداً به المعهود المقدر . / 


4 (وعن علي رضي الله عنه أن العباس سأل رسول الله يكل في تعجيل صدقته قبل ٠.‏ 
لك و وقيل: قبل أن تصير حالاً بمضي الحول وأما قول ابن 
حجر قبل أن يتم حولهاء فهو حاصل المعنى لا تحقيق المبنى (فرخص له) أي العباس (في 7 
ذلك) قال ابن الملك: وهذا يدل على جواز تعجيل الصدقة» بعد حصول النصاب قبل تمام ٠,‏ 
الحول. اه. وكذا على جواز تعجيل الفطرة» بعد دخول رمضان اتفاقاً بيننا وبين الشافعية قال “٠.‏ 
ابن حجر: ولا يجوز ذلك قبل تمام النصاب» ولا قبل دخول رمضان لأن من قواعدهم إن ماله َ 
سببان يقدم على أحدهما لا عليهما وزكاة المال لها سببان ملك النصاب» وتمام الحول» وزكاة “ 
الفطر لها سببان دخول رمضان وإدراك جزء من أرّل ليلة العيد. (رواه أبو داود والترمذي وابن ٠‏ 
ماجه والدارمي) قال ابن الهمام: فيه خلاف مالك هو يقول الزكاة إسقاط الواجبء ولا إسقاط ٠‏ 
قبل الوجوب وصار كالصلاة قبل الوقت» يجامع أنه أداء قبل السبب إذ السبب هو النصاب ‏ . 
الحولي» ولم يوجد قلنا لا نسلم اعتبار الزائد على مجرد النصاب جزءاً من السبب بل هو > 
النصاب فقط» والحول تأجيل في الأداء بعد أصل الوجوب» فهو كالدين المؤجل وتعجيل / 
المؤجل صحيح فالأداء بعد النصاب» كالصلاة في أل الوقت لا قبله وكصوم المسافر رمضان ٠.‏ 
لأنه بعد السبب ويدل على صحة هذا الاعتبار ما في أبي داود» والترمذي من حديث علي ٠‏ 
رضي الله عنه أن العباس سأل النبي بي في تعجيل زكاته قبل أن يحول عليه الحول مسارعة إلى ا 
الخيرء فأذن له ذلك . 1 


.١148/7 فتح القدير‎ )١( 
7 الحديث رقم 4 : أخرجه أبو داود في السئن ۲ حديث رقم 4, والترمذي ”71/7 حديث‎ 
/' حديث رقم 1746. والدارمي 0 حديث رقم 175 وأحمد‎ ٥۷۲/١ رقم 1۷۸. وابن ماجه‎ 
.٠١ 5/١ في المسند‎ 





E‏ كتاب الزكاة 





8 (18) وعن عمرو بن شعيب» عن أبيه» عن جذهء أنَّ النبئ ية خطبَ 


٠‏ الاس فقال: «ألا من ولي يتيماً لهُ مال فليّنّجر فيه» ولا يتركهُ حتى تأكلّه الصدقةٌ». رواه 
: الترمذي» وقالٌ: في إسناده مقال؛ لأنَّ المشى بن الصباح ضعيف. 





84 (وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي يي خطب الناس» فقال: ألا) 


١‏ للتنبيه (من ولي يتيماً) بفتح الواو وكسر اللام وفي نسە بضم الواو وتشديد اللام المكسورة أي 
٠‏ صار ولي يتيم (له مال) أي عظيم بأن يكون نصاباً”'' ولما حمله ابن حجر على مطلق المالء 


“قال في قوله حتى يأكله أي معظمه إذ ما دون النصاب لا يمكن أن تأكل الصدقة منه شيئاً 


ا 


٠‏ (فليتجر) بتشديد الفوقية أي بالبيع والشراء (فيه) أي في مال اليتيم قال الطيبي: فليتجر به 
كترلك كت بالق لأندعدة للتجارة فجعلة طرف للتجارة وفيعترها وقادنة مل الال مقراً 
٠‏ للتجارة أن لا ينفق من أصله بل يخرج النفقة من الربح وإليه» ينظر قوله تعالى: #ولا تؤتوا 
١‏ السقهاء أموالكم) [النساء ‏ 5] إلى قوله: «اوارزقوهم فيها 4 [النساء ‏ 5] (ولا يتركه) بالنهي 
٠‏ وقيل بالنفي (حتى تأكله الصدقة) أي تنقصه وتفنيه لأن الأكل سبب الافناء قال ابن الملك: أي 
. بأخذ الزكاة منها فينقص شيئاً فشيئاً وهذا يدل على وجوب الزكاة في مال الصبي» وبه قال 
ع الشافعي ومالك: وأحمد وعند أبي حنيفة لا زكاة فيه. اه. وسيأتي جوابه (رواه الترمذي وقال 
٠‏ في إسناده: مقال لأن المثنى) على صيغة المفعول (ابن الصباح) بتشديد الموحدة (ضعيف) أي 
في الحديث وقال التوربشتي: لأن في روايته تدليساً وتعمية وإبهاماً وذلك أنه يحتمل أن يروي 
هو عن شعيب» وشعيب عن أبيه وهو عن عبد الله جد شعيب وهو عن رسول الله ية ويحتمل 


أن عمر أن يرويه عن شعيب» وهو عن جده فلا يكون متصلا. أه. وأما قول ابن حجر ورد 


بأن الضعيف هو وصله وأما إرساله فسئده یح فغير صحيح بل مردود عليه لأنه ما ثبت 
أ للحديث طريقان أحدهما صحيح› والآخر ضعيف ليصح هذا القول بل ضعف هذا الحديث 


( لاحتمال الاتصال والإرسال» كون الراوي مدلساً هذا الحديث لاحتمال الاتصال في الحديث» 


مغ أن علة العف على ما ذكره الترمذي ليست إلا كون الى ضعيفاً والحديث تحضر فى 


أ هذا الوجه وفي صرح الإمام أحمد» بأن هذا الحديث ليس بصحيح وإلا فالمرسل إذا كان 
/ صحيحاً حجة عندنا وعند الجمهور خلافاً للشافعى» فيما لم يعتضد وأما قوله وقد اعتضد 


٤‏ بعموم الخبرين الصحيحين خبر يوؤخذ من أغنائهم» 0ن فرضها رسول الله ا على 
ا فممنوع لأن الأحكام العامة محمولة على المكلفين» بإجماع الأمة قال ابن الهمام: 


٠‏ أما الحديث فضعيف قال الترمذي: إنما يروي الحديث من هذا الوجه وفي إسناده مقال لأن 
؛! المثنى يضعف في الحديث وقال صاحب التلقيح : قال مهنى سألت أحمد بن حنبل عن هذا 





ِ الحديث رقم 11/84: أخرجه الترمذي في السنن ۳۲/۳ حديث رقم .1٤١‏ 
)١(‏ في المخطوطة «نصيباً». 


/ 21١519054 حديث رقم‎ ١07/9 البخارى في صحيحه‎ )۳( 
ETR NTE NN ATI ل‎ 


| )( البخاري في صحيحه ۳/ ١71‏ حديث رقم ۱۳۹۵. ومسلم في صحيحه الحديث رقم .١9‏ 

















كتاب الزكاة 4۷ 





الفصل الثالث 
(۱۹) عن أبي هريرة» قال: لما توفيّ النبي ية واستّخْلِف أبو بكر بعده» | 
وَكفرٌ من كفرّ منّ العرب» تال هم بي لخلاب ای کر كنك قال ا فان ١‏ 
رسو الله جل «أمرث أن أقاتل الاس حتى 2 ْ 





الحديث» فقال ليس بصحيح وللحديك ران اا واوا ی وا جا 
باعترافه وقد قال عليه الصلاة والسلام رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي 1 
حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل”" رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وأما ما روي 1 
عن عمر وابنه وعائشة [رضي الله عنهم] من القول بالوجوب في مال الصبي» والمجنون لا 7 
يستلزم كونه عن سماع إذ يمكن الرأي فيه فيجوز كونه بناء عليه فحاصله قول صحابي عن 7 
اجتهاد عارضه» رأى صحابى آخر قال محمد بن الحسن : في كتاب الآثار أنا أبو حنيفة حدثنا . 
ليث بن سليم عن مجاهد» عن ابن مسعود قال ليس في مال اليتيم زكاة وليث كان أحد العلماء إل 
العباد وقيل: اختلط في آخر عمره ومعلوم أن أبا حنيفة لم يكن ليذهب فيأخذ عنه حال ”' 
اختلاطه» ويرويه وهو الذي شدد أمر الرواية ما لم يشدده غيره على ما عرف وروي مثل قول 
ابن مسعود عن ابن عباس تفرد به ابن لهيعة ما قدمناه غير مرة. اه. ملخصاً. 


(الفصل الثالث) ٠‏ 

(عن أبي هريرة قال لما توفي) بصيغة المفعول أي مات (النبي َيه واستخلف أبو ا 
بكر) بصيغة المفعول على الصحيح أي جعل خليفة (بعده) أي بعد وفاته (وكفر من كفر) أما : 
تغليظ أو لأنهم أنكروا وجوب الزكاة» وإنكار وجوب المجمع عليه إذا كان معلوماً من الدين 1 
بالضرورة كفر اتفاقاًء بل قال جماعة: إن إنكار المجمع عليه كفر وإن لم يكن معلوماً أو ,. 
المعنى قاربوا الكفر أو شابهوا الكفار أو أراد كفران النعمة (من العرب) قال الطيبي: يريد ١‏ 
غطفان وفزارة وبني سليم» وغيرهم منعوا الزكاة فأراد أبو بكر أن يقاتلهم فاعترض عمر بقوله ا 
الآتي وأبو بكر جعلهم كفاراً إما لأنهم أنكروا وجوب الزكاة» وأتوا بشبهة في المنع فيكون ١‏ 
تغليظاً وعمر أجراه على ظاهره وأنكر على أبي بكر. أه. ويدل على الثاني ما روي أنهم قالوا 
إنما كنا نؤدي زكاتنا لمن كانت صلاته سكناً لناء والآن قد ذهب ذلك بوفاته عليه السلام فلا 
نؤديها لغيره أي لما أن عزم على قتالهم (قال عمر بن الخطاب: لأبي بكر رضي الله عنهما: | 
كيف تقاتل الناس؟) أي من أهل الإيمان (وقد قال رسول الله بكِ: أمرت أن أقاتل الناس»ء حتى ١‏ 


.١٠١/۲ فتح القدير‎ )١( 
.5107 حديث رقم‎ 07٠ /5 وأبو داود في السئن‎ .٥۹ /۲ الحاكم في المستدرك‎ )۲( 
/۳ أخرجه البخاري في صحيحه 7/7 7177. حديث رقم ۱۳۹۹. وأبو داود في السنن‎ : ٠١ الحديث رقم‎ 
N E شط ب ب لشو‎ 2 





مر و 





YEA‏ كتاب الزكاة 





يقولوا: لا إله إلا اللهء فمن قال: لا إله إلا الله عصَمَ مني ماله ونفسّه إلا بحقّهِ وحسابه على 


١‏ الله؛؟ فقال أبو بكر: واللّهِ لأقاتلنٌ من فرق بين الصلاة والزكاةء فاد الزكاةة حن المالء واللّه 


لو منعوني عناقا 





0 يقولوا لا إله إلا الله) كناية عن الإسلام أو المراد بالناس المشركين (فمن قال لا إله إلا الله) يعني 
كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله للإجماع على أنه لا يعتد في الإسلام» بتلك 


٢‏ وحدها (عصم) بفتح الصاد أي حفظ ومنع (مني) أي من تعر ضني أنا ومن اتبعني (ماله ونفسه 


': إلا بحقه) أي بحق الإسلام كما في رواية قال الطيبي: أي لا يحل لأحد أن يتعرض لماله 


1 ونفسه بو جه من الوجوه» إلا بحقه أي بحق هذا القول أو بحق أحد المذكورين. (وحسابه) أي 
٠‏ جزاؤه ومحاسبته (على الله) بأنه مخلص أم لا قال الطيبي: يعني من قال لا إله إلا الله وأظهر 


١ 


e 01‏ نترك مقاتلته ولا نفتش باطنه» هل هو مخلص أم لا فإن ذلك إلى الله تعالى وحسابه 


. عليه. (فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق) بالتشديد والتخفيف (بين الصلاة والزكاة) أي 
!١‏ المقرونتين : في القرآن أو الموجودتين في حديث آخر [حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة 
'! ويؤتوا الزكاة] وهذا أظهر في استدلال أبي بكر (فإن الزكاة حق المال) أو كما أن الصلاة حق 
الق فاك الي وال غيره : يعنى يعني الجن الما كروائن قوله إلا يتحقه أعم من المال» وغيره قال 
أ الطيبي: كان عمر تيل فز قد عا < غير الزكاة فلذلك صح استدلاله بالحديث» فأجاب 
| بكر بأنه شامل للزكاة أيضاً أو توهم عمر أن القتال للكفر فأجاب بأنه لمنع الزكاة لا للكفر. اه 


أا ولا مستدل للشافعية فيه بأن تارك الصلاة يقتل فإن الفرق ظاهر بينه وبين القتال لقوم تركوا شعار 


1 


0 يترك ركن من أركانه ألا ترى أن الإمام محمداً من أصحابه جوّز القتال لقوم تركوا 
٠‏ الآذانء فضلاً عن الأركان والله المستعان فقال ابن الهمام: ظاهر قوله تعالى: «#خذ من أموالهم 
صدقة تطهرهم 4 [التوبة r‏ ٠]الآية‏ يوجب حق أخذ الزكاة مطلقاً للإمام؛ وعلى هذا كان 


عرد الله ية والخليفتان بعده فلما ولي عثمان» وظهر تغير الناس كره أن يفتش السعاة على 


الناس مستور أموالهم ففوض ا إلى الملاك نيابة عنه» ولم يختلف الصحابة في ذلك عليه 


1 0 أصلاً ولهذا لو علم أن أهل بلدة لا يؤدون زکاتهم› طالبهم بها. 


1 
1 


١‏ (والله لو منعوني) أي بالمنعة والغلبة (عناقا) بفتح العين أي الأنثى لم تبلغ سنة من ولد المعز 


٤‏ وذكرها مبالغة قال النووي في رواية: عقالاً وذكروا فيه وجوهاً أصحها وأقواها قول صاحب 
6 التحرير» إنه ورد مبالغة لأن الكلام خرج مخرج التضييق » والتشديد فيقتضي قلة وحقارة فاندفع 


4 ما قاله ابن حجر من قوله ودليل وجوبها في الصغارء قول أبي بكر رضي الله عنه والله لو 





ع« منعوني عناقاً ووافقه عليه الصحابة فكان إجماعاً قال ابن الهمام: يدل على نفيه ما في أبي داود 
١‏ والنسائي» عن سويد بن غفلة قال أتاني مصدق رسول الله كل فأتيته» فجلست إليه فسمعته 
) يقول في يعني كتابي إن لا آخذ راضع لبن الحديث قال: وحديث أبي بكر لا يعارضه لأن أخذ 
العناق لا يستلزم الأخذ من الصغارء ولأن ظاهر ما قدمناه في حديث في صدقة الغنم إن العناق 
يقال: على الجذعة والثنية ولو مجازاً فارجع إليه فيجب الحمل عليه دفعاً للتعارض» ولو سلم 
جاز أخذها بطريق القيمة uN‏ اا ونحن نقول به أو هو على طريق المبالغة 








الحديث رقم :۱۷١١‏ أخرجه أحمد في المسند .٠٠١/۲‏ 


کتاب الزكاة ۲4۹ 


كانوا يؤدونها إلى رسول الله َا لقاتلتهُم على منعها. قال عمر رضى الله عله : فوالله ما هو 2 
إلا رأيتُ أنَّ اللّهَ شرح صدرّ أبي بكر للقتال» فعرفتٌ أنهُ الحق. متفقٌ عليه . ۰ 


ي 


)23١(- 0١‏ وعنهء قال: قال رسول الله ية : «يكونُ كنز أحدكم يوم القيامة 
شْجَاعاً أقرعَ يفرٌ منهُ صاحبهٌ وهو يطلبه حتى يِلقِمَهُ أصابعّه». 





لا التحقيق يدل عليه إن في الرواية الأخرى عقالاً مكان عناق" (كانوا يؤدونها إلى رسول الله . 
كه لقاتلتهم على منعها) أي على ترك منعها أو لأجل منعهاء ولا دلالة في الحديث أصلاً على ' 
ما قاله الشافعية أخذاً من الحديث من أنه يجب على الإمام أخذ الزكاة من مانعيها قهراً عليهم» ٠‏ 
لأن الحديث إنما هو في قتال من منع الزكاة لإنكارها أو شبهة في وجوبها حتى يرجع إلى , 

الحق» وأما من انقاد إلى أحكام الإسلام من الصلاة والزكاة ونحوهماء فحسابه به على الله في 
فعلها وتركها مع أنه لا بد من اعتبار النية في العبادة وهي غير صحيحة في المقهورء (قال عمر: , 
فوالله ما هو) أي الشأن (إلا رأيت) أي علمت (إن الله شرح صدر أبي بكر للقتال) وفتح قلبه ٠‏ 
بالإلهام غيرة على أحكام الإسلام (فعرفت أنه) أي رأي أبي بكر أو القتال (هو الحق) وهذا . 
أنصاف منه رضي الله عنه ورجوع إلى الحق» عند ظهوره [مع أنه مظهر نطق الحق] ومنبع عين 
الصدق» وبهذا يظهر كمال الصديق والفرق بينه وبين الفاروق حيث سلك الصديق طريق . 
التدقيق» وسبيل التحقيق على وفق التوفيق قال الطيبي: المستثنى منه غير مذكور أي ليس الأمر . 
شيئاً من الأشياءء الأعلمي بأن أبا بكر محق فهذا الضمير يفسره ما بعده نحو قوله تعالى: إن ٠‏ 
هي إلا حياتنا الدنيا © [الأنعام ‏ ۲۹] (متفق عليه) . ش 


+ (وعنه) أي عن ابي هريرة (قال: قال رسول الله ككلهِ: يكون كنز أحدكم) وهو‎ 0١ 
.+ المال المكنوز أي المجموع أو المدفون» من غير إخراج الزكاة وفي معناه كل مال حرام. (يوم‎ 
٠ القيامة شجاعاً) أي يصير حية وينقلب ويتصوّرء أو يكون جزاؤه شجاعاً (أقرع يفر منه صاحبه)‎ 
5 أي صاحب الكنز أو صاحب الشجاع» والإضافة لأدنى ملابسة. (وهو) أي الشجاع (يطالبه)‎ 
٠ ولا يتركه (حتى يلقمه) من الألقام (أصابعه) لأن المانع الكانز يكتسب المال بيديه قال السيد‎ 
١ جمال الدين: وهو يحتمل احتمالين أحدهما أن يلقم الشجاع أصابع صاحب المال» على أن‎ 
١ يكون أصابعه بدلاً من الضمير وثانيهما أن يلقم صاحب المال الشجاع أصابع نفسه» أي يجعل‎ 
٠ أصابع نفسه لقمة الشجاع تأمل. اه. ولعل وجه التأمل ما حققه الطيبي من بقية ما يتعلق‎ 
١ بالحديث» حيث قال: ذكر فيما تقدم أن الشجاع يأخذ يلهزمتيه أي شدقيه» وخص هنا بألقام‎ 
. الأصابع ولعل السر فيه أن المانع يكتسب المال بيديه ويفتخر بشدقيه» فخصه بالذكر. اه.‎ 
. والأظهر أن يقال: كل يعذب بما هو الغالب عليه ويحتمل أن مانع الزكاة يعذب بجميع ما مر‎ 
٠ في الأحاديث فيكون ماله تارة يجعل صفائح ويكوى بهاء وتارة يصوّر شجاعاً أقرع يطوقه وتارة‎ 


.14١-140/7 فتح القدير‎ )١( 


ر 





٠‏ رواه أحمد. 


٠‏ ۲-_(۲۱) وعن ابن مسعوو» عن النبيّ ٤ة‏ قال : «ما من رجُل لا يودي زكاةً 
': ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعاً؛ ثمّ قرأ علينا مصداقَهُ من كتاب الله : ولا 
٠‏ يَحسبنٌ الذينَ يبخلونَ بما آناهم اللَهُ من فضله € الآية. رواه الترمذي» والنسائي» وابن ماجه. 
ْ ۴ --_ (77) وعن عائشةً» قالت: سمعتُ رسول اللَّه ب يقول: «ما خالطت الزّكاهٌ 
٠‏ مالا قط إلا أهلكته». رواه الشافعي» والبخاري في تاريخوء والحميدي وزاد قال: یکو قد 
وجب عليكٌ صدقةٌ» فلا تخرججهاء فيهلك الحرام الحلالَ. وقد احتجٌ به من يرى تعلق 
. الزكاةٍ بالعين» 





0 يتبعه ويفر منه حتى يلقمه أصابعه والله أعلم . (رواه أحمد) . 


0 ۲ _ (وعن ابن مسعود عن النبي بو ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله 
يوم القيامة في عنقه شجاعاًء ثم قرأ علينا مصداقه) أي ما يصدقه ويوافقه (من كتاب الله) الظاهر 
4 أنه ال هق ما اومن د وما عملم ندل عفن من الكل وأما جعل ابن حجر من 
:. للتبعيض فغير ظاهر كما لا يخفى (لإولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله 4 
الآية) وقد تقدمت وفيها #سيطؤقون ما يخلوا به يوم القيامة # (رواه الترمذي والنسائي وابن 
7 ماجه) قال ضرك:: بإسئاد صحيح ورواه ابن خزيمة" في صحيحه . 

الزكاة» مالا قط) أي بأن يكون صاحب مال من النصاب فيأخذ الزكاة أو بأن لم يخرج من ماله 
/ ا 
(٤‏ 


)| الشافعي والبخاري في تاريخه و وزاد) أي الحميدي (قال) ا لار ا تفسير 
2 | الحديث (يكون قد وجب عليك صدقة فلا تخرجها فيهلك الحرام الحلال) فكأنها تعينت 
واختلطت (وقد احتج به من يرى تعلق الزكاة بالعين) أي لا بالذمة وفيه أنه لا يظهر وجه 
الاستدلال مع احتمال الحقيقة والمجاز في مخالطة المال» والحلال أن الحمل على الحقيقة إذا 
أمكن لا يجوز غيره من الاحتمال وارادة الجمع بينهما من الممتنع عند أرباب الكمال» ولذا قال 
الطيبي: فإن قلت: هذا الحديث ظاهر في معنى المخالطة فإنها معنى ومبنى تستدعي شيئين 


الحديث رقم ۱۷۹۲ : أخرجه الترمذي في السنن 7١7/0‏ حديث رقم 017". والنسائي ١١/4‏ حديث رقم 
0١‏ وابن ماجه 058/١‏ حديث رقم .۱۷۸٤‏ 
)١(‏ في المخطوطة «ابن عباس». (۲) سورة آل عمران ‏ آية رقم .۱۸١‏ 
(۳) ابن خزيمة ١١/84‏ حديث رقم 51905. 
. الحديث ام ل د يه د 


0٠ 0‏ كتاب الزكاة 





كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة له 





هكذا فى «المنتقى» . 


وروى البيهقي في «شعب الإيمان» عن أحمدٌ بن حنبل» بإسناده إلى عائشة . وقال 7 
أحمد في «خالطت»: تفسيره أنَّ الوَّجلَ يأخدٌ الزكاةً وهو موسرٌ أو غنئٌ» وإِنّما هي للفقراء. . 


)١(‏ باب ما يجب فيه الزكاة 
الفصل الأول 


)١( - 14‏ عن أبي سعيدٍ الخدريٌ» قال: قال رسول الله يل : «ليسّ فيما دون ١‏ 


خمشة أوسق 





متمايزين» يختلط أحدهما بالآخر فأين هذا المعنى من قول من فسرها بإهلاك الحرام الحلال ٠‏ 
قلت: لما جعل الزكاة متعلقة بعين المال لا بالذمة» جعل قدر الزكاة المخرج من النصاب معيناً ٠‏ 
ومشخصاً فيستقيم الخلط بما بقي من النصاب» قلت: هذا الكلام مع مصادرته المستلزمة للدور / 
٠‏ الحال منه التكلف الناشىء عن الاضطراب» لا يخفى على ذوي البصائر وأولي الألباب والله , 
أعلم بالصواب (هكذا في المنتقى) الظاهر أنه أراد قوله قد احتج (وروي ال فى تبعت ١‏ 
الإيمان) أي هذا الحديث (عن أحمد بن حنبل بإسناده إلى عائشة وقال أحمد في خالطت) أي 
في لفظ خالطت الواقع في صدر الحديث (تفسيره) أي معناه وتأويله قال الطيبي : وهو مقول ب 
قول أحمذ (إن الرجل يأخذ الزكاة» وهو موسر أو غني) شك للراوي قال ابن حجر : أو للتنويع ْ 
بناء على أن الغني أخص من اليسار. اه. وهو محتاج إلى بيان ودليل وبرهان (وإنما هي) أي 5 
الزكاة (للفقراء) أي ولأمثالهم وغلبوا لأنهم أكثر من البقية» أو لكون الفقر شرطاً في غالب . 
بقيتهم ولابن حجر هنا مباحث لا طائل تحتها فأعرضت عن ذكرها. 


(باب ما تجب فيه الزكاة) 


(الفصل الأوّل) ٠‏ 
464 (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله يَلِ: ليس فيما دون خمسة أوسق) ٠‏ 
جمع وسق بفتح الواو وسكون السين على ما في النهاية والقاموس» وأما قول ابن حجر بفتح 





الحديث رقم ۱۷۹٤‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۳۲۳. حديث رقم 1409. ومسلم في صحيحه ؟/ : 
۳ حديث رقم (498/1). وأبو داود في السئن ۳ حديث رقم ١008‏ والترمذي ۲۲/۳ ١١‏ 
حديث رقم 175. والنسائي ١7/0‏ حديث رقم 55540. وابن ماجه ۵۷۱/۱ حديث رقم ۱۷۹۳. ا 
والدارمي 459/١‏ حديث رقم 177. ومالك في الموطأ ۱ حديث رقم ۲ من كتاب الزكاة. 1 
وأحمد في المسند ”/ 50. 


3 


E SOE GEDE NE SRR RNR‏ ا ا ا ی ر یک ری رک ر ا کا ر کی 


Yor 6‏ کتاب الزكاة/ باب ما يحب ف الزكاة 


1 0 





:| من التمر صدقةء ولیس فيما دونَ خمس أواق من الوَّرِقٍ صدقةٌ) ولیس فيما دون خمس 


i‏ دود من الإبل صدقةً). 





0 أفصح من كسره فغير مشهور ب أعلم به وهي ستون صاعاًء وكل صاع أربعة أمداد وكل 


1 


رطلان» والرطل مائة وتلذتون :درت كذا ذكره ابن الملك قال الطيبي : قيل : ارا ل ان 


كما أن الوقر حمل البعير» والبغال وقدر بستين صاعاً. اه. ويؤيده أنه ورد ستون صاعاً في 
٣‏ حديث صححه ابن حبان وحسنه المنذري» لكن ضعفه النووي قال ابن الهمام : وقال بعض 
| أئمتنا خمسة أوسق قدر ثمانماثة من وكل من مائتا درهم» وستون درهماً (من التمر) بالتاء المثناة 
؛؛ وفي رواية لمسلم بالمثلثة كذا حققه ابن الهمام. . (صدقة) قال المظهر : هذا دليل لمذهب 
١‏ الشافعي وكذا الحال في الزبيب والحبوب» وعند أبي حنيفة يجب في القليل والكثير» من 
٠١‏ الحبوب والتمر والزبيب وغيرها من النبات قال الطيبي : وإنما خصت هذه الأشياء الثلاثة 
بالذكرء لأن الأوّل والثالث باعتبار بلاد العرب» والثاني عام وقال اب الملك : فيه حجة لأبي 


8 يوسف ومحمد في عدم وجوب حتى تبلغ خمسة أوسق» وأوّله أبو حنيفة ة بأن المراد منه زكاة 


التجارة لأن الناس كانوا يتبايعون بالأوساق وقيمة ة الوسق أربعون درهما وأما قول ابن حجر 


7 واستدل أصحابه لذلك بما لا يقاوم هذا الحديث بل ولا يقاربه فمردود بما سنذكره. (وليس 
, فيما دون خمسة أواق) بفتح الهمزة جمع جمع أوقية بالهمزة المضمومة» وتشديد الياء والجمع قد 
. يشدد فيقال أواقي كبخاتي جمع بختية وقد يخفف ويقال: أواق وهي أربعون درهماً في الشرع» 
+ وهي أوقية الحجاز وأهل مكة كذا ذكره ابن الملك وقال الطيبي : : كانت الأوقية قديماً عبارة عن 
. أربعين درهماً وهي في غير الحديث نصف سدس الرطل وهي جزء من 'اثني عشر جزءا 
7 ويختلف باختلاف البلاد» والهمزة زائدة قال ابن الهمام: وهي من الوقاية لأنها تقي صاحبها 
7 الحاجة“ وقال العسقلاني: أواق بالتنوين» وباثبات التحتانية مشدداً ومخففاً جمع أوقية بضم 
/ الهمزة وتشديد الياء التحتانية وحكي وقية بحذف الألف وفتح الواو. اه. وأما قول ابن حجر 


7 


وهمزتها زائدة ومن ثمة جاء في حديث وقية فالظاهر أنه غير ثابت بدليل أن العسقلاني» عبر 


0 الذهب» فعشرون مثقالاً ولا زكاة فيما دونها (ولیس فيما دون خمس ذود من الابل صدقة) روي 
ر بالإضافة وروي بتنوين خمس فيكون ذود بدلاً عنها لكن الرواية المشهورة هي الأولى والمراد 


0( :اخ ا A‏ (۲) فتح القدير .٠۲۷/۲‏ 





7 الذود من الابل قيل : ما بين الاثنين إلى التسع» وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة ولغ ة 
ر لا واحد له من لفظه قال ابن الهمام: وقد استعمل هنا في الواحد على نظير استعمال الرهط› 
ر في قوله تعالى: #تسعة رهط 4 . اه. وقال الطيبي قال أبو عبيد: الذود من الاناث دون 








0 0 أ له 4 ا عر اعنام 5 > ويام 


كتاب ال كاة/ باب ما يجب فيه يه الزكا كاة Yor‏ 





6 (3) وعن أبي هريرةء قال: قال رسول الله لله ار : «ليس على المسلم 


الذكورء والحديث عام لان لكا تجب فيما قبل إن إضافة الخمس إلى الود من حقها أن . 
تضاف إلى الجمع لأن فيه معنى الجمعية وقيل: : روي خمس منوناً فيكون ذود بدلا عنه ومن 
الابل صفة مؤكدة لذودء بخلاف الورق ومن التمر فإنها مميزتان. (م: مىھ قالاسي له ١‏ 
ورواه الأربعة قال ابن الهمام: eS‏ 
تمر صدقة»› حتى يبلغ خمسة أوسق ثم أعاده من طريق آخرء وقال في آخره غير أنه قال بدل:” 
مكدر وساف فون أن الأوّل بالمثناة وزاد أبو داود فيه والوسق ستون مختوماء وابن ماجه) 
والوسق ستون صاع EG DENSE‏ 
السماءء والعيون أوكان عثرياً العشر وفيما سقى بالنضج نصف العشر”” وروي مسلم عنه عليه“ 
الصلاة والسلام فيما سقت الأنهار والغيم العشرء ال وو اي من 
الآثار أيضاً ما أخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز قال: فيما أنبتت الأرضء من قليل ٠‏ 
وكثير العشر وأخرج نحوه عن مجاهد وإبراهيم النخعي والحاصل أنه تعارض عام وخاص فمن | 
يقدم الخاص مطلقاً كالشافعي قال بموجب حديث الأوساق ومن يقدم العام أو يقول يتعارضان» ٠‏ 
ويطلب الترجيح إن لم يعرف التاريخ وإن عرف فالمتأخر ناسخ. وإن کان العام كقولنا يجب أن 
يقول بموجب هذا العام هنا لأنه لما تعارض مع حديث الأوساق في الإيجاب» فيما دون 
الخمسة أوسق كان الإيجاب أولى للاحتياط فمن تم له المطلوب في نفس الأصل الخلافي» يل 
له هنا ولولا خشية الخروج عن الغرضء لأظهرنا صحته مستعيناً بالله وإذا كان كذلك فهذا. 
البحث يتم على الصاحبين لالتزامهما الأصل المذكور وما ذكروه من حمل مرويهما على زكاة': : 
التجارةء طريقة الجمع بين الحديثين انتهى. كلام المحقق ابن الهمام والله أعلم بالمرام©؟. 2 7 





06 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله کا : :ابتى ظن ا 
يخ منه إن شرط وجوب زكاة المال بأنواعها الإسلام ويوافقه قول الصديق في كتابه الآني . 





(1) فتح القدير ۲/ ۱۸۷. 

)۲( البخاري في صحيحه ۳٤۷/۳‏ حديث رقم ۱٤۸۳‏ . 

)۳( مسلم في صحيحه ۲/ ۱۷۵ حديث رقم 441. 

دق فتح القدير ۲/ AA _ AV‏ 

الحديث رقم ٠۷۹١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه */ /الا". حديث رقم ١1514‏ اللي مم 
٥۵‏ حديث رقم (۸ - ۹۸۲). وأبو داود في السنن ۲01/۳ حديث رقم ٠٣٣١‏ . والترمذي 0 
حديث رقم 574 . والنسائي o /o‏ حديث رقم 15571. وابن ماجه ٥۷۹/۱‏ حديث رقم ۱۸۱۲.| 
والدارمي 454/١‏ حديث رقم 7 . ومالك في الموطأ ١‏ حديث رقم ۷ من كعاب 
اك وأحمد في المسند 0 


aR SE حل كبحي وسيل‎ aE E a حو‎ O aa N r O 2 N eS a 0: ار‎ ani TS يي‎ a 06 





ot‏ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


ف ج ر ا ج و 
١‏ صدقةٌ فى عبده» ولا فى فرسه». وفى رواية قال: «ليس في عبده صدقةً إلا صدقةً الفطر». 


5 (”) وعن أنسء أنَّ أبا بكر كتبّ لهُ هذا الكتابَ لما وجهّهُ إلى البحرين : 
“لسعم الله الرحمن الرحيم› هذه فريضة الصدقة التي فرض رمتل الله كه على المسلمين» 
م والتي أمرٌ اللّهُ بها رسوله. 





: على المسلمين» قلت: هذا حجة على من يقول أن الكفار مخاطبون [بالشرائع في الدنيا بخلاف 
. من يقول إن الكافر مخاطب] بفروع الشريعة» بالنسبة العقاب عليها في الآخرة كما أفهمه قوله 
1 تعالى : #فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ‏ وقالوا [لم نك نطعم المسكين] وعليه جمع 
: من أصحابنا وهو الأصح عند الشافعية (صدقة فى عبده ولا فى فرسه) أي اللذين لم يعدا 
. للتجارة وبه قال مالك والشافعي» وغيرهما وأوجبها أبو حنيفة في أناثي الخيل ديناراً في كل 
1 فرس أو يقوّمنها [صاحبها] ويخرج من كل مائتي درهم خمسة دراهم كذا ذكره ابن حجر وقال 
1 ابن الملك : هذا حجة لأبي يوسف ومحمد في عدم وجوب الزكاة في الفرس وللشافعي في 
عدم وجوبها في الخيل والعبيد مطلقاً في قوله القديم وذهب أبو حنيفة إلى وجوبها في الفرس 
والعبد» إذا لم يكن للخدمة وحمل العبد على العبد للخدمة والفرس» على فرس الغازي. اه: 
.. وفي فتاوى قاضيخان قالوا الفتوى على قولهما“ وههنا أبحاث شريفة ذكرها ابن الهمام» 
. فراجعه إن كنت تريد تحقيق الكلام قال ميرك : أخرجه البخاري (وفي رواية قال) كذا في نسخة 
.. على الاستثنائية (متفق عليه) قال ميرك : إلا قوله إلا صدقة الفطرء فإنه من أفراد مسلم. 


5 (وعن أنس أن أبا بكر كتب له) أي لأنس (هذا الكتاب) أي المكتوب الآتي (لما 
1 وجهه) أي حين أرسله أبو بكر (إلى البحرين) موضع معروف قريب البصرة سمي به لأنه بين 
0 بحرين (بسم الله الرحمن الرحيم) بدل من الكتاب بمعنى اسم المفعول» وهو واضح لأن المراد 
كتب له هذه النقوش التي هي بسم الله الخ (هذه) أي المعاني الذهنية الدالة عليها النقوش 
:. اللفظية الآتية (فريضة الصدقة) بالإضافة أي مفروضة الصدقة (التي فرض رسول الله كله على ' 
. المسلمين) أي فرضها عليهم بأمره تعالى وقال الطيبي: فرض أي بين وفصل . اه. وفيه إيماء 
إلى ما قال بعض المحققين: إن الزكاة فرضت جملة بمكة وفصلت بالمدينة جمعاً بين الأدلة إذ 
. بعض الآيات المكية يدل على وجوب الزكاة. (والتي) عطف على التي عطف تفسير أي الصدقة 
التي (أمر الله بها) أي بتلك الصدقة (رسول الله بل) وفيه إرشاد إلى أن المستفاد من الأوّل لم 
“) ينشأ عن الاجتهادء بل عن أمر الله له بعينه ولا بدع أن يكون المأمور الإجمالي بالنص» 





.1١ا//1 فتح القدير‎ )١1( 
الحديث رقم 5 : أخرجه البخاري مقطعاً في ثمان أمكنة في الجزء الثالث في الأماكن التالية. الحديث‎ 
. . و015950‎ ١4858 والحديث رقم‎ ۱٤٤۸ .الحديث رقم ۳ والحديث رقم‎ ١404 ش رقم‎ 








كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة oo‏ 





نشل ا العسلمين ر “له بع ی 
من الابل فما دونها؛ من الغنم من كل خمس شا ١‏ 





وتفصيل الأمور بالاجتهاد كما في الصلاة والحج وغيرهما على ما هو الظاهر والمتبادر من قوله أ“ 
لتبين للناس» ما نزل إليهم وكان الطيبي لاحظ هذا المعنى» »> وفسر قوله فرض بقوله بين وفصل ۰ 
وغفل ابن حجر عن هذه النكتة فخلط بين التفسيرين» حيث قال: أي أوجبها وبينها وفصلها ثم ٠‏ 
تقدير الكلام على كل تقدير» وتحرير وتقرير فإذا كانت الصدقة واجبة بأمر الله» ومبينة بقول ٠‏ 
رسول الله ية (فمن سُئلها) على بناء المفعول أي طلبها (من المسلمين على وجهها) حال من ٠‏ 
المفعول الثاني في سئلها أي كائنة على الوجه المشروع بلا تعد (فليعطها) بدليل قوله (ومن . 
سئل فوقها) أي فوق حقها قال الطيبي : أي أزيد من واجبها كمية أو كيفية» وتكون المسئلة . 
إجماعية إجمالاً لا اجتهاديةء فإنها حينئذ يقدم الساعي . (فلا يعط) أي شيئاً من الزيادة أو لا 
يعط شيئاً إلى الساعي بل إلى الفقراءء لأنه بذلك يصير خائناً فتسقط طاعته وهذا يدل على أن:- 
المصدق إذا أراد أن يظلم المزكي فله أن يأباه ولا يتحرى رضاه ودل حديث جرير وهو قوله !: 
ارضوا مصدقيكم» وإن ظلمتم على خلاف ذلك وأجاب الطيبي بأن اولئك المصدقين من / 
الصحابة» وهم لم يكونوا ظالمين وكان نسبة الظلم إليهم على زعم المزكي أو جريان على ر 
سبيل المبالغة» وهذا عام فلا منافاة بينهما. اه. وقد يجاب بأن الأوّل محمول على . 
[الاستحباب» وهذا محمول على] الرخصة والجواز أو الأوّل إذا كان يخشى التهمة والفتنة وهذا !أ 
عند عدمهما في شرح السنة فيه دليل على إباحة الدفع» عن ماله إذا طولب بغير حقه وفيه دليل ا 
على جواز إخراج صدقة الأموال الظاهرة بنفسه» دون الإمام وفيه دليل على أن الإمام والحاكم» إل 
إذا ظهر فسقهما بطل حكمهما. اه. . وفي الأخير نظر إذ لا دلالة فيه أكثر مما إذا طلب منه أكثر اأ 
مما عليه» لا يعطى الزائد بل يعطى الواجب وهذا صريح في بقاء ولايتهما وإن فسقا بطلب غير ا 
الواجب. (في أربع وعشرين) قال الطيبي : استئناف بيان لقوله هذه فريضة الصدقة وكأنه أشار ا( 
بهذه إلى ما في الذهن ثم أتى به بياناً له قال ابن الملك “فى أزيع تين مدا محذوف» آي 
الواجب أو المفروض أو المعطى في أربع وعشرين. (من الإبل) تميز قال ابن الهمام: بدأ هاا 
لأنها كانت جل أموالهم. أنفسها (فما دونها من الغنم) بيان للام في الواجب لأنه بمعنى !: 
الذي (من كل خمس شاة) أي الواجب من الغنم في أربع وعشرين» إبلاء عن كل خمس إبل 1 
شاة وقال الطيبي: من الأولى ظرف مستقر لأنه بيان لشاة توكيداً كما في قوله خمس ذودء من 
الإبل والثانية لغو ابتدائية متصلة بالفعل المحذوف أي ليعط في أربع وعشرين شاة كائنة من 
الغنم لأجل كل خمس من الإبلء > وقيل: من الغنم خبر لمبتدأ محذوف أي الصدقة في أربع 
وعشرين من الإبل من الغنم وقوله من كل خمس شاة مبتدأ أو خبر بيان للجملة المتقدمة» وقال 
العسقلاني في شرح البخاري: قوله من الغنم كذا للأكثرء ووقع في رواية ابن السكن بإسقاط 
من وصوبها بعضهم. وقال عياض: من أثبتها فمعناه زكاتها أي الإبل من الغنم ومن للبيان لا 
للتبعيض ومن حذفها فالغنم مبتدأء والخبر مضمر في قوله في أربع وعشرين وإنما قدم الخبر. 


mel e a‏ ا E‏ فحسن'!” 


Yo `‏ كتاب الزكاة/ باب ما يحب فيه الزكاة 





٠١‏ فإذا بلعَتُ خمساً وعشرينَ إلى خمس وئلائين؛ ففيها بنتُ مخاض أنشى . فإذا بلعث سنا 
١‏ وثلاثين إلى خمس وأربعين ؛ ففيها بنت لبون أنشى . فإذا بلعث سنا وأربعينَ إلى ستين؛ ففيها 
٠‏ حِقّةٌ طروقةٌ الجمل. فإذا بلفّت واحدةً وستينَ إلى خمس وسبعين؛ ففيها جَذَّةً. فإذا بلعث 
سيا وسبعينَ إلى تسعين؛ ففيها بنتا لبون. فإذا بلعْتْ إحدى وتسعينَ إلى عشرين وماثة؛ 
1 ففيها جقّتان طروقتا الجمل . 





2 التقديم كذا ذكره السيد جمال الدين. (فإذا بلغت) أي الإبل أو الأربع والعشترون (خخهما 
:' لأن أمها تكون حاملاً والمخاض الحوامل من النوق ولا واحد لها من لفظها بل واحدتها خلفة 


وإنما أضيفت إلى المخاض» والواحدة لا تكون بنت نوق لأن أمها تكون في نوق حوامل 


. تجاورهن تضع حملها معهن كذا حققه الطيبي: وأما ما ذكره ابن الملك من أن أمها صارت 
. مخاضاً أي حاملاً بأخرى فليس بسديد اللهم إلا أن يقال المخاض وجع الولادة فيكون التقدير 


ذات مخاض وإنما قال (أنثى) توكيداً كما قال تعالى: #نفخة واحدة 4 [الحاقة  ]١‏ ولئلا 


a 


يتوهم أن البنت ههناء والابن في ابن لبون كالبنت والابن في بنت طبق وابن آوى يشترك فيهما 


الذكر والأنثى» كذا ذكره الطيبي وحاصله أن وصف البنت بالأنثى لئلا يتوهم أن المراد منه 


,. الجنس الشامل للذكر والأنثى» كالولد إذ في غير الآدمي قد يطلق البنت» والابن ويراد بهما 
٠‏ الجنس كما في ابن عرس وبنت طبق وهي سلحفاة تبيض تسعاً وتسعين بيضة؛ على ما في 
,. القاموس ثم هذا الحكم مما أجمع عليه وأما ما روي عن علي أن فيها خمس شياه وفي ست 
7 وعشرين بنت مخاض فلم يصح كالخبر المروي في ذلك. (فإذا بلغت ستاً وثلاثين» إلى خمس 
:.. وأربعين ففيها بنت لبون أنثى) وهي مالها سنتان وقال الطيبي: أي التي دخلت في الثالثة سميت 
7 بها لأن أمها تكون ذات لبن ترضع به أخرى؛ غالبا أ (فإذا بلغت ستاً وأربعين إلى ستين» ففيها 


حقة) بكسر الحاء وتشديد القاف» أي مالها ثلاث سنين. (طروقة الجمل) بفتح الطاء فعولة 


بمعنى مفعولة أي مركوبة للفحل» والمراد أن الفحل يعلو مثلها في سنها وفي النهاية هي التي 
دخلت في الرابعة وسميت بذلك لأنها استحقت أن تركب وتحمل ويطرقها الجمل قيل : فيه 
دلالة على أنه لا شيء في الأوقاص» وهي ما بين الفريضتين (فإذا بلغت واحدة وستين إلى 
٠‏ خمس وسبعين» ففيها جذعة) بفتح الجيم والذال المعجمة مالها أربع سنين وإنما سميت بذلك 
٠‏ لأنها سقطت أسنانهاء والجذع السقوط وقيل: لتكامل أسنانها وقال التوربشتي: يقال للابل في 
7 السنة الخامسة أجذع» وجذع اسم له في زمن ليس سن ينبت ولا يسقط والأنثى جذعة . (فإذا 
بلغت ستاً وسبعين» إلى تسعين ففيها بنتا لبون) في الحديث دليل على أن لا شيء في 
٠‏ الأوقاص. (فإذا بلغت إحدى وتسعين» إلى عشرين ومائة ففيها حقتان» طروقتا الجمل) قال ابن 
:: الهمام: تقدير النصاب والواجب أمر توقيفي" ثم قال: واعلم أن الواجب في الإبل هو 


| ا فر 


SRN FREON Fane N HRSG ب‎ FON RS OS ا‎ TTT اي اللي چ ا اا‎ 


SE I 


كتاب الزكاة/ باب ما يحب فيه الزكاة YoV‏ 





فإذا زادث على عشرين ومائة ؛ ففي كل أربعين بنتُ لبون» وفي كل خمسين حقّة. ومَنْ لم 
يكن معَهُ إلا أربعٌ من الإبل فليس فيها صدقةٌ إلا أن يشاءً ربّها. فإذا بلعّتْ خمساً ففيها شاةً. 
ومن بلعَّتْ عندهُ من الإبل صدقة الجذعة» ولي ليسث عندَهُ جَذعَة» وعنده جِمَّة؛ فَإِنّها نبل منه 
الجِمَّة وليت عنده الحقة ويَجِعَل معها شاتين إن استَيْسرّتا له» أو 





الإناث» أو قيمتها بخلاف البقر والغنم فإنه يستوي فيهما الذكورة والأنوثة''؟. (فإذا زادت على 
عشرين ومائة ففى كل أربعين بنت لبون» وفى كل خمسين حقة) قال القاضي : دل الحديث 
على استقراء الحساب» بعد ما جاوز العدد المذكور يعني أنه إذا زاد الإبل على مائة وعشرين لم 
تستأنف الفريضة وهو مذهب أكثر أهل العلمء وقال النخعي والثوري وأبو حنيفة : تستأنف فإذا 
زادت على المائة والعشرين خمس» لزم حقتان وشاة وهكذا إلى بنت مخاض» وبنت لبون على 
الترتيب السابق واحتجوا بما روي عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه في حديث 
الصدقةء فإذا زادت الإبل على عشر ومائة ترد الفرائض إلى أوّلهاء وبما روي أنه عليه الصلاة 
والسلام كتب كتاباً لعمرو بن حزم في الصدقات والديات وغيرها وذكر فيه أن الإبل إذا زادت 
على عشرين» ومائة استؤنفت الفريضة وقد ذكر ابن الهمام في شرح الهداية كتب الصدقات من 
رسول الله اة منها كتاب الصديق» ومنها كتاب عمر بن الخطاب”'"' أخرجه أبو داود والترمذي 
وابن ماجه» ومنها كتاب عمرو بن حزم أخرجه النسائي في الديات”" وأبو داود في مراسيله وقد 
بسط ابن الهمام الكلام» على ما يتعلق بالمقام فراجعه إن كنت تريد تمام المرام 6 ثم قال وفي 
شرح الكنز قد وردت أحاديث كلها تنص على وجوب الشاة بعد المائة والعشرين ذكرها في 
الغاية”” . اه. وبه يندفع ما قاله ابن حجر من أن الرواية بذلك لا تقاوم حديث البخاري» فإنا 
نقول الحديث إذا تعددت طرقه وصح وله مسند منها يرجح على البخاري» لا سيما وقد تعلق 
اجتهاد المجتهد قبل أن يخلق الله البخاريء ولا عبرة بالضعف الناشىء بعد المجتهد» على 
تقدير وقوعه . (ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل؛ ٠‏ فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها) أي 
مالكها وصاحبها أن يتطوّع بها مبالغة في نفي الوجوب» والاستثناء ء منقطع وقيل متصل إطلاقاً 
للصدقة على الواجب» والمندوب تأكيداً لما قبله كما فهم مما سبق. (فإذا بلغت خمساً ففيها 
شاة ومن بلغت عنده من الإبل) يتعين إن من زائدة على مذهب الأخفش» داخلة على الفاعل أي 
ومن بلغت إبله (صدقة الجذعة) بالنصب والإضافة قال الطيبي: أي بلغت الإبل نصاباً يجب فيه 
الجذعة. اه. وفي نسخة برفع صدقة بتنوينها ونصب الجذعة وفي نسخة بالإضافة (وليست 
عنده جذعة وعنده حقة فإنها) أي القصة أو ألحقة أو ضمير مبهم (تقبل منه الحقة) تفسير 
(ويجعل) ضميره راج جع إلى من (معها) أي مع الحقة للمستحقين (شاتين أن استيسرتا له) قال 
ابن حجر: ا ن أو أنثى» وذكر من الضأن ما لها سنة ومن المعز ما لها سنتان. (أو 


000 فتح القدير . (۲) فتح القدير 1/1 
2 فتح القدير ا (4) فتح القدير ار 


لي حك العو و رس 


اا ا ا HERO‏ 


ore 





2 


ب صو ص ير 


م 


I LT oT 


SE ا ا‎ PRN A N A A RS E 


Yo۸‏ کتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


عشرِينَ درهماً. ومن بلعث عنده صدقةٌ الحِقَّةٌ» وليسَث عنده الحم وعندَهُ الجذعة؛ فإنّها 
تقل من الجذعَةٌ» ويعطيه المصدق عشرينَ درهماًء أو شاتين. ومن بلعَّتْ عندَهُ صدقة 
الحقّة» وليسث عندّه إلا بنتٌ لبون؛ فإنّها تُقبَلُ منهُ بنتُ لبون» ويعطي [ معها ] شاتين» أو 
عشرينَ درهماً. ومن بلحت صدقتة بنتَ لبون» وعندَهُ حِقَّةٌ فإنّها نبل من الحِمَّةُ ويُعطيه 
المصدَّقٌ عشرينَ درهماً» أو شاتين. ومن بلعث صدقتهُ بنتٌ لبون» وليست عندَةُ» وعندهُ 
بنثُ مخاض؛ فإنّها تُقبَلُ منهُ بنتُ مَخاض» ويعطي معها عشرين درهماًء أو شائّين. ومن 
بلعْثْ صدقتّه بنتَ مخاض» وليسّت عنده» وعندهُ بنتٌ لبون» فإنّها تُقبّل منه» ويُعطيه 
الخصيدق رين درهماء: أو شاتين: إن لم تكن عندهُ نت مَخاض على وجههاء وعندَهٌ أبن 
لبون؛ فإِنّهُ يُقبل منُ» وليس معهُ شيءَ. وفي صدقة الغنم 


عشرين درهماً) جبراً وعشر ضعيف قال الطيبي: فيه دليل على جواز النزول والصعودء من 
السن الواجب عند فقده إلى سن آخرء يليه وعلى أن جبر كل مرتبة بشاتين أو عشرين درهماً 
وعلى أن المعطي مخيرء بين الدراهم والشاتين. (ومن بلغت عنده صدقة الحقة) بأن كانت ستاً 
وأربعين (وليست عنده الحقة وعنده الجذعة. فإنها تقبل منه الجذعة) بدل من الضمير الذي هو 
اسم إن أو فاعل تقبل فالضمير للقصة. (ويعطيه المصدق) أي العامل أو المستحق إن قبيض 
لنفسه (عشرين درهماً أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة الحقة» وليست عنده إلا بنت لبون 
فإنها تقبل منه بنت لبون) اعرابه كما سبق وفي أصل ابن حجر فإنها أي بنت اللبون تقبل منه. 
اه. وهو مخالف لما في الأصول من ذكر بنت لبون بعد قوله تقبل منه. (ويعطي) أي المالك 
(شانيق أو عشرين ترعما) قال الطببى رمه الله + فيه ديل على أن التغيرة فى الضعوة: والترول»؛ 
من السن الواجب إلى المالك. اه. وعلل بأنهما شرعاً تخفيفاً له ففوض الأمر إلى اختياره» 
(ومن بلغت صدقته بنت لبون» وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهماً 
أو شاتين» ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست) أي بنت اللبون (عنده وعنده بنت مخاض فإنها 
تقبل منه بنت مخاض› ويعطي) أي الصاحب (معها) أي مع بنت المخاض ومعها حال مما بعده 
لأنه صفة له تقدمت عليه. (عشرين درهماً) قال الطيبي : أي عشرين درهماًء كائنة مع بنت 
المخاض فلما قدم صار حالاً. (أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست) أي بنت 
المخاض (عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهماًء أو شاتين فإن 
لم تكن) بالتأنيث والتذكير (عنده بنت مخاض على وجهها) بأن فقدها حساً أو شرعاً قال ابن 
الملك: يحتمل معناه ثلاثة أوجه إما أن لا يكون عنده بنت مخاض أصلاً أو لا تكون ضحيحة 
بل مريضة» فهي كالمعدومة أو لا تكون عنده بنت مخاض متوسطة بل له بنت مخاض على 
غاية الجودة. (وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه) أي بدلاً من بنت مخاض قهرأً على الساعي 
(وليس معه شيء) أي لا يلزمه مع ابن لبون شيء آخر من الجبران قال ابن الملك: تبعاً للطيبي 
[رحمه الله] وهذا يدل على أن فضيلة الأنوثة» تجبر بفضل السن. (وفي صدقة الغنم) قال ابن 





کتاب ا ا ی ا ۲0۹4 





في سائمتها: إذا كانث أربعين إلى عشرين ومائة؛ شاةً. فإذا زادث على عشرينَ ومائة إلى 

مائتين؛ ففيها شاتان. فإذا زادّث على مائتين إلى ثلاثمائة؛ ففيها ثلاث شياء. فإذا زاث 
على ثلاثمائة» ففي كل مائة؛ شاة. فإذا كانت سائمةٌ الرجل ناقِصّةً من أربعين شاه واحدةً؛ 
فليسٌ فيها صدقةٌء إلا أن يشاءً ربُها. ولا تُخْرَحُ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاث غعَوَارِء ولا 


9 


مس 


الحكم خبر مقدم. (في سائمتها) بدل بإعادة الجار أو حال أي لا في معلوفتها والسائمة هي 
التي ترعى في أكثر السنة قال ابن الهمام: والسائمة التي ترعى» ولا تعلف في الأهل وفي الفقه 
هي تلك مع قيد كون ذلك لقصد الدرء والنسل حولاً أو أكثر فلو أسميت أي الإبل للحمل 
والركوب لم تكن السائمة المستلزمة شرعاً لحكم وجوب الزكاة» بل لا زكاة فيها ولو أسامها 
للتجارة كان فيها زكاة التجارة لا زكاة السائمة. اه. وفي شرح السنة فيه دليل على أن الزكاة 
إنما تجب في الغنم إذا كانت سائمة فأما المعلوفة فلا زكاة فيهاء ولذلك لا تجب الزكاة في 
عوامل البقر والإبلء عند عامة أهل العلم وإن كانت سائمة وأوجبها مالك في عوامل البقر 
ونواضح الوبل. اه. قال ابن حجر: في حديث أبي داود الذي صححه الحاكم وحسنه الترمذي 
او ا في الإبل أيضا"' وفي الخبر الصحيح ليس في البقر العوامل صدقة" . (إذا 
كانت أربعين إلى عشرين» ومائة شاة) مبتدأ (فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين» ففيها 
شاتان فإذا زادت على مائتين إلى ثلثمائة ففيها ثلاث شياة» فإذا زادت على ثلثمائة) أي وبلغت 
أربعمائة ذكره الطيبي وقال ابن الملك: وقيل: إذا زادت واحدة ففيها أربع. اه. وفي شرح 
السنة معناه أن تزيد مائة أخرى فتصير أربعمائة فيجب أربع شياه وهو قول عامة أهل العلم وقال 
الحسن بن صالح إذا زادت على ثلثمائة واحدة ففيها أربع شياه. اه. وبه قال النخعي (ففي كل 
مائة شاة» فإذا كانت سائمة الرجل) وكذا المرأة (ناقصة من أربعين شاة) تمييز (واحدة) بالنصب 
إما على نزع الخافض أي بواحدة أو مفعول ناقصة أو عطف بيان لها وبالرفع على تقدير» وهي 
واحدة من أربعين شاة (فليس فيها صدقة ة إلا أن يشاء ربها) أي تطوّعاً (ولا تخرج) على بناء 
المجهول (في الصدقة) أي الزكاة (هرمة) بكسر الراء أي التي أضر بها كبر السن وقال ابن 
الملك كالمريضة. (ولا ذات عوار) بفتح العين ويضم أي صاحبة عيب ونقص كذا في النهاية 
وقال ابن حجر: فهو من عطف العام إذ العيب يشمل المرض» والهرم وغيرهما ومن فسرهما 
بالنقص» والعيب أراد التأكيد إذا النقص والعيب متحدان. اه. والصحيح أن العيب أعم من 
النقص مع أن الهرم ليس معيباً في اللغة» ولو كان معيباً في الشرع وقال ابن الملك: هذا إذا 
كان كل ماله أو بعضه سليماً فإن کان كله معیباً» فإنه يأخذ واحداً من وسطهء (ولا تيس) أي 
فحل الغنم قال الشراح: أي إذا كانت كل الماشية أو بعضها إناثاً لا يؤخذ الذكر إلا في 


.1910 أخرجه أبو داود فى السئن ۲ حديث رقم‎ )١( 


+49 الطراتن في الكثير دك في كبر ال ي 





۲۹۰ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


إلا ما شاء المُصدّق. ولا يُجِمَعُ بِينَ متفرّقء ولا يُفرّقُ بِينَ مُجتمّع خشيَةً الصدقة» وما كان 
من خليطين فإِنْهما يتراجعانٍ بيتهما بالسويّة . 


موضعين ورد بهما السند الأول» أخذ التبيع من ثلاثين من البقر والثاني أخذ ابن اللبون» من 
خمس وعشرين من الإبل مكان بنت المخاض عند عدمها فأما إذا كانت ماشيته كلها ذكوراً. 
فيؤخذ الذكر وقيل: لا يؤخذ التيس لأن المالك يقصد منه الفحولة فيتضرر بإخراجهء وقال 
بعضهم : لنتنه وفساد لحمه» فهو مرغوب عنه وقال القاضي : لأن الواجب هي الأنثى. (إلا ما 
شاء المصدق) بتخفيف الصاد وتشديد الدال وروي أبو عبيد بفتح الدال وهو المالك وجمهور 
المحدثين بكسرها وهو العامل فعلى الأوّل يختص الاستشناءء بقوله ولا تيس إذ ليس للمالك أن 
يخرج ذات عور في صدقته» وعلى الثاني معناه أن العامل يأخذ ما شاء مما يراه أصلح وأنفع 
للمستحقين» فإنه وكيلهم ويحتمل تخصيص ذلك بما إذا كانت المواشي كلها معيبة هذا كلام 
الشراح قال الطيبي: هذا إذا كان الاستثناء متصلاًء ويحتمل أن يكون منقطعاً والمعنى لا يخرج 
المزكي الناقص» والمعيب لكن يخرج ما شاء المصدق من السليم والكامل وقال ابن حجر : 
وقيل بتشديدها أي المالك بأن تمحضت ماشيته كلها معيبة أو ذكوراً فالاستثناء متصل راجع 
للكل أيضا» وعجيب ممن حمله إلى المالك وجعله راجعاً إلى التيس فقط . اه. وهو غير متجه 
عند التحقيق وبالله التوفيق (ولا يجمع) نفي مجهول (بين متفرق ولا يفرق) بالتشديد ويخفف 
(بين مجتمع خشية الصدقة) نصب على العلة راجعة إليهما أي مخافة تقليلهاء وتكثيرها قاله 
الطيبي. أو خشية فوت الصدقة وتقليلها قال بعضهم والحاصل أن التقدير خشية وجوب الصدقة 
أو كثرتها إن رجع للمالك» وخشية سقوط الصدقة أو قلتها إن رجع إلى الساعي» قال بعض 
علمائنا: النهي للساعي عن جمع المتفرقة» مثل أن يجمع أربعين شاة» لرجلين لأخذ الصدقةء 
وتفريق المجتمعة مثل أن يفرق مائة وعشرين لرجل أربعين أربعين ليأخذ ثلاث شياه» وهذا قول 
أبي حنيفة والنهي للمالك أن يجمع أربعينه مثلاً إلى أربعين لغيره» لتقليل الصدقة وأن يفرق 
عشرين له مخلوطة بعشرين لغيره» لسقوطها وهذا قول الشافعي وفي شرح السنة هذا نهي 
للمالك والساعي جميعاً نهى رب المال عن الجمع والتفريق قصداً إلى تكثير الصدقة» قال 
الطيبي : ويتأتى هذا في صور أربع أشار إليها القاضي» بقوله الظاهر أنه نهي للمالك عن الجمع 
والتفريق قصد إلى سقوط الزكاة أو تقليلهاء كما إذا كان له أربعون شاة فيخلطها بأربعين لغيره» 
ليعود واجبة من شاة إلى نصفها وكما إذا كان له عشرون شاة مخلوطة» بمثلها ففرقها لئلا يكون 
نصاباً فلا يجب شيء وهو قول أكثر أهل العلم وقد نهى الساعي أن يفرق المواشي على 
المالك؛ فيزيد الواجب كما إذا كان له مائة وعشرون شاة» وواجبها شاة ففرقها الساعي أربعين 
أربعين ليأخذ ثلاث شياه وأن يجمع بين متفرق لتجب فيه الزكاة» أو تزيد كما إذا كان لرجلين 
أربعون شاة متفرقة فجمعها الساعي ليأخذ شاة أو كان لكل واحد منهما مائة وعشرون فجمع 
بينهما ليصير الواجب ثلاث شياهء وهو قول من لم يعتبر الخلطة ولم يجعل لها تأثيراً كالثوري 
: وأبي حنيفة قال الطيبي : [رحمه الله] وظاهر قوله (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما 
بالسوية) يعضد الوجه الأوّل. اه. وهو مدفوع إذ يتصوّر في المشاركة أيضاً وقوله بالسوية أي 


كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة ۹۱ 


هلها و وا واه فاه Saon‏ .ا واة ودود وه ود و ها عد عد ود وا. د وا .دا .ا .دا مدا .د .دا وار مامد .د ما عد اه 6ه 


بالعدالة بمقتضى الحصة. فيشمل أنواع المشاركة» ولا يحتاج إلى ما قاله ابن حجر [رحمه الله] 
من أنه خرج مخرج الغالب» إن الشركة تكون مناصفة» قال ابن الملك: مثل إن كان بينهما 
خمس إبل فأخذ الساعي وهي في يد أحدهما شاة فإنه يرجع على شريكه» بقيمة حصته على 
السوية وفيه دلالة على أن الساعي إذا ظلم وأخذ منه زيادة على فرضهء فإنه لا يرجع على 
شريكه وقال بعض الشراح من علمائنا: قوله ما كان الخ أي الواجب الذي أخذه الساعي من 
الخليطين فإنهما يتراجعان أما الرجوع على مذهب أبي حنيفة » وهو القائل بأن لا تأثير للخلطة 
في حكم الصدقةء والمعتبر هو الملك خلافاً للشافعي فمثل أن يأخذ الساعي شاتين من جملة 
مائة وعشرين شائعة» بين رجلين أثلاثاً قبل قسمتهما”(' الأغنام فالمأخوذ من صاحب الثلثين شاة 
وثلث وواجبه في الثمانين شاة» والمأخوذ من صاحب الثلث ثلثا شاة وواجبه في أربعين شاة 
فصاحب الثلثين يرجع بالسوية» على صاحبه بثلث شاة حتى ترجع حصته من ثمانين شاة إلى 
تسع وسبعين» وحصة صاحبه من أربعين إلى تسع وثلاثين» وأما على مذهب الشافعي فمثل أن 
يكون لأحد الخليطين خلطة الجوار ثلاثون بقراً وللآخر أربعون وأخذ الساعي تبيعا من صاحب 
الثلثين وسنة من صاحب الأربعين فيرجع الأول بأربعة أسباع تبيع على الثاني» ويرجع الثاني 
بثلاثة أسباع المسنة على الأوّل ولو أخذ بالعكس رجعا بالعكس وإن أخذ من أحدهما رجع 
على صاحبه بحصته› وفي خلطة الشيوع يرجع إن لم يكن المأخوذ من جنس المال وإلا فلا 
انتهى كلامه قال ابن الهمام: وقد اشتمل كتاب الصديق وكتاب عمر على هذه الألفاظ» وهي ما 
كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية ولا يجمع بين متفرق» ولا يفرق بين مجتمع مخافة 
الصدقة ولا بأس ببيان المراد إذا كان مبنى بعض الخلاف». وذلك إذا كان النصاب بين شركاء 
وصحت الخلطة بينهم باتحاد المسرح والمراح والراعي» والفحل والمحلب تجب الزكاة فيه 
عنده أي عند الشافعي لقوله عليه الصلاة والسلام لا يجمع بين متفرق الحديث» وفي عدم 
الوجوب تفريق المجتمع» وعندنا لا يجب وإلا لوجبت على كل واحد فيما دون النصاب لنا 
هذا الحديث ففي الوجوب الجمع بين الأملاك المتفرقة إذ المراد الجمع والتفريق في الأملاك لا 
الأمكنة ألا يرى أن النصاب المفرق» في أمكنة مع وحدة الملك يجب فيه ومن ملك ثمانين شا 
ليس للساعي أن يجعلها نصابين بأن يفرقها في مكانين» فمعنى لا يفرق بين مجتمع أنه لا يفرق 
الساعي ب بين الثمانين مثلاً أو المائة والعشرين ليجعلها نصابين وثلاثة ولا يجمع بين متفرق» أي 
لا سبع تكلا بين لا ريطن رة بالملك عر بكرن ك للها دي والحال أن الكل 
عشرين قال وما كان بين خليطين الخ قالوا أراد به إذا كان بين رجلين إحدى وستون مثلاء من 
الإبل لأحدهما ست وثلاثون وللآخر خمس وعشرون فأخذ المصدق منها بنت لبون» وبنت 
مخاض فإن كل واحد يرجع على شريكه بحصة ما:أخذه الساعي من ملكه زكاة شريكه والله 
أعلم"“ وعلى هذا فالمراد من قوله مخافة الصدقة مخافة ثبوت الصدقةء فيما لا صدقة فيه أي 


- ۱۲۹/۲ في المخطوطة «قسمتها». (۲) فتح القدير‎ )١( 








E 


ي 








کات e‏ باب ما يحب فيه بيه الزكاة 





وفي الرقَّةِ رُبع العُشر فإِنْ لم تكن إلا تسعينَ وماثةٌ؛ فليس فيها شيء إلا أن يشاء ربُها. رواه 





لا يفعل ذلك التفريق والجمع كيلا تثبت الصدقة فيما لا صدقة فيه» واجبة كما لو فرق بين 
الثمانين حيث تجب ثنتان والواجب فيها ليس إلا واحدة أو جمع بين العشرين لرجلين 
لتجب واحدة والواقع أن لا وجوب فيها (وفي الرقة) بكسر الراء وتخفيف القاف أي 
الدراهم المضروبة 0 ورق وهو الفضة حذف منه الواو وعوّض عنها التاء كما في عدة 


| ودية (ربع العشر) بضم الأول وسكون الثاني وضمهما فيهما يعني إذا كانت الفضة مائتي 


درهم فربع العشر خمسة دراهم ومر أن الاقتصار عليها للغالب» قال الزركشي: عن ابن 
عبد البر لا يصح [خبر ”© الدينار أي المثقال أربعة وعشرون قيراطاًء قال: هذا وإن لم 
يصح ففي قول جماعة من العلماء به وإجماع الناس على معناه ما يغني عن الإسناد فيه قال 
ابن حجر: والمثقال اثنان وسبعون حبة» من حب العشير المعتدل وخمسا حبة والدرهم 
خمسون حبة وخمسا حبة فالتفاوت بينه وبين المثقال ثلاثة أعشار المثقال. اه. والذي ذكره 
علماؤنا أن عشرة دراهم زنة سبعة مثاقيل: والمثقال عشرون قيراطاًء والقيراط خمس 
شعيرات متوسطات. (فإن لم تكن) أي الرقة التي عنده (إلا تسعين) أي درهماً (ومائة) أي 
دراهم والمعنى إذا كانت الفضة ناقصة عن مائتي درهم (فليس فيها شيء) أي لا يجب 
إجماعا (إلا أن يشاء ريها) أي يريد أن يعطي مالكها على سبيل التب فإنه لا مالع له فيها 
في شرح السنة هذا يوهم إنها إذا زادت على ذلك شيئاً قبل أن 7 تتم مائتين كانت فيه 
الصدقة وليس الأمر كذلك وإنما ذكر تسعين لأنه آخر فصل من 0 المائة» والحساب 
إذا جاوز المائة كان تركيبه بالفصول والعشرات» والمئات والألوف فذكر التسعين ليدل على 
أن لا صدقة فيما نقص عن كمال المائتين ين بدليل قوله ية ليس فيما دون خمس أواق» من 
الورق صدقة”" قال الطيبي: أراد أن دلالة هذا الحديث على أقل ما نقص من النصاب» 
ان يتم بحديث ليس فيما دون خمس أواق صدقة ويسمى هذا في الأصول النص المقيدء 
بمفارقة نص اخر وينصره الحديث الاتي عن علي رضي الله عنه وليس في تسعين ومائة 
شيء فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم» ونحوه قوله تعالى: #وحمله وفصاله ثلاثون 
شهراً € [الأحقاف  ]١5‏ فإنه يدل على أن أقل الحمل ستة أشهرء ولكن إذا ضم معه 
قوله تعالى: #والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين € [البقرة ‏ ۲۳۳] (رواه البخاري) 
قال ميرك : مقطعاً في عشرة مواضع» وهو كتاب مستفيض مشهور رواه أبو داود والنسائي 
وأحمد والدارقطني”” وال ابن الهمام: رواه البخاري في ثلاثة أبواب ورواه أبو داود في 
سننه» حديثاً واحداً وزاد فيه وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية» وقد يوهم 





)١(‏ في المخطوطة وقعت الكلمة في ضمير منها. 


اضرم راجع الحديث رقم (110945). 
4 (۳) الدارقطني في السنن ۱۱٤/۲‏ حديث رقم ۳ من باب زكاة الغنم. .. 





کتاب ر ا اوتا 





17 (4) وعن عبد الله بن عمرء عن النبي كلاف قال: «فيما سمَّتٍ السّماء 
والعيونٌ أو كان عتريًا ؛ العُشرٌ. وما سُقيّ بالنضّح؛ نصفٌ العشر». رواه البخاري . 


(08) وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله ا : (العجماءٌ جرحهًا 


لفظ بعض الرواة فيه الانقطاع لكن الصحيح أنه صحيح قاله البيهقي وأخرج الدارقطني من حديث 
ومن الأربعين دينارا [ديناراً] . 


161 لون عي اله بن تمر عن التي د قال فيما سقت السماء) أي المطر والسيل 
والأنهار (والعيون) بالضم والكسر (أو كان عثرياً) به بفتح العين والمثلثة المفتوحة المخففة وقيل: 
بالتشديد وغلط وقيل: Cl‏ من النخل الذي يشرب بعروقه من 
ماء المطرء يجتمع في حفيرة وقيل: هو العذى وهو الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطرء قال 
القاضي: والأوّل ههنا أولى» لئلا يلزم التكرار وعطف الشيء على نفسه أي الثاني هو المشهور 
وإليه ذهب التوربشتي وقيل ما يزرع في الأرض تكون رطبة أبداً لقربها من الماء من عثر على 
الشيء يعثر عثوراً وعثراً أي طلع عليه لأنه تهجم على الماءء فنسب إلى العثرة (العشر) أي 
يجب عشره (وما سقي بالنضح) أي وفيما سقي ببعير أو ثور أو غير ذلك من بر" أو نهر 
والنضح في الأصل» مصدر بمعنى السقي في النهاية والنواضح هي الإبل التي يستقى عليها 
والواحد ناضح. اه. وقال ابن حجر: والأنثى ناضحة. اه. وفيه بحث ويسمى هذا الحيوان 
سانية . (نصف العشر) لما فيه من المؤنة (رواه البخاري) قال ميرك: ورواه الأربعة. اه. وجاء 
في خبر مسلم فيما سقت الأنهار والغيم» أي المطر عشر وفيما سقى بالسانية نصف العشر*» 
وفي حديث أبي داود بسند صحيح فيما سقت السماء والأنهار والعيون» أو كان بعلا أي ما 
يشرب بعروقه لقربه من الماء العشر وفيما سقى بالسواني أو النضح نصف العشر . 


(وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله تَكلِةِ: العجماء) أي البهيمة وهي في الأصل 
NE‏ الأعجم وهو الذي لا يقدر على الكلام» سُمي بذلك لأنها تتكلم. (جرحها) بضم الجيم 
وفتحها المفهوم من النهاية نقلاً عن الأزهري إنه بالفتح لا غير لأنه مصدر وبالضم الجراحةء 


الحديث رقم /1 : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .۳٤۷‏ حديث رقم 18 .١‏ وأبو داود في السنن ۳/ 
. حديث رقم ۱٥۹١‏ . والترمذي ۳٣/۳‏ حديث رقم 1۳۹. والنسائي ٥‏ حديث رقم 
۸ وابن ماجه ٥۸۰/١‏ حديث رقم .۱۸١١‏ ومالك في الموطأ ۲۷۰/۱ حديث رقم ۳۳ من 
كتاب الزكاة. 
)١(‏ في المخطوطة «بعيدا. ‏ 
مسلم في صحيحه ۲/ ۱۷۵. حديث ارقم ۱. 
)۳( أبو داود في السنن ۳/ ۲٠٣۲‏ حديث رقم .۱٥۹٩‏ 


الحديث رقم ۱۷۹۸: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ .۳٠٤‏ حديث رقم 1544. ومسلم في صحيحه = 


کو ا چیو کی 


جر کک ر ی ر ع 


کک 
ت 


E NE‏ ر 


4 كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 
جُبّار؛ والبئرٌ جُبَارٌء والمَعدِن جبارٌء وفى الركارٌ الخمسٌ». 


والمراد إتلافها قال عياض : إنما عبر بالجرح لأنه الأغلب وقيل: هو مثال نبه به على ما عداه. 
(جبار) بضم الجيم أي هدر قال الطيبي ولا بد من تقدير مضاف ليصح حمل المبتدأ على الخبر 
أي فعل العجماء هدر باطل. اه. وهو غفلة عن وجود جرحها فإنها معه لا تحتاج إلى تقدير 
نعم الجملتان المتأخرتان» تحتاجان إلى تقدير كما لا يخفى يعني إذا أتلفت البهيمة شيئاً ولم 
يكن معها قائد ولا سائق وكان نهاراً فلا ضمان وإن كان معها أحد فهو ضامن لأن الإتلاف 
حصل بتقصيره: وكذا إذا كان ليلاً لأن المالك قصر في ربطها إذ العادة أن تربط الدواب ليلاً 
وتسرح نهاراً كذا ذكره الطيبي وابن الملك . (والبئر) بهمز ويبدل (جبار) أي البئر المحفورة بلا 

تعد إذا وقع فيها أحد أوانها على الحافر فلا ضمان على الحافر في الأول وللأمر في الثاني 
(والمعدن جبار) كالبئر فى الوجهين قال ابن الملك: إذا حفر أحد بثراً في ملكه أو موات ووقع 
اا له هات غ أما إذا حفر على الطريق أو فى ملك الغير» بغير إذنه 
فالضمان على عاقلة الحافر وكذا إذا حفر واحد موضعاً فيه ذهب أو فضة ليخرج منه ووقع فيه 
أحد أو دابة لا ضمان عليه لأنه غير متعد وكذلك الفيروزج والطين وغير ذلك وقال الطيبي 
[رحمه الله]: إذا استأجر حافراً لحفر البئر واستخراج المعدن» فانهار عليه لا ضمان وكذا إذا 
وقع فيه إنسان فهلك إن لم يكن الحفر عدواناً وإن كان ففيه خلاف . (وفي الركاز) بكسر الراء 
(الخمس) قال الطيبي : الركاز المعدن عند أهل العراق» من أصحاب أبى حنيفة لما روي أنه 
عليه الصلاة والسلام سئل عنه فقال الذهب» الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت ودفين 
أهل الجاهلية عند أهل الحجاز» وهو الموافق لاستعمال العرب والمناسب لوجوب الخمس 
فيه» قيل: والمعنى الأوّل أنسب بذكر انهيار المعدن وقال ابن الملك: اللغة تحتملها لأن كلا 
مركوز في الأرضء أي ثابت ويقال ركزه أي دفنه قيل : الحديث على رأي الحجاز وإنما كان 
فيه الخمس لكثرة نفعه» وسهولة أخذه قال ابن الهمام : الركاز يعم المعدن والكنز لأنه من الركز 
مراداً به المركوز أعم من كون راكزه الخالق» أو المخلوق فكان إيجاباً فيهما" ولا يتوهم عدم 
إرادة المعدن بسبب عطفه عليه» بعد إفادة إنه جبار أي هدر لا شيء فيه وإلا لتناقض فإن 
الحكم المعلق بالمعدن ليس هو المعلق به في ضمن الركاز ليختلف بالسلب والإيجاب» إذ 
المراد به أن إهلاكه أو الهلاك به للأجير الحافر له غير مضمون لا أنه لا شيء فيه نفسه وإلا لم 
يجب شيء أصلاً وهو خلاف المتفق عليهء إذ الخلاف إنما هو في كميته لا في أصله وأما ما 
رو عن أن هريرة أنه قال: قال رسول الله بي : في الركاز الخمس» قيل: وما الركاز يا 


ِ 0# خی رق (54 - .)037٠١‏ وأبو داود في السئن ۷٠١ /٤‏ حديث رقم 4097. والترمذي 
ع حديث رقم 547. والنسائي 6/0( حديث رقم ٥‏ وابن ماجه ۲/ ۸٩۱‏ حديث رقم 
7 والدارمي 147/١‏ حديث رقم ١١8‏ ومالك في الموطأ 4858/7 حديث رقم ۱۲ من 
كتاب العقول. وأحمد في المسند ۲۲۸/۲. 

0 00 زر اه السفي ‏ فاك ا م - ۷۹ 


كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة ه325 


الفصل الثاني 
6 (07) عن عليّ [ رضي الله عنه ] قال : قال رسولٌ الله يكِ: «قد عفوتُ عن 
الخيل والرقيق» فهاتوا صَدقَةٌ الرقّة : من کل أربعينَ درهماً درهمٌ, وليس في تسعين ومائة 


شيءٌ ) فإذا بلحت مائتين 0 ؛ ففيها خمسة دراهم». رواهُ الترمذي» وأبو داود . وفي رواية لأبي 
داود عن الحارث الا قال هير أخْسّبْهُ عن النبيّ علد أنه قال: «هاتوا 


رسول الله؟ قال الذهب الذي خلقه الله في الأرض» يوم خلقت الأرض رواه البيهقي وذكره في 
الإمام فهو وإن سكت عنه في الإمام مضعف بعبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري» ثم اعلم 
أن المستخرج من المعدن ثلاثة أنواع جامد يذوب وينطبع كالنقدين والحديد» ونحوه وما ليس 
بجامد كالماء والقير والنفط وجامد لا ينطبع كالجص والنورة والزرنيخ» وسائر الأحجار 
كالبائرت ولا ولا يجب الخمس إلا في النوع الأوّل وعند الشافعي لا يجب إلا في 
النقدين”'' (متفق عليه) قال ميرك : ورواه الأربعة. 


(الفصل الثاني) 


۹ _ (عن علي قال: قال رسول الله ك4ِ: قد عفوت غن الخيل والرقيق) أي ۰ 
إذا لم يكونا للتجارة وفي الخيل السائمة خلاف تقدم قال الطيبي: عفوت مشعر بسبق 
ذنب» من إمساك المال عن الانفاق أي تركت وجاوزت عن أخذ زكاتهما مشيراً إلى أن 
الأصل في كل مالء أن تؤخذ منه الزكاة. اه. وفيه إيماء إلى أن الأمر مفوّض إليه عليه 
الصلاة والسلام والمعنى إذا عفوت عنهما وعن أمثالهماء مما هو أكثر الأموال. (فهاتوا 
صدقة الرقة) أي زكاة الفضة وهي قليلة (من كل أربعين درهماً. درهم وليس في تسعين ' 
ومائة شيء) بيان للنصاب (فإذا بلغت) أي الرقة (مائتين ففيها) أي بعد حول أي الواجب 
(خمسة دراهم رواه الترمذي وأبو داود. في رواية لای داود عن الحارث الأعور) أي ابن 
عبد الله الهمداني قال الطيبي: هو أبو زهير وهو ممن اشتهر بصحبة علي» وقيل: لم 
يسمع عنه إلا أربعة أحاديث وقد تكلم فيه الأئمة (عن علي قال زهير) بالتصغير أحد 
رواة الحديث (أحسبه) أي أظنه (مروياً عن النبي بي أنه قال) أي علي أو النبي قال ابن 
الهمام : روي أبو داود عن عاصم بن ضمرة والحارث عن زهير قال: أحسبه قال ورواه 
الدارقطني» مجزوماً ليس فيه قال زهير: قال ابن القطان: هذا سند صحيح (هاتوا) أي 


.۱۷۹/۲ فتح القدير‎ )١( 

الحديث رقم 1746: أخرجه أبو داود في السنن ۲۳۲/۲ حديث رقم 10154. والترمذي ١7/7”‏ حديث 
رقم .17١‏ والنسائي ۳V /o‏ حديث رقم .۲٤۷۷‏ وابن ماجه 61٠١/١‏ حديث رقم 174١‏ والدارمي 
0١‏ حديث رقم 1779. وأحمد في المسند ١‏ وأخرجه أبو داود الرواية الثانية ۲۲۸/۲ 
حديث رقم ۲ ١‏ . 


الحلا کتاب Si‏ ا ا ا 


بع العشرء من كل أربعينَ درهماً درهمٌ» ولیس عليكم شيءٌ حتى تتم ما مائتي درهم . فإذا 
كانت مائّتى تّتى درهم؛ ؛ ففيها خمسةٌ دراهم . فما زاد فعلى حساب ذلك . وفي الغنّم : في كل 
أربعينَ شاةً شاه إلى عشرين وماثة. فإِنْ زادّث واحدةٌ فشاتانٍ إلى مائتين. فإن زادَثْ فثلاتُ 
شياو إلى ثلاثمائةء 





في كل حول (ربع العشر) أي من الفضة وبيانه (من كل أربعين درهماًء درهم وليس عليكم 
شيء) أي من الزكاة (حتى تتم) بالتأنيث والتذكير أي تبلغ أي الرقة أو الورق (مائتي درهم) قال 
الطيبي : نصبه على الحالية أي بالغة مائتين ین كقوله تعالى: ل اي 
كانت) أي الرقة أو الورق (مائتى ي درهم) قال ابن الهمام: سواء كانت مسكوكة أو لا وفي غير 
الذهب والفضة لا تجب الزكاة ما لم تبلغ قيمته نصاباًء مسكوكاً من أحدهما لأن لزومهما مبني 
على التقوّم والعرف أن يقوم بالمسكوك وكذا نصاب السرقة احتياطاً للدرء. (ففيها) أي حينئذ 
(خمسة دراهم فما زاد) أي على أقل نصاب (فعلى حساب ذلك) أي يؤدي زكاته كما علم من 
الأول أرقا وار لعزي ا لما جلت اقوس ليق من الج ويم الا بال اطي 
دل على أنه لا عفو في الدراهم وقال ابن الملك وهذا يدل على أنه تجب الزكاة ذ فى الزائد» 
على النصاب بقدره قل أو كثر وإليه ذهب أبو يوسف ومحمد وقال أبو حنيفة: لا زكاة في 
الزائد عليه حتى يبلغ أربعين درهماًء وحمل الحديث على أن يكون الزائد على المائتين هو 
الأربعين جمعاً بين الأحاديث قال ميرك: إن الرواية الأولى من حديث علي رواها أبو داود 
والترمذي وابن ماجه» من طريق عاصم بن ضمرة عنه قال الشيخ الجزري وعاصم: تكلم فيه 
لكن قال الشيخ ابن حجر: إسناده حسن والرواية الثانية رواها أبو داود» من حديث عاصم 
المذكور والحرث وتكلموا فيهما وذكر أبو داود أن الحديث روي موقوفاً. اه. أقول وثق 
عاصماً المذكور ابن معين وابن المديني. والعجلي وأحمد بن حنبل وقال النسائي: ليس به 
بأس وقال الشيخ ابن حجر : صدوق وقال الذهبي: هو وسط وأما الحارث فالأكثرون على 
تضعيفه وقوى أمره بعضهم» ولحديثه شواهد في الأحاديث الصحيحة وليس فيه ما يخالف 
حديث الثقات إلا قوله فما زاد فعلى حساب ذلك . اه. قال الطيبى: ورواية الحارث والأعور 
ليست في المصابيح» ورواها أبو داود وليس في رواية الترمذي وأبي داود» فما زاد فعلى 
حساب ذلك . (وفي الغنم في كل أربعين) بدل من في الغنم باعادة الجار (شاة) تمييز للتأكيد 
كما في قوله تعالى: #ذرعها سبعون ذراعاً € [الحاقة فة - ]۳١‏ قال الطيبي: وليس شاة ههنا تمييزاً 
مثله في قوله في كل أربعين درهماًء درهم لأن درهماً بيان مقدار الواحد من أربعين» ولا يعلم 
SS‏ (شاة) مبتدأ مؤخرء وفي 
الغنم خبره : ا و أو المراد بها استغراق أفراد الأربعين» ليفيد تعلق الزكاة 
e‏ و الواجب شاة مبهمة» قال ابن الصلاح: وظواهر الأحاديث تدل للثاني 
والحاصل أنها ليست مثلها في كل أربعين درهماًء درهم وإلا لفسد المعنى إذ لا تتكرر الزكاة 
هنا يتكرر الأربعين إجماعاًء ثم لا شيء فيما زاد على الأربعين. (إلى عشرين ومائة فإن زادت 
حدة فشاتان إلى مائتين فإن زادت) أي واحدة أو الغنم على مائتين (فثلاث شياه إلى ثلثمائة 





















ا تر کی ۹ ر وک ر دک ر ر ت LE NS‏ معت AG Nie‏ لاط جور انف بح دود وان ال ل ديا 





كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 1V‏ 


فإذا زادث على ثلاث مائق» ففي كلّ مائةٍ شاةً. فإِنْ لم تكن إلا تسم وثلاثون؛ فليس عليكَ 
فيها شَيِءٌ وفي البقر: في كل ثلاثين تبيع» وفي الأربعين مُسّة» وليسٌ على العوامل شيء» . 


٠٠‏ _ (۷) وعن معاذ: أن النبيّ اة لما وجْهَهُ إلى اليمنٍ أمرهُ أن يأَخْدَ من البقرة: 
من كل ثلاثين عا أو تی وه كل رن 


فإذا) وفي نسخة فإن (زادت) أي الشاة (على ثلثمائة) أي وبلغت أربعمائة (ففي كل مائة شاة فإن 
لم تكن) بالتأنيث والتذكير (إلا تسع وثلاثون» فليس عليك فيها شيء وفي البقر في كل ثلاثين) 
أي بقراً (تبيع) أي ما له سنة وسمي به لأنه يتبع أمهء بعد والأنثى تبيعه (وفي الأربعين) أي من 
البقر (مسنة) أي ما له سنتان وطلع سنها قال ابن الهمام: لا تتعين الأنوثة في هذا الباب» ولا 

في الغنم بخلاف الإبل لأنها لا تعد فضلاً فيهما بخلاف الإبل”'' ثم قال ابن حجر: ولا شيء 

فيما زاد على الأربعين حتى تبلغ ستين ففيها تبيعان ثم يتغير الفرض» بزيادة عشر فعشر ففي كل 
أربعين مسنة وفي كل ثلاثين تبيع . اه. وهو رواية أسد بن عمر وعنه وهو قول أبي يوسف 
ومحمد لقول معاذ في البقر لا شيء في الأوقاص سمعته من رسول الله يي وأما على قول 
الإمام ففيما زاد يحسب إلى ستين وفيها ضعف ما في ثلاثين ففي الواحدة ربع عشر مسنة» أو 
ثلث عشر تبيع وعلى هذا لأنه لا نص في ذلك ولا يجوز نصب النصب بالرأي فيجب بحسابه» 
وهذا هو المعتمد في المذهب عند صاحب الهداية ومن تبعه. (وليس على العوامل) ولو بلغت 
نصاباً (شيء) فعلى بمعنى في أو التقدير على صاحب العوامل وهي جمع عاملة من البقر والإبل 
في الحرث» والسقي وفي المسألة خلاف مالك ذكره الطيبي» وفي معناه الحوامل قال ابن 
الهمام: ثم لا يخفى أن العوامل تصدق على الحوامل» والمثيرة فالنفي عنها نفي عنها وقد روي 
في خصوص اسم المثيرة حديث مضعف في الدارقطتي» > ليس في المثيرة صدقة قال البيهقي: 
الصحيح أنه موقوف"" . اه. والمثيرة ة على ما في البقر تثير الأرض ثم الظاهر من الحديث» 
كما اقتضاه السياق أن العوامل من البقر وقد صرح بها في رواية صحيحة ومع ذلك يلحق بها 
الإبل قياساًء وإن أسامها المالك كل الحول قال ابن الحجر: ومدة العمل المؤثرة نحو ثلاثة أيام 
في السنة. اه. وفيه بحث والظاهر أن العبرة بالغلبة . 


(وعن معاذ) بالضم (إن النبي بي لما وجهه) أي جعله متوجهاً (إلى اليمن) 
عاملاً على الزكاة وغيرها (أمره أن يأخذ من البقر) وفي نسخة من البقرة والمراد الجنس قال ابن 
الهمام: البقر من بقر إذا شق سمي به لأنه يشق الأرض» وهو اسم جنس والتاء في بقرة للوحدة 
فيقع على الذكر والأنثى» لا للتأنيث (من كل ثلاثين) أي بقرة (تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين 


.٠٤١/۲ فتح القدير‎ )۲( .٠١۳/۲ فتح القدير‎ )١( 

الحديث رقم : أخرجه أبو داود في السنن 5 حديث رقم 16174. والترمذي ”/ ٠١‏ حديث 
رقم 577. والنسائي 77/6 حديث رقم .40٠‏ وابن ماجه 017/١‏ حديث رقم *180. والدارمي 

.15374 حديث رقم‎ 0١ 





۸ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


م مم 


مسن . رواه أبو داود» والترمذى» والنسائئ» والدارمى . 


مسنة) يعني أو مسناً (رواه أبو داود والترمذي والنسائي والدارمي) قال ميرك: وابن ماجه وابن 
حبان في صحيحه: وقال الترمذي: حسن وذكر أن بعضهم رواه مرسلاً وقال: هذا أصح قاله 
الشيخ الجزري وقال الشيخ ابن حجر: زعم ابن بطال أن حديث معاذ هذا متصل صحيح وفيه 
نظر لأن مسروقاً راويه عن معاذ لم يلق معاذاً وإنما حسنه الترمذي» بشواهده ففي الموطأ من 
طريق طاوس عن معاذ نحوه”'' وطاوس عن معاذ منقطع أيضاً وفي الباب عن علي عند أبي 
داود أيضاً» كأنه يشير إلى الحديث قبله وقال ابن الهمام: أخرج أصحاب السنن الأربعة عن 
مسروق عن معاذ بن جبل» كان رسول الله يل لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل ثلاثين 
بقرة تبيعاء أو تبيعة» ومن كل أربعين مسنة» ومن كل حالم يعني محتلماً ديناراً أو عدله من 
المغافر ثياب تكون باليمن حسنه الترمذي» ورواه بعضهم مرسلاً وهذا أصح ويعني بالدينار من 
الحالم الجزية ورواه ابن حبان في صحيحه» والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين» ولم 
يخرجاه وأعله عبد الحق بأن مسروقاً لم يلق معاذاً وصرح ابن عبد البر بأنه متصل» وأما ابن 
حزم فقال: في أول كلامه أنه منقطع » وإن مسروقاً لم يلق معاذاً وقال في آخره: وجدنا حديث 
مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر ومسروق عندنا بلا شك أدرك معاذاً بسنة 
وعقله» وشاهد أحكامه. يقيئاً وأفتى فى زمن عمر رضى الله عنه وأدرك النبى يي وهو رجل 
كان باليمن أيام معاذء ينقل الكافة من أهل بلده عن معاذ في أخذه لذلك على عهد النبي 
ك" . اه. وحاصله أنه يجعل بواسطة بينه وبين معاذء وهو ما فشا من أهل بلده أن معاذاً 
أخذ كذا وكذا والحق قول ابن القطان أنه يجب أن يحكم بحديثه عن معاذ» على قول الجمهور 
في الاكتفاء بالمعاصرة ما لم يعلم عدم اللقاء» وأما على شرطه البخاري وابن المديني من العلم 
باجتماعهما ولو مرة فكما قال ابن جزم: والحق خلافه وعلى كلا التقديرين» يتم الاحتجاج به 
على ما وجهه ابن جزم. اه. كلام المحقق والله الموفق وبهذا يتحقق إن ما جزم به ابن حجر 
بقوله» وهو صحيح غير صحيح على إطلاقه ثم قال: ورواه الدارقطني والبزار من حديث بقية 
عن المسعودي عن الحكم عن طاوس عن ابن عباس قال: بعث رسول الله َة [معاذا] إلى 
اليمنء فأمره أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعاء أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة قالوا 
فالأوقاص قال: ما أمرني رسول الله َة فيها بشيء وسأسأله إذا قدمت عليه فلما قدم علي 
رسول الله ية سأله فقبل ليس فيها شيء قال المسعودي: والأوقاص ما بين الثلاثين» إلى 
أربعين والأربعين إلى ستيه وفي السند ضعف» وفي المتن أنه رجع فوجده حياً وهو موافق 
لما في معجم الطبراني وفي سنده مجهول وفيه أي في معجم الطبراني حديث آخران معاذاً قال: 


)١(‏ مالك في الموطأ ۲٣۹/۱‏ حديث رقم ۲٤‏ من كتاب الزكاةء 

(۲) أبو داود في السنن ۲۳٤/۲‏ حديث رقم .٠١۷١‏ 

(۳) فتح القدير .٠۳۳/۲‏ 

(4) الدارقطني في السنن ۹٤/۲‏ حديث رقم ۲ من باب ليس في الأوقاص شيء. 


كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة ۲۹4 





١‏ _(۸) وعن أنسء قال: قال سول الله ية : «المعتدي في الصدقة كمانعها) 





بعثني رسول الله َة أصدق آهل اليمنء فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاء ومن كل 
أربعين مسنة وفي الستين مسنة وتبيعا وأمرني أن لا آخذ فيما بين ذلك شيئاً إلا أن تبلغ مسنة أو 
لعا وهر مرل وار و ا ا لى ر غلب الا السام حياً وفي الموطأ عن 
طاوس» أن معاذاً الحديث وفيه فتوفي النبي ية قبل أن يقدم معاد “ وطاوس لم يدرك معاذاء 
وأخرج في المستدرك عن ابن مسعود قال كان معاذ بن جبل شاباً جميلاً حليماً سمحاً» من 
أفضل شباب قومه ولم يكن يمسك شيئاً ولم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين فلزمه 
غرماؤه حتى تغيب عنهم أياماً في بيته» فاستأذنوا عليه رسول الله ية فأرسل في طلبه فجاء ومعه 
غرماؤه فساق الحديث إلى أن قال فبعثه إلى اليمن قال له لعل الله أن يجبرك ويؤدي عنك دينك 
فخرج معاذ إلى اليمن فلم يزل به حتى توفي رسول الله َة ثم رجع معاذ الحديث بطولهء قال 
الحاكم: صحيح على شرط الشيخين”"' وفي مسند أبي يعلى أنه قدم فسجد للنبي كه فقال له 
النبي ية يا معاذ ما هذا؟ قال: وجدت اليهود والنصارى» باليمن يسجدون لعظمائهم وقالوا 
هذه تحية الأنبياء فقال عليه الصلاة والسلام كذبوا على أنبيائهم لو كنت آمراً أحداً أن يسجد 
لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجهاء وفي هذا أن معاذاً أدركه عليه الصلاة والسلام حيا 


اه. ولعل الجمع بتعدد الواقعة والله أعلم . 


١‏ -_ (وعن أنس قال: قال رسول الله ككل : المعتدي) أي الساعي المتجاوز عن قدر 
الواجب (في الصدقة) أي في أخذها (كمانعها) أي في الوزر وقيل المالك المتعدي بكتم بعضها 
أو وصفها على الساعي حتى أخذ منه ما لا يجزئه أو ترك عنه بعض ما هو عليه» كمانعها من 
أصلها في الإثم وفيه أن المعتدي بما ذكر مانع حقيقة فكيف يصح التشبيه» ودفع بأنه لما كان 
هذا المخادع في صورة المعطي حيث لم يطلق عليه عرفا أنه مانع فشبه به ليعلم قبح ما هو عليه 
وقيل: المعتدي هو الذي يعطيها غير مستحقها وقيل: أراد الساعي إذا أخذ خيار المال فإن 
المالك ربما يمنعها في السنة الأخرى» فكان ظلماً للفقراء فيكون هو في الإثم كالمانع وقيل: 
هو الذي يجاوز الحد في الصدقة بحيث لا يبقى لعياله شيئأ وقيل: هو الذي يعطي ويمن 
ويؤذي فالإعطاء مع المن والأذى كالمنع عن أداء ما وجب عليه. قال تعالى: #قول معروف 
ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى € في شرح السنة معنى الحديث أن على المعتدي في الصدقة 
من الإثم ما على المانع» فلا يحل لرب المال كتمان المال وإن اعتدى عليه الساعي قال 
الطيبي: يريد أن المشبه به في الحديث ليس بمطلق» بل مقيد بقيد الاستمرار في المنع فإذا فقد 


)١(‏ مالك في الموطأ ١09/١‏ حديث رقم ٠١‏ من كتاب الزكاة. 
(؟) الحاكم في المستدرك ۲۷۳/۳ عن كعب بن مالك وليس عن ابن مسعود. 
الحديث رقم :۱۸٠١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲٤۳/۲‏ حديث رقم 1585. والترمذي في السنن 78/7 


0 حدیث رقم 141. وابن ماجه ١/هلاة‏ حديث رقم ۰۱۸۱۸ 








و کو ااا ا ا ا 


Sg TE‏ تسو نر 


کا 





ر 
أ 
1 
1 
أ 
| 
1 
١‏ 
3 
1 
1 
1 
1 
١‏ 
1 
0 
ا 
ا 
8 
ا 
ا 
ا 
0 
ا 
0 





۷۰ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 





رواه أبو داود» والترمذي . 
۲ -4) وعن أبي سعيد الخدريّء أن النبيّ كَل قال : «ليس في حَبّ ولا تمر 
حتى يبلّعَ خمسة أوسق». رواه النسائي. 1 
)٠١(‏ وعن موسى بن طلحة» قال: عندنا كتاب معاذِ بن جبل» عن النبيّ 


03 


كلل أنّهُ قال: إِنَّما أمرّهُ أن يأخذّ الصدقةً من الحنطة والشعير والزبيب والتّمر. 





القيد فقد التشبيه . (رواه أبو داود والترمذى) قال ميرك : ورواه ابن ماجه كلهم من طريق 
سعد بن سنان وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه» وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد 
ابن سنان. اه. وهو كندي بصري تكلم فيه غير واحد قال الترمذي: لم يروه غيره وهو 


۸۰۲ - (وعن أبي سعيد الخدري إن النبي كله قال: ليس في حب ولا تمر) أي ولا 
زبيب (صدقة حتى يبلغ خمسة أوسق) تقدم بيانه (رواه النسائى) قال ميرك : بل رواه مسلم أيضاً 
فكان ينبغي إيراده في الفصل الأوّل. 


۳ _(وعن موسى) وهو أبو عيسى (بن طلحة) أي ابن عبد الله التيمي القرشي أحد 
العشرة ة المبشرة تابعي» سمع أباه وجماعة من الصحابة (قال عندنا كتاب معاذ بن جبل عن النبي 
ك) قال بعضهم: أخذاً من كلام الطيبي» > [إن] تعلق عن النبي بقوله عن موسى بن طلحة كان 
الحديث مرسلاً لأنه تابعي ويكون قوله قال : عندنا كتاب معاذ بن جبل» معترضاً ولا معنى له 
قلت : بل معناه إن كتابه بهذا المضمون أو موافق للرواية لفظاًء ومعنى ويؤيده قوله قال ويقويه 
فول المولف مرسل ال وإن تعلق بقوله عندنا كتاب معاذ كان حالاً من ضمير كتاب في الخبر 
أي صادراً عن النبي بيا فلا يكون الحديث مرسلاً بل يكون هذا وجادة. اه. لكن يتوقف كونه 
وجادة على ثبوت كون الكتاب بخط معاذ واشترط طوافيها الأذن بالرواية» وحينئذ هو من باب 
المرسل لكن فيه ثبوت الاتصال [للارتباط المفيد ثبوت النسبة في الجملة» وإن لم يكن كافياً 
لمن شرط الاتصال] على وجه الكمال كالصحيحين؛ ونحوهما فكونه وجادة لا ينافي كونه 
مرسلاً فتأمل ثم رأيت الطيبي قال: هذا من باب الوجادة لأنه من باب نقل من كتاب الغير من 
غير إجازة ولا سماع ولا قراءة. اه. فعلى هذا ينافي كونه مرسلاً لعدم صحة الوجادة فاطلاقه 
الوجادة إنما هو باعتبار اللغة لا الإصطلاح» فلا منافاة والله أعلم قال ابن الهمام: وما قيل إن 
موسى هذا ولد في عهد النبي ٤ة‏ وسماه لم يث يثبت (إنه) أي معاذاً (قال إنما أمره) أي النبي كلل 
معاذاً (أن يأخذ الصدقة) أي الزكاة وهي العشر أو نصفه (من الحنطة والشعير والزبيب والتمر) 





حديث رقم 1180. وأحمد في المسند 0ه 


رقم ۱۸۰۳ : i:‏ جه أحمد ا الدا في ال E‏ 4 
ا : أخرج في . والدارقه EA‏ 


"0 ب‎ im e 








كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة ۲۷۱١‏ 





مرسل» رواهُ في اشرح السَنّة) . 


)١١( 4‏ وعن عَنَّابٍ بن أسيدِء أنَّ النببئ ية قال في زكاة الكروم : 





قال ابن الملك: معناه أنه لا تجب الزكاة إلا فى هذه الأربعة» فقط بل تجب عند الشافعي فيما 
ت الأرضن إذا اكات قوثا وعتدنا فيما كته الآرطن قرت كان آولاً وإنما آمره الاخ من هذه 
الأربعة لأنه لم يكن ثمة غيرها. اه. وسبقه المظهر بذلك وقال الطيبي: هذا إن صح بالنقل فلا 
كلام وإن فرض أن ثمة شيئاً غير هذا الأربعة مما تجب الزكاة [فيه] فمعناه إنما أمره أن يأخذ 
الصدقات من المعشرات» من هذه الأجناس وغلب الحنطة والشعير على غيرهما من الحبوب» 
لكثرتهما في الوجود وإصالتهما في القوت واختلف فيما تنبت الأرض مما يزرعه الناس وتغرسه 
فعند أبى حنيفة تجب الزكاة فى الكل سواء كان قوتاً أو غير قوت فذكر التمر والزبيب عنده 
للتغليب أيضاً. (مرسل) قال ميرك : فيه شائبة الاتصال بواسطة الوجادة إن صح إن الكتاب بخط 
معاذ (رواه في شرح السنة) وفي معناه الخبر الصحيح لا تؤخذ الصدقة إلا من هذه الأربعة 
الشعيرء والحنطة والتمر والزبيب والحصر فيه إضافي لخبر الحاكم وصححه فيما سقت السماءء 
والسيل والبعل العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر وهذا ظاهر في عموم المقتات وغيرهاء 
وأما قول ابن حجر فأما القثاء والبطيخ والرمان والقضب أي بالمعجمة الساكنة وهي الرطبة فعفو 
عفا عنه رسول الله ية أي لم يوجب فيه شيئاً فمحتاج إلى دليل» وبرهان وتوضيح وبيان. 


64 (وعن عتاب) بفتح العين وتشديد الفوقية (ابن أسيد) بفتح الهمزة وكسر السين 
أسلم يوم الفتح واستعمله ية على مكة وعمره نيف وعشرون سنة» وأقره أبو بكر إلى أن مات 
بها يوم مات أبو بكر وكان من سادة قريش» وهو المعنى بقوله تعالى: «واجعل لنا من لدنك 
ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً » [النساء  ]۷١‏ (إن النبي ية قال: في زكاة الكروم) أي في 
كيفية زكاتها وهي بضمتين جمع الكرم وهو شجر العنب قال ابن حجر: ولا ينافي تسمية العنب 
كرماً خبر الشيخين لا تسموا العنب كرماً فإن الكرم هو المسلم''' وفي رواية فإنما الكرم قلب 
المؤمن“ لأنه نهي تنزيه على أن تلك التسمية من لفظ الراوي» فلعله لم يبلغه النهي أو خاطب 
به من لا يعرفه إلا به قال العلماء: إنما سمت العرب العنب كرماً لكثرة حمله وسهولة قطفهء 
وكثرة منابعه إذ هو فاكهة وقوت ويتخذ منه خل» ودبس وغير ذلك والخمر كرماً لأنها كانت 
تحثهم على الكرم فنهى الشرع عن تسمية العنب كرماً لتضمنه مدحها فتشوّق إليها النفوس» 
وكان اسم الكرم بالمؤمن وبقلبه أليق وأعلق لكثرة خيره» ونفعه واجتماع الأخلاق والصفات 


الحديث رقم :۱۸٠٤‏ أخرجه أبو داود في السنن 107/7. والترمذي في السنن 77/7 حديث رقم 144. 
والنسائي في السنن ٠١9/6‏ حديث رقم 1118. وابن ماجه ۱ حدیث رقم ۱۸۱۹. 

0( أخرجه مسلم في صحيحه 1777/7 حديث رقم (071417-5). 

(۲) البخاري في صحيحه 555/٠٠١‏ حديث رقم 1۱۸۳. ومسلم في صحيحه ۱۷1۳/٤‏ ت (۹- ١‏ 





VY‏ کتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


«إنّْهها تخرص كما تخرص النخلء ثم تؤدّى زكاتة زبیباً كما تؤدّى زكاهٌ النخل تمر . زؤا 
الترمذي› وأبو داود. 


٥‏ --_ (۱۲) وعن سهل بن أبى حثمةًء» حدَّتٌ أنَّ رسو الله ية كان يقول: «إذا 
خرّصتُم فخذُواء ودعوا الثُلتٌ 





الجميلة فيه . اه. وفيه [إن] محل النهي إنما هو مظنة الاحتمالين» وأما قول الراوي بل الظاهر 
أنه كلامه ية في زكاة الكروم فليس من قبيل ذلك (إنها تخرص) أي تحرز وتخمن (كما 
تخرص النخل ثم تؤدي زكاته) أي المخروص (زبيباً) قال المظهر: وتبعه ابن الملك أي إذا 
ظهر في العنب والتمرء حلاوة يقدر الحازر أن هذا العنب إذا صار زبيباً كم يكون فهو حد 
الزكاة إن بلغ نصاباً (كما تؤدي زكاة النخل تمراً رواه الترمذي وأبو داود) قال ميرك والنسائي 
وابن ماجه أيضاً: كلهم من طريق سعيد بن المسيب» عن معاذ قال أبو داود: لم يسمع من 
معاذ ولا أدركه وقال ابن حجر: الحديث حسنه الترمذي وصححه الحاكم وابن ماجه لكن بين 
النووي في مجموعه أنه من مراسيل ابن المسيب قلت: لا منافاة بين أن يكون الحديث مرسلا 
وسنده صحيحاً أو حسناً وإنما الخلاف في الاحتجاج به إذا كان صحيحاً أو حسناً فالجمهور 
يجعلون المرسل حجة والشافعي لا يجعله حجة إلا إذا اعتضد ثم قال النووي: والأصح فيها 
إنما يعتد بها إذا اعتضدت بإسناد أو إرسال من جهة آخرى» أو بقول بعض الصحابة أو أكثر 
العلماء وقد وجد ذلك هنا ثم قال ما حاصله أن حكمة جعل النخل فيه أصلاً مقيساً عليه» إن 
۶ خيبر فتحت الأول سنة سبع وبها نخل وقد بعث إليهم النبي بيا عبد الله بن رواحة فخرصها 
.. فلما فتح الطائف وبها العنب الكثير أمر بخرصه كخرص النخل المعروف عندهم» ذكره صاحب 
البيان وهو الأحسن أو أن النخل كانت عندهم أكثر وأشهر. 

5 (وعن سهل بن أبي حثمة) بفتح الحاء المهملة وسكون المثلثة (حدث) أي روي 
وأخبر (أن رسول الله ية كان يقول إذا خرصتم) أي خمنتم [أي] أيها السعاة (فخذوا) أي زكاة 
. المخروص إن سلم المخروص من آفة (ودعوا) أي اتركوا (الثلث) بضم اللام وسكونه أي 

توسعة عليه لنفسه ولجيرانه قال الطيبي: فخذوا جواب للشرط ودعوا عطف عليه أي إذا 
خرصتم فبينوا مقدار الزكاة ثم خذوا ثلثي ذلك المقدار واتركوا الثلث لصاحب المال» حتى 
يتصدق به وفي المصابيح حذف فخذوا وجعل فدعوا جواباً لعدم اللبس قال القاضي : الخطاب 
مع المصدقين أمرهم أن يتركوا للمالك ثلث ما خرصوا عليه أو ربعه توسعة عليه حتى يتصدق 
به هو على جيرانه ومن يمر به» ويطلب منه فلا يحتاج إلى أن يغرم ذلك من ماله وهذا قول 
قديم للشافعي وعامة أهل الحديث وعند أصحاب الرأي لا عبرة بالخرص لافضائه إلى الربا 


الحديث رقم ۱۸۰٩‏ : أخرجه أبو داود فى السنن ۲۵٥۸/۲‏ حديث رقم 65 والترمذي ”70/7 حديث 
رقم .1٤۳‏ والنسائي ٤٤/٥‏ حديث رقم .۲٤۹۱‏ والدارمي 70١/7‏ حديث رقم 7519 وأحمد في 
المسند .٤٤۸/۳‏ 





كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة VY‏ 
فن لم تدّعوا الثُلتَ فدعوا الرُبعَ». رواه الترمذي» وأبو داودء والنسائي . 


5-(19) وعن عائشة» قالت: كان الدب يل يبعت عبد الله بن رواحة إلى ': 
يهود» فيخرّضص النخلٌ حين يطيبٌ قبلَ أن يؤكل مله . رواه أبو داود. 


وزعموا أن الأحاديث الواردة فيه كانت قبل تحريم الربا ويرده حديث عتاب فإنه أسلم يوم الفتح ٠.‏ 
وتحريم الرباء كان مقدماً. اه. كلامه وحديث جابر الطويل في الصحيح صريح بأن تحريم 
الربا كان في حجة الوداع"'' قال ابن حجر: بهذا أخذ الشافعي في قوله القديم واختاره جماعة ٠‏ 
من أصحابه فقال: يترك الساعي له نخلة أو نخلات يأكلها أهله ثم رجع عن ذلك في القديم . 
وقال لا يترك له شيئاً وأجاب عن الحديث بأن المراد دعوا له ذلك ليفرقه بنفسه على نحو أقاربه ٠‏ 
وجيرانهم لطمعهم في ذلك منه. (فإن لم تدعوا) أي له (الثلث فدعوا الربع) قال ابن الملك: , 
وبه قال الشافعي في القديم وعند أبي حنيفة والشافعي في الجديد ومالك لا يترك شيء من 
الزكاة وتأويل الحديث عنه» هم أنه إنما كان في يهود خيبر فإنه بي ساقاهم على أن لهم نصف 
الثمرة ولرسول الله ية نصفها فأمر الخارص» أن يترك الثلث أو الربع مسلماً لهم ويقسم الباقي 
نصفاً لهم ونصفاً له بي . (رواه الترمذي وأبو داود) قال ميرك: وسكت عليه هو والمنذري ١‏ 
وإسناده محم ١‏ روكاك a E‏ وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: 
صحيح الإسناد 5 

7 (وعن عائشة قالت: كان النبي ية يبعث) أي يرسل (عبد الله بن رواحة إلى ٠‏ 
يهود) أي في خيبر (فيخرص النخل) بضم الراء أي يحزرها (حين يطيب) بالتذكير والتأنيث أي 
يظهر في الثمار الحلاوة (قبل أن يؤكل منه) قال الطيبي: وفي رواية أخرى لأبي داود قالت كان 
رسول الله ية يبعث ابن رواحة فيخرص النخل حين يطيب الثمار قبل أن يؤكل منه ثم يخير ١‏ 
يهود بين أن يأخذه الخرص أو يدفعوه إليه به لكي يحصي الزكاة قبل أن تؤكل الثمار وتفرق 
وهذه زكاة أموال المسلمين الذين تركوها فى أيدي اليهودء يعملون فيها. اه. وفيه إشارة إلى 
دفع ما يرد عليه من أن الكافر لا زكاة عليه فبينه بأن ابن رواحة لم يخرص عليهم إلا حصة 
الغانمين» دفعوا إليهم نخلها ليعملوا فيه بحصته من التمر. (رواه أبو داود) أي في كتاب الزكاة . 
وفي إسناده رجل مجهول لكن أخرج هو أيضاً في كتاب البيوع شاهدا له من حديث جابر 
ورجاله ثقات”" وأما قول ابن حجر وسنده حسن فغير صحيح إلا أن يقال حسن لغيره. 





)00( مسلم في صحيحه 887/7 حديث رقم ۱۲۱۸. 
(؟) الحاكم في المستدرك .4١07/١‏ 
الحديث رقم 1805: أخرجه أبو داود في السنن 770/7 حديث رقم 1505. وابن ماجه ٥۸۲/۱‏ حديث 1 
رقم .187١‏ ومالك في الموطأ ۲/ ۷٠۳‏ حديث رقم ١‏ من كتاب المساقاة وأحمد في المسند 15/7. 
(۳) أبو داود في السنن / 599 حديث رقم 1417. 


VE.‏ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


)١14( ۷ ٣‏ وعن ابن عمرء قال: قال رسول الله 4ة في العَسل : «في كل عشرة 
أرق زِى» . رواه الترمذيّ» وقال: في إسناده مقال» ولا يصح عن النبيّ ييه في هذا الباب 
كثيرٌ شيء . 

)١15١8( ۸‏ وعن زينبّ امرأة عبد الله قالت: خطبّنا رسول الله يله فقال: « 
معشرٌ النّساءِ! تصدَّقتٌ ولو من ُلِيْكنٌ» فإنكنٌ أكثرُ أهل جهنّم يومّ القيامة». رواه الترمذيّ. 


07 1807 (وعن ابن عمر قال: قال رسول الله يِ: في العسل في كل عشرة أزق) بفتح 
الوم وضم الزاي وتشديد القاف أفعل جمع قلة (زق) بكسر الزاي مفرده وهو ظرف من جلد 
أ يجعل فيه السمن والعسل وغيرهما وهذا دليل على وجوب العشر في العسل» وبه قال أبو 
> حنيفة والشافعي في القديم وأحمد وفي الجديد لا عشر فيه وعليه مالك ذكره ابن الملك. (رواه 
الترمذي وقال) أي الترمذي (في إسناده مقال) أي محل قول أو قول قال الطيبي: أي موضع 
٠١‏ قول للمحدثين أي تكلموا فيه وطعنوا في صحته (ولا يصح عن النبي ية في هذا الباب) أي 
أ باب زكاة العسل (كثير شيء) قال الطيبي: أي ما يعوّل عليه قال ابن الهمام: بعد ما ذكر 
) أحاديث دالة على أن في العسل العشرء ومن جملتها ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عمر وإن 
) النبي كل أخذ من العسل العشر ومن جملة الألفاظ أن رسول الله يل كان يؤخذ في زمانه من 
)! العسل العشر من كل عشر قرب قربة من أوسطها ما لم يدل دليل على اعتبار النصاب فيه وغاية 
) ما في حديث القرب» إنه كان أداؤهم من كل عشر قرب قربة وهو فرع بلوغ عسلهم هذا 


؛ المبلغء أما النفي عما هو أقل من عشر قرب فلا دليل فيه عليه وأما حديث الترمذي 
5 : .20220 7 
0 ۸ -_ (وعن زينب امرأة عبد الله) أي ابن مسعود (قالت خطبنا رسول الله بي فقال: يا 


١‏ معشر النساء تصدقن) أي أخرجن زكاة أموالكن (ولو من حليكن) بضم الحاء وكسرها [فكسر 
ٍ اللام] وتشديد التحتية واحدة» حلي بفتح فكون ما تحلى أي تزين به لبسا أو غيره دل ظاهر 
الحديث على وجوب الزكاة في الحلي المباح» ولذا قال في الحديث الآتي فادياً زكاته فقول 
١أ‏ ابن حجر ليس في الحديث تصريح بوجوب الزكاة في الحلي ليس بصحيح» وبه قال أبو 
حنيفة : وهو القول القديم للشافعي وقال أحمد لا زكاة في الحلي المباح وهو قول الشافعي في 
٠‏ الجديد (فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة) أي لمحبة الدنيا الباعثة على ترك الزكاة والصدقة 


SE 


iS 2 CaN 


0 (۱) فتح القدير ۱۹۱/۲ و۱۹۳/۲. 
الحديث رقم ۱۸٠۷‏ : أخرجه الترمذي في السنن ۲٤/۳‏ حديث رقم 579. 
16 5 5 


.1594 حديث رقم‎ ٤۷۷/۱ حديث رقم 570. والنسائي 947/5 حديث رقم 1987. والدارمي‎ ٨۸ 

















27 حو عد بج مع و عه ور سس جارك 


كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه » الزكاة Ve‏ / 


ر 





)١11( ۹‏ وعن عمرو بن شعيب» عن أبيه » عن جذه: أنَّ امرأتين أتتا رسول الله كلا ار 
وفى أيديهما سوارانِ من ذهّبء فقال لهما: «تؤدّيان زكاتّه؟» قالتا: لا. فقالَ لهما رسول الله !7 
يكل : «أنَحبَانِ أن يسوّرَكما الله بسوارين من نار؟» قالتا: لا. قال: «فأذيا زكاته» . رواه الترمذي»› 9 


وقال: هذا حديثٌ قد رواه | لمن بِنّا لصباح» عن عمرو بن د شعيب نحو هذاء وا لمكن بن | 
0 ات و 5 . 0 . ” لاله ۾ اج 
الصباح وابن لهيعة يضعفانٍ في الحديث» ولا يصح في هذا الباب عن النبي ييا شيء. ا 


أ 


للعقبى. (رواه الترمذي) قال ميرك: ورجاله موثقون. 


1۸۰۹ - (وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إن امرأتين أتتا رسول الله ية وفي ٠١|‏ 
أيديهما سواران) قال الطيبي : الظاهر اور ن اليد والمعنى أن في يدي كل واحدة منهما ٠‏ 


ل 
ر 


سوارين (من ذهب فقال لهما تؤديان) أي أتؤديان (زكاته) أي الذهب أو ما ذكر من السوارين ٠١‏ 
قال الطيبي : الضمير فيه بمعنى اسم الاشارة كما في قوله تعالى: «لا فارض ولا بكر عوان بين |" 
ذلك € (قالتا لا فقال لهما رسول لله ل أتحبان أن يسوّركما الله بسوارينء من نار قالتا لا قال ا 
فأديا زكاته) قال ابن الملك: يدل أيضاً على وجوب الزكاة في الحلي قال الأشرف: وتأويل إ٩‏ 
الحديثين أن المراد التطوّع أو المراد بالزكاة الإعارة. اه. وهما في غاية من البعد إذ لا وعيد | 
في ترك التطوع. والإعارة مع أنه لا يصح إطلاق الزكاة على العارية لا حقيقة ولا مجازاً قال أو , 
لعله كان كثيراً بالإسراف أو لعله كان متخذاً من ذهب أو فضة فقد بقيت فيه زكاة. اه. وهما ” 
أبعد من الأوّل قال الطيبي: ويمكن أن يراد بالصدقة التطوّع ويدل عليه حديث العيد فإنهن |, 
حينكل لم يخرجن :ريم العشن من [الخلى] عليهن؛ بل كن يرمين ما كان عليهن هن الحلي في ١|‏ 
حجر بلال. اه. زليه آل اهن ت فة الفرض سراء كانت يتقان الفر هن اورا علب 
قال : ولئن سلم فلو هنا للمبالغة أي تصدقن من كل ما يجب فيه الصدقة» حتى مما يجب فيه الا 
من الحلي ومن ثم علله بقوله فإنكن أكثر أهل النار. اه. ولا يخفى بعد مثل هذا في كلام | ١‏ 
ا المع اي ل ع ار سا اام 1 
الان ولو )يشق ت أن تقوها بما قدرتم عليه قل كشف تمرة أو كثرء ويؤيده التعليل بقوله | 
فإنكن أكثر أهل النار ولا ل (رواه الترمذي وقال: هذا حديث قد | 
روي المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب نحو هذا) قال الطيبي: وضع اسم الإشارة موضع أ 
المضمر الراجع إلى الحديث» وأراد بنحو هذا معناء (والمئنى بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في ر 
الي ا أورد الترمذي في جامعه هذا الحديث أوّلاً من طريق قتيبة عن ابن لهيعة إل 
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثم قال: قد روي المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب 
الخ ولهذا يظهر وجه تقريب ذكر ابن لهيعة وتضعيفه» وإنما وقع الإجمال والإغلاق في نقل أ 


30 


0 


بعري عر بسني 000 5 










3 


3 ٤ 
حديث رقم 1577. والترمذي ۲۹/۳ حديث إلا‎ ۲٠۲/۲ الحديث رقم 1804: أخرجه أبو داود في السنن‎ 
وأخرجه أحمد في المسند ۱۷۸/۲. إلا‎ .۲٤۷۹ حديث رقم‎ ۳۸/١ رقم 1۳۷ والنسائي في السنن‎ 





)1( البخاري ق کے 2/5 اد يشارف 1517 هوملع فى مشت ۲ ٠احديثرقم(1-54١١‏ )0 ا 
سس O O TT‏ ام یورم رصح پیر سس چو 


۲۷٦‏ كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة 


)١17(- ٠‏ وعن أمَ سلمة» قالت: كنت ألبَسٌ أوضاحاً من ذهب» فقلت: يا 


32 


رسول الل! أكنرُ هو؟ 


.. صاحب المشكاة (ولا يصح في هذا الباب عن النبي ية شيء) قال ابن الملقن: بل رواه أبو 
داود في سننه بإسناد صحيح”'' ذكره ميرك : قال ابن الهمام :. عند قول صاحب الهداية وتجب 
. الزكاة في حليهما أي الذهب والفضة» سواء كان مباحاً أو لا حتى يجب أن يضم الخاتم من 
. الفضة وحلية السيف» والمصحف وكل ما انطلق عليه الاسم والمنقولات من العمومات 
. والخصوصيات تصرح به فمن ذلك حديث علي عنه ييو هاتوا صدقة الرقة من كل أربعين 
درهماًء درهم رواه أصحاب السنن الأربعة”" وغيره كثير ومن الخصوصيات» ما أخرج أبو داود 
والنسائي إن امرأة أتت النبي بيه ومعها ابنة لها وفي يد بنتها مسكتان غليظتان من ذهب» فقال 
الها أتعطين زكاة هذا؟ قالت لا قال أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نارء قال 
٠‏ فخلعتهما فألقتهما إلى النبي ية فقالت هما لله ولرسوله”" قال أبو الحسن القطان» في كتابه 
:: إسناده صحيح وقال المنذري في مختصره إسناده لا يقال فيه ثم بينه رجلا رجلا وفي رواية 
الترمذي أتت امرأتان فساقه وتضعيف الترمذي» وقوله لا يصح في هذا الباب مؤوّل وإلا فخطأ 
٠>‏ قال المنذري : لعل الترمذي قصد الطريقين اللذين ذكرهما وإلا فطريق أبى داود لا مقال فيها 
ل ا اقطان رعد تدخ لخدت أبن اود ونا عدف ا مي هنا الحديك لان ده 
أ فيه ضعيفين ابن لهيعة» والمثنى بن الصباح ومنها ما أخرجه أبو داود عن عبد الله بن شداد بن 
الهاد قال: دخلنا على عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل عليّ رسول الله ی فرأى في 
. يدي فتخات ورق فقال ما هذا يا عائشة؟ فقلت: صنعتهن أتزين لك بهن يا رسول الله قال 
ا أتؤدين زكاتهن؟ فقلت: لا قال هن حسبك من النار وأخرجه الحاكم“ وصححه ومنها ما 
أخرج أبو داود عن أم سلمة الحديث كما سيأتي” ثم قال وفي هذا المطلوب أحاديث كثيرة 
: مرفوعة غير إنا اقتصرنا منها على ما لا شبهة فى صحته» والتأويلات المنقولات عن المخالفين 
١‏ مما ينبغي صون النفس عن إحضارها والالتفات إليها وفي بعض الألفاظ ما يصرح بردها . 
اه. كلام المحقق ملخصاً ومن جملة تأويلاتهم ما ذكره ابن حجر من أن الحلي كان محرماً وَل 
1 الإسلام فوجبت زكاته حينئذ لتحريمه فلما أبيح زالت زكاته. 

: (وعن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحاً من ذهب) في النهاية هو جمع وضح 
1 (۱) أبو داود في السئن ۲۱۲/۲ حديث رقم 1938. 


0 (۲) أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۲. حديث رقم .٠١١٤‏ والترمذي الحديث 
0 رقم (579). والنسائي حديث رقم )۲٤۲۸۰(‏ وابن ماجه الحديث رقم (۱۷۹۰). 


1 (۳) راجع الحديث رقم (1555). (5) الحاكم في المستدرك ۳۸۹/۱. 
0 (0) راجع الحديث رقم .)181١(‏ (5) فتح القدير ۱٦۳/۲‏ ۔ 150. 


الحديث رقم :۱۸٠١‏ أخرجه أبوداود في السنن 7١7/7‏ حديث رقم 1574. ومالك في الموطأ ۲٤۸/١‏ 
0 0 حديث رقم ۸ من كتاب الزكاة. والدارقطني 0/۲ ٠‏ حديث رقم ١‏ من باب من أدى زكاته فليس بکنز. ر 


كتاب الزكاة/ باب ما يجب فيه الزكاة اا" 





فقال: «ما بلغ أن تودى زکاتۀ فڙکي» فليس بكنز». رواه مالك» وأبو داود. 


)14(«-0١‏ وعن سمرة بن جندب: أنَّ رسول الله كك كاد يأمُوْنا أن نُخرجَ 
الصدقةٌ من الذي تُعِدٌ للبيع . روآه أبو داود. 


51 (149) وعن ربيعةٌ بن أبي عبد الرّحمن» عن غير واحدٍ: أن رسول الله كله ٠‏ 
أقطعٌَ لبلالٍ بن الحارث المزني معاد القبَليّة 





بفتحتين نوع من الحلي يعمل من الفضة سمي به لبياضه (فقلت: يا رسول الله أكنز هو) أي 
استعمال الحلي كنز من الكنوز الذي توعد على اقتنائه في القرآن أم لا (فقال ما بلغ) أي الذي . 
بلغ (أن تؤدي زكاته) أي نصاباً (فزكي) على صيغة المجهول (فليس بكنز رواه مالك وأبو داود) 
قال ميرك وإسناده جيد قاله الشيخ الجزري وقال ابن العربي رجاله: رجال البخاري. اه. 
وأقول وأخرجه الحاكم وصححه ابن القطان أيضا . أه. وأقول هذا حديث صحيح صريح في ١‏ 
المقصود والله الموفق. ش 


١‏ (وعن سمرة بن جندب أن رسول الله كه كان يأمرنا أن نخرج الصدقة» من الذي) 
أي من المال الذي (نعده) أي نهيئه (للبيع) أي للتجارة وخص لأنه الأغلب قال الطيبي: وفيه دليل 
على أن ما ينوي به القنية لا زكاة فيه. (رواه أبو داود) قال ابن الهمام: رحمه الله سكت عليه هو 
والمنذري وهذا تحسين منهما وصرح ابن عبد البر بأن إسناده حسن . اه. وفيه دلالة ظاهرة ,' 
بوجوب زكاة التجارة ويدل لها أيضاً خبر الحاكم بسندين صحيحين على شرط الشيخين» عن أبي ٠‏ 
ذر أنه يَكلدِ قال : في الإبل صدقتها وفي البقر صدقتهاء وفي الغنم صدقتها وفي البز صدقته والبز , 
أمتعة البزاز والسلاح وليس فيه زكاة عين فصدقته زكاة التجارة”'2 وأمر عمر رضي الله عنه كما رواه ٠‏ 
جماعة من يبيع الأدم بأن يقومه ويخرج زكاته وصح عن ابنه رضي الله عنهما أنه قال: ليس في ٠‏ 
العروض زكاة إلا ما كان للتجارة ورواية لا زكاة فيها عن ابن عباس ضعيفة . 


(وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد) أي عن كثيرين من علمائهم (إن . 
رسول الله ية أقطع) أي خص (لبلال بن الحارث المزني معادن القبلية) بفتح القاف والباء ٠‏ 
مجرورة بالإضافة وهي منسوبة إلى قبل اسم موضع قال النووي: المحفوظ عند أصحاب ١‏ 
الحديث» بفتح القاف والباء. اه. ولعل غير المحفوظ كسر القاف وسكون الموحدة قال ر 
الطيبي : والإقطاع ما يجعله الإمام لبعض الأجنادء والمرتزقة من قطعة أرض ليرتزق من ريعها .١‏ 
في النهاية الإقطاع› يكون تمليكاً وغيره وفي حديث أبيض أنه استقطعه الملح أي سأله أن ١‏ 
يجعل له إقطاعاً يتملكه ويستبد به وينفرد. اه. قال ابن الملك: يعني أعطاه ليعمل فيها ويخرج 


الحديث رقم :181١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲۱۱/۲ حديث رقم .٠١١۲‏ 
)١( .‏ الحاكم في المستدرك ۸۸/۱ 


0-0-0 الحديث رقم ۲ : أخرجه أبو داود في السنن ٤٤۳/۳‏ حديث رقم .۳۰٠۱‏ 





A‏ كتاب 71 کا باب ما يجب فيه الزكاة 


)وه من ناحية المُرعء فتلك المعادنُ لا تؤخذ منها إلا الزكاةً إلى اليوم. رواه أبو داود. 


7 
الفصل الثالث 

1 ۳ -_ (۲۰) عن عليّء أنَّ النبيّ بيا قال : «ليس في الخضراواتِ صدقةٌ» ولا في 
١‏ العرايا صدقةٌ ولا في أقل من خمسة أوسق صدقةٌ» ولا في وا صدقة» ولا في الجبهة 
/إصدقة». قال اضفر الج الكل والبقال والعريد: 


أ الذهب والفضة لنفسهء وهذا يدل على جواز إقطاع المعادن ولعلها كانت باطنة فإن الظاهرة لا 
٠‏ يجوز إقطاعها (وهي من ناحية افرع بم الا وسكون الراء وبالعين المهملة خلافاً لمن وهم 
أ فيه وضبط بالمعجمة وهو أيضاً مرضي زابخ يكين E‏ المدينة خمسة أيام أو أقل وفيه 
) مساجد النبي اة وبه قرى كثيرة» ER‏ 
ابن الملك وغيره. (فتلك المعادن لا يؤخذ) بالتذكير والتأنيث (منها إلا الزكاة إلى اليوم) أي لا 
| يؤخ منها الخمس قال المظهر: أي الأربع العشر كزكاة النقدين» وهو مذهب مالك وأحد 
© أقوال الشافعي» وأما أبو حنيفة وقول ا امي ار والقول الثالث 
) للشافعي إن وجده بتعب ومؤنة يجب فيه ربع العشرء وإلا فالخمس (رواه أبو داود) قال ابن 
) الهمام : رواه مالك في الموطأ. قال ابن عبد البر: هذا منقطع في الموطأ وقال أبو عبيد: في 
؛) كتاب الأموال. 


2 


6 (الفصل الثالث) 


ف 
0 (عن علي رضي الله عنه إن النبي بل قال: ليس في الخضراوات) [بفتح الخاء 
قال ابن الهمام كالرياحين والأوراد والبقول والخيار» والقثاء والبطيخ والباذنجان وأشباه ذلك] 
(صدقة) لأنها لا تقتات والزكاة تختص بالقوت» كما مر وحكمته إن القوت ما يقوم به بدن 
الإنسان لأن الاقتيات من الضروريات التي لا حياة بدونها فوجب فيه حق لأرباب الضرورات 
:(ولا في العرايا) جمع عرية فعيلة بمعنى فاعلة أو مفعولة وهي النخلة التي يعطيها مالكها لغيره » 
ليأكل ثمرها عاماً أو أكثر وفي القاموس وأعراه النخلة وهب ثمرتها عاماً والعرية النخلة المعراة 
م والتي يأكل ما عليها وما عزل عن المساومة عند بيع النخل. اه. (صدقة) لأنها في الغالب 
تکون دون النصاب أو لأنها خرجت عن ملك مالكها قبل الوجوب» بطريق صحيح (ولا في 
أقل من خمسة أوسق صدقة) لما مر أنه قليل فلا تتشوف الفقراء إلى المواساة منه» (ولا) في 
/ الإبل أو البقر (العوامل) للمالك أو غيره (صدقة) لأنها بالعمل صارت غير مقتناة للنماء كما مر 
(ولا في الجبهة صدقة قة قال) أبو سعيد (الصقر الجبهة الخيل» والبغال والعبيد) والذي في 
ب القاموس وغيره إنها الخيل قال في الفاق ق سميت بذلك لأنها خيار البهائم كما يقال: وجه 


14 0 
1 


الحديث رقم ۱۸١١‏ : أخرجه الدارقطني في السنن 7/ 44 حديث رقم ١‏ من باب ليس في الخضراوات صدقة. 





ب إل ل د 20 








0-2 


کتاب رکا با باب صدقة ا ۲۷۹ 





رواه الدراقطنى. 


: وعن طاوس» أن معاد بنَ جبل أتي بوقص البقرء فقال: لم يأمُزني‎ )۲۱( _-- ٤ 


فيه النبي ية بشيء. رواه الدارقطني» والشافعي» وقال: الوقص : ما لم يبغ الفريضة . 
(۲) صدقة الفطر 


STS‏ كم رأيت 


٤‏ _ (وعن طاوس أن معاذ بن جبل أتي بوقص) بفتح القاف (البقر فقال لم يأمرني فيه 


النبي بي بشىء) أي بأخذ شيء (رواه الدارقطني والشافعي وقال) أي الشافعي رحمه الله (الوقص 7 
ما لم يبلغ الفريضة) أي ما لم يجب فيه شيء ابتداء كأربع الإبل» ودون ثلاثين البقر وأربعين ' 
الغنم أو في الأثناء كما بين الخمس والعشر في الأوّل والثلاثين» والأربعين في الثاني والأربعين ‏ 


والمائة والاحدى والعشرين في الثالث والأشهر إطلاقه على المعنى الثاني كما مر في حديث / 
أبي بكر مع بيان قدر أكثر وقص الثلاثة» وقيل: الوقص في البقر خاصة والله أعلم . ا 
(باب صدقة الفطر) ١‏ 

ويقال: صدقة الفطرة وزكاة الفطر أو الفطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة» فوجوبها 4 
عليها تزكية للنفس أي تطهير لها وتنقية لعملها ويقال: للمخرج هنا فطرة بكسر الفاء» وهي 4 
مولدة لا عربية ولا معربة بل اصطلاحية للفقهاء فهي حقيقة شرعية على المختار كالصلاة 7 
والزكاة وفرضت هي وصوم شهر رمضان» في السنة الثانية من الهجرة أما رمضان ففي شعبان 1 
وأما هي فقال غير واحد إنها في السنة الثانية أيضاً وقال بعض الحفاظ : قبل العيد بيومين وقال 7 
البعداديوة: من أصحابنا: إن ا الفطر» وجبت بموجب زكاة الأموال» من نصوص الكتاب ١‏ 
والسنة بعمومها فيها. وقال البصريون منهم: إن وجوبها سابق على وجوب زكاة الأموال» ر 
واعند به يعض الحفاظ :وقيل إن زكاة الأموال: فرضت قبل الهجرة يدل لفرضها قبل الركاة خبر ر 
قيس بن سعد بن عبادة رضى الله عنه أمرنا رسول الله َو بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة فلما !ا 
نزلت الركاة فلم يأمرنا ولم ينهنا" أي اكتفاء بالأمر السابقء ولأجل ذلك قال ونحن نفعله أي لأ 


نخرجها وحكمة إيجابها آخر الصوم [على] ما يأتي ووجوبها مجمع عليه كما حكاه ابن المنذر ١‏ 
والبيهقي واعترض بأن جمعاً حكوا الخلاف فيها عن بعض الصحابة وغيرهم» وتبعهم ابن اللبان (؛ 
من أصحابنا لكن في الروضة إن ما قاله غلط صريح وفي المجموع سبقه عليه الأصم وهو لا 1 


.۱۸۷/۲ فتح القدير‎ )١( 


الحديث رقم ۱۸٠١‏ : أخرجه الدارقطني في السنن 49/7 حديث رقم 7١‏ من باب ليس في الخضراوات صدقة. | 
(۲) النسائي حديث رقم (/1901). 


۸۰ كتاب الزكاة/ باب صدقة الفطر 


4 e 
الفصل الأول‎ 
عن ابن عمرء قال: فرض رسول الله بي زكاةً الفطر صاعاً من تمر أو‎ ) ١١ 6 


يعتد به في الإجماع . 


(الفصل الأوّل) 


٥‏ (عن ابن عمر قال: فرض رسول الله ي زكاة الفطر) [قال الطيبي: دل على إنها 
. فريضة والحنفية على أنها واجبة أقول لعدم ثبوتهاء بدليل قطعي فهو فرض عملي لا اعتقادي 
. قال ابن الهمام وما يستدل به على الوجوب ما استدل به الشافعي على الافتراض فإن حمل 
اللفظ على الحقيقة الشرعية في كلام الشارع متعين ما لم يقم صارف عنه» والحقيقة الشرعية 
. غير مجرد التقدير خصوصاً في لفظ البخاري ومسلم في هذا الحديث أنه عليه السلام أمر بزكاة 
. الفطرء ومعنى لفظ فرض هو معنى لفظ أمر والأمر الثابت بظني إنما يفيد الوجوب ولا خلاف 
في المعنى فإن الافتراض الذي يثبتونه ليس على وجه يكفر جاحده فهو معنى الوجوب الذي 
.. نقول به غايته» إن الفرض في اصطلاحهم أعم من الواجب في عرفنا فاطلقناه على أحد 
: جرأيه]”'2. اه وفيه دليل لمذهبنا ولما رأ الحنفية الفرق بين الفرض والوؤاجب» بأن الأوّل ما 
. ثبت بقطعي والثاني ما ثبت بظني قالوا إن الفرض هنا بمعنى الواجب» وفيه نظر لأن هذا قطعي 
. لما علمت أنه مجمع عليه فالفرض فيه باق على حاله حتى على قواعدهم فلا يحتاج لتأويلهم 
. الفرض هنا بالواجب. اه. [وفيه أن الإجماع على تقدير ثبوته إنما هو في لزوم هذا الفعل وأما 
أنه على طريق الفرض أو الواجب بناء على اصطلاح الفقهاء المتأخرين» فغير مسلم لا سيما 
٠‏ والأحاديث متعارضة في التعبير بالفرض والوجوب وأما قوله ووجوبها مجمع عليه كما حكاه 
المنذري والبيهقي فمنقوض بأن جمعاً حكوا الخلاف فيها عن بعض الصحابة وغيرهم» وتبعهم 
' ابن اللبان من الشافعية وسبقه إليه الأصم هذا وابن المسبب والحسن البصري إنها لا تجب إلا 
على من صلى وصام وعن علي كرم الله وجهه إنها لا تجب إلا على من أطاق الصوم والصلاة 
وعن عطاء وربيعة» والزهري إنها لا تجب إلا على أهل البادية فثبت بهذا النزاع عدم صحة 
. الإجماع والحديث ظني ومدلوله غير قطعي] حال كونها. (صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير) 
وفي الخيران الصاع ثمانية أرطال وبه أخذ أبو حنيفة وأصحابه» ولم يصح رجوع أبي يوسف 


' الحديث رقم 1816: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ 51. حديث رقم 1007. ومسلم في صحيحه ۲/ 

1" حديث رقم  ١7(‏ 484). وأبو داود في السئن 7”,. حديث رقم ۱١۱١‏ . والترمذي /٣‏ 

١‏ حديث رقم 576. والنسائي 448/0 حديث رقم .15١٠4‏ وابن ماجه 2/١‏ حديث رقم 

7 ». والدارمی 58٠/١‏ حديث رقم .١55١‏ ومالك فى الموطأ ۲۸٤/۱‏ حديث رقم ٥۲‏ مه 
مي م و هي م دمن 

كتاب الزكاة. وأحمد فى المسند .٠١١/۲‏ 

0 11 فتح القدير‎ i 


كتاب الزكاة/ باب صدقة الفطر ۷ 2 


)۲( فتح القدير 7 ا (©) فتح القدير 4/۲. 





على العبده والحرٌ» 





إلى قول مالك ومن تبعه كالشافعي وتضعيف البيهقي [له] على تقدير صحته مبني على حدوث ٠‏ 
الضعف بعد تعلق اجتهاد المجتهد به وهو غير مضر ثم أو للتخيير بين النوعين وما في معناهما 7 
فليس ذكرهما لحصر الاعطاء منهما. قال الطيبي: دل على أن النصاب ليس بشرط أي للاطلاق 7 
وإلا فلا دلالة فيه نفياً وإثباتاًء فعند الشافعي تجب إذا فضل عن قوته وقوت عياله ليوم العيد ٠‏ 
وليلته» قدر صدقة الفطر أقول وهذا تقدير نصاب كما لا يخفى إلا أن علماءنا قيدوا هذا ' 
الإطلاق بأحاديث وردت تفيد التقيبد بالغنى» وصرفوه إلى المعنى الشرعي والعرفي وهو من 7 
يملك نصاباً منها قوله عليه الصلاة والسلام لا صدقة إلا عن ظهر غني“ رواه الإمام أحمد في ٠‏ 
مسنده قال ابن الهمام: وذكره البخاري في صحيحه تعليقا وتعليقاته المجزومة لها حكم ٠‏ 
الصحة» ورواه مرة بغير هذا اللفظ ولفظ الظهر مقحم كظهر القلب وظهر الغيب في المغرب» 
وهو حجة على الشافعي في قوله تجب على من يملك زيادة على قوت يومه لنفسه وعياله. وأما ٠‏ 
ما روي أحمد عن أبي ثعلبة بن أبي صغير عن أبيه أن رسول الله ية قال أذوا صاعاً من قمح أو 1 
صاعاً من برشك حماد عن كل اثنين صغير أو كبير ذكر أو أنثى حر أو مملوك غني أو فقير أما ٠‏ 
غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما یعطی"» فقد ضعفه ولو صح لا يقاوم ما ٠‏ 
رويناه في الصحة مع أن ما لا ينضبط كثرة من الروايات المشتملة على التقسيم المذكور» ليس ١‏ 
فيه الفقير فكانت تلك رواية شاذة فلا تقبل خصوصا مع نبوّ [قواعد] الصدقات. والحديث ٠‏ 
الصحيح عنها"" (على العبد والحر) قال الطيبي جعل وجوب الفطرة على السيد كالوجوب على 
العبد قال ابن الهمام: عند قول صاحب الهداية وشرطت الحرية ليتعلق التمليك إذ لا يملك إلا 
المالك ولا ملك لغير الحرء فلا يتحقق منه الركن وقول الشافعى إنها على العبد ويتحمله السيد 
دق بذاك لآن العتسرة الال نمو التكليف أن يتصرف انف فين مهج ال د 
الرب تعالى ابتلاء له لتظهر طاعته من عصيانه» ولذا لا يتعلق التكليف إلا بفعل المكلف فإذا 
فرض كون المكلف لا يلزمه شرعاً صرف تلك المنفعة التي هي فيما نحن فيه فعل إلا عطاء 7 
وإنما يلزم شخصاً آخر لزم انتفاء الابتلاء الذي عن متطيره اکا في حق ذلك المكلف ١‏ 
وثبوت الفائدة بالنسبة إلى ذلك الآخر لا تتوقف على الإيجاب على الأول لأن الذي له ولاية 
الابطاة افده يفتكن آذ يكف ابعداء ابد نيت عبد ملك لى فف و ج ليه" 
الدليل العقلي وهو لزوم انتفاء مقصود التكليف الأول أن يحمل ما ورد من لفظ على في نحو ٠‏ 
قوله على كل حر وعبد على معنى عن کقوله : ۰ 
,.إذا :ضيحت على نشو فشي لعمر الله أعجبني رضاها 
وهو كثير هذا لو لم يجىء شيء من ألفاظ الروايات بلفظ عن كيلا ينافيه الدليل العقلي ٠‏ 


)١(‏ أحمد فى المسند ۲/ ۲۳۰. والبخارى تعليقاً */ ۲۹٤‏ الباب 18 م كتات الزكاة. 
في ي تعلي باب ۱۸ من كتانب 


YAY‏ ت ار كا با أت عد م 


١‏ والذكر» والأنثى» والصغيرء والكبير من المسلمين. وأمرَ بها أن تُؤدّى قبل خروجٌ الناس 
إلى الصلاة. 


0 فكيف وفي بعض الروايات صرح به على ما قدمناه'“ . (والذكر والأنثى والصغير والكبير) وهو 
يعم الحاضر والغائب حال كونهما (من المسلمين) قال الطيبي: حال من العبد وما عطف عليه 
٠‏ فلا يجب على المسلم فطرة العبد الكافر. قال صاحب الهداية : يجب للاطلاق ولحديث رواه 
8 الدارقطني عن ابن عباس مرفوعاً» ادوا صدقة الفطر عن كل صغير وكبير ذكر أو أنثى يهودي أو 
١‏ نصراني حر أو مملوك نصف صاع من بر أو صاعاً من تمر أو شعير" قال ابن الهمام: أما 
! الحديث فضعيف وأما الآخر فإن الاطلاق في الصحيح يوجبها في الكافرء والتقييد في الصحيح 
٠‏ أيضاً بقوله من المسلمين لا يعارضه لما عرف من عدم حمل المطلق على المقيد في الأسباب 
) لأنه لا تزاحم فيها فيمكن الأخذ بهما فيكون كل من المطلق والمقيد سبباً بخلاف ورودهما في 
ا حکم واحد”" هذا وتجب الفطرة على الزوجة دون زوجها عندنا وبه قال الثوري: خلافاً 
) للشافعي . (وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة) قال الطيبي : أمر استحباب لجواز 
تاشر عن الخروع عند الججهود إلى الغروب وفي جواز التأخير عن اليوم خلاف وقال ابن 
حجر : : ومما يدل على كون الأمر ندباً خبر الحسن من أداها قبل الصلاة ة فهي زكاة مقبولة» ومن 
) أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات وبهذا يندفع قول بعض السلف أن الأمر ههنا 
للوجوب» وإن قوّاه جمع من أئمتنا . اه. ولا يخفى أن خبر الحسن يفيد الوجوب إلا أن 
) جماعة ادعوا أن إخراجه قبل صلاة العبد أفضل إجماعاً» ثم مما يؤيد كون الأمر للندب جواز 
التقديم أيضاً. قال ابن الهمام: بعد قول صاحب الهداية فإن قدموها على يوم الفطر جاز لأنه 
) أدى بعد تقرر السبب يعني الرأس الذي يموته» ويلي عليه فأشبه تعجيل الزكاة وفيه حديث 
التخاري خن :ادن حمر رض رول الله َة صدقة الفطر إلى أن قال: في آخره وكانوا يعطون 
)| قبل الفطر بيوم أو يومين” 0 وهذا مما لا يخفى على النبي مه بل لا بد من كونه بإذن سابق 
فإن الإسقاط قبل الوجوب مما لم يعقل فلم يكونوا يقدمون عليه إلا بسمع والله أعلم”” . 
7 وقال: عند قوله هو الصحيح احتراز عن عن قول خلف وكذا الشافعي”'' بجواز تعجيلها بعد 
ر دخول رمضان لا قبله لأنها صد قة الفطر ولا فطر قبل الشروع في الصوم وعما قيل: في النصف 
| الأخير لا قبله» وعما قيل في العشر الأخير لا قبله وقال الحسن بن زياد: لا يجوز التعجيل 
0 أصلا”" . اه. وكأنه أخذ بظاهر هذا الحديث وبما رواه الحاكم في علوم الحديث عن ابن 
عمر: وقال: أمرنا رسول الله ية أن نخرج صدقة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو عبد صاعا 
: من تمر»› أو صاعاً من شعير أو صاعاً من قمح وكان يأمرنا أن نخرجها قبل الصلاة وكان رسول 


() الهداية .١١١/١‏ (۲) فتح القدير ۲۲۳/۲. 
)۳( البخاري في صحيحه ۳/ ۳۷۵ حديث رقم .٠١١١‏ 

٠‏ (5) فتح القدير ۲/ ۲۳۲. (5) لم يذكر الشافعي في فتح القدير في هذا الموضع. 
0( ف ش 


O 
/ 


عسي بوسر رفصي مكف اقل SALA NA N‏ لق SAE‏ اتا N‏ ا ة AE‏ م ونال A EEL‏ موسي SA NIN NEW‏ مرحي مرضي 


الفطر ۴ ا 


كتاب الزكاة/ باب صدقة 





)١(- 57‏ وعن أبي سعيدٍ الخدريّء قال: كنا تُخرجُ زكاةً الفطر صاعاً من 1 
طعام» أو صاعاً من شعيرء أو صاعاً من تمرء أو صاعاً من أَقِط› أو صاعاً من زبيب. ١‏ 





الله ية يقسمها قبل أن ينصرف إلى المصلى ويقول أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم. اه. إ٠‏ 
وفي رواية أغنوهم عن الطلب في هذا اليوم ولعل الأمر بالإغناء لئلا يتشاغل الفقير» بالمسألة 0 
عن الصلاة والجمهور حملوا أمره وفعله على الاستحباب لما تقدم. (متفق عليه) قال ميرك: ٠‏ 
ورواه الأربعة إلى قوله من المسلمين. 4 

7 (وعن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج زكاة الفطر» صاعاً من طعام) قال “٠‏ 
الطيبي: أي بر بقرينة قوله (أو صاعاً من شعير) قال علماؤنا: إن المراد بالطعام المعنى الأعم ٠‏ 
فيكون عطف ما بعده عليه من باب عطف الخاص على العام وإن أردت تحقيق المرام فعليك 2 
بشرح ابن الهمام فإنه بسط الكلام في هذا المقام. (أو صاعاً من تمر) قال ميرك: نقلاً عن ٠‏ 
الأزهار اختلف العلماء في أن أو في هذا الحديث لتخيير المؤدي» من هذه الأشياء أو لتعيين ٠‏ 
واحد منها وهو الغالب فيه قولان أحدهما أنه للتخيير وبه قال أبو حنيفة: والثانى أنه لتعيين أحد ال 
هذه الأشياء بالغلبة وهو غالب قوت البلد على الأصح وبه قال الأكثرون: ومعناه كنا نخرج هذه 7 
الأنواع» بحسب أقواتنا ومقتضى أحوالنا. اه. وقال ابن الملك: أو هذه للتنويع لا للتخيير فإن + 
القوت الغالب لا يعدل عنه إلى ما دونه في الشرف. اه. وهو خلاف المذهب (أو صاعاً من / 
أقط) بفتح الهمزة وكسر القاف هو الكشك إذا كان من اللبن قال الثوري: وغيره وهو لبن يابس /أ 
غير منزوع الزبد» وقد ضبط بعضهم الأقط بتثليث الهمزة وإسكان القاف. قال ابن الملك: في / 
الاقط خلاف وظاهر الحديث يدل على جوازه. (أو صاعاً من زبيب) وفي رواية نصف صاع 1 
وهو رواية عن أبي حنيفة رواها الحسن عنه وصححها أبو اليسر وفي رواية نصف صاع (متفق ا 
عليه) قال ميرك ورواه أحمد والشافعي . ْ 





الحديث رقم :۱۸١١‏ أخرجه البخاري في صحيحه .۳۷١/۳‏ حديث رقم 1907. ومسلم في صحيحه ٠/۲‏ 
٨۸‏ حديث رقم (480/17). وأبو داود في السنن 77/7 حديث رقم 1114. والترمذي في '' 
السنن ٥۹/۳‏ حديث رقم 1۷۳. والنسائي 01/0 حديث رقم ۲ وابن ماجه 086/١‏ حديث 2 
رقم ۱۸۲۹. والدارمي 48١/١‏ حديث رقم 1514. ومالك في الموطأ ۲۸٤/۱‏ حديث رقم ۳ه (: 
من كتاب الزكاة. 





4م كتاب الزكاة/ ات صدقة الفطر 





الفصل 0 


\A۱¥‏ - (۳) عن ابن عباس ») قال: في آخر رمضانَ أخرجوا صدقة صومكم. . فرض 
. رسولُ الله بإ هذه الصدقة صاعاً من تمر أو شعير» أو نصفٌ صاع من قمح على كل حر 
أو مملوك» ذكر أو أنثى » صخر أو کر رواه أبو داود» والنسائي . 


-(4) وعنه» قال: فرضٌ رسولُ الله َة زكاةً الفطر طهر الصيام من اللو 


والرَّفثٍ. 





(الفصل الثاني) 


ْ ۷ _ (عن ابن عباس قال) أي ابن عباس والمعنى أنه قال للناس (في آخر رمضان) 

ظرف قال : ويحتمل أن يكون ظرف قوله (اخرجوا صدقة صومكم فرض رسول الله يكل هذه 
الصدقة صاعاً من ت تمر أو شعير أو نصف صاع من قمح) أي حنطة وبه قال أبو حنيفة : خلافاً 
للثلاثة ويؤيده حديث معاوية» حيث قال في خطبته بالمدينة أرى نصف صاع من حنطة تعدل 
. صاعاً من تمر والظاهر أن هذا مرفوع حكماً ويحتمل كونه من اجتهاده والله أعلم . (على كل 
حر أو مملوك ذكر أو أنثى صغير أو كبير رواه أبو داود والنسائي) قال ميرك: كلاهما من حديث 
الحسن عن ابن عباس وقال الحسن: لم يسمع منه قلت فيكون الحديث مرسلاً وهو حجة عند 
الجمهور فقول ابن حجر الحيك ضف فى على فراعت ملاهية مما يدل على سق اناده 
سكوت أبي داود بعد إيراده. ١‏ 


64 (وعنه) أي عن ابن عباس (قال: فرض رسول الله كلخ زكاة الفطر طهر الصيام) 
ش أي تطهير الصوم وقيل : الصيام جمع صائم» كالقيام جمع قائم وفي المصابيح طهرة الصائم أي 
تطهيراً لذنوبه (من اللغو) وهو ما لا يعني وقيل الباطل وقال الطيبي : المراد به القبيح (والرفث) 
أي الفحش من الكلام. قال الطيبي: هو في الأصل ما يجري من الكلام بين الرجل والمرأة 
تحت اللحاف» ثم استعمل في كل كلام قبيح. اه. فيحمل قوله في تفسير اللغو على القبيح 
الفعلي أو العطف تفسيري قال ابن الملك: وهذا لأن الحسنات يذهبن السيئات» تمسك به من 


الحديث رقم 14817: أخرجه أبو داود في السنن ۲ حدیث رقم 1777. والنسائي 0١/0‏ حديث رقم 
00604 

الحديث رقم 4 أخرجه أبو داود في السنن 77/7 حديث رقم 1104. وابن ماجه ٥۸۵ /١‏ حديث 
رقم ۱۸۲۷. 


كتاب الزكاة/ باب صدقة الفطر ۸9 





وة للمساكين . رواه أبو داود. 


الفصل الثالث 

8 -(28) عن عمرو بن شعيب» عن أبيه» عن جد أ النبيّ ي بعت مُنادياً في / 

فجاج مكة: «ألا إِنْ صدقةً الفطر واجبةٌ على كلّ مسلم» ذكر أو أنثى» حر أو عبدء صغيرء 
أو کبیر ؛ مدان ا 





لم يوجب الفطرة على الأطفال لأنهم إذا لم يلزمهم الصيامء لم يلزم طهرته والأكثرون على ٠‏ 
إيجابها عليهم ولعلهم نظروا إلى أن علة الإيجاب» مركبة من الطهرة والطعمة رعاية لجانب 
المساكين وذهب الشافعي بهذا أيضاً إلى أن شرط وجوبها أن يملك ما يفضل عن قوت يومه ٠‏ 
ةوقا راء الي افر فى ها طهرة أقول ا أده قوفل ما دقر عرلا وات 
لما تقدم من الأدلة جمعاً بين الأحاديث» ما أمكن وفيه إيماء إلى تفضيل الفقراء فكانت أعمالهم ٠‏ 
مطهرة وذنوبهم مغفورة» من غير صدقة وإشارة إلى أن أكثر وقوع اللغو والرفث إنما هو من . 
الأغنياء. (وطعمة للمساكين) أي ليكون قوتهم يوم العيد مهيئاً تسوية بين الفقيرء والغني في ٠‏ 
وجدان القوت ذلك اليوم وفيه دلالة ظاهرة على أن الطهرة على الأغنياء من الصائمين والطعمة 
للفقراء [والمساكين] كما هو مقتضى التقسيم سيما على مذهب الشافعي في تعريف المسكين ٠٠‏ 
(رواه أبو داود) قال ميرك : وسكت عليه هو والمنذري يعني فسنده حسن بل قال الحاكم : 
صحيح على شرط البخاري”''» قال ابن الهمام: ولا يخفى أن ركن صدقة الفطرء هو نفس 
الأداء إلى المصرف وسبب شرعيتها ما نص عليه في رواية أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس 
[رضي الله عنهما] فرض رسول الله َة زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغوء أو الرفث وطعمة 
للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات 
ورواه الدارقطني وقال ليس في روايته مجروح”". اه. وفي خبر حسن غريب» شهر رمضان 
معلق بين السماء والأرضء لا يرفع إلا بزكاة الفطر”” . 


(الفصل الثالث) 


۹ - (عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي بيا بعث منادياً في فجاج مكة) 
بكسر الفاء أي في طرقها وهي الواسعة متعلق ببعث (ألا أن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم 
ذكر أو أنثى. حر أو عبد صغير أو كبير مدان) أي هي مدان فهو مرفوع على أنه خبر مبتداً 


.۲۱۸/۲ فتح القدير‎ )۲( .409/١ الحاكم في المستدرك‎ )١( 

() عزاه في كنز العمال إلى ابن شاهين والضياء 4777/4 حديث رقم ۲۳۱۸۷. 

الحديث رقم 1414: أخرجه الترمذي في السنن #/ 7١‏ حديث رقم .1۷٤‏ والدارقطني في السئن ١41/7‏ 
حديث رقم ١5‏ من باب زكاة الفطر. 


- الل 


TN 


ZE 


2 


NY E E‏ سوه E SE E E N NEN NE‏ ل EK EEL‏ ا E E‏ بد 


۲۸٦‏ كتاب الزكاة/ باب صدقة الفطر 





من قمح و سواه» أو صاع من طعام». رواه الترمذي . 


٠‏ -(5) وعن عبد الله بن ثعلبةء أو ثعلبةٌ بن عبد الله بن أبي صُعَيرء عن أبيه» 


قال: قال رسول الله اة : «صاعٌ من بُر أو قمح عن كل اثنين؛ صغير أو كبير» حر أو 





محذوف والجملة بيان لصدقة أو خبر بعد خبر (من قمح) تمييز (أو سواه) أي من غير القمح 


“! وأو للتخيير أو للتنويع (أو صاع) شك من الراوي (من طعام) أي سوى القمح وهو يؤيد التأويل 


الذي قدمناه من أن الطعام يراد به المعنى الأعم وقال ابن حجر: شك في أي اللفظين سمح . 
اه. وهو يحتمل أن يكون بدلاً من قولهء مدان أو سواه (رواه الترمذي) وقال غريب: نقله 
ميرك ثم اعلم أن الأحاديث والآثار تعارضت في مقدار الحنطة ففي بعضها مدان» وفي بعضها 
صاع وفي بعضها نصف صاعء فإن أردت تحقيق الكلام فعليك بشرح الهداية لابن الهمام”'' . 


٠‏ _ (وعن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير) بالتصغير (عن أبيه) 
أورد الذهبي في الكاشف عبد الله بن ثعلبة بن صعير بلا لفظ أبي وكذا أورده المزي في تهذيب 
الكمال» لكن قال ويقال ابن أبي صعير أبو محمد المدني الشاعر حليف بني زهرة مسح رسول 
الله ية وجهه» ورأسه زمن الفتح . اه. وقال الشيخ ابن حجر في التقريب: في العين المهملة 


أ سنة سبع أو تسع وثمانين» وقد قارب التسعين وقال: في حرف الثاء المثلثة ثعلبة بن صعير أو 


ابن أبي صعير بمهملتين مصغر العذري بضم المهملة وسكون المعجمة» ويقال ثعلبة بن عبد الله 


) ابن صعير ويقال عبد الله بن ثعلبة بن صعير مختلف في صحبته والله أعلم نقله ميرك ثم قال : 
| وحديثه هذا مضطرب وفي إسناده النعمان بن راشد» وقد تفرد بروايته قال البخاري: وهو يهم 
| كثيراً وقال: مهما ذكرت لأحمد حديث ثعلبة بن صعير» فقال: ليس بصحيح إنما هو مرسل 


العذري» ولد قبل الهجرة بأربع سنين ومات سنة تسع وثمانين ورأى النبي ييو عام الفتح ومسح 


ذا وجهه» روي عنه ابنه عبد الله والزهري ذكره في حرف العين في فصل الصحابة ولم يذكره في 


حرف المثلثة . (قال: قال رسول الله عل : صاع من بر) أي الفطرة صاع» موصوف بأنه من بر 


! (أو قمح) شك من الراوي (عن كل اثنين) أي مجزىء (صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى 
, أما غنيكم) أي وجوبها عليه (فيزكيه الله) التزكية بمعنى التطهير أو التنمية أي بطهر حاله وينمي 


ماله وأعماله بسببها (وأما فقيركم) أي بالإضافة إلى أكابر الأغنياء على مذهبنا وأما على مذهب 


1 الشافعي فمن ملك صدقة الفطر زيادة على قوت نفسه وعياله ليوم العيد وليلته؛ وهو يرد عليهم 


)١( 4‏ راجع فتح القدير .515/١‏ 


الحديث . رقم :۱۸۲١‏ أخرج أير داود في السئن 1۷١/۲‏ حديث رقم 1113 





كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة YAY‏ ا 





فيْردٌ عليه أكثر مما أعطاه» . رواه أبو داود. 


(۳) باب من لا تحل له الصدقة 





في الفرق بين الفقير والمسكين (فيرد) أي الله (عليه أكثر مما أعطاه) أي هو المساكين وفي ١‏ 
نسخة بصيغة المجهول في فيرد ويرفع أكثر والأرّل» أكثر وفي هذا تسلية لمن يكون قليل ٠.‏ 
المال» بوعد العوض والخلف في المال. (رواه أبو داود) وسكت عنه فيكون حسناً فقول ابن 
حجر هذا حديث ضعيف» منكر من القول قال ابن الهمام: e‏ 3 
والدارقطني ومسند عبد الرزاق» وقد اختلف في الاسم والنسبة والمتن فالأوّل أهو ثعلبة بن أبى ؛' 
مع ادو د برس الت بي مجر لق ل ا ٣ ll‏ 
أهو العدوي أو العذري؟ فقيل العدوي نسبة إلى جده الأكبر عدي» وقيل: العذري وهو ٠‏ 
الصحيح ذكره في المغرب وغيره وقال أبو علي الغساني: : في تعيك الميمل العدري يعدم الدال > 
المعجمة» والراء هو عبد الله بن علبة بن صعير أبو محمد حليف بني زهرة أي النبي يلل وهو ٠‏ 
صغير والعدوي تصحيف والثالث أهو أدوا صدقة الفطر صاعاً من تمر أو قمح عن كل رأس 
وهو صدقة الفطر صاع من بر أو قمح عن كل اثنين ن؟ قال في الإمام: ويمكن أن يصرف رأس 
إلى اثنين"'2. اه. لكن تبعده رواية بين اثنين وهي من طرقه الصحيحة التي لا ريب فيها طريق ) 
عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد الله بن نعلبة قال: خطب رسول الله كله ؛ 1 
الاس قبل بيوم الفطر بيوم» أو يومين [فقال] أدوا صاعاً من بر أو قمح بين اثنين أو صاعاًء من / 
تمر أو شعير عن كل حر وعبد صغير ار كبير وهذا سند صحيح وفي غير هذه من این يجا |( 
بالرأي . 8 


(باب من لا تحل له الصدقة) ١‏ 


قيل: هي منحة لثواب الآخرة» والهدية أن يملك الرجل تقرباً إليه وإكراماً له ففي الصدقة ٠:‏ 
نوع ترحم وذل للآخذ ولذلك حرمت على النبي ية بخلاف الهديةء وأيضاً لما كان يل آمراً ١‏ 
بالصدقات ومرغباً في المبرات فتنزه عن الأخذ منها براءة لساحته عن الطمع فيهاء وعن التهمة ٠١‏ 
بالحث عليها ولذا قال : تؤخذ من أغنيائهم» e‏ هم إيماء إلى أن المصلحة راجعة ٠.‏ 
إليهم» وإنه سفير محض مشفق عليهم وهو يحتمل أن يكون بأمر الله تعالى أو باجتهاد صدر من ٠‏ 
مشكاة صدره الأنور وقلبه الأزهر. ١‏ 





.۲۱۸/۲ فتح القدير‎ )١( 


| ايض كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 





الفصل الأول 


١١-60١‏ ) عن أنس» قال: مر النبئ كك بتمرة في الطريق» فقال: «لولا أني أخاف 


. أن تكونٌ من الصدقة لأكلثها». متفق عليه‎ ٠٠ 


)١(-1‏ وعن أبى هريرةً» قال: أخذّ الحسنُ بن علي تمرةً من تمر الصدقة 


0 فجعلّها في فيه فقالَ النبيّ كل : «كخ کخ» 





(الفصل الأوّل) 


١‏ (عن أنس قال: مر النبي به بتمرة) أي ملقاة (في الطريق فقال لولا أني أخاف 


أن تكون من الصدقة) أي من تمرها (لأكلتها) تعظيماً لنعمة الله تعالى» والحديث يدل على 
٠‏ حرمة الصدقة على النبي ية وعلى جواز أكل ما وجد في الطريق من الطعام القليلء الذي لا 
يطلبه مالكه وعلى أن الأولى بالمتقى أن يجتنب عما فيه تردد وفي الأحياء روي عنه عليه 


الصلاة والسلام أنه أرق ليلة فقالت : له بعض نسائه أرقت يا رسول الله قال أجل» وجدت تمرة 


1 فخشيت أن تكون من الصدقة وفى رواية فأكلتها فخشيت» وأما ما روي أن عمر رضي الله عنه 
رأى رجلاً ينادي على عنبة التقطها فضربه بالدرة» وقال: إن من الورع ما يمقت الله عليه 
فمحمول على أنه تبين له من فعل ذلك إنه إنما يقصد به الرياء» والسمعة وإظهار الورع هنالك 


ولخروجه بتصنعه عما عرف من أحوال الصحابة إنهم كانوا يتوضؤون ويمشون حفاة» ويصلون 
من غير نظر إلى أن في الطريق نجاسة أو لا وقد أتى النبي بي بجنبة وجبة من المشركين فأكل 


1 ولیس م دا واو اعد للاحتمالات البعيدة» الم بج على وج الأرض حلالاً ولذا قال 


1 (متفق ل قال ميرك : e‏ ا 


57 (وعن أبي هريرة قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة) أي الزكاة 


| (فجعلها في فيه) أي فمه (فقال النبي ين كخ كخ) بكسر الكاف وفتحها وسكون الخاء قيل : 


جلي انر BRE‏ يجا موزل جه يه ومو الي يا ررد كر كلعج كاد يا وا أل بج ميو لي كا عمطي را 


وبكسر فتنوين فارسية معربة» وهي كلمة يزجر بها الصبي والصبية عن تعاطي المستقذر بمعنى 





الحديث رقم ۱۸۲۱: أخرجه البخاري في صحيحه .۲۹۳٤/٤‏ حديث رقم .5١90‏ ومسلم في صحيحه 
۲ حديث رقم (۱۹6 ۔ ۱۰۷۱). وأبو داود في السنن ۲ حديث رقم 1107. وأحمد 
في المسند ۲۹۱/۳. 

الحديث رقم ۱۸۲۲ : أخرجه البخاري في صحيحه .۴۰٤/۳‏ حديث رقم .١1541‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
١‏ حديث رقم .)1١14-171(‏ والدارمي في السنن 1/١‏ حديث رقم ١99١‏ . وأحمد في 
المسند .50١ /١‏ 


كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 201 





ليطرحهاء ثم قال: «أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟!». متفق عليه. 


18 (") وعن عبدٍ المطلب بن ربيعة» قال: قال رسول الله يةِ: «إِنَّ هذ 
الصدقاتِ إِنّما هي أوسا الئّاسء وإِنّها لا تحلّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمّد؛. رواه مسلم. 





اترك وارم والتكرير للتأكيد. (ليطرحها) أي التمرة من فيه (ثم قال أما شعرت) أي 
علمت كما في رواية (أنا) أي معشر بني هاشم (لا نأكل الصدقة) قال ابن حجر: 2 
يستعمل في أمر واضح» وإن لم يعلمه المخاطب أي كيف خفي هذا عليك مع ظهوره؟ 

ل a‏ ل ا ل ا تن 
يستعمل إلا في غير المميز وفائدته إعلام الحاضرين» بالحكم ليذيع ويشتهر قال ابن 
الملك: وهذا يدل ل أنه وجب على الآباء نهى الأولاد عما لا يجوز في الشرع. اه 
ولذا قال علماؤنا: يحرم على الآباء والأمهات الباس الصبي» الحرير والحلي من الذهب 
والفضة خلافاً للشافعي وقد أورد الغزالي هذا الحديث في الأحياء» عند ذكر ورع المتقين 
وقال ابن حجر: يخرم عليه 15 الصدقة الواجبة والمندوبة وأما على آلة فالمفروضة لا غير 
وسيأتي كلام أئمتنا (متفق عليه) . 


۳ - (وعن عبد المطلب بن ربيعة قال: قال رسول الله ية : إن هذه الصدقات) أي 
أنواع الزكاة وأصناف الصدقات» (إنما هي أوساخ الناس) الجملة خبر لقوله هذه كما في قوله 
تعالى : «إإن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ‏ [الكهف م 
فلا يحتاج إلى تقدير خبر كما اختاره ابن حجر ولا إلى القول بأنها بدل مما قبلها وبأنها زائدة , 
ونحوها وإنما سماها أوساخاً لأنها تطهر أموالهم» ونفوسهم قال تعالى: #خذ من آموالهم . 
صدقة تطهرهم € فهي كغسالة الأوساخ ففي الكلام تشبيه بليغ (وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل 1 
محمد) زيد لا لتأكيد لا النافية وكذا اللام الثانية قال ميرك فيه دليل على أن الصدقة تحرم عليه 
وعلى آله سواء كان بسبب العمل» أو بسبب الفقر والمسكنة وغيرهما وهذا هو الصحيح عندنا 
وقال ابن الملك: الصدقة لا تحل للنبى ييل فرضاً كانت أو نفلاً وكذا المفروضة لآله أي 
اقربائه» وأما التطوع فمباح لهم قال ابن الهمام: عند قول صاحب الهداية ولا تدفع إلى بني 
هاشم؛ هذا ظاهر الرواية وروي أبو عصمة عن أبي حنيفة أنه يجوز في هذا الزمان وإنما كان 
ممتنعاً في ذلك الزمان» وعنه وعن أبي يوسف يجوز أن يدفع بعض بني هاشم إلى بعض : 
0 قال الشمني: وبنو هاشم هم بنو الحارث» والعباس ابنا عبد المطلب جد النبي كل ١‏ 
وبنو علي وجعفر وعقيل أولاد أبي طالب عم النبي كله لا بنو أبي لهب لأن حرمة الصدقة أولاً 
في الآباء إكراماً لهم ثم سرت إلى الأبناءء ولا إكرام لأبي لهب. (رواه مسلم) قال ميرك: في 


الحديث رقم 187: أخرجه مسلم في صحيحه ۷٥۳/۲‏ حديث رقم (1717 - .)٠١۷١‏ والنسائي في 
السنن ٠٠١/١‏ حديث رقم 5709. وأحمد في المسند 177/5. 


(۱) فتح القدير 71١/7‏ 


ROY E E a A RE O e O E OE KO E EO E RRR A‏ ا ا ا ا ا 


كتاب الز كاة/ 


باب من لا تحل له الصدقة 


قصة طويلة وأخرج البخاري تحريم الصدقة على آل النبي كه من حديث أبي هريرة”'". اه. 
قال ابن الهمام: روي مسلم عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث قال اجتمع ابن ربيعة» 
والعباس بن عبد المطلب» فقالا: لو بعثنا هذين الغلامين وللفضل ابن عباس إلى رسول الله 
كه فأمرهما على هذا الصدقة فأصابا منها ما يصيب الناسء فقال علي لا ترسلوها فانطلقنا حتى 
دخلنا على رسول الله َي وهو يومئذ عند زينب بنت جحش» فقلنا يا رسول الله قد بلغنا النكاح 
وأنت أبر الناس» وأوصل الناس» وجئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات فنؤدي إليك كما يؤدي 
الناس» ونصيب كما يصيبون قال: فسكت طويلاً ثم قال: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما 
هي أوساخ الناس ادعوا إليّ محمية بن جزء رجلاً من بني أسد كان رسول الله ية يستعمله على 
الأخماس» ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب فأتياه فقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس» 
كذا وكذا قال ابن الهمام: وهذا ما وعدناك من النص على عدم حل أخذها للعامل الهاشمي» 
ولفظه للطبراني لا يحل لكم أهل البيت من الصدقات شيء إنما هي غسالة أيدي الناس» وإن 
لكم في خمس الخمس ما يغنيكم وهو يوجب تحريم صدقة بعضهم» على بعض وكذا ما زوي 
البخاري عنه عليه الصلاة والسلام نحن أهل البيت لا تحل لنا الصدقة ثم لا يخفى أن هذه 
العمومات تنظم الصدقة النافلة» والواجبة فجروا على موجب ذلك في الواجبة فقالوا: لا يجوز 
صرف كفارة اليمين» والظهار والقتل وجزاء الصيد وعشر الأرض وغلة الوقف إليهم» وأما 
الصدقة النافلة فقال في النهاية ويجوز النفل بالإجماع وكذا يجوز النفل للغني كذا في الفتاوى ' 
العتابية . اه. وصرح في الكافي بدفع صدقة الوقف إليهم على أنه بيان المذهب من غير نقل 
خلاف فقال: وأما التطوّع والوقف فيجوز الصرف إليهم لأن المؤدي في الواجب يطهر نفسه 
بإسقاط الفرض» فيتدنس به المؤدي كالماء المستعمل وفي النفل يتبرع بما ليس عليه فلا يتدنس 
به المؤدي كمن تبرد بالماء. اه. والحق الذي يقتضيه النظر إجراء صدقة الوقف مجرى النافلة 
فإن ثبت في النافلة جواز الدفع يجب دفع الوقف» وإلا فلا إذ لا شك في أن الواقف متبرع 
بتصدقه بالوقف إذ لا انفاق واجب وكان منشأ الغلط وجوب دفعها على الناظرء وبذلك لم تصر 
صدقة واجبة على المالك بل غاية الأمر أنه وجوب اتباع شرط الواقف على الناظر فوجوب 
الأداء هو نفس هذا الوجوب» فلنتكلم في النافلة ثم يعطى مثله للوقف ففي شرح الكنز لا فرق 
بين الصدقة الواجبة والتطوّع. ثم قال: وقال بعض: يحل لهم التطوع فقد أثبت الخلاف على 
وجه يشعر بترجيح حرمة النافلة» وهو الموافق للعمومات فوجب اعتباره فلا تدفع إليهم النافلة 
إلا على وجه الهبة مع الأدبء وخفض الجناح تكرمة لأهل بيت رسول الله بيا وأقرب الأشياء 
إليك» حديث لحم بريرة الذي تصدق به عليها لم يأكله حتى اعتبره هدية منها فقال: هو عليها 
صدقة ولنا منها هدية والظاهر إنها كانت صدقة نافلة" . 


.1441 البخاري في صحيحه "/ 704 حديث رقم‎ )١( 
.75١7/5 فتح القدير‎ )5( 


كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة ٠‏ 4" 





5 > (4) وعن أبي هريرةً» قال :كان سول الله كا إذا 0 يطعم سأل عنة 


«أهديّةٌ أم صدقة؟» فإِنْ قيلَ: صدقةٌ؛ قال لأصحابه: «كلوا» ولم يأكل» ون قي : هديق 
ضرب بيده فأكل معهم . متفق عليه. 

٥‏ -(08) وعن عائشة» قالت: كان في بريرةً ثلاث سنن : إحدى السَّئَنٍ أنها 
عنقت فخُيرَثْ في زوجهاء وقال رسول الله هة : «الوَّلاءُ لمَنْ أعتق) . ودخلَ رسول الله كك 
والبُرمةٌ تفوز 


64 (وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله يكل إذا أتي بطعام) أي جيء به (سأل عنه) 
أي عن الطعام أو عن الآتي به (أهدية) أي فقال أهو هدية (أم صدقة فإن قيل) أي له (صدقة) 
أي هو (قال لأصحابه) أي من غير آله (كلوا ولم يأكل وإن قيل: هدية ضرب بيده) الباء للتعدية 
أي شرع ومد يده إليه سريعاً من غير تحام عنه (فأكل معهم) وفارقت الصدقة الهدية حيث 
حرمت عليه تلك» وحلت له هذه بأن القصد من الصدقة ثواب الآخرة» وذلك ينبىء عن عز 
المعطي وذل الآخذ في احتياجه إلى الترحم عليه» والرفق إليه ومن الهدية التقرب إلى المهدى 
إليه» وإكرامه بعرضها عليه ففيها غاية العزة والرفعة لديه وأيضاً فمن شأن الهدية مكافأتها في 
الدنيا ولذا كان عليه الصلاة والسلام يأخذ الهديةء ويثيب عوضها عنها فلا منة ألبتة فيها بل 
لمجرد المحبة كما يدل عليه حديث تهادوا تحابوا وأما جزاء الصدقة ففي العقبى» ولا يجازيها 
إلا المولى (متفق عليه ش 

06 (وعن عائشة قالت: كان في بريرة) أي حصل بسببها (ثلاث سنن) أي أحكام 
ومسائل شرعية جعلتها مكاناً ومقراً للمسائل لأنها وجدت بوجودهاء وهي اسم جارية اشترتها 
عائشة وأعتقتها ورك تعره د الو فركالا محال N‏ اسمه مغيث كما 
في البخاري ذكره ابن حجر (إحدى السنن إنها عتقت) ب بفتح العين والتاء أي صارت معتوقة 
(فخيرت في زوجها) أي بين فسخ نكاحه وامضائه O‏ وزوجها عبد فعتقت 
تكون مخيرة إن شاءت فسخت وإن شاءت لا وهي المسألة الأولى. (وقال رسول الله بل :) أي 
في قضيتها وهي قصة مشهورة (الولاء) بفتح الواو (لمن أعتق) أي لا لمن باع ولو شرط أن 
الولاء له فمن أعتق عبداً أو أمةء كان ولاؤه له أي وهذه هي المسألة الثانية . (ودخل رسول ١‏ 
الله يلِِ) أي على عائشة (والبرمة) أي القدر من الحجر ويستعمل بمعنى القدر مطلقاًء (تفور) ٠‏ 


الحديث رقم :١14754‏ أخرجه البخاري في صحيحه 5/ .٠١7‏ حديث رقم 1015. ومسلم في صحيحه ۲/ 
17 حديث رقم  ١175(‏ لا/ا١١).‏ والترمذي في السنن ٤٥/۳‏ حديث رقم 5. والنسائي 5/ 
۷ حديث رقم 1517. 1 
الحديث رقم :۱۸۲١‏ أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 405. حديث رقم 0119. ومسلم في صحيحه ۲/ 
٤‏ حديث رقم .)19١4- ١4(‏ والنسائي في السنن ۱۰۷/١‏ حديث رقم 5514. وابن ماجه 
۱ حديث رقم 7075. والدارمي ۲۲۲/۲ حديث رقم ۲۲۸۹. ومالك في الموطأ ۲/ oY‏ 
O E oo‏ المت ري 


)١(‏ في المخطوطة «السباق». 


N E 90 لها د‎ EE O جك اجاق‎ RO O امإي< ووو سه‎ PO “ل جاجز بك هاو عر جف اجو لل ويج جا يج ال 00 يتور 2ل‎ ES 





بلحم» ٠‏ فمرْبَ إليه خبرٌ وام من أذم البيتٍ» فقال: ام آر برمةٌ فيها لحمٌ؟ قالوا: بلى؛ 
ولكنَّ ذلك لحم تُصدّ دق به على بَريرّة» وأنت لا تأكلَ الصدقةً. قال: «هو عليها صدقةٌء ولنا 
هدية»؟. متفق عليه. 

7 (1) وعنهاء قالت: كان رسول الله هة يقبلُ الهدية ويُثِيبُ عليها. رواه 
البخاري . 


۷ -_-(۷) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله كهِ: «لو دُعيتٌ إلى كُراع 
لأجبتُ. ولو أهدِيّ إليّ ذِراعٌ لقبلتُ». 





أي تغلي ملتبسة (بلحم) والجملة حالية (فقرب) بالتشديد على صيغة المجهول (إليه خبز وأدم) 

بضم الهمز وسكون الدال ويضم بمعنى الأدام: وهو ما يؤتدم به الخبز أي يطيب أكله به ويتلذذ 
GT aT‏ جمع أدام فلما لم يؤت إليه عليه الصلاة والسلام مما في 
البرمة (فقال: لم آر برمة فيها لحم) الاستفهام للتقرير (قالوا بلى : ولكن ذلك لحم تصدق به 
على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة قال هو) أي اللحم (عليها) أي على بريرة (صدقة ولنا هدية) 
قال الطيبي : إذا تصدق على المحتاج بشيء ملكهء فله أن يهدي به إلى غيره. اه. وهو معنى 
قول ابن الملك فيحل التصدق على من حرم عليه بطريق الهدية وهذه هي المسألة الثالثة (متفق 
عليه) قال ميرك : هذا لفظ مسلم ورواه البخاري مقطعاً. 

8655 (وعنها) أي عن عائشة (قالت: كان رسول الله ية يقبل الهدية ويثيب عليها) أي 
يجازي ويعطي الجزاء والعوض» من أثاب إذا أعطى الثواب (رواه البخاري) قال ميرك: ورواه 
أحمد والترمذي في الشمائل. 

۷ - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ككِ: لو دعيت إلى كراع) أي إلى كراع 
غنم أو أي قربة ة (لأجبت ولو أهدي إلى ذراع) من كرباس أو شاة (لقبلت) قال الطيبي : الكراع 
هو مستدق الساق"'' من الخنم» والبقر بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير وقيل: كراع موضع 
بين مكة والمدينةء والأوّل مبالغة في الإجابة مع القلة والثاني مع البعد وقال ابن الملك: يعني 
لو دعاني أحد إلى ضيافة كراع غنم لأجبت الداعي. وهذا حث على التواضع وإجابة الدعوة 
وحسن المعاشرة قال القاضي: من حمله على كراع الغميم» وهو موضع بين مكة والمدينة فقد 
غلط فكان ابن حجر غفل عن ذلك حيث قال: يحتمل أن يراد به كراع الغميم أمام عسفان» 
وهو موضع بين عسفان وقديد وقال زين العرب: المراد بالذراع ذراع الغنم وغيرها أو ذراع 
الكرباس» وهو ترغيب في قبول الهدية قال السيد.جمال الدين: إدخال هذا الحديث في باب 


الحديث رقم ۱۸۲١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ه حديث رقم 1080. 
الحديث رقم 14717: أخرجه البخاري في صحيحه 1944/5. حديث رقم .۲١٠۷‏ وأحمد في المسند ۲/ 
61 


4۲ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 





م 





كتاب ل عر و ۳ 0م 





روآه البخاري 


۸۸ _(۸) وعنهء قال: قال رسول اللَّهِ ية : «ليسّ المسكينٌ الذي يطوف على 
الناس ترده اللقمةٌ واللقمتان والتمرةٌ والتمرتان؟ ولكنّ المسكينٌ الذي e‏ يُغنيه ولا 
يفطن به فيُتصدّقٌ عليه» ولا يقوم ل التاس» . 





من لا تحل له الصدقة فيهء خفاء وتأمل. اه. فتأملنا فوجدنا وجهه إنه لما ذكر الصدقة والهدية 
فى الحديث السابق أورد هذا الحديث لتعلقه بالهدية كما يقال الشيء بالشيء يذكر» ويسمى 
استطراداً. (رواه البخاري) قال ميرك والنسائي . 


4 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله بي : ليس المسكين) أي 
المذكور في قوله تعالى: #إنما الصدقات للفقراء والمساكين 4 [التوبة - ]٦١‏ والمعنى ليس 
المسكين شرعاًء المسكين عرفاً وهو (الذي يطوف) أي يدور“ ويتردد (على الناس) في أصل 
ابن حجر على الأبواب (ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان) جملة حالية قال ابن الملك أي 
ليس المسكين من يتردد على الأبواب ويأخذ لقمة فإن من فعل هذا ليس بمسكين لأنه يقدر 
على تحصيل قوتهء والمراد ذم من هذا فعله إذا لم يكن مضطراً وقال الطيبي: فينبغي أن لا 
يستحق الزكاة وقيل: ليس المراد نفى استحقاقه بل إثبات المسكنة لغير هذا المتعارف 
بالمستكةء. وإثنات ابتعسقاتة ايا اه :هذا القيل هو الغوق لان كلا شا عضرف الركاة 
حيث لا شيء لهما لكن الثاني أفضل» وهذا معنى قوله (ولكن المسكين) وفي نسخة بتشديد 
النون أي الكامل في المسكنة (الذي لا يجد غنى) أي شيئاً أو مالا (يغنيه) أي عن غيره ويكفيه 
(ولا يفطن به) بصيغة المجهول أي لا يعلم باحتياجه (فيتصدق) بالرفع الست ميجو لا (علية 
ولا يقوم) أي لا يتعرض (فيسأل الناس) بالرفع والنصب معلوماً بل يخفى حال نفسه وفي 
الحديث إشارة إلى ما في الكلام القديم: #للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون 
ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً # 
[البقرة - *70] أي أصلا وفيه حجة لما ذهب إليه أبو حنيفة» ومالك ومن تبعهما من أن 
المسكين هو الذي لا يملك شيئاً فهو أسوأ حالاً من الفقير لأنه يملك مالاً يكفيه وأما ما ذكره 
بعض الشافعية من أن عليه الصلاة والسلام تعوّذ من الفقر في حديث الصحيحين”"»: وسأل 
المسكنة في حديث الترمذي”" فمدفوع لأن حديث الترمذي قيل: ضعيف بل قال البيهقي : 


الحديث رقم ۱۸۲۸: أخرجه البخاري في صحيحه */41". حديث رقم 14174. وأخرجه مسلم في 
صحيحه ۲/ ۷۱۹ حديث رقم .)1١921١1(‏ وأبو داود في السنن ۲ حديك رقم ۱۹۳۱. 
والنسائي في السنن ۸٤/١‏ حديث رقم .501١‏ والدارمي في السنن 457/١‏ حديث رقم 1519. 
زعائك تن ا ۲ حديث رقم ۷ من كتاب صفة النبي يل وأحمد في المسند .۳۸٤ /١‏ 


.1۳۷۷ حديث رقم‎ ١8١/١١ فى المخطوطة «يطوف». (۲) البخاري في صحيحه‎ )١( 
٠.5707 أخرجه الترمذي في السنن الحديث رقم‎ 0 
عر ار ی ار جر ج تسعد لور ج الل ر ات تر ير کی ی س ر‎ 






7 وم ا o.‏ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 





متفق عليه . 
الفصل الثانى 
6 (4) عن أبي رافع» أنّ رسول الله َة بعتٌ رُجلاً من بني مخزوم على 
ا ل E‏ ف eS‏ 
ا 





روي أنه َة تعوذ من المسكنة أيضاً ثم حمل ذلك على أنه استعاذ من فتنة الفقرء والمسكنة 
اللذين يرجع معناهما إلى غاية القلة المؤدية» إلى ما ورد كاد الفقر أن يكون كفراً أو أراد به فقر 
أ القلب» والحاصل أنه استعاذ من فتنة الفقر دون حال الفقر» كما أنه استعاذ فى الصحيحين من 
فتنة الغني لا من حال الغنى وقد تحمل المسكنة التي سألها على التواضع اللازم» لأهلها بأن لا 
يتن ي و و ا 


(الفصل الثاني) 


۹ - (عن أبي رافع) واسمه أسلم روي عنه ابنه عبد الله وهو كاتب علي بن أبي طالب 
3 أي مولى النبي بل (إن رسول الله ٤يو‏ بعث رجلا من بني مخزوم. على الصدقة) آي أرسله 
ساعياً ليجمع الزكاةء ويأتي بها إليه قال ابن الملك: فلما أتى أبا رافع في طريقه (فقال لأبي 
7 رافع اصحبني) أي ائت معي إلى النبي كَل (كيما تصيب) نصب بكي وما زائدة أي لتأخذ (منها) 
٠‏ أي من الصدقة بسبب ذهابك معي أو بان أقول له ليعطي نصيبك من الزكاة» والظاهر أنه طلب 
37 منه المرافقة والمصاحية والعكارة مناه الببتر ل بعد الرتجوم EAE‏ (فقال لا) أي 
۲ لا أصحبك (حتى أتي) أي أجيء (رسول الله َو فاسأله) أي استأذنه أو اسأله هل يجوز لي أم 
لا؟ (فانطلق إلى النبي ب فسأله) أي عن ذلك (فقال إن الصدقة لا تحل لنا وإن موالي القوم) 
د أي عتقاءهم (من أنفسهم) أي فحكمهم كحكمهم لخبر الولاء لحمة كلحمة النسب» وهذا دليل 
لمن قال بحرمة الصدقة على موالي من تحرم الصدقة عليه وهذا هو المشهور في المذهب: 
م وأغرب ابن الملك حيث قال: والمشهور د ا ا دي 
7 لانتفاء السبب ووجه الجمع بينهما أنه ية قال: : تنزيهاً وضماً لهم على التشبيه بساداتهم. | 

9 وكأنه غفل عن المذهب وتبع الطيبي في المطلب لكن كلام الطيبي أطيب» حيث قال 0 
الحديث أن الصدقة لا تحل لموالي بني هاشمء وبني المطلب. لكن قال الخطابي: يشبه أن 
5 يكون هذا نهي تنزيه له فان رسول الله یه كان يكفي مؤنته. اه. وهو تأويل من غير معارضة 


+ الحديث رقم 1879: أخرجه أبو داود في السنن 5 حديث رقم .110١‏ والترمذي 177/7 حديث 
SS 1 0 10۷ 2‏ ۲ ا 1 6 








0 كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 40 


رواه الترمذي. وأبو داود» والنسائى . 

)٠١( 6‏ وعن عبد الله بن عمروء قال : قال رسول الله بلا : «لا تحل الصدقةٌ 
لغنىٌ ولا لذي مِرَّة سویٌ) . رواه الترمذي› وأبو داود» والدارمي 

)١١(- 1‏ ورواه أحمدء والنسائي» وار بن ماجه عن أبي هريرة. 


۲ _ (۱۲) وعن عبيدٍ الله بن عدي بن الخيار» 


دليل (رواه الترمذي) قال ميرك: وصححه (وأبو داود والنسائي) ورواه أحمد وابن حبان في 
صحيحه وفي نقل ابن الهمام والشمني فقال: مولى القوم من أنفسهم» وأنا لا تحل لنا الصدقة 
قال الى حديث حسن صحيح وكذا صححه الحاكه""' . 
(وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ية : لا تحل الصدقة ة لغني) في 
المحيط الغني على ثلاثة أنواع غني يوجب الزكاة وهو ملك نصاب حولي» تام وغني يحرم 
الصدقة ويوجب صدقة الفطر والأضحية» وهو ملك ما يبلغ قيمة نصاب من الأموال الفاضلة 
عن حاجته الأصلية» وغني يحرم السؤال دون الصدقة وهو أن يكون له قوت يومه» وما يستر 
عورته. (ولا لذي مرة) بكسر الميم وتشديد الراء القوة أي ولا لقوي على الكسب (سوّي) أي 
صحيح البدن تام" الخلقة فيه نفي كمال الحل لا نفس الحل» أو لا تحل له بالسؤال قال ابن 
الملك: أي لا تحل الزكاة لمن أعضاؤه صحيحة» وهو قوي يقدر على الاكتساب بقدر ما يكفيه 
وعياله وبه قال الشافعي قال الطيبي: وقيل: المعنى ولا لذي عقل وشدة» وهو كناية عن القادر 
على الكسب وهو مذهب الشافعي والحنفية على أنه إن لم يكن له نصاب حلت له الصدقة. 
(رواه الترمذي) قال ميرك: وقال حسن وذكر أن شعبة لم يرفعه» ورواه سفيان مرفوعاً (وأبو 
داود والدارمي) . 


۱ _ (ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة) قال الهمام: ولهذا 
الحديث طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة كلهم يروونه عن رسول الله ا . 


(وعن عبد الله بن عدى الخيار) وفى نسخة ابن الخيار وقال الطيبى: قرشى 


.۲۱۳/۲ فتح القدير‎ )١( 

الحديث رقم ۰ : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ 780 حديث رقم 4 والترمذي 47/9 حديث 
رقم 5107. والدارمي ٤۷۲/١‏ حديث رقم 17794. وأحمد في المسند ۳۸۹/۲. 

(۲) في المخطوطة "تمام». 

الحديث رقم :148١‏ أخرجه النسائي في السنن 14/5 حديث رقم 10917. وابن ماجه 0549/١‏ حديث 
رقم ۱۸۳۹ . وأحمد في المسند 1/7 

الحديث رقم ۱۸۳۲ : أخرجه أبو داود في السنن 7/ ۲۸٠‏ حديث رقم 1777. والنسائي 44/0 حديث رقم 
094 ؟. 








3 


E N NR SM 








a رار مي‎ SO E O رم امل‎ E N 


A‏ ش كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 





قال: أخبرّني رُجِلانٍ أَنّهُما أتيًا النبيّ يل وهو في حجة الوداعء وهو ب المد فسألا 
منهاء فرفمَّ فينا النظرٌ وخفضّه فرآنا جَلْدَين فقال: (إِنْ شِئتّما أعطيتكماء ولاحظ فيها لني 
ولا لقويٌ مکتسب) . رواه أبو داود» والنسائى . 


VAY‏ - (۱۳) وعن عطاء بن يسارء مُرسلاً قال : فال الله ا : «لا تجل 
الصدقة لغنيّ إلا لخمسة: لغاز في سبيل اللّوء أو لعامل عليهاء أو لغارم» أو لرُجل اشتراها 
بماله» أو لرُجل كان له جارٌ مسكينٌ فتُصِدَقَ على المسكين فأهدّى المسكينٌ 





ري يشاك إن ولا في غوف ريو 31541 ربعا في اتسين وازري عن عادر وعتمان. رتنيي اله 
عنهما (قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي ية وهو في حجة الوداع) ب بفتح الواو أشهر في 
8 (وهو يقسم الصدقة. فسألاه منها) أي فطلباه أن يعطيهما شيئاً من ا (فرفع فينا 
النظر) أي البصر كما في رواية (وخفضه فرآنا جلدين) بسكون اللام وكسرها أي قويين (فقال إن 
شئتما أعطيتكما) أي منها ووكلت الأمر إلى أمانتكماء لكن تكونان في خطر الأخذ بغير حق إن 
كنتما قويين» كما دل عليه حالكما أو غنيين. (ولا حظ) أي لا نصيب (فيها لغني ولا لقوي 
مكتسب) قال الطيبي : أي لا أعطيكما لأن في الصدقة ذلاً وهواناً فإن رضيتما بذلك أعطيتكما 
أو لا أعطيكما لأنها حرام على القوي المكتسب» فإن رضيتما بأكل الحرام أعطيكما قاله توبيخاً 
وقال ابن الهمام: الحديث دل على أن المراد حرمة سؤالهما لقوله» وإن شئتما أعطيتكما فلو 
كان الأخذ محرماً غير مسقط عن صاحب المال» لم يفعله (رواه أبو داود والنسائي) أي عن 
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عدي في شرح ابن الهمام قال صاحب التنقيح: حديث 
(۷) وقال الإمام أحمد ما أوجده من حديث هو أحسنها إسناداً فهذا مع حديث معاذ يفيد منع 
غني الغزاة والغارمين عنهاء فهو حجة على الشافعي في تجويزه لغني الغزاة إذا لم يكن له شيء 
في الديوان» ولم يأخذ من الفيء”"' . 


۳ - (وعن عطاء بن يسار) تابعي جليل (مرسلا) أي بحذف الصحابي (قال: قال 
رسول الله لار : لا تحل الصدقة لغني» > إلا لخمسة لغاز في سبيل الله) أي لمجاهد منقطع عن 
الغزو. أو الحج ويؤيده أنه فسر أحمد سبيل الله في الآية بسفر الحج للخبر الصحيح› إن الس 
سبيل الله واختاره محمد من أصحابنا لكن في الاستدلال المذكورء بحث للجمهور. (أو لعامل 
عليها) أي على الصدقة من نحو عاشرء وحاسب وكاتب (أو لغارم) أي من استدان ليصلح بين 
طائفتين في دية أو دين تسكيناً للفتنة وإن كان غنياً. (أو لرجل) أي غني (اشتراها) أي الزكاة من 
الفقير (بماله أو لرجل) أي غني (کان له جاره مسكين» ا نافد الك 


.709/7 فتح القدير‎ )١( 


الحديث رقم ۱۸۳۳ : أخرجه أبو داود فى السنن ۲ حديث رقم ۱٣۳١‏ وابن ماجه 04٠0/١‏ حديث رقم 
.١‏ ومالك في الموطأ 01١‏ حديث رقم ۲۹ من كتاب الزكاة. وأحمد في المسند .٥٦/۳‏ 








كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له الصدقة 14۷ 


للغنى». رواه مالك» وأبو داود. 

)١5(- ٤‏ وفى رواية لأبى داود عن أبى سعيد: «أو ابن السبيل؟. 

)19١(‏ وعن زياد بن الحارث الصّدائيّ» قال: أتيتُ النبيّ ية فبايعتُهُ» فذكرَ 
حديثاً طويلاًء فأتاة رجلٌ فقال : أعطنى من الصدقة. فقال له ززل الله كل : «إِنَّ الله لم 
يرض بحُكم نبيّ ولا غيره في الصدّقات. حتى حكم 


للغني رواه مالك وأبو داود) أي من طريق زيد بن أسلم هكذا مرسلاً وروي أيضاً أبو داود عن 
عطاء عن أبي سعيد مرفوعاً بمعناه وفي رواية عن زيد بن أسلم» حدثني الليث عن النبي كَل 
ورواه ابن ماجه مسنداً قال ابن عبد البر: وصل هذا الحديث جماعة من رواية زيد بن أسلم 
ذكره ميرك وقال ابن حجر: صحيح أو حسن. 

(وفي رواية لأبي داود عن أبي سعيد أو ابن السبيل) اعلم أني تتبعت روايات أبي 
داود فهي ثلاث منها حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم» عن عطاء بن يسار 
أن رسول الله ية قال: الحديث”'' ومنها حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن 
زيد بن أسلم» عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري» قال: قال رسول الله ك : بمعناه قال 
أبو داود: ورواه ابن عيينة عن زيد» كما قال مالك: ورواه الثوري عن زيد قال حدثني الليث 
عن النبي يي" ومنها حدثنا محمد بن عوف الطائي» حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن عمران 
البارقي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله إل : لاحل المطدقة لغتي :إلا في سبي 
الله عر وجل أو ابن السبيل أو جار فقير» بتصدق عليه فيهدى لك أو يدعوك وبهذا يتضح لك 
ما في كلام المصنف من الابهام"" ثم قال ابن الهمام: قيل لم يثبت هذا الحديث ولو ثبت لم 
يقو قوة ترجح حديث معاذء فإنه رواه أصحاب الكتب الستة مع قرينة من الحديث الآخر» يعني 
قوله لا تحل الصدقة لغني ولو قوي قوت ترجح حديث معاذ بأنه مانع» وما رواه مبيح مع أنه 
داخله التأويل عندهم حيث قيد للأخذ لهء بأن لا يكون له شيء من الديوان ولا أخذ من الفيء 
وهو أعم من ذلك» وذلك يضعف الدلالة بالنسبة إلى ما لم يدخله. 

5 (وعن زياد بن الحرث الصدائي) بضم الصاد ممدوداً (قال أتيت النبي ب فبايعته 
فذكر) أي زياد أو النبي يي (حديثاً طويلاً فأتاه) أي أتى النبي ية (رجل فقال: أعطني من 
الصدقة. فقال له رسول الله كْ: إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره» في الصدقات حتى حكم 


الحديث رقم ۱۸۳٤‏ : أخرجه أبو داود في السنن ۲۸۸/۲ حديث رقم /1781. 

)١(‏ أبو داود في السئن 7487/7 حديث رقم ٠٠١١‏ وزاد في المخطوطة عن أبي سعيد. 

(۲) أبو داود في السنن ۲۸۸/۲ حديث رقم 175. 

(6) راجع التخريج. )٤(‏ فتح القدير 509/7. 

الحديث رقم 8 : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۲۸۱ حديث رقم 17*0. والدارقطني ۲/ ۱۳۷ حديث 








رک ا ير اک و ےا ر ر کک کے ےک ا ر ا ا عر کی کے کک کے تک عر د ق بر وک ر aS‏ ا 3 ا ر ی 


انت اسمس تن لس تا لہ کت یم د ت م م کا و ا و م ا یتہر ا مہ مک و - 


۲۹۸ كتاب a‏ اث ا و 


أا فيها هو فجرّأها ثمانيّةَ أجزاء؛ فإِنْ كنت من تلك الأجزاء أعطيتك». رواه أبو داود. 


و الثالث 
فأعجَبّه» فسألَ الذي سقاةٌ: 0" هذا 0 فاخب أنه ورد على ا كان فإذا نَعَمْ 
من نعم الصدقة وهم 


فيها) أي إلى أن حكم في الصدقات (هو) أي الله تعالى وهو لمجرد التأكيد (فجزأها) بتشديد 
أ الزاي فهمز أي فقسم أصحابها (ثمانية أجزاء) أي أصناف (فإن كنت من تلك الأجزاء) أي أجزاء 
أ مستحقيها أو من أصحاب تلك الأجزاءء أي من الأصناف الثمانية . (أعطيتك) أي حقك قال 
1 الطيبي : [قيل]: في التجزئة دلالة على وجوب التفريق في الأصناف» وأغرب ابن الملك حيث 
| قال: وهذا يدل على أنه يفرق على أهل السهام بحصصهم. وهو مع كونه خلاف المذهب ليس 
| فيه دلالة إلا على أن الزكاة لا تصرف» إلا إلى هذه المصارف لا إنها تصرف إلى جميع هذه 
٠‏ المصارف. ولذا قال علماؤنا: فتصرف إلى الكل أو البعض قال الشمني: روي ذلك الطبري“ 
في تفسيره عن ابن عباس وعمر وحذيفة» وسعيد بن جبير» وعطاء بن أبي رباح» وأبي العالية 
وإبراهيم النخعي وميمون بن مهران وبه قال مالك وأحمد: لقوله به لمعاذ فاعلمهم» إن الله 
0 افترض عليهم صدقة في أموالهم. تؤخذ من أغنيائهم» فترد في فقرائهم ولأنه عليه الصلاة 
والسلام أمر لسلمة بن صخر البياضي بصدقة قومه» وبسط فيه الكلام المحقق ابن الهمام 
وانتصر له الفخر الرازي؛ في هذا المقام وأجاب عنه ابن حجر بما لا نظام له في المرام (رواه 
أبو داود) قال ميرك : وفي سنده عبد الرحمن بن زياد ب بن أنعم الأفريقي» وقد تكلموا فيه. 


0 (الفصل الثالث) 

7 (عن زيد بن أسلم قال: شرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبناً فاعجبه) أي 
ا وافق هوی نفسه فأنكره بالاستدلال القلبي» أو بالإلهام الغيبي وقال الغزالي: سأل عمر رضي 
الله عنه إذ رابه فإنه أعجبه طعمه» ولم يكن على ما كان يألفه كل ليلة وهذا من أسباب الريبة» 
) وحمله على الورع. (فسأل الذي سقاه من أين هذا اللبن فأخبره أنه ورد) أي مر (على ماء) أي 
) مكان ماء وأغرب ابن حجر في قوله أي مكان فيه ماء كذا قاله شارح: وهو غير محتاج وما 





المانع أنه ورد الماء نفسه وإن كان من لازم وروده محله. اه. ووجه غرابته لا تخفى (وقد 
سماه) أي عينه باسمه فإذا للمفاجأة (نعم) بفتحتين (من نعم الصدقة وهم) أي الرعاة أو أهل 


(1) في المخطوطة «الطبراني». والصواب ما ذكر والله تعالى أعلم. 
١إ‏ الحديث رقم :1۸١١‏ أخرجه مالك في الموطأ ۲۹۹/١‏ حديث رقم ۳١‏ من كتاب الزكاة. والبيهقي في 
7 م 1 ۶ حديث 0 الالاهة. 








کا 


ب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 44 
يسقّون» فحلبوا من ألبانها فجعلتهُ فى سقائى فهو هذا؛ فأدخلّ عُمرُ يده فاستّقاءه. رواه 
مالك» والبيهقى فى ااشعب الإيمان» . 


)٤(‏ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 
الفصل الأول 


۷ -_ (۱) .عن قبيصة بن مخارق» قال: تحمّلتٌ حمَّالةَ . 


النعم (يسقون) أي النعم (فحلبوا من ألبانها) أي فاعطوني هذا فأخذته (فجعلته في سقائي) بكسر 
السين (فهو هذا فادخل عمر يده) أي في فمه أو حلقه (فاستقاءه) أي فتقيأه حتى أخرجه من 
جوفه قال الطيبي هذا غاية الورع والتنزه عن الشبه قال ابن حجر: كان الشارح لم يستحضر قول 
أئمته : إن كل من أكل أو شرب حراماً لزمهء أن يتقيأه إن أطاقه وإن عذر فى تناوله. اه. وفيه 
أنه لا دلالة في الحديث على كون ذلك اللبن حراماً لأن القابض إذا أخذه على وجه الاستحقاق 
وأهداه لغير المستحق. على فرض أن عمر غير مستحق فلا شك في حليته كما تقدم في حديث 
بريرة أنه لها صدقة ولنا هدية فكان المعترض لم يتفطن لهذا وظن أن اللبن حرام» وأيضاً لا 
فائدة في استقائه إذ لا يمكن رده إلى صاحبهء وإنما هو تنقية الباطن من أثر الحرام أو الشبهة 
وهذا لا شبهة أنه ورع قال الغزالي : في الأحياء: وإنما تقيأ ما شربه مع الجهل حتى لا ينبت 
منه لحم» يثبت ويبقى وقال في موضع آخر: ولا ينبغي أن يقال إنه لا يدري فلا يضره لأن 
الحرام إذا [أكل] وحصل في المعدةء أثر في قساوة القلب وإن لم يعرفه صاحبه ولذا تقيأ عمر 
رضي الله عنه لأنه شرب على جهل». وهذا وإن أفتينا بأنه حلال للفقير فإنما أحللناه بحكم 
الحاجة إليه فهو كالخنزيرء والخمر إذا أحللناه للضرورة ولا يلتحق بالطيبات . اه. (رواه مالك 
والبيهقي في شعب الإيمان) . 


(باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له) 
(الفصل الأوّل) 


ATV‏ - (عن قبيصة) بفتح القاف وكسر الموحدة (ابن مخارق) بضم الميم وكسر الراء 
(قال تحملت حمالة) بفتح الحاء وتخفيف الميم ما يتحمله عن غيره من دية أو غرامة» لدفع 
وقوع حرب يسفك الدماء بين فريقين ذكره ابن الملك وغيره من علمائنا قال الطيبي: أي ما 
يتحمله الإنسان من المال أي يستدينه ويدفعه لاصلاح ذات البين» فتحل له الصدقة إذا لم تكن 


الحديث رقم ۱۸۳۷: أخرجه مسلم في صحيحه ۷۲۲/۲ حديث رقم .)١١14-١١9(‏ وأبو داود في 
السنن 740/7 حديث رقم .154٠‏ والنسائي 89/8 حديث رقم .158٠‏ والدارمي 141/١‏ حديث 
رقم 1574 وأحمد في المسند ٤۷۷/۳‏ , 


00 


۰ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 


فأتيتٌ رسولَّ الله ية أسألهُ فيهاء فقال: «أَقَمْ حتى تأتيّنا الصدقةٌ؛ فَتأْمرَ لكَ بها»» ثم قال : 
ايا قبيصةٌ! إن المسألةً لا جل إلا لأحَدٍ ثلاثة: رجلٌ تحمّلَ حمَالةَ فحلْت له المسألةٌ حتى 
يُصييّها ثم يُمسِك. ورجلّ أصابته جائحةٌ اجتاخث ماله فحَلّثْ له المسألهُ حتى يُصيبَ قواماً 
من عيش» أو قال: سداداً من عيش ورجلّ أصابنةٌ فاقةٌ حتى يقوم ثلاث ِن ذوي الحجى من 


. 


قومِه : 


الحمالة في المعصية (فأتيت رسول الله بي أسأله فيها) أي في الحمالة بمعنى لأجلها (فقال أقم) 
أمر من الإقامة بمعنى اثبت واصبر (حتى تأتينا الصدقة) أي يحضرنا مالها (فتأمر لك بها) أي 
بالصدقة أو بالحمالة (ثم قال: يا قبيصة إن المسألة) أي السؤال والشحذة (لا تحل إلا لأحد 
ثلاثة) في شرح ابن الملك قالوا: هذا بحث سؤال الزكاةء وأما سؤال صدقة التطوّع فمن لا 
يقدر على كسب لكونه زمناً أو ذا علة أخرى جاز له السؤال» بقدر قوت يومه ولا يدخرء وإن 
كان قادراً عليه فتركه لاشتغال العلم. جازت له الزكاة وصدقة التطوّع فإن تركه لاشتغال صلاة 
التطوّع» وصيامه لا تجوز له الزكاة ويكره له صدقة التطوّع؛ فإن جلس واحد أو جماعة في 
بقعة واشتغلوا بالطاعة ورياضة الأنفس» وتصفية القلوب يستحب لواحد منهم أن يسأل صدقة 
التطوّع» وكسرات الخبز لهم» واللباس لأجلهم (رجل) بالجر بدل من أحد وقال ابن الملك من 
ثلاثة بالرفع خبر مبتدأ محذوف. (تحمل حمالة فحلت له المسألة) أي جازت بشرط أن يترك 
الإلحاح» والتغليظ في الخطاب . (حتى يصيبها) أي إلى أن يجد الحمالة أو يأخذ الصدقة (ثم 
يمسك) أي عن المسألة يعني إذا أخذ من الصدقات» ما يؤدي ذلك الدين لا يجوز أخذ شيء 
آخر منها كذا ذكره ابن الملك وفيه نظر. (ورجل) بالوجهين (أصابته جائحة) أي آفة وحادثة 
استأصلت وأهلكت (ماله) من ثمار بستانه أو غيره من الأموال (فحلت له المسألة) أي سؤال 
المال من الناس (حتى يصيب قواماً) أي إلى أن يدرك ما تقوم به حاجته الضرورية (من عيش) 
أي معيشة من قوت ولباس (أو قال) شك من الراوي (سداداً من عيش) وبالكسر هو الصواب ما 
يسد به الفقر ويدفع ويكفي الحاجة (ورجل) بالوجهين أي غني (أصابته فاقة) أي حاجة شديدة 
اشتهر بها بين قومه (حتى يقوم) أي على رؤوس الأشهاد (ثلاثة من ذوي الحجى) بكسر الحاء 
وفتح الجيم أي العقل الكامل (من قومه لقد أصابت فلاناً فاقة) أي يقوم ثلاثة قائلين هذا القول» 
والمراد المبالغة في ثبوت الفاقة قال الصغاني: هكذا وقع في كتاب مسلم يقوم والصحيح يقول 
باللام وكذا أخرجه أبو داود» وكذا في المصابيح وأجيب بأن تقدير القول مع القيام آكد وأغرب 
ابن حجر حيث قال: وبما تقرر في معنى يقوم اندفع قول الصغاني ووجه غرابته أن كلام 
الصغاني في تصحيح الرواية لا في تصحيح الدراية» مع أن عدم الاحتياج إلى التقدير أظهر في 
مقام التقرير هذا وقد أبعد من قال أن يقوم بمعنى يقول وصححه ابن حجر» ووجه بعده أن 
القول يأتي بمعنى الفعل لا العكس كما في هذا المحل فتأمل قال ابن الملك: وهذا على سبيل 
الاستحباب والاحتياط ليكون أدل على براءة لسائل عن التهمة في ادعائه وأدعى للناس إلى 
سرعة إجابته» وخص بكونهم من قومه لأنهم هم العالمون بحاله» وهذا من باب التبيين 








كيه ع وس اب ديد و مس حي معد د وزعت جد عر دي عي د 


يي ا د لعا ره 


كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له ۹ 7 





لقد أصابّث قُلاناً فاقةٌ فحلٌث لهُ المسألةٌء حتى يُصيبَ قواماً من عيش» ارال سادا عت 1 
عيش . فما سِواهُنّ من المسألة يا قبيصةٌ. سحت يأكلها صاحبّها سُحتاً؛. رواه مسلم. 
1874 -(؟) وعن أبى هريرةً» قال: قال رسول الله ككللهِ: «مَنْ سال الئاس آموالَهُم إل 
تكثرأء فإنّما يسال جَمْرأَء فليسِتَقِلٌ أو ليستكثرزه. رواه مسلم. : 
۹ -0") وعن عبد الله بن عمرء قال: قال رسول الله ية : «ما يزال الرجل يسال ٠‏ 





والتعريف» إذ لا مدخل لعدد الثلاث من الرجال في شيء من الشهادات» عند أحد من الأئمة ١‏ 
وقيل: إن الاعسار لا يثبت عند البعض إلا بثلاثة لأنها شهادة على النفي فثلشت على خلاف ما ,ر 
اعتيد في الإثبات للحاجة وقال السيد جمال الدين: نقلاً عن التخريج أخذ بهذا الحديث بعض / 
أصحابنا وقال الجمهور: يقبل من عدلين» وحملوا الحديث على الاستحباب وهذا محمول . 
على من عرف له مال فلا يقبل قوله في تلفه والإعسار إلا ببينة» وأما من لم يعرف له مال» / 
فالقول قوله في عدم المال. (فحلت له المسألة) أي فيسبب هذه القرائن الدالة على صدقة في ,ر 
المسألة صارت حلالاً له. (حتى يصيب قواماً من عيش أو قال: سداداً من عيش) ويختلف ١‏ 
فاعل قال: باختلاف من وقع له الشك» فتأمل. (فما سواهن) أي هذه الأقسام اللاثة من ١‏ 
المسألة يا قبيصة. (سحت) بضمتين وبسكون الثاني وهو الأكثر هو الحرام الذي لا يحل کسبه» ار 
لأنه يسحت البركة أي يذهبها. (يأكلها) أي يأكل ما يحصل له بالمسألة قاله الطيبي: والحاصل ٠‏ 
يأكل حاصلها. (صاحبها سحتا) نصب على التمييز أو بدل من الضمير في يأكلها وجعله ابن : 
حجر قال ابن الملك: وتأنيث الضمير بمعنى الصدقة والمسألة. (رواه مسلم). 0 

. (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كِِ: من سأل الناس أموالهم) أي شيئاً من‎ _- ٨۸ 
: أموالهم» يقال سألته الشيء وعن الشيء قاله الطيبي» فنصبه لنزع الخافض أو على أنه مفعول به‎ 
” وقيل: بدل اشتمال (تكثراً) مفعول له أي ليكثر ماله للاحتياج (فإنما يسال جمرً) أي قطعة من‎ 
٠١ نار جهنم» يعني ما أخذ سبب للعقاب بالنار» وجعله جمراً للمبالغة فهذاء كقوله: إن الذين‎ 
:/ ل ا لع ا 1 ع ل 10 يوجب ناراً في‎ 
! العقبى وعاراً في الدنياء 0 يكون جمراً حقيقة فيقة حقيقة يعذب به كما ثبت لمانعي الزكاة.‎ 
(فليستقل) [أي] من السؤال أو الجمر (أو ليستكثر) أي الطاب قليلاً أو كثيراً وهذا توبيخ له أو‎ 
تهديد» والمعنى سواء استكثر منه أو استقل. (رواه مسلم). ر‎ 

4 (وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله كلِِ: ما يزال الرجل» يسال ٠‏ 


الحديث رقم ۱۸۳۸: أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ ۷۲۰ حديث رقم .)3١11-1١0(‏ وابن ماجه في ا 
السنن ٥۸۹/۱‏ حديث رقم ۱۸۳۸. 1 
الحديث قم 1155 جرع الكاري في مسح 00111 حديث رقم 1V٤‏ . ومسلم في صحيحه ۲/ 1 
y۰‏ حديث رقم (NL ٠١5(‏ والنسائي ف في السنن 4/0 حديث رقم .TOA0‏ وأحمد في 3 
ا 








۳۲ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 





الاس حتى يأتيّ يوم القيامة ليس في وجهه مُزعةٌ لحم». متفق عليه . 


٠‏ (؟) وعن معاويةء قال: قال رسول الله كللة: «لا تلجفوا في المسألةٍ» فواللّه 
A ١‏ زات الي مارك ار قثيارك له شما أعغط عه 
٠‏ رواه مسلم. 

٠‏ الناس) أي من غير استحقاق بلسان القال أو بيان الحال. (حتى يأني بوم القيامة ليس في وجهه 
مزعة لحم) بضم الميم وكسرها مع سكون الزاي بعدها عين مهملة وحكي فتح الميم أيضا 
والضم هو المحفوظ عند المحدثين» أي قطعة يسيرة من اللحم قال الطيبي : ل 
القيامة» ولا جاه له ولا قدر من قولهم لفلان وجه في الناس» أي قدر ومنزلة أو يأتي فيه وليس 
٠‏ على وجهه لحم أصلاً أما عقوبة له وأما اعلاماً بعمله. اه. زذلك بأتيكوة علامة له يعرم 
الناس بتلك العلامة»ء أنه كان يسأل الناس في الدنيا فيكون تفضيحاً لحاله وت تشهيزا لمال وإذلالاً 
0 له» كما أذل نفسه في الدنيا وأراق ماء وجهه بالسؤال وين دغاء الإمام أحمد اللهم كما صنت 
وجهي» عن سجود غيرك فصن وجهي عن مسألة غيرك . (متفق عليه). 





7 686 - (وعن معاوية قال: قال رسول الله جك : لا تلحفوا في المسألة) مصدر بمعنى 
ر السؤال أي لا تبالغوا ولا تلحوا من ألحف في المسألة إذا ألح فيها. (فوالله لا يسألني) أي 
:. بالإلحاف (أحد منكم شيئاً فتخرج) بالتأنيث والتذكير منصوباً ومرفوعاً وبالنسبة مجازية» سيبية 
١‏ في الإخراج. (له مسألته مني شيئاً وأنا له) أي لذلك الشيء يعني لاعطائه أو لذلك الإخراج 
. الدال عليه يخرج. (كاره) والجملة حالية (فيبارك) بالنصب مجهولاً لا أي فإن يبارك (له فيما 
: ع د ا ا : نصبه على معنى الجمعية أي لا يجتمع اعطائي» 
0 مع البركة. اه. زفي تة بار ور فو کرد كقوله' انی «ولا يؤذن لهم 
0 ا ۔- 5"] قال الغزالي من أخذ شيئاً مع العلم ان اعت ال الحا 
1 منه أو من الحاضرين» ولولا ذلك لما أعطاه فهو حرام إجماعاًء ويلزمه رده أورد بدله إليه أو 
. إلى ورثته. (رواه مسلم) قال النووي في شرحه: اتفق العلماء على النهي عن السؤال لغير 
1 ضرورة» واختلف أصحابنا في مسألة القادر على الكسب على وجهين أصحهما أنها حرام لظاهر 
٠‏ الأحاديث» والثاني حلال مع الكراهة بثلاثة شروط أن لا يذل نفسهء ولا يلح في السؤال ولا 
يكلف بالمسؤول فإن فقد أحد الشروط. فحرام بالاتفاق. 





1 الحديث رقم :1814٠‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم .)203١78-99(‏ والنسائي في السنن 
۹۷/٥‏ حديث رقم ”1557. والدارمي في السنن /١‏ 51/4 حديث رقم 1144. وأحمد في المسند /٤‏ 
4 ۸. 








ر 





GE GE SE امعد ع‎ SEL عر‎ 200010 
ل‎ 3 xi 421 ا‎ 


۳ TT م‎ 





)١(_-‏ وعن الرُبير بن العوّام» قال: قال رسول الله لة: «لأَنْ يأحْدَّ أحدُكم 
حبلهُ فيأتي بحزمة حطب على ظهروء فيبيعهاء فيكفٌ اللّهُ بها وجهّهء خيرٌ لهُ من أن يسأل 
الاس أعطوهٌ أو منعوه» . رواه البخاري . 

۴ - (5) وعن حكيم بن حزام» قال: سألتٌ رسول الله يلل فأعطاني» ثم سألتُه 


فأعطانى» ثم قال لي «يا حكيم! إل هذا المالّ حَضِرٌ حلوٌء فمَنْ أحَدَّهُ بسخاوة نفس بورك 
له فيه» ومن أده بإشرافٍ نفس لم يُبارَكُ له فيه. 





0١‏ (وعن الزبير بن العوّام) بفتح العين وتشديد الواو وهو أحد العشرة المبشرة 
(قال: قال رسول الله بي لأن يأخذ أحدكم حبله) أي فيجمع حطباً ثم يربط به (فيأتي بحزمة 
حطب على ظهره) قال ابن الملك: الحزمة بضم الحاء قدر ما يحمل بين العضدين والصدرء 
ويستعمل فيما يحمل على الظهر من الحطب . (فيبيعها) قيل: منصوب على تقدير أن أي فإن 
يبيع تلك الحزمة أي بسبب الحزمة وثمنها. (فيكف الله بها وجهه) أي يمنع عن إراقة ماء وجهه 
بالسؤال» (خير له من أن يسأل الناس اعطوه أو منعوه) أي يستوي الأمران في أنه خير [له] منه 
(رواه البخاري) وأبلغ من هذا حديث من تواضع لغني لأجل غناهء ذهب ثلثا دينه . 

15 (وعن حكيم بن حزام) بكسر الحاء بعده زاي (وأبلغ من هذا رسول الله كَلةِ) أي 
شيئاً (فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال لي) أي بعد السؤال الثالث أو بعد ما فني المال أو من 
غير سؤال (يا حكيم إن هذا المال) أي المال الذي بأيدي الناس أو جنسه» أو نوعه الحاصل 
من غير كد وتعب (خضر) بفتح الخاء» وكسر الضاد المعجمتين» أي طري ناعم مرغوب فيه 
غاية الرغبة. (حلو) أي لذيذ عند النفس تميل إليه بالطبع غاية الميل» وقيل: الخضر في العين 

طيب والحلو يكون في الفم طيباً إذ لا تمل العين من النظر إلى الخضرء بل يقوّي النظر إليه قوة 
لر ولا همل الفح مي أكل البجلى اا اه العال ل تمل عنه فقيل: إنه 
تشبيه بليغ من حيث زهرتها وبهجتها وبهائهاء ثم شرعة فنائها مع ما في الأموال من زيادة عنائها 
وخسة شركائها. (فمن أخذه) أي المال أخذاً ملتبساً (بسخاوة نفس) أي من الآخذ يعني بلا 
سؤال ولا إشراف» ولا طمع أو بسخاوة نفس وانشراح صدر من المعطي» (بورك له فيه) لأنه 
ناظر في أخذه إلى ربه ممتثل لأمره ثم بشكره متقوٌ به على طاعته» لاحظ له في قبوله إلا رضا 
الله ورسوله كما يشير إليه قوله تعالى: #ومن ب يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا 
يحتسب € [الطلاق ‏ ؟ ‏ ۳] يحمل على هذا الحال حديث نعم المال الصالح للرجل الصالح؛ 


الحديث رقم :184١‏ أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 70. حديث رقم 1471. والنسائي في السنن 5/ 
۹۳ حديث رقم .YoA‏ وابن ٠‏ ماجه 068/١‏ ا 


۷ حديث رقم .)٠١6  655(‏ والترمذي في السنن ٠٥۳/٤‏ حديث رقم ٣‏ . والنسائي ه/ 
1١٠‏ حديث رقم كا والدارمى 26/١‏ حديث رقم ¥۲ وأحمد فى المسند .ETE/‏ 











كنا كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 
وكانَ كالّذي يأكلُ ولا يشبَّعُ» واليّد العُليا خيرٌ من اليَدِ السُفلى». قال حكيمٌ: فقلتٌ: يا 


رسول اللَِ! والذي بعك بالحنٌ لا أزْرَ أحداً بعدكٌ شيئاً حتى أفارق الدنيا. متفق عليه . 


۴۳ -_-(۷) وعن ابن عمرّى أنَّ رسول الله ييه قال وهو على المنبر وهو يذكر 
الصدقة والتعمّفَ عن المسألة : «اليدٌ العليا خيرٌ من اليد السُفلى» واليدُ العليا هى المُنفقّة 





وخبر ذهب أهل الدثور بالأجور. (ومن أخذه بإشراف نفس) يحتمل الوجهين أي بطمع أو 
حرص أو تطلع (لم يبارك فيه) قيل: الإشراف النظر إلى شيء يعني بكراهيته» من غير طيب 
نفس بالإعطاء وقال ابن الملك: أي نفس المعطي واختياره من غير تعريض من السائل» بحيث 
لو لم يعطه لتركه ولم يسأله أو المراد نفس السائل بأن يكون ذلك كناية عن عدم الإعطاء أو عن 
إنفاق الصدقة» وعدم إمساكها. (وكان) أي السائل الآخذ الصدقة في هذه الصورة لما يسلط 
عليه من عدم البركة» وكثرة الشره والنهمة (كالذي يأكل ولا يشبع) أي كذي آفة يزداد سقماً 
بالأكل» وهو معبر عنه بجوع البقر وفي معناه مرض الاستسقاء. (واليد العليا) أي المعطية أو 
المتعففة (خير من اليد السفلى) وهي الآخذة أو السائلة وقيل: السفلى المانعة (قال حكيم) أي 
بعد ما سمع في السؤال من نقص الحال» وعدم بركة المال في المآل. (فقلت: يا رسول الله 
والذي بعثك بالحق لا ارزأ) بسكون الراء قبل الزاي أي لا أنقص (أحدا) أي مال أحد بالسؤال 
عنه والأخذ منه (بعدك) أي بعد سؤالك هذا أو بعد قولك هذا (شيئاً) مفعول ثان لارزأ بمعنى 
أنقص (حتى أفارق الدنيا) أي إلى أن أموت (متفق عليه) . 

85 (وعن ابن عمر أن رسول الله ية قال: وهو على المنبر وهو) أي والحال أنه 
(يذكر الصدقة) أي فضلها والحث عليها أو حكم أخذها أو سؤالها (والتعفف عن المسألة) قال 
الطيبي: هو الكف عن الحرام» وعن السؤال عن الناس» (اليد العلياء خير من اليد السفلى 
واليد العليا هي المنفقة) أي المعطية قال الطيبي: هكذا وقع في صحيح مسلمء والبخاري وكذا 
ذكره أبو داود أكثر الروايات وفي رواية له وقال ابن عمر: المتعففة من العفة ورجح هذه الرواية 
بأن الكلام في التعفف والسؤال والمعنى صحيح على الروايتين» فإن المنفقة أعلى من الآخذة 
والمتعففة أعلى من السائلة قيل: الإنفاق يدل على التعفف مع زيادة ويناسب التحريض على 
الصدقةء فرواية الشيخين أولى وأصح رواية ودراية. اه. والتفسير يحتمل أن يكون مرفوعاً 
وموقوفاًء ويؤيد الثاني قول ابن حجر وروي أبو داود هذا التفسير عن أكثر الرواة فقال 
الخطابي: الأرجح ما في أبي داود عن ابن عمر أن العليا هي المتعففة والسفلى هي السائلة لأن 
السياق في ذكر المسألة والتعفف عنهاء وأغرب ابن حجر في قوله مردود بل الراجح الذي عليه 


الحديث رقم ۳ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ 7944. حديث رقم 1579. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۷ حدیث رقم (44- .)1١7‏ وأبو داود في السنن ۲/ ۲۹۷ حديث رقم 1548. والنسائي 5/ 
١‏ حديث رقم 5877. ومالك في الموطأ 1 حديث رقم ۸ من كتاب الصدقة وأحمد في 
المسند ؟//31. 











كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له مس 7 





و [ اليد ] السُفلى هي السّائلةُ». متفق عليه . 


٤‏ (1) وعن أبي سعيدٍ الخدري» قال: إن أناساً من الأنصارٍ سألوا رسولٌ الله 
كه فأعطاهُمْ » ثم سألوه ٠‏ فأعطاهمْ حتى فد ما عنده. فقال: «ما يكونُ عندي من خير فلن | 
أَذَّجْرَهُ عنكم» ومنْ يستَعِفٌ يُعِفّهُ الله» 





الجمهور وهو الرواية الأولى كما قاله النووي لأنه لا منافاة بينهما حيث يمكن جمعهما باعتبار ٠‏ 
الحالتين لأصحابهماء الاي امون مجاه ونس ١‏ 
المرام لا لما يترتب عليه أحكام 00 (والسفلى هي السائلة) قال الشيخ أبو النجيب ٠‏ 
السهروردي في آداب المريدين: وأجمعوا أي الصوفية على أن الفقر أفضل من الغنى؛ إذا كان ٠.‏ 
قروا بالرنا فإك احج محتج قول البى 236 اليد الملا خر من اليد النشلى+ وقال اليد العليا ن 
هي المعطية» واليد السفلى هي السائلة قيل له اليد العلياء تنالها الفضيلة بإخراج ما فيها واليد ر 
السفلى تنالها المنقصة بحصول الشىء فيها. اه. ترف جة زة القن باعظا نعم وان ا 
إلى الله تعالى باختيار الفقرء. والفقير يأخذ بعض المال مال إلى الغني فتنقص حاله» ويخشى ا( 
مآله وفي هذا مبالغة عظيمة ودلالة جسيمة على أفضلية الفقير الصابر» ل 
إذا كان حال السائل بهذه المثابة فكيف حال المتعفف والآخذ عند الحاجة والفاقة؟ والظاهر أن ١:‏ 
المراد بالسائل إذا لم يكن مضطر وأما إذا وجب عليه السؤال وغلب عليه الحال فانقلب المثال. 
ولهذا قال بعض العارفين : أعني خواجه عبد له السمرقندي قدس لله سره لما ستل تير 
الصابر أفضل أم الغني الشاكر؟ فقال بل الفقير الشاكي» وهو إما أراد المبالغة أو الشكاية ١‏ 
الضرورية أو الإشارة ال «إنما أشكوا بشي وحزني إلى الله € [يوسف IAT‏ 
والله أعلم . (متفق 1 
n‏ إن أناساً) وفي نسخة بترك الهمزة أي جماعة . 
(من الأنصار سألوا رسول الله كَكِةِ) أي شيئاً (فأعطاهم) أي إياه (ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد) ¦ 
بكسر الفاء والدال المهملة أي فنى (ما عنده فقال ما يكون عندي من خير) أي مال ومن بيان لما !. 
ا رة ا السال مو حوره عدي ا فلن ا وی 
ولم أمنعه منكم (ومن يستعف) وفي بعض النسخ بالفك أي من يطلب من نفسه العفة عن رر 
السؤال قال الطيبي: أو يطلب العفة من الله تعالى فليس السين لمجرد التأكيد كما اختاره ابن ر 
حجر . (يعفه الله) أي يجعله عفيفاً من الإعفاف» وهو إعطاء العفة وهي الحفظ عن المناهي أ 


الحديث رقم 14 : أخرجه البخاري في صحيحه 80/8*. حديث رقم .١1559‏ ومسلم في صحيحه ا 
51 حديث رقم (۱۲۲ ۔ .)1١07‏ وأبو داود في السنن ۲۹۵/۲ حديث رقم 72.1544 
والترمذي 78/4 حديث رقم .۲۰۲٤‏ والنسائي ٩٥/٩‏ حديث رقم 1588. والدارمي ٤۷٤/۱‏ 7 
حديث رقم 1147. ومالك في الموطأ ۹۹۷/۲ حديث رقم ۷ من كتاب الصدقة. وأحمد في / 
المسند .٠١/۳‏ 1 


u. : ۳‏ ا اا 





١‏ ومن يسن يُغيهِ الله ومن يتصبر يصبَّره ه الل وما عطي أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسمٌ من 


. الصبره . متفق عليه‎ ١ 


ا 


ه16 (4) وعن عمرٌ بن الخطاب» قال : : كان النبيٰ ية يُعطيني العطاءًء فأقولٌ: 
١‏ أَعطه 4 أفقرٌ إليه مني . فقال: «خذه فتموّلةُ 





e‏ بالاستغناء عن أموال الناس» الل ل ل م 


4 )| التعفف (يغنه الله) أي يجعله غنياً [أي] بالقلب ففي الحديث ليس الغني عن كثرة العرض» إنما 


الغني غني النفس (ومن يتصبر) أي يطلب توفيق الصبر من الله لأنه قال تعالى: #واصبر وما 
صبرك إلا بالله € [النحل - ۲۷[ أو يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقة» وهو 


١‏ ته قفي لان الت على ر الطاعة رال ر أو هو ب 
1 السؤال والتطلع إلى ما في أيدي الناسء بأن يتجرع مرارة ذلك ولا يشكو حاله لغير ربه (يصبره 
! الله) بالتشديد أي يسهل عليه الصبر فتكون الجمل مؤكدات» ويؤيد إرادة معنى العموم قوله (وما 


1 أعطي أحد عطاء) أي معطى أو شيئاً (هو خير) أي أفضل لاحتياج السالك إليه في جميع 
المقامات (وأوسع) أي أشرح للصدر (من الصبر) وذلك لأن مقام الصبر أعلى المقامات لأنه 


٤‏ جامع لمكارم الصفات والحالاات» ولذا قدم على الصلاة قى قوله تعالى : #واستعينوا بالصبر 


.١۷/١ المسند‎ 4 


: والصلاة »# [البقرة - 44] ومعنى كونه أوسع أنه تتسع به المعارف والمشاهد والأعمال 


والمقاصد فإن قيل: الرضا أفضل منهء كما صرحوا به أجيب بأنه غايته التي لا يعتد به إلا معها 


فليس أجنبياً عنه كما يرشد إليه قوله: #إنا وجدناه صابراً 4 [ص - ]٤٤‏ إذ المراد به في حقه 
:. ونحوه ما يكون معه رضا وإلا فهو مقام ناقص جداًء وفي هذا المعنى قال تعالى: #فاصبر كما 
. صبر أولو العزم من الرسل € [الأحقاف ‏ 5”] #واصبر لحكم ربك فإنك بام 4:[الطلوي 
٠‏ 48] طواصبر وما صبرك إلا بالله € [النحل ‏ 177] قال الطيبي: في رواية عطاء خير أي هو 
۶ خير كما في رواية البخاري وفي رواية خيراً [بالنصب] على أنه صفة عطاء وقال ميرك كذا في 
:.. جميع نسخ المشكاة الحاضرة» ووقع في نسخ مسلم ما أعطي أحد عطاء خير بلا لفظ هو وهو 
:. مقدر وفي رواية خيراً بالنصب كما يفهم من شرح مسلم للإمام النووي» ففي قول ضاحب 
:: المشكاة في آخر الحديث متفق عليه تساهل والله أعلم . 


65 (وعن عمر بن الخطاب قال: كان النبي بيه يعطيني العطاء) قيل: كان ذلك أجر 


! عمله في الصدقة كما يدل عليه حديث ابن الساعدي في الفصل الثالث. (فأقول اعطه) الضمير 
1 للعطاء أو للسكت (أفقر إليه مني) أي أحوج (فقال خذه فتموّله) أي اقبله وادخله في مالك أي 


ا الحديث رقم :\Afo‏ أخرجه البخاري فى صحيحه ۳/ ۳۳۷. حديث رقم SA‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 


۳ حدیث رقم .)1١550-1١١(‏ والنسائى فى السنن ه/ ٠١6‏ حديث رقم ۲۹۰۸. وأحمد في 








كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له لإ 








وتصدّق بهء فما جاءك من هذا المالٍ وأنتَ غيرُ مشرفٍ ولا سائل؛ فخذهُ. ومالا؛ فلا تُتبغه , 


الفصل الثانى 
)9١- 5‏ عن سُمِرَةٌ بن جندب» قال: قال رسول الله ل : «المسائلٌ كُدوح 
يكدّحُ بها الرجل وجهّهء فَمَنْ شاءَ أبقى على وجههء 


إن كنت محتاجاً (وتصدق به) أي على أفقر منك إن كان فاضلاً عنك عما لا بد لك منه (فما ! 
جاءك من هذا المال) إشارة إلى جنس المال أو المال الذي أعطاه (وأنت غير مشرف) قال ١‏ 
الطيبي : الإشراف الإطلاع على شيء والتعرض له والمقصود منه الطمع أي والحال إنك غير 1 
طامع له. زولا ساعن لهذم أي ر به إن لم تكن مكايا و اونا لا كود ١‏ 
كذلك بأن لا يجيئك هنالك إلا بتطلع إليه واسة ستشراف عليه (فلا تتبعه نفسك) من الإتباع ! 
بالتخفيف أي فلا تجعل نفسك تابعة له» ولا توصل المشقة إليها في طلبه حكي أن الإمام أحمد 1 
ابن حنبل اشترى شيئاً من السوق» فحمله بنان الحمال فلما دخل البيت وكان الخبز منشوراً ؛ 
ليبرد أمر ولده أن يعطى قرصاً لبنان فعرض عليه» فامتنع ولم يأخذه فلما خرج أمره أن يلحقه , 
ويعطيه فأخذه فتعجب الولد من امتناعه أَوَلاً وأخذه ثانياً فسأل الإمام فقال نعم لما دخل» ورأى , 
العيش وقع منه إشراف على مقتضى الطبع البشري فامتنع لذلك ولما خرج وجاءه الخبز من غير + 
إشراف في تلك الحالة أخذه. (متفق عليه) وفي حديث من أتاه من هذا المال شيء من غير , 
سؤال» ولا إشراف نفس فرده فكأنما رده على الله ومن ثم قيل بوجوب قبوله. 


(الفصل الثانى) 

7 (عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ككهِ: المسائل) جمع المسألة ٠‏ 
وجمعت لاختلاف أنواعها والمراد هنا سؤال أموال الناس. (كدوح) مثل صبور للمبالغة من أ 
الكدح» بمعنى الجرح فالأخبار به عن المسائل باعتبار من قامت به أي سائل الناس أموالهم» ١‏ 
جارح لهم بمعنى مؤذيهم على ما ذكره ابن حجر أو جارح وجهه وهو الأظهر فتدبر وبضم ٠‏ 
الكاف جمع كدح وهو أثر مستنكر من خدش أو عض والجمع هنا أنسب ليناسب المسائل 1 
(يكدح بها الرجل) أي يجرح ويشين بالمسائل (وجهه) ويسعى في ذهاب عرضه بالسؤال بريق ١‏ 
ماء وجهه» فهي كالجراحة له والكدح قد يطلق على غير الجرح ومنه قوله تعالى: #إنك كادح ١‏ 
إلى ربك كدحاً فملاقيه 4 [الانشقاق ‏ 5] (فمن شاء) أي الإبقاء (أبقى على وجهه) أي ماء “ 


الحديث رقم 1445: أخرجه أبو داود في السنن 789/7 حديث رقم 1779. والترمذي */0. حديث ١١‏ 
2 رقم 141. والنسائي ٠٠١/0‏ حديث رقم 1519. وأحمد في المسند .۲۲/١‏ 


ال و ال امم ب ا د ري يي ال ا ل ب 


A‏ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 


/ ومن شاءَ تركه» إلا أن يسأل الوَجِلٌ ذا سَلطَانِ أو ذ في أمر لا يجد منه يُذَأ» . رواه أبو داود» 


| وله ما يغنيو TT‏ ا ٠‏ قيل : يا 
| رسول اللهِ! وما يُغنيه؟ قال : «خمسونٌ درهماً أو قيمثّها 


١‏ وجهه من الحياء بترك السؤال والتعفف (ومن شاء) أي عدم الإبقاء (تركه) أي ذلك الإبقاء 
:| (إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان) أي حكم وملك بيده بيت المال فيسأل حقه فيعطيه منه إن 
كان مستحقاً قال الطيبي : واختلف في عطية السلطانء والصحيح إن غلب في يده الحرام 
امن ذلك الجنس لم تحل وإلا حلت يعني حرم سؤاله والأخذ منه كما اختاره الخزاليء 
| واعتمده النووي في شرح مسلم لكنه بالغ في رده في شرح المهذب فيكره ذلك سؤالاً 
)) وأخذاً وقد اختلف السلف في قبول عطاء السلطان فمنعه 1 وأباحه آخرون. (أو في أمر 
لا يجد منه) أي من أجله (بدا) أي غلاجا ادر غير السؤال أي لا يوعد من السؤال 'قزاقاً 
| وخلاصاء كما في الحمالة والجائحة والفاقة بل يجب حال ا في العرى والجوع 
| قال الغزالي: وكذا يجب السؤال على من ابم الحج فتركه حتى أعسر قال ابن حجر 
| لأنه أوقع نفسه في ورطة الفسق. لو مات قبل قبل الحج فلزمه أن يخرج عن هذه د 
,| المقتضية للفسق بسؤال الأغنياء ما يؤدي به هذا الواجب» وبهذا يندفع نزاع بعضهم للغزالي 
كت الوجوب (رواه أبو داود والترمذدي والنسائي) . 


م 9 
11 
8 


A4۷‏ (وعن عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله كل : من سأل 
| الناس وله ما يغنيه) أي عن السؤال ويكفيه ا (جاء يوم القيامة ومسألته) أي أثرها (في 
e‏ أي جروح (أو خدوش أو كدوح) بضم أوائلها ألفاظ متقاربة المعاني جمع 
| خمش» وخدش وكدح فاو هنا أما لشك الراوي O aT‏ 
4 واللحم من ملاقاة الجسدء SEL‏ ة في وجهه حقيقة أو 
:: أمارات ليعرف ويشهر بذلك بين أهل الموقف. أو لتقسيم منازل السائل فإنه مقل أو مكثر أو 
١‏ مفرط في المسألة فک الأقتباء على يدي ذلك ؛ والخمش أبلغ في معناه من الخدش وهو 
“ أبلغ من الكدح إذ الخمش في الوجه والخدش في الجلد والكدح فوق الجلدء وقيل: الخدش 
١‏ قشر الجلد يعودء والخمش قشره بالاظفار والكدح العض وهي في أصلها مصادر لكنها لما 
) جعلت أسماء للآثار جمعت (قيل: يا رسول الله وما يغنيه) أي كم هو أو أي مقدار من المال 
ب يغنيه (قال: خمسون درهماً أو قيمتها) أي قيمة الخمسين من الذهب قال الطيبي: قيل: ظاهره 


7 


]| الحديث رقم 14417: أخرجه أبو داود في السنن ۲۷۷/۲ حديث رقم 1777. والترمذي في السئن ٤٠/۳‏ 
4 حديث رقم .12١٠‏ والنسائي ٩۷/٩‏ حديث رقم 59547. وابن ماجه ۵۸۹/۱ حديث رقم .1814٠‏ 
8 والدارمی ۲/۱1 حديث رقم .114١‏ 

















من الذهب». رواه أبو داودء والترمذيء والنسائىي» وابن ماجه» والدارمي. 


)1١(- 4‏ وعن سهل ابن الحنظليّة» قال: قال رسول الله لله: «مَنْ سألّ وعنده |( 
ما يُعْنِيه فما يَستكثِرُ منّ الئَارِ؛. قال التُمَيْلنُه وهو أحدُ رُواته» في موضع آخرّ: وما الغِنى ١‏ 


الذي لا ينبّغى معّه المسألَةُ؟ قال: «قَذْرَ ما يُعْذِيهِ ويُعشَيه). 





إن من ملك خمسين درهماًء أو قيمتها من جنس آخر فهو غني“ يحرم عليه السؤال وأخذ ١‏ 
الصدقة وبه قال ابن المبارك» وأحمد وإسحاق والظاهر أن من وجد قدر ما يغديه ويعشيه على !: 
دائم الأوقات» أو في أغلبها فهو غني كما ذكر في الحديث الآني سواء حصل له ذلك بكسب ١‏ 

يد أو تجارة لكن لما كان الغالب فيهم التجارة» وكان هذا القدر أعني خمسين درهماً كافياً 1 
9 المال قدر به تبخميناً وبا يقرب منه في الحديث الثالث أعني الأوقية» وهي يومثل آربعون 0 


درهماً فلا نسخ في هذه الأحاديث وقيل : ا ا 


بحديث خمسين وهو منسوخ بما روي مرسلاً من سأل الناس وعنده عدل خمس أواق فقد سأل 1 
إلحافاً؟ ' وعليه أبو حنيفة. اه. وتقدم أن في مذهبه من ملك مائتي ني درهم يحرم عليه أخذ 1 
الصدقة ومن ملك قوت يومه› يحرم عليه السؤال ففرق بين الأخذ والسؤال فما نسب إليه غير رر 

صحيح» والأنسب بمسألة تحريم السؤال أن يكون أمر النسخ بالعكس بأن نسخ الأكثر فالأكثر ١‏ 
0 أن تقرر أن من عنده ما يغديه وبعشيه يحرم عليه السؤال. » فيكون الحكم تدريجياً بمقتضى 3 
الحكم كما وقع في تحريم الخمر؟ وأما فى العبادات فوقع التدريج في الزيادات» لما تقتضيه !ا 
الحكم الإلهيات على وفق الطباع والمألوفات (رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. 


والدارمي) 5 


4 (وعن سهل ابن الحنظلية قال: قال رسول الله يكللِ: من سأل وعندهء ما يغنيه) / 
أي من السؤال وهو قوته في الحال (فإنما يستكثر من النار) يعني من جمع أموال الناس بالسؤال ٠.‏ 
من غير ضرورة» فكأنه جمع لنفسه نار جهنم (قال النفيلي :) بضم النون وفتح الفاء وهو عبد ٠.‏ 
الله بن محمد شيخ أبي داود السجستاني منسوب إلى أحد آبائه (وهو أحد رواته) أي الحديث ٠‏ 
(في موضع آخر) أي في رواية أخرى زيادة على الأولى (وما الغني) الظاهر قيل: وما الغني ٠‏ 
(الذي لا تنبغي) بالتأنيث والتذكير (معه المسألة قال) أي النبى كَل كما هو الظاهر (قدر ما يغديه 7 
ويعشيه) أي قدر كفايتهما بمال أو كسب لم يمنعه عن علم» أو حال التغذية إطعام طعام الغدوة ٠‏ 


1 في المخطوطة «عن».‎ )١( 

(۲) والحديث هو: «من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجه خموش. قيل يا رسول ٠‏ 

الله وما الغنى قال خمسون درهماً. أو قيمتها ذهباً». [ رواه الأربعة وأحمد والحاكم ]. 

(۳) والحديث هو: «من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل الحافاً». متفق عليه. 7 

الحديث رقم 1848: أخرجه أبو داود في السنن 78٠/7‏ حديث رقم 8. وأحمد في المسند 4/ أ 
۰ 





1 ۳۰4 a SY کات ا‎ 


منسوخ بحديث الأو 1 وهو 1 


1 كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 





0 وقال في موضع آحرٌ: «أنْ يكون له شبح يؤم» أو لَيلةٍ ويزم». رواه أبو داود. 


۸4۹ - (۱۳) وعن عطاء ء بن يُسار» عن رجلٍ من بني ا قال: قال وول الله 


0 5 سأ منكم وله E‏ أو عِذْلُها؛ فقد سال إلْحافاً». رواه مالك» وأبو داود» 


)١149(- ٩‏ وعن حُبشِيٌ بن جُنادة» قال: قال رسول الله اة : «إِنَّ المسألة لا 


جل لِغَنيَء ولا ِي مِرَّةٍ سوي ؛ إلا لِذِي قفر مُذقِعء أو غَرْمِ مُفظِع . 





والتعشية إطعام طعام العشاءء قال الطيبي: يعني من كان له قوت هذين الوقتين» لا يجوز له أن 


٤‏ يسأل في ذلك اليوم صدقة التطوّع وأما في الزكاة المفروضة فيجوز للمستحق أن يسألها بقدر ما 
يتم به نفقة سنة له ولعياله وكسوتهما لأن تفريقها في السنة مره ة وأحدة. (وقال) أي النفيلي (في 


:. موضع آخر) أي في الجواب عما يغنيه (أن يكون له شبع يوم) بكسر الشين وسكون الموحدة 
[وفتحها] وهو الأكثر أي ما يشبعه من الطعام ول يومه وآخره قال ابن الملك: بسكون الباء ما 


Sa 


: ل مَأ اش :1 (أو ليلة ويوم) شك من الراوي (رواه أبو داود وعن عطاء بن يسار). 


1۸۹ - (عن رجل من بني أسد) سبق أن إبهام الصحابي لا يضر لأن الأصح بل 


) الصواب أن الصحابة كلهم عدول» ومن وقع له منهم زلة وفقه الله للتوبة ببركة ما حل عليه من 


E E a ا رل اا‎ 


) ذهب ا ا (فقد سال إلحافاً) أي إلحاحاً وإسرافاً اا ره مالك وأبو داود 
والنسائى) قال ميرك وسكت عليه أبو داود» وأقره المنذري وفى الحديث قصة وله شاهد عند 
النسائي من حديث أبي سعيد. 


«ولمما - (وعن حبشي) بضم الحاء وسكون الموحدة (ابن جنادة) بضم الجيم قال 


الطيبي: هو أبو الجنوب من بني بكر بن هوازن رأى النبي بي في حجة الوداع» وله صحبة 
وعدوه في أهل الكوفة (قال: قال رسول الله ب : إن المسألة لا تحل لغتي) أي بما يكفيه ليومه 
(ولا لذي مرة) بكسر الميم أي قوّة بأن لا يكون به علة (سوى) أي صحيح سليم الأعضاءء 
١‏ على الكسب (إلا لذي فقر) استثناء من الأخير (مدقع) آي شديد من أدقع لصق بالدقعاء وهو 
' التراب (أو غرم) بضم الغين أي دين (مفظع) أي شنيع مثقل قال الطيبي [رحمه الله] والمراد ما 
4 ا وقال ابن حجر: أو لمعصية وصرفه في مباح أو وتاب. اه. 





الحديث رقم 1846: أخرجه أبو داود في السنن ۲۷۸/۲ حديث رقم ١757‏ والنسائي 94/0 حديث رقم 
045 وأحمد فى المسند 6/ ٠”#ع.‏ 
| الحديث رقم :180٠‏ أخرجه الترمذي في السئن 4/5 حديث رقم ۳[ 











ب عر مسي es‏ 0 





حديث رقم ۲۱۹۸. وأحمد في المسند .١١54/7‏ 





فمنْ شاءَ فلْيقِلَ» ومَنْ شاءَ فليكيرًا . رواه الترمذى . 


0187-18 وعن أنس : أنَّ رجلاً منّ الأنصارٍ أتى النبيّ كل يسألَهُ؛ فقال: «أَمَا في 1 


بيك شيع؟2 فقال: يَلى» جل ا وقَعْبٌ نشربٌ فيه منّ الماء . 


قال : «اتْتَنٍ ي بهماا. فأتاة بهماء فأخذّهما سول الله ية بيده وقال: «مَنْ يشتري هِذَيْنِ؟) ١‏ 





اک و يكرن المراة يدها لوقه هن ارا "تحر دا وكفازة (ومن سال النامن) آي واخ > 
منهم (ليثري) من الإثراء (به) أي بسبب السؤال أو بالمأخوذ (ماله) بفتح اللام ورفعه أي ليكثر ٠‏ 
ماله من أثرى الرجل»ء إذا كثرت أمواله كذا قاله بعض الشراح وفي النهاية الثرى المال وأثرى ٠‏ 
القوم» كثروا وكثرت أموالهم وفي القاموس الثروة كثروة العدد من الناس والمال وثرى القوم 3 
كثرواء ونموا المال كذلك وثرى كرضى كثر ماله كاثرى إذا عرفت ذلك فاعلم أن في أكثر ٠١‏ 
النسخ ماله بفتح اللام وهو خلاف ما عليه أهل اللغة من أن أثرى لازم فيتعين رفعة اللهم إلا أن “ 
يقال ما موصولة وله جار ومجرورء وفي بعض النسخ ليثري بالتشديد من باب التفعيل وهو “ 
يحتمل اللزوم كأثرى ويحتمل التعدية على القياس» وإن لم يكن مسموعاً والله أعلم. (كان) أي ٠‏ 
السؤال أو المال أو عقاب ذلك الحال (خموشاً) بالضم أي عبساً (في وجهه يوم القيامة) أي 7 
على رؤوس الأشهاد (ورضفاً) بفتح فسكون أي حجراً محمياً (يأكله من جهنم) أي فيها قيل: . 
المراد به التحريق والتعذيب» على وجه التحقيق ولعل الخمش عذاب لوجهه لتوجهه إلى غيره - 
عالى يقير إذنه :وأكل الجر عذات اللات وف فى السؤال من المكلوق التتضمن للشكاية : 
من مولا تعالى ولذا ورد كاه الققر أن ايكون عفرا (فمن ها فليقل) أي هد السوال أو ها( 
يترتب عليه من النكال (ومن شاء فليكثر) وهما أمر تهديد ونظيره قوله تعالى: #فمن شاء . 


فليؤمن ومن شاء فليكفر أنا أعتدنا للظالمين € [الكهف ‏ ۲۹] (رواه الترمذي) . 


7 (وعن أنس أن رجلاً من الأنصارء أتى النبى يل يسأله) حال أو استئناف بيان‎ 0١ 
١ (فقال أما في بيتك شيء) بهمزة استفهام تقريري وما نافية وكان الهمزة سقطت من أصل ابن‎ 
حجرء فقال: فيه حذف حرف الاستفهام (فقال بلى حلس) أي فيه حلس وهو بكسر مهملة‎ 
وسكون لام كساء غليظ» يلي ظهر البعير تحت القتب (نلبس) بفتح الباء (بعضه) أي بالتغطية ا‎ 
٠١ لدفع البرد (ونبسط بعضه) أي بالفرش (وقعب) بفتح فسكون أي قدح (نشرب فيه من الماء) من‎ 
٠ تبعيضية أو زائدة على مذهب الأخفش (قال ائتني بهما) أي بالحلس والقعب (فأتاه) أي بهما‎ 
0 كما في نسخة (فأخذهما رسول الله ب بيده» وقال: من يشتري هذين) أي المتاعين فيه غاية‎ 
١ التواضع» وإظهار المرحمة للعلم بأنه إذا خرج عليهما رغب فيهما بأكثر من ثمنهماء مع ما فيه‎ 





الحديث رقم ١‏ : أخرجه أبو داود في السنن ۲۹۲/۲ حديث رقم 1541. وابن ماجه ١/500ل.‏ (! 





3 


r‏ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 





. قال رجل : : آنا آخذّهما بدرهم . قال : مَنْ زیڈ على درهم؟" مرّتينٍ أو ثلاثأء قال رجلٌ: أ 
ا خا بدرهمَين؛ REE‏ ياه فأخدٌ الذرمّمين اغفا الأنصارِيّء وقال: «اشتر 
/ بأحدهما طعاماً انُه إلى هلك واشتر بالآخر قَدُوماًء فأيّني به)» فأتاهُ به فالنك فيه سول 


1 الله يله عرداً بيده ثم قال: «أذهتث فاحتطث وبع ولا ريتك خمسة عش وهاه فذهبت 
الرجل يحتَّطبٌ ويَبِيعٌ » فجاءه وقذ أصابٌ عشرةً دراهمَ» فاشترى ببّعضها ثوباً وببعضها طعاماً 


فقال رسول الله ل : «هذا خيرٌ لك من أن تَجيءَ المسألَ نُكت في وجهِكٌ يوم القيامة. إِنَّ 


٠‏ المسألة لا تصلح إلا لكلاثة : لذِي قر مُدِقعء أو لذي عُرْم مُفظِعء أؤ لي دم مُوجع». 





1 من التأكيد في هذا الأمر الشديد. (قال رجل : أنا آخذهما) بضم الخاء ويحتمل كسرها (بدرهم 
: قال من يزيد على درهم مرتين) ظرف لقال (أو ثلاثاً) شك من الراوي (قال رجل أنا آخذهما 
بدرهمين فأعطاهما إياه» فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري) فد على جواز بم المعاطاة 
0 (وقال اشتر) بكسر الراء وفي لغية بسكونها (بأحدهما) أي أحد الدرهمين (طعاماً فانبذه) بكسر 


4 الباء أي اطرحه (إلى أهلك) أي ممن يلزمك مؤنته (واشتر بالآخر قدوماً) بفتح القاف» وضم 


الدال 3 فأساً (فائتنى به فأتاه به ) أي بعد ما اشتراه (فشد فيه رسول الله ا عوداً) أي متكا 


3 (بيده) أ ي الكريمة 0 قال: اذهب فاحتطب) أي اطلب الحطب واجمع (وبع ولا أرينك خمسة 


( عشر يوماً) أي لا تكن هنا هذه المدة حتى لا أراك وهذا مما أقيم فيه المسبب مقام السبب 
1 والمراد نهي الرجل عن ترك الاكتساب في هذه المدة» لا نهي نفسه عن الرؤية (فذهب الرجل 
4 يحتطب ويبيع فحاءه. وقد أصاب عشرة دراهم فاش شترى ببعضها ثوباًء وببعضها طعاماً) أي حبوباً 


6 (فقال رسول الله ل : هذا خير لك من أن تجيء المسألة) أي إذا كانت على غير وجهها أو 
مطلقاً لأن السؤال دل في التحقيق» ولو أين الطريق (نكتة) أي حال كونها علامة قبيحة أو أثراً 


من العيب. . (في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح) أي لا تحل ولا تجوز ولا تصح (إلا 


:) لثلاثئة لذي فقر مدقع) أي شديد (أو لذي غرم) أي غرامة أو دين (مفظع) أي فظيع وثقيل 
/ وفضيح قال ابن الملك: هذا لفظ الحديث لكن الحكم جواز السؤالء لأداء الدين وإن كان 
ا اه. وفيه ما فيه من أن لفظ الحديث مخالف 


؛ للحكم أ و الحكم يخالفه» وهذا خلف مع أنه خلاف المذهب إذ الحكم جواز أخذ الزكاة لأداء 


٤‏ الدينء لا جواز السؤال كما تقدم وقوله من سهم الغارمين مبني على مذهب الشافعي خلافاً 
؛ للمذهب كما هو معلوم من الخلاف المرتب. (أو لذي دم موجع) بكسر الجيم وفتحها أي مؤلم 
4 والعراد 7 يوجع القاتل ر بأن 0 2 لدو ولیس لهم م ما يؤدي به الدية ويطلب ا لياء 


٠ في المخطوطة «يلزمد».‎ )١( 


N,‏ ع وقد ذكر ذلك فيما سبق وقيل: 
)! هو أن يتحمل الدية فيسعى فيها ويسأل حتى يؤديها إلى أولياء المقتول لتنقطع الخصومة» وليس 











00 كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 0 ۳ ا 


رواه أبو داود» وروى ابن ماجه إلى قوله: «يوم القيامة». 
)١١1( -‏ وعن ابن مسعودء قال: قال رسول الله اة : «مَنْ أصابغة فاقَةٌ فأنزلّها + 
بالئّاس؛ لمْ تُسدّ فاقثه . أن لها باللّهء أؤْشكٌ الله له بالغنى» إِمّا بمو عاجل» أ غِنى ٠‏ 
آجل" . رواه أبو داود» والترمذي. 1 
۰ الفصل الثالث 


١46‏ (۱۷) عن ابن الفراسيٰء أن الفراسي 


له ولأوليائه مال ولا يؤدي أيضاً من بيت المال فإن لم يؤدها قتلوا المتحمل عنه وهو أخوه أو 
حميمه فيو جعه قتله. (رواه أبو داود) قال الشيخ الجزري : رواه الأربعة من حديث أنس مطولاً 1 
وقال الترمذي: لا يعرف إلا من حديث الأخضر بن عجلان قال ابن معين: صالح وقال أبو “٠‏ 
حاتم : يكتب حدیثه» ذكره ميرك. (روي ابن ماجه إلى قوله يوم القيامة) . ْ 
۲ _ (وعن ابن مسعود قال رسول الله ب : من أصابته فاقة) أي حاجة شديدة وأكثر ٠‏ 
استعمالها في الفقر وضيق المعيشة . (فانزلها بالناس) أي عرضها عليهم وأظهرها بطريق الشكاية ٠‏ 
لهم وطلب إزالة فاقة منهم قال الطيبي : يقال نزل بالمكان ونزل من علو ومن المجاز نزل به .. 
مكروه» وأنزلت حاجتي على كريم وخلاصته إن من اعتمد في سدها على سؤالهم. (لم تسد , 
فاقته) أي لم تقض حاجته ولم تزل فاقته» وكلما تسد حاجة أصابته أخرى أشد منها. (ومن . 
أنزلها بالله) بأن اعتمد على مولاه (أوشك الله) أي أسرع وعجل (له بالغناء) بفتح الغين والمد 
أي الكفاية وفي نسخة بالغنى قال شراح المصابيح: رواية بالغني بالكسر مقصوراً على معنى 
اليسار تحريف للمعنى» لأنه قال يأتيه الكفاية عما هو فيه (إما بموت عاجل) قيل بموت قريب ˆ 
له غني فيرثه ولعل الحديث مقتبس من قوله تعالى: #من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من ٠‏ 
حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه € [الطلاق ‏ ”] (أو غنى) بكسر وقصر أي ' 
يسار (آجل) أي بأن يعطيه مالا ويجعله غنياً قال الطيبي: هو هكذا أي بالغين أكثر نسخ ٠‏ 
المصابيح› وجامع الأصول وفي سنن أبي داود والترمذي أو غني أجل بهمزة ممدودة وهو ١‏ 
أصح دراية"'' لقوله تعالى: «أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) [النور ‏ ۳۲]. اه. وفيه ٠‏ 

بحث تأمل (رواه أبو داود والترمذي) . 
(الفصل الثالث) 


۳ - (عن ابن الفراسي) بكسر الفاء (أن الفراسي) هو من بني فراس بن غنم بن مالك ٠‏ 


الحديث رقم 5: أخرجه أبو داود فى السنن ۲ حديث رقم 1540. والترمذي في السنن /٤‏ 
۷ حديث رقم 7777. وأحمد في المسند .507/١‏ 

)١(‏ فى المخطوطة «رواية». 

الحديث رقم ۳ : أخرجه أبو داود فى السنن ٠٠٠/۲‏ حديث رقم ٠٠٤١‏ . والنسائي 145/5 حديث رقم 3 

فى المسند .۳۳٤/٤‏ 


Ed 


.YoAV‏ وأحمد 


ams 


e‏ كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له 





قال: قلت لرسول الله لا : أسألُ يا رسول الله؟ فقال النبئ بل : «لاء وإِنْ كنت لا بد فسَلٍ 
الصّالحينَ». رواه أبو داود» والنسائي . 


64 _ (۱۸) وعن ابن السَّاعِدِيُء قال: استعملني عمرٌُ على الصدّقة. فلمًا فرَعْتٌ 
متها ويه إل ا إما عَمِلتُ لل 0 و حدما 


م لسار عر ال كر ران ا 


ابن كنانة وله صحبة ذكره الطيبي [رحمه الله] (قال لرسول الله) وفي نسخة قال: قلت 
٠‏ لرسول الله (6ٍ أسأل) بحذف حرف الاستفهام أي وأطلب (يا رسول الله فقال النبي كلل 
ل أي لا تسأل الناس شيئاً من المال» وتوكل على الله في كل حال. (وإن كنت) أي 
(: سائلاً رلا بد) أي لك منه ولا غنى لك عنه (فسل) بالوجهين ¿ أي اطلب (الصالحين) لأن 
1 . الصالح لا يعطي إلا من الحلال» ولا يكون إلا كريماً و ولا يهتك العرض» ولأنه 
١‏ يدعو لك فيستجاب ولذا كان فقراء بغداد يسألون الإمام أحمد ومن غريبه ما وقع أن أهل 
:. بيت الإمام احتاجوا إلى الخميرة في حال العجن مرة» فطلبوا من بيت ولده وكان قد 
,| تولى القضاء ومن صلاحه وتقواه يرقد عند بابه في الليل» قائلا لعله احتاج إلى ولما 
(. خبزوا انكشف للإمام أن فيه شبهة فسألهم فحكوا له بالقضية فامتنع من أكله وتبعوه» ثم 
؟ قالوا هل نعطيه للفقراء؟ قال: نعم ولكن بشرط إظهار عيبه فلم يأخذه الفقراء فرموه في 
E NS‏ من أكل الحوت مدة حياته رضي الله 
١‏ :]عنهم أجمعين . (رواه أبو داود والنسائى يي) . 


ا 
ا ٠٤‏ _ (وعن ابن الساعدي قال استعملني عمر) أي جعلني عاملاً (على الصدقة) أي 
| على أخذهاء وجمعها وحفظها. (فلما فرغت منها) أي من آخذها (وأديتها إليه) أي إلى عمر 
:| (أمر لي بعمالة) بضم العين وفي القاموس مثلثة أجرة العمل (فقلت إنما عملت لله وأجري) 
ر بالوجهين (على الله قال خذ ما أعطيت) بصيغة المفعول (فإني قد عملت) أي على الصدقة (على 
.! عهد رسول الله كك فعملني) بتشديد الميم أي أعطاني أجرة العمل والمعنى أراد اعطاءها أو أمر 
. لي بالعطاء (فقلت: مثل قولك فقال لي رسول الله يكل إذا أعطيت شيئاً من غير أن تسأله فكل) 
٠‏ أي حال كونك فقيراً (أو تصدق) أي حال كونك غنياً (رواه أبو داود) وفيه جواز أخذ العوض 
من بيت المال» على العمل العام وإن كان فرضاً كالقضاء والحسبة والتدريس» بل يجب على 
الإمام كفاية هؤلاء ومن في معناهم في مال بيت المال وظاهر هذا الحديث وغيره مما سبق 
وجوب قبول ما أعطيه الإنسان من غير سؤال» ولا إشراف نفس وبه قال أحمد وغيره وحمل 
الجمهور الأمر على الاستحباب» أو الإباحة والله أعلم . 


.178417 أخرجه أبو داود في السنن 5977/17 حديث رقم‎ :١884 الحديث رقم‎ ٠ 


كتاب الزكاة/ باب من لا تحل له المسألة ومن تحل له ۵ ر 





6 (19) وعن عليّ رضي اللَّهُ عنه» آله سمعٌ يوم عرّفة رجلاً يسأل الئاس . 
فقال: أفي هذا اليؤم» وفي هذا المكانٍ تسأل منْ عير اللّهِ؟! فخققّه بِالدّرّة. رواه رزين. 

٠ ۰) ۱۸‏ وعن عمرٌ رضي الله عنهء قال: تعلَمنٌ أيُها الناسٌ! أن الطمع فَقْرٌ 
وأ الإياس غِنى» وأنَّ المرء إذا ي عن شيء استَغْنى عنة. رواه رَزين. 

۷ -_ (۲۱) وعن وباد 





١ (وعن علي أنه سمع يوم عرفة رجلاً يسأل الناس فقال) أي علي (أفي هذا اليوم وفي‎ - A00 
١ هذا المكان؟) أي أفي زمان إجابة الدعاء ومكان قبول الثناء وحصول الرجاء؟ (يسأل من غير الله)‎ 
' أي شيئاً حقيراً مثل الغداء أو العشاء قال الطيبي : أي هذا المكان وهذا اليوم ينافيان السؤال من غير‎ 
٠ الله» ويلحق بذلك السؤال في المساجد إذ لم تبن إلا للعبادة. اه. ونظيره ما وقع للشيخ أبي‎ 
1 العباس المرسي قدس الله سره أنه خرج من المدينة عازماً لزيارة سيدنا حمزة» فتبعه رجل فانفتح‎ 
” للشيخ بات الثرية من غير مفتاح فدحل» فرأى رجالاً من رجال الغيب» فسأل الله العفو و [العافية]‎ 
٠ والمعافاة في الدنيا والآخرة قال فرحمت على رفيقي فقلت : له أدركت وقت الإجابة» فاطلب‎ 
مقصودك من الله تعالى» فسأل ديناراً فرجعت فلما دخلت باب المدينة ناوله رجل ديناراًء فدخلت‎ 
١ على شيخي السيد أبي الحسن الشاذلي فقال للرجل قبل نقل القضية يا دني الهمة أدركت وقت‎ 
0 الإجابة» وسألت ديناراً لم لا سألت العفو والعافية مثل أبي العباس ويقرب منه ما حكي عن الشيخ‎ 
٠ بهاء الدين النقشبندي» أنه سئل ما رأيت في حجك من العجائب فقال رأيت شاباً باع واشترى في‎ 
١ سوق منى كذا وكذا من الدراهم» والدنانير ولم يغفل عن الله ساعة ورأيت شيخاً كبيراً متعلقاً‎ 
× بالملتزم طالباً من الله تعالى الدنيا . وقال بعض العارفين: من طلب من الله غير الله أغلق عليه باب‎ 
< الإجابة. (فخفقه) أي ضربه (بالدرة) بكسر الدال وتشديد الراء في القاموس » هي التي يضرب بها‎ 
وقال الطيبي : الخفق الضرب» بالشيء العريض . (رواه رزين).‎ 


185 (وعن عمر قال تعلمن) خبر بمعنى الأمر وفي نسخة صحيحة تعلمن قال 1 
الطيبي : : أي لتعلمن وفيه شذوذ أن إيراد اللام في أمر المخاطب؛ وحذفها مع كونها مرادة كما : 
في قوله محمد تغد نفسك» وقيل: يحتمل أن يكون تعلمن جواب قسم مقدر واللام المقدرة» ٠‏ 

هي المفتوحة أي والله لتعلمن (أيها الناس أن الطمع) ا الخلق (فقر) أي حاضر أو يجر : 
إليه (وإن الإياس) بمعنى اليأس من الناس (غنى وإن المرء) تفسير لما تقدم (إذا يئس) وفي . 
نسخة صحيحة إذا أيس (عن شيء استغنى عنه) ولذا قيل: اليأس إحدى الراحتين» وقال السيد ٠‏ 
أبو الحسن الشاذلي: لما طلب منه علم الكيمياء» هو في كلمتين اطرح الخلق عن نظرك واقطع ٠‏ 
طمعك عن الله أن يعطيك غير ما قسم لك . (رواه رزين) . 1 


۷ - (وعن ثوبان) قال الطيبي: هو أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن من السراة “ 


)١(‏ في المخطوطة «من». 


الحديث رقم ۱۸٥۷‏ أخرجه أبو داود فى السئن 40/۲ حديث رقم 1757. وأحمد فى المسند ه/ 71/5. 


۳۹٦ ١‏ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 





| قال: قال رسول الله : «مَنْ كمل لي أنْ لا يسألّ الئاس شيئاء فأتكمَّلٌ له بالجئّة؟» فقال 
١‏ ثوبانٌ : أنا؛ فكانّ لا يَسأل أحداً شيعاً. رواه أبو داود» والنسائي. 


1 1864 -(77) وعن أبي ذرٌ قال : دعاني رسول الله يك وهو ي* يشترط علي : «أن لاتسأل 
4 الاس شيئاً؛ » قلت : نعم . قال : «ولاسَوْطَكٌ إِنْ سمط منك حتى تنزِل إليه فتأخِذَّةٌ» . رواه أحمد. 


(ه) باب الإنفاق وكراهية الإمساك 
الفصل الأول 


)١١- ۹‏ عن أبي هريرةً رضي اللَّهُ عنه» قال : قال رسول الله َة : «لوْ كانَ لي مثل 





٠‏ موضع بين مكة واليمن» أصابَهُ سبي فاشتراه النبي بي [ولم يزل معه حضراً وسفراً حتى توفي 
. رسول الله كَل فخرج إلى الشام ونزل الرملة ثم انتقل إلى حمص وتوفي بها سنة أربع 
م وخمسين . (قال: قال رسول الله ية : من يكفل) بفتح الياء وضم الفاء مرفوعاً قال الطيبي: من 
2 استفهامية وفي نسخة بصيغة الماضي من التكفيل أي من يضمن ويلتزم (لي) ويتقبل مني (أن لا 
:. يسأل الناس شيئاً؟) أي من السؤال أو من الأشياء (فأتكفل) بالنصب والرفع أي اتضمن (له 
ر بالجنة) أي أوّلاً من غير سابقة عقوبة وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة . (فقال ثويان أنا) أي 
'١‏ تضمنت أو أتضمن (فكان) أي ثوبان بعد ذلك (لا يسأل أحداً شيئاً) أي ولو كان به خصاصة 
:: واستثنى منه إذا خاف على نفسه الموت» فإن الضرورات تبيح المحظورات بل قيل: إنه لو لم 
0 يسأل حتى يموت يموت عاصياً (رواه أبو داود والنسائي). 

۸ _ (وعن أبي ذرء قال: دعاني رسول الله يَكنِ) أي إلى المبالغة الخاصة (وهو 
:.. يشترط عليئ) أي والحال أنه يقول لي على جهة الاث شتراط أبايعك على (أن لا تسأل الناس شيئا) 
:.. بفتح اللام وكسرها وعلى الأول أكثر النسخ قال الطيبي: إن مفسرة داخلة على النهي لما في 
٤‏ يشترط من معنى القول قيل: ويحتمل أن تكون مصدرية. (قلت نعم) أي بايعتك على ذلك 
:.. (قال) أي النبي ية للمبالغة (ولا سوطك) أي ولا تسأل أحداً أن يناوله لك (إن سقط منك حتى 
.. تنزل إليه فتأخذه) أي بنفسك وفي هذا النزول حصول علو (رواه أحمد). 


(باب الإنفاق وكراهية الإمساك) 
(الفصل الأوّل) 


8 (عن أبي هريرة قال: قال رسو الله بي لو كان لي 


14 الحديث رقم :۱۸١۸‏ أخرجه أحمد في المسند .14١/5‏ 
٤‏ الحديث کک E‏ 











كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 





أدادقياء ا ليا وعندي منه شية» إلا شيءَ أَرْصِدَُه لِدَيْن. رواه ٍ 
البخارى ا 

۰ --_(۲) وعنهء قال: قال رسول الله لا : «ما مِنْ يؤم يُصبح العبادٌ فيه؛ إلا 
مَلْكانَ يَنزِلانِء فقول أحذهماء الله أعط كتققاً حلفا -ويقول الآحدة ) بم أعط مُنسكاً | 
تلَفاً». متفق عليه . 


1 -(") وعن اسما قالث: قال رسول الله لا : «أنفقي ولا شخصي 





مثل أحد) بضمتين جبل معروف بالمدينة (ذهبا) تمييز (لسرني) أي أعجبني وجعلني في سرور ١‏ 
عدم مرور ثلاث ليال» والحال أن يكون فيها شيء [منه] عندي والنفي في الحقيقة راجع إلى . 
الحال. (إلا شيء) قال الطيبي: وجه الرفع» أن قوله شيء في حيز النفي أي لسرني أن لا يبقى ٠‏ 
منه شيء إلا شيء. (أر صده) بضم الهمزة أي أحفظه وأعده (لدين) أي لإداء دين كان علي لأن . 
أداء الدين مقدم على الصدقة وكثير من جهلة العوام» وظلمة الطغام يعملون الخيرات والمبرات ١‏ 1 
والغجارات وعليهم حقوق الخلق. ٠‏ ولم يلتفتوا إليها وكثير من المتصوفة غير العارفة. يجتهدون 1 
في فى الرياضات وتكثير الطاعات والعبادات» وما يقومون بما يجب عليهم من الديانات. (رواه 53 
البخاري) . 1 


. (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله ية : ما من يوم) ما نافية ومن‎ - ٠١ 
0 زائدة لتأكيد الاستغراق» والمعنى ليس يوم (يصبح العباد فيه) صفة يوم (إلا ملكان) مبتدأ خبره‎ 
ا وت کی اينغ و تن متف ار ل‎ 
.. على وجه إلا هذا الوجهء ذكره الطيبي. (فيقول أحدهما) أي لمن أنفق ماله في الخيرات (اللهم‎ 
١ اعط منفقاً) أي من محله في محله وأطلق مبالغة» في مدح الإنفاق (خلفاً) أي عوضاً عظيماً‎ 
. وهو العوض الصالح أو عوضاً في الدنياء وبدلاً من العقبى لقوله تعالى: وما أنفقتم من شيء‎ 
فهو يخلفه وهو خير الرازقين € [سبأ ۳۹[ (ويقول الآخر) أي للآخر الذي لم يف في مرها‎ 
المولى (اللهم اعط ممسكاً) أي عن خيره لغيره (تلفاً) أي لماله حساً أو معنى وفي إيراده بلفظ ر‎ 
. الإعطاء مشاكلة (متفق عايه)‎ 

١‏ (وعن أسماء) بنت الصديق الأكبر (قالت: قال رسول الله بي : انفقي) أي في 
مرضاة الله [تعالى] (ولا تحصي) أي ولا تب کی ا للامخاز فإن من ا نينا ا ا 
معناه ولا تعدي ما أنفقتيه فتستكثريه» فيكون ذلك سبباً لانقطاع oT‏ 


الحديث رقم 185١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ”/ 4 ۰. حديث رقم ٠ ۱٤٤١‏ ومسلم في صحيحه 6 | 
٠‏ حديث رقم 81 .)1١٠١‏ وأحمد في المسند ا 

الحديث رقم ١851١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 711/6. . حديث رقم .۲٥۹۱‏ ومسلم في صحيحه 16 | 

0 ا ا‎ ۹- E a e sa IN 





A‏ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 





فيُحصئ الله علّيكِ» ولا تُوعى فيُوعِيَ الله عليك» ارْضَخى ما استّطعت». متفق عليه . 


)٤(_ 5‏ وعن أبى هريرةً رضى الله عنهء قال: قال رسول الله يكلِ: «قال الله 
تعالى : أَنْفْقْ يا ابن آدمّ أنفِق علَّيكٌ». متفق عليه . 


18 (0) وعن أبي أمامةٌء قال: قال رسولٌ الله اة : «يا ابنَ آدمً! إِنْ تذل المَضْلَ 


خيرٌ لك 


4 





(فيحصي الله عليك) بالنصب جواباً للنفي أي فيقل الرزق عليك بقطع البركة ويجعله كالشيء 
المعدود» أو فيحاسبك عليه في الآخرة قال الطيبي: وأصل الإحصاء الإحاطة بالشيء حصراً 
وعدداً والمراد هنا عد الشىء للقنية والإدخار» للاعتداد وترك الإنفاق منه فى سبيل الله . اه. 
فقوله فيحصي اله عليك من باب المشاكلة أو على طريق التجريد (ولا توعي فيوعي الله عليك) 
- الإيعاء حفظ الشيء في الوعاء أي لا تمنعي فضل المال عن الفقير فيمنع الله عنك فضله» ويسد 
عليك باب المزيد . (أرضخي) بفتح الضاد الرضخ العطية القليلة أي أعطي (ما استطعت) أي ما 
: قدرت عليه وإن كان قليلاً وانفقي شيئاًء وإن كان يسيراً ولا تجعليه حقيراً فإنه ربما يكون عند الله 
كثيراًء وفي ميزان القبول كبيراً قال تعالى : : #فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره € [الزلزلة - ۷] وقال . 
' عر وجلّ: #وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين € [الأنبياء - /41] وقال جل 
عظمته: #وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً € [النساء  15١‏ وقال ابن الملك : 
٠‏ وإنما أمرها ية بالرضخ لما عرف من حالها إنها لا تقدر أن تتصرف في مالهاء ولا في مال زوجها 
بغير إذنه إلا في الشيء امير الذي جرت الما دب ياتا من قبل الزوج لكي والتمر 
وبالطعام الذي يفضل في البيت ولا يصلح للادخار لتسارع الفساد إليه . (متفق عليه) . 
ْ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ب : قال الله تعالى: انفق يا ابن آدم) أي 
: مما ينفد (انفق عليك) مما لا ينفد إيماء إلى قوله تعالى: ما عندكم ينفد وما عند الله باق © 
. [النحل ‏ 145 والمعنى انفق الأموال الفانية في الدنيا لتدرك الأحوال العالية في العقبى» وقيل 
معناه اعط الناس ما رزقك حتى أنا أرزقك أي في الدنياء والعقبى إشارة إلى قوله تعالى: وما 
1 أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) (متفق ق عليه) . 
ْ (وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله كلِهِ: يا ابن آدم أن تبدل الفضل) أي انفاق 
الزيادة على قدر الحاجة والكفاف فإن مصدرية مع مدخولها مبتدأ خبره. (خير لك) أي في 
:). الدنيا والأخرى وفي التعبير بالفضل دون مطلق المال إشعارء بأنه لا ينبغي له أن يضيع المال 
ففي الخبر كفى بالمرء اثماً أن يضيع من قوت“ وقد جاء رجل بمثل البيضة من ذهب» فقال: 


0 الحديث رقم ۲ : أخرجه البخاري في صحيحه 491/9. حديث رقم 7 ]. ومسلم في صحيحه ۲/ 
٩ 3‏ حديث رقم (7875- .)4٩۳‏ وأحمد في المسند .۲٤۲/۲‏ 

الحديث رقم 1457: أخرجه مسلم في صحيحه ۷۱۸/۲ حديث رقم ٩۷‏ ۔ .1١75‏ 

: 00 أبو داود في السئن ۲ حديث رقم ۱۹۹۲. 





ن تمسكة اك لك ولا ثُلامُ على كفافٍء وانداً بمنْ تَعُولٌ؛ رواه مسلم. 


كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۹ 


4 - 0) وعن أبي هريرةًء قال: قال رسول الله : «مَثَلُ البخيل ٠‏ 


والمتصدّقٍ» كمئَلٍ رجُلِينٍ عليهما جُنئَّانٍ من حديدٍء قد اضطْرّث أُيْدِيهِما إلى تُدِيّهِما ٠‏ 


وتراقيهماء 





يا رسول الله خذها فهي للصدقة وما أملك غيرها فاعرض عنه عليه الصلاة والسلام إلى أن أعاد ‏ 


عليه القول ثلاث مرات» ثم أخذها ورماه بها رمية لو أصابته لا وجعته ثم قال يأتي أحدكم بما ' 


يملك» فيقول هذه صدقة ثم يقعد يتكفف وجوه الناس خير الصدقة. ا کان عن اله غ 0 ر 


والمراد إما غني مالي فضلاً عما أعطاهء وإما غني قلبي متكل على فضل مولاه ولهذا لما ٠‏ 
'تصدق أبو بكر بجميع ماله قرره يك لما عرف من كمال حاله» وأراد عمر ذلك فأمره بإمساك ' 


بعض ماله. (وإن تمسكه) أي ذلك الفضل وتمنعه (شر لك) أي عند الله وعند الناس (ولا تلام ر 
على كفاف) بالفتح وهو من الرزق القوت وهو ما كف عن الناس وأغنى pe‏ والمعنى لا تذم ر 


على حفظه وإمساكه أو على تحصيله وكسبه» ومفهومه إنك إن حفظت أكثر من ذلك ولم 1 
تتصدق بما فضل عنك فأنث مذموم وبخيل وملوم (وابدأ) أي ابتدىء في إعطاء الزائد على قدر 0 


الكفاف (بمن تعول) أي بمن تمونه ويلزمك نفقته (رواه مسلم) قال ميرك : ورواه الترمذي› 1 


() #7 
وأخرج البخاري منه قوله وابدأ بمن تعول من حديث ابن عم" وعيره. 


65 (وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ية : مثل البخيل والمتصدق) أي صفتهما 


(کمثل رجلين عليها جنتان) بضم الجيم وتشديد النون أي وقايتان (من حديد) ويروي بالباء الأ 


الو رق مر ال روي بها وقيل : : الصحيح ههنا النون بلا خلاف لأن الدرع لا 


يسمى الجبة» بالباء كذا قاله الطيبي ويرده قول بعض المحققين إنه بالنون تصحيف وقال !أ 


بعضهم : : الجنة بالضم ماا ستترت به من سلاح والمراد هنا درعان شبه بهما صفتا البخل› 
والتصدق اللتان جبل الإنسان عليهما كما يشير إليه قوله تعالى: #ومن يوق شح نفسه »# 


[الحشر - 1] روي جبتان بالباء وهو تصحيف إذ لم يعهد جبة حديد ولما في بعض الروايات | 
عليهماء درعان ولقوله كل حلقة بمكانها اللهم إلا أن يراد بالجنتان الواقيتان اللتان يشملان أ 
الدرعين (قد اضطرت أيديهما) بضم الطاءء أي شدت وعصرت وضمت والصقت وفي نسخة 
بفتح الطاء ونصب أيديهما على أن ضمير الفعل إلى جنس الجنةء المفهوم من التثنية (إلى ' 


ثديهما) بضم الثاء وسكون الدال جمع ثدي بفتح الثاء ويكسر وتسشديد الياء» والثدي خاص 


بالمرأة أو عام كذا في القاموس» ويعني بهما جنبي الصدر. (وتراقيهما) بفتح التاء جمع الترقوة ٠‏ 





)0( البخاري في صحيحه ۳/ ۲۹۲ حديث رقم 1585. 

)۲( رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة راجع المصدر السابق. 

الحديث رقم ۱۸١١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۳۰۵. حديث رقم ١447‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۸ حديث رقم (1/5- .)1١7١‏ وأحمد فى المسند ۲/ ۳۸۹. 


شف كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 





١‏ فجعلٌ المنصدّقُ كلما تَصدَّقٌ بصدقةٍ انِيسَطث عنهء البخيلٌ كلما هَمّ بصدّقةٍ قَلْصَتْء 
2 وأخذت كل حَلقة بمكانها». متفق عليه . 


: هخم )¥( وعن جابر» قال : قال رول الله لا عَكَِدهٍ : اتقوا الظُلْمَ ؛ ؛ فإ الظلمَ ظَلْماتٌ 
٠‏ يوم القيامةء واتقوا الشّحّ؛ فإِنَ الشُحّ a O‏ حمّلهمْ على أن سَفكوا 
٤‏ دماءَهم» ارا محارمهم؟ . روآه مسلم. 





وهو أسفل الكتف وفوق الصدر (فجعل المتصدق) أي طفق وشرع وأراد (كلما تصدق بصدقة) 
١‏ أي هم يتصدق (انبسطت) أي توسعت جنته (عنه) أي عن المتصدق (وجعل البخيل كلما هم 
(وأخذت كل حلقة) بسكون اللام وفتحها (بمكانها) اشتدت والتصقت الحلق بعضها ببعض» 
٠‏ والباء زائدة [أي] ضاقت غاية التضييق» والمعنى أن الجواد إذا هم بالصدقة اتسع لذلك صدره 
وطاوعته يداه فامتدتا بالعطاء والبخيل يضيق صدره» وتنقبض يداه عن الإنفاق فجعل بمعنى 
تللق وكلما ی یدل ان کر أي طفق السخيّ يتسع صدره كذا حققه الطيبي وخلاصته أن 
السخي» إذا هم بخير سهل عليه والبخيل عكسه. (متفق عليه) . 


ْ 5 (وعن جابر قال: قال رسول الله ب : اتقوا الظلم) أي المشتمل على الشح 
وغيره من الأخلاق الدنية» والأفعال الردية. (فإن ا ظلمات يوم القيامة) قال الطيبي: 

٠‏ محمول على ظاهره فيكون الظلم ظلمات على صاحبه. لا يهتدى بسببها كما أن المؤمنين 
م يسعى نورهم بين أيديهم أو المراد بها الشدائد كما في قوله تعالى: قل من ينجيكم من 
' ظلمات البر والبحر € [الأنعام  ]١۳‏ أي شدائدهما (واتقوا الشح) أي البخل الذي هو نوع من 
' الظلم وقيل: الشح بخل الرجل من مال غيره» والبخل هو المنع من مال نفسه وقيل: البخل 
١‏ يكون في المال» والشح يكون فيه وفي غيره من معروف أو طاعة فهو أشد منعاً من البخل» 

وقيل: الشح بخل“ مع الحرص وهو أنسب وأفرد الشح بالذكر تنبيهاً على أنه أعظم أنواع 

الظلم» ا العظيمة ونتيجة محبة الدنيا الذميمة قال تعالى: #من يوق شح نفسه 
فاولئك هم المفلحون € [الحشر - 4] (فإن الشح أهلك من كان قبلكم) فداؤه قديم وبلاؤه 
٤‏ 00 ابن الملك: هلاكهم كونهم معذبين به» وهو يحتمل أن يكون في الدنيا وأن يكون 
في العقبى (حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) قیل : إنما كان الك سا ذلك 
4 لأن في بذل المال ومواساته الاخوان التحاب والتواصل» وفي الإمساك والشح التهاجر 
1 والتقاطع › وذلك يؤدي إلى التشاجر والتعادي» من سفك الدماء واستباحة المحارم» من الفروج 
والأعراض والأموال» وغيرها. (رواه مسلم). 


1 الحديث رقم ٥‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ١995/4‏ حديث رقم (50178-55). وأحمد في المسند 
Y/Y‏ 


4 0 في المخطوطة «البخل شح 


كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۳۲١‏ 


5 -(8) وعن حارثةً بن وهب» قال: قال رسول الله كلِ: «تصدّقوا فإِلّه يأتي 
علّيكم زمانٌ يمشي الرّجلٌ بصدّقته فلا يجدُ مَنْ يقبلّهاء يقولٌ الرّجلٌ: لو جئتَ بها بالأمس 
لقبلئهاء » فأمًا اليومَ فلا حاجة لي بها». متفق عليه. 


۷ -(4) وعن أبي هريرةً» قال: قال رجلٌ: يا رسول الله! أي الصَّدَّقةِ أعظمُ 
أجراً؟ قال: «أنْ تَصَدَّقَ ونت صحيحٌ شحيحٌ» تخشى الْمَقْرَ وتأمل الغنى» 


١‏ _ (وعن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله ية : تصدقوا) أي اغتنموا التصدق 
عند وجود المال» وعند حصول من يقبله واقبلوا منه الفقير في أخذه منكم» فالمعنى تصدقوا 
قبل أن لا تتصدقوا على سنن حجوا قبل أن لا تحجوا (فإنه) أي الشأن (يأتي عليكم) أي على 
بعضكم (زمان يمشي الرجل بصدقته) أي يذهب بها (فلا يجد من يقبلها) قيل: هو زمان 
المهدي» ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام وقيل: زمان إشراط الساعة» كما ورد لا تقوم 
الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحداً يقبله''". (يقول 
الرجل) أي الفقير والمعنى كل رجل عرضت عليه وكان من قبل مستحقاً لها. (لو جئت بها) أي 
بالصدقة (بالأمس) أي قبل ذلك من الزمن الماضي حال فقري (لقبلتها فأما اليوم) أي الآن (فلا 
حاجة لي بها) وهو إما لغناه الصوري من إصابة المال أو لغناه المعنوي من حصول الزهد في 
الدنياء ووصول الكمال قال ابن الملك: يعني يصير الناس كلهم أغنياءء في ذلك الزمان راغبين 
في الآخرة وتاركين للدنياء يقنعون بقوت يوم ولا يدخرون المال للمآل (متفق عليه). 


17 (وعن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله أي الصدقة) أي أنواعها (أعظم 
أجراً) أي أجزل ثواباً وأجل وأكمل مآباً (قال أن تصدق) بتخفيف الصاد على حذف إحدى 
التاءين» وقيل: بتشديدها على الإبدال والإدغام. (وأنت صحيح شحيح) والمعنى أعظمها 
صدقتك والجملة حال أي وهو أن تصدق في حال صحتك واختصاص المال بك وشح نفسك» 
وذلك أشد مراغمة لنفسك كذا ذكره الطيبي وقال ابن الملك: قوله شحيح تأكيد وبيان للصحيح 
لأن الرجل في حال صحته» يكون شحيحاً (تخشى الفقر) خبر بعد خبر أو حال بعد حال أو 
استئناف بيان أي تقول في نفسك لا تتلف مالك كيلا تصير فقيراً فتحتاج إلى الناس (وتأمل 
الغنى) بضم الميم بمعنى تطمع وترجو أي وتقول اترك مالك في بيتك» تكون غنياً ويكون لك 


الحديث رقم 1855: أخرجه البخاري في صحيحه 148١/8‏ حديث رقم .151١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
٠‏ حديث رقم .)1١1١-54(‏ والنسائي في السنن ۷۷/١‏ حديث رقم 1000. وأحمد في 
المسند .٠٦/٤‏ 
)1١(‏ متفق عليه. 
الحديث رقم 18517: أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ 784. حديث رقم .١4114‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
7 حديث رقم (47 - .)٠٠١١‏ والنسائي في السنن 58/6. حديث رقم ۲ . وأحمد فى 
المسند 73177/7. 





۳۲۲ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 


کی 


ria TAS E LR EASE 1 12 وود‎ 7 


AN Time N imad N 





لظ 


0 





0 





0 
ع ا 


SVS 


o aA 


ولا تُمهل؛ حتى إذا بلغتٍ الحلقومَ قلت : لمُلانِ كذاء ولمُلان كذاء وقد كال لمُلان». متفق 
عليه . 


6. 


٠ ٠0(- ۸‏ وعن ابي ذرّء قال : اتتهيْت إلى النبيّ ئة وهو جالسٌ في ظل الكعبةء 
فلمًا رآني قال : ههُمْ الأخسّرون وربٌ الكعبة». فقلتٌ: فداكَ أبي وأمي» مَنْ هُمْ؟ قال: 
«هُم الأكثرونٌ أموالاء إلا مَنْ قال : هكذا وهكذا وهكذاء 


عز عند الناس بسبب غناك . (ولا تمهل) بالنصب عطفاً على أن تصدق ويجوز الجزم على أن لا 
للنهي أي ولا تؤخر الصدقة أو ولا تمهل نفسك (حتى إذا بلغت الحلقوم) والمراد أن تقرب 
لروح بلوغ الحلقوم. (قلت) لورثتك (لفلان) أي لأجل فلان وهو كناية عن الموصى له (كذا) 
إشارة إلى الموصى به (ولفلان) أي لغيره (كذا) أي من المال بالوصية والتكريرء يفيد التكثير 
والجملة مبتدأ وخبر وقال ابن حجر: أي أوصيت لفلان كذا فيحتاج أن يقول بكذا والمعنى إنك 
حينئذ تصرف المال إلى الخيرات . (وقد كان لفلان) قيل: جملة حالية أي وقد صار المال الذي 
تتصرف فيه في هذه الحالة ثلثاه حقاً للوارث» وأنت تتصدق بجميعه فكيف يقبل منك وقال 
الطيبي: قيل: إشارة إلى المنع عن الوصية» لتعلق حق الوارث أي وقد كان لفلان الوارث. 
اه. ويمكن أن يقال: معناه وكان أي عندي لفلان كذا من المال فيكون الذم على الإمهال إلى 
تلك الحال؛ فإن فعل الخير في حال الصحة عمل أرباب الكمال ورد الحقوق لا ينبغي فيه 
الإهمال لأن الخطر كثير في المالء ويدل عليه صدر هذا الحديث والحديث الثاني في الفصل 
الثاني . (متفق عليه). ٠‏ 0 


4 (وعن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي) أي وصلت إليه (يلةِ وهو جالس في ظل 
الكعبة فلما رآني) وهو ممن اختار الفقر على الغنى (قال) تقوية لقلبه وتسلية لنفسه وتجلية 
لروحه وتحلية لسره (هم الأخسرون) أي الأكثرون تجارة في المال هم الأكثرون خسارة في 
المالء قال ابن الملك: هم ضمير عن غير مذكورء لكن يأتي تفسيره وهو قوله هم الأكثرون» 
وأغرب ابن حجر بقوله هم ضمير مبهم يفسره خبره» وهو الأخسرون (ورب الكعبة) قسم 
يناسب المقام (فقلت: فداك أبي وأمي) بفتح الفاء في جميع النسخ لأنه ماض خبر بمعنى 
الدعاء؛ ويحتمل كسر الفاء والقصر لكثرة الاستعمال أي يفديك أبي وأمي وهما أعز الأشياء 
عبد : (من هم) فيه لطافة لا تخفى والمعنى من الأخسرون الذين أجملتهم (قال: هم الأكثرون 
أموالا) لعل جمع التمييز لارادة الأنواع» أو لمقابلة الجمع بالجمع أي الأخسرون مآلاهم 
الأكثرون مالا قال ابن الملك: يعني من كان ماله أكثر خسرانه أكثر (إلا من قال هكذا وهكذا 
[وهكذا]) هكذا في النسخ المصححة ثلاث مرات أي الأمن أشار بيده إلى الجوانب في صرف 


الحديث رقم 1854: أخرجه البخاري في صحيحه .0474/١١‏ حديث رقم 5778. ومسلم في صحيحه 
5 حديث رقم (70- 440). الترمذي في السنن ٠١/۳‏ حديث رقم 517. والنسائي في 
السئن ٠١/0‏ حديث رقم .154٠‏ وأحمد في المسند .٠١١/١‏ 


(41 في المخطوطة «قال. ٠...‏ 





كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك r‏ 


من بين يديه ومِنْ خلفِهِ وعن يَمِينِهِ وعنْ شِمالِهء وقليل ما هُمْ). متفق عليه . 


الفصل الثانى 
۱۸۹ - (۱۱) عن أبى هريرةً» قال: قال سول الله ا : «السخي قريبٌ من الله 
قريبٌ من الجنَّةِ» قريبٌ من الئّاس» بعيدٌ من النّار. والبخيل بعيدٌ من الله بعيدٌ من الجنَّة» 


ماله إلى الخيرات» ولعل التثليث إشارة إلى اليمين واليسارء والإمام لكن قوله (من بين يديه 
ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله) يأبى عن ذلك ظاهراً فإنه بيان لقوله هكذا فيكون المراد 
بالثلاث الجمعء لأنه أقل مراتب الجمع ولذا قال ابن الملك: لا من تصدق به من جوانبه 
الأربع على المحتاجين أي فليس من الخاسرين بل من الفائزين ويمكن أن يراد بالثلاث القدام 
والخلف واحداً لجانبين وعلى نسخة التثنية فالمراد بها التكريرء والتكثير قال الطيبى: يقال قال 
بيذة أن اسان رفاك بيده ای الخد وال راا فد ت وال الما عل يهني فال 
بثوبه أي رفعه فيطلقون القول على جميع الأفعال اتساعاًء وقال في الحديث بمعنى أشار بيده 
إشارة مثل هذه الإشارة» ومن بيان الإشارة والأظهر أن يتعلق بالفعل لمجيء عن والتقدير مبتداً 
من بين يديه ومن خلفه ومجاوزاً عن يمينه وشماله . (وقليل ما.هم) هم مبتدأ أو قليل خبره وما 
زائدة مؤكدة للقلة أي المستثنون قليل أو من يفعل ذلك قليل» وهو مقتبس من قوله تعالى: 
«إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات » [ص - 4 ؟] (وقليل ما هم) وإيماء إلى قوله تعالى : 
«وقليل من عبادي الشكور # [سبأ  ]١١‏ وإشارة إلى أفضلية الفقرء لأنه طريق أسلم والله 
أعلم . ([متفق عليه]). 


(الفصل الثانى) 

8 (عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ية : السخى) وهو الذي اختار رضا المولى 
في بذله على الغني . (قريب من الله) أي رحمته كذا قيل: أو قريب منه في التخلق بصفة الكرم 
(قريب من الجنة) بصرف المال فيما يجب عليه في الحال» ويوجب له حسن المآل (قريب من 
الناس) بالإحسان إلى الفقراء وفي الحقيقة هم الناس أو بالسخاوة إلى الخاص والعام» أو لأن 
السخي يحبه جميع الناس ولو لم يحصل لبعضهم نفع من سخاوته» كمحبة العادل. (بعيد من 
النار) لأن السخي لم يرتض بأخذ مال" الحرام وصرفه في غير المقاصد العظام» وإلا فيكون 
مسرفا ولذا قيل: لا خير فى سرف ولا سرف فى خير. (والبخيل) وهو الذي لا يؤدي الواجب 
عليه (بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس» قريب من النار) وتبين الأشياء بأضدادها 
(ولجاهل سخي) أراد به ضد العابد وهو من يؤدي الفرائض دون النوافلء لأن ترك الدنيا رأس 


الحديث رقم 48 : أخرجه البخاري في صحيحه 54/؟١7.‏ حديث رقم 1951. 


۳٤‏ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 
أحبٌُ إلى اللَّهِ من عابدٍ بخيل». رواه الترمذي. 


٩۰‏ -_(۱۲) وعن أبى سعيدٍ [ الخدري رضى الله عنه ]ء قال: قال رسول الله 
يكِ: لان يتَصدَّقٌ المرء في حياته بدرهم خيرٌ له من أن يتَصدَّقَ بمائة عند موته». رواه أبو 


داود. 


١‏ -(15) وعن أبي الدرداء [رضي اللَّهُ عنه]ء قال: قال رسول الله يله: «مَكَلُ 
الذي يتصدق عند موته أو يُعتِنُء كالذي يُهدي إذا شبع». 


كل عبادة وإنما عبر عنه بالجاهل لأنه أراد به أنه مع كونه جاهلاً غير عالم بما لم يجب عليه 
وجوب عين (أحب إلى الله من عابد) أي كثير النوافل سواء يكون عالماً أم لا (بخيل) لأن حب 
الدنيا رأس كل خطيئة وأيضاً البخيل الشرعي» هو من ترك الواجب الشرعي المالي والسخي 
ضدهء ولا شك أن من قام بالفرائض وترك النوافل أفضل» ممن قام بالنوافل وترك الفرائض 
وأكثر الناس مبتلون بهذا البلاءء ولذا قال بعض العارفين: إنما حرموا الوصول بتضييع 
الأصول. وهذا الذي قررنا أولى من قول الطيبي يفهم منه أن جاهلاً غير عابد أحب من عالم 
عابد رعاية لمطابقة فيا لها من حسنة غطت خصلتين ذميمتين» ويا لها من سيئة غطت حسنتين 
كريمتين (رواه الترمذي) وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سعيد عن الأعرج» عن 
أبي هريرة وإلا من حديث سعيد بن محمد هو الوراق الكوفي يكنى أبا الحسن ضعفه الأئمة 
وقال الدارقطني متروك . ش 

٠١‏ _ (وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله بي: لأن يتصدق المرء) أي لتصدقه (في 
حياته) أي صحته (بدرهم) أي مثلا وقال الطيبي [رحمه الله]: المراد التقليل (خير له من أن 
يتصدق بمائة) أي مثلا وقال الطيبى [رحمه الله]: جاء فى بعض الروايات بماله بدل بمائة 
والمراد التكثير والمعنى بماله كله وهو أبلغ في مقام كماله سواء حمل الدرهم على حقيقته أو 
على التمثيل في قلته» وأما ما ذكره ابن حجر من أنه جاء في بعض النسخ بماله وإنه تحريف 
فليس في محله (عند موته) أي احتضار موته فكأنه ميت قاله الطيبي أو المراد أن تصدقه في 
حال حياته ولو قلیلاً خير من تصدق أهله عليه في وقت مماته» ولو كثيراً (رواه أبو داود) . 

١‏ (وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله كل : مثل الذي يتصدق عند موته) أي 
احتضاره (أو يعتق) أي عند موته وفي معناه عند موت مملوكه (كالذي يهدي ذا شبع) كسمن 
قال الطيبي: في هذا الإهداء نوع استخفاف بالمهدي إليه. اه. والأظهر أن المراد أنه مرتبة 


الحديث رقم :۱۸۷١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲۸۸/۳ حديث رقم 18757. 


الحديث رقم :۱۸۷١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲۷۱/٤‏ حديث رقم 974". والترمذي ۳۷۸/٤‏ حديث 
رقم *517. والنسائي 778/7 حديث رقم 5514. والدارمي ؟/ 0٠00‏ حديث رقم 5,175 وأحمد 
فى المسند 6//ا9١.‏ 


كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ro‏ 
رواه أحمد» والنسائى» والدارمی»› والترمذي وصححه . 

)١154( 2 ۲‏ وعن أبي سعيدء قال: قال رسول الله يكِه: «حصلتانٍ لا تجتمعانٍ في 
مؤمن: البخل» وسوعٌ الحلّق) . رواه الترمذي . 


: وعن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهء قال: قال ا الله ا‎ )١16( - AY 
. يدخل الجنّةَ جب ولا بَخيلُ ولا منَّان) . رواه الترمذي‎ 


)1١(-75‏ وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله يله : اشر ما في الرجل شح هَالعٌ ؛ 


ناقصة لأن التصدق والإعتاق حال الصحة أفضل»ء كما أن السخاوة عند المجاعة أكمل (رواه 
أحمد والنسائي والدارمي والترمذي» وصححه). 

7 (وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله ب : خصلتان لا تجتمعان في مؤمن) أي 
كامل قال ابن الملك: خبر موصوف» والمبتدأ (البخل) بضم الباء وسكون الخاء وبفتحها 
(وسوء الخلق) بضمهما وسكون الثاني أي لا ينبغي أن يجتمعا فيه أو المراد بلوغ النهاية فيهماء 
بحيث لا ينفك عنهما ولا ينفكان عنه فأما من فيه بعض هذا أو بعض ذلك أو ينفك عنه في 
بعض فإنه بمعزل عن ذلك وقال ابن حجر: خصلتان مبتدأ سوّغه إبدال المعرفة منه» في قوله 
البخل وسوء الخلقء» والخبر لا يجتمعان. اه. وإغلاقه لا يخفى والظاهر أن لا يجتمعان صفة 
مخصصة» مسوّغة لكون المبتدأ نكرة والخبر قوله البخل وسوء الخلق . (رواه الترمذي) وقال: 
وح ا 10 ل م ارد اه. وصدقة بن موسى ضعيف ذكره ميرك» 
ويؤيده حديث النسائي لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً فيمكن أن يحمل سوء 
الخلق» على ما يخالف الإيمان فإن الخلق الحسن» هو ما به امتثال الأوامر واجتناب النواهي . 

AVY‏ - (وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله كك : لا يدخل الجنة) 
أي دخولاً أولياً (خب) بفتح الخاء ويكسر أي خداع يفسد بين الناس بالخداع . (ولا بخيل) 

يمنع الواجب من المال (ولا منان) من المنة أي يمن على الفقراء بعد العطاءء أو من المن 
a‏ ا لا يدخل الجنة مع هذه الصفة حتى يجعل طاهراً منها 
إما بالتوبة عنها في الدنياء أو بالعقوبة بقدرها تمحيصاً في العقبى» أو بالعفو عنه تفضلا 
وإحساناً؛ ويؤيده قوله تعالى: #إونزعنا ما في صدورهم من غل € [الحجر ‏ 47] (رواه 
الترمذي) . 

64 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يكلِِ: شر ما في الرجل) من الخصال 
الذميمة (شح هالع) أي جازع يحمل على الحرص» على تحصيل المال والجزع على ذهابه 


الحديث رقم ۲ : أخرجه الترمذي في السنن ۳۰۲/٤‏ حديث رقم 1437. 
الحديث رقم :۱۸۷١‏ أخرجه الترمذي في السنن ١7/4‏ حديث رقم .۱۹٦٤‏ وأحمد في المسند .۷/١‏ 
الحديث رقم 8/4 : أخرجه أبو داود في السنن ۲٢/۳‏ حديث رقم .101١‏ وأحمد في المسند ؟/07". 





7 ا 3 د م ع‎ N N م‎ e FT رعو به‎ E E بان ا ع‎ N عر مجو رعو رعاو دراو‎ SA 


۳۲۹ کتاب 7 ا بات الإتقاق وكراهة لاناك 


وجبنٌ خالعٌ». رواه أبو داود. 


وسنذكر حديث أبي هريرة: «لا يجتمعٌ الشح والإيمان» في «كتاب الجهاد» إن شاء 
الله اتعالين : 


6 60 (11) عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي ل قن للنبي 456 : 
4 «أَيُنا أ أسرعٌ بك لُحوقاً؟ قال: أطولْكنٌ يداًء فأخذوا 


اقل تعالى: #إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً CN‏ 
١ 1‏ [المعارج - [۲١-۲١-۱۹‏ وقيل: الشح أبلغ من البخل لأن البخل منع ما وجب بذله من 
| المالء والشح منع كل واجب من المال والأفعال والأقوال. الرن علق د كانه ييل 
قله مز اده حولم من المهارية بع الكفار» ويمنعه من الدخول في عمل الأبرار وخص الرجل 
| إما لأنهما ممدوحان للنساء ء في نوع منهماء أو لأن مذمة الرجال بهما فوق مذمة النساء بهما. 
| (رواه أبو داود) أي من طريق موسى بن علي بضم العين عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان عن 
:| أبي هريرة قال: الحافظ محمد بن طاهرء وهو إسناد متصل (وسنذكر حديث أبي هريرة لا 
| يجتمع الشح والإيمان) أي الكامل أو أريد به الزجرء والتهديد (في كتاب الجهاد) لم يظهر وجه 
١‏ تحويله عن محله الأليق الأسبق. (إن شاء الله تعالى) . 
4 
1 (الفصل الثالث) 
8 60 (عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي كَل) ورضي عنهن (قلن للنبي 
.| يك أينا أسرع بك لحوقا؟) أي بالموت بعدك ومنه قوله ڳلا لفاطمة إنك آول أعلى لخرقا بء 
e‏ وأعظمكن إحساناً فإن اليد تطلق ويراد بها 
١‏ اوا و ا ومنه قوله َة اللهم لا تجعل لفاجر عليّ يدا يحبه قلبي» وكذا قول 
ر 


OS aS 


#2 
1 


إليك يدي منك الأيادي تمدها 
(فأخذوا) الظاهر فأخذن وعدل إلى أخذوا تعظيماًء كما في قوله تعالى: #وكانت من 
| القانتين » [التحريم  ]١7‏ وقول الشاعر: 


وإن شئت حرمت النساء سواكم 
ذكره الطيبي والشاهد الثاني أظهر كما لا يخفى لأن مسوّغ ذلك التغليب للجنس 


ESS 


ا 
1 
!ا 
6 
5 
8 
6 
0 
7 
0 


4 


الحديث رقم ۱۸۷١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه /٠‏ ۲۸۵ حديث رقم .147١‏ ومسلم في صحيحه ١۹۰۷/٤‏ 
ٍْ حديث رقم .)71017-1١1(‏ والنسائي 77/0 حديث رقم 04١‏ 7. وأحمد في المسند 171/1 


NEEL N‏ ولط در سا LR‏ اريك تعره 


وھی هي الرواية الا الآتية. 


كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۳۲۷ 





ف يدر غر نها وكات سودة أطؤليق دا فلا بعد آنا اة بطل يدها الد وکات 
أسَرّقنا لوقا به رينت وكانت تحب الصدقة. رواه البخاري. وفي رواية مسلم» قالت: 
قال رسول الله ي : «أسرعْكُنٌ لحوقاً بي أطولكنٌ يدأ». قالت: وكانت يتطاوأنَ أيَنّهِنَ أطول 
يدا؟ قالت: فكانت أطولنا يدا زينتث؛ 





الأشرف» ولا تغليب هنا لأن الكل نسوة (قصبة يذرعونها) أي ويقيسون أيديهن بها بناء على 
فهمهن أن المراد باليد الجارحة. (وكانت سودة أطولهن يداً) أي في الحس (فعلمنا بعد) أي 
بعد هذا حين ماتت زينب أوّلاً وكانت أكثرهن صدقة (إنما كان) بالفتح (طول يدها) بالرفع 

(الصدقة) بالنصب كذا في النسخ المصححة وعكس العسقلاني» قال الطيبي : أي فهمنا أولاً 
ظاهرة ولما فطنا بمحبتها الصدقة علمنا أنه ية لم يرد باليد إلا العطاء. اه. وفيه تأمل (وكانت) 
الواو للحال (أسرعنا لحوقاً به زينب) كذا في نسخة قال ميرك: وقع في بعض نسخ المشكاة هنا 
بعد قوله لحوقاً به زيادة لفظ زينب ملحقاً وليس بصحيح لأن في عامة نسخ البخاري» وقع 
بحذفها كما صرح به الشيخ أبن حجر في شرحه. اه. وهويوهم أن سودة كانت أسرع لحوقاً 
بالنبي بء وهذا وهم باطل بالإجماع وإن كانت سودة أطولهن جارحة والصواب ما ذكره 
مسلم في صحيحه وهو المعروف عند أهل الحديث إنها زينب“ فالصحيح تقدير زينب أو 
وجوده» قال الكرماني: يحتمل أن يقال إن في الحديث اختصاراً أو اكتفاء لشهرة القصة لزينب 
أو يؤوّل الكلام» بأن الضمير راجع إلى المرأة التي علم رسول الله ية إنها أوَّل من يلحق به 
وكانت كثيرة الصدقة قلت : ا وأنت عرفت أن هذا 
اختصار مخل فالأولى أن الأخيرين أحق والثالث أدق. (وكانت) أي زينب (تحب الصدقة) أي 
اعطاءها وكانت لها صناعة واكتساب معيشة باليد» وهذا معنى آخر لليد فأطولكن يدا بمعنى 
أفضلكن يدأًء حيث إنها تأكل من كسب يدها وتتصدق بيدها من كذ يدها. (رواه البخاري وفي 
رواية مسلم) أي عن عائشة (قالت: قال رسول الله يك : أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً) وفيه 
إشارة إلى أن طول الحياة» كان في حياته أفضل وأما بعد موته فالموت أكمل ولهذا قال بلال: 

- دالت الاح 


محمداً وحز به (قالت) أي عائشة (وكانت) أي جماعة النساء من أمهات المؤمنين 
(يتطاولن) أي يتقايسن طول أيديهن (أيتهن) بالضم (أطول يداً) قال الطيبي [رحمه الله]: محله 
النصب على أنه حال أو مفعول به» أي يتطاولن ناظرات أيتهن قيل وجه رواية البخاري أن 
الحاضرات كانت بعض أزواجه وإن سودة توفيت قبل عائشة في سنة أربع وخمسين وعائشة في 
سنة ثمان أو سبع وخمسين» ووجه رواية مسلم أن الحاضرات جميعهن وإن زينب توفيت في 
سنة عشرين قبل جميع الأزواج. اه. وفيه مناقشة لا تخفى (قالت) أي عائشة (فكانت) وفي 
نسخة بالواو أي ظهرت (أطولنا يدا) أي بالصدقة (زينب) وكانت امرأة قصيرة ذكره العسقلاني 











SE N SM r REE REARS‏ اال ل ال 


e 
د جو‎ 





ER‏ سا سد 


ل د ر 


YA‏ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 
> ا كانت تعمل ها و سی : 


5 -(184) وعن أبي هريرةً» أنَّ رسول الله بي قال: «قال رجل: لأتَصَدَّكَنّ 
بصدقّة» فخرجٌ بصدقته فوضعّها في يد سارقٍ» فأصبحوا يَتحدّئون: تُصُدَّقَ الليلةَ على 
سارقٍ» فقال: اللهمّ لك الحمدُء على سارق؟ لأتصَدَّكَنّ بصدقة» فخرجٌ بصدقته فوضعَها 
في يد زانية» فأصبحوا يَتحدّثون: تُصُدَّقَ الليلةَ على زانية. فقال: الله لك الحمدُء على 
زانية؟! لأتصدقن بصدقة» فخرّجَ بصدقة فوضعَها في يدِ غَنيّء فأصبّحوا يَتحدّقون: تُصدَّقٍ 
ال على غ قال :"الله للك الج عل سارق وران دعن فان تفيل لهب آنا 
0 صَدََئّكَ على سارق فلعلَهُ أن 
٠٠‏ (لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق) أي تدبغ الجلود بيدها ثم تبيعها وتتصدق بيثمنهاء وفيه إيماء 
٠‏ إلى أن طول اليد كناية عن قصر الطمع وكف النفس المتعدي» قال الطيبي : تعليل بمنزلة البيان 
لقولهاء يتطاولن وإن المراد المعنوي لا الصوري. 
: 7 (وعن أبي هريرة أن رسول الله ب قال: قال رجل) أي ممن كان قبلكم في نفسه 
٠‏ أو لبعض أصحابهء أو في ندائه حال دعائه (لأتصدقن) أي الليلة (بصدقة) أي عظيمة واقعة 
موقعها ليتعلق بها قبول عظيم (فخرج) أي من بيته (بصدقته) أي التي نوى بها ليعطيها مستحقها 
ا (فوضعها في يد سارق) من غير أن يعلم به أنه سارق غير مستحق لها فأذاع السارق بأنه تصدق 
عليه الليلة. (فأصبحوا) أي الناس (يتحدثون) بعضهم من السارق أو بالهام الخالق» والمعنى 
- فصار الناس متحدثين أو معناه دخلوا في الصباح حال كونهم قائلين تعجباً أو إنكاراً (تصدق 
٠‏ الليلة) ظرف (على سارق) نائب الفاعل أو هو (بصدقة فقال اللهم لك الحمد على سارق) أي 
٠‏ على تصدقي على سارق قال الطيبي: لما جزم بوضعها في موضعها كما دل عليه تنكير بصدقة 
جوزي بوضعها في يد سارق» فحمد الله وشكره على أنه لم يتصدق على من هو أسوأ حالا منه 
وقيل: هو تعجب من فعل نفسه كما تعجبوا من فعله فذكر الحمد في موضع التعجب» كما 
يذكر التسبيح في موضعه (لا تصدقن بصدقة) أي أخرى لعلها تقع في محلها (فخرج بصدقته 
فوضعها في يد زانية» فأصبحوا يتحدثون) أي تعجباً أو إنكاراً (تصدق الليلة على زانية فقال: 
. اللهم لك الحمد على زانية» لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني» فأصبحوا 
١‏ يتحدثون تصدق) أي الليلة كما في نسخة (على غني قال: اللهم لك الحمد على سارق وزانية 
٠‏ وغنى) فذلك”'' فذلكة وفيه إشارة إلى حمده تعالى وثنائه تفويضاً وتسليماً لقضائه» فجوزي على 
٠:‏ ذلك المقام بتمام نظام المرام. (فأتي) فأري في المنام (فقيل له) أي صدقاتك مقبولة وكلها في 
موضعها موضوعة (أما صدقتك على سارق) فلا تخلو عن مثوبة متضمنة لحكمة (فلعله أن 


/۲ ومسلم في صحيحه‎ .147١ حديث رقم‎ ١4٠/8 أخرجه البخاري في صحيحه‎ :۱۸۷١ الحديث رقم‎ ٠: 
.۳۲۲ /۲ والنسائي 0/ 00 حديث رقم 7577. وأحمد في المسند‎ .)1١77-14( حديث رقم‎ 4 
ا‎ 


N RE TEE U GEREN o 





كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۴۲۹ 


يستِفٌ عن سرقته» واا فلعلا أن سمت تَستَعِفٌ عن زناهاء وأما العّنىُ فلعلّهُ يعتبرُ فينفق 
ممًا أعطاه الله . متفق عليه » ولفظه e‏ 


۷ -_ (۱۹) وعنهء عن النبيّ اة قال: «بينا رجل بفلاةٍ من الأرض فسمعَ صوتاً 
في سحابة : اسقٍ حديقة قُلانٍ؛ فتنځى ذلك السَّحابُ فأفرغٌ ماءَهُ في حَرَة» فإذا شزجةٌ من 
تلك الشراج قد استوعبّتٌ ذلك الماع كل فتتبّمَ الماء فإذا رَجل قائم في حديقته» 1 
الماء 


يستعف عن سرقته) إما مطلقاً أو مدة الاكتفاء (وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها) 
وفيه إيماء إلى أن الغالب فى السارق والزانية أنهما يرتكبان المعصية للحاجة» وهو أحد 
معاني ما ورد كاد الفقر أن يكون كفراً (وأما الغنى فلعله يعتبر) أي يتعظ ويتذكر (فينفق 
ا افا الله) اعلم أنه إذا دفع الزكاة إلى فا فقيراً ثم ظهر أنه غني لا يعيدها 
خلافاً لأبي يوسف» ولكن لا يسترد ما أداه وهل يطيب للقابض إذا ظهر الحال لا رواية 
فيه واختلف فيه وعلى القول بأن لا يطيب يتصدق» وقيل: يرده للمعطي على وجه 
التمليك» ليعيد الأداء لأبي يوسف أنه ظهر خطؤه بيقين مع إمكان الوقوف على الصواب 
فصار كما لو توضأ بماء أو صلى في ثوب ثم تبين أنه نجس ولهما ما روي البخاري» 
عن معن بن يزيد قال: بايعت رسول الله ية أنا وأبي وجدي. وخطب علي [فانكحني] 
وخاصمت إليه وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بهاء فوضعها عند رجل في المسجد . 
فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال: والله ما إياك أردت فخاصمته إلى رسول الله ية فقال: 
باريد لك ا توت ولك ما اخديف يا معن اه وهو وإن: كان واقعة حال 0 
SS‏ ل و ا ل ل SSS‏ 
ما نويت يفيد المطلوب كذا حققه ابن الهمام (متفق عليه ولفظه للبخاري) أي ولمسلم 
معناه . 

۷ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (عن النبي ية قال: بينا) بأشباع الفتحة ألفاً أي بين 
أوقات (رجل بفلاة) أي بصحراء واسعة (من الأرض فسمع صوتاً في سحابة اسق) بقطع همز 
ووصله (حديقة فلان) وهي بستان يدور عليه حائط. وفلان كناية منه عليه الصلاة والسلام عن 
اسم صاحب الحديقة» كما سيأتي بيانه صريحاً (فتنحى ذلك السحاب) أي تبعد عن مقصده 
(فافرغ ماءه في حرة) وهي أرض ذات حجارة سود (فإذا شرجة) بسكون الراء مسيل الماء إلى 
السهلء من الأرض . (من تلك الشراج) بكسر الشين أي الواقعة في تلك الحرة (قد استوعبت) 
أي بالأخذ (ذلك الماء) أي النازل من السحاب الواقع في الحرة (كله) تأكيد (فتتبع) أي ذلك 
الرجل (الماء) أي أثره (فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء) أي من مكان إلى مكان من 


.1477 البخاري في صحيحه ۲۹۱/۳ حديث رقم‎ )١( 
وأحمد في المسند‎ .)۱۹۸١  45( حديث رقم‎ ۲۲۸۸/٤ الحديث رقم ۱۸۷۷: أخرجه مسلم في صحيحه‎ 


E 


r‏ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 


بمسحاته» و يا عبد الله ما اسمّك؟ قال : SS‏ 
هذا ما ا است حديقة لان اسيك ٠‏ فما تصغ فيها؟ قال: TE‏ 
فإني أنظرُ إلى ما يخر 1 ج منها فأتصدَّقٌ بثلثِه وآكلُ أنا وعيالي لث E REE‏ روأه 

)9١(- 4‏ وعنهء أنه سم النبيّ اة يقول: «إِنَّ ثلاث من بني إسرائيل: أبرص» 
وأقرّعَ» وأعمى . فَأرادَ اللّهُ أن يبتَِيَهُمْ؛ فبعتٌ إليهم ملكأ فأتى الأبرصٌ فقال: أي شىء 
أحبُ إليك؟ قال: لون حسنٌ» وجلدٌ حسنٌء وِيَذِهَبُ عنى الذي قد 


حديقته (بمسحاته) بكسر الميم وهي المجرفة من الحديد أو غيره. (فقال) أي الرجل (له) أي 
لصاحب الحديقة (يا عبد الله ما اسمك) أي المخصوص (قال فلان الاسم) بالرفع وقيل: 
بالنصب قال الطيبي: هو صرح باسمه لکن رسول الله مه كنى عنه بفلان» ثم فسر بقوله الاسم 
(الذي سمع في السحابة) ولعل العدول عن التصريح إلى الكناية للاشارة إلى أن معرفة الأسماء 
المبهمة في بعض المواضع» ليست من الأمور المهمة. (فقال له) أي للرجل (يا عبد الله لم 
تسألني عن اسمي؟ فقال إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه. يقول) أي ذلك الصوت 
يعني صاحبه للسحاب» وفي نسخة ويقول (اسق حديقة فلان لاسمك) قال الطيبي: أي قلت: 
أنا فلان لاسمك المخصوص ويدله فإن الهاتف صرح بالاسمء والكناية من السامع. (فما تصنع 
فيها) أي في حديقتك من الخيرء حتى تستحق هذه الكرامة (قال أما) بتشديد الميم (إذ قلت:) 
وفي نسخة إذا قلت (هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها) أي من زرع الحديقة وثمرها (فأتصدق 
بثلثه) بضمتين وسكون الثاني (وآكل أنا وعيالي ثلثاً وأرد فيها) أي وأصرف في الحديقة للزراعة 
والعمارة (ثلثه رواه مسلم). 

(وعنه) أي عن أبي هريرة (أنه سمع النبي كَل يقول: إن ثلاثة من بني إسرائيل 
أبرص وأقرع وأعمى) منصوبات على البدلية من ثلاثة (فأراد الله أن يبتليهم) أي يمتحنهم ليعرفوا 
أنفسهم» أي ليعرفهم الناس أو ليعلم تعالى أحوالهم علم ظهور كما يعلمها علم بطون قال 
الطيبي: هو خبر أن عند من يجوّز دخول الفاء في خبرها ومن لم يجوز قدر الخبر أي فيما 
ان ر رسن ا ی عليه بالخرية ن ان 
اه. يعني أن رفعها بتقدير أحدهم أبرص أو منهم أبرص (فبعث إليهم ملكأً) أي في صورة رجل 
مسكين كما دل عليه قوله الآتي في صورته وهيئته (فأتى الأبرص فقال) أي الملك (اي شيء 
أحب إليك) أي من الأحوال (قال لون حسن) كالبياض (وجلد حسن) أي ناعم طري (ويذهب 
عني) بالرفع كقوله أحضر الوغى وفي نسخة على صيغة المجهول» أي يزول عني (الذي قد 


الحديث رقم ۱۸۷۸: أخرجه البخاري في صحيحه 5٠0١/5‏ حديث رقم 474". ومسلم في صحيحه /٤‏ 
6 حديث رقم ( 1۰۔٤۹1(‏ 





کتاب ال زكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإساك ۳۳۱ 














دري النّاسٌ» قال: «فمسحه فذهبٌُ عنة قَذَّرُهُ وأعطيّ لوناً حسناً وجلداً حَستاً. 
قال: فاي المالٍ أَحَبُ إليك؟ قال: الإبل - أو قال: البقرُ » شك إسحاق لا َد 
الأبرصٌ والأقرعء قال أخدهما: الإبل» وقال الآخرٌ: البقرٌ. قال: فأعطِيّ ناقةً 
عشراءء فقال: بارك اللَّهُ لك فيها». قال: «فأتى الأقرعَ» فقال: أي شيءٍ أحبُ ' 
إليك؟ قال: شعرٌ حسنٌ» ويَذهبٌ عني هذا الذي قذ قذرني الناس». قال: «فمسكه؛ أ 
فذهبٌ عنه»» قال: «وأعطِي شَعْراً حسناً. قال: فأيُ المالٍ أحبُ إليكٌ؟ قال: البقر. أل 
فأعطِي بقرةٌ حاملاًء قال: بارك اللَّهُ لك فيها». قال: «فأتى الأعمى فقال: أي شيءِ 
أحبٌ إليك؟ قال: أَنْ يرد الله إليّ بصري› فأَبصِرٌ به الناس» قال: افمسخه؛ فرَدٌ 0 
اللّهُ إليه بَصرّه. قال: فاي المال أحبٌ إليك؟ قال: العم فأعطي شَاءً والداً. فأنتج أ١‏ 
دان وولد هذا؛ فكانَ لهذا واد منّ الإبلء ولهذا واد منّ البقرء ولهذا واد من " 
1 قال: «ثمٌ إِنّه أتى الأبرصٌ في 00 وهيئته» 





قذرني قذرني الناس) بكسر المعجمة أي كرهوا مخالطتي من أجله وهو البرص (قال) أي النبي ١‏ 
(فمسحه) أي الملك (فذهب عنه قذره) بفتحتين (وأعطى لوناً حسناً وجلداً حسئاً قال) أي إ٠‏ 
الملك (فأي المال أحب إليك؟ قال الإبل أو قال البقر شك إسحاق) قال الطيبي: هو 
إسحاق بن عبد الله أحد رواة هذا الحديث أقول والإوبل أرجح بقرينة قوله الاي فاعطني 3 
ناقة بصيغة الجزم (إلا أن الأبرص أو الأقرع) استثناء من الشك (قال أحدهما: الإبل وقال |“ 
الآخر البقر) أي لم يشك إسحاق في هذا بل في التعيين قاله في الطيبي (قال) أي النبي ١‏ 
(فأعطي) أي طالب الإبل لا الأبرص كما جزم به ابن حجر (ناقة عشراء) بضم العين ©“ 
وفتح الشين والمد التي أتى على حملها عشرة أشهرء ثم أطلق على الحامل مطلقاً (فقال) ٠‏ 
أي الملك (بارك الله لك فيهاء قال: فأتى الأقرع» فقال: أي شيء أحب إليك قال شعر >١‏ 
حسن) بفتح العين وتسكن (ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس» قال: فمسحه 9 
فذهب عنه قال وأعطي شعراً حسناً فقال فأيّ المال أحب إليك قال البقر فاعطي بقرة 
حاملاء قال بارك الله لك فيها قال فأتى الأعمى. فقال أي شيء أحب إليك قال أن يره !2 
الله إلي بصري فابصر) بالنصب والرفع (به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي ‏ 7 
المال أحب إليك؟ قال الغنم فاعطي شاة والداً) قيل: هي التي عرف منها كثرة النتاج 
وقيل: الحامل (فانتج) بصيغة الفاعل من الإنتاج قال الطيبي: هكذا الرواية» ومعناه تولى 
الولادة والمشهور نتج والناتج للابل كالقابلة للنساء وقال ابن حجر: أي استولد الناقة 
والبقرة. (هذان) أي الأبرص والأقرع (وولد) فعل ماض معلوم من التوليد بمعنى الإنتاج 
(هذا) أي الأعمى (فكان لهذا) أي للأبرص (واد من الإبل ولهذا) أي لدع (واد من 7 
البقر ولهذا) أي للأعمى (واد من الغنم قال) أي النبي كك (ثم إنه) أي الملك (أتى ٠‏ 
الأبرص في أي التي جاء الأبرص عليها أؤل مرة (وهيئته) قال الطيبي: ولا يبعد ٠‏ 





فق كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 


فقال: رجلٌ مسكينٌ قد انقطعث بيّ الحبالٌ في سفّريء فلا بَلاعَّ لي اليومَ إلا باللّهِ ثمّ بكَ. 
أسألّكٌ بالذي أعطاكَ اللونَ الحسنّ والجلدَ الحسنّ والمال» بعيراً أتبلّعُ به في سمّري. فقال: 
الحقوق كثيرةً. فقال: إِنّه كأني أعرِقُكَء ألم تكن أبرص يقدَّرّكَ الناسٌ» فقيراً فأعطاك الله 
مالا؟ فقال: إِنّما ورِئْتٌ هذا المالّ كابراً عنْ كابر» فقال: إِنْ كنت كاذباًء 


في الحجة عليه حيث جاءه في صورته التي تسبب في جماله» وحصول كثرة ماله. (فقال) أي 
له (رجل مسكين) أي أنا (قد انقطعت بي الحبال) أي الأسباب (في سفري) قال الطيبي: البا 
للتعدية قال: السيد جمال الدين: فيه تأمل لأن المعنى لا يساعد التعدية» والأصوب أن يقال 
الباء بمعنى من كما في قوله تعالى: #شرب بها عباد الله € [الإنسان -5]. اه. والأظهر أن 
الباء للسببية والملابسة. كما في قوله تعالى: «وتقطعت بهم الأسباب 4 [البقرة  ]٠١١‏ 
والحبال بكسر المهملة بعدها موحدة جمع الحبل وهو العهد والزمان والوسيلة» وكل ما ترجو 
فيه خيراً أو فرجاً أ أو تستدفع به ضرراً والحبل ههنا السبب فكأنه قال: (انقطعت بى الأسباب) 
وفي شرح الشيخ ابن حجر العسقلاني» أن الألسات الس و فى طلب اررق لمحف ر 
مسلم الحيال بالمهملة» والتحتانية جمع حيلة أي لم تبق لي حيلة ذكره السيد جمال الدين. 
وقال ابن الملك: وفي بعض نسخ البخاري الجبال بالجيم» وهو جمع جبل أي طال سفري 
وقعدت عن بلوغ حاجتي . (فلا بلاغ) أي كفاية (لي اليوم إلا بالله) أي إيجاداً وإمداداً (ثم بك) 
أ سا وإسعاداً وفيه من حسن الأدب» ما لا يخفى حيث لم يقل وبك وثم التراخى الرتبة 
والتنزل في المرتبة قال الطيبي : أمثال ذلك من الملائكة ليست أخباراً بل من معاريض الكلام» 
كقول إبراهيم [إني سقيم]. اه. وكقولهم #إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة * [ص ۔ 7؟] 
الآية (أسألك) أي مقسماً عليك أو متوسلاً إليك . (بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن 
والمال) أي الإبل (بعيراً) مفعول أسألك أي أطلب منك بعيراً (أتبلغ به في سفري) أي إلى 
مقصودي أو وطني (فقال الحقوق كثيرة) أي حقوق المال كثيرة علي ولم أقدر على أدائها أو 
حقوق المستحقين كثيرة فلم يحصل لك البعير» وقد أراد به دفعة وهو غير صادق فيه. (فقال 
إنه) أي الشأن (كأني أعرفك) ونكتة التشبيه المغالطة لتمكنه المكابرة (ألم تكن أبرص) أي قد كنت 
أبرص (يقذرك الناس) بفتح الذال أي يكرهونك ويستقذرونك وهو حال كقوله (فقيراً) أو هذا خبر 
ثان وهو الأظهر لقوله (فأعطاك الله) أي مالا أو جمالاً ومالاً (فقال إنما ورثت هذا المال كابراً) 
حال (عن كابر) أي كبيراً آخذاً عن كبير أو كبيراً بعد كبير والمعنى حال كوني أكبر قومي سنا 
ورياسة ونسباً وآخذاً عن آبائي الذين هم كذلك حسا ونعم من قال من أرباب الحال: 

كان الفتى لم يعر يوماً إذا اكتسى # ولم يك صعلوكاً إذا ما تموّلا 

وهذا من باب الاكتفاء فى الجواب» فإنه eS‏ 
آخر. (فقال) أي الملك (له إن كنت كاذباً) أو رد بصيغة الماضي لأنه أراد المبالغة في الدعاء 
- عليه كذا في فتح الباري» ووجهه غير ظاهر وقيل: ذكر أن دون إذا مع أن كذبه كان مقطوعاً 
ايه E‏ م وتصوير أن e‏ ا ا 


اه 








كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۳ 


فصيّركَ اللَهُ إلى ما كنت». قال: «وأتى الأقرعَ في صورته وهيئته» فقال له مثلَ ما قال لهذاء 
ورد عليه مثلّ ما رد على هذاء فقال: إِنْ كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت». قال: «وأتى 
الأعمى في صورته وهيئيه» فقال: رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيل» انقطعث بي الجبال في 
سفُري؛ فلا بلع لي اليو إلا بالل ثم بك . أسألكَ بالذي رد عليكَ بصرَّك شاة أتبلَعُ بها 
في سمّري . فقال : قذ كنت أعمى فر الله إليّ بصَريء فد ما شت ودغ ما شئت ؛ فوَاللّه 
لا أَجِهدُكَ اليوم بشيء أخذئّه للَه. فقال: أمسِك مالك فإِنّما ابتُليتُمْ؛ فقذ رضي عنك» 
سط على صاحِبِيَك». متفق عليه. 


)1١( 4۹‏ وعن أمّ يُجَيدِء قالث: قلتٌ: يا رسول اللا إِنَّ المسكينّ ليقف على 


مجرد الغرض والتقدير. اه. وفيه ما فيه والأظهر أنه عدل عن إذا كذبت إلى قوله إن كنت كاذباً 
بصيغة الماضي» وبالوصف الدال على المتصف بالكذب غالباً للاشارة إلى أن مثل هذا يستحق ٠‏ 
الدعاء عليه» ولا يبعد أن تكون إن بمعنى إذ كما قيل: في قوله تعالى: #وخافون إن كنتم ٠‏ 
مؤمنين € [آل عمران  ]١75‏ (فصيرك الله إلى ما كنت) من البرص والفاقة أي جعلك حقيراً 
فقيراً. (قال وأتى الأقرع في صورته) لم يقل هنا وهيئته اختصاراً أو اكتفاء (فقال له مثل ما قال 
لهذا) أي لهذاك (ورد عليه مثل ما رد على هذا فقال إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت) قال 
ميرك: فإن قلت: لم دخل الفاء في الجزاء وهو فعل ماض؟ قلت هو دعاء. اه. أي هذا في 
معنى الدعاء فلذا جاز دخول الفاءء وإن جعل خبراً يكون التقدير فقد صيرك الله. (قال وآتى ٠‏ 
الأعمى في صورته وهيئته» فقال رجل مسكين» وابن سبيل) أي مسافر (انقطعت بي الحبال في 7 
سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك. شاة أتبلغ بها في سفري 
فقال) اعترافاً وتحدثاً بنعمة الله (قد كنت أعمى. فرد الله إلي بصري فخذ ما شعت شئت ودع ما , 
شئت» فوالله لا أجهدك) بفتح الهمزة ة والهاء وفي نسخة بضم الهمزة وكسر الهاء أي لا أستفرغ ٠‏ 
طاقتي (اليوم بشيء) أي بمنع شيء (أخذته الله تعالى) كذا قاله الطيبي ولا يخفى أن هذا المعنى 
لا يناسب المقام بل الأولى» أن يقال معناه لا أشق عليك في رد شيء تطلبه مني» أو تأخذه من . 
مالي كما نقله الشيخ ابن حجر العسقلاني عن القاضي عياض» والله أعلم ذكره السيد جمال , 
الدين . (فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم) أي أنت ورفيقاك والمعنى اختبرتم هل تذكرون سوء 1 
حالتكم. وة دیع ارلا وتشكرون نعمة ریک حلم ارا . (فقد رضي عنك وسخط على ,. 
صاحبيك) بصيغة المجهول فيهما (متفق عليه) . 


۹ _ (وعن آم بجيد) بضم الموحدة وفتح الجيم» اسمها حواء بنت يزيد بن السكن 1 
(قالت: قلت: يا رسول الله إن المسكين) أي جنسه ويحتمل العهد (ليقف على 0 


الحديث رقم 6 : أخرجه أبو داود في السنن ۳٠۷/۲‏ حديث رقم 11717. والترمذي في السنن 57/7 
0 حديث رقم 516. والنسائي 47/0 حديث رقم ٤‏ .. وأحمد في المسند /٦‏ ۳۸۳. 











ا" وود لد نك ميد OS‏ 





ا 


ia N inka 


ae 


7 
72 
18 
3 
/ 
134 
4 
ا 
4 
8 












< مر معيو ب رک ا ر لبتي يد عر e‏ 


۳٤4‏ کتاب E‏ باب الإنفاق MG‏ الإمساك 


بابي حتى أستخييّ» فلا أجدٌ في بيتي ما أدفعُ في يدِه. فقال رسول الله ي : «ادفعي في 
يذه ولو ظلفا قا رواه أحمد» وأبو داود» والترمذيٌ» وقال: هذا حديثٌ حسنٌ 
١‏ 

e ETT Ts‏ کک 
يأكلة: فوَضْعَفةُ في رة انت 0 تقال تصدقواء i‏ الله 
فيكم . فقالوا: بارك اللَّهُ فيك . فذهبّ السَّائل» فدخلّ النبي يكل فقال: فيا أمّ سلّمة! هل 
عندكم شيءٌ ء أظعَمُه؟» فقالت: ا قالت العام اذهبي فأتي رسولَ الله ية بذلك 


اللحم . فذهبث» فلم تجذ في الكرّةٍ ة إلا قِطعةً مَروق فقال النبئ إلا : «فإِنٌ ذلك اللحمّ عاد 
مَروة لمّا لم تُعطوهُ السائل». رواه البيهقُ في «دلائل النبوّة . 


بابی) أي ويسأل شيئاً منى» ويكرر سؤاله عنى (حتى أستحيى) ولأجل أن الوقوف على الباب 
يفتح باب الحياء» وبسيف الحياء يحرم أخذ العطاء كان بعض أصحابنا من الفقراء يسأل على 
الأبواب» ويقول يا فتاح يا رزاق من غير أن يقف على الباب. (فلا أجد في بيتي ما ادفع) أي 
شيئاً أضع (في يده فقال رسول الله ي : ادفعي في يده) أي لا ترديه خائباً (ولو ظلفاً) أي ولو 
كان ما يدفع به ظلفاء وهو للبقر والشاة والظبي وشبهه بمنزلة القدم مناء يعني شيئا يسيرا وقوله 
(محرقاً) مبالغة (رواه أحمد وأبو داود والترمذي» وقال: هذا حديث حسن صحيح). 


٠‏ (وعن مولى لعثمان قال: أهدي لأم سلمة بضعة) بضم الباء وتكسر أي قطعة 
(من لحم) وهي مطبوخة (وكان النبي كله يعجبه اللحم) جملة معترضة (فقالت للخادم) وهو 
واحد الخدم يقع على الذكر والأنثى لجريه مجرى الأسماء وهو هنا أنثى لقوله (ضعيه) أي 
اللحم (في البيت لعل النبي ية يأكله فوضعته) أي الخادم (في كؤة البيت) بفتح الكاف وتضم 
أي في نقبه» وطاقه (وجاء سائل فقام على الباب فقال) أي السائل (تصدقوا) أي يا أهل البيت 
(بارك الله فيكم» فقالوا بارك الله فيك) فيه تعريض بالسؤال بلفظ الدعاء من السائل» والتعريض 
بهما من المسؤول (فذهب السائل فدخل النبي ية فقال يا أم سلمة عندكم) فيه تعظيم أو 
تغليبء أو التفات والاستفهام مقدر أي أعندكم (شيء أطعمه) أي آكله (فقالت نعم قالت 
للخادم اذهبي فأتي) أي فهاتي (رسول الله بء بذلك اللحم) بكسر الكاف ويفتح (فذهبت فلم 
تجد في الكوة إلا قطعة مروة) بسكون الراء أي حجر أبيض براق» وقيل: هي ما يقدح منه النار 
(فقال النبي ي فإن ذلك اللحم) بكسر الكاف وفتحها (عاد) أي صار (مروة لما) بكسر اللام 
وتخفيف الميم» وبفتح اللام وتشديد الميم. (لم تعطوه) أي منه (السائل رواه البيهقي في دلائل 
النبوّة) . 


الحديث رقم 188٠‏ : البيهقي في دلائل النبوة. 


NREL 


كتاب 8 0 باب الإتفاق وكراهية الإساك  Yo‏ 


0١‏ -(15) وعن ابن عباس رضي الله عنهّماء قال: قال النبئ لل : «ألا أخبركم 
بشرٌ الاس مَنزلا؟» قيلّ : نعم قال : «الذي ال باللّه ولا يُعطى به». رواه أحمد. 


)١11(- ۲‏ وعن أبى ذَرَء أنّه استأذنَ على عُثْمانَء فَأذِنَ له وبيده عصاهُ» فقال 
عُثْمانُ: يا كعب! إِنَّ عبد الّحمن تَوْفْىَ وتر مالآء فما ترى فيه؟ فقال: إِنْ كان يصلّ فيه 
حقٌ الله فلا بأسّ عليه. فرفمٌ أبو ذرٌ عصاهُ فضرب كعباًء 


<١‏ (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله عَكلةِ: ألا أخبركم بشر الناس منزلا؟) أي 
مرتبة عند الله (قيل: نعم) أي قالوا بلى (قال الذي يسأل بالله) على بناء المجهول (ولا يعطي) 
بصيغة المعلوم (به) أي بالله أو بهذا السؤال قال الطيبي : الباء كالباء في كتبت بالقلم» أي يسئل 
بواسطة ذكر الله أو للقسم والاستعطاف» أي بقول السائل أعطوني شيئاً بحق الله؛ وهذا مشكل 
إلا أن يكون السائل متهماً بحق الله ويظن أنه غير مستحق وقال ابن حجر : أي مقسماً عليه بالل 
استعطافاً إليهء وحملا له على الإعطاء بأن يقال له بحق الله اعطني» ANE‏ ريطو ملك 
شيئاً أي والصورة أنه مع قدرة علم اضطرار السائل إلى ما سأله وعلى هذا حمل قول الحليمي» 
أخذاً من هذا الحديث وغيره أن رد السائل بوجه الله كبيرة. اه. وفي نسخة يسأل بصيغة 
المعلوم فيقدر الذي في قوله ولا يعطي به (رواه أحمد). 


7 (وعن أبي ذر أنه استأذن على عثمان) أي للدخول (فأذن له وبيده عصاه) الواو 
للحال والضمير لأبي ذر (فقال عثمان: يا كعب) أي كعب الأحبار (إن عبد الرحمن) أي ابن 
عوف (توفي وترك مالا) أي كثيراً بحيث جاء ربع ثمنه ثمانين ألف دينار (فما ترى فيه) أي فما 
تقول في حق المال أو صاحبه» وهو الأظهر والمعنى هل تضر كثرة ماله في نقص كماله (فقال) 
أي كعب (إن كان) شرطية ويحتمل أن تكون مخففة (يصل فيه) أي ماله ووقع فيه أصل ابن 
حجر [فيها] فقال: أي في الأموال التي تركها. (حق الله فلا بأس عليه) أي لا كراهة فيه ولا 
نقص له (فرفع أبو ذر عصاه فضرب) أي بها (كعباً) ضرب تأديب حملاً على التهذيب قال 
الطيبي: فإن قيل: كيف يضربه وقد علم أنه ليس بكنز بعد إخراج حق الله منه؟ أجيب بأنه إنما 
ضربه لأنه نفى البأس بالكلية» وليس كذلك فإنه يحاسب ويدخل الجنة بعد فقراء المهاجرين أي 
بخمسمائة سنة وحاصلة أن المقام الأعلى هو صرف المال في مرضاة المولى» كما هو طريق 
أكثر الأنبياءء والأصفياء إلا أن فيه إشكالاً وهو أن كعباً أشار إلى هذا المعنى إجمالا بقوله لا 
بأس فإنه لا يستعمل إلا في الرخصة دون العزيمة» ومع هذا لا يظهر وجه الإهانة لا سيما في 
0 ة الخليفة ولعل أبا ذر غلت عليه الجذبة المؤدية إلى الضربة» وقد يجاب بأنه أراد بلا بأس 

نفي نفى الحرمة أو الكراهة كما هو اصطلاح الشافعية» والأوّل أظهر ولعل هذا الفعل وأمثاله مما 


الحديث رقم 4١‏ : أخرجه النسائي في السنن 5/ 41 حديث رقم 5559. والدارمي ۲/ ۲٠٠١‏ حديث رقم 


6 


الحديث رقم ۲ : أخر 





جه أحمد في المسند .1۳/١‏ 








۳۳٦‏ ءْ كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك 


0 زقال: س رسول الله كله يفول : هما أحبُ لو أن لي هذا الجبل ذهباً أَنفِقُه ويُتقبّلُ مني ادر 
| حلفي منه ست أُواقٌِ»» أَنشدُّكٌ بالل يا عثمانُ! أسمعتّه؟! ثلاث مرّاتِ» قال: نعمْ. رواه أحمد. 

1887 - (736) وعن عُقبَةَ بن الحارث» قال: صليتُ وراءَ النبيّ بي بالمدينة العصرّء 
فسلّمء ثم قام مُسرعاًء فتخطى رقاب الاس إلى بعض حجر نسائه. فرع الناسُ من 
سُرعتهء فخرج عليهم» فرأى أنّهم قذْ عجبوا منْ سُرعتّه؛ قال: «ذَكَرْتُ شيثاً منْ تبر عنينا 
فكرهتٌ أنْ يحبسّني» فأمرثٌ بقسمته». رواه البخاريٌ . وفي رواية له» قال: «كنتٌ حلفت 
في البيتٍ برا منّ الصَدَقة» فكرهتٌ أن أبيته». 

4٤4‏ -(15) وعن عائشةً [ رضي اللَّهُ عنها ]» أنّها قالث: كان لرسول الله يله 


عندى فى مرضه سنه دنانيرَ أو 


صدر عنه في جذبة حاله أمر عثمان» بعد ذلك بإخراجه من المدينة إلى ربزة”'' حتى توفي بها 
رضي الله عنهما ER‏ ا RCE‏ 
لعله جبل أحد أو غيره أ و أراد الجنس (ذهباً أنفقه) حال (ويتقبل مني أذر) مفعول أحب على حذف 
إن ورفع الفعل قاله الطيبي» أي أحب أن أترك. (خلفي منه ست أواقي) بتشديد الياء ويجوز 
تخفيفها وحذفها ولعله أحب ترك أقل من هذا المقدار للتجهيز والتكفين» أو لدين غائب (أنشدك 
بالله) أي أقسم به عليك (يا عثمان أسمعته) أي هذا الحديث (ثلاث مرات) ظرف لأنشدك أولا 
سمعته (قال نعم) وحاصله أن أبا ذر كان قائلاً بأن الفقير الصابرء وأفضل على ما عليه الجمهور 
خلافاً لمن قال إن الغني الشاكر هو الأفضلء» وأدلة الأوّلين أظهرء والتسليم أسلم والله أعلم. 
(رواة ااحجد) وكاة فيان داب الات أن يجمع بين الحديثين بقوله رواهما أحمد. 

1887 - (وعن عقبة بن الحارث قال: صليت وراء النبي بء بالمدينة العصرء فسلم ثم 
قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس) أي متوجهاً (إلى بعض حجر نسائه) بضم الحاء وفتح الجيم 
جمع حجرة (ففزع الناس من سرعته) أي من أجل اسراعه (فخرج عليهم) أي فرجع عليهم 
واطلع على ما لديهم (فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته) يعني وفزعوا من حالته (قال: ذكرت 
شيئاً من تبر عندنا فكرهت أن يحبسني) أي بمعنى تأخير قسمته عن مقام الزلفى» ويلهيني عن 
الحضور عند المولى كما في حديث البجانية أبي جهم . (فأمرت) أي أهل البيت (بقسمته رواه 
البخاري وفي رواية له قال كنت خلفت) بتشديد اللام أي تركت خلفي (في البيت تبرا من 
الصدقة فكرهت أن أبيته) بتشديد الياء أي أتركه حتى يدخل عليه الليل. 

64 (وعن عائشة إنها قالت: كان لرسول الله بيه عندي في مرضه ستة دنانير» أو 


)١(‏ في المخطوطة «ربده). 
الحديث رقم ۳ : أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۲۹۹ حديث رقم 1470. والنسائي في السنن ؟/ 
٤ 1‏ حديث رقم .٠۳٠١‏ وأحمد في المسند .۷/٤‏ 
٠‏ الحديث رقم 1884: أخرجه أحمد في المسند .1١4/7‏ 








كتاب الزكاة/ باب الإنفاق وكراهية الإمساك ۷ * 





1 
0 


سَبعةٌ فأمرني رسول الله كل أن أفرَمَهاء فشغلني وجَعْ نبي الله كل ثم سألني عنها «ما / 
فلك آل ال فل لا الل لقذ كانَ شغلّني وجعُكٌ. فدّعا بهاء ثم وضعَها > 
في كقّه» فقال: «ما ظن نبي اللّهِ لو لقي الله عر وجل وهذه عندَه؟!). رواه أحمد. ۰ 
6 (۲۷) وعن أبي هريرةً» أنَّ النبيّ ية دخل على بلالٍ» وعندَة صَبْرةٌ من : 
تمرء فقال: «ما هذا يا بلال؟» قال: شيءٌ أَدّخْرْنّهِ لِعَدِ. فقال: «أما تخشى أنْ ترى له غداً 
ا القيامة؛ أَنفِق بلالُ! ولا تخش منْ ذي العَرْش إثلالا». 
5 _ (۲۸) وعنهء قال: قال رسول الله بإ : «السخاء شّجرةٌ في الجنّهَء 





سبعة) بالتنوين وتركه (فأمرني رسول الله بي أن أفرقها) بالتشديد (فشغلني وجع رسول الله بي .. 
أي عن تفريقها (ثم سألني عنها) أي قائلاً (ما فعلت الستة أو السبعة) بالرفع قال الطيبي: وإذا . 

روي بالنصب كان فعلت على خطاب عائشة. اه. والتقدير ما فعلت بالستة أو السبعة يعني هل 
فرقتها أو ما فرقتها؟ (قالت لا والله) أي ما فرقتها ولعل وجه القسم تحقيق التقصيرء ليكون سببا . 
لقبول العذر. (لقد كان شغلني وجعك) أي عن تفريقها فدعا بها (ثم وضعها في كفه» فقال ما 
ظن نبي الله) وفي*نسخة بالإضافة (لو لقي الله عر وجل وهذه) أي الدنانير (عنده) أي ثابتة وباقية ٠.‏ 
قال الطيبي: أي هذه منافية لحال النبوّة. اه. يعني لكمالها (رواه أحمد). ۰ 


: (وعن أبي هريرة إن النبي بيه دخل على بلال وعنده صبرة) بضم الصاد وسكون‎ _ ٥ 
الموحدة أي كومة (من تمر فقال ما هذا) أي التمر (يا بلال قال شيء ادخرته لغد) أي اي ش‎ 
. في مستقبل من الزمان (فقال أما تخشى أن ترى له) أي لهذا الشيء أو التمر (غداً) أي يوم‎ 
: القيامة (بخاراً في نار جهنم) أي أثراً يصل إليك» فهو كناية عن قربه منها. (يوم القيامة) آي‎ 
" جميع زمانها أو هو تأكيد لغد (انفق بلال) أي يا بلال (ولا تخش من ذي العرش إقلالا) أي فقراً‎ 
. وإعداماء وهذا أمر إلى تحصيل مقام الكمال وإلا فقد جوز إدخار المال سنة للعيال» وكذا‎ 
. الضعفاء الأحوال قيل: وما أحسن موقع ذي العرش في هذا المقام» أي أتخشى أن يضيع مثلك‎ 
7 من هو يدبر الأمر من السماء إلى الأرض؟ . اه. أو ذو العرش كناية عن الرحمن كقوله تعالى:‎ 
#الرحمن على العرش استوى € [طه  0] أي أتخاف أن يخيب أملك ويقلل رزقك؟ من‎ 
٠ رحمته عمت أهل السماء والأرض والمؤمن والكافر والطيورء والدواب قال الطيبي: الذي‎ 
. يقتضيه مراعاة السجع أن يوقف على إقلالاً بالإسكان» أو يقال يا بلالا للازدواج كما قيل‎ 
. الغدايا والعشاياء أقول هذا من التكلف في السجع المنهي [عنه] في الشرع‎ 

A۸٦‏ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله کل : السخاء شجرة) أي كشجرة 
(في الجنة) لعل شبهه بها في عظمها وكونها ذات أغصان» وشعب كثيرة. اه. ويمكن أن يكون . 
صفة السخاء مصوّرة شجرة في الجنة» وقيل: جنس الشجرة الدنيوية نوعان» متعارف وهي شجرة . 


الحديث رقم :۱۸۸١‏ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ١١8/7‏ حديث رقم 1747. 
. الحديث رقم :۱۸۸١‏ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٤٠١/۷‏ حديث رقم 12۸۷١‏ . 


PTA `‏ كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





فمن كان سَحْيّاً أخلّ بمُضْن منها فلم يتركةُ العْضْنُ حتى يُدِخْلَّهُ الجنة. والشّحُ شجرةٌ في 
“.الئّار فْمَنْ كان شحيحاً أخذّ بعُضْن منهاء فلم يتركة العْضَنُ حتى يُدخْلَهُ النارً) . رواهما 
ر البيهقي في «شعب الإيمان». 


1841 - (19) وعن علي رضي الله عنه» قال: قال رسول الله يكل : «بادروا 
١‏ بالصدقة؛ فإنَّ البلاء لا يتخطّاها» . رواه رزين. 


)١( 1‏ باب فضل الصدقة 
1 الفصل الأول 


)١١( _ ٨۸‏ عن أبي هريرة» قال: قال رسول الله يَكِهِ: «من تصدَّقّ بعدل تَمرةٍ 





ا الثابت أصلها في الجنة وفرعها في الدنياء فمن أخذ بغصن منها في الدنيا أوصله إلى أصل 
١‏ الجنة في العقبى كما أشار إليه بقوله (فمن كان سخياً) أي في علم الله أو في الدنيا (أخذ بغصن 

0 ر منها) أي بنوع من أنواع السخاء ء (فلم يتركه الغصن) أي ولو آخر الأمر (حتى يدخله الجنة والشح) 
. أي البخل (شجرة في النار فمن كان شحيحاً أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار) 

1 ائ أوَلا (رواهما) أي هذا الحديث والذي قبله (البيهقي في شعب الإيمان) . 

: ۷ - (وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله يَية: بادروا) أي الموت أو 
أ المرض أو غيركم (بالصدقة) أي باعطائها للمستحقة» (فإن البلاء لا يتخطاها) أي لا يتجاوزها 
ر بل يقف دونها أو يرجع عنها قال الطيبي : تعليل للأمر بالمبادرةء وهو تمثيل قيل جعلت 

9 الصدقة والبلاء كفرسي رهان» فأيهما سبق لم يلحقه الآخر ولم يخطه والتخطي تفعل من 
الخطو. اه. . وفيه أنه يلزم منه أنه لا تدفع الصدقة البلاء الواقع وهو خلاف إطلاق ما ورد من 
.. أن الصدقة تدفع البلاءء ولذا قال الطيبي: والأولى أنه جعل الصدقة ستراً وحجاباً بين يدي 
ر المتصدق ولا يتخطاها البلاء حتى يصل إليه . (رواه رزين) . 


(باب فضل الصدقة) 


0 هي ما يخرجه الإنسان من ماله» على وجه القربة واجباً كان أو تطوّعاً سميت بذلك لأنها تنبىء 
/ ر عن صدق رغبة [صاحبها] في مراتب الجنات . أو تدل على تحقيق تصديق صاحبها في إظهار الإيمان . 


1 (الفصل الأوّل) 
/ 4 (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله بي : من تصدق بعدل تمرة) بفتح العين 


أ الحديث رقم ۱۸۸۷: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان بلفظ باكروا حديث رقم .۳٠٠۴۳‏ 


5 الحديث _ رقم 12886 . أخرجه البخاري فى صحيحه 7 ۸ حديث رقم 5٠‏ .و 
ل د 





NITE SE SEN N NN ع‎ r XIR ر 3 ر م ر و‎ ١ x o 5 E ر‎ E ر ا ر‎ 


كتاب الزكاة/ باب قشل ۲ الصدقة 








من كسب طَيّب» ولا يقبلُ الله إلا الطْيّبَء فإنَ الله يتقَبلُها بيمينه» ثم يربيها لصاحبها كما ا 





ا 

يرّبي أحذكم قَلْوّهُ حتى تكونّ مثلّ الجبل». متفق عليه . 1 
3 ر 

1 


ويكسر أي بمثلها صورة أو قيمة (من كسب) أي صناعة أو تجارة أو زراعة» أو غيرها ولوارثا 9 
وهبة. (طيب) أي حلال (ولا يقبل الله إلا الطيب) جملة معترضة بين الشرط والجزاء وفيه 4 
إشارة إلى أن غير الحلال غير مقبول وإن الحلال المكتسب يقع بمحل عظيم» وكان شيخنا |/ 
العارف بالله الولي الشيخ علي المتقي [رحمه الله] يحكي أن أحداً من الصالحين كان يكتسب ٠١‏ 
ويتصدق بالثلث؛» وينفق الثلث ويصرف الثلث فى المكتسب» فجاءه أحد من أرباب الدنيا 7 
وقال: يا شيخ أريد أن أتصدق فدلني على المستحق» فقال: حصل المال من الحلال» ثم انفق 
فإنه يقع في يد المستحق فألح عليه الغني فقال اخرج فإذا لقيت أحدا حن عليه قلبك فاعطهء 
فخرج فرأى شيخاً كبيراً أعمى فقيراً فاعطاه ثم مر عليه يوماً آخر فسمع أن الأعمى يحكي [إلى] 
من بجنبه أنه مر علي شخص بالأمس فاعطاني كذا وكذا فانبسطت وصرفت البارحة في الشرب 7 
مع فلانة المغنية» فجاء إلى الشيخ وحكى له بالواقعة ة فأعطاه الشيخ من دراهم كسبه درهماًء 4 
وقال له إذا خرجت من البيت فأوّل من يقع نظرك عليه فادفع الدرهم إليه» فخرج فرأى شخصاً / 
من ذوي ي الهيئات يظهر منه آثار الغني فخاف منه أن يعطيه لكن لما كان بأمر الشيخ عرض عليه _ 
ودفع إليه فلما أخذه رجع من طريقه وتبعه الغني إلى أن رآه دخل في خرابة وخرج من باب !/ 
آخرء ورجع إلى البلد فدخل وراءه في تلك الخرابة فلم ير فيها إلا حمامة ميتة فتبعه وأقسم ١‏ 


د 
N‏ 


عليه أن يخبره بما وقع له من الحال» فذكر أن معه أولاداً صغاراً وكانوا في غاية من المجاعة» 1 
فحصل له اضطراب فخرج دائراً فرأى الحمامة فأخذها لهم فلما حصل له من الفتوح رد ار 
الحمامة إلى مكانهاء فعرف تحقيق معنى كلام الشيخ . (فإن الله يتقبلها بيمينه) يدل على حسن | 
القبول ووقوع الصدقة منه» موقع الرضا على أكمل الحصول لأن الشيء المرضي» يتلقى 1 
ليم في ام و بره احا رة كني عن اة أي يزيد وها حت تقل في . 
الميزان (كما يربي أحدكم فَلْوَهُ) بفتح الفاء وضم اللام» وتشديد الواو أي المهر وهو ولد ار 0 
الفرس› وفي نسخة صحيحة بكسر الفاء وسكون اللام وهو لغة ففي القاموس› الفلو 0 

وكعدرٌ وسمو الجحش والمهر إذا فطما أو بلغا السنة. (حتى تكون) بالتأنيث أي الصدقة أو إلا 

ثوابها أو تلك التمرة (مثل الجبل) أي فى الثقل قيل : هذا تل ااي وه ان لات ١‏ 7 
زا درف انك افاس + هن قوله تا يمس ف لر مدي لمات 4 الغ 
7 المراد بالربا جميع الأموال المحرمات» والصدقات تقيد بالحلالات (متفق عليه) وفي ١‏ 

رواية النسائي إلا أخذها الو ا كانت تمرة فتربو في كف الرحمن» ولعل ر 
ذكر الوكين اومن بان هذا من فقيل وح وا كزهه وتان اهي عياف :لما كان ١‏ 


2 


ل 
= 0/7 حديث رقم (58 - .)٠١٠١‏ والترمذي في السئن 44/7 حديث رقم 111. والنسائي ٠/٩‏ 
۷ حديث رقم 59576. وابن ماجه ٥۹۰/۱‏ حديث رقم 70786 والدارمى ٤۸٥/١‏ حديث رقم آلآ 

قم بن قم 1910 والدارمي قم ر 

0. ومالك في الموطأ ؟/ ۹4٠‏ حديث رقم ١‏ من كتاب الصدقة. وأحمد في المسند ؟7/١58._‏ أ 


معدو بيصن ی ر 





و ر 


ر ر 











95 كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





۹ -_(۲) وعنهء قال: قال رسول الله ية «ما نقصَتْ صدقةٌ من مال» وما زاد 
الله عبداً بعفو إلا عِزَآء وما تواضعٌ أحدٌ لله إلا رفعَهُ الل . رواه مسلم. 


۰ --_(۳) وعنه» قال: قال رسول الله ية : «من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء 





الشيء الذي يرتضى يتلقى باليمين استعملت اليمين فى مثل هذا أقول: وهذا الحديث عند 
السلف من المتشابهات والله أعلم بحقيقة الحالات مع اعتقادنا التنزيه عن جميع أنواع التشبيه . 
8 - (وعنه) أي عن أبى هريرة (قال: قال رسول الله كله: ما نقصت صدقة) ما 
أثافية ومن في قولة من هال) زايدة أو تبخيضية أو اة اي 'ما:نقصت“ صدقة مالا أو يعفن 
غال و ا رعو هالا ريل ريك :أجاف ها سط منة بان رالرى اتح أو اة 
الجلية» أو بالمثوبة العلية. (وما زاد الله عبداً يعفو) أي بسبب عفوه عن شيء مع قدرته 
. على الانتقام (إلا عزا) قال الطيبي : فإنه إذا عرف بالعفو ساد» وعظم في القلوب وزاد عزه 
أو المراد عز الثواب» وكذا المراد من الرفع في قوله (وما تواضع أحد لله) بأن أنزل نفسه 
. عن مرتبة يستحقها لرجاء التقرب إلى الله دون غرض غيره (إلا رفعة الله) إما رفعة في الدنيا 
وإما رفعه في الأخرى قلت ولا منع من الجمع كما نقله النووي عن العلماء. (رواه 
مسلم). 
3 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله كَل : من أنفق زوجين) أي شفعاً 
٠‏ من جنس قال ابن الملك: الزوج يطلق على الاثنين وعلى الواحد منهما لأنه زوج من آخر وهو 
المراد هنا. اه. فالمراد من الزوجين الاثنان» من جنس واحد لا الصنفان كما توهم أبن حجر 
٠‏ فتدبر قال الطيبي: كدرهمين أو دينارين أو مدين من الطعام» وما أشبه ذلك وسئل أبو ذر في 
٠‏ بعض الروايات ما الزوجان قال فرسان أو عبدان» أو بعيران ويحتمل أن يراد التكرير والمداومة 
0 على الصدقة» وهو الأولى والمعنى أنه يشفع صدقته بأخرى. اه. ويمكن أن يراد بهما صدقتان 
إحداهما سرء والأخرى علانية لقوله تعالى: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية 
فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون € [البقرة - ]۲۷١‏ قيل أي صلاتين أو 
. صومين حملا للحديث على جميع أعمال البر» وهو بعيد جداً إلا أن يحمل على أن الصلاة 
والصوم النافلة للفقراء بمنزلة الصدقة للأغنياء (من شيء من الأشياء) أي الزوجان غير مقيد 





السنن ٣۳١/٤‏ حديث رقم ۲۰۲۹. والدارمي 587/١‏ حديث رقم 7 . ومالك فى الموطأ ۲/ 
۰ حديث رقم ٠۲‏ من كتاب الصدقة. وأحمد في المسند ۲/ .٠٠٠١‏ 


الحديث رقم :۱۸۹١‏ أخرجه البخاري في صحيحه /٤‏ حديث رقم ۱۸۹۷. ومسلم في صحيحه ۷٠١/۲‏ 
1 حديث رقم .)۱١۲۷ - ۸٥(‏ والنسائي في السنن ٩/۵‏ حديث رقم 1479. والدارمي ۲۱۸/۲ 
؛ُ حديث رقم 1407. ومالك في الموطأ 5 حديث رقم ٤٩‏ من كتاب الجهاد. وأحمد في 
4 المسند ؟557/7". 





كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 1 





في سبيلٍ الله ؛ دُعِيَ من أبواب الجنّةء وللجئّة أبوابٌ. فَمَنْ كانَ من أهل الصلاة دُعيَ من باب . 
الصلاةء ومن كان من أهل الجهادٍ دُعىَ من باب الجهادٍء ومن كان من أهل الصَّدّقة دعي من 
باب الصدقة» ومن كان من أهل الصيام دُعيَ من باب الرّيان» فقال أبو بكر: ما على من ذُعِيَ ٠‏ 


من تلك الأبواب من 





بصنف من الأصناف ونوع من الأنواع (في سبيل الله) أي في مرضاته من أبواب الخير» وقيل: 

مخصوص بالجهاد قال النووي: والأوّل أصح» وأظهرء يعني وأعم» وأتم» وأشهر فتدبر. | 
(دعي من أبواب الجنة) أي دعته الخزنة من جميع أبوابها رف تيه آنه علدا عملا يواد 

الأعمال يستحق بها الدخول من تلك الأبواب على أجمل الأحوال» ويمكن أن يكون التقدير . 
من أحد أبوابها لما سيجيء أن الصدقة لها باب ويقويه سؤال الصديق (وللجنة أبواب) أي ثمانية 

كما في الأحاديث الصحيحة قال الطيبى : ذكره استطراداً وفيه أن المناسبة ظاهرة جداً وهو أن ١‏ 
كد بات مها سك اب عادة من أنيات الطاعة بل اف علي عليه يله العنادة ونع + 
استكثر منها كلها بوصف الزيادة دعي من جميع الأبواب الواردة تكريماً لأرباب الوفادة» كما 

أشير إليه بقوله. (فمن كان من أهل الصلاة) أي ممن يكثر النفل ذكره الطيبي أو ممن يحسنها ٠‏ 
(دُعي من باب الصلاة) أي أوَلاً وهو أفضل الأبواب يعني قيل: يا عبد الله أدخل الجنة من هذا . 
الباب. (ومن كان من أهل الجهاد) أي يغلب عليه الجهاد (دُعي من باب الجهاد ومن كان من ' 
أهل الصدقة» دعي من باب الصدقة» ومن كان من أهل الصيام» دعي من باب الريان) أي من 
باب الصيام المسمى بباب الريان ضد العطشان قيل: وهو باب يسقى الصائم فيه شرابا طهورا . 
قبل وصوله إلى وسط الجنة ليزول عطشه. وقال الطيبي: إن كان اسماً للباب» فلا كلام وإلا 

فهو من الرواء بضم الراء وهو الماء الذي يروي يقال: روي يروي فهو ريان أي الصائم» :ر 
بتعطشه في الدنيا يدخل من باب الريان ليأمن العطش . اه. وروي الحاكم عن أبي هريرة قال: ٠.‏ 
قال رسول الله كلِ: إن للجنة باباً يقال له باب الضحى» فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين ٠‏ 
الذين كانوا يداومون على صلاة الضحى؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله ذكره'" ابن القيم في . 
الهدى»ء وجاء في حديث آخر باب التوبة وباب الكاظمين الغيظ» والعافين عن الناس وباب ٠‏ 
الراضين وجاء في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب» إنهم يدخلون من باب .. 
الأيمن قال عياض : ولعله الثامن”'' (فقال أبو بكر : ما على من دعي من تلك الأبواب من . 


+ حديث رقم‎ ١4١/١ هذا الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما ذكره السيوطي في الجامع الصغير‎ )١( 
: TY 
٠ ذكر الإمام عبد الرحيم بن أحمد القاضي في كتابه دقائق الأخبار في ذكر الجنة والنار ن ابن عباس‎ )۲( 
قال : للجنات ثمانية أبواب من ذهب مرصع بالجواهر مكتوب على الباب الأول :. لا إله إلا الله محمد‎ 
 نيذلا رسول الله. وهو باب الأنبياء والمرسلين والشهداء والأسخياء. والباب الثاني : باب المصلين‎ 


000000 يحسنون الوضوءء وأركان الصلاة. والباب الثالث : باب المزكين بطيب أنذ نفسهم. و ا ابع : باب = 





0 ْ 
١‏ ضرورةء فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلّها؟ قال: : انعم وأرجو أن تكونّ منهُم). 
١‏ متفق عليه. 
ا 0١‏ (4) وعنهء قال: قال رسول الله يكِهِ: «من أصبحَ منكم اليومَ صائماً؟» قال 
ا : أنا. قال : : ١فَمَنْ‏ تع منكم اليم جنازة؟) 
) ضرورة) ما نافية ومن زائدة وهي اسم ما أي لفن ضرورة واحتياج على من دعي من 
)| باب واحد من تلك الأبواب» إن لم يدع من سائرها لحصول المقصود وهو دخول 
| الجنة» وهذا نوع تمهيد قاعدة السؤال في قولهء. (فهل يدعى أحد من تلك الأبواب 
كلها؟) أي سألت عن ذلك بعد معر فتي بأن لا ضرورة ولا احتياج لمن يدعي من باب 
٤‏ واحد» إلى الدعاء من سائر الأبواب إذ يجھل مراده بدخول الجنة . (قال نعم) أي يكون 
ا يدعون من جميع الأبواب تعظيماً ض وتكريماً لهمء > لكثرة ة صلاتهم وجهادهم 
) وصيامهم : وغير ذلك من أبواب الخير. (وأرجو أن تكون منهم) لأنه رضي الله عنه کان 
ب جامعاً لهذه الخيرات كلها كما سيأتي في الحديث الآتي » وفي رواية قال أبو بكر: يا 
7 الله ذلك الذي لا توى بفتح الفوقية والقصر أي لا ضياع ولا هلاك ولا خسارة 
| (متفق ل ل لل لد 
| عن وفائدة ذلك إظهار تعظيمه : وتفخيمه . 








۸4۱ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله كل : من أصبح منكم اليوم 
صائماً؟) من استفهامية وأصبح بمعنى صار وخبره صائماًء أو بمعنى دخل في الصباح فتكون 
وا حال دن فر (قال أبو بكر أنا) يوقف عليه بالألف وأما وقفه بالنون المفتوحة 
١‏ فلحن عامي قال الطيبي : : ذكر أنا هنا للتعيين في الأخبار لا للاعتداد بنفسه» كما يذكر في مقام 
'] المفاخرة» وهذا هو الذي كرهه الصوفية وقد ورد اقل إنما آنا بشر مثلكم 4 [الكهف 1۰[ 
| اوا أنا من المتكلفين € [ص - 87] إلى غير ذلك وأما رده عليه الصلاة والسلام على جابر 
أ حيث أجاب بعد دق الباب» بأنا قائلاً أنا فلعدم التعيين في مقام الأخبار. اه. والحاصل أن 
١‏ قول آنا من حيث هو ليس بمذموم وإنما هو يذم باعتبار أخباره بما يفتخر به كقول إبليس «أنا 
خير منه © [الأعراف - ]١١1‏ ونحو ذلك من نحو أنا العالم وأنا الزاهدء وأنا العابدء بخلاف أنا 
لسر الحقير الد المدنت .وامثال ذلك“ (قال فمن تبع منكم اليوم جنازة) أي قبل الصلاة أو 





SE SPE OE 





ر = الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. والباب الخامس: باب من يقلع نفسه عن الشهوات 

)0 ويمنعها من الهوى. والباب السادس: باب الحجاج والمعتمرين. والباب السابع : باب المجاهدين. 
والباب الثامن: باب المتقين الذين يغضون أبصارهم عن الحرام ويعملون الخيرات من بر الوالدين 
وصلة الأرحام وغير ذلك. [ دقائق الأخبار ص ٤١‏ ]. 

) الخذيف رقم ١89١‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۷۱۳/۲ حديث زقم (۰۲۸/۸۷ 6٠١‏ 

)١( 4‏ _الحاكم في المستدرك .1٠٥/۲‏ 


ل 





YEY‏ كتاب ا ا الصدقة 





كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة EF ٠‏ 





قال أبو بكر: أنا. قال: «فْمَنْ أطعَمَ منكم اليومٌ مسكينا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن . 
عاد منكم اليم مريضا؟» قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله يكلِ: «ما اجتمَعْنَ في امرىء إلا / 
دخلّ الجنّةا . رواه مسلم . ۰ 

۲ (08) وعنهء قال: قال رسول الله ية : «يا نساء المسلمات! لا تَحْقِرَنُ جارةٌ ا 
لجارَتّها ولو فِرْسَنَ شاو . 





بعدها (قال أبو بكر: آنا قال فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ قال ابو بكر أنام جوا فول أنا 0 
كاية #وأنا أوَّل المسلمين ¢ [الأنعام - ]١57‏ وحديث أنا سيد ولد آدم”' ' ففيه رد لكراهة طائفة : 
هذا القول لكن إنما محلها إذا صدر عن إثبات النفس» ورعونتها وتوهم كمال ذاتها وحقيقتها ؟ 
كما صدر عن إبليس حيث قال (أنا خير منه) وأما حديث جابر ف فيا أتيت النبي بيه في 1 
دين كان على أبي ندققت الاب فقا من ذا؟ نفلت آنا قال آنا آنا كانه هيا فس 
كراهته له الاقتصار عليه المؤدي إلى عدم تعريفه نفسه ثم لو عرفه بصونه لما استفهمه» فسقط ١‏ 
ما ذكره ابن حجر من السؤال والجواب هنا من أصله والله أعلم (قال: فمن عاد منكم اليوم إ: 
مريضاً؟ قال أبو بكر أنا فقال رسول الله ية ما اجتمعن) أي هذه الخصال الأربعة المذكورة على ٠‏ 
الترتيب المذكورء في يوم واحد كذا قاله ابن الملك وكان الترتيب أخذه من الفاء التعقيبية» وهو ١‏ 
غير لازم إذ يمكن حمل التعقيب على السؤال كما ذكروا في ثم إنه قد يكون للتراخي» في ٠‏ 
السؤال أو التقدير إذا ذكرتم هذا فمن فعل هذا والحاصل أن هذه الخصال ما وجدت وحصلت ١‏ 
ف يوم واد (في امرىء إلا دخل الجنة) أي بلا محاسبة وإلا فمجرد الإيمان يكفي لمطلق ٠‏ 
الدخول أو معناه دخل الجنة من أي باب شاءء كما تقدم والله أعلم (رواه مسلم) . 


1 (وعته) أي عن أبى هريرة (قال: قال رسول الله : يا نساء المسلمات) قال ا( 
الطيبي: في إعرابه وجوه ثلاثة الأول نصب النساء وجر المسلمات» على الإضافة من باب اأ 
إضافة الموصوف إلى صفته» ويقدر عند البصرية موصوف أي نساء الطوائف المسلمات والثاني ا( 
ضم النساء على النداء ورفع المسلمات» على لفظه والثالث نصبه على محله (لا تحقرن) بفتح .أ 
حرف المضارعة وبالنون الثقيلة» أي لا تستحقر إهداء شيء أو تصدقه (جارة) أي فقيرة أو غنية ا 
منكن أو من غيركن وهي مؤنث الجارء وقيل جارة المرأة مرأة زوجها (لجارتها) أي لأجلها أ 
وإن كانت من الأكابر (ولو فرسن شاة) بكسر الفاء والسين أي ولو أن تهدى أو تصدق فرسن !؛ 
شاة» وهو لحم بين ظلفي الشاة وأريد به المبالغة أي ولو شيئاً يسيراً وأمراً حقيراً لقوله تعالى: ١أ‏ 
#إفمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره € [الزلزلة - ۷] ولأمره عر وجل بالإحسان إلى الجار بقوله: : 


.570٠مقر حديث‎ ۳٣/۱۱ أخرجه البخاري في صحيحه‎ )١( 


الحديث رقم 44۲ : أخرجه البخاري فى صحيحه ٠‏ . حديث رقم ۷ . ومسلم في صحيحه 1 
۲ حديث رقم (40 - . والدارمي في السئن ٤۸٤/١‏ حديث رقم151717. وأحمد في !أ 
المسند .٤)٠١ /٦‏ 





ان كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





۳ - (7) وعن جار وحُذيفةًء قالا: قال رسول الله يةِ: «كل معروفٍ صَدَقةً؛. 
شيئاً» ولو أنْ تلقى أخاك بوجه طليق». رواه مسلم . 

606 -(4) وعن أبي موسى الأشعري»› قال رسول الله کا : و «على كل مُسلم 
#والجار ذي القربى لجار الجنب a ٤‏ 00 لا بت احداكن 000 أو 


قالمع لا قن إحداكن هدية جارتهاء eS‏ 
واستجلاب القلوب بالعطية . (متفق ق عليه). 





۲۳ _ (وعن جابر وحذيفة قالا: قال رسول الله عه : کل معروف) أي ما عرف من 
. جملة الخيرات من عطية مال» أو خلق حسن أو ما عرف فيه رضا الله من الأقوال والأفعال. 
ا ل O‏ ظاهره يقتضي إن كلا من البخاري» 
7 ومسلم أخرجه من حديث جابر» وحذيفة معاً وليس كذلك فقد أخرجه البخاري من حديث 
جابر» رسعام من عدت ا و وديا يدي مره ادراد 
مسلم وأصل الحديث مع قطع النظر عن الروايتين (متفق تى عليه) . 
٠٤‏ _ (وعن أبي ذر قال: قال رسول الله بي : لا تحقرن) أي أنت (من المعروف شيئاً) 
: قال الطببي : المعروف اسم جامع» لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والإحسان إلى الناس وهو 
. من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لم ينكروه ومن المعروف النصفة وحسن 
. الصحبة مع الأهل» وغيرهم وتلقى الناس بوجه طلق. (ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) ضد 
. العبوس وهو الذي فيه البشاشة والسرورء فإنه يصل إلى قلبه سرور ولا شك أن إيصال السرور 
١‏ إلى قلب مسلم حسنة. (رواه مسلم). 

65 (وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله كَكِهْ: على كل مسلم) أي يجب 





: ۷ حديث رقم .2230٠١6  51(‏ وأبو داود في السنن 75/0 حديث رقم 4447. والترمذي 4/ 

5 حديث رقم ۱۹۷۰. وأحمد في المسند ۳/ .۳٤٤‏ 

.۲۷۳ وأحمد في المسند ه/‎ .)7177-١1414( أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ 77 حديث رقم‎ : ۱۸۹ ٤ الحديث رقم‎ ٤ 

1 68 حديث رقم (هه .)۱۰١۸‏ والنسائی ٦٤/٥‏ حديث رقم ۸ والدارمی ۳۹۹/۲ حديث 
رقم .۲۷٤۷‏ وأحمد في المسند 5946/4 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة ر 








صدّقةً). قالوا: فإِنْ لم يجذ؟ قال: «فليْعمَل بِيدَيهِ فِينقُمُ نفسَهء ويتصدَّقٌ». قالوا: فإِنْ لم 7 
يستطغ؟ ‏ أو لم يفعَل؟ .. قال: «فيُعِينُ ذا الحاجة المّلهوفَ». قالوا: فإِنْ لم يفعله؟ قال: / 
الفِيأمرٌ بالخيرا . قالوا: فان لم يفعل؟ قال: «فيُمِسِكُ عن الشَّرّ نه له صدقةً) . متفق عليه . 

5 9 (4) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله كلهِ: «كل سُلامي منّ النّاس ” 
عليه صدقةٌ كل يوم تطلْعْ فيه الشّمسُ: يَْدِل بين الائثين صدقة» ون الزجل .علق : 
دابته فِيَحمِلٌ 00 أو يَرفْعٌ عليها مَتاعه صَدقةٌ والكلمَةٌ الطيّبةٌ صدقةٌ وکل خطوّة ا 
يَخطوها إلى الصَّلاةٍ 





عليه (صدقة) أي شكراً لنعمة الله تعالى عليه (قالوا فإن لم يجد) أي ما يتصدق به (قال فليعمل ١‏ 
بيديه) أ لسع مالا يعمل يديه (فينفع نفسه) ويدفع ضرره عن الناس (ويتصدق) أي أن 7 
فضل عن نفسه (قالوا فإن لم يستطع أو لم يفعل) شك من الراوي أي فإن لم يقدر على العمل ١‏ 
(قال فيعين ذا الحاجة الملهوف) صفة ذا أي المتحير في أمره الحزين» أو الضعيف او ر 
المستغيث ثم إنه يحتمل أن تكون الإعانة بالفعل أو بالمال أو بالجاهء أو بالدلالة أو النصيحة أو ١‏ 
الدعاء . (قالوا فإن لم يفعله قال فبأمر بالخير) وهو يشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ١‏ 
والإفادة العلمية والنصيحة العملية (قالوا فإن لم يفعل قال فيمسك) أي نفسه أو الناس (عن ١‏ 
الشر) بالاعتزال وغيره (فإنه له صدقة) أي فإن الإمساك عن الشر له تصدق به على نفسه أو لأنه ٠‏ 
إذا أمسك عن الشر» كان له أجر كالتضدق (متفق عليه). ّْ 


7 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ب : كل سلامي) وهو بضم السين وهو ١‏ 
عظم الأصبع (من الناس) أي من كل واحد منهم (عليه) أي على كل سلامي» والمعنى على كل ١‏ 
واحد من الناس بعدد كل مفصل من أعضائه (صدقة) أوجب الصدقة على السلامي مجازاًء وفي ١‏ 
الحقيقة على صاحبه قال الطيبي: قيل: سلامي جمع سلامية وهي الأنملة من الأصابع» وقيل : 
واحدة وجمعه سواء ويجمع على سلاميات» وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان . 
والمعنى على كل مفصل من أعضائه صدقة شكر الله تعالى على أن جعل في أعضائه مفاصل» ؛' 
تقدر بها على القبض والبسط قيل: وخص مفاصل الأصابع لأنها العمدة في الأفعال قبضاً وبسطأ. : 
(كل يوم) بالنصب على الظرفية أي في كل يوم (تطلع فيه الشمس) صفة تخص اليوم عن مطلق ٠‏ 
الوقت» بمعنى النهار (يعدل) بالغيبة والخطاب بتقدير أن يعدل مبتدأ وقوله (بين الاثنين) ظرف له . 
والخبر (صدقة) أي عدله وإصلاحه بين الخصمين ودفعه ظلم الظالم» عن المظلوم صدقة. ٠‏ 
(ويعين الرجل) أي إعانته الرجل (على دابته) أي دابة الرجل أو المعين (فيحمل عليها) أي نفسه أو ٠‏ 
متاعه (أو يرفع) شك أو تنويع (عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة) أي مطلقاً أو مع الناس (صدقة . 
وكل خطوة) بفتخ الخاء المرة الواحدة وبالضم ما بين القدمين (يخطوها إلى الصلاة) أو ما في ٠‏ 


الحديث رقم 1845: أخرجه البخاري في صحيحه ١7/5‏ حديث رقم .۲۹۸٩‏ ومسلم في صحيحه ؟ 
8 حديث رقم .)1١١9-57(‏ وأحمد في المسند ۳۲۹/۲. 


i‏ كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 
صَدقةٌ فط الأذى عن الطريق ميدق ١‏ شق ل 


)1١(- ۷‏ وعن عائشة رضي الله عنهاء قالث: قال رسول الله يلةِ: «خَلِقَ كل 
e‏ من بني آدم على سنّينَ وثلاثمائة مفصل ؟ فمنْ كبر الله ود الا ومَلْلَ اللّهَ 
0 وَسَبّحَ الله واستغمرٌ الل وعرَّلٌ حجراً عنْ طريق الئّاس» أو شر أويعظماء أو اف 
) بمعروف» أو نهى عن مُنكرهء عَدَدَ تلكَ السبْينَ والثلاثمائة» فإِله يمشي يومَئدٍ وقذ رَحَْرِحَ 
أ نفسّه عن الثار» . رواه مسلم . 

)١١(- 4 ٠‏ وعن أبي ذَّرّء قال: قال رسول الله يِ: (إِنَّ بكل تسبيحةٍ صدقةء 
٠‏ وکل تكبيرة 
معناها من الطواف والعبادة وتشييع الجنازة وطلب العلم ونحوها (صدقة ويميط الأذى) أي يزيله 
, عن الطريق ا والعظم» والقذر وقيل: المراد أذى النفس عن نفسه أو عن الناس . (صدقة) 
وأي صدقة (متفق ق عليه) . 
( 17 (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله يَكِْهِ: خلق كل إنسان من بني 
4 آدم) بيان لافادة التعميم (على ستين وثلثمائة مفصل) بالإضافة وهو بكسر الصاد ويفتح ملتقى 
) العظمين في البدن. (فمن كبر الله) أي عظمه أو قال الله أكبر (وحمد الله) أي أثنى عليه أو 
)| شكره (وهلل الله) أي وده أ و كال O DO‏ عما لا E‏ 
| الصفات السلبية» أو قال سبحان الله (واستغفر الله) أي بالتوبة أو اللسان (وعزل) أي بعد ونحى 
(حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظماً) أو للضويع ولع فى كرك ذكر لجو الروك بحسن 
| الأدب. (أو أمر بمعروف. أو نهى عن منكر) أي باليد أو باللسان» أو بالإنكار بالجنان. (عدد 
تلك الستين) أي بعددها نصب بنزع الخافض متعلق بالاذكار» وما بعدها أو بفعل مقدر يعني 
م من فعل الخيرات المذكورة» ونحوها عدد تلك الستين . (والثلاثمائة) قال الطيبي رحمه الله : 
١‏ أضيف الثلاث وهي معرفة إلى مائة» وهي نكرة واعتذر بأن اللام زائدة فلا اعتداد بها 0 
:| إلى أن التعريف بعد الإضافة» كما في الخمسة عشر بعد التركيب لكان وجهان حسناً. | 

:: يعني فمن فعل الخير بعدد تلك المفاصل جزاؤه. ال E‏ 
.. نسخة بالمهملة قال في الأزهار: وكذا في شرح مسلمء > يمسي من الإمساء أو من المشي 
م وكلاهما صحيح . (يومئذ) أي وقت إذ فعل ذلك (وقد زحزح نفسه) أي أبعدها وتحلفا (عن 
النار) وفي نسخة على صيغة المفعول ورفع النفس والجملة حال (رواه مسلم) . 
1 4 (وعن أبي ذر قال: قال رسول الله بي : إن بكال تسبيحة صدقة وكل تكبيرة) 


:: الحديث رقم /ا189: أخرجه في صحيحه 1۹۸/۲ حديث رقم ۵٤(‏ ۔ .)۱٠١۷‏ 


١‏ الحديث رقم ۱۸۹۸ : أخرجه مسلم في صحيحه 14۷/۲ حديث رقم .)٠0٠١5  ٥۳(‏ وأحمد فى المسند 
ه/ . 











4 


ص وير 


5 








صدقةً» وكل تحمِيدَّةٍ صدقة» وكلٌ تهليلّة صدقة» وأمر بالمعروفٍ صدقةً» ونهي عن المنكر (' 


وة وفي بُضع أحدكم صدقة). قالوا: يا رسول اللّه ! أيأتي أحذنا شهوتّه ويكونٌ له فيها َ 
آجر؟ قال: «أرأي لر ود مها في حرام» أكانَ عليه فيه وِزْرٌ؟! فكذلك إذا وضعَّها في 


الحَلالٍ كان له أجرا. رواه مسلم. 


)1١(- 49‏ وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ككل : «نِعمَ الصّدقةٌ اللْفْحَةُ 





بالرفع على المبتدأ والخبر (صدقة) قال النووي: روي صدقة بالرفع على الاستئناف» وبالنصب ' 
عطف على اسم أن وعلى النصب يكون كل تكبيرة مجروراً فيكون من العطف على عاملين ٠‏ 


مختلفين › فإن الواو قامت مقام الباء . أه. وكذا قوله (وكل تحميده صدقة › وكل تهليلة صدقة) 
الخ قال الطيبي: جعل هذه الأمور صدقةء تشبيهاً لها بالمال فى إثبات الجزاء وعلى المشاكلة 
وقيل: إنها صدقة على نفسه (وأمر بمعروف صدقة) أسقط المضاف هنا اعتماداً على ما سبق 


ذكره الطيبي (ونهي عن منكر) وفي نسخة بصيغة المنكر (صدقة) أي صدقة على صاحبك ٠‏ 


بالنصحية وإرادة المنفعة سواء قبلها أم لا (وفي بضع أحدكم) بضم الموحدة الفرج أي في 3 


مجامعة أحدكم حلاله (صدقة) وقال الطيبي: البضع الجماع» وفي إعادة الظرف دلالة على أن 


الباء في قوله إن بكل تسبيحة صدقة؛ ثابتة وهي بمعنى في وإن نزعت عن بعض النسخ» وإنما ١‏ 


أعيدت لأن هذا النوع من الصدقة أغرب وقال ابن الملك: وإنما لم يقل ببضع أحدكم إشارة» 


إلى أنه إنما يكون صدقة إذا نوى فيه عفاف نفسه أو زوجته أو حصول ولد صالح. اه. وهو “ 


كذلك في نفس الأمر لكن الإشارة غير ظاهرة» ولعدم ظهور هذا المعنى. (قالوا) أي بعض 
الصحابة (يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته) أي أيقضيها ويفعلها (ويكون له فيها أجر) والأجر 
غير معروف في المباح (قال أرأيتم) أي اخبروني (لو وضعها) أي شهوة بضعة (في حرام أكان 
عليه فيه) أي في الوضع (وزر؟) قال الطيبي: أقحم همزة الاستفهام على سبيل التقرير بين لو 


. وجوابها تأكيداً للاستخبار» في أرأيتم (فكذلك) أي فعلى ذلك القياس (إذا وضعها في الحلال) 
وعدل عن الحرام مع أن النفس تميل إليه وتستلذ به أكثر من الحلال» فإن لكل جديد لذة ١‏ 


والنفس بالطبع إليها أميل والشيطان إلى مساعدتها أقبل» والمؤنة فيها عادة أقل. (كان له أجر) 
وفي نسخة أجراً بالنصب فالأجر ليس في نفس قضاء الشهوة بل في وضعها موضعها كالمبادرة 
إلى الإفطار في العيدء وكأكل السحور وغيرهما من الشهوات النفسية الموافقة للأمور الشرعية» 
ولذا قيل: الهوى إذا صادف الهدى» فهو كالزبدة مع العسل ويشير إليه قوله تعالى: ومن 
أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله 4 [القصص - ]5٠‏ هذا ما سنح لي وخطر ببالي والله 


أعلم . (رواه مسلم) . 


4 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كَلِ: نعم الصدقة اللقحة) بكسر اللام 





الحديث رقم ۱۸۹۹ : أخرجه البخاري فى صحيحه ۰ ۷ حديث رقم 0554. ومسلم في صحيحه ۲/ 


۷ حدیث رقم (٤۷۔‏ ۱۰۲۰). 


۳4۸ کتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 


الصّفي منحة» والشَّاةُ الصَّفىُ منحةً تعدو بإناء وتروح بآخرَّ). متفقٌ عليه . 

۰ (18) وعن أنس» قال: قال رسول لله ي : «ما مِنْ مُسلم يَخْرِسُ غرساء أو 
يزرَعٌ زَرْعاً فيأكل منه إنسانٌ أو طيرٌ أ بَهِيمَة؛ إلا كانث له صدقة». متفق عليه. 

)١149(- ١‏ وفي رواية لمسلم عن جابر: «وما سُرِقَ منه له صدقةً». 

)٠١(_ ۲‏ وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله اة : «غَفْرَ لامرأةٍ مُومِسَةٍ 


ويجوز فتحها أي الناقة ذات اللين القريبة العهد بالنتاج (الصفي) صفة اللقحة أي الغزيرة اللبن 
: (منحة) بكسر الميم أي عطية بالنصب على التمييز وقيل: على الحال والمنح اعطاء ذات لبن 
. فقيراً ليشرب مدة ثم يردها إلى صاحبهاء إذا ذهب درها“ وهو المعنى بقوله ية المنحة 
٠‏ مردودة» وقيل: أصلها أن تكون في العارية ثم سمى به كل عطية وقيل: بالعكس (والشاة 
: الضَّفي منحة تغدو) أي تذهب ملتبسة (بإناء وتروح بآخر) أي يحلب من لبنها ملء إناء وقت 
الغدوة» وملء إناء آخر وقت الرواح» وهو المساء والجملة صفة مادحة لمنحة أو استئناف 
جواب عمن سأل عن سبب كونها ممدوحة ولعل بعض أسخياء العرب» كانوا يذمون هذه 
العطية لأنها مخالفة لطبع الكرام على طريق السجية» فمدحها رداً عليهم بأن مالا يدرك كله لا 
يترك كله» وإن القليل له أجر جزيل وثناء جميل . (متفق عليه) . 

ش ٠‏ (وعن أنس قال: قال رسول الله كلهِ: ما من مسلم يغرس) بكسر الراء أي 
٠‏ يغرز”" (غرساً) بفتح الغين المعجمة ويكسر (أو يزرع زرعاً) أو للتنويع لا للشك ونصبهما على 
المصدرية» أو على المفعولية (فيأكل منه) أي مما ذكر من المغروس أو المزروع (إنسان) ولو 
بالتعدي (أو طير أو بهيمة) أي ولو بغير اختياره (إلا كانت له صدقة متفق عليه) قال الطيبي: 
“الرؤاية برقع الصدقة» على أن كانت تامة اه وق تسيفة بالنض علق أن الصعيو زاجم إلى 
المأكول وأنث لتأنيث الخبر. 

١‏ (وفي رواية لمسلم عن جابرء وما سرق منه له صدقة) أي يحصل له مثل ثوب 
تصدق المسروق» والحاصل أنه بأي سبب يؤكل مال المسلم» يحصل له الثواب وفيه تسلية له» 
بالصبر على نقصان المال فإن أجره بغير حساب. 

۲ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كَلِ: غفر لامرأة مومسة) بكسر الميم 


)١(‏ في المخطوطة «وردها». 

الحديث رقم :14٠١‏ أخرجه البخاري في صحيحه ٤۳۷/۱۰‏ حديث رقم .50١48‏ ومسلم في صحيحه ؟/ 
۹ حديث رقم (۱۲ ۔ 1507). والترمذي في السنن 575/79 حديث رقم 87" . والدارمي ؟/ 
۷ حديث رقم .7737١‏ 

(۲) في المخطوطة «يغرس». 

الحديث رقم ۱۹۰۱: أخرجه مسلم في صحيحه ۱۱۸۸/۳ حديث رقم( 1907). 

الحديث رقم 1907: أخرجه البخاري في صحيحه 509/5 حديث رقم ۳۳۲۱. ومسلم في صحيحه /٤‏ 
۰ حديث رقم .)۲۲٤١ -1١954(‏ 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 14م 





مرّث بكلب على رأس رَكئء يلْهّتُ كاد يقثُلّه الحطش› فترّعث حُمَها فأوثقّئْه بخمارهاء ٠‏ 
فنزعَث له من الماءء فَعٌفِرَ لها بذلك». قيل: إِنَّ لنا في البهائم أجراً؟ قال: «فی كل ذاتِ 1 
پد رَطبةٍ أجرٌ». متفق عليه . 


0 (1) وعن ابن عمرّء وأبي هريرةً» قالا: قال رسولٌ الله يكله: «عُذَّبتِ امرأةٌ 
في هِرَّةٍ أمسكثها حتى ماتث منّ الجوع. فلم تكن تُطمُهاء ولا ترسلّها فتأكل منْ حَشا ۰ 
الأرض». متفق عليه . 





الثانية وفتحها أي الفاجرة من الومس وهو الحكاك (مرّت بكلب) أي على كلب كائن (على 
رأس ركي) أي بئر وقيل بئر لم تطو (يلهث) يقال لهث الكلب» إذا خرج لسانه من العطش 
والتعب . (كاد يقتله العطش) أي قارب أن يهلكه (فنزعت خفها) أي خلعته”'' (فأوثقته) أي 
شدته (بخمارها) بدلاً من الحبل والدلو (فنزعت) أي جذبت بهما (له) أي للكلب (من الماء) 
أي ماء البئر (فغفر لها بذلك) تأكيد للخبر (قيل : إن( أي ائن (لنا في البهائم) أي في إحسانها . 
(أجراً قال في كل ذات كبد رطبة) أي حيوان (أجر) قيل : إن الكبد إذا ظمئت ترطبت وكذا إذا : 
ألقيت على النارء وقيل: هو من باب وصف الشيء بما يؤول إليه أي كبد يرطبها السقي» . 
ويصيرها رطبة وقد ورد كبد حرى تأنيث حران قال المظهر : في إطعام كل حيوان وسقيه أجر 
إلا أن يكون مأموراً بقتلهء كالحية والعقرب قال ابن الملك: وفي الحديث دليل على غفران ٠‏ 
الكبيرة من غير توبة؛ وهو مذهب أهل السنة قيل : وفي الحديث تمهيد فائدة الخير وإن كان 
يسيراً (متفق عليه) . 


(وعن ابن عمر وأبي هريرة قالا: قال رسول الله يي : عذبت امرأة فى هرة) أي . 
في شان ری وای ا ب ام أن ربا ابرا ری من الصيد 
(حتی ماتت) أ ي الهرة ة (من الجوع) قيل : هذه المعصية صغيرة» وإنما صارت كبيرة بإصرارها 
ذكره ابن الملك» وفيه أنه لا دلالة في الحديث على إصرارهاء ويجوز التعذيب على الصغيرة» 
كما في العقائد سواء اجتنب مرتكبها الكبيرة أم لا لدخولها تحت قوله تعالى: #ويغفر ما دون 
ذلك لمن يشاء 4 [النساء  ]٤۸‏ خلافاً لبعض المعتزلة فيما إذا اجتنب الكبيرة لظاهر قوله 
تعالی : #أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم 4 [النساء  ]۳١‏ وعنه أجوبة عند 
أهل السنة ليس هنا محلها (فلم تكن تطعمهاء ولا ترسلها فتأكل) بالنصب على جواب النفي 
(من خشاش الأرض) بفتح الخاء المعجمة ويجوز كسرهاء وضمها أي هوامها وحشراتها وفيه 
تفخيم أمر الذنب» وإن كان صغيراً. (متفق عليه). 





.47905 حديث رقم‎ ١47١/7 وأخرجه ابن ماجه في السنن‎ .)5١1817-161( حديث رقم‎ ٠ 
.٥٠۷ /۲ وأحمد في المسند‎ .۲۸۱٤ والدارمى 5777/7 حديث رقم‎ 





كتاب الز کا ب باب ل الصدقة 





٤‏ ۰-(۱۷) وعن أبي هريرةً» قال : قال رسو ل الله ا : «مَرّ رجل بصن شجرة على 
اليا فقال : لأنجِيّنّ هذا عنْ طريق المسلمينَ لا يُؤْذيهمْ» فأدجلّ الج . متفق عليه . 


٥ 1‏ _ (۱۸) وعنهء قال: قال رسول الله ب : «لقدْ رأيتُ رجلاً يتقأْبُ في الجنَةٍ 


١ 
وعن أبي بَرْرَةَ قال: قلت : يا نَبِيّ اللو! علْمْني شيئاً أنتفعٌ به قال:‎ )۱۹( _-- ۹ 1 
باقر الأذئ عنْ طريق المسلمينّ).‎ 





1 64 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله بلِهِ: مر رجل بغصن شجرة» على ظهر 
طريق) أي ظاهره لا في جنبيه (فقال لأنحينٌ) بتشديد الحاء أي لابعدن (هذا عن طريق 
:| المسلمين لا يؤذيهم) بالرفع على أنه استئناف فيه معنى التعليل أي لكيلا يؤذيهم (فأدخل) ماض 
١‏ مجهول (الجنة) بالنصب على أنه مفعول ثانء أي فنحاه فادخل الجنة كذا قدره بعضهم قال 
)| الطيبي رحمه الله: يمكن أن إدخاله الجنة بمجرد النية الصالحة. وإن لم ينحه وأن يكون قد 
| نحاه (متفق تی عليه). 


“٠‏ (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله : لقد رايت رجلاً يتقلب) 
ا أي يتردّد ويتنعم (في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق) في تعليلية أي 
0 وبسببها (كانت تؤذي الناس) أي يتأذون بها وفيه مبالغة على قتل المؤذي» وإزالته بأي 
بأ وجه يكون (رواه مسلم). 

( 7 (وعن أبي برزة قال: قلت : يا نبي الله علمني شيئاً انتفع به) روي مجزوماً جواباً 
اللأمر ومرفوعاً صفة لشيء» أي انتفع يعمله (قال: اعزل الأذى عن طريق المسلمين) قيل : هو 
؛)إمن كبار الصحابة» فنبه بأدنى شعب الإيمان على إعلاها أي لا تترك باباً من الخير. قلت: هو 
في المعنى كحديث المسلم» من سلم المسلمون من لسانه ويده وكحديث لا يؤمن أحدكم حتى 
)يحب لأخيهء ما اا ولذا قيل أي أذي نفسك أو الأذى هو هوى النفس فإنها معدنه 
ومنب قال بعضهم: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب» وفيه إيماء إلى أن الاحتماء أولى من 


س 
06 5 2 


4 ۱ حديث رقم (۱۲۷ ۔ .)١914‏ وابن ماجه في السنن ١١4/7‏ حديث رقم 747". وأحمد 
ّْ فى المسند 7/7 05". 


2 


“|الحديث رقم ۱۹۰٩‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲۰۲۱/۲ حديث رقم (119- .)۱۹۱٤‏ وأحمد في , 
4 المسند .٠١٤/۳‏ 

الحديث رقم 1١95١5‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲۱/۲ ٠‏ حديث رقم (۱۳۱ -5118): وابن ماجه في 
ْ 0 ۲ حديث رقم 741. وأحمد في المسند 477/4. 


جم e‏ عي ا لعا يح عي يه ويه 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة لما 





رواه مسلم. 
وسنذكرٌ حديتٌ عَديٌ بن حاتم : «اتقوا الئَّارَا «باب علامات النْبرّة) إن نا الله 1 
٤ 59‏ 
الفصل الثانى 
اللصلط عو عراسي د قال : لما قدِمَ النبيُ ي المدينة» + جئت» فلمًا: 
تبنت وجهه» عرفت أن وجه اليس بوه كذَّاب. فكانٌ أوّلَ ما قال ايا أيّها التاس ! أفشرا - 


السّلامء واف الطعامً؛ وصلوا الأزحامء la‏ بالليل والنَّاسُ نيامٌ؛ تدخلوا الجنَةً + 
يساوم . رواه الترمذی› وابنْ ۲ ماجه» والدارميّ . 





استعمال الدواء والتخلية مقدمة على التحلية» بل مقدمة للتحلية. (رواه مسلم وسنذكر حديث ٠‏ 
عدي بن حاتم [رضي الله عنه] ات تقوا النار) تمامه ولو بشق تمرة أي بنصفهاء » والمعنى ادفعوها ٠‏ 

عن أنفسكم بالخيرات» ولو كان الاتقاء بتصدق بعض تمرة يعني لا تستقلوا شيئاً من العاف 
فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة أي يطيب بها قلب المسلمء أو بكلمة من كلمات الأذكار فإنها ٠‏ 
بمنزلة صدقة الفقير (في باب علامات النبوّة» إن شاء لله تعالى) أي في ضمن حديث طويل ‏ 
مدي مذكور في اباب لكن لفظه فمن لم يجد فبكلمة طية وكان صاحب المصايح أني يعض | 
الحديث أو بحديث مستقل هنا مناسبة لهذا الباب فعده المؤلف من باب التكرار فاسقطه واكتفى ٠|‏ 
بذكره في ذلك الباب والله أعلم بالصواب. 


(الفصل الثاني) 

1۹۰۷ لف عبد اهرين اام فال : لما قدم النبي يله المدينة جئت) أي إليه لاطلع عليه , 
وأسلم لديه (فلما تبينت وجهه) أي أبصرت وجهه ظاهراًء وقيل: تأملت وتفرست بإمارات ٠‏ 
لائحة في سيماه وأصل معناه تكلفت في البيان. (عرفت أن وجهه» ليس بوجه كذاب) بالإضافة 1 
وينرّن أي بوجه ذي كذب فإن الظاهر عنران الباطن (فكان أول ما قال) بالرفع وينصب (يا أيها يها ٠|‏ 
الناس) خطاب العام بكلمات جامعة للمعاملة مع الخلق والحق (أفشوا السلام) أي أظهروه أ 
وأكثروه. على من تعرفونه وعلى من لا تعرفونه(أوأطعموا الطمام) أي لنحو المساكين والأيتام ٠‏ 
(وصلوا الأرحام) أي ولو بالسلام (وصلوا بالليل) أي أوّله وآخره (والناس نيام) لأنه وقت الغفلة ٠‏ 
فلأرباب الحضور مزيد المثوبة» أو لبعده عن الرياء والسمعة (تدخلوا الحنة بسلام) أي من الله ٠‏ 
أو من ملائكته من مکروه» أو تعب ومشقة (رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي) . 


0 


۹ 


عاها رر ر 


کک 





الحديث رقم ۱۹۰۷ : أخر جه الترمذي فى السنن 077/5 حديث رقم 65 ". وابن ماجه ٤٤۳/۱‏ حدیٹ .۰ 


رقم .١١١١‏ والدارمي ٤٠٠٥/١‏ حديث رقم .١157٠‏ وأحمد في المسند .40١/6‏ 


oY‏ كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





۸ _-(۲۱( وعن عبدٍ الله بن عمروء قال: قال ل الله علد : «اعبدوا الرحمنّ» 
وأطعموا الطعامء وأفشوا السّلامَء تذخلوا الجنّةَ بسلام». رواه الترمذي» وابنُ ماجه. 


۹--(۲۲) وعن أنس» قال: قال رسول الله اة : «إِنَّ الصدقة لتُطفَىءٌ غضبّ 
الوب وتدفع مِيِتَةَ السُوءِ». رواه الترمذيّ . 





۸ -_ (وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ككل : اعبدوا الرحمن) أي الذي 


٠٠‏ علمكم القرآن (وأطعموا الطعام) أي للخاص والعام (وافشوا السلام) أي للانام (تدخلوا الجنة 
0 بسلام) أي في خير مقام (رواه الترمذي وابن ماجه) . 


1۹۰۹ (وعن أنس قال: قال رسول الله له : إن الصدقة لتطفىء غضب الرب› وتدفع 


ع ميتة السوء) أي لتمنع من إنزال المكروه والبلاء في الحال» وتدفع سواء الخاتمة في المآل 
٠‏ والميتة بالكسر أصلها موتة فقلبت واوها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وهي الحالة التي يكون 
: عليها الإنسان في الموت والسوء» بفتح السين ويضم والمراد ما لا تؤمن غائلته ولا تحمد 


عاقبته كالفقر المدقع والوصب الموجع› والأغلال التي تفضى به إلى كفران النعمة ونسيان 
الذكر» وقيل: موت الفجأة والحرق» والغرق والتردي والهدم ونحو ذلك وفي حاشية ميرك قال 


٠‏ الشارح: الأوّل المراد بالميتة السوء الحالة التي يكون عليها عند الموت كالفقر المدقع, 
' والوصب الموجع والألم المفلق والإغلال التي تفضى إلى كفران النعمة» والأهوال التي تشغله 
٠‏ عماله وعليه وموت الفجأة التي هو أخذة الأسف ونحوها. وقال الطيبي: نقلاً عن المظهرء 
1 أراد به ما تعرّذ منها رسول الله ية في دعائه اللهم إني أعوذ بك من الهدم»› وأعوذ بك من 


التردي» ومن الغرق والحرق والهرمء وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت» وأعوذ 


3 بك من أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك من أن أموت ا قال: ويجوز أن يحمل 
١‏ إطفاء | لغضب على المنع» و ل ا ء إلا الصدقة 


وموت السوء على سوء الخاتمة» ووخامة العاقبة من العذاب فى الآخرة كما ورد الصدقة تطفىء 
الخطيئة» وقد سبق أنه من باب إطلاق السبب على المسبب» وقد تقرر أن نفي المكروه لإثبات 


ضده أبلغ من العكس فكأنه نفي الغضب وأراد الرضاء ونفي الميتة السوء وأراد الحياة الطيبة في 
4 الدنيا والجزاء الحسنى في العقبى» وعليه قوله تعالى: [فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم 
0 بأحسن ما كانوا يعملون * [النحل] (رواه الترمذي) . 


الحديث رقم 4 أخرجه الترمذي في السنن ۲٣۳/٤‏ حديث رقم .۱۸٥١‏ وابن ماجه ٠١۱۸/۲‏ 


حديث رقم ٤‏ . 


( الحديث رقم 1۰۹ : أخرجه الترمذي ف في السنن ۳ حديث رقم ا 


0 ناه والنسائى وأحمد. 


يك ب سر لا ررد بكي لل خدج كي يتان 2 مره ريد مور الي ET E DEE SEE E PSO‏ ويا بصي را 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة Yor‏ 


TS 


ن 4 داب إن ماجها في المنن. E‏ ا ۶ 





۰-(۲۴) وعن جابرء قال : قال رسول الله الا : كل معروفٍ صدّقة. وإِنْمنّ 1 
المعروف أن تَلْقَى أخاكٌ بوجو طَلْق» وأنْ تفرع من دلوك في إناء أخيك» “زواة احم والترجدي: ١‏ 

٠ وعن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله لا : «نَبِسُمُكٌ في وجه أخيك‎ )۲٤( _- ١ 
صدقة» وأمذك بالمغرؤف صدقةء ونهيْكٌ عنٍ المنكرٍ صدّقةٌ» وإزشادك الرّجلَ في أرض‎ 
الصَّلالٍ لك صدقةٌء ونصرك الرّجلّ الرّديءَ البصر لك صدَّقةٌ وإماطتّكٌ الحجرّ والشَّوْكُ‎ 
والعظعَ عن الطريقٍ لك صدّقةٌ وإِفْراعُكَ من دَلُوكُ في دَلُو أخيكٌ لك صدَقَةً. رواه‎ 
الترمذيٌ» وقال: هذا حديث غريب.‎ 


۲ (768) وعن سعد بن عبادة» قال: يا رسول الله! إِنَّ أَمّ سعدٍ ماتت» فأيّ | 


۰ (وعن جابر قال: قال رسول الله كل : كل معروف) أي في الشرع أو كل إحسان ش 
إلى نفسك أو غيرك (صدقة وإن من المعروف) أي من جملة أفراده (أن تلقى أخاك) أي المسلم ١‏ 
(بوجه) بالتنوين (طلق) بفتح الأوّل وسكون الثاني وقيل بتثليث الأول وسكون ثانية» وبفتح 
وكسر ويقال طليق أي ضاحك مستبشر. (وإن تفرغ) من الإفراغ أي تصب (من دلوك) أي عند 
استقائك (في إناء أخيك) لئلا يحتاج إلى الاستقاء أو لاحتياجه إلى الدلو والدلاء (رواه أحمد 
والترمذي) أي من طريق محمد بن المنكدر عن جابر قال الترمذي: حسن صحيح كذا نقله 
الجزري وفي كثير من نسخ الترمذي» حسن فقط وليس في سنده غير المنكدر بن محمد بن 
المنكدر قال الذهبي : فيه لين» وقد وثقه أحمد كذا ذكره ميرك. 

١‏ (وعن أبى ذر قال: قال رسول الله كل : تبسمك فى وجه أخيك) أي على وجه 
الانبساط (صدقة) أي إحسان إليه أو لك فيه ثواب صدقة (وأمرك بالمعروف» صلقة ونهيك عن 
المنكر صدقة) والصدقات مختلفة المراتب (وإرشادك الرجل فى أرض الضلال) أضيفت إلى 
الضلال كأنها خلقت لهء وهي التي لا علامة فيها للطريق فيضل فيها الرجل. (لك صدقة) زيد ١‏ 
لك في هذه القرينة والتي بعدها لمزيد الاختصاص (ونصرك) أي إعانتك (الرجل الرديء البصر) ٠‏ 
بالهمز ويدغم أي الذي لا يبصر أصلاً أو يبصر قليلاً (لك صدقة) وضع النصر موضع القياد 


مبالغة في الإعانةء كأنه ينصره على كل شيء يؤذيه (وإماطتك) أي إزالتك (الححر والشوك ٠:‏ 


والعظم) أي ونحوها (عن الطريق) أي طريق المسلمين (لك صدقة قة وإفراغك) أي صبك (من ٠.‏ 
دلوك ذف في دلو أخيك) أي بعض الماء (لك صدقة) فكيف إذا لم يكن لأخيك دلو؟ أو أعطيته ماء 
9 (رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب). 


۲ (وعن سعد بن عبادة قال : يا رسول الله إن آم سعد) أراد به نفسه (ماتت فأي 
الحديث رقم :19٠١‏ أخرجه الترمذي في السنن ۳٠٠/٤‏ حديث رقم .141١‏ وأحمد في المسند / .٠٤٤‏ 


الحديث رقم :١191١‏ أخرجه الترمذي في السنن ۲۹۹/٤‏ حديث رقم 1905. 3 
الحديث رقم ۲ : آخرجه أبو داود في السنن ۲ حديث رقم ۱٣۷۹‏ . والنسائي ۲٥٤/٣‏ حديث 7“ 


ال ل ا ل 


ot‏ اګ ش كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 


aad هو كد‎ N وهو‎ A ka 


OS‏ نی عام تت 


ES ET 





الصدقة أفضلٌ؟ قال : «الماء» فحفرٌ بترأء وقال: هذه لام سعدٍ. رواه 5 داود» والنسائي . 


۳ -(735) وعن أبي سعيدٍء قال: قال رسول الله يكلِ: «أيّما مسلم كسا مُسلماً 
ثوباً على عُزي؛ كساة الله من حُْضْرٍ الجنَةٍ . وآيْما مسلم أطعمَ مُسلماً على جوع؛ أطعمَة 
الله من ثمار الجنّة. . وأيُما مسلم سّقا مسلماً على اء سقاه اللّهُ من الرّحِيقٍ المختوم». 





الصدقة أفضل) أي لروحها (قال الماء) إنما كان الماء أفضل لأنه أعم نفعاً في الأمور 
الدينية والدنيوية خصوصاً في تلك البلاد الحارة» ولذلك من الله تعالى بقوله: #وأنزلنا من 
السماء ماء طهوراً ¢ [الفرقان - ]٤۸‏ كذا ذكره الطيبي وفي الأزهار الأفضلية من الأمور 
النسبية وكان هناك أفضل لشدة الحر والحاجة وقلة الا أي سعد وفي نسخة 
صحيحة قال أي الراوي» عن سعد فحفر (بئراً) بالهمز ويبدل (وقال) أي سعد (هذه) أي 
هذه البئر صدقة (لأم سعد رواه أبو داود والنسائي) قال ميرك: روي أبو داود من طريق إبي 
إسحاق السبيعي عن رجل عن سعد ابن عبادة بهذا اللفظ ففيه رجل مجهول» وروي هو 
الفا من طرين سعيد ب السييية إن سعداً وهو ابن عبادة أتى النبي َة فقال: أي 
الصدقة أعجب إليك قال: الماء ومن هذا الطريق أخرجه النسائي أيضاً وقد رواه ابن حبان 
أيضاً من هذا الطريق ثم أخرج أبو داود من طريق سعيد بن المسيب» والحسن البصري 
كلاهما عن سعد بن عبادة نحوه وهذا إسناد منقطع فإن سعيداً والحسن» > لم يدركا سعد بن 
عبادة . 


٣۳‏ _ (وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله ل : أيما مسلم) ما زائدة وأي مرفوع على 
الابتداء (كسا) أي ألبس (مسلماً ثوباً على عري) بضم فسكون أي على حالة عرى أو لأجل 
عرى .2 أو [لدفع عرى] وهو يشمل عرى العورة» وسائر الأعضاء (كساه الله من خضر الجنة) أي 
من ثيابها الخضرء جمع أخضر من باب إقامة الصفة مقام الموصوفء. وفيه إيماء إلى قوله 
تعالى: ل Im IC‏ 
المنذري ولا منافاة . (وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع فأطعمه الله من ثمار الجنة) فيه إشارة 
إلى أن ثمارها أفضل أطعمتها (وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ) بفتحتين مقصوراً وقد يمد أي 
عطش (سقاه الله من الرحيق المختوم) أي من خمر الجنة أو شرابها والرحيق صفوة الخمر 
والشراب الخالص» الذي لا غش فيه» والمختوم هو المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه. 
ولم يصل إليه غير أصحابه» وهو عبارة عن نفاسته وقيل: الذي يختم بالمسك مكان الطين 
ا م ل ا ا 0 
يجدون منه في الطعم رائحة المسك من قولهم ختمت الكتاب» أي انتهيت إلى آخره. أه. وفيه 
إيماء إلى قوله تعالى: ا ا NCES‏ 





الحديث رقم :191١"‏ أخرجه أبو داود في السنن 7١54/7‏ حديث رقم 1587. والترمذي في السنن 4/ 
5 حديث 4 کک N‏ 


Xi 


0 E حدیث‎ E والدارمي ف ان‎ e 


كتاب 5 باب قر الصدقة oo‏ 





رواه أبو داود» والترمذي. 

)۲۷(_-٤‏ وعن فاطمةٌ بنتِ قيس» قالت: قال رسولٌ الله ية : «إِنّ في المالٍ 
لَحمَّاً سوى الزكاة» ثم تلا: «ليس البَرّ أن َوَلُوا وُجِوهكُمْ قِبَلَ المَهْرِقٍ والمَغرب 4 الآية. 
رواه الترمذي» e‏ والدارمي . 

)١184(- 6‏ وعن بُهَيْسةَ» عن أبيهاء قالت: قال: يا رسول الله! ما الشيءٌ الذي لا 
ل قال : «الماء) . 





والمعنى الأخير هو الذي عند أرباب الذوق فإن ختم الأواني» بمعنى منعها لايلائم مقام الجنة 
الي لا مقطوعة ولا ممنوعة؛ وفيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من خمر لذة للشاربين» وفيها 
ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. (رواه أبو داود والترمذي) . 

٤‏ _ (وعن فاطمة بنت قيس قالت: قال رسول الله بلا : إن في المال لحقاء ستو 
الزكاة) وذلك مثل أن لا يحرم السائل والمستقرض» وأن لا يمنع متاع بيته من المستعير كالقدر 
والقصعة وغيرهماء ولا يمنع أحداً الماء والملح والنار كذا ذكره الطيبي وغيره والظاهر أن 
المراد بالحق» ما ذكره في الآية المستشهد بها غير الزكاة من صلة الرحمن والإحسان إلى اليتيم 


والمسكين» والمسافر والسائل وتخليص رقاب المملوك بالعتق ونحوه. (ثم تلا أي قرأ ' 


اعتضاداً أو استشهاداً ([ليس البر]) بالرفع والنصب إن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب» 
الآية”"“ أي #ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآنى المال على 
حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى 
الزكاة € [البقرة ‏ 1171] قال الطيبي [رحمه الله]: وجه الاستشهاد أنه تعالى ذكر إيتاء المال في 
هذه الوجوه» ثم قفاه بإيتاء الزكاة فدل ذلك على أن في المال حقاً سوى الزكاة قيل: الحق 
حقان» حث يوجبه الله تعالى على عباده حق يلتزمه العبد على نفسه الزكية الموقاة من الشح 
المجبول عليه الإنسان. اه. وهذا مستفاد من قوله تعالى: «الموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) 
[البقرة ‏ /ا/١١]‏ يعني إذا عاهدوا الله بطريق النذر الموجب للوفاء به شرعاء وبالالتزام العرفي 
السلوكي المقتضى وفاءه مروءة وعرفاً. (رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي) قال ميرك : : وضعفه 
الترمذي بقطع هذا الحديث» وقال: الأصح أنه من قول الشعبي . 

065 (وعن بهيسة) بضم الموحدة وفتح الهاء لها صحبة ذكره المؤلف (عن أبيها قالت 
قال) أي أبوها (يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال الماء) أي عند عدم احتياج 


الحديث رقم ۱۹۱٤‏ : : أخرجه الترمذي ذ في السنن ٤۸/۳‏ حديث رقم 109. . وابن ماجه ٥۷۰/۱‏ حديث 
رقم ۱۷۸۹. والدارمي 1/١‏ ا ۷ 

.٠۷۷ سورة البقرة  آية رقم‎ )١( 

الحديث رقم 1918: أخرجه أبو داود في السنن ۳/ ۷٠١‏ حديث رقم 74177. وأحمد في المسند ۳/ .58١‏ 


بعد يد بر ديه بعد 


ا ر 


ا ا رو 


٦‏ كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





قال: يا نبي الله! ما الشيء + الذي لا يحل منقه؟ قال: «الملح» قال: يا نبي الله! ما الشيء 
الذي لا بحل منثه؟ قال : «أن تفعلٌ الخيرَ خيرٌ لك». رواه أبو داود. 

)١9( 5‏ وعن جابر» قال: قال رسول الله يكلِ: «من أحيى أرضاً مَيتَةً فلهُ فيها 
أجرٌ وما أكلتٍ العافيةٌ منه فهو لهُ صدقةٌ». رواه النسائي» والدارمي . 

۷ -_ (۳۰) وعن البّراءء قال: : قال رسول الله كله : امن مح منحة لبن أو وَرِقِ» 
أو هَدَى زرقاقاًء 





صاحب الماء إليه وإنما أطلق بناء على وسعه عادة (قال يا نبي الله) تفنن في العبارة (ما الشيء 
الذي لا يحل منعه؟) أي بعد الماء (قال الملح) لكثرة احتياج الناس إليهء وبذله عرفا (قال يا 
نبي الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟) أي بعده (قال أن تفعل الخير) مصدرية أي فعل الخير 
جميعه (خير لك) لقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره € [الزلزلة - ۷] الخير لا يحل 
لك منعه فهذا تعميم بعد تخصيص» وإيماء إلى أن قوله لا يحل بمعنى لا ينبغي (رواه أبو داود) 
قال ميرك : وسكت عليه وأقره المنذري فالحديث حسن صالح عنده. 

7 (وعن جابر قال: قال رسول الله بي : من أحيا أرضاً ميتة) أي زرع أرضاً يابسة 
(فله فيها) أي في نفس إحيائها (أجر وما أكلت العافية) وهي كل طالب رزق اجام أو 
بهيمة أو طائر من عفوته أي أتيت أطلب معروفه وعافية الماء واردته وفي , بعض الروايات 
العوافي» أي طوالب الرزق (منه) أي من حاصل الأرضص وريعها أو من المأكول أو من النبات 
(فهو له صدقة) أي إذا كان له راضياً وشاكراً أو متحملاً صابراً (رواه النسائي والدارمي) وفي 
نسخة رواه الدارمي والأوّل هو الصحيح لقول ميرك كلاهما من طريق هشام بن عروة» عن عبد 
الله بن عبد الرحمن بن رافع عن جابر قاله الشيخ الجزري . 

١‏ (وعن البراء قال: قال رسول الله ئلا : من منح) أي أعطى (منحة لبن) تقدم 
معناها والإضافة فيها بيانية كذا قيل والأظهر إن في المنحة تجريداً بمعنى مطلق العطية» > ليصح 
العطف بقوله . (أو ورق) بكسر الراء وسكونها وهي ا لأن المنحة مردودة وقيل : 
الصلة أي من أعطى عطية ولعل وجه عدم ذكر الذهب» أنه ذهب أهل الكرم فكأنه غير موجود 
أو يعلم حكمه بطريق الأولى» > على سبيل الأعلى قالا على . (أو هدى) بتخفيف الدال أي دل 
السائلة (زقاقا) بضم الزاي أي سكة وطريقاً أي عرف ضالاً أو ضريراً طريقاً وقيل : إلى سكته أو 
بيته بناء على أن هدى متعد إلى مفعولين» أو إلى مفعول ويروي بتشديد الدال إما مبالغة في 
الهداية أو من الهدية أي تصدق بزقاق من النخل وهو السكة والصف من أشجاره» أو جعله 





الحديث رقم 1915: أخرجه أبو داود في السنن ۳ حديث رقم 075. والترمذي في السنن 
۳ حديث رقم ۹. والدارمي ۲ حديث رقم 5507. ومالك في الموطأ ؟/ ٠414‏ 
حديث رقم ۲۷ من كتاب الأقضية. 

الحديث رقم 1417: أخرجه الترمذي في السئن ٠٠١ /٤‏ حديث رقم .1۹١۷‏ وأحمد في المسند 4/ 0180 . 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة ov‏ 
كان له مل عِتق رَقبة». رواه الترمذي . 


)٣۱( 4‏ وعن أبي جرت جابر بن سيم > قال : اتيت ت المدينةً» فرأيتٌ رجلا 
يَضْدْر الناسٌ عن رأيهء لا يقول شيئاً إلا صدروا عنه. قل : من هذا؟ قالوا: هذا 0 
الله. قال: قلت: عليك السَّلامُ يا رسو الله! مرتين. قال: «لا تقل عليكٌ السّلام. عليك 
السَّلامُ تحيّة | ل 


وقفاً (كان له) أي ثبت له (مثل عتق رقبة) أي كان" ما ذكر له مثل إعتاق رقبة ووجه الشبه» 
نفع الخلق والإحسان إليهم وفي المصابيح كعدل رقبة أو نسمة وفي رواية كان له مثل عتق رقبة 
قال الشارح : أى كمقل عبد 'وآمة: وأو للشك والنسمة الإنسان أو عدل رقبة أن ينفرد بعتقها 
والنسمة أن يعين في فكاكها. (رواه الترمذي) قال ميرك : وقال صحيح حسن غريب . 


141۸ - (وعن أبي جري) بضم الجيم وفتح الراء وتشديد الياء (جابر بن سليم) بالتصغير 
(قال تیت ت المدينة فرأيت رجلاً يصدر الناس) أي يرجعون (عن رأيه) ويعملون بما يأمرهم به 
ويجتنبون عما ينهاهم عنه قال الطيبي: أي ينصرفون عما رآه ويستصوبونه شبه المنصرفين عنه» 
بعد توجههم إليه لسؤال مصالحهم ومعاشهم ومعادهم بالواردة إذا صدروا عن المنهل بعد 
الري. (لا يقول شيئاً إلا صدروا عنه) أي عملوا به صفة كاشفة موضحة للمقصود (قلت: من 
هذا؟ قالوا هذا رسول الله قال: قلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين) أما لعدم سماعه أو 
لعدم جوابه تأديباً له. (قال لا تقل) نهي تنزيه (عليك السلام) أي ابتداء (عليك السلام تحية 
الميت) أي في زمان الجاهلية حيث لا شعور لهم بالأمور الشرعية. وقال الطيبي : أراد أنه ليس 
مما يحيا به الأحياء لأنه شرع له أن يحيي صاحبه» وشرع له أن يحييه فلا يحسن أن يوضع ما 
وضع للجواب موضع التحية» وإن جاز أن يحيوا بتقديم السلام كقوله عليه السلام السلام 
عليكم دار قوم مؤمنین" . اه. ويوضحه كلام بعض علمائنا أنه لم يرد به أنه ينبغي أنه يحيا 
الميت» بهذه الصيغة إذ قد سلم ية على الأموات بقوله السلام عليكم وإنما أراد به» إن هذا 
تحية تصلح أن يحيا بها الميت لا الحي وذلك لمعنيين أحدهما أن تلك الكلمة شرعت لجواب 
التحية» ومن حق المسلم أن يحيى صاحبه بما شرع له من التحية فيجيب صاحبه بما شرع له 
من الجواب فليس له أن يجعل الجواب مكان التحية» وأما في حق الميت فإن الخرض من 
التسليم عليه أن تشمله بركة السلام» والجواب غير منتظر هنالك فله أن يسلم عليه بكلتا 
الصيغتين والآخران إحدى فوائد السلام أن ي يسمع المسلم المسلم عليه ابتداء لفظ السلام؛ 


)1١(‏ في المخطوطة «أو» 

الحديث ر احرج أبى وارد فی الین 14 حديث رقم 4084. والترمذي 0١7/0‏ حديث 
رقم ۲۷۲۲. وأحمد في المسند .1۳/١‏ 

(۲) راجع الحديث رقم (109/33). 





Fon‏ كتاب الز كا باب فضل | الصدقة 








14 

١‏ قل: السَّلامُ عليك» قلت: أنتَ رسول اللَّهِ؟ فقال: «أنا رسول الله الذي إن أصابكٌ ضر 
0 فدعوتّه كشفَهُ عنك. وإِنْ أصابك عام سنة» فدعوتة أنبتها لك» وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة 
1 

١‏ فضلَّتْ راحِلبُكٌ فدعوته ردّها عليك». قلت : أعهّدْ إلىّ. قال : «۷ تسب أحدا». قال: فما 
3 5 0 7 9 0 ع 
| سَبَيْتٌ بِعدَهُ ا ولا عبداً» ولا تا ولا شاة. قال: «ولا تحقرّن شيئا من المعروفٍ» وان 
6 لم أخاك 

ْ أنه يدعو عليه فأمر e‏ إلى ا 0 الس شر السلام i‏ ا 


في الميت فسا للمسلم أن يفتتح من الكلمتين بأيتهما شاء وقيل: إن عرف العرب إذا سلموا 
.| على قبر أن قالوا عليك السلام» فقال إلاز: GSES‏ 
٣ 7‏ وعادتهم. لا إنه ينبغي أن يسلم على الأموات بهذه الصيغة. اه. فعلى الأخير يحمل على 
| عرف خاص أو على جهل الرجلء بالعرف والجاهل بمنزلة الميت فما أحسن موقع كلامه كَل 
| عليك السلام تحية الميت؛ ولا يبعد أن يكون عليك السلام جواباً له وتحية الميت خبر المبتدأ 
e‏ ويمكن أن يقصد به هذا وهذا والله أعلم. - (قل السلام عليك) أي إذا سلمت فإنه 
0 أفضل (قلت: أنت رسول الله فقال آنا رسول الله الذي) خبر مبتدأ مقدر هو هو وهو يحتمل 
١‏ الاحتمالين الآتيين؛ أو صفة لله أو لرسول الله على نسخة الضم بناء على صيغة المتكلم في 
:| دعوته في المواضع الثلاثة الآتية» فيكون قوله أنا رسول الله مقروناً بدلالة المعجزة وإن كانت 
ا رسالته معلومة عندهم بالتواتر» وظهور أنواع دلائل النبوّة وأصناف شمائل الرسالة أو لكون 
١أ‏ المراد من سؤاله معرفة الشخصء. المسمى بوصف الرسالة الموصوف بدعوى النبوّة لا إثباتها 
0 بالمعجزة وهذا محمل فتح التاء على الخطاب» مع أنه يمكن أن يقدر بي بعد دعوته أي 
| بالتوسل إلى أو بعد كشفه أي بسببي والله أعلم . (إن أصابك ضر) بضم الضاد ويفتح (فدعوته) 
أي أنت بوسيلتي أو أنا (كشفه) أي أزال الله ذلك الضر (عنك وإن أصابك عام سنة) أى سنة 
| قحط لا تنبت الأرض شيئاً (فدعوته أنبتها لك) أي صيرها ذات نبات لك (وإذا كنت بأرض قفر) 
ET‏ أي فلاة خالية من الماء والشجر فهي المفازة المهلكة (أو فلاة) أي مفازة 
| بعيد عن العمران» فهي المفازة الخطرة فأو للتنويع ويحتمل أن تكون للشك (فضلت راحلتك) 
4 5 56 ومالت عن الطريق» أو غابت عنك وهو الأظهر لقوله (فدعوته ردها عليك قلت 
| 
ظ 
ظ 
1 
6 





| اعهد إليّ) أي أوصني ومنه قوله تعالى : «ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان € [يس 
- ۲۸] (قال لا ت تيل ا و کی و السب بعلمه أنه 
کا الغالب على جالة كلكا ا عه (قال ا سبيت ا ا د ی ا ر ولا قينا 
0 انض ول ناا ا SOURS e a ١‏ 


) الشيطان فإن -خطور . ما سوى الله في الخاطر نقصان. (قال) أي النبي كل (ولا تحقرن شيئاً من 
0 أي من الأعمال الصالحة أو من أفعال الخير» والبرء والصلة ولو كان قليلاً أو 
٠أ‏ صغيراً. (وإن تكلم أخاك) قيل : آي وكلم أخاك تكليماً فحذف الفعل العاملء وأضيف المصدر .| 





كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة ۹4 





وانقحصيط الةو ك؛ إِنَّ ذلك من المعروفي. وارقَغ إزارَك إلى نصف الساقيء فإ أبِيتَ 
فإلى الكعبين» وإيّاكَ وإسبالَ الإزار؛ فإِنّها منَ المخيلَة» وإِنَّ الله لا يحبُ المجِيلَة» وإِنِ امرؤ 
شتمَكٌَ وعيّرَكَ بما يعلّمُ فيك. فلا تعيّرْهُ بما تعلمُ فيه» قإثما وال لك غلا روه أن داو 
وروی الترمذي منه حديث السلام. وفى رواية : فيكونٌ لك أجرٌ ذلك ووبالَهُ عليه». 


۹-(۳۲) وعن عائشة رضي الله عنهاء أنهم ذبحوا شاه فقال النبي بيا : «ما بقي 
منها؟» قالت : ما بقى منها إلا كَيَمُهاء قال : «بقى كلها غَيْرَ كتفها». رواه الترمذي وصحّحه. 


إلى الفاعل أي تكليمك أخاك ثم وضع الفعل مع أن موضع المصدر وهو معطوف على النهي كذا 
في الشرح» وهو تكلف ذكره الطيبي وقال غيره: قوله وإن تكلم أخاك أما عطف على شيءء وإن 
ذلك من المعروف مستأنف علة له أو مبتدأ وإن ذلك خبره. (وآنت منبسط) أي بشاش (إليه 
وجهك) بالرفع على أنه فاعل منبسط والجملة حال والمعنى إنك تتواضع له وتطيب الكلام حتى 
يفرح قلبه» بحسن خلقك . (إن ذلك) بكسر الهمزة على الاستئناف التعليلي وفي نسخة بفتحها 
للعلة والمعنى أن ما ذكر من التكليم مع انبساط الوجه. (من) جملة (المعروف) الذي لا ينكر ولا 
يحقر فلا يترك (وارفع إزارك إلى نصف الساق) أي ليكن سروالك وقميصك قصيرين (فإن أبيت) 
رفع إزارك إلى نصف الساق» فارفعه إلى الكعبين ولا تتجاوز عنهما (وإياك وإسبال الإزار) أي 
اجتنبه (فإنها) أي هذه الفعلة أو الخصلة التى هى الإسبال من إرسال الثوب» وإرخائة (من 
المخيلة) بفتح الميم وكسر الخاء أي لكبر والعجب (وإن الله لا يحب المخيلة وإن امرؤ شتمك) 
أي سبك ولعنك (وعيرك) أي لامك وعيرك (بما يعلم فيك) أي من عيبك سواء يكون فيك أم لا 
(فلا تعيره بما تعلم فيه) أي فضلاً عما لا تعلم فيه (فإنما وبال ذلك) أي إثم ما ذكر من الشتم 
والتعيير (عليه) أي على ذلك المرء ولا يضرك شيء (رواه أبو داود) قال الجزري والمنذري 
والترمذي أيضاً والنسائي مختصراً (وروي الترمذي منه) أي من الحديث (حديث السلام) أي صدر 
الحديث وهو ما.يتعلق بالسلام قال ميرك: قال الترمذي: حسن صحيح ويفهم من كلام المنذري» 
والشيخ الجزري أن الحديث بتمامه عند الترمذي أيضاً لكن اللفظ لأبي داود. (وفي رواية) أي 
للترمذي (فيكون لك أجر ذلك ووباله عليه) قال ميرك: هذه الرواية للترمذي أيضاً فالأولى أن 
يقول المؤلف: وفي رواية له قلت وفيه دلالة على أن الحديث في الترمذي بكماله. 

8 (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إنهم ذبحوا شاة) أي أصحاب النبي بيو قاله 
ابن الملك أو أهل البيت رضي الله عنهم وهو الأظهر . (فقال النبي ية ما بقي منها؟) على 
الاستفهام أي أي شيء بقي من الشاة (قالت: ما بقي) أي منها كما في نسخة صحيحة (إلا 
كتفها) أي التي لم يتصدق بها. (قال بقي كلها غير كتفها) بالنصب والرفع أي ما تصدقت به 
فهو باق» وما بقي عندك فهو غير باق إشارة إلى قوله تعالى: #ما عندكم ينقد وما عند الله 
باق [النحل - 115 (رواه الترمذي وصححه) . 


الحديث رقم 1919: أخرجه الترمذي في السنن ٠٥٠١ /٤‏ حديث رقم .141٠١‏ وأحمد في المسند .٠٠/٦‏ 





ل لت سه 


> تد کک ت‎ ١ 


500 
ا« وي 


ب ب 


35-5 


0 ش كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 





1۹۲° - 0590 وعن ابنٍ عبّاس» قال: سمعتٌ رسول الله يله يقول: :اها ون ي 
کا سلما اء إل كان في حفظ منّ الل ما دام عليه منهُ جَرْقةً؛ . رواه أحمد. والترمذيّ . 


1۹۲۱ - (۳۴) وعن عبدٍ الله بن مسعودء یرفعه» قال : «ثلاثة يُحبهِمْ الل : : رجل قامَ 
منّ الليْلٍ يثلو كتاب الله ورجل يتضدق بصدقة يميه يُخْنَيها ۔ أراه قال : E‏ 
ورجل كانّ في سريّةِ فانهرّمَ أصحابه. فاستّقبل العدوً» . 





(وعن ابن عباس قال: : سمعت رسول الله يكو يقول ما من مسلم كسا مسلماً 
ثوباً) أي إزاراً أو رداءء أو غيرهما (إلا كان في حفظ) قال الطيبي : أي في حفظ أي حفظ (من 
الله ما دام عليه) أي على المسلم (منه) أي من الثوب (خرقة) أي قطعة يسيرة قال ابن الملك: 
وإنما لم يقل في حفظ الله ليدل التنكير على نوع تفخيم وشيوع وهذا في الدنياء وأما في الآخرة 
فلا حصر ولا عدل لثوابه. اه. ويمكن أن يراد بالحفظ معنى الستر فيوافق ما ورد من ستر 
مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة» والتنوين ¿ للتعظيم أو للتنويع› لأنه إنما يكون على وفق 
الثوب وقدره وحال معطيه وآخذه. (رواه أحمد والترمذي) أي من طريق حصين بن مالك عن 
بر للا اه. كلامه وحصين بن مالك هو البجلي الكوفي 
قال أبو زرعة : ليس به 


0000 1۹۲۱ 

لأوهم أن يكون الحديث موقوفاً على ابن مسعودء لقوله ا ي” النبي 
ا اح و ا N‏ أنتجت لهم التوفيق على 
أعمالهم (رجل قام من الليل) أي والناس نائمون (يتلو كتاب الله) فكأنه يكلم الله ويكلمه في 
خلوة» وهذا علامة محبة الله (ورجل يتصدق بصدقة) آي صدقة نفل (بيمينه) وفيه إيماء إلى 
الأدب في العطاء بأن يكون باليمين» رعاية للأدب وتفاؤلاً باليمن» والبركة أو بمن يكون على 
يمينه. (يخفيها) أي يخفي تلك الصدقة غاية الإخفاء خوفاً من السمعة والرياء. مبالغة في قصد 
ابتغاء المحبة والرضا. (أراه) بضم الهمزة من الإراءة أي أظنه (قال) أي النبي يك أو ابن مسعود 
(من شماله) أي يخفيها من شماله أريد به كمال المبالغة أو ممن في جهة شماله (ورجل كان في 
١‏ سرية) أي في جيش صغير (فانهزم أصحابه فاستقبل العدة) أي وقاتلهم لتكون كلمة الله هي 
١‏ العلياء وام الجمع بين الثلاثة أنهم مجاهدون» فالأرّل يجاهد في نفسه ويمنعها عن النوم 
والغفلة والراحة ويخالف أقرانه بالسهر والتلاوة. والثاني يجاهد في ماله ويخرجه ويعطيه من 
1 غير أن يشعر به اخوانه ويخالف غالب أهل زمانه في أنهم لا يعطون أو لا يخلصونء والثالث 
يجاهد في بذل روحه حيث لا طمع للنفس في الغنيمة ومدح الناس له بالشجاعة» ويخالف 





الحديث رقم ٩‏ : أخرجه الترمذي فى السنن ٠٦۲ /٤‏ حديث رقم 1484. 


الحديث رقم ۱۹١١‏ : أخرجه الترمذي في السنن ٤‏ حديث رقم 50717. والنسائي ۸٤/٥‏ حديث رقم 
۰ , 








كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة ۰ ۳۹1 





رواه الترمذيّ» وقال: هذا حديتٌ غير محفوظ. أحذ رُواته أبو بكر بن عيّاش كثير العّلط . 


يَبِعَضِهم الله ؛ فأما الذينَ يُجبهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم ولم يسألهم لِقَرابَةٍ بينه 
وبينهم › فمئّعوه. فتخلفٌ رجل بأعيانهم » فأعطاه ا 


1 (80) وعق أبن در قال كال«رسول اله :قله ت الل وة 





أصحابه في الانهزام والمناسبة الثابتة أيضاً بين الأوّل والثالث تستفاد من الحديث الوارد عنه يكل 
ذاكر الله في الغافلين» بمنزلة الصابر في الغازين"'' والثاني دخيل بينهما يلحق بهما حيث يفعل 
الخير والناس عنه غافلون» وعن طريقة عادلون. (رواه الترمذي وقال هذا حديث غير محفوظ) 
قال الطيبي : أي ضعيف (أحد رواته أبو بكر بن عياش كثير الغلط) أي في الحديث مع كونه أما 
ما في رواية القراءة قال ميرك: وروي الترمذي من طريق أبي بكر بن عياش» عن الأعمش عن 
منصور عن ربعي بن جرش» عن ابن مسعود وقال: هذا غريب غير محفوظ والصحيح ما روي 
شعبة وغيره عن منصور عن زيد بن ظبيان» عن أبي ذر عن النبي ية وأبو بكر بن عياش كثير 
الغلط. هكذا عبارة الترمذي في جامعة وتطبيق ما نقله عنه المؤلف لا يخلو عن تكلف تأمل . 
واعلم أن مقصود الترمذي. إن أبا بكر بن عياش غلط في شيخ منصور واسم الصحابي أيضاًء 
وأراد بحديث شعبة بإسناده عن أبي ذر الحديث الذي بعده وهو حديث صحيح»ء أخرجه 
الترمذي وصححه وأبو داود» وابن حبان في صحيحه والحاكه”© وقال: صحيح الإسناد وابن 
خزيمة”"“ في صحيحه والنسائي والله أعلم. 

(وعن أبي ذر قال: قال رسول الله يك : ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما 
الذين يحبهم الله فرجل) أي معطى رجل (أتى قوماً) وقال الطيبي [رحمه الله]: أي صاحب قوم ٠‏ 
(فسألهم الله) أي مستعطفاً بالله قائلاً أنشدكم بالله اعطوني (ولم يسألهم لقرابة) أي ولم يقل ' 
اعطوني بحق قرابة (بينه وبينهم فمنعوه) أي الرجل العطاء (فتخلف رجل بأعيانهم) الباء للتعدية 
أي بأشخاصهم وتقدم (فأعطاه سرا) وقيل: أي تأخر رجل من بينهم إلى جانب حتى لا يروه ٠‏ 
بأعيانهم من أشخاصهم» وقال الطيبي: أي ترك القوم المسؤول عنهم خلفه وتقدم فأعطاه سراً 
والمراد من الأعيان الأشخاصء أي سبقهم بهذا الخيرء فجعلهم خلفه وفي رواية الطبراني 
فتخلف رجل عن أعيانهم» وهذا أشد معنى والأوّل أوثق سنداً والمعنى أنه تخلف عن أصحابه 
حتى خلا بالسائل» فأعطاه سراً قيل ويحتمل أن يكون بأعيانهم متعلقاً بمحذوف» أي تخلف 
عنهم مستتراً بظلالهم وأعيانهم أي أشخاصهم قال المظهر: إنما أحبه الله لتعظيم اسمه وتصدقه 
حين خالفه القوم في ذلك . اه. والأظهر أن سبب زيادة المحبة له ولصاحبيه الآتيين مخالفة 





.117/7 الطبراني في الكبير. (۲) الحاكم في المستدرك‎ )١( 
.5034 ابن خزيمة ۲۷۷/۳ حديث رقم‎ )۳( 
والنسائي 0 حديث رقم‎ .۲١٠۸ الحديث رقم 1977: أخرجه الترمذي في السنن 701/4 حديث رقم‎ 


001 . وأحمد في المسند ه/ 167. 


ی ر 2 


الحديث رقم ٠۹۲۳‏ 


عع يه مويله ربعو 


۳۲ كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 


لا يعلّمُ بعطِيّته إلا اللّهُ والذي أعطاء. وقومٌ ساروا ليلتّهم حتى إذا كان النُومُ أحبٌ إليهم مما 
يُعْدَلُ به» فوضعوا رُؤوسَهمء فقامً يتَملْقي ويثلو آياتي. ورجلّ كان في سريّةء فلقي اعدو 
فهُزمواء فأقبل بصذره حتى يُقتل أو يُفتح له. والفّلائةٌ الذينٌ يَبِعْضُهم الله : سيخ الزاني» 
والفقيرُ المختال» وَالعْنيُ الظلُوم ». رواه الترمذيّ» والنسائي . مثله ولم يذكر الثلاثة الذين 
يبغضهم الله . 


۳۴ (5") ون ائ قال : قال رَسولُ الله :فلا حلي الله الأرض جعلك 


تَميدُ» فخلقٌ الجبال» فقال: بها عليها؛ فاستقرّث» 


الخلق وموافقة الحق مع الإخلاص» والصندق (لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه) تقرير لمعنى 


السر (وقوم) أي وقائم قوم (ساروا ليلتهم. إذا كان النوم أحب إليهم) أي ألذ وأطيب (مما يعدل 
به) أي من كل شيء يقابل ويساوى بالنوم (فوضعوا رؤوسهم) أي فناموا (فقام) أي من النوم أو 
عنه ذلك الرجل (يتملقني) أي يتواضع لدي ويتضرع إليّ قال الطيبي [رحمه الله]: الملق 
بالتحريك الزيادة في التودد والدعاء» والتضرع قيل: دل أول الحديث على أنه من كلامه كلا 
وآخره على أنه من كلامه تعالى ووجه بأن مقام المناجاة يشتمل على أسرار ومناجاة بين المحب 
والمحبوب» فحكى الله تعالى لنبيه ما جرى بينه وبين عبده فحكى النبي َو ذلك لا بمعناه إذ لا 
يقال يتملق الله وليس هذا من الالتفات في شيء. (ويتلو آياتي) أي يقرأ ألفاظها ويتبعها بالتأمل 
في معانيها (ورجل كان في سرية) أي جيش (فلقي العدوٌ فهزموا) أي أصحابه (فأقبل بصدره) أي 
ES‏ بتولية ظهره (حتى يقتل أو يفتح له) أو حتى يفوز بإحدى الحسنيين (والثلاثة 
الذين يب يبغضهم الله الشيخ الزاني) يحتمل أن يراد بالشيخ الشيبة ضد الشباب» وأن يراد به 
المحم لبد امكل ا المنسوخة: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من 
الله والله عزيز حكيم» (والفقير المختال) أي المتكبر ويستثنى منه تكبره على المتكبر» فإنه 
صدقة. (والغني الظلوم) أي كثير الظلم في المطل وغيره وإنما خص الشيخ وأخويه بالذكر لأن 
هذه الخصال فيهم» أشد مذمة وأكثر نكرة. (رواه الترمذي والنسائي) . 


۳ _ (وعن أنس قال: قال رسول الله ي : لما خلق الله الأرض) أي أرض الكعبة 


۲ بالدال المهملة أي تميل وتتحرك وتضطرب شديدة ولا تستقر حتى قالت الملائكة: لا ينتفع 
الأنس بها (فخلق الجبال) وقيل: أولها أبو قبيس (فقال بها عليها) أي أمر وأشار بكونها 
واستقرارها عليها (فاستقرت) أي الجبال عليها أو فثبتت الأرض في مكانها أو لا مادت ولا 


مالت عن حالها ومحلهاء وهذا القول والأمر يحتمل أن يكون بلفظه كن» ويحتمل أن يراد به 


/ مجرد تعلق الإرادة كما حقق في قوله تعالى: إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون 4 





: أخرجه الترمذي فى السنن 





.٠١١/١ حديث رقم 48 وأحمد فى المسند‎ ٥ 


. _وذكر حديث معاذ الصدقة تطفيء الخطيئة) أي تزيل الذنوب وة ها كما قال تعالى: #إن 


مسح د بر مسد / ر د ع A‏ ر 52 ا SIE SE‏ وبع ا عو ES‏ لط مض مقي ا ع وك اي يعاو أ DE‏ الا عر 


59 الزكاة/ باب فضل الصدقة 





فعجبتٍ الملائكةٌ من شِدَةٍ الجبال. فقالوا: يا ربٌ! هل من حَلقِكَ شيءٌ أشدٌ منّ الجبال؟ 
قال: نعم الحديد. فقالوا: يا ربٌ! هل منْ خلقِكَ شي #أشد هن التحديد؟ قال: هر 
النَّارٌُ. فقالوا: ياربٌ! هل من خلقك شيء أشدٌ من النَارِ؟ قال: نعممء المءٌ . فقالوا: يا 

ربٌ! هل من حَلقِكَ شيءَ أشدٌ منّ الماء؟ قال: نعم الرّيح . فقالوا: Se‏ 
خَلقِكَ شيءٌ اشد منّ الرّيح؟ قال: : نعم» ابنُ آدمّ تصدَّقَ صدّقةً بيمينه يُخفيها منْ شماله» . 


رواه الترمذيٌ. وقال: هذا حديثٌ غریب . 


وذكرَ حديثٌ معاذ: «الصدقة تُطفَىءٌ الخطيئةً) 





[يس - ۸۲] وهذا المسلك عندي دقيق وبالقبول حقيق خلافاً لما قاله الشراح في هذا المقام 
فقال الطيبي: قد مر مراراً أن القول يعبر به عن كل فعل وقرينة اختصاصه اقتضاء المقام» 
فالتقدير ألقى بالجبال على الأرض كما قال تعالى: #وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم » 
[لقمان - ]٠١‏ فالباء زائدة في المفعول كما في قوله تعالى : «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة » 
[البقرة  ]١96‏ وإيثار القول على الإلقاء والإرسال لبيان العظمة والكبرياء وإن مثل هذا الأمر 
قائلا ارسى عليها وقيل: أي ضرب بالجبال على الأرض حتى استقرت وقيل القول بمعنى الأمر 
والمفعول محذوف. أي أمر الله تعالى الملائكة بوضع الجبال على الأرض. اه. والأخير مع 
مخالفته للمنقول حيث ورد فأصبحت الملائكة فرأوا الجبال عليها يرده قوله (فعجبت الملائكة 
من شدة الجبال فقالوا يا رب هل من خلقك) أي مخلوقاتك (شيء أشد من الجبال قال نعم 
الحديد) فإنه يكسر الحجر ويقلع به الجبال (فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ 
قال نعم النار) فإنها تلين الحديد وتذيبه (فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال 
نعم الماء) لأنه يطفئها (فقالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال نعم الربح) من 
أجل أنها تفرق الماء وتنشفه وقال الطيبي : فإن الريح تسوق السحاب الحامل للماء. (فقالوا يا 
رب هل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال نعم ابن آدم تصدق صدقة بيمينهء يخفيها من 
شماله) قيل أشديته والله أعلم أما باعتبار أنه سخر نفسه التي جبلت على غرائز لا تدفعها النار 
والماء والريح. ولا تحمل على ما تأباه بالتشدد ولا تنقلب عما ترومه بالاحتيال فهي أشد من 
كل شديد» ومع ذلك قد سخرها حيث منعها عن إظهار الصدقة إيثاراً للسمعة وحباً للثناء أو 
باعتبار أنه قهر الشيطان» أو باعتبار أنه حصل رضا الرحمن وقيل: إنما كانت الصدقة أشد من 
الريح» الأشد مما قبلها لأن صدقة السر تظفىء غضب الرب الذي لا يقابله شىء فى الصعوبة 
والشدة فإذا عمل الإنسان عملا توسل إلى اطفائه كان أشد وأقوى من هذه الأجرام» وقال 
الطيبي: فإن من جبلة ابن آدم القبض والبخل الذي هو من طبيعة الأرض» ومن جبلته الاستعلاء 
وطلب انتشار الصيت وهما من طبيعتي الثار والريح» فإذا رغم بالإعطاء جبلته الأرضية 
وبالإخفاء جبلته النارية والريحية» كان أشد من الكل (رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب 

















1س كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة 


فى «كتاب الإيمان) . 


الفصل الثالك 


٤‏ (0”) عن أبي ذرّء قال: قال رسول الله كلِِ: «ما من عبدٍ مُسلم يُنفِقُ من 
كل مال له زوجين في سبيل الله إلا استقبلَئه حَجَبَةُ الجنةء كلهم يدعوه إلى ما عنده». 
قلت : وكيف ذلك؟ قال: (إِنْ كانّث إبلاً فبعيرين» وإِنْ كانت بقرةٌ فبقرتين؟. رواه النسائي . 


6 (38) وعن مرثئدٍ بن عبد الله» قال : حدّثنى بعض أصحاب رسول الله اة 
أنه سمح رسول الله َة يقول: «إِنَّ ظلَّ المؤمن يوم القيامة صَدَقيُه) . 
الحسنات يذهبن السيئات € [هود  ]١١4‏ (فى كتاب الإيمان) أي في حديث طويل هناك 
فيكون من باب إسقاط المكرر. 


(الفصل الثالث) 

6 (عن أبي ذر قال: قال رسول الله ية : ما من عبد مسلم ينفق) أي يتصدق (من 
كل مال له) أي من كل ماله (زوجين) أي اثنين أو صنفين (في سبيل الله) أي في ابتغاء وجهه 
ومرضاة ربه أو ينفق في سبيل طاعته من الحج والغزوء وطلب العلم ونحوها. (إلا استقبلته 
حجبة الجنة) بفتحتين جمع صاحب أي بابو أبوابها (كلهم يدعوه) أفرد الضمير للفظ كل أو 
المعنى كل واحد منهم يدعوه (إلى ما عنده) أي من النعم العظام والمنح الفخام» أو إلى باب 
هو واقف عنده بالاستدعاء والعرض والغرض أن يتشرف بدخوله منه. (قلت: وكيف ذلك؟) 
أي كيف ينفق زوجين مما يتملكه بالعدد المخصوصء (قال إن كانت إبلا) الضمير راجع إلى 
كل مال باعتبار الجماعة» أو باعتبار الخبر فإن الإبل مؤنث (فبعيرين وإن كانت بقرة) أي بقراً 
(فبقرتين رواه النسائي) . ّْ 

606 (وعن مرثد بن عبد الله) قال الطيبي: هو أبو الخير مرثد بن عبد الله المزني 
المصري» سمع عقبة بن عامر وأبا أيوب وابن عمرو بن العاص . (قال: حدثني بعض أصحاب 
رسول الله َة إنه سمع رسول الله ككل يقول إن ظل المؤمن يوم القيامة» صدقته) قال الطيبي : 
هذا من التشبيه المقلوب المحذوف الأداة"“ لأن الأصل أن الصدقة كالظل في إنها تحميه عن 
أذى الحر يوم القيامة. اه. والأظهر أن معناه ظل المؤمن يوم القيامة» صدقته الكائنة في الدنيا 


الحديث رقم ۱۹۲١‏ : أخرجه النسائي في السنن ٤۸/٦‏ حديث رقم ."١180‏ والدارمي ۲۹۸/۲ حديث رقم 
8٠‏ ؟. وأحمد في المسند .٠١٠/١‏ 

الحديث رقم :۱۹۲١‏ أخرجه أحمد في المسند .٠٤١ /٤‏ 

() في المخطوطة الإرادة. 


كتاب الزكاة/ باب فضل الصدقة ۳10 


رواه أحمد 


1 _-(۳۹) وعن ابن مسعود» قال: قال دول الله لله لا : «مَنْ وَس على عياله في 
النّفقةٍ يوم عاشوراء» وس م الله عليه سائرٌ سنته» . قال سفيانٌ: إِنّا قد جرّبناهُ فوجدناهٌ كذلك . 


رواه رزين. 


4۹۲۷ -(50) وروی البيهقى فى ااشعب الإيمان» عنه» وعن أبن هريرة» وأبي 


سعيد » وجابر» وضعفه. 


)4١(-4‏ وعن أبى أمامةء قال: قال أبو ذّر: يا نبئ اللَّو! أرأيتَ الصدقة ماذا 
هى؟ قال: «أضعافٌ مضاعفةٌء وعندٌ الله المزيدٌ» . 


أي إحسانه إلى الناس وهو إما بأن تجسد صدقته» أو يجسم ثوابها وقد تخص الصدقة بما لها 
ظل حقيقي كثوب وخيمة كما ورد في بعض الأخبار (رواه أحمد) . 


7 7 (وعن ابن مسعود قال: قال رسول .الله کل : من وسع على عياله في النفقة. يوم 
عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته) أي باقيها أو جميعها (قال سفيان) أي الثوري فإنه المراد عند 
الإطلاق في اصطلاح المحدثين (أنا) أي نحن وأصحابنا (قد جربناه) أي الحديث لنعلم صحته 
۴ جربنا الوسع (فوجدناه) أي جزاءه (كذلك) أي على توسيع العام (رواه رزين) أي عن ابن 
مسعود وحده. 


۷ - (وروي البيهقي في شعب الإيمان عنه) أي عن ابن مسعود (وعن أبي هريرة وأبي | 
سعيد وجابر) أي عن الأربعة كلهم وأعاد لفظ عن لثلا يعطف على الضمير المجرورء من غير © 
إعادة الجار على ما هو الأفصح (وضعفه) أي البيهقي حديثه ونقل ميرك عن المنذري في .“ 
الترغيب أن هذا الحديث رواه البيهقي من طرق» وعن جماعة من الصحابة وقال هذه الأسانيد ٠,‏ 
وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض احدثت قوّة. اه. قال العراقي: له طرق . 
صحح بعضها وبعضها على شرط مسلم وأما حديث الاكتحال يوم عاشوراء فلا أصل له وكذا 
سائر الأشياء العشرة» ما عدا الصوم والتوسيع 

4 (وعن أبي أمامة قال: قال أبو ذر: يا نبي الله أرأيت؟) أي أخبرني (الصدقة) !: 
بالرفع مبتدأ والخبر جملة (ماذا هي) أي أي شيء ثوابها (قال أضعاف) أي هي يعني ثوابها ١‏ 
أضعاف أي من عشرة (مضاعفة) أي إلى سبعمائة (وعند الله المزيد) أي الزيادة تفضلاً لقوله ٠‏ 
تعالى: «والله يضاعف لمن يشاء € [البقرة  ]۲١١‏ قال الطيبي: الجملة الاستفهامية خبر ٠‏ 


الحديث رقم 1975: أخرجه الطبراني في الكبير. ذكره في كنز العمال ٥۷٦/۸‏ حديث رقم 
49 . 


الحديث رقم 19717: أخرجه البيهقي في شعب الايمان 777/7 حديث رقم ۳۷۹۵. 


معو عر معي د ر بسي ر مسبو اح عر لمعه بح بر اک عر مسح ءا کے کہ ع مج يح ع کک ب کہ عرصي ببحم کک مر کی عر کہ کے وی : جد E‏ د عر عه اجر 


۳۹٦‏ کتاب الز ۳ اب فضل اله الصدقة 


٠. e رواه‎ 1 

1 

7 

0 بالتأويلء أي الصدقة أقول فيها ماذا هي والسؤال عن حقيقة الصدقة لا يطابق الجواب بقوله 
4 أضعاف لكنه وارد على أسلوب الحكيم» أي لا تسأل عن حقيقتها فإنها معلومة واسأل عن 


| ثوابها ليرغبك فيها. اه. وفيه مع قطع النظر عن تكلفه أن الأمر المعلوم لا يسئل عنه حتى ينهى 
عن سؤاله» ويعدل عنه إلى جواب آخر ثم قال الطيبي: قولهم أرأيت زيدا ماذا صنع؟ بمعنى 
أخبرني ليس من باب التعليق بل يجب نصب زيدء ومعنى أرأيت أخبر وهو منقول من رأيت 
بمعنى أبصرت أو عرفت كأنه قيل أبصرتهء وشاهدت حاله العجيبة أو عرفتها أخبرني عنها ولا 
يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة» وقد يؤتى بعده بالمنصوب الذي كان مفعولاً به كما 
ذكرنا وقد يحذف نحو (أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك) ولا بد من 
استفهام ظاهرء أو مقدر وليس لجملة ما صنع محل من الإعراب كما توهم أنه مفعول ثان بل 
هي لبيان الحال المستخبر عنها لما قال: رأيت زيداً قال المخاطب: عن أي حال من أحواله 


3 aN Rak N aaa 2 asê اللاي الي‎ 


FD 


ب تسأل فقال ما صنع كما في الرضى» فعلى هذا يجب نصب الصدقة في قوله أرأيت. اه. وفيه 
أن الرواية برفعها فيتعين توجيهها بأن يقال: هي وما بعدها في موضع المفعولين قال صاحب 


A EOS LE 9‏ ۔ ۹ - ]٠١‏ فإن قلت: ما 
متعلق أرأيت قلت : الذي ينهى مع الجملة الشرطية؛ وهما في موضع المفعولين قال أبو حيان: 
:| وما قرره الزمخشري ههنا ليس بجار على ما قررناهء أي في الأنعام فمن ذلك أنه ادعى إن 


الاستفهامية الواقعة بعد المنصوب» بأرأيتك نحو أرأيتك زيداً ما صنع فالجمهور على أن زيداً 
مفعول أوّل» والجملة بعده في محل نصب سادة مسد المفعول الثاني» ولا يجوز التعليق في 
٠‏ هذه وإن جاز في غيرها من أخواتها نحو علمت زيداً من هو وقال السفاقسي: في قوله تعالى : 
١‏ #أرأيتك هذا الذي كرمت على € [الإسراء  ]٦١‏ هنا وجوه أحدها للزمخشري أن [التي] 
ا بمعنى أخبرني إنما تدخل على جملة ابتدائية يكون الخبر فيها استفهاماً فإن لم يصرح به فمقدر. 
9 وهو صريح في في المقصود كما لا يخفى (رواه أحمد). 


| جملة الشرطية في موضع المفعول الواحد. والموصول هو الآخر وعندنا أن المفعول الثاني لا 
:]1 يكون إلا جملة استفهامية. كقوله تعالى: #أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى أعنده علم 
٠‏ الغيب € [النجم ‏ 7 74 ]١‏ وهو في القرآن كثير فتخرج هذه الآية على ذلك القانون الخ 
“1 وقال في الإعلان: أرأيت بمعنى أخبرني لا يعلق عند سيبويه وقال غيره: كثيراً ما يعلق. اه 
0 فكلام الرضى إنما هو محمول على ثبوت نصب زيداًء ولذا قال في الإعلان اختلفوا في الجملة 
ا 





كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة ۳۹۷ 


(۷) باب أفضل الصدقة 


الفصل الأول 


4 ع أي اخريرة رسكي ب تحرام قالا : قال رسول الله کل : خير الصدقة 
ما کان عنْ ظهر غنى» FE‏ وار وروا ام عن حكير و 


)1١(- ٠‏ وعن أبي مسعودء قال: قال رسول الله يكلهِ: «إذا أنفقَ المسلمٌ نفقةً 
على أهلهء وهوّ يحتسِبّهاء كانث له صدقة». متفق عليه . 





(باب أفضل الصدقة) 


(الفصل الأوّل) 

649 (عن أبي هريرة وحكيم بن حزام) بكسر الحاء بعده زاي (قال: قال رسول الله 
ية : خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) قال الطيبى: أي كانت عفواً قد فضل عن ظهر غنى 
كان صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال أو أراد غني يعتمد ويستظهر به على النوائب» وقال 
غيره: الظهر زائدة وقيل: ظهر غنى عبارة عن تمكن المتصدق» عن غني ما مثل قولهم هو 
على ظهر سير أي متمكن منه وتنكير غنى ليفيد أن لا بد للمتصدق من غني ما إما غنى النفس» 
وهو الإستغناء عما بذل بسخاوة النفس» ثقة بالله تعالى كما كان لأبي بكر رضي الله عنه وأما 
غنى المال الحاصل في يدهء والأوّل أفضل اليسارين لقوله عليه الصلاة والسلام ليس الغنى عن 
كثرة العرض» إنما الغنى غنى النفس وإلا لا يستحب له أن يتصدق بجميع ماله» ويترك نفسه 
وعياله في الجوع» والشدة ولذا ختم الكلام بقوله. (وابدأ بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته 
(رواه البخاري) أي عنهما. (ورواه مسلم عن حكيم وحده) فالحديث متفق عليه. 

(وعن أبي مسعود قال: قال رسول الله کل : إذا أنفق المسلم نفقة نة نفقة على أهله) أي 

من الزوجة والأقارب (وهو يحتسبها) أي يعتدها مما يدخر عند الله ا وهي 
الثواب (كانت له) أي نفقته (صدقة) أي عظيمة أو مقبولة أو نوعاً من الصدقة (متفق ق عليه) . 


الحديث رقم ۱۹۲۹: أخرجه البخاري في صحيحه ”/ 794 حديث رقم .٠٤١١‏ ومسلم في صحيحه /١‏ 
۷ حدیث رقم (40 - .)1١75‏ وأخرجه أبو داود في السنن ۳۱۲/۲ حديث رقم .٠١۷١‏ 
والنسائي 4/4 حديث رقم 5 وأحمد في المسند 1 

الحديث رقم ۰ : أخرجه البخاري في صحيحه ٤۹۷ /٩‏ حديث رقم .010١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
/االا حديث رقم (5” - .)1١74‏ والنسائي في السنن 59/6 حديث رقم 155145. والدارمي ۲/ 

| ۳۷۹ حديث رقم 5154 وأحمد في المسند 578/0 





۳۹۸ كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة 


۱ --_ (۳) وعن أبي هريرة» قال: قال رسولٌ الله ي : «دينارٌ أنفقته في سبيل الل 
ودينارٌ أنفقته فى رقّبةِ» ودينارٌ تصدّقتٌ به على مسكين» ودينارٌ أنفقته على أهلِك؛ أعظمُها 
أجراً الذي أنفقتّه على أهلك». رواه مسلم. 

)٤( 9 ۲‏ وعن ثُوْبانَء قال: قال رسول الله ل : «أفضلٌ دينار يُنَفِقُهِ الرَجِلٌ دينارٌ 
يُنَفِقه على عياله» ودينارٌ يُنفقُه على دابّته فى سبيل الله» ودينارٌ يُنَفقُهُ على أصحابه فى سبيل 
: الله . رواه مسلم . 

)١(_ ۳‏ وعن أمّ سَلَمَةَه قالت: قُلتُ: يا رسول الله! أليَ أجُرٌ أن أنفق على بني 
أبى سَلمة؟ 





١‏ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كَلِ: دينار) مبتدأ صفته (أنفقته في سبيل 
الله) أي في الجهاد أو الحج أو طلب العلم (ودينار أنفقته في رقبة) أي في فكها أو اعتاقها 
(ودينار تصدقت به على مسكين» ودينار أنفقته على أهلك) قال الطيبي : دينار وما عطف عليه 
مبتدأ وخبره الجملة التي هي (أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك) قيل: [لأنه فرض وقيل] 
لأنه صدقة وصلة (رواه مسلم). 


5 (وعن ثوبان قال: قال رسول الله 4 : أفضل دينار) يراد به العموم (ينفقه الرجل 
دينار ينفقه على عیاله» ودينار ينفقه على دابته) أي دابة مربوطة (فى سبيل الله) من نحو الجهاد 
(ودينار ينفقه على أصحابه) أي حال كونهم مجاهدين (في سبيل الله) يعني الإنفاق على هؤلاء 
الثلاثة على الترتيب أفضل من الإنفاق على غيرهم» ذكره ابن الملك ولا دلالة في الحديث 
على الترتيب لأن الواو لمطلق الجمع إلا أن يقال الترتيب الذكري الصادر من الحكيم» لا يخلو 
عن حكمة فالأفضل ذلك إلا أن يوجد مخصص ولذا قال ية : ابدؤوا بما بدأ الله تعالى به إن 
الصفا والمروة من شعائر اله" (رواه مسلم) . 


۳ _ (وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله ألي أجر) بسكون الياء وفتحها (أن 
أنفق) بفتح الهمزة أي في إنفاقي وفي نسخة بأن الشرطية (على بني أبي سلمة) قال ابن حجر: 
أبو سلمة هو عبد الله بن عبد الأسد زوج أم سلمة قبل النبي َة ولها من أبي سلمة أولاد عمر 


الحديث رقم :141١‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم (۳۹- 446). وأحمد في المسند 


ا 
الحديث رقم ۲ : أخرجه مسلم في صحيحه 5941/7 حديث رقم (۳۸- 444). وأحمد في المسند 
VV /o‏ 


)١( 4‏ مسلم في صحيحه الحديث رقم 1714. 
الحديث رقم *19: أخرجه البخاري في صحيحه ۳۲۸/۳ حديث رقم .١4717‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
٥‏ حديث رقم 40 .)٠0٠١١‏ وأحمد في المسند 060/9 


كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة قوم 7 





إنما هُمْ بني . فقال: : «أنفقي عليهم فلك أجرٌ ما أنفقتٍ عليهم» . متفق عليه . 

6 2 (5) وعن زينبٌ امرأةٍ عبد الله بن مسعودء قالت: قال رسول الله يَ: ٠‏ 
«تصَدّقنَ يا معشر النساء! ولو من حُلِيكُنّ» قالت: فرجعت إلى عبد الل فقلت: الك رجل | 
حفِيفٌ ذاتٍ اليد وإِنَّ رسول الله بل قد أمرّنا بالصدقة ؛ فأته فاسْألَهُ فن كان ذلك يُجزىء ٠‏ 
عني وإلا صرفتها إلى غيركم؟ قالت: فقال لي عبد الله : بل اثتيه أنتِ. قالت: فانطلقتُ» 
فإذا امرأةٌ من الأنصارٍ بباب رسول الله با حاجتي حاجتّها قالت: وكانّ رسول الله 6 قد ٠‏ 
ليث عليه المهابة. فقالت: فخرج علينا بلالٌء فقّلنا له: ائتِ رسول الله اة فأخبزه أل ' 
امرآتين بالباب تسألانك : اتجزیءُ الصدقةٌ عنهُما على أزواجهما 





ومحمد وزينب ودرة. (إنما هم بني) أي حقيقة أو حكماً (فقال انفقي عليهم› فلك أجر ما 


٤‏ _(وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال رسول الله يله : تصدقن يا 
معشر النساء) أي جماعتهن (ولو من حليكن) بضم الحاء وكسرها وتشديد الياء» جمع الحلي 
بفتح الحاء وسكون اللام كما في نسخة وهو ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة 
(قالت: فرجعت إلى عبد الله فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد) أي قليلها (وإن رسول الله ل . 
قد أمرنا بالصدقة) أي باعطائها أو بالتصدق (فأته) أي فاحضره (فاسأله) وفي نسخة فسله أي هل . 
يجزئني أن أتصدق عليك وعلى أولادك أم لا. (فإن كان ذلك) أي التصدق عليك (يجزي) بفتح ٠‏ 
الياء وكسر الزاي أي يغني ويقضي وفي نسخة بضم الياء والهمزة في آخرها أي يكفي (عني) أي ٠‏ 
تصدقت عليكم وأديتها إليكم (وإلا) أي وإن لم تجزئني (صرفتها) أي عنكم (إلى غيركم) أي : 
من المستحقين (قالت: قال: لى عبد الله بل ائتيه أنت) ولعل امتناعه لأن سؤاله ينبىء عن 
الطمع (قالت فانطلقت) أي ل (فإذا امرأة من الأنصار) أي واقفة ا ادر (بباب 0 1 
ا ارسي بل ا (قالت) أي زينب ل لس 1 
المهابة) بفتح الميم أي أعطى الله ورسوله هيبة» وعظمة يهابه الناس ويعظمونه ولذا ما كان أحد 
يجترىء على الدخول عليه قال الطيبي : كان دل على الاستمرار ومن ثم كان أصحابه في . 
مجلسه كان على رؤوسهم الطيرء وذلك عزة منه عليه الصلاة والسلام لا كبر وسوء خلق» وإن ١‏ 
تلك العزة ألبسها الله تعالى إياه َيه لا من تلقاء نفسه. (قالت) أي زينب (فخرج علينا بلال فقلنا ٠‏ 
له ائت رسول الله ية فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزىء الصدقة عنهما على أزواجهما ٠‏ 


مرق رت والنسائي : ب ا ا . وابن 0 د E‏ : 
رقم .۱۸١١‏ والدارمي في السنن ٤۷۷ /١‏ حديث رقم .١1704‏ وأحمد في المسند 5717/1. 1 


V۰ >‏ كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة 





وعلى أيتام في حُجورهما؟ ولا تُخْبِرْهُ من نحنُ. قالت: فدخلّ بلال على رسول الله كيار 
إفسأله فقال له رول الله ية : «من هُما؟» قال: امرأةٌ من الأنصار زوت ال و سول 
الله يلِ: «أي الزيانب؟» قال: امرأةٌ عبد الله. فقال رسولٌ الله ية «لهُما أجران: أجرٌ 
:! القرابة» وأجرٌ الصدقة». متفق عليه» واللفظ لمُسلم. 





وعلى أيتام في حجورهما؟) بضم الحاء جمع حجر بالفتح والكسر يقال فلان في حجر فلان أي 
) في كنفه ومنعه والمعنى في تربيتهما. (ولا تخبره من نحن) إرادة الإخفاء مبالغة في نفي الرياء 
أو رعاية للأفضل» وهذا أيضاً يصلح أن يكون وجها لعدم دخولهما (قالت فدخل بلال على 
۲ رسول اله کل فسأله فقال له رسول الله لا من هما؟ قال امرأة من الأنصارء وزينب فقال له 
. رسول الله كله أي الزيانب) قال ابن الملك: وإنما لم يقل أية لأنه يجوز التذكير والتأنيث قال 
الله تعالى : #وما تدري نفس بأي أرض تموت * [لقمان ‏ 75]. اه. بل قيل التأنيث أفصح 
(قال: امرأة عبد الله) هذا يؤيد اصطلاح المحدثين إنه إذا أطلق عبد الله فهو ابن مسعود لا ابن 
ھر ول لين عباين ولااين ازیو رل این یری بن الغاض» مع إنهم كلهم أجلاء لكنه أجل 
م فالمطلق يصرف إلى الأكمل وقد قال علماؤنا: إنه أفقه الصحابة بعد الخلفاء الأربعة» قيل : 
00 م وإنما أخبره بلال عنهما مع أنهما نهيا عنه لأنه كان واجباً عليه بعد استخبار النبي لا لأن إجابته 
: فرض» دون غيره (فقال رسول الله لله 4ة : لهما) أي لكل منهما (أجران أجر القرابة) أي الصلة 
(وأجر الصدقة متفق عليه واللفظ لمسلم) قال الشمني رواه الجماعة إلا أبا داود اعلم أنه 3 
ر الرجل زكاته إلى امرأته» باتفاق ولا تدفع المرأة زكاتها إلى زوجها عند أبي حنيفة للاشتر 
. بينهما في المنافع عادة» وقال أبو يوسف ومحمد: تدفع وقال ابن الهمام: 00 
Ca‏ ل ا ا ل ا 
ا منزله يعني النبي َه جاءته زينب امرأة عبد الله» فاستأذنت عليه فأذن لها فقالت : يا رسول الله 
إنك أمرتنا اليوم بالصدقة»› وعندي حلي لي فأردت أن أتصدق به فزعم ابن مسعود أنه وولده 
أحق من ف ع فقال ية صدق ابن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت به 
٠‏ عليهم؛ قال ابن الهمام: ولا معارضة لازمة بين هذه والأولى في شيء بأدنى تأمل وقوله ولدك 
يجوز كونه مجازاً عن الربائب وهم» الأيتام في الرواية الأخرى وكونه حقيقة فالمعنى أن ابن 
! مسعود إذا تملكها أنفقها عليهم. والجواب أن ذلك كان في صدقة نافلة لأنها هي التي كان عليه 
., الصلاة والسلام يتخوّل بالموعظة والحث عليها وقوله وهل يجزىء؟ وإن كان في عرف الفقهاء 
٠‏ الحادث لا يستعمل غالباً إلا في الواجب لكن كان في ألفاظهم. » لما هو أعم من النفل لأنه لغة 
الكفاية فالمعنى هل يكفي التصدق عليه في 7 تحقيق مسمى الصدقة» وتحقيق مقصودها من 
إ التقرب إلى الله تعالى" . 


: 15 


9 AE iG 








د 





( ال ع عه 


E SELA NITE ا‎ NIS SE NRE N E EE E مح سدس اوس‎ E E ا‎ 


کتاب j‏ باب أفضل اا ۳۷۱ / 





--(۷) وعن ميمونةً بنتِ الحارث: أنها أعتَمّث وليدة في زمانٍ رسول الله كلو ١‏ 


فذكرّث ذلك لرسول الله يا فقال : «لو أعطيتها أخوالَكِ كانّ أَعْظَمْ لأجرك». متفق عليه . 
5 (۸) وعن عائشةً رضي الله عنهاء قالت: يا رسول الله! إِنّ لي جارّين فإلى 
أيّهما أهدي؟ قال : «إلى أقربهما مِنكِ باباً». رواه البخاري 


/ وعن أبي ذَرَء قال: قال رسول الله كَل: «إذا طبخت مَرقَةَ فأكثر‎ )4( ١907 


ماءهاء وتعاهَدٌ جيرانك» . رواه مسلم . 





5 (وعن ميمونة بنت الحارث إنها أعتقت وليدة) أي جارية مولودة في ملكها 
مملوكة (في زمان رسول الله ل) أي من غير إعلامه (فذكرت ذلك) أي الإعتاق (لرسول الله 
يك فقال لو أعطيتها) وفي نسخة صحيحة أما إنك لو أعطيتها بكسر التاء» وفي نسخة بإشباع 


الحال. (كان أعظم لأجرك) لأنه كان صدقة وصلة (متفق عليه). 


5 (وعن عائشة قالت: يا رسول الله إن لي جارين ن فإلى أيهما أهدي؟) أي أولاً أو ,< 
زيادة (قال إلى أقربهما منك باباً) أي لا جداراً (رواه البخاري) ولعل وجهه أنه أكثر اختلاطأً ‏ 


وأظهر اطلاعاً فيكون بحسن العشرة وظهور المودة أولى وقد قال تعالى: #وبالوالدين إحساناً 
وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب € [النساء ‏ 5] فدل على 
أن الجار الأقرب بمزيد الإحسان أنسب» وليس المراد انخصار الإهداء إلى الأقرب» كما هو 
ظاهر الحديث لما في الآية والحديث الآني وهو قوله. ّ 


۷ - (وعن أبي ذر قال: قال رسول الله ككل: إذا طبخت مرقة) أي فيها لحم أولاً 
(فأكثر ماءها) أي على المعتاد لنفسك (وتعاهد جيرانك) جمع الجار يعني تفقدهم بزيادة ! 
طعامك وتجدد عهدك بذلك وتحفظ به حق الجوار قال ابن الملك: إنما أمره بإكثار الماء ا( 


في مرقة الطعام حرصاً على إيصال نصيب منه إلى الجارء وإن لم يكن لذيذاً (رواه 


مسلم) . 


الحديث رقم ه197: أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم 1047. ومسلم في صحيحه 1۹٤/۲‏ / 


حديث رقم ٤٤(‏ - 444). وأبو داود في السئن ۲/ ۳۲۰ حديث رقم 1589. 


الحديث رقم ۱۹۳٩‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 7١9/0‏ حديث رقم 6. وأحمد فى المسند /٦‏ . 


107 


السئن ١51/7‏ حديث رقم ۲۰۷۹. 











VY‏ كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة 





الفصل الثانى 
٠١١ 4‏ ) وعن أبي هريرة» قال: يا رسول اللَّو! أي الصدقة أفضَلُ؟ قال: « 


: المقِلّ» واندا يمن تعو لفن رواه أبو داود . 


)١11( 9‏ وعن سلمانٌ بن عامرء 





(الفصل الثاني) 

٠‏ 4 (عن أبي هريرة قال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال جهد المقل) بضم 
الجيم ويفتح قال الطيبي : الجهد بالضم الوسع والطاقة» وبالفتح المشقة وقيل: هما لغتان أي 
أفضل الصدقة ما يحتمله حال القليل المال والجمع بينه وبين ما تقدم أن الفضيلة تتفاوت 
٠‏ بحسب الأشخاصء وقوّة التوكل وضعف اليقين. اه. وقيل: المراد بالمقل الغنى القلب ليوافق 
قزل افضل 'الصدقة» نا كان عن طهر نن وقال ابن الملك: أي انل الغيدقة ها قفر عليه 
الفقير الصابر على الجوع أن يعطيه والمراد بالغنى في قوله أفضل الصدقةء ما كان عن ظهر غنى 
٠‏ من لا يصبر على الجوع والشدة توفيقاً بينهما فمن يصبر فالإعطاء في حقه أفضل ومن لا يصبر 
٠‏ فالأفضل في حقه أن يمسك قوتهء ثم يتصدق بما فضل. اه. وحاصل ما ذكروه أن تصدق 
الفقير الغني القلب ولو كان قليلاً أفضل من تصدق الغني بكثرة المال» ولو كان كثيراً فهو من 
1 أدلة أفضلية الفقير الصابر على الغني الشاكر وإن عبادة الأوّل مع قلتها أفضل من الثاني مع 
كثرتهاء > فكيف بتساويهما؟ ويحتمل أن يكون المراد من الحديث ما ورد في حديث مرفوعاًء 
٠‏ سبق درهم مائة ألف درهم رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ 
من عرضه مائة ألف»ء فتصدق بها رواه النسائي عن أبي ذر 0 وابن حبان عن أبي 
٠‏ هريرة على ما في الجامع الصغير للسيوطي”". (وابدأ) أي أيهما المتصدق أو المقل (بمن تعول 
رواه أبو داود) . 

ٍ 6 (وعن سليمان بن عامر) كذا في النسخ مصغراً وقال ميرك: صوابه سلمان مكبراً 
٠‏ بلا ياء وسليمان سهو من الكتاب أو من صاحب الكتاب» والله أعلم بالصواب انتهى. وقال 
٠‏ المؤلف: في أسماء رجاله هو سلمان بن عامر الضبي عداده في البصريين قال بعض العلماء: 





ر الحديث رقم ۱۹۳۸: أخرجه أبو داود في السنن 7117/7 حديث رقم /171/1. 

(۱) وهو الحديث رقم (۱۹۲۹). 

(۲) الجامع الصغير ۲۸٦/۲‏ حديث رقم .456٠‏ 

الحديث رقم ۱۹۳۹: أخرجه الترمذي في السنن 477/7 حديث رقم 158. والنسائي 97/0 حديث رقم 
١‏ 7 وابن ماجه ٥۹۱/۱‏ حديث رقم 1844. والدارمي 488/١‏ حديث رقم .118١‏ وأحمد في 
ُ المسند .7١5/4‏ 


E a TR e ا‎ 


كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة يفف 





قال: قال رسولٌ الله اة : «الصدقةٌ على المسكين صدقةٌء وهيّ على ذي الرّحم ثَِتانِ: 
صدقةٌ وصلةٌ». رواه أحمدء والترمذي» والنسائي» وابن ماجهء والدارمي. 


)١1١1(- ٠١‏ وعن أبي هُريرة» قال: جاءَ رجل إلى النبيٌ ية فقال: عندي دينارٌ 
فقال: «أنفَقْهُ على نفسكٌ». قال: عندي آخرٌ. قال: «أنفَقْهُ على ولدِك» قال: عندي آخرٌ. 
قال : «أَنفِقُهُ على أهِلِك» قال: عندي آخرٌ. قال: «أُنفِقْهُ على خاومكڭ». قال: عندي آخَرٌ. . 
قال: «أنتَ أعلَمْ» . رواه أبو داودء والنسائي. 


۱-(۱۳) وعن ابن عبّاس» قال: قال رسولٌ الله 4: ألا أخبرُكم بخير 
لنّاس؟ 1 
ليس فى الصحابة من الرواة ضبى غيره انتهى كلامه وقد ذكره بعد سلمان الفارسى» فدل على ١‏ 
أ االو الات لأسلى كان كن ات اا لزه ون غا كيهان د موان 
ابن الأكوع» وسليمان بن بريدة. (قال: قال رسول الله كنُ: الصدقة على المسكين» صدقة) أي ٠‏ 
واحدة (وهي على ذي الرحم ثنتان) أي متعدد (صدقة وصلة) يعني أن الصدقة على الأقارب» 
أفضل لأنه خيران ولا شك إنهما أفضل من واحد. (رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه , 
والدارمي) . ْ 

٠‏ (وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ية فقال: عندي دينار) أي وأريد أن 
أنفقه (قال أنفقه على نفسك قال عندي آخر قال أنفقه على ولدك. قال عندي آخر قال أنفقه على 
أهلك) قال الطيبي: إنما قدم الولد على الزوجة لشدة افتقاره إلى النفقة» بخلافها فإنه لو طلقها , 
لأمكنها أن تتزوّج بآخر. اه. والأظهر أن يقال لأن نفقة الزوجة تقبل الانفكاك عن اللزوم» ٠‏ 
بخلاف نفقة الولد سيما إذا كان صغيراً فقيرأء (قال عندي آخر قال أنفقه على خادمك قال ١‏ 
عندي آخر قال أنت أعلم) بحال من يستحق الصدقة من أقاريك وجيرانك» وأصحابك . (رواه ! 
أبو داود والنسائي) . 


3 (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله كل : ألا أخبركم) يحتمل الاستفهام‎ 0١ 
. والتنبيه في الإعلام (بخير الناس؟) أي بمن هو من خير الناس» إذ ليس الغازي أفضل من جميع‎ 
الناس مطلقاً وكذلك بشر الناس إذ الكافر شر منه كذا قيل: والأظهر أن المراد بالناس هم‎ 
المؤمنون لأنهم المقصودون منهم» ومع هذا فلا شك أن قاتل الناس شر منه ولعل نكتة‎ 


الحديث رقم :١194٠‏ أخرجه أبو داود في السنن ۰/۲ حديث رقم ۱٨۹۱‏ . والنسائي ٥‏ حديث رقم 1 
2 
الحديث رقم :1944١‏ أخرجه الترمذي في السنن 64 حديث رقم ٠٠٥۲‏ . والنسائي 0/ 47 حديث رقم : 
89 والدارمي ۲٠١/۲‏ حديث رقم 5”. ومالك في الموطأ ۲٤٣/۲‏ حديث رقم ٤‏ من ' 
كتاب الجهاد. 


د م م ا ل ا ل ن ا > ن م س د س مص م ا 


٤‏ كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة 











حل قم ر ي ألا أخبركم بالذي يتلوة؟ رجل مُعتزِلٌ في عُتئِمةٍ له 
5 يودي ى اللو ها ألا أخبركم به بشرٌ النّاس؟ رجُلٌ يُسألَ باللَّهِ ولا يُعطي بها . رواه 
الترمذي› والنّسائىّ» والدارمى . 


)۱٤۴( _-- ۲‏ وعن أمّ بُجَيْدِء قالث: قال رسول الله اة : «رُدُوا السَّائلَ ولو بظِلْف 
| مُحَرّق). رواه مالك. والنسائي» 
i‏ 
0 الإطلاق المبالغة في الحث على الأؤل» والتحذير عن الثاني . (رجل) بالرفع على تقدير [هو] 
)) وبالجر على البدلية (ممسك) صفة رجل أي آخذ (بعتان فرسه في سبيل الله) أي متهيىء -- 
ي مع أعداء الله (آلا أعبركم الذي يخلوه؟) آي يتبغه ويقربه في الخيرية (رجل معتزل) !بالوجهين 
| متباعد عن الناس منفرد : عنهم إلى موضع خال من البوادي» والصحارى. e‏ 
)| مثلاً وهو تصغير غنم بمعنى قطيع من الغنم (يؤدي حق الله فيها) ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل 
) يسأل (منه) على صيغة المفعول أي يطلب (بالله) أي بالقسم به بأن يقول الفقير لشخص أعطني 
| بالله (ولا يعطي) على البناء للفاعل أي الرجل المسؤول منه (به) أي بالله قال ابن الملك يکال 
؛) بصيغة الفاعل ولا يعطي بصيغة المفعول أي يسأل مالك لنفسه بالله ولا يعطى بالله إذا ستل به. 
8 اه. وهو غير صحيح فتأمل نعم يحتمل أن يكون الفعلان على بناء الفاعل» ويقدر الموصول 
) في الثاني فيكون المعنى من شر الناس من يسأل بالله أي باليمين والإلحاح» لأنه إيقاع للناس 
في الحرج ولأنه قد يعطي بسبب الحياء. فيكون أخذه حراماً ومن لا يعطى با أي بالقسم 
٠‏ التق امع افو على رل شو تمطيع دو ا ار عدر لق 
م الظاهرء من حالة الاضطرار والافتقار الملجىء إلى اليمين سيما إذا كان المسؤول من تتجب 
| عليه الزكاة والصدقة . (رواه الترمذي) أي من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس» وقال حديث 
تجسن ذكره ميرك (والنسائي والدارمي) . 


14۲ - (وعن آم بجيد) بضم الموحدة وفتح الجيم وسكون الياء كذا ذكره الطيبي 
) والقاموس والعسقلاني» وأما قول ابن حجر بالنون فغير صحيح ثم هي حوّاء بنت زيد بن 
)ا السكن الأنصارية وهي مشهورة بكنيتها كانت من المبايعات ذكره المؤلف. (قالت: قال رسول 
الله کل : ردوا السائل) قال ابن الملك: : وفي بعض النسخ لا تردوا السائل أي لا تجعلوه 
| محروماً بل أعطوه شنا : > (ولو بظلف» يكبير التعتجمة لبقن والح بمنزلة 0 

, (محرق) من الإحراق أراد المبالغة في رد السائل ادلی ما تسر ولم يرد صدور هذا الفعل من 
المسؤول منه» فإن الظلف المعرى ين نفع به إلا إذا كان الوقت زمن القحط (رواه مالك 
والنسائي) أي بهذا اللفظ وكذا الإمام أحمد في مسنده والحاكم في تاريخه» عن الحواء بنت 





ل م ES‏ 





6 الحديث رقم 1947: أخرجه أبو داود في السنن ۳٠۷/۲‏ حديث رقم 11717. والترمذي ۵۲/۳ حديث 
1 رقم 578. والنسائي 4١/6‏ حديث رقم .٠٠٠١‏ ومالك في الموطأ ۲ حديث رقم 8 من 
4 كتاب صفة النبى كَِِ. وأحمد فى المسند 470/5. 











كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة Vo‏ 





وروی الترمذيٌ وأبو داود معئاه . 


(19) وعن ابن عمرّء قال: قال رسول الله ل : «من اسْتَعادٌَ بالل فأعيڈوف ٠‏ 
ومَنْ سألَّ باللّهِ فأعطوة ومَنْ دَعاكم فأجيبوةُ» ومَنْ صَنَعٌ إليكم مَعروفاً فكافئوة؛ فن لمم ٠‏ 
تجدوا ما تكافئوةُ فاذعوا له حتى ثُرَوا أنْ قذ كافأئموة». رواه ألحمة وأبو داود» والنسائىّ. 





السكن وروي الترمذي وأبو داود معناه . 


۳ - (وعن ابن عمر قال: قال رسول الله يَكلخِ: من استعاذ) أي من سأل منكم ٠‏ 
الإعاذة مستغيثاً (بالله فأعيذوه) قال الطيبي: أي من استعاذ بكم وطلب منكم دفع شركم أو ٠‏ 
شر غيركم عنه» قائلاً بالله عليك أن تدفع عني شرك فأجيبوه» وادفعوا عنه الشر تعظيماً ٠‏ 
لاسم الله تعالى فالتقدير من استعاذ منكم متوسلاً بالله مستعطفاً به» ويحتمل أن تكون الباء ٠‏ 
صلة استعاذ أي من استعاذ بالله فلا تتعرضوا له بل أعيذوه وادفعوا عنه الشرء فوضع أعيذوا 2 
موضع ادفعوا ولا تتعرضوا مبالغة. (ومن سأل بالله فأعطوه) أي تعظيماً لاسم الله وشفقة ٠‏ 
على خلق الله (ومن دعاكم) أي إلى دعوة (فأجيبوه) أي إن لم يكن مانع شرعي (ومن 0 
صنع إليكم معروفاً) أي أحسن إليكم إحساناً قولياً أو فعلياً (فكافئوه) من المكافأة أي ٠‏ 
احسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم لقوله تعالى: #هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) 7 
[الرحمن  ]٦١‏ و #أحسن كما أحسن الله إليك 4 [القصص - ۷۷] (فإن لم تجدوا ما 1 
تكافئوه) أي بالمال والأصل تكافئون فسقط النون بلا ناصب وجازمء إما تخفيفاً أو سهواً ا 
من الناسخين كذا ذكره الطيبي والمعتمد الأوّل لأن الحديث على الحفظ معوّل» ونظيره / 
كما تكونوا يول عليكم على ما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي بكرة. (فادعوا له) ٠ا‏ 
أي للمحسن يعني فكافئوه بالدعاء له (حتى تروا) بضم التاء أي تظنوا وبفتحهاء أي تعلموا '' 
أو تحسبوا (أن قد كافأتموه) أي كرروا الدعاء حتى تظنوا قد أديتم حقه قال ابن الملك: أ 
وقد جاء من حديث آخر من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في ١١‏ 
الثناء"“. قلت : رواه النسائي والترمذي وابن حبان عن أسامة مرفوعاً قال فدل هذا الحديث ': 
على ند قال ا خد ا كن | مده واو + :ققد ان الوقن وف كان فة كتير" ١١‏ 
وكانت عادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إذا دعا لها السائل تجيبه» بمثل ما يدعو لها ,+ 
ثم تعطيه من المال فقيل لها تعطين السائل وتدعين بمثل ماءيدعو لك فقالت: لو لم أدع (: 
له لكان حقه بالدعاء لى على أكثر من حقى عليه بالصدقة فادعو له بمثل ما يدعو لى حتى ( 
أكافىء دعاءه؛ بدعائي لتخلص لي الصدقة. (رواه أحمد وأبو داود والنسائي). ٠‏ 1 


الحديث رقم ۱۹٤۳‏ : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ١١‏ حديث رقم 17177. والنسائي 0/ 47 حديث رقم 3 
/1 . وأحمد فى المسند 58/7. 


_ .5١*8 الترمذي في السنن الحديث رقم‎ )١( 








V0‏ كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة 





)١1(- 14‏ وعن جابرء قال: قال رسول الله يكةِ: «لا يُسأَلٌ بوجَّه الله إلا 
1 الجنّهًا . رواه أبو داود. 


الفصل الثالث 


: (10) عن أنسء قال: كاد أبو طلحةً أكثرٌ الأنصارٍ بالمدينة مالا من نخل» 
. وكانٌ أحبٌ أمواله إليه بيدحاءء 





4 (وعن جابر قال: قال رسول الله ب4 : لا يسأل بوجه الله) أي بذاته (إلا الجنة) 
بالرفع أي لا يسأل بوجه الله شيء إلا الجنة مثل أن يقال اللهم إنا نسألك بوجهك الكريم» أن 
تدخلنا جنة النعيم ولا يسأل روي غائباً نفياً ونهياً مجهولاء ورفع الجنة ونهيا مخاطبا معلوما 
مفرداً ونصب الجنة. قال الطيبي: أي لا تسألوا من الناس شيئاً بوجه الله مثل أن تقولوا أعطى 
شيئاً بوجه الله أو بالله فإن اسم الله أعظمء من أن يسأل به متاع الدنيا بل اسألوا به الجنة أو لا 
' تسألوا الله متاع الدنياء بل رضاه والجنة الوجه يعبر به عن الذات (رواه أبو داود) . 


(الفصل الثالث) 

ْ 65 (عن أنس قال: كان أبو طلحة) أي زوج أمه (أكثر الأنصار بالمدينة مالا) تمييز 

(من نخل) بیان (وكان أحب أمواله) بالرفع (إليه بيرحا) بفتح الباء وسكون الياء وفتح الراء 
. وبالحاء المهملة كذا ضبطه العسقلاني» ثم قال: وجاء في ضبطه أوجه كثيرة جمعها ابن الأثير 
في النهاية فقال: يروي بفتح الباء وكسرها وبفتح الراء وضمهاء وبالمد والقصر فهذه ثمان 
لغات» وفي رواية ابن سلمة بريحا بفتح أوله وكسر الراء وتقديمها على التحتانية وفي سنن أبي 
٠‏ داود باريحا مثله لكن بزيادة ألف. اه. وفي المغرب البراح المكان الذي لا سترة فيه من شجر 
أو غيره كأنها زالت وبيرحا فيعلى منه وهى بستان لأبي طلحة الأنصاري بالمدينة» وعن شيخنا 
٠‏ أنه قال رأيت محدثي مكة يرونها بيرحا وحاء اسم رجل أضيف إليه البئر» والصواب الرواية 
. الأولى وفي المقدمة اختلف في ضبطه فقيل بلفظ البئر والإضافة لمثل حرف الهجاء فعلى هذا 
فحركات الإعراب في الراء وأنكر ذلك أبو ذر وإنما هي بفتح الراء على كل حال وقال الصوري 
هي بفتح الراء والياء في كل حال فخلصنا على أربعة أقوال وحكي بالمد والقصر [فيها] فتصير 
. ثمانية وقال الطيبي بيرحاء وبيرحاء بالمد فيهما وبيرحا بالقصر قيل فيعلا من البراح وهي الأرض 


1 الحديث رقم 5 -: أخرجه أبو داود فى السنن ۲ حديث رقم 1351/1. 

الحديث رقم :۱۹٤١‏ أخرجه البخاري في صحيحه ٠۲٠/۳‏ حديث رقم .147١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۳ حديث رقم (47 - 448). والدارمي في السنن ٤١۷/١‏ حديث رقم .٠٠٠١‏ وأحمد في 
المسند ۳/ .١٠٤١‏ 


كتاب الزكاة/ باب أفضل الصدقة WY ٠‏ 








ذكافت تل الجن وکال رسول الله ية يدخلّها ويشربٌ من ماء فيها طيّب . قال ٠‏ 
أنس: فلمًا نزلث هذه الآية: لن تنالوا البرّ حتى تُنْفِقُوا مما تُحبُونَ 24 e‏ 
رسول الله ا فقال: يا رسول اللَه! إِنَّ الله تعالى يقول: لن تنالوا البرّ حتى تُنفِقُوا مِمّا ' 
تُحبُونَ نَ 4 وَإِنَْ أحبٌ مالي إليّ بيَرْحاءُء وإِنّها صدقة للَّهِ تعالى» أرجو برها ا 1 
الله فضَعْها يا رسو الله حيثٌ أراكَ اللّهُ. فقال رسولٌ الله 6ل : بخ بخ ذلك مال رابحٌ» ١‏ 
ولصتا فلت راي ي أرى أن تجعلّها في الأقرَبِينَ». فاك :انو ف اقل ار 
للها فقسّمها أبو طلحةٌ في 





الظاهرة. اه. فتحصل من مجموع المنقول أن الوجه المعتمد ما ضبطناه أولأًء وعليه أكثر ١‏ 
النسخ وفي بعضها بكسر الباء» وضم الراء ثم في النسخ المصححة برفع أحب على أنه اسم ١‏ 
كان والخبر بيرحا ونصبه لفظي» أو تقديري وفي بعضها بنصب أحب على أنه الخبر وبثر حاء 
اسم مؤخر. (وكانت) أي البقعة أو البئر (مستقبلة المسجد) أي مسجد رسول الله ية (وكان ١‏ 
رسول الله َة يدخلها) أي البقعة التي هي البستان أو بستان اليكل (ويشرب من ماء فيها) أي : 
في البقعة أو في البئر (طيب) أي حلو الماء أو حلال لا شبهة فيه (قال أنس: فلما نزلت هذه ١‏ 
الآية #لن تنالوا البر *) أي الجنة قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وقيل: التقوى وقيل: 
الطاعة وقيل : الخير وقال الحسن: لن تكونوا أبراراً ((حتى تنفقوا مما تحبون )20 أي من 
أحب أموالكم إليكم (قام أبو طلحة إلى رسول الله يل فقال: يا رسول الله إن الله تعالى 8 ش 
#لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون > وإن أحب مالي إلى بيرحا وإنها صدقة لله تعالى» أرجو 

برها) أي خيرها (وذخرها) أي نتيجتها المدخرة وفائدتها المدخرة يعني لا أريد ثمرتها العاجلة ۰ 
الدنيويةء الفانية» بل أطلب مثوبتها الآجلة الأخروية الباقية (عند الله فضعها) أي اصرفها (يا ٠‏ 
رسول الله حيث أراك الله) أي في مصرف علمك الله إياه وفي المعالم بلفظ حيث شئت. (فقال ٠‏ 
رسول الله د بخ بخ) بفتح الباء وسكون المعجمة وكسرها مع التنوين وكرر للمبالغة قال في + 
الصحاح» هي كلمة يقولها المتعجب من الشيء وتقال عند المدح والرضا بالشيء فإن وصلت ١‏ 
خفضت ونونت» وفي المقدمة فيها لغات إسكان الخاء وكسرها منوناً وبغير تنوين وبضمها منونا أ“ 
وبتشديدها مضموماً ومنوناً واختار الخطابي» إذا كرر تنوين الأولى وتسكين الثانية . (ذلك) أي . 
ما ذكرته أو التذكير لأجل الخبر وهو قوله (مال رابح) بالموحدة أي ذو ربح كلابن وتامر وقيل 
فاعل بمعنى مفعول أي مربوح ويروي بالياء أي رائح عليك نفعه ذكره الطيبي» وقوله بالياء يعني ٠‏ 
باعتبار الأصل وإلا فلا يقرأ إلا بالهمزة المبدل عنها كقائل وبائع وعائشة وفي المعالم بخ ذاك 
مال رابح [ذاك مال رابح]. (وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها) أي صدقة (فى . 
الأقربين) أي من الفقراء والمساكين ليكون جمعاً ب بين الصلة والصدقة. قال الطيبي: دل على أن ' 
الصدقة عليهم أفضل . (فقال أبو طلحة افعل) أي أنا بأمرك (يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في ٠‏ 





.47 سورة آل عمران آية رقم‎ )١( 





PVA‏ 020200 كتاب الزكاة/ باب صدقة المرأة من مال الزوج 





أقاربه وبني عمّه. متفق عليه . 


۱۹٤٦‏ - (۱۸) وعنه» قال: قال شرل الله کیا . يه : «أفضلٌ الصٌّدقةَ أنْ تُشبع كبداً 
: جائعاً». رواه البيهقيُ فى «شعب الإيمان . 


(۸) باب صدقة المرأة من مال الزوج 
الفصل الأول 


)١١( 17 [‏ عن عائشةء قالت: قال رسول الله كلِ: «إذا أنفقَتِ المرأةُ منْ طعام 


٣‏ أقاربه وبني عمه) يحتمل التخصيص والتفسير (متفق فق عليه) قال شيخنا الشيخ عطية» أنزله الله 


2 الدرجة العلية» حديث أنس رواه الشيخان ومالك وأحمد والترمذي» وأبو داود والنسائي 
ا وفي رواية لمسلم وغيره إنه قسمه.بين حسان بن ثابت» وأبيّ بن كعب وفي رواية 
لأحمد وغيره يا رسول الله لو استطعت أن أسره لم أعلنه. 

05 وم أي عن أنس (قال: قال رسول الله ية : أفضل الصدقة أن تشبع كبداً 


4 | جائعاً) قال الطيبي: : نعم المؤمن والكافر والناطق وغيره. أه. . وتقدم المستثنى (رواه البيهقي في 
1 شعب الإيمان) . 


(باب7")) 


1 بالسكون والتنوين قال ابن الملك: في بعض النسخ باب النفقة وفي بعضها باب ما تنفقه 
0 المرأة من مال زوجها. 


١‏ (الفصل الآول) 

ر 7 (عن عائشة قالت: قال رسول الله ب : إذا أنفقت المرأة) أي تصدقت (من طعام 
. بيتها غير مفسدة) نصب على الحال أي غير مسرفة في التصدق» وهذا محمول على إذن الزوج 
.. لها بذلك صريحاً أو دلالة وقيل: هذا جار على عادة أهل الحجاز فإن عاداتهمء أن يأذنوا 
. لزوجاتهم وخدمهم بأن يضيفوا الأضياف» ويطعموا السائل والمسكين والجيران فحرض رسول 


0 الحديث رقم ۱۹٤١‏ : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ۲۱۷/۳ حديث رقم 19457. 

)١( ,‏ سماه في المشكاة باب صدقة المرأة في مال زوجها. 

. الحديث رقم 19541: أخرجه البخاري في صحيحه ۱٣۷/۳‏ حديث رقم 1477. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۰ حديث رقم (79- .)1١7‏ وأحمد في المسند 5/ 44. 





کتاب الزكاة/ باب صدفه ة المرأة من مال اوج 





كانَ لها أجرُها بما أنفقث» ولرّوجها أجرّه بما كَسَبَء وللخازِنٍ مغل ذلك لا يَنقُصّ 
بعضهم أجرٌ بعض شيئاً؛. متفق عليه . 

4 -(1) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله كل : «إذا أنفمَتِ المرأهُ من 
كسب زّوجها منْ غير أمره؛ فلها نف أجره». متفق عليه . 

649 (۳) وعن أبي موسى الأشعريٌٍء قال: قال رسول الله بل : «الخازِنُ المسلمُ 
الأمِينُ الذي يُعطى ما أُمِرَ به كاملا مُوَكَّراً 





الله ية أمته على هذه العادة الحسنة» والخصلة المستحسنة (كان لها أجرها بما أنفقت) 
أي سبب إنفاقها (ولزوجها أجره بما كسب) أي بكسبه وتحصيله (وللخازن) أي الذي 
كانت النفقة في يده (مثل ذلك) أي الأجر (ولا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا) أي من 
النقصن أو من الأجر قاله الطيبي أي من طعام أعد للأكل وجعلت متصرفة» وجعلت له 
خازناً فإذا أنفقت المرأة منه عليه وعلى من يعوله من غير تبذير كان لها أجرهاء وأما 
جواز التصدق منه فليس في هذا الحديث دلالة عليه صريحاً نعم الحديث الآتي دل على 
جواز التصدق بغير أمره. وقال محيي السنة: عامة العلماء على أنه لا يجوز لها التصدق 
من مال زوجها بغير إذنه» وكذا الخادم والحديث الدال على الجواز اخرج على عادة 
أهل الحجاز يطلقون الأمر للأهل والخادم في التصدق والإنفاق» عند حضور السائل 
ونزول الضيف كما قال عليه الصلاة والسلام لا توعى فيوعى الله عليك (متفق عليه). 


46 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كِ: إذا أنفقت المرأة) أي تصدقت (من 
كسب زوجها) أي من ماله (من غير أمره) أي مع علمها برضى الزوج أو محمول على النوع 
الذي سومحت فيه من غير اذن. (فلها نصف أجره) قيل: هذا مفسر بما إذا أخذت من مال 
زوجها أكثر من نفقتهاء وتصدقت به فعليها غرم ما أخذت أكثر منها فإذا علم الزوج ورضي 
اولك كلها عبات SR‏ ينها > ونصف [أجره له] بما تصدقت به أكثر من 
نفقتها لأن الأكثر حق الزوج. (متفق عليه). 


48 (وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله ككلهِ: الخازن المسلم 
الأمين. الذي يعطي ما أمر به) أي من الصدقة ونحوها (كاملاً) حال من المفعول أو 
صعة لمصدر محذوف (موفراً) بفتح الفاء المشددة أي تاماً فهو تأكيد وبكسرها حال من 





الحديث رقم 1948: أخرجه البخاري في صحيحه 504/4 حديث رقم .0587٠‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۱ حديث رقم .)1١57-44(‏ وأبو داود في السنن ۳۱۷/۲ حديث رقم ۱۹۸۷. 

الحديث رقم 1949: أخرجه البخاري في صحيحه ۳٠۲/۳‏ حديث رقم 4 . ومسلم في صحيحه ۲/ 

٠لا‏ حديث رقم (۷۹ ۔ .)1١77‏ وأبو داود في السنن بض حديث رقم 17854. والنسائي 5/ 

06 حديث رقم ۹ . 








م كتاب الزكاة/ باب صدقة المرأة من مال الزوج 





طَيّبِةَ به نفسّه» فيدفعه إلى الذي أْمِرَ له به؛ أَحَد المتصدقيْن» . متفق عليه . 
)٤(_ ۰‏ وعن عائشةً» قالت: إِنَّ رجلا قال للنّبِيْ ية : إن أمّي افتُلِتَتْ نفسهاء 
وأظُها لوْ تكلّمتْ تصدَّقث» فهل لها أجرٌ إِنْ تصَدَّقْتٌ عنها؟ قال: «نعمْ». متفق عليه. 
الفصل الثانى 





. الفاعل» أي مكملاً عطاءه (طيبة) أي راضية غير شحيحة. (به) أي بالعطاء (نفسه فيدفعه) 
. عطف على يعطي (إلى الذي أمر له به) فيه شروط أربعة شرط الاذن لقوله ما أمر به 
وعدم نقصان ما أمر به فلقوله كاملاً موفراً طيب النفس» بالتصدق إذ بعض الخزان 
والخدام لا يرضون بما أمروا به من التصدق» وإعطاء من أمر له لا إلى مسكين آخر 
فالخازن مبتدأ وما بعده صفات له وخبره. (أحد المتصدقين) بصيغة التثنية أي المالك 
والخازن» وفي نسخة صحيحة بصيغة الجمع وقد صح رواية الجمع أيضاً كما في رياض 
٠‏ الصالحين»؛ وقال العسقلاني [رحمه الله]: ضبط في جميع روايات الصحيحين» بفتح 
. القاف على التثنية قال القرطبي: ويجوز الكسر على الجمع أي هو متصدق من 
المتصدقين (متفق عليه). 

٠‏ _ (وعن عائشة قالت: إن رجلاً) قيل هو سعد بن عبادة (قال: للنبي بيا إن أمي) 
قال ميرك : هي عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد٬‏ وكانت من المبايعات توفيت سنة 
. خمس من الهجرة (افتلتت) بصيغة المجهول من الافتلات وقوله (نفسها) بالنصب في الأكثر 
على أنه مفعول ثان» وبالرفع على نيابة الفاعل والفلتة البغتة والأصل أفلتها الله نفسها أي 
اختلسها نفسهاء معدى إلى مفعولين ثم ترك ذكر الفاعل [وبني] للمفعول كما تقول اختلست 
الشيء» واستلبته وقيل: أخذت نفسها فلتة أي ماتت فجأة ولم تقدر على الكلام. (وأظنها لو 
تكلمت) أي لو قدرت على الكلام (تصدقت) أي من مالها بشيء وأوصت بتصدق شيء من 
مالها. (فهل لها أجر إِنْ؟ تصدقت عنها؟ قال نعم) قيل: لا يصل إلى الميت إلا الصدقة والدعاء 
ذكره الطيبي (متفق 


(الفصل الثانى) 
٠‏ 140۱ (عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يآ يقول في خطبته عام حجة 
الحديث رقم ۱۹٩٩‏ : آخرجه البخاري في صحيحه ۳٣۲/۳‏ حديث رقم ۱۳۸۸. ومسلم في صحيحه ۲/ 
545 حديث رقم (۵1 ۔ .)۱۰۰٤‏ وابن ماجه ٩۹۰٦/۲‏ حديث رقم ۲۷۱۷۔ 


الحديث رقم :198١‏ أخرجه الترمذي في السنن ۵٥۷/۳‏ حديث رقم .1۷١‏ وابن ماجه ۷٠١/۲‏ حديث 
رقم ۲۲۹۵. 


كتاب الزكاة/ باب صدقة المرأة من مال الزوج ۴۸1 





الوداع : «لا تُنَفِقُ امرأةٌ شيئاً من بيتِ رّوجها إلا بإذنٍ روجها». قيل: يا رسول اللَّه! ولا . 
الطعام؟ قال : «ذلك أفضل أموالنا». رواه الترمذيّ. 

۲ -(1) وعن سَعدِء قال: لما باع رسول الله اة النساء قامتٍ امرأةٌ جَليلةٌ 
كأنّها من نساءِ مُضرء فقالث: يا نبيّ اللا إن كَل على آبائنا وأبنائنا وأزواجناء فما يَجِلُّ لنا 
من أموالهم؟ قال: «الْوَطبٌ اله وتّهْديئه . رواه أبو داود. 


الفصل الثالث 


فذكرث ذلك له» فدعاه» فقال: «لِمْ ضربته؟» قال: يُعطي طعامي بير 





الوداع) بفتح الواو وتكسر (لا تنفق) نفي وقيل: نهى في المصابيح إلا لا تنفق (امرأة شيئاً من . 
بيت زوجهاء إلا بإذن زوجها) أي صريحاً أو دلالة (قيل: يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك) أي ٠‏ 
الطعام (أفضل أموالنا) أي أنفسنا وفي نسخة أموال الناس يعني فإذا لم تجز الصدقة بما هو أقل ٠‏ 
قدراً من الطعام بغير إذن الزوج فكيف تجوز بالطعام الذي هو أفضل؟ (رواه الترمذي). 


65 - (وعن سعد قال لما بايع رسول الله ية النساء قامت امرأة جليلة) أي عظيمة 
القدر أو طويلة القامة (كأنها من نساء مضر) وهي قبيلة (فقالت: يا نبي الله أنا كل) بفتح الكاف 
أي ثقل وعيال (على آبائنا وأبنائناء وأزواجنا فما يحل لنا من أموالهم؟) أي من غير أمرهم (قال 
الرطب) بفتح الراء وسكون الطاء ما يسرع إليه الفساد من اللبن والمرق والفاكهة والبقول» ونحو 
ذلك وقع فيها المسامحة بترك الاستئذان جرياً على العادة المستحسنة بخلاف اليابس ذكره 
الطيبي . (تأكلنه وتهدينه) أي ترسلنه هدية (رواه أبو داود) . 


(الفصل الثالث) 


6 (عن عمير مولى أبي اللحم) أي مملوكه سمي به لأنه كان لا يأكل اللحم وقيل : 
كان لا يأكل ما ذبح على الأصنام وكان اسمه عبد الله ذكره الطيبي والأظهر أن وجه تسميته أنه 
أبي اللحم» أن يعطيه مولاه إلى المسكين كما يدل عليه قوله (قال أمرني مولاي أن أقدد لحماً) 
بتشديد الدال من القد وهو الشق طولا (فجاءني مسكين فأطعمته منه فعلم بذلك مولاي فضربني 
فأتيت رسول الله كله فذكرت ذلك له فدعاه فقال لم ضربته؟ قال يعطي طعامي» من غير أن 





الحديث رقم 1987: أخرجه أبو داود في السنن ۳۱۹/۲ حديث رقم 1585. 


الحديث رقم ۱۹٩۳‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم (۸۲ ۔ ۱۰۲۵). 


1 f 





PAY‏ کتاب ب ال كاة/ با باب من لا يعود في الصدقة 
8 





أن آمُرّه. فقال: «الأجرٌ بيتكما». وفي رواية قال : كنت مَملوكاًء فسألتٌ رسول الله ل : 
أتصدّق من مال مواليّ بشيء؟ قال: : انعم والأججُ بينكما نصفان» . رواه مسلم . 


ا (9) باب من لا يعود في الصدقة 


ع الفصل الأول 


)١( 4‏ عن عمرٌ بن الخطاب [ رضي اللّهُ عنه ]» قال: حملت على فرس في 


ae 


ْ )أسبيل اله فأضاعه الذي کان عنده» فأردتٌ أَنْ أشتريّه ؛ وظَئَئْتٌ نه َبيعُه يرخص » فسألتٌ 

ال كلا فقال: «لا تَشترهِ ولا تَعْدُ فى صدقتِك وإنْ أعطاكه بدرهم. 

آمره) أي بغير إذني إياه (فقال الأجر بينكما) أي لو أردت أو رضيت قال الطيبي: لم يرد به 

إطلاق يد العبدء بل كره صنيع مولاه في ضربهء على آمر تبين رشده فيه فحث السيد على 

١ 1‏ اغتنام الأجرء والصفح عنه فهذا تعليم وإرشاد لآبي اللحم لا تقرير لفعل العبد. (وفي رواية قال 
كنت مملوكا أ فسألت رسول الله ية أتصدق من مال يولي بتشديد الياء (بشيء) أي تافه أو 
)| مأذون فيه عادة (قال نعم والأجر بيتكما نصفان. رواه مسلم) . 





(باب من لا يعود في الصدقة) 


أي لا حقيقة ولا صورة. 


0 (الفصل الأوّل) 
01/7 1404 (عن عمر بن الخطاب قال: حملت) بتخفيف الميم أي أركبت شخصاً. (على 
أفرس) أي للغزو (فني سبيل الله) قال الطيبي: أي جعلت فرساً حمولة من لم يكن له حمولة من 
؛|المجاهدين› وتصدقت بها عليه (فأضاعه) أي الفرس (الذي كان عنده) يعني أساء سياسته 
|والقيام بتربيته وعلفهء حتى صار كالشيء الضائع الهالك . (فأردت أن أشتريه) أي الفرس منه 
| (وظننت أنه يبيعه برخص) بضم الراء وسكون الخاء FE‏ أو لأنه لقيه رخيصاً 
١|أو‏ لكوني منعماً عليه (فسألت النبي بي فقال لا تشتره) بهاء الضمير أو السكت وهو نهي تنزيه . 
)) (ولا تعد في صدقتك) أي صورة (وإن : أعطاكه) وصلية (بدرهم) الجار متعلق بقوله لا تشتره أو 
:)بقوله أعطاكه قال ابن الملك: وذهب بعض العلماء ء إلى أن شراء المتصدق صدقته حرام. لظاهر 


( 

الحديث رقم 1984: أخرجه البخاري في صحيحه 7601/7 حديث رقم .159١‏ . ومسلم في صحيحه ۳/ 
0 1 حديث رقم (۷ ۔ 1577). وأبو داود في السنن ۸۰۸/۳ حديث رقم .٠٠۳۹‏ والنسائي 7/ 
1 0 حديث 2-0 لحن 1 واين ٠‏ ماج e‏ حديث ر 4 واحيد فى الت ان" 





كتاب الزكاة/ باب من لا يعود فى الصدقة AY‏ 





فإنّ العائدٌ في صدقته كالكلب يعودُ في فَئِها. وفي رواية : «لا تعُذ في صدَقتك» فَإِنَّ العائة '' 
فى صدقته كالعائدٍ فى قيئه» . متفق عليه . 


8 (۲) وعن بُريدَةٌ» قال: كنت جالساً عند النبيّ يله إِذْ أتنه امرأةء فقالث: يا 
رول الله) إني تصَدّقتٌ على أمي بجاريةء وإِنّها ماتث. قال: «وجبَ أجرُكء ورَدّها علّيكِ ' 
الميراثٌُ». قالث: : يا رسول الله! إِنّهِ كان علّيها صومٌ شهرء أفأصومٌ عنها؟ قال: «صومي 
عنها» . قالتٌ: : إِنّها لم تح قط أَفأحُجٌ عنها؟ قال : انعم» خجي عنها». رواه مسلم. 





الحديث والأكثرون على [إنها] كراهة تنزيه لكون القبح فيه لغيره» وهو أن المتصدق عليه ريما ' 
يسامح المتصدق في الثمن بسبب تقدم إحسانه فيكون كالعائد في صدقته. في ذلك المقدار : 
الذي سومح (فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه) قال الطيبي: E‏ عي لأنه , 
نصىء عن الخبة والدناءة والخروج عن المروءة. (وفي رواية لا تعد في صدقتك) أي ولو في ٠‏ 
الصورة (فإن العائد في صدقته) أي حقيقة (كالعائد في قيئه متفق عليه) وفي المعالم للبغوي عن 
حمزة بن عبد الله بن عمر› خطرت على قلب عبد الله بن عمر هذه الآية: #لن تنالوا البر حتى ‏ 
تنفقوا مما تحبون € [آل عمران] قال ابن عمر : ا a‏ 
إلى من فلانة هي حرة لوجه الله» وقال لو أني لا أعود في شيء جعلته لله لنکحتها. 

١ 1400‏ - (وعن بريدة قال كنت جالساً عند النبي و إذا أتته امرأة» أي جارية (فقالت يا اا 
رسول الله إني تصدقت) أي ة قبل ذلك (على أمي بحارية) أي بتمليكها لها هبة ة أو صدقة (وإنها) ([ 
ل ار ا ا 
أي الجارية (عليك الميراث) النسبة مجازية أي ردها الله عليك بالميراث» وسرت لحار ملعا 
لك بالورث» وعادت إليك بالوجه الحلال والمعنى أن ليس هذا من باب العود في الصدقة لأنه ا 
ليس أمراً اختيارياً قال ابن الملك: أكثر العلماء ء على أن الشخص إذا تصدق بصدقة على قريب إل 
ثم ورثها أحلت له وقيل: : يجب صرفها إلى فقير لأنها صارت حقاً لله تعالى. اه. وهذا تعليل ١‏ 
و مركن و (قالت: : يا رسول الله إنه) أي الشأن (كان عليها صوم شهر) أي ا 
قضاؤه (أفاصوم عنها) أي حقيقة أ و حكماً (قال صومي عنها) أي بالكفارة قال الطيبي: جوّز ١‏ 
أحمد أن يصوم الرلى عو اميق > ما كان عليه من قضاء رمضان أو نذر أو كفارة بهذا ولم ٠‏ 
يجوز مالك والشافعي وأبو حنيفة رحمهم اله . اه. بل يطعم عنه وليه لكل يوم صاعاً من شعير ٠‏ 
أو نصف صاعء من بر عند أبي حنيفة وكذا لكل صلاة وقيل لصلوات كل يوم. (قالت: إنها لم . 
تحج قط أفاحج عنها؟ قال نعم حجي عنها) أي سواء وجب عليها أم لا أوصت به أم لا قال . 

ابن الملك: يجوز أن يحج أحد عن الميت بالاتفاق. (رواه مسلم) . 





الحديث رقم ه6١‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۸۰٥/۲‏ حديث رقم .)١144-1817(‏ وأبو داود فى ١‏ 


السنن ٦۰٤/۳‏ حديث رقم 8808. 
















































































كتاب الصوم 





(كتاب الصوم) 


هو لغة الإمساك مطلقاً ومنه قوله تعالى : لإني نذرت للرحمن صوماً ) [مريم - 17] 
أي إمساكاً عن الكلام وشرعاً إمساك عن الجماع وعن إدخال شيء بطناً له حكم الباطن من 
الفجر إلى الغروب عن نية كذا عرفه ابن الهمام'' ثم قال وهذا ثالث أركان الإسلام شرعه 
سبحانه لفوائد أعظمهاء كونه موجباً لشيئين أحدهما ناشىء عن الآخر سكون النفس الإمارة 
وكسر شهوتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان» والإذن والفرج فإن به 
تضعف حركتها في محسوساتها ولذا قيل إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاءء وإذا 
شبعت جاعت كلها والناشىء عن هذا صفاء القلب عن الكدرء فإن الموجب لكدوراته فضول 
اللسان والعين» وباقيها وبصفائه تناط المصالح والدرجات» ومنها كونه موجباً للرحمة 


والعطف على المساكين فإنه لما ذاق ألم الجوع فى بعض الأوقات» ذكر من هذا حاله في. ا 


عموم الساعات فتسارع إليه الرقة عليه والرحمة حقيقتها في حق الإنسان نوع ألم باطن» 


فيسارع لدفعه عنه بالإحسان إليه» فينال بذلك ما عند الله من حسن الجزاءء ومنها موافقة ١‏ 


الفقراء يتحمل ما يتحملون أحياناً وفي ذلك رفع حاله عند الله» كما حكي عن بشر الحافي 
أنه دخل عليه رجل في الشتاء فوجده جالساً يرعد وثوبه معلق على المشجب فقال له: في 
مثل هذا الوقت تنزع الثوب» أو معناه فقال يا أخي الفقراء كثير» وليس لي طاقة مواساتهم 
بالثياب تازس تحمل البردا كما ا اف وا كان يفول كن الأرلياء 
العارفين: عند كل أكلة اللهم لا تؤاخذني بحق الجائعين» وقد ثبت أن سيدنا يوسف عليه 
ا ل ا SR‏ 

ينسى أهل الجوع والفاقة وليتشبه بهم في الخاصة والحاجةء ثم كانت فرضية كرودريقياد» 
ا جرفت اا إلى ا هرذ عاف على رای مات عقن کا من الهجرة» 
كذا ذكره الشمني وقيل: لم يفرض قبله صوم وقيل كان ثم نسخ فقيل عاشوراء وقيل الأيام 
البيض» قال ابن حجر: وصح أنه لما فرض استنكروه وشق عليهم فخيروا بين الصوم وإطعام 
نسكين غواكل زوع كما في ارا اناسع بما في رد ونی شید سی الور 
eS‏ ما لم يحصل 


نوم أو يدخل وقت العشاء وإلا حرم ثم نسخ ذلك وأ بيح تعاطيه إلى طلوع الفجر. 
بلق فتح القدير ۲/ £ (۲) فتح القدير فسخ _ TE‏ 
هم 





aê 





امم E‏ لز ا E‏ 


5-5 


90 :نوه 7 سر 


U RE 


Hi N. ina‏ لك ب ووه سر N CHR N‏ م هوك" 


O a SC A a 4ب‎ 


faa iat 


ke 





O 





e GEE ا‎ CR E a SY a 


اا 


2 


E E r OT ROS RE ET A ESEN A RODS PN AN AWE ESN SEE EEE‏ ا 





A"‏ کتاب الصوم 





الفصل الأول 


)١( 171‏ عن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله كلل : «إذا دخلّ [ شه ] رمضانٌ 
عن أبي هرير سول الله 1355 | شهر 
ُتحثُ أبوابٌُ السّماءِ؛. وفي رواية: «فُتحث أبوابُ الجنة» وعُلْقتْ أبوابُ جهنّم» 





(الفصل الأوّل) 

37 (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا : إذا دخل رمضان) أي وقت شهره وهو 
مأخوذ من الرمضاء» في القاموس رمض يومنا كفرح اشتد حره وقدمه احترقت من الرمضاء 
للأرض الشديدة الحرارة» وسمي شهر رمضان به لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة 
القديمة» سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق زمن الحر أو من رمض الصائم» اشتد حر 
جوفه أو لأنه يحرق الذنوب ورمضان إن صح أنه من أسماء الله تعالى فغير مشتق» أو را جع إلى 
معنى الغافر أي يمحو الذنب ويمحقها. (فتحت) بالتخفيف رح اك تمان ب 
وبالتشديد» لتكثير المفعول. (أبواب السماء) قيل فتحها كناية عن تواتر نزول الرحمة وتوالى 
طلوع الطاعة؛ ويؤيده رواية أبواب الرحمة قال الزركشي : إلا أن يقال إن الرحمة من أسماء 
الجنة قال: والأظهر أنه على الحقيقة» > لمن مات فيه أو عمل عملا لا يفسد عليه. (وفي رواية 
فتحت أبواب الجنة) وهو كناية عن فعل ما يؤدي إلى دخولها. (وغلقت) بالتشديد أكثر (أبواب 
جهنم) وهو كناية عن امتناع ما يدخل إليها لأن الصائم يتنزه عن الكبائرء ويغفر له ببركة الصيام 
الصغائر» وقد ورد الصيام جنة”'' قال التوربشتي: فتح أبواب السماءء كناية عن تنزيل الرحمة 
وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق» وأخرى بحسن القبول» وغلق أبواب 
جهنم عبارة عن تنزيه أنفس الصوام» عن رجس الفواحش والتخلص من البواعث على 
المعاصي بقمع الشهوات فإن قيل ما منعكم أن تحملوا على ظاهر المعنى؟ قلنا لأنه ذكر على 
سبيل المن على الصوام وإتمام النعمة عليهم فيما أمروا به وندبوا إليه حتى صار الجنان في هذا 
الشهر كأن أبوابها فتحت ونعيمها أبيحت والنيران كأن أبوابها غلقت وأنكالها عطلتء وإذا ذهينا 
فيه إلى الظاهر لم يقع المن موقعه ويخلو عن الفائدة لأن الإنسان ما دام في هذه الدارء فإنه 
غير ميسر لدخول إحدى الدارين وجوز الشيخ محيي الدين النووي [رحمة الله] الوجهين في فتح 
أبواب السماءء وتغليق أبواب جهنم أعني الحقيقة والمجاز أقول يمكن أن يكون فائدة الفتح 





الحديث رقم ۱۹٩٩‏ : أخرجه البخاري في صحيحه ١١7/4‏ حديث رقم ۱۸۹۹٩‏ . ومسلم في صحيحه /١‏ 
4 حديث رقم و/وا١1).‏ والدارمي في السنن ۲ حديث رقم Yo‏ . ومالك في الموطأ 
5٠ ۰/١‏ حديث رقم 09 من كتاب الصيام. 

)00( رواه أحمد والنسائي ع SEA SC‏ 1ت 0 .)١1969(‏ 





كتاب ا AV‏ 





وسُلسلَتٍ الشَّياطينُ». وفى رواية: «فُْتِحَتْ أبوابُ الرّحمة». متفق عليه. 


961 (1) وعن سهل بن سعدء قال: قال رسول الله يلِ: «في | لجئّة ثمانية الأ 


أبواب» منها: بابٌ يُسمّى البَيَانَ لا يَدَخْلّه إلا الصائمودً». متفق عليه. 





توفيق الملائكة على استحماد فعل الصائمين» ا ا رايغ (ناعلم 
المكلف المعتقد ذلك بأخبار الصادق يزيد في نشاطء ويتلقاه از وينصره حديث عمر 
في الفصل الثالث أن الجنة تزخرفت لرمضان الحديث ذكره الطيبي . (وسلسلت الشياطين) أي 
قيدت بالسلاسل مردتهم وقيل: كناية عن امتناع تسويل النفوس واستعصائها عن قبول وساوسهم 
إذ بالصوم تنكسر القوّة الحيوانية التي هي مبدأ الغضب» والشهوات الداعيين إلى أنواع السيئات 
وتنبعث القوّة العقلية المائلة إلى الطاعات» كما هو مشاهد أن رمضان أقل الشهورء معصية 
وأكثرها عبادة . (وفي رواية فتحت أبواب الرحمة) أي وغلقت أبواب جهنم إلى آخره قاله الطيبي 
(متفق عليه) قال ميرك : إلا رواية أبواب السماء فإنها من أفراد البخاري» وإلا رواية أبواب 
الرحمة فإنها من أفراد مسلم والرواية المتفق عليها فتحت أبواب الجنة ورواها النسائي. اه 


وقال النووي: قيل: الأصل أبواب الجنة والروايتان الأخريان من تصرف الرواة تم كلامه» فكان. 


حق المصنف أن يجعل الرواية المتفق عليها أصلاً ثم يقول وفي رواية فتحت أبواب السماءء 
وفي رواية فتحت أبواب الرحمة ثم يذكر وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين. 


417 (وعن سهل بن سعد) أي الساعدي الأنصاري» كان اسمه حزنا فسماه عليه 
الصلاة والسلام سهلاً ذكره المؤلف وهما صحابيان (قال: قال رسول الله كه: في الجنة ثمانية 
أبواب) أي طبقات على طبق عبادات ويمنع الجار حمل الباب» على بابه إلا أن يقال التقدير في 
سور الجنةء ثمانية أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم من أصحاب الأعمال الصادرة من أهل 
الإيمان» عنده تعالى معلوم (منها باب يسمى الريان) إما لأنه بنفسه ريان لكثرة الأنهار الجارية 
إليهء والأزهار والأثمار الطرية لديه أو لأن من وصل إليه يزول عنه عطش يوم القيامة» ويدوم 
له الطراوة والنظافة في دار المقامة قال الزركشي : الريان فعلان كثير الري نقيض العطش» سمي 
به لأنه جزاء الصائمين على عطشهم وجوعهم واكتفى بذكر الري عن الشبعء > لأنه يدل عليه من 
حيث إنه يستلزمه وقيل: لأنه أشق ما فيه عطش الكبدء > لا سيما في شدة الحر إذ كثيراً ما يصبر 
على الجوع دون العطش» ثم قيل ليس المراد به المقتصر على شهر رمضان»ء بل ملازمة النوافل 
من ذلك وكثرتها. (لا يدخله) أي لا يدخل باب تلك الطبقة أو لا يدخل منه أي من ذلك 
الباب . (إلا الصائمون) والمعنى الأول أظهرء لزنه يعدم خوك ا يكرك تافضي ا 
بخلاف المعنى الثاني» فإنه قد يدخل من باب آخر. (متفق عليه) . 


000( في المخطوطة «بأربحته». 
الحديث رقم ۱۹٩۷‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 78/5 حديث رقم 5761. . ومسلم في صحيحه ۲/ 
E‏ ا وا aA‏ ل لد 


8 م‎ 
AS ES 3" PSE SESS 
o saê ahê e raa NY a N aga TS askê N ani N o a N 2 ON aS لاصو بر‎ eam NS جهن و لكر ابا" هوم كر يجيام لكر‎ 






را 


رع م م 


د 


خا دا ا احا و ا 


- 
ادي 


ر 


E ع‎ 
SNE 


6 () في المخطوطة «لجواز». . 





0 كتاب الصو‎ FAR 





۸ -_(۳) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ب : «مَنْ صامَ رمضادً إيماناً 
واحتساباً غَفِرَ له ما تقدّمٌ من ذَنبه. ومنْ قامٌ رمضانٌ إيماناً واحتساباً عُفرَ له ما تقدّمَ منْ ذنبه. 
ومَنْ قامَ ليله القذر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدّم منْ ذنبه». 





۸ _ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ككهِ: من صام رمضان) أي أيامه وفيه أنه 
لا يكره أن يقال رمضان بدون شهر وكرهه بعض العلماء لخبر أنه من أسماء الله وهو شاذ لأن 
الخبر الضعيف لا يثبت اسم الله. (إيماناً) نصب على أنه مفعول له أي للإيمان وهو التصديق 
بما جاء به النبي بي والاعتقاد بفرضية الصوم قاله الطيبي وقيل: تصديقاً لثوابه» وقيل نصبه 
ل وام ا ا ا ل 
(واحتساباً) أي طلباً للثواب منه تعالى أو إخلاصاً أي باعثه على الصومء ما ذكر لا الخوف من 
الناس ولا الاستحياء منهم ولا قصد السمعة والرياء ع: 0 
بالصبر على المأمور به من الصوم وغيره وعن النهي عنه من الكذب والغيبة» ونحوه طيبة نفسه 
به غير كارهة له ولا مستثقلة لصيامه ولا مستطيلة لأيامه. (غفر له ما تقدم من ذنبه) أي من 
الصغائر ويرجى له عفو الكبائر (ومن قام رمضان) أي لياليه أو معظمها أو بعض كل ليلة بصلاة 
التراويح» وغيرها من التلاوة والذكر والطواف ونحوها وقال ابن الملك: غير ليلة القدرء تقديراً 
أي لما سيأتي التصريح بها تحريراً أو معناه أدى التراويح فيها. (إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم 
من ذنبه ومن قام ليلة القدر) أي سواء علم بها أو لا (إيماناً) أي بوجودها (واحتساباً) لثوابها عند 
الله تعالى (غفر له ما تقدم من ذنبه) وقد سبق في كلام النووي أن المكفرات إن صادفت 
السيئات تمحوها إذا كانت صغائرء وتخففها إذا كانت كبائر وإلا تكون موجبة لرفع الدرجات 
في الجنات وقال الطيبي: رتب على كل من الأمور الثلاثة أمراً واحداًء وهو الغفران تنبيهاً على 
أنه نتيجة الفتوحات الإلهية ومستتبع للعواطف الربانية» قال تعالى : #إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً 
ليغفر لك الله 4 [الفتح - ١‏ - ؟] الآية وفى في ال اا أبن بيه .قال رقم ار شار عا 
اشاب فاضا لطا لا معن نحو قزل غا ئشة [رضي الله عنها] إن أبا بكر [رضي الله عنه] 
رجل أسيف» متى يقم مقامك رق والنحويون يستضعفون ذلك ويراه بعضهم مخصوصاً 
بالضرورة» والصحيح الحكم بجوا ره" مطلقاً لثبوته في كلام أفصح الفصحاء» وكثرة صدوره 
عن فحول الشعراء أقول نحوه فى ي التنزيل #من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه € [الأنعام  ]١١‏ 
و #من تدخل النار فقد أخزيته 4 [آل عمران ‏ ۱۹۲] و إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما» 
[التحريم - ]٤‏ [قال ابن الحاجب في الأمالي: جواب الشرط فقد صغت قلوبكما] من حيث 





حديث رقم (70-110). والترمذي في السنن ۳/ 1۸۳ حديث رقم 5487. وابن ماجه 075/1١‏ حديث 
رقم .١54١‏ والدارمي في السئن 47/7 حديث رقم .۱۷۷١‏ وأحمد في المسند 67/7. 





کتاب ا 44 





)٤( _- ۹‏ وعنهء قال : قال رسول الله يلل : e‏ الحسنةً 
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ » قال الله تعالى : إلا الصومٌ فإِنّهُ لي وأنا أجزي به» 


الأخبار كقولهم أن تكرمني اليوم فقد أكرمتك أمس» فالإكرام المذكور شرط وسبب للأخبار 
بالإكرام الواقع من المتكلم لأنفس الإكرام» فعلى هذا يحمل الجواب في الآية أي (أن تتويا إلى 
الله) يكن سبباً لذكر هذا الخبر وهو صغت قلوبكما وصاحب المفتاح أوَل المثال بقوله فإن تعتد 
بإكرامك لي الآن فاعتد بإكرامي إياك أمس» وتأويل الحديث من يقم ليلة القدر فليحتسب قيامه 


وليعلم أن الله قد حكم بغفرانه قبل. (متفق عليه 


8 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله کل : كل عمل ابن آدم) أي كل 
عمل صالح لابن آدم (يضاعف) أي ثوابه فضلاً منه تعالى (الحسنة) مبتدأ وخبر أي جنس 
الحسنات الشامل لأنواع الطاعات» مضاعف ومقابل (بعشر أمثالها) لقوله تعالى: #من جاء 
بالحسنة فله عشر أمثالها € [الأنعام  ]٠٠١‏ وهذا أقل المضاعفةء وإلا فقد يزاد. (إلى سبعمائة 
ضعف) بكسر الضاد أي مثل بل إلى أضعاف كثيرة كما في التنزيل: #من ذا الذي يقرض الله 
قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة € [البقرة ‏ 44 ؟] وقوله: #والله يضاعف لمن يشاء 4 
وقال بعضهم التقدير حسنته واللام عوض عن العائد إلى المبتدأ» وهو كل أو العائد محذوف 
اي للبم ماروا لتاقي زديك عمل لتنا تمن E‏ فلذلك وضع الحسنة 
موضع الضمير الراجع إلى المبتدأ في الخبر أي الحسنات يضاعف أجرها من عشر أمثالهاء إلى 
سبعمائة ضعف . (قال الله تعالى إلا الصوم) فإن ثوابه لا يقادر قدره ولا یحصی حصره إلا الله 
لاشتماله على خصوصيات لا توجد في غیره» ولذلك يتولى جزاءه بنفسه ولا يكله إلى ملائکه 
قدسه قال الطيبي: هو مستثنى عن كلام غير محكي دل عليه ما قبله» قيل: يحتمل أن يكون 
أوّل الكلام حكاية إلا أنه لم يصرح بذلك في صدره بل في وسطه. اه. وهو أظهر مما قبله 
ويحتمل أنه كك لما أفاد الجملة المتقدمة أتاه الوحي أو الإلهام من الله تعالى بالاستثناء فحكاه 
بألفاظه المنزلة قال الطيبي [رحمه الله]: واختص بهذه الفضيلة لوجهين الأوّل إنه سر لا يطلع 
عليه العباد» بخلاف سائر العبادات فيكون خالصاً لوجه الله تعالى» وإليه أشير بقوله تعالى (فإنه 
لي) لأن الصوم لا صورة له في الوجود» بخلاف سائر العبادات إذ كثيراً ما يوجد الإمساك 
المجرد عن الصوم فلا مقوم له إلا النية التي لا يطلع عليها غيره تعالى؛ ولو أظهر بقوله أنا 
صائم فإنه لا يدل على حقيقته» وتصحيح نيته (وأنا أجزي به) أي وأنا العالم يجزائه وإليّ أمره 


الحديث رقم 48 : أخرجه البخاري في صحيحه ١١8/14‏ حديث رقم 1904. وأخرجه مسلم في 
صحيحه ۲/ ۸۷ حديث رقم .)١٠١١ - ۱۹١(‏ والترمذي في السنن ١777/7”‏ حديث رقم .۷١٤‏ 
والنسائي ١77/54‏ حديث رقم ۲۲۱۵. وابن ماجه ٥۲٥/۱‏ حديث رقم ١74‏ . والدارمى ٤١/۲‏ 


حديث رقم ١ى".‏ وأحمد فى المسند 155/7. 





يدع شهوَنَةُ وطعامّهُ من أجلي» للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فطروء وفرحةٌ عند لقاء رهه 


ولوف ذ فم الصائم عند اللَّهِ أطيبُ عند الله من ريح المسك والصيامٌ جذ 





0 ولا أكله إلى غيري والثاني أنه يتضمن كسر النفس» وتعريض البدن للنقصان مع ما فيه من 
| الصبر على الجوع والعطش» وسائر العبادات راجعة إلى صرف المال واشتغال البدن بما فيه 
| رضاه فبينه وبينها أمد بعيدء وإليه يشير بقوله تعالى. (يدع شهوته) أي يترك ما اشتهته نفسه من 
ظ محظورات الصوم (وطعامه) تخصيص بعد تعميم أو الشهوة كناية عن الجماع والطعام عبارة عن 
| سائر المفطرات» وقدم الجماع اهتماماً بشأنه فإنه أقبح مفسداته (من أجلي) ا 
1 وقصد رضائي وأجري وفيه إيماء إلى اعتبار النية والاخلاص في الصوم» وإشعار بأن الصوم لا 

0 رياء فيه أصلاً لأن غاية ما يقوله المرائي أنا صائم» وهو لا يوجب رياء في أصل الصوم إنما 
ْ الذي وقع به الرياء الأخبار عن الصوم لا غير وقال ابن الملك: قوله فإنه لي أي لم يشاركني 
1 فيه أحد ولا عبد به عبدي» وهذا لأن جميع العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى قد عبد بها 
المشركون آلهتهم ولم يسمع أن طائفة منهم عبدت آلهتها بالصوم» ولا تقربت به إليها في عصر 
۲ من الأعصار. اه. وصوم المستخدمين لنحو الجن أو النجوم ليس لذواتهم بل ليتخلوا عن 
م الكدورات الجسمانية حتى يقدروا على ملاقاة الصور الروحانية . (للصائم فرحتان) أي مرتان من 


0 الفرح عظيمتان إحداهما في الدنياء والأخرى في الأخرى (فرحة عند فطره) أي إفطاره بالخروج 
ا 0-9 11 

عن عهدة المأمورء أو بوجدان التوفيق لإتمام الصوم» أو بالأكل والشرب بعد الجوع والعطش» 
7 أو بما يرجو من حصول الثواب وقد ورد ذهب الظمأ وثبت الأجر”“ أو بما جاء في الحديث 
7 من أن للصائم عند افطاره دعوة مستجابة . (وفرحة عند لقاء ربه) أي بنيل الجزاء أو حصول 
0 الثناء أو الفوز باللقاء (ولخلوف فم الصائم) بفتح لام الابتداء تأكيداً وبضم الخاء المعجمة. من 
0 خلف فمه إذا تغير رائحة فمه خلوفاً بالضم لا غير قال الزركشي ومنهم من فتح الخاء قال 
7 الخطابي: وهو خطأ أي ما يخلف بعد الطعام في فم الصائم من رائحة كريهة بخلاف المعتاد. 
:| (أطيب) أي أفضل وأرضى وأحب (عند الله من ريح المسك) عندكم لأن رائحة فم الصائم من 
َ أثر الصيام» وهو عبادة يجزى بها الله تعالى بنفسه صاحبها كذا قاله ابن الملك وقال بعض 
/] علمائنا: فضل ما يستكره من الصيام على أطيب ما يستلذ من جنسهء ليقاس عليه ما فوقه من 
7 آثار الصوم ونتائجه. اه. وفيه إشارة إلى أنه لا يلزم من هذه العبارة عدم إزالة الخلوف 
0 بالسواك» وغيره كما استدل الشافعي بهذا الحديث على أن السواك بعد الزوال مكروهء لأن 
6 نظيره قول الوالدة لبول ولدي أطيب من ماء الورد عندي وهو لا يستلزم عدم غسل البول» فكذا 
4 هذا وسيأتي بسط هذه المسألة إن شاء الله تعالى فى أثناء باب تنزيه الصوم . (والصيام جنة) بضم 
م الجيم أي وقاية كالقوس والمراد أنه حجاب وحصن للصائم» من المعاصي في الدنيا ومن النار 
2 

4 اس سس ا ببس 

6 (1) أبو داود في السننه ۷/۲ حديث رقم 717801 

6 2000 مع 2 اك لل 

OS aE ا‎ SRA GENT E لبي‎ 








کات الصوم” 1 
فإذا كان ب صوم أحدكم فلا يردُث ولا يَصحََبٍء فإِنْ سابّهُ أحداً أو قاتلَهُ فليَقُل: إني امرؤٌ إ٠‏ 


الفصل الثاني 5 


-00) عن أبي ریو قال الوسر ل الله كي : «إذا كان ول ليلة من شهر 31 
رمضانٌ صفدت الشياطينٌ ومردةٌ الجن ُ 
في العقبى . (وإذا) وفي نسخة صحيحة فإذا أي إذا عرفت ما في الصوم من الفضائل الكاملةء 1 
كان الوقت يوم صوم أحدكم (فلا يرفث) بضم الفاء ويكسر قال الزركشي : بتثليث الفاء وهو 1 
كذلك في القاموس (ولا يصخب) بفتح الخاء المعجمة أي لا يرفع صوته بالهذيان» وإنما نهى 1 
عنهما ليكون صومه كاملا فالمعنى ليكن الصائم صائما عن جميع المناهي» والملاهي وفي 4 
رواية للبخاري ولا يجهل قال الزركشي: وهو العمل بخلاف ما يقتضيه العلم. اه. فهو تعميم 1 

| 


بعد تخصيص (فإن سابه أحد) أي ابتدأه بسب أو شتم [(أو قاتله) أي أراد قتله بحرب أو ضرب 
أو مخاصمة ومجادلة] (فليقل إني امرؤ صائم) وهو إما باللسان لينزجر خصمهء فكأنه قال له إذا 
كنت صائماً لا يجوز لي أن أخاصمك بالشتم والهذيان» فلا يليق بك أن تعارضني في هذا 
الوقت لأنه على خلاف المروءة إعادة فيندفع خصمه أو معناه فلا ينبغي منك التطاول علي 
بلسانك أو بيدك» لأني في ذمة الله تعالى ومن يخفر الله في ذمته يهلكه» ولا مني بأن أغعضب 


E وا‎ N 


وأجازيك أو يقول في نفسه ليعلم أنه لا يجوز له الفحش والغضب. اه. وفي رواية للبخاري 0 
فليقل إني صائم مرتين. قال الر ركفي E E‏ ع لها معن 0 
مقاتلته خصمه› وذكره بلسانه كف لخصمه عن الزيادة وهو من أسرار الشريعة (متفق ی عليه) . 1 

(الفصل الثانى) 1 


| (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ية : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان‎ _- ١ 
| صفدت) بالتشديد ويخفف أي قيدت (الشياطين: ومردة الجن) جمع ما رد كطلبة وجهلة وهو‎ 
| المتجرد للشر ومنه الأمر لتجرده من الشعرء وهو تخصيص بعد تعميم» أو عطف تفسير وبيان‎ 
كالتتميه”'؟ وقال الطيبي : المارد هو العاتي الشديد» وتصفيد الشياطين إما في أيام وان ا‎ 
٠١ خاصة؛ وإما فيها وفيما بعدها من الأيام. اه. كلام المختصر وفيه أنه إن أراد بالأيام ضد‎ 


الحديث رقم :145٠‏ أخرجه الترمذي في السنن 75/8 حديث رقم 187. وابن ماجه 575/١‏ حديث أل 
رقم 11547. والنسائي في السنن ١79/4‏ حديث رقم .1١١17‏ وأحمد في المسند ١ "٠١/٤‏ 
)00( الست ري 0 











وبا 





وعَلَقَتْ أبوابٌ الَارِ فلم يُفتّح منها بابٌء وفحت أبوابُ الجنّةِ فلم يُغْلّق منها بابٌ» ويُنادي 
مناد : يا باغىّ الخير أقبل» ويا باغىّ الغ ضر وللّه عتقاءُ من ش 





الليالي فيرده هذا الحديث بعينه» حيث قال إذا كان أوّل ليلة وإن أراد بها الأوقات فهو صحيح 
لكن لا معنى لقوله وأما فيها الخ هذا ثم رأيت الطيبي ذكر في الشرح روي البيهقي عن الإمام 
أحمد عن الحليمي» إنه قال: يحتمل أن يكون المراد به أيامه خاصة وأراد الشياطين التي هي 
مسترقة السمع ألا تراه قال مردة الشياطين» لأن شهر رمضان كان وقتاً لنزول القرآن؛ إلى سماء 
الدنيا وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قال تعالى: #وحفظناها € [الحجر  ]١17‏ الآية 
والتصفيد في شهر رمضان مبالغة للحفظء ويحتمل أن يكون المراد به أيامه ويعده والمعنى أن 
الشياطين لا يتخلصون فيه من إفساد الناس» ما يتخلصون إليه في غيره لاشتغال أكثر المسلمين 
بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن وسار العبادات. اه. ويرد على الاحتمال الأول 
ما تقدم وأيضاً يلزم منه اختصاص هذا الوصف بأيام نزول الوحي» وهو زمن حياته عليه الصلاة 
والسلام وهو مع بعده وكونه خلاف ظاهر تصفيد ينافي الاطلاق» ولا يلائمه بقية الأوصاف 
الاتية على طريق الاستحقاق وقيل: الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم» كيلا يوسوسوا في 
الصائمين وأمارة ذلك تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن المعاصي» ورجوعهم بالتوبة إلى الله 
تعالى وأما ما يوجد من خلاف ذلك في بعضهم فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين» أغرقت 
في عمق تلك النفوس الشريرة وباضت في رؤوسهاء وقيل قد خص من عموم صفدت الشياطين 
زعيم زمرتهم» صاحب دعوتهم لمكان الأنظار الذي سأله من الله فأجيب إليه» فيقع ما يقع من 
المعاصي بتسويله واغوائه» ويمكن أن يكون التقييد كناية عن ضعفهم في الإغواء والاضلال. 
(وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب) كالتأكيد لما قبله (وفتحت أبواب الحنة » فلم يغلق منها 
باب) ولعلها أبواب مخصوصة منهما أو أبوابهما في غير رمضان» قد تفتح وتغلق بخلافها في 
هذا الزمن المبارك تعظيماً لشأنه» وفيه إشارة إلى أن الأزمنة الشريفة والأمكنة اللطيفة لها تأثير 
في كثرة الطاعة» وقلة المعصية. ويشهد به الحس والمشاهدة فلتغتنم الفرصة ويشير إلى هذا 
المعنى قوله. (وينادي مناد) أي بلسان الحال أو ببيان المقال من عند الملك المتعال (يا باغى 
الخير) أي طالب العمل والثواب (أقبل) أي إلى الله وطاعته بزيادة الاجتهاد فى عبادته» وهو أمر 
من الإقبال أي تعال فإن هذا أوانك فإنك تعطى الثواب الجزيل بالعمل القليل» أو معناه يا 
طالب الخير المعرض غنا ون طاعتا أقبل اليا وغل عيادتنا فزن الخ كل رفخ اقدرتنا 
وإرادتنا. (ويا باغي الشر) أي يا مريد المعصية (أقصر) بفتح الهمزة وكسر الصاد أي أمسك عن 
المعاصي وارجع إلى الله تعالى فهذا أوان قبول التوبة وزمان الاستعداد للمغفرة» ولعل طاعة 
المطيعين وتوبة المذنبين ورجوع المقصرين في رمضان من أثر النداءين» ونتيجة اقبال الله تعالى 
على الطالبين» ولهذا ترى أكثر المسلمين صائمين حتى الصغار الجواري» بل غالبهم الذين 
يتركون الصلاة يكونون حينئذ مصلين مع أن الصوم أصعب من الصلاة» وهو يوجب ضعف 
البدن الذي يقتضي الكسل عن العبادة وكثرة النوم عادةء ومع ذلك ترى المساجد معمورة 
حياء الليالي مغمورة والحمد لله. ولا حول ولا قوة إلا بالله. (ولله عتقاء) أي كثيرون (من 








كتاب الصوم 4 





النار وذلكَ كل ليلة» . رواه الترمذي. وابن ماجه . 


1 --_-(1( ورواه أحمد عن رجل» وقال الترمذي : هذا حديث غريب . 





النار) فلعلك تكون منهم (وذلك) قال الطيبي : أشار بقوله ذلك إما للبعيد وهو النداءء وإما 
للقريب وهو لله عتقاء. (كل ليلة) أي في كل ليلة من ليالي رمضان (رواه الترمذي وابن ماجه) 
قال الجزري: كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرةء 
وهذا إسناد صحيح قال ميرك: وهذا لا يخلو عن تأمل فإن أبا بكر بن عياش مختلف فيه 
والأكثر على أنه كثير الغلط» وهو ضعيف عن الأعمش ولذا قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا 
من رواية أبي بكرء وسألت محمد بن إسماعيل يعني البخاري عن هذا الحديث فقال حدثنا 
الحسن بن الربيع : عن أبي الأحوص عن الأعمش» عن مجاهد قوله قال وهذا أصح عندي من 
حديث أبي بكر يعني كونه موقوفاً على مجاهد. اه. كلام الترمذي لكن يفهم من كلام الشيخ 
ابن حجر العسقلاني أن الحديث المرفوع أخرجه ابن خزيمة”'' والترمذي» والنسائي وابن ماجه 
والحاكم" وقال: اللفظ لابن خزيمة ونحوه للبيهقي من حديث ابن مسعود وقال فيه: فتحت 
أبواب الجنة فلم يغلق باب منها الشهر كله. اه. كلامه ويقوي رفع الحديث إن مثل هذا لا 
يقال بالرأي» فهو مرفوع حكماً والله أعلم تم كلام ميرك وفيه أولاً أن ابن عياش ولو كان كثير 
الغلط عند الأكثر ضابط عند الأقل ومنهم الجزري» ولذا قال إسناده صحيح وأما قوله وهو 
ضعيف عن الأعمش» فلا يخلو عن غرابة لأن الضعيف ضعيف سواء عن الأعمش أو غيره 
وقوله ولذا قال الترمذي: غريب الخ لا يدل على ضعفه بل على غرابته حيث إنه أورده مرفوعاً 
مخالفاً لمن أورده موقوفاًء والغرابة لا تنافي الحسن والصحة كما هو مقرر في الأصول ولذا قال 
البخاري: وهذا أي كونه موقوفاً عن مجاهد أصح أي من كونه مرفوعاًء مع ما وقع فيه من 
النزاع وتحصل آخر الأمر أن كونه مرفوعاً أصح» هذا وأبو بكر بن عياش هو تلميذ الإمام 
عاصم أحد القراء السبعة وهو الذي سمى شعبة ويقدم على حفص في القراءة وقد فاق أقرانه في 
الفضائل» لكن اختلف في كونه ضعيفاً لقلة ضبطه في الحديث والله أعلم. 

١‏ (رواه أحمد عن رجل) إشارة إلى ضعفه لجهالة راويه ولكن تقدم أنه صح من 
طرق أخرى فلا يضر (وقال الترمذي: هذا حديث غريب) أي إسناداً كما ذكر والله أعلم. 





0( ابن خزيمة في صحیحه "/ ۲۸۸ حديث رقم 18417. 
)۳( الحاكم في المستدرك .]١١/١‏ 


الحديث رقم ۱۹١١‏ : أخرجه أحمد في المسند ."٠١ /٤‏ 












4 
3 
3 م سس 








الفصل الثالث 
5ك( غر ای هرن قال قال رسول الله ككل : «أتاكم فيان شور 
او فرشي الله عليكم صيامّة» تُفْتَحُ فيه أبواب السّماءِء وتُعْلَّقُ فيه أبوابُ الجحيم ونل 
فيه مَرَّدةٌ الشياطين» لِلّه فيه ليلهٌ خيرٌ من ألفٍ شهرء من حرم خيرّها 





(الفصل الثالث) 


۲ (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله بية: أتاكم) أي جاءكم (رمضان) أي زمانه 
أو أيامه (شهر مبارك) بدل أو بيان والتقدير هو شهر مبارك» وظاهره الأخبار أي كثر خيره 
الحسي والمعنوي كما هو مشاهد فيه» ويحتمل أن يكون دعاء أي جعله الله مباركاً علينا 
وعليكم» وهو أصل في التهنئة المتعارفة في أل الشهور بالمباركة» ويؤيد الأول قوله اة اللهم 
بارك لنا في رجب وشعبان» وبلغنا رمضان”'' إذ فيه إيماء إلى أن رمضان من أصله مبارك فلا 
يحتاج إلى الدعاء؛ فإنه تحصيل الحاصل لكن قد يقال لا مانع من قبول زيادة البركة. (فرض 
الله عليكم صيامه) أي بالكتاب والسنة وإجماع الأمة (تفتح فيه أبواب السماء) استئناف بيان 
ويحتمل أن يكون حالاً وهو بصيغة ة المجهول» وبالتأنيث في الأفعال الثلاثة ويجوز تذكيرها 


. وبتخفيف الفعلين الأوّلين ويشددان. (وتعلق فيه أبواب الجحيم) وفي نسخة الحميم وهو 


تصحيف (وتغل) بتشديد اللام من الإغلال (فيه مردة الشياطين) يفهم من هذا الحديث أن 
المقيدين هم المردة فقط . وهو معنى لطيف يزول به الاشكال السابق فيكون عطف المردة على 
الشياطين في الحديث المتقدم عطف تفسير» وبيان ويحتمل أن يكون تقييد عامة الشياطين بغير 
الإغلال والله أعلم بالأحوال (لله فيه) أي في ليالي رمضان على. حذف مضاف» أو في العشر 
الأخير منه يعني غالباً وإلا فهي مبهمة في جميع رمضان أو في جميع السنة» كما هو مذهبنا 
ولذا لو قال أحد لامرأته أنت طالق في ليلة القدر لا تطلق حتى يمضي عليها السنة كلها. (ليلة 
خير من آلف شهر) أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهرء ليس فيها ليلة القدر» (ومن 

حرم) بصيغة المجهول (خيرها) بالنصب قال الطيبي: يقال حرمه الشيء يحرمه» حرماناً وأحرمه 
أيضاً أي منعه إياه. اه. وفي القاموس أحرمه لغية أي من منع خيرها بأن لم يوفق لاحيائها ولو 
بالطاعة في طرفيها لما ورد أن من صلى العشاءء والصبح» بجماعة فقد أدرك حظه من ليلة 
القدرء وأما ما وقع في شرح مسلم من أنه لا ينال فضلها إلا من أطلعه الله عليهاء فالمراد منه 


الحديث رقم ۱۹١۲‏ : أخرجه النسائي في السنن ١794/4‏ حديث رقم .۲٠٠١‏ وأحمد في المسند 770/7. 
)1( )_البيهقي في شعب الإيمان حديث رقم 419. 











كتاب الصوم 





فقد خرم». روأه امد والنسائى . 


97 ۴ 1 مق ا هه 1 ايد ا 

(A) - 1۹۳‏ وعن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله يك قال : «الصيام والقران ا 

00 5 95 5 هل كم 0 2 ور جر 5 وه 5 أ 

يشفعانٍ للعبدٍ» يقول الصيام: أي ربُ! إني منعته الطعام والشهوات بالنهار. فشمعني فيه » | 
ويقول القران: منعتة النومَ بالليل فشمعني فيه فیشفعان) . ١‏ 

أ 

ا 

أ 





فضلها الكامل» (فقد حرم) أي منع الخير كله كما سيجيء صريحاً ففيه مبالغة عظيمة» | 
والمراد حرمان الثواب الكاملء أو الغفران الشامل الذي يفوز به القائم في إحياء ليلها قال ٠١‏ 


الطيبي : اتحد الشرط والجزاء دلالة على فخامة الجزاء أي فقد حرم خيراً لا يقادر قدره إ٠‏ 
(رواه أحمد والنسائي) قال ميرك : ورواه البيهقي كلهم عن أبي قلابة عن أبي هريرة ولم 7 
يسمع منه فيما أعلم قاله المنذري . ر 


7 (وعن عبد الله بن عمرو) بالواو رضي الله عنهما (إن رسول الله بل قال: إإإ 
الصيام) أي صيام رمضان (والقرآن) أي قراءة القرآن قال الطيبي: القرآن هنا عبارة عن | 
التهجد. والقيام بالليل كما عبر به عن الصلاة في قوله تعالى: «#وقرآن الفجر € [الإسراء ‏ 0 
۸ وإليه الإشارة بقوله ويقول القرآن منعته النوم بالليل . أه. وتعقبه ابن حجر بما لا طائل 3 
تحته. (يشفعان للعبد) وتتجسد المعاني 00 ويحتمل ببيان الحال. (يقول الصيام أي ٠‏ 
رب) أي یا رب ااي ب الطعام والشهوات) من عطف الأعم (بالنهار فشفعني) بالتشديد أي 3 
اقبل شفاعتي (فيه) أي في حقه (ويقول القرآن) ما كان القرآن كلامه تعالى غير مخلوق» لم 0 
يقل أي رب واخطأ ابن حجر خطأ فاحشاًء حيث قدر هنا أي رب فإنه مخالف لمذهب أهل | 
السنة خلافاً للمعتزلة» لا يقال أراد بالقرآن المقروء فأنا نقول لا يصح التقدير الموهم للتضليل 5 
ا إلى التفسيرء والتأويل لا سيما مع القاعدة المقررة أن المراد لا يدفع الإيراد وكلام ! 

غير المعصوم»ء لا يؤوّل فتأمل فإنه هو المعوّل وقد قال بعض المحققين من الشافعية: فإن 
قلت: هل يجوز أن يقال القرآن مخلوق؟ ومراداً به اللفظي؟ فالجواب لا لما فيه من الإيهام 
المؤدي إلى الكفر وإن كان المعنى صحيحاً بهذا الاعتبار» كما أن الجبار في أصل اللغة 
النخلة الطويلة ويمتنع أن يقال الجبار مخلوق» مراداً به النخلة لاويهام . اه. والله أعلم ثم 
رأيت في كلام ابن حجر ثقلاً عن ابن غباس أنه سمع رجلا يقول يا رب القرآن فقال مه أما 
علمت أن القرآن منهء أي أنه صفته القديمة القائمة بذاته فلا يجوز أن يوصف بالمربوبية 
المقتضية لحدوثه وانفصاله عن الذات تعالى الله عن ذلك. اه. وهو صريح في المدعي 
والحمد لله على ما أولى وهو له أولى في الآخرة والأولى. (منعته النوم بالليل فشفعني فيه 
فيشفعان) بالتشديد مجهولاً أي يقبل شفاعتهما وهذا دليل على عظمتهما ولعل شفاعة رمضان 
في محو السيئات» وشفاعة القرآن فى علو الدرجات. قال الطيبي : الشفاعة والقول من ¦ 
الصيام والقرآن إما أن يؤوّل أو يجري على ما عليه النصء وهذا هو النهج القويم والصراط !! 
المستقيم» فإن العقول البشرية تتلاشى وتضمحل عن ادراك العوالم الإلهية» ولا سبيل لنا إلا ا٠‏ 
الإذعان والقيول ومن أول قال استعيرت الشفاعة والقبول للصيا والقرآن لاطفاء غضب الله '١__‏ 


ا ا نے ل a‏ کے نای کی ا بيخخاباصييي ا پیک کی کے 





1 هقط ليد الوم ل ER‏ 


as N 


a ES A 


35 


ا 


3 عدم 6 


١ ۰ ۳۹٦‏ كتاب الصوم 





رواه البيهقى فى لاشعب الإيمان». 

4 -(4) عن أنس بن مالك» قال: دخلَ رمضانٌ فقالَ رسول اللّه يلهِ: «إِنّ هذا 
الشّهر قد حضرّكم.ء وفِيهٍ ليلةٌ خيرٌ من ألفٍِ شهرء من حُرِمّها فقد حُرِمَ الخيرٌ كلهء ولا 
عل و 2 
يخرم را الكل مروا دروا ابن ماجه. 

)٠١ ٠0(_ 56‏ وعن سلمانَ الفارسيٌ» قال: خطبّنا رسولٌ الله ي في آخرِ يوم من 
شعبانَ فقال: «يا أيُها الناسٌ! قد أظلكم : شهرٌ عظيمٌء 





واعطاء الكرامة ورفع الدرجات والزلفى عند الله. (رواه البيهقي في شعب الإيمان) قال ميرك : 
ورواه أحمد والطبراني في الكبير» ورجاله محتج بهم في الصحيح ورواه ابن أبي الدنيا في 
كتاب الجوع وغيره بإسناد حسن والحاک ° وقال: صحيح على شرط مسلم كذا ذكره 


4 (وعن أنس بن مالك قال: دخل رمضان»ء فقال رسول الله َة : إن هذا الشهر) 
الإشارة للتعظيم والمشار إليه محسوس عند أرباب التكريم» كما نقل عن سيدي عبد القادر 
روح الله روحه الكريم . (قد حضركم) أي فاغتنموا حضوره بالصيام في نهاره» والقيام في ليله . 
(وفيه ليلة) أي واحدة مبهمة من لياليه (خير من ألف شهر) أي فالتمسوها في كل ليلة رجاء أن 
تدركوها (من حرمها) أي خيرها وتوفيق العبادة فيها ومنع عن القيام ببعضها . (فقد حرم الخير 
كله ولا يحرم خيرها) أي حتى يتخلف عنها (إلاً كل محروم) برفع كل على البدلية ويجوز 
نصبه على الاستثناء» أي كل ممنوع من الخير لا حظ له من السعادة ولا ذوق له من العبادة. 
(رواه ابن ماجه) قال المنذري: وإسناده حسن إن شاء الله تعالى ورواه الطبراني في الأوسط› 
عن أنس ولفظه قال: سمعت رسول الله ي يقول هذا رمضان قد جاءكم» يفتح فيه أبواب 
الجنة ويغلق فيه أبواب النارء وتغل فيه الشياطين فبعد المن أدركه رمضان فلم يغفر لهء إذا لم 
يغفر له فمتى نقله ميرك . 

1۹10٥‏ - (وعن سلمان الفارسي) بكسر الراء (قال = خطبنا رسول الله (iE‏ وهو ب يحتمل 
خطبة الجمعة.» وخطبة الموعظة (في آخر يوم من شعبان فقال) أي بعد أن حمد الله وأثنى عليه» 
كما هو المعهود من حاله فى خطبة وكأن سلمان حذف ذلك اختصارا قلت: ما اختصره بل 
اقتصره وبيئه وأظهره بقوله خطبنا فإن الخطبة هى الحمد والثناء» كما هو مشهور عند العلماء 
والفقهاء. (أيها) وفي نسخة يا أيها (الناس قد أظلكم) بالظاء المشالة أي أشرف عليكم وقرب 
منكم (شهر عظيم) أي قدره لأنه سيد الشهور كما في حديث وقال الطيبي: أي شارفكم وألقى 


. 2/1 الحاكم في المستدرك‎ )١( 
.15454 حديث رقم‎ 517/١ الحديث رقم 19554: أخرجه ابن ماجه في السنن‎ 
.۲ 1:۸ حديث رقم‎ ۳٠۵ /۳ الح اي كفا : أخرجه الييهقي في شعب الإيمان‎ 


rere‏ ب 9 توي ر 





کتاب الصوم ۳4۷ 


شهرٌ مبارك» شهرٌ فيه ليله خيرٌ من ألفٍ شهرء جعلّ الله صيامَهُ فريضةًء وقيام ليله تطوعاً 
من تقرّبَ فيه بخصلةٍ من الخيرٍ كان كَمنْ أذّى فريضّة فيما سِواهُ» ومن أدّى فريضة فيه كان 
كمنْ أدّى سبعينَ فريضة فيما سواه. وهو شهرٌ الصَبرِء والصبرٌ ثوابة الجئّة» وشهرٌ 
المواساق» وشهرٌ يزادُ فيه رزق المؤمن» من فطرٌ فيه صائماً كانَ لهُ مغفرةٌ لذنوبه» وعِتقٌ 


رقبته منّ النارء وكانّ له مثل أجره من غير أن ينتقِصٌ من أجره شيء» 


ظله عليكم ونقل عن محيي السنة أنه بالطاء المهملة ففي النهاية أطل علينا بالمهملة أشرف» 
وأظلكم رمضان بالمعجمة أي أقبل عليكم ودنا منكم كأنه ألقى عليكم ظله. اه. وعبارته 
أحسن من عبارة الطيبي» كما لا يخفى. (شهر مبارك) أي على من يعرف قدره (شهر فيه ليلة) 
أي عظيمة وفي أصل ابن حجر ليلة القدر وهو سهو (خير من ألف شهرء جعل الله صيامه) أي 
صيام نهاره (فريضة) أي فرضاً قطعياً (وقيام ليله) أي احياءه بالتراويح» ونحوها (تطوّعاً) أي 
سنة مؤكدة فمن فعله فاز بعظيم ثوابه» ومن تركه حرم الخير وعوقب بعتابه. (من تقرب) أي 
إلى الله (فيه) أي في نهاره وفي ليلة (بخصلة من الخير) أي من أنواع النفل (كان كمن) أي ثوابه 
كثواب من (أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضته فيه) بدنية أو مالية (كان كمن أدى سبعين 
فريضة فيما سواه) أي من الأشهر وهذا فيما سوى الحرم إذ حسناته عن مائة ألف في غيره. 
(وهو شهر الصبر) لأن صيامه بالصبر عن المأكول والمشروب ونحوهما وقيامه بالصبر على 
محنة السهرء وسنة السحور عند السحر ولذا أطلق الصبر على الصوم في قوله تعالى: 
«واستعينوا بالصبر والصلاة € [البقرة - 45] وفيه إشارة لطيفة» بأن باقي الأشهر شهور الشكر 
فيكون إيماء إلى قوله تعالى: #اياماً معدودات € [البقرة - 184] أي زماناً قليلاً تسهيلاً 
للصائمين» وتسلية للقائمين. (والصبر) أي كماله المتضمن للشكر كما حرره الغزالي من أن 
وجودهما على وجه الكمال» متلازمان وفي التحقيق متعانقان وبكل طاعة وخصلة حميدة 
متعلقان + قإن الايمان تضفان تضفة صير وتصفة شك فرك المعصية عبن وامجال الطاعة شكر: 
(ثوابه الجنة) أو يقال الصبر على الطاعة» وعن المعصية جزاؤه الجنة لمن قام به مع الناجين 
وأما قول ابن حجر أي من غير مقاساة لشدائد الموقف فأمر زائد غير مفهوم من الحديث» فلا 
ينبغي الجراءة عليه (وشهر المواساة) أي المساهمة والمشاركة فى المعاش والرزق» وأصله 
الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً قاله الطيبي وفيه تنبيه على الجود والإحسان» على جميع أفراد 
الإنسان لا سيما على الفقراء والجيران. (وشهر يزاد في رزق المؤمن) وفي نسخة صحيحة يزاد 
فيه رزق المؤمن» سواء كان غنياً أو فقيراً» وهذا أمر مشاهد فيه ويحتمل تعميم الرزق بالحسي 
والمعنوي» وفي الحديث تشجيع على الكرم وتحضيض على ما ذكر قبله وبعده. (من فطر) 
بتشديد الطاء (فيه صائماً) أي أطعمه أو سقاه عند إفطاره من كسب حلال كما فى الرواية الآتية. 
(كان) أي التفطير (له) أي للمفطر (مغفرة لذنوبه وعتق رقبته) أي المفطر (من التار) أي سبباً 
لحصولهما وفي نسخة برفع المغفرة والعتق» فالمعنى حصل له مغفرة وعتق. (وكان له) أي 
وحصل للمفطر (مثل أجره) أي مثل ثواب الصائم (من غير أن ينتقص) من باب الافتعال (من 








۳4۹۸ كتاب الصوم 








قلنا: يا رسول الله! ليس كلّنا نجدُ ما نقَطر به الصائم . فقال رسول الله ية : «يعطي الله 
هذا الثواب من فطَرٌ صائماً على مَذقة لبن» أو تمرة أو شربة من ماءء ومن أشبعَ صائماً ؛ 
سقاة الله من حرف رة لأا يظما جى ندل الجن , وه ني ارك رمه وأوسطة 


ك 
46 
إن 


مكقزة» وا عض ن الثان:. ونلة تخت عن مار كد فيه » غر الله“ له وأعفقة من الارن 





مثل أجره أولاً. (قلنا: يا رسول الله أليس كلنا نجد ما نفطر الصائم؟) بالتكلم بالفعلين وفي 
نسخة بالغيبة فيهما أي لا يجد كلنا ما يشبعه» وإنما الذي يجد ذلك بعضنا فما حكم من لا يجد 
ذلك . (فقال رسول الله ية : يعطى الله هذا الثواب) أي من جنس هذا الثواب» أو هذا الثواب 
كاملاً عند العجز عن الإشباع. (من فطر صائماً على مذقة لبن) بفتح الميم وسكون الذال 
المعجمة أي شربة لبن يخلط بالماء (أو تمرة) وفي تقديم المذقة اشارة أي أنها أفضل من التمرة» 


)].. إما لفضيلة اللبن أو للجمع بين النعمتين. (أو شربة من ماء) وأو للتنويع في الموضعين وأما قول 


ابن حجر وكلكم يقدر على واحدة من هذه الثلاثة فغير صحيح باطلاقه. (ومن أشبع ضائماً سقاه 
الله) ولعل الاكتفاء بالإشباع في الشرط لأنه أفضل أو لكونه أصلا في الدنياء وبالإسقاء في الجزاء 
لكون الاحتياج إليه أكثر بل لا احتياج إلا إليه في العقبى (من حوضي) أي الكوثر في القيامة 
(شربة لا يظمأ) أي بيدها (حتى يدخل الجنة) أي إلى أن يدخلها ومن المعلوم أن لا ظمأ في 
الجنة لقوله تعالى: #وإنك لا تظمأ فيها * [طه  ]١١9‏ فكأنه قال لا يظمأ أبداً (وهو) أي 
رمضان (شهر أؤله رحمة) أي وقت رحمة نازلة من عند الله عامة ولولا حصول رحمته ما صام» 
ولا قام أحد من خليقته لولا الله ما اهتدينا # ولا تصدقنا ولا صلينا الحمد لله الذي هدانا لهذا 
وما كنا نهتدي» لولا أن هدانا الله (وأوسطه مغفرة) أي زمان مغفرته المترتبة على رحمته فإن 
الأجير قد يتعجل بعض أجرة قرب فراغه منه. (وآخره) وهو وقت الأجر الكامل (عتق) أي 
لرقابهم (من النار) والكل بفضل الجبارء وتوفيق الغفار للمؤمنين الأبرار للأعمال الموجبة 
للمغفرة والرحمة والعتق من النار. (ومن خفف) أي في الخدمة (عن مملوكه فيه) أي في 
رمضان رحمة عليه» واعانة له بتيسير الصيام إليه . (غفر الله له) أي لما فعله قبل ذلك من الأوزار 
(وأعتقه من النار) جزاء لاعتاقه المملوك من شدة العمل قال ميرك : ورواه ابن خزيمة”'2 في 
صحيحه وقال: إن صح الخبر» ورواه من طريقة البيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب 
باقتصار عنهماء وفي رواية لأبي الشيخ قال رسول الله يكِ: من فطر صائما في شهر رمضان» 
من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدرء ومن 
صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه» قال: فقلت: يا رسول الله من لم يكن عنده 
قال: فقبضه من طعام قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز؟ قال فمذقة لبن قلت: أفرأيت 
إن لم يكن عنده؟ قال فشربة من ماء قال المنذري : وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان» 
ورواه ابن خزيمة والبيهقي أيضاً باختصار عنه في حديث أبي هريرة وفي إسناده كثير بن زيد. 


)١( 3‏ ابن خزيمة الحديث رقم ۱۸۷۷. 2103-00 


- 


0 een ا‎ gS 


ا 





EL SLA SA A SA N SA NIA UE‏ ا ا ا ا ل SLA‏ ا الا 


کتاب الصوم ۳4۹۹ 


)١1(- 5‏ وعن ابن عبّاسء قال: کان رسول الله يله إذا دخل شه رمضان 
أطلقٌ كل أسيرٍ وأعطى كل سائل. 


77 (وعن ابن عباس قال: كان رسول الله يخ إذا دخل شهر رمضان أطلق كل 
أسير) أي محبوس ممن يستحق الحبس لحق الله أو لحق العبد بتخليصه منه تخلقاً بأخلاق 
الله تعالىء فإن الإطلاق في معنى الإعتاق وأما قول ابن حجر أي محبوس على كفره بعد 
أسره ليختار فيه ية المنَ أو القتل مثلاً فهو محمول على مذهب الشافعي» فإن الذكر الحر 
المكلف إذا أسر تخير الإمام بين القتل والمن والفداءء والاسترقاق وهو منسوخ عند الحنفية 
أو مخصوص بحرب بدر فإنه يتعين القتل أو الاسترقاق عندهم» هذا خلاصة ما في البيضاوي 
وقال صاحب المدارك : وحكم أساري المشركين عندنا القتل والاسترقاق» والمن والفداء 
المذكوران في الآية فمنسوخ بقوله تعالى: #اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم € [التوبة - 4] 
لأن سورة براءة من آخر ما نزل» أو المراد بالمن أن يمن عليهم بترك القتل» ويسترقوا أو 
يمن عليهم فيخلوا بقبولهم الجزية وبالقداءء أن يفادى بأساراهم أسارى المشركين فقد رواه 
الطحاوي مذهباً عن أبي حنيفة رضي الله عنه وهو قولهما والمشهور أنه لا يرى فداءهم لا 
بمال ولا بغيره لكلا يعودوا حرباً عليناء وعند الشافعي رحمه الله للإمام أن يختار أحد الأمور 
الأربعة القتل والاسترقاق والمن والفداء بأسارى المسلمين. اه. فاللائق بالمتكلم في الحديث 
أن يحمله على الوجه الأحسن وهو المتفق عليه لا على احتمال يخالفه بعض العلماء مع أنه 
ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام بالعموم فضلاً عن خصوص رمضانء أنه أعتق كافراً وأرسله 
قط فكيف يحمل على هذا المعنى استمراره الحقيقي أو العرفي المستفاد من كان المفهوم أنه 
في أوّل كل رمضان والله المستعان. (وأعطى كل سائل) أي زيادة على معتاده وإلا فلا كان 
عنده لا في غير رمضان أيضاً فقد جاء في صحيح مسلم إنه ما سئل شيئاً إلا أعطاه فجاءه 
رجل فأعطاه غنماً بين جبلين» فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطى عطاء 
من لا يخشى الفقر”", وروي البخاري من حديث جابر ما سئل رسول الله َيه عن شيء قط 
فقال”" لا وكذا عند مسلم أي ما طلب منه شيء من أمر الدنيا فمنعه قال الفرزدق: ما قال 
لا قط إلا في تشهده # لولا التشهد كانت لاؤه نعم قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام 
[رحمه الله]: معناه لم يقل لا منعاً للعطاءء ولا يلزم من ذلك أن لا يقولها اعتذاراً كما في 
قوله تعالى: قلت لا أجد ما أحملكم عليه € [التوبة - 97] ولا يخفى الفرق بين قول: 
«لا أجد ما أحملكم € [التوبة - 97] وبين لا أحملكم. اه. وفي حديث ابن عباس عند 
الشيخين قال كان النبي ية أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل 


الحديث رقم 5 : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ۳۱۱/۳ حديث رقم 85794. 
)١(‏ هو الإمام حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي ت .0/١1(‏ 

(۲( مسلم في صحيحه. 

إفة البخاري ذ 


صحيحه الحديث رقم ٦٨۳٤‏ 





















00 كتاب الصوم 





1۹۷ - (۱۲) وعن ابن عمرّ» أن النبيّ كَل قال: «إِنَّ الجكَةَ د تَرَخْرّف لرمضانٌ من 
رأس الحولٍ إلى حول قابل» قال: «فإذا کان أَوّلُ يوم من رمضادٌ هبّثْ ريح تحت العرش 
من ورّقِ الجنَّةِ على الحور العين» فيمّلنَ : يا ربٌ؛ اجِعَلُ لنا من عباوك أزواجاً تقر بهم 
أعيْناء وتقَرٌ أعينُهُم بنا». 





فيدارسه القرآن فلرسول الله يا حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة»› وأورد ابن 
ھر ھا نوالا وجرا ا ماري فان را 


۷ -_ (وعن ابن عمران النبي ب قال: إن الجنة تزخرف) أي تزين بالذهب ونحوه 
(لرمضان) أي لأجل قدومه (من رأس الحول إلى حول قابل) أي يبتدأ التزين من أل السنة 
منتهياً إلى سنة آتية أوّل الحول» غرة المحرم وحاصله أن الجنة في جميع السنة من أولها إلى 
آخرها مزينة لأجل رمضان» وما يترتب عليه من كثرة الغفران ورفع درجات الجنان ما قبله وما 
بعده من الزمان» ولا يبعد أن يجعل رأس الحول مما بعد رمضان ولعله اصطلاح آهل الجنان» 
ويناسبه كونه يوم عيد وسرور ووقت زينة وحبور ثم رأيت ابن حجر قال: لعل المراد هنا 
بالحول بأن تبتدىء الملائكة في تزينها أوّل شوّال» وتستمر إلى أوّل رمضان فتفتح أبوابها حينئذ 
ليطلع الملائكة على ما لا يطلعون عليه» قبل اعلاء ما لهم بعظم شرف رمضان وشرف هذه 
الأمة ومجازاتهم على صومهمء بمثل هذا النعيم المقيم الظاهر الباهر. اه. والأظهر أن ابتداء 
الزينة من أوّل رمضانء كما يدل عليه حديث فتحت أبواب الجنة الخ لأن الزينة المتعارفة تكون 
في أوائل أمر الفرح» وقد تكون بعد الفرح والمناسب هنا الأول ولا يبعد أن يراد باللام في قوله 
لرمضان وقتية ومن بيانية» ويؤيده ما ورد من أنه ترفع أعمال السنة في شعبان ثم ما به التمييز 
بين رمضان وغيره بأمور زائدة على الزينة في خصوصه. من فتح أبواب الجنة وغلق أبواب 
النيران وأمثالهما مما لا يعلمه إلا الله والله سبحانه وتعالى أعلم. (قال) أي النبي ية وإنما أعاد 
قال لئلا يتوهم أنه مقول ابن عمر فتدبر. (فإذا كان أوّل يوم من رمضان» هبت ربح تحت 
العرش) أي هبت ريح من تحت العرش» فنثرت رائحة عطرة طيبة قال ابن حجر : تحت العرش 
أي في الجنة لأن سقف الجنة عرش الرحمن» كما في الحديث وفيه أنه لا يلزم من كونه سقفاً 
بمعنى أعلاهاء وإنه ليس فاصل بينه ويتها أن يكون هبوب الريح في الجنة بل الظاهر أن الريح 
تنزل من تحت العرش» مبتدأ باعتبار ظهورها في الجنة. (من ورق الجنة) أي من ورق شجرها 

مبتدأ (على الحور العين) أي منتثرة”'' على رؤوسهن ولعلها أثر خلوف فم الصائم» الذي هو 
SSS EL OS‏ 
(أزواجاً : تقر) بفتح القاف وتشديد الراء أي تتلذذ (بهم) أي بطلعتهم وصحبتهم (أعيننا) أي 
أبصارنا أو ذواتنا (وتقر أعينهم بنا) قال الطيبي: هو من القر بمعنى البرد» وحقيقة قولك قر الله 


الحديث رقم 1451: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ۳/ ١1‏ حديث رقم 503777. 
0 . في المخطوطة «منتشرة» 05 





N NEIL ILI‏ امم امنا تق SL‏ لق تا کک م ام د ا 


كتاب 








روى البيهقى الأحاديث الثلاثة فى «شعب الإيمان» . 1 


۸ -_ (۱۳) وعن أبي هريرة» عن النبيّ ية أنه قال : اير اتو في آخر ليلق في را 
رمضانٌ» ٠‏ قيل: يا رسول الله ! أهيّ ليلةٌ القدر؟ قال : الا ولكنٌ العامل إِنْما بُوفى أجره إذا ٠‏ 
قضى عمَلّها . 





عينيه جعل دمع عينيه بارداًء وهو كناية عن السرور فإن دمعته باردة أو من القرار فيكون كناية !!؛ 
عن الفوز بالبغية فإن من فاز بها قر نفسه» ولا يستشرف عينه إلى مطلوبه لحصوله. (روي ا 
البيهقي الأحاديث الثلائة في شعب الإيمان) قال ميرك: لحديث ابن عمر شاهد من حديث ابن ا 
مسعود الغفاري» أخرجه ابن خزيمة في صحيحه» والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ في كتاب ٠”‏ 
الثواب ولفظه سمعت رسول الله بي ذات يوم وأهل رمضان فقال: لو يعلم العباد ما رمضان ': 
لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان» فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله» حدثنا فقال إن 
الجنة كزين لضان من رامن :الشول إلى الحرق» فا كان أرل يرم :من رمفئان هبك ريخ عن د 
تحت العرش» فصفقت ورق أشجار الجنة فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا ٠‏ 
من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وأعينهم بنا» قال: فما من عبد يصومٍ يوماً من ٠|‏ 
رمضان إلا زوّج زوجة من الحور العين في خيمة من درة كما نعت الله عر وجل «#حور + 
مقصورات في الخيام € قال ابن خزيمة: في القلب من جرير بن أيوب يعني أحد رواته شيء ٠‏ 
قال المنذري: وجرير بن أيوب البجلي: واه والله أعلم أقول وللحديث شاهد آخر من حديث ٠‏ 
ابن عباس أخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب والبيهقي أيضاً قال المنذري: وليس في إسناده ٠‏ 
ممن أجمع على ضعفه فاختلاف طرق الحديث يدل على أن له أصلا. : 


4 (وعن أبي هريرة» عن النبي بل أنه قال: يغفر لأمته) أي لكل الصائمين منهم ٠‏ 
قال الطيبي : هذا حكاية معنى ما تلفظ به ية لا لفظه أي الذي هو يغفر لأمتي (في آخر ليلة في 
رمضان) وفي نسخة من رمضان والمراد مغفرته الكاملة ورحمته الشاملة» فلا ينافي ما سبق من . 
أن أوسطه مغفرة (قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدرء قال: لا) هذا بظاهر رد على من اختار أن ! 
ليلة القدر هي ليلة تسع وعشرين» إذ قد تكون آخر ليلة منه ويمكن تأويله بأن يقال لا أي ليس :ر 
سبب المغفرة كونها ليلة القدر بل سببها كونها آخر ليلة» ويمكن أن تكون هي ليلة القدرء وان 
تكون غيرها من بقية ليالي عشر الأخير ويؤيده قوله (ولكن) بالتشديد ويخفف (العامل) أي | 
ولكن سببها أن العامل (إنما يوفى) أي يعطى وافياً (أجره) بالنصب على أنه مفعول ثان وفي / 
نسخة بالرفع على أنه نائب الفاعل والمفعول الثاني» مقدر أي إياه (إذا قضى عمله) الك 
وفرغ منه وقال الطيبي: استدراك لسؤالهم عن سبب المغفرة» كأنهم ظنوا أن الليلة الأخيرة هي هي ل 
ليلة القدرء بسبب المغفرة فبين بيه أن سببها هو إفراغ العبد عن العمل» وهو مطرد في كل ؛ 


)01( و الاير 1 0 





أحمد فى المسند ٠ OE‏ 





زر n‏ ور u‏ اسع e‏ بصو EE SR a E J‏ ا . 35 ##قو بك کے م ا د کے مايه يدر ی E‏ 7 0 
ست ن اد اس نيع ا ےت e‏ ا A‏ ا و E‏ او E E E ERE‏ ا a‏ 2 ی 


e‏ كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 


)١(‏ باب رؤية الهلال 
الفصل الأول 


ْ 48 -(1) عن ابن عمرّء قال: قال رسول الله يله : «لا تصوموا حتى نَرُوا 
0 





عمل . اه. والأظهر وضع الزمان موضع السبب» لأن ليلة القدر نفسها ليست سبباً بل هي زمان 
العبادة وهي سبب المغفرة» وفي قضى بمعنى فرغ مجاز المشارفة أو لأنه قد نوى حينئذ صوم 
اليوم؛ الآتي فكأنه صام ولا يبعد أن يراد بآخر ليلة في رمضان أو من رمضان ليلة العيدء 
إوالنسبة بأدنى ملابسة كما في عيد رمضان والله المستعان (رواه أحمد). 

i 


1 (باب رؤية الهلال) 
014 أي الأحكام المتعلقة بها. 


(الفصل الأوّل) 
۹ _(عن ابن عمر قال: قال رسول الله عه : لا تصوموا) أي ايوم تلاي نيعبات من 
ارمضان كما يدل عليه السياق (حتى تروا الهلال) أي حتى يثبت عندكم رؤية هلال رمضان 
أبشهادة عدلين أو أكثر شيت بعدل واحد عند أبي حنيفة أيضاًإذا كان في السماء غيم وعند 
؛ الشافعي أيضاً في أصح قوليه وعند أحمد سواء كان في السماء غيم أم لا وعند مالك لا تثبت 
' أصلاً قاله ابن الملك وقال القاضي : أي لا تصوموا على قصد رمضان» إلا أن يثبت وهو أن 
یری هو أو من يثق عليه والمتفرد بالرؤية إذا لم يحكم بشهادته يجب عليه عندنا أن يصوم ويسر 
أ إبافطار عيده. أه. ويصوم عندنا معشر الحنفية ولا ولا يفطر يوم عيد احتياطاً وقيل: : معنى 
: إقول أبي حنيفة لا يفطر لا يأكل ولا يشرب ولكن لا ينوي الصوم والتقرب به إلى الله تعالى» 
؛ الأنه يوم عيد في حقه للحقيقة التي عنده قال ابن الهمام : ولا يخفى أن التعليل بالاحتياط ينافي 
أتأويل قوله بذلك وقيل إن أيقن أفطر ويأكل سراً وعلى القول بأنه لا يفطر لو أفطر قضى ثم 


i8 


SE e RES “مدوم‎ 


الحديث رقم :١9459‏ أخرجه البخاري فى صحيحه ١١9/4‏ حديث رقم 1905. و متخ :73 
قم خر في قم في 
5 48 حديث رقم (۳۔ ۰۸۰ 0٠‏ وأبو داود في السنن ۲/ ۰ حديث رقم ۲۳۲۰. والترمذي في 


6 السنن 1۸/۳ حديث رقم .1۸٤‏ والنسائي 7/ 15 حديث رقم ۲۱۲۱. وابن ماجه ٥۲۹/۱‏ حديث 
4 رقم 1504. والدارمي 5/7 حديث رقم 1584. ومالك في الموطأ ١87/١‏ حديث رقم ۲ من 
t2‏ 2 








اا وي اللو سي 





N ل ل ا ا ل‎ SE ل ل لا ل‎ SEL ملا اي‎ SZ 
ا‎ 

کتاب الصوم/ باب رؤية a‏ ۳ 3 

ولا تُفُطروا حتى روه فان عُمّ عليكم فاقذروا له». 1 








منهم من قال لا كفارة عليه بلا خلاف ومنهم من حكى في لزومها الخلاف بعد رد شهادته وقبله ٠‏ 
والصحيح عدم لزومها فيهما ويحمل معنى الحديث لا تصوموا بنية رمضان حتى يتحقق عندكم ,. 
رؤية الهلال (ولا تفطروا حتى تروه) أي هلال شوّال قال ابن الملك: حتى تثبت رؤيته بشهادة ر 
عدلين لا بأقل بالاتفاق وظاهر عموم هذا النهي كالأحاديث الآتية يرد على الشافعية حيث قالوا ا 
المنفرد بالرؤية في أوّل رمضان يسر بفطره في عيده ولو لم ير هلال شزال لئلا يتعرض لعقوبة 1 
الحاكم وأما قول ابن حجر والنهي فيهما للتحريم على الأصل وهو بالنظر لعموم الناس كما يدل ١‏ 

عليه واو الجمع أما من رآه وحده ولم يشهد به أو لم يقبل أو أخبره به من اعتقد صدقه فيلزم : 
العمل بي رة وإن لج ينبت ومضان ولا وال على العو . اه. فلا يصلح أن يكون ' 7 
جواباً لسؤالنا كما هو ظاهر على أرباب الفهوم فتأمل حت التأمل (فإن غم) أي غطي الهلال في | 
ليلة الثلاثين (عليكم) أي أوله أو آخره قال الطيبي أي ستر الهلال بغيم من غممت الشيء ء إذا انأ 
غطيته وفي غم ضمير الهلال ويجوز أن يكون مسنداً إلى الجار والمجرور وبمعتى إن كنتم |0 
مغموماً عليكم وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه (فاقدروا) بكسر الدال ويضم وفي المغرب الضم ار 
خطأ (له) أي للهلال والمعنى قدّر والهلال الشهر المستقبل وقال الطيبي: أي فاقدروا عدد ١١‏ 
الشهر الذي كنتم فيه (ثلاثين يوماً) إذ الأصل بقاء الشهر ودوام خفاء الهلال ما أمكن أي قبل ١‏ 
الثلاثين والمعنى اجعلوا الشهر ثلاثين قال الزركشي: يعني حققوا مقادير أيام شعبان حتى ١١‏ 
تكملوا ثلاثين يوماً. اه. وفي شرح السنة معناه التقدير بإكمال العدد يقال قدرت الشيء أقدره اأ 
قدراً بمعنى قدرته تقديراً أ قال ابن الملك ذهب بعض إلى أن المراد به التقدير بحساب القمر في | 1 
المنازل أي اقدروا منازل القمر فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون. اه. وفي 7 
شرح السنة [قال ابن شريح] فاقدروا خطاب لمن خصه الله بهذا العلم وقوله فأكملوا [العدة] ٠‏ 
خطاب للعامة. اه. وهو مردود لحديث أنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب 9 فإنه يدل على أن | 
معرفة الشهر ليست إلى الكتاب والحساب كما يزعمه أهل النجوم الماع عن عنم الاعتداد إن 
بقول المنجمين ولو اتفقوا على أنه يرى ولقوله تعالى مخاطباً لخير أمة أخرجت للناس خطاباً | 
E O RAN REN SEE FE‏ ا 1 
لرؤيته وأفطروا لرؤيته” " ولما في نفس هذا الحديث لا تصوموا حتى تروه ولما في حديث أبي | 
داود والترمذي عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال الصوم يوم يصومون والفطر يوم | 0 
يفطرو 5 بل أقول لو ضام المنجم عن رمضان قبل:رؤيته بداء على معرفتة يكون غاضيا في إل 
صومه ولا يحسب عن صومه إلا إذا ثبت الهلال على خلاف فيه ولو جعل عيد الفطر بناء على إإإ 
زعمه الفاسد يكون فاسقاً وتجب عليه الكفارة في قول وهو الصحيح وإن استحل افطاره فرضاً ! 
عن عده واجباً صار كافراً ومن الغريب ما نقله صاحب النهاية عنه إنه قال فأملوا العدة خطاب | 


5 2 عر انيعد 


يذغي ا ر .لاهو يد 


)2000 راجع الحديث رقم .)١191/1(‏ (۲) راجع الحديث رقم (۱۹۷۰). 
فرق ترمد . 0 





يا ياست جنا راہ رسا ررس رز رل ر کی مر فد رص رت ر ر ری ر ر 


٠ f€ 0‏ كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 





| وفي رواية قال: «الشهر تسع م وعشرونٌ ليله فلا تصوموا حتى تروه» إن عُمّ عليكم فأكملوا 
| العدَةٌ ثلاثين». متفق عليه . 


HE 
ا‎ 


a 
HE 


6 ۰ _(۲( وعن أبي هريرة» قال: قال سول الله يكل : «صوموا لرؤيته وأفطروا 
) لرقيته» إن عُمّ عليكم فأكملوا عذَّةَ شعبانٌ ثلاثينَ؛. 


CA عدن ر مسترت ملم لقوق لبون‎ GE 
ينبغي لأحد أن ينقل كلامه إلا بنية الرد عليه (وفي رواية قال الشهر تسع وعشرون ليلة) أي‎ | 
الشهر قد يكون كذلك أو أقله ذلك وقيل أي هذا محقق وفيه حث على طلب الهلال ليلة‎ 
الثلاثين (فلا تصوموا) أي على قصد رمضان (حتى تروه) أي الشهر يعني تعلموا كماله أو‎ :: 
(فإن غم) أي‎ ]۱۸١  ةرقبلا[‎ 4 تبصروا هلاله لقوله تعالى : «إفمن شهد منكم الشهر فليصمه‎ | 
لأمر] الشهر أو هلاله (عليكم) أي بغيم ونحوه (فاكملوا) أي أتموا (العدة) مفعول به أي عدة‎ 
شعيان كما في دوي البخاري (ثلاثين) أي توما وهو منصوب على الظرف وقيل التقدير أكملوا‎ | 
. هذه العدة وثلاثين بدل منه بدل الكل (متفق عليه)‎ 





1 


۱۹۷۰ - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كَخ: صوموا لرؤيته) أي لأجل رؤية 
!| الهلال فاللام للتعليل والضمير للهلال على حد #حتى توارت بالحجاب » [ص ‏ ۳۲] اكتفاء 
رة الان لرك تفال : «ولأبويه لكل واحد منهما السدس € [النساء  ]١١‏ أي لأبوي 
| الميت وقال الطيبي اللام للتوقيت كقوله تعالى : «أقم الصلاة لدلوك الشمس 4 [الإسراء - ۷۸] 
١‏ , أي وقت دلوكها وفيه أن الصوم بعد الرؤية بزمان طويل يتحقق وإن الإقامة بعد تحقق مق الدلوك 
| فلا جامع بينهما ولهذا قال ابن الملك في الآيةاللام بمعنى بعد أي بعد دلوكها أي زوالها كما 
٠‏ في قولك جئته لثلاث خلون من شهر كذا يبينه حديث أبي البختري في الفصل الثالث مدة 
)| للرؤية قال القاضي عياض [رحمه الله الفياض] أي أطال الله مدته إلى الرؤية وقوله جئته لثلاث 
| خلون من شهر كذا ويحتمل أن يكون بمعنى بعد. اه. والأخير هو الأظهر لأن الأوّل يرد 
| (وأفطروا) أي اجعلوا عيد الفطر (لرؤيته) أي لأجلها أو بعدها أو وقتها (فإن غم عليكم فاكملوا 
0 شعبان) أي أتموا عدده (ثلاثين) أي فكذا رمضان بطريق الأولى قال ابن الهمام : إذا صام 
أهل مصر رمضان على غير رؤية بل بإكمال شعبان ثمانية وعشرين ثم رأوا هلال شؤال إن كانوا 
:| أكملوا عدة شعبان عن رؤية هلاله إذ لم يروا هلال رمضان قضوا يوماً واحداً حملاً على نقصان 
:)| شعبان غير إنه اتفق إنهم لم يروا ليلة الثلاثين ن وإن أكملوا شعبان عن غير رؤية قضوا يومين 
احتياطاً لاحتمال نقصان شعبان مع ما قبله فإنهم لما لم يروا هلال شعبان كانوا بالضرورة 


0 
0 
6 
9 
f 
0 


0 





1 


٦/۲ والدارمي‎ 5١14 حديث رقم‎ ١175/4 والنسائي في السنن‎ .)۱١۸١ - ۱۸( حديث رقم‎ ١ 


م 

1 

/ 

| الحديث رقم ۰ : أخرجه البخاري في صحيحه ۱۱۹/٤‏ . حديث رقم 8 1,. ومسلم في صحيحه ۲/ 
1 

F2 

م حديث رقم 5. وأحمد في المسند . 











كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 7 
متفق عليه . 

۱ --_(۳) وعن ابن عمرّء قال: قال رسول الله يل: «إنا أَمَةُ امي لا نكتبُ ولا 7 
. سب“ 1 





مكملين رجب (مء عفن م نال إن ام وعند أبي داود والترمذي وحسنه فان حال بينكم / 
وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً قال ابن حجر وبهذه الرواية ' 
الأخيرة والتي قبلها كرواية فإن أغمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ثم صوموا ورواية فاقدروا له أ 
ثلاثين ورواية فإن أغمي عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً ثم صوموا ورواية كان كله ر 
يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوماً ثم | 
صام وهذه روايات صحيحة لا تقبل التأويل ردوا قول أحمد في إحدى الروايتين عنه وطائفة j‏ 


قليلة معنى اقدروا ضيقوا له وقدروه تحت السحاب فيجب عندهم صوم يوم الثلاثين من شعبان ر 
عن رمضان إذا كانت ليلة الثلاثين ن مغيمة وقول ابن سريج وآخرين قدروا بحساب المنازل قال ؛ 
أئمتنا من قال بتقديره تحت السحاب فهو منابذ لصريح ما في الروايات ومن قال بحساب |: 
المنازل فيرد عليه خبر الصحيحين أنا أمة الآتي وزعم بعض الحنابلة إن ما مر عن أحمد عليه ا 
إجماع الصحابة وهم. اه. أقول على تقدير صحة إجماعهم أو قول بعضهم أو فعل بعضهم | ؛ 
فيحمل على أنه من باب الاحتياط وجوباً على مقتضى مذهب أحمد واستحباباً على مقتضى ر 
مذهبنا من أن الأفضل صوم ذلك اليوم للخواص الذين يعرفون كيفية النية الخالصة من الترديد | 
انق ميزنا معطلا EEN‏ إن كان من رشان تسق الاانين يرز . 
فإنه مكروه وأما إن قال إن كان من رمضان فأنا صائم وإلا فلا يصح صومه ثم إذا صح صومه |« 
واتفق أنه من رمضان فيقع عندنا خلافاً للشافعية . 1 
١‏ (وعن ابن عمر قال : قال رسول الله ية : أنا) أي معاشر العرب (أمة) أي جماعة '!: 
(أمية) قيل الأمي منسوب إلى أمة العرب فإنهم غالبا كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون وإطلاق الأمي !' 
من قبل نبيهم ية والقرن الذي بعث فيه ثم صار الآخر تبعاً للأول في النسبة والحكم أو | ا 
منسوب إلى الأم لأنه باق علئ الحال التي ولدته أمه ولم يتعلم قراءة ولا كتابة وقيل منسوب إلا 
0 أنا أمة مكية (لا نكتب ولا نحسب) بضم السين وهذا الحكم بالنظر أ 
لأكثرهم أ و المراد لا نحسن الكتابة والحساب وأغرب ابن حجر حيث قال أي منسوبون إلى ا( 
الأم لبقائهم على الحالة التي ولدتهم عليها من عدم احسان الكتابة والحساب ووجه الغرابة إن إن 
الحالة هي عدم الكتابة لا عدم إحسانها قال ابن الملك: أي لا نعرف الكتابة وحساب النجوم إإإ 


(۱) فتح القدير 501/7. 1 


الحديث رقم ١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .۱۲٦/٤‏ حديث رقم 19417. ومسلم في صحيحه ۲/ / 
۱ حديث رقم ۱١(‏ - ۱۰۸۰). وأبو داود في السنن ۷۳۹/۲ حديث رقم 6 ". والنسائی /٤‏ ا 
۰ حديث رقم 1141. وأحمد فى المسند .٠١۲/۲‏ 





ر۹ ر ف رض ا رادت کک د EG e e a O ASAS EERE‏ ارهد رعرع در قاتشه I DRS‏ 


لد كتاب e‏ باب رؤية نا 





)| الشهر هكذا وهكذا وهكذا» وعمَّدَ الإبهامَ في الثالثة. ثمّ قال: «الشهرٌُ هكذا وهكذا وهكذا» 


.| يعني تمامً الثلاثين» يعني مرَّةٌ تسعا وعشرين» ومرّةً ثلاثين. متفق عليه. 





1 
١‏ حتى نعتمد على علم النجوم وشي القر تغرف القتهر بلك ا وفيه شائبة من الجوار 
بالعمل بالنجوم وهو مردود كما صرح به نفسه سابقاً قال الطيبي أنا كناية عن جيل العرب وقوله 
“ لا نكتب ولا نحسب بيان لقوله أمية وهذا البيان ثم الإشارة باليد : ثم القول باللسان ينهيك على 
“!أن الاستقصاء Ca‏ ريات اميا اقل شقان اه. فالمعنى 
أن العمل على ما يعتاده المنجمون ليس من هدينا وسنتنا بل علمنا يتعلق برؤية الهلال فإنا نراء 
مرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين كما قال (الشهر) مبتدأ (هكذا) مشاراً بها إلى نشر الأصابع العشر 
٠‏ (وهكذا) ثانياً (وهكذا) ثالثاً خبره بالربط بعد العطف (وعقد الوبهام) أي أحد الإبهامين أو التقدير 
من إحدى اليدين أو إبهام اليمين على أن اللام شر عزن العاف إليه اط (في الثالثة) 
| أي في المرة الثالثة من فعله هكذا فصار الجملة تسعة وعشرين (ثم قال الشهر) أي تارة أخرى 
'| (هكذا وهكذا وهكذا) قال الطيبي أي عقد الإبهام في المرة الأولى في الثالثة ليكون العدد تسعاً 
١‏ | وعشرين ولم يعقد الإبهام في المرة ة الثانية ليكون العدد ثلاثين وإليه أشار بقوله ريي تام 
' الثلاثين) ثم زاد الراوي البيان فقال (يعني مرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين) . اه. وفيه إيهام أن 
| يحتي الأول ليس من كلام الراوي ؤليس كذلك بل هو تفسير نه لفعله عليه:الصلاة والسلام 
ا سي جات يد اس ار ساي لطر 
يعقد الإبهام في الثالثة تمام الثلاثين ثم زاد البيان فبين الكيفية في المرتين جميعاً فالتقدير قال 
) الراوي أيضاً زيادة في الإيضاح تأسيا به يك يعني آي يريد ڳل بمجموع ما ذكره أن الشهر يكون 
| مبرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين قال ابن حجر: وإنما بالغ في البيان بما ذكر مع الإشارة 
١‏ المذكورة ليبطل الرجوع إلى ما عليه الحساب والمنجمون وبه يبطل ما مر عن ابن سريج ومن 
وافقه ثم قال أكثر أئمتنا لا يعمل بحساب المنجم وهو من يرى أن أل الشهر طلوع النجم 
١‏ الفلاني والمراد بقوله تعالى: #وبالنجم هم يهتدون € [النحل  ]١١‏ الاهتداء في نحو أدلة 
أ القبلة في السفر ولا بحساب الحاسب وهو من يعرف منازل القمر وتقديره مسيره لكن لكل 
١‏ منهما أن يعمل بمعرفة نفسه ثم اختلفوا في أن ذلك هل يجزئه فلا يلزمه قضاء أو لا فيلزمه 
١ 0‏ والذي عليه الأكثرون الأول . اه. فتأمل فإنه موضع زلل ولعله مقيد بأول رمضان ثم إنه أراد 
5 أ بهما أنه بحسب ما يرى الهلال لا على الترتيب والتعاقب في ذلك فإن النووي وابن عبد البر 
١‏ صرحاً بأن الشهر قد ينقص أربعة أشهر متوالية لا خمسة قال ابن حجر : وكأنهما اعتمدا في 
0 ذلك على الاستقراء ومع ذلك الظاهر أنه لو وقع خلاف ذلك عمل به (متفق عليه) قال ميرك 
| وفيه تأمل فإن قوله الشهر هكذا وهكذا إلى قوله ومرة ثلاثين لفظ مسلم ولفظ البخاري عر 
هكذا وهكذا يعني مرة تسعاً وعشرين ومرة ثلاثين قال الشيخ ابن حجر: هكذا ذكره آدم شيخ 
| البخاري مختصراً وفيه اختصار لما مارم قد ل ملو ار اي 
ر دكر لقي المدكون عن رسام وا أعلم وفي الحديث إيماء إلى أنه عليه الصلاة والسلام 
أ كما أدى ما وجب بتبليغه بالعبارة اداه أيضاً بالإشارة واستفيد منه أن إيماء الأخرس بعرف نکاحه 








عع عم ار برع ا لح ول رضي روه اوح امي مع فر ص ويا معن اوددح :عو مطح تجح ست ا 


کتاب الع باب رؤنة ة الهلال . 2۷ 
)٤(_- ۲‏ وعن أبى بكرة» قال: قال رسولٌ الله بة: «شهرا عيد لا يَنْقُصانٍ : اأ 

رمضانٌ وذو الحِبَّة). 

وطلاقه ونحوهما كاللسان في معرض البيان. 


۲ - (وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله كَل : شهرا عيد) أي شهر رمضان وشهر ` 
ذي الحجة وإنما سمي شهر رمضان شهر عيد بطريق المجاورة أو لأن عيده من أحكامه ولذا ” 
سمي عيد الفطر (لا ينقصان) أي غالباً عن الثلاثين أو لا ينقصان ثواباً ولو نقصاً عدداً أو لا ؛ 
فان مما فى هة واحدة أو ون ا م رادها كله ولي اراد ا ان سا کا 
اجمعوا عل ولاغيرة بالف بع اليه لأند مالف للمشاهدة كما رى ومتاف لبها ف + 
عن جماعة من الصحابة صمنا مع رسول الله ية تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين ومن ١‏ 
a‏ دي امس م و و N NG‏ 
شرح ابن حجر (رمضان وذو الحجة) بدلان أو بيانان قال التوربشتي فيه وجوه فمنهم من قال لا : 
ينقصان معاً في سنة واحدة وحملوه على عا الأمر ومتهم من قال إن اا شر ار 
العشر من ذي الحجة وإنه لا ينقص فى الأجر والثواب عن عشر رمضان أقول فالمعنى إنه لا “ 
ينقص ثواب العمل في أحدهما عن العمل في الآخر ثم قال ومن قائل ثالث إنهما لا يكونان ٠١‏ 
ناقصين في الثواب وإن وجدا ناقصين في عدد الحساب وهذا الوجه أقوم وأشبهها بالصواب. 
اه. فثواب تسع وعشرين كثواب ثلاثين منهما كذا قاله الطيبي وغيره وفيه بحثان الأول إنه كيف 
يستوي الكثير والقليل في العبادة وقد قال تعالى : لمن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ‏ [الأنعام أ٠‏ 
[٠١١ -‏ والثاني إن ذا الحجة ليس في نقصانه توهم نقصانه الثواب حتى يقال ثواب ذي الحجة ٠‏ 
ناقص العدد ككامله وقد يجاب عن الأوّل بأن الثواب الاجمالي الوارد في رمضان كقوله من ' 
صام رمضان غفر له يكون على وجه الكمال سواء تم أو نقص الهلال ويمكن أن يكون هذا ٠‏ 
أيضاً جواباً عن الثاني ووجه الاختصاص التفضل الإلهى الخاص بهذين الشهرين وفى النهاية أي 
لا يتقصان في الحكم إذ لا جناح بسبب الخطأ في العيد أي إنه لا يعرض في قلويكم شك إذا ٠|‏ 
صمتم تسعاً وعشرين يوماً أو إن وقع” "“ في الحج خطأ لم يكن في نسككم نقص قال ابن حجر 
أي لا ينقص ثواب الحجة عن ثواب رمضان لأن فيه المناسك والعشر وقيل إن ثوابهما ا 1 
عليهما من حيث الصيام والقيام والحج وغير ذلك ومن ثم خصا بالذكر لأنهما ليسا" كغيرهما ' 
في الفضائل التي يتوهم نقصها بنقصهما لا لاختصاص ذلك بهما بل كل شهر يثبت عليه فضيلة ١|‏ 
فهي حاصلة له تم أو نقص لا ينقص أو لا ينقصان ثواباً وإن نقص عددهما كما صوبه النووي ١‏ 
وغيره فكل فضيلة ثبتت لرمضان أو الحجة فهي حاصلة نقص أو تم وقال الطيبي ظاهر سياق 


الحديث رقم 1977: أخرجه البخاري في صحيحه .٠١٤١/٤‏ . حديث رقم ۱۹۱۲ ابسن جور 
7 حديث رقم (۳۱- ۱۰۸۹). وأبو داود في السنن ۲/ ۷٤۲‏ حديث رقم ۳۳۲۳. والترمذي ۳/ , 
6 حديث رقم 1947. وابن ماجه 017١/١‏ حديث رقم 1109 وأحمد في المسند 8/6”. 


(۲) في المخطوطة «لأنه ليس». 





اعرد 


5 


E 


E ACHE E‏ ع E‏ حا للع ل باكرا لي O E O O‏ ال E CO O LS‏ لور E O E DR‏ 1 0د 


A‏ كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 


١91‏ (0) وعن أبى هريرة» قال: قال رسول الله عة : «لا يتقدَّمَنَ أحدكم رمضانٌ 
عن أبي هرير سو 2 مَنْ 


0 بصوم يوم أو يومين» إلا أن يكونَ رجل كان يصوم صوماً؛ يضم ذلك اليوم» . 





٠‏ الحديث في بيان اختصاص الشهرين بمزية ليست في سائرها وليس المراد أن ثواب الطاعة في 
١‏ سائرها قد ينقص دونها فينبغي أن يحمل على الحكم ورفع الجناح والحرج بما عسى أن يقع فيه 
٠‏ خطأ في الحكم لاختصاصهما بالعيدين وجواز احتمال الخطأ فيهما ومن ثم لم يقل شهرا 


. رمضان وذي الحجة (متفق عليه)‎ ٠ 


14۹۲ - (وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ا : لا يتقدمنّ أحدكم رمضان) قال ابن 


..١‏ الهمام: : نهي تنزيه ومرجعه إلى خلاف الأولى ولا يكون كالصلاة [في الأرض] المغصوبة بل 


. دون ذلك“ (بصوم يوم أو يومين) قال ابن الملك E,‏ بأهل الكتاب 
7 وقال ابن حجر وبه يخص أمره عليه الصلاة والسلام بسرر الشهر وهو بفتح المهملة وكسرها 
0 ع ا ا ا اوساو م له كان 
١‏ المعتمد من مذهبنا حرمة صوم يوم الشك بل وما قبله كما يأتي. اه. وسيأتي الجواب عنه في 
حديث عمار [رضي الله عنه]. اه. وقال المظهر یکره صوم آخر شعبان يوماً أو يومين (إلا أن 
1 يكون رجل كان يصوم صوما) أي نذراً معيناً أو نفلاً معتاداً أو صوماً مطلقاً غير مقيد برمضان 


1 (فليصم ذلك اليوم) أي ذلك الوقت فإنه يجوز له ذلك قال الطيبي قيل العلة ترك الاستراحة 


0 الموجبة للنشاط في صوم رمضان وقيل اختلاط النفل بالفرض فإنه يورث الشك بين الناس 
:. فيتوهمون أنه رأى هلال رمضان فلذلك يصوم فيوافقه بعض الناس على ظن أنه رأى الهلال ثم 
1 هذا النهي في النفل وأما القضاء والنذر ففيهما ضرورة لأنهما فرض وتأخيره غير مرضي وأما 
٠‏ الورد فتركه ليس بسديد لأن أفضل العبادات أدومها وتركه عند من ألف به شديد وقيل العلة 
٠‏ لزوم التقدم بين يدي الله ورسوله فإنه عليه الصلاة والسلام قيد الصوم بالرؤية فهو كالعلة للحكم 
0 أقول وكذا قال تعالى: إفمن شهد منكم الشهر فليصمه € [البقرة ‏ 180] قال فمن تقدم صومه 
٠‏ فقد طعن في هذه العلة أقول ينبغي أن يقول فكأنه حاول الطعن قال وإليه أشار بقوله عليه 
١‏ الصلاة والسلام من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم. اه. يعني إذا صام بنية رمضان أو 
٠‏ بنية على طريق الترديد بأن ينوي إن كان غداً من رمضان فأنا صائم [عنه] وإلا فعن غيره فإنه ٠‏ 


:. حينئذ يكون متقدماً بين يدي الله ورسوله فأما إذا صام نفلاً أو نحوه فلا يكون داخلاً في الوعيد 


> الحديث رقم ۱۹۷۳: أخرجه البخاري في صحيحه .١717/4‏ حديث رقم 1114. ومسلم في صحيحه 








.580 حديث رقم 5575. والترمذي 1۹/۳ حديث رقم‎ ۷٠۰ /۲ وأبو داود في السنن‎ ١ 
۸/۲ والدارمي‎ . ۱٣٣١ حديث رقم‎ ٥۲۸/۱ والنسائى 17”5/5. حديث رقم ۲۱۳۰. وابن ماجه‎ 
.011/1 حديث رقم 1589. وأحمد في المسند‎ 


(1)_فتح القدیر 2340/5 











ر ر ر ر ك r‏ ”م خا روسن ريصي و E N‏ 


کتاب لسرا باب رؤية زية الهلال ‏ 








متفق عليه . 





لفصا 1 
ي ١‏ 
4+ (13) عن أبي هريرةء قال: قال رسول الله كل : «إذا انتصف شعبانُ؛ فلا | 


تصوموا». رواه أبو داود» والترمذي. وابن ماجه» والدارمى 4 





ولا في النهي الأكيد ويومىء إلى هذا القول قوله لا يتقدَمَنٌ على أن حديث من صام يوم الشك ا : 
فقد عصى أبا القاسم عليه الصلاة والسلام إنما هو من قول عمار بن ياسر والظاهر أنه إذا تقدم ' ! 
بثلاثة أيام فلا يكون داخلاً تحت النهي (متفق ق عليه) قال ابن الهمام رواه الستة في كتبهم . ر 


(الفصل الثاني) 


١ (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا : [ذ انف فعا آنا مقي اتف‎ _ ٠٤ 
الأول منه (فلا تصوموا) أي بلا انضمام شيء من النصف الأول أو بلا سبب من الأسباب‎ 
المذكورة وفي رواية فلا صيام حتى يكون رمضان والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن ا‎ 
١ الكلفة ولذا قيده بالانتصاف أو نهى عنه لأنه نوع من التقدم والله أعلم قال القاضي المقصود‎ 
١ استجمام من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الافطار كما استحب افطار عرفة ليتقوى على‎ 
الدعاء فأما من قدر فلا نهي له ولذلك جمع النبي ية بين الشهرين في الصوم. اه. وهو كلام از‎ 
ٍ حسن لکن يخالف مشهور مذهبه أن الصيام» بلا سبب بعد نصف شعبان مكروه وفي شرح ابن‎ 
:! حجر قال بعض ائمتنا: يجوز بلا كراهة الصوم بعد النصف مطلقاًء تمسكأ بأن الحديث غير ثابت‎ 
(| أو محمول على من يخاف الضعف» بالصوم ورده المحققون بما تقرر أن الحديث ثابت بل‎ 
صحيح › م ود ا ورك ا ا ل ل‎ 
 :ولك وابن ماجه والدارمي) قال ابن الهمام: أخرج الترمذي» عن أبي هريرة قال: قال رسول الله‎ 
٠١ إذا بقي النصف من شعبان» فلا تصوموا وقال : حسن صحيح لا يعرف إلا من هذا الوجه على‎ 
هذا الف“ وقال ابن حجر: ولا نظر لقول أحمد إنه منكر لأن أبا داود سكت عليه في سننه مع‎ 
نقله عنه في غيرها الانكار فكأنه لم يرتضه ووجهه أن أحمد قال : عن راويه أنه ثقة لا ينكر من ,م‎ 
١ ا ل : ومعناه عند بعض‎ 
. آهل العلم» أن يفطر الرجل حتى إذا انتصف شعبانء أخذ في الصو‎ 





(۱) راجع الحديث رقم (۱۹۷۷). : 
الحديث رقم 19174: أخرجه أبو داود في السنن 0١/7‏ حديث رقم ۲۲۳۷. والترمذي ١١5/8‏ حديث ا 

رقم ۷۳۸. وابن ماجه ٥۲۸/۱‏ حديث رقم 501. والدارمي ۲۹/۲ حديث رقم .174٠‏ 
)۲( ا 0 


3 ET 





را ر کی ا ا ےکی ال ےک سم ع لفوت ا ا 


o.‏ کاب ا ات لبان 








1 

أ 

| 
1۹۷0 )¥( وعنه» قال : قال ول الله علد : (أحقيوا هلال شعبانٌ لرمضانً» . 
)| رواه الترمذي . 





95 _(8) وعن أُم ن سَلمَةَ رضي الله عنهاء قالت: ما رأيث النبيّ ييه يصومٌ شهرين 
|١‏ متتابعين إلا شعبانٌ ورمضات . رواه أبو داود» والترمذي. والنسائي » وابن ٠‏ ماجه. 


١91/7‏ (4) وعن عمَّارٍ بن ياسر رضي الله عنهماء قال: من صامٌ اليم الذي يسك فيه 





65 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله اة : أحصوا) بفتح الهمزة أمر 

ا وهو في الأصل العد بالحصا أي عدوا (هلال شعبان) أي أيامه ا أي 
“| لأجل رمضان أو للمحافظة [على] صوم رمضان» وقال ابن الملك: أي لتعلموا دخول رمضان 
)| قال الطيبي : : الاحضاء المبالغة في العد بأنواع الجهد ولذلك كنى به عن الطاقة في قوله عليه 
;| الصلاة والسلام استقيموا ولن تحصوا. اه. ويمكن أن يقال معناه ولن تعدوا استقامتكم شيئاً 
| معتداً به لأن المدار على فضل الله تعالى قال ابن حجر: أي اجتهدوا في احصائه وضبطه بأن 
,| تنحروا مطالعة وتتراؤوا منازله لجل ان ا عل راي ان على لد 
6 حتى لا يفوتكم منه شيء (رواه الترمذي). 
7 (وعن أم سلمة) أم المؤمنين (قالت ما رأيت النبي كَل) أي ما علمته (يصوم 
)| شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان) أي فإنه كان يصوم شعبان كله أو معظمه في أكثر الزمان» 
َ وسيأتي بسط معنى هذا الحديث في باب صيام التطوع إن شاء الله تعالى وكان المناسب إيراد 
| هذا الحديث بذلك الباب والله أعلم بالصواب (رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) . 





7 (وعن عمار بن ياسر قال:) أي موقوفاً (من صام اليوم الذي يشك فيه) على بناء 

المجهول قال الطيبي: لم يقل يوم الشك وأتى بالموصول للمبالغة تنبيها على أن صوم يوم 
4] يشك فيه أدنى يوجب عصيان من كنيته أبو القاسم الذي يقسم حكم الله بين عباده بحسب 
١‏ قدرهم واقتدارهم» فكيف بمن صام يوماً الشك فيه قائم ثابت» ونحوه قوله تعالى: #ولا 
(i‏ ركو إلى الذين ا أ إلى الذين أونس نهم ا ا 





f‏ 0( المصدر السابق. 

الحنيت رقم ۱۹۷١‏ : أخرجه الترمذي في السنن ۷٠/۳‏ حديث رقم 1۸۷ . 

أ الحديث رقم 5 : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۷٠١‏ حديث رقم 77175. والترمذي ١١7/7‏ حديث 
رقم .۷۳١‏ والنسائي ۰/٤‏ حديث رقم » وابن ماجه ٥۲۸/۱‏ حديث رقم .١544‏ 







ا 

i 

| الحديث رقم ١919/0‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 4/ تعليقاً باب إذا رأيتم الهلال فصوموا. وأبو داود في 
1 

1 السنن ۲/ ك,, حديث رقم 53 . والترمذي ع ٠/ا‏ حديث رقم 141 والنسائي ع حديث 
رقم ۲۱۸۸. ا 5006 حديث رقم ۱٦٤١‏ وای 71 حديث رقم 11487. 





RS‏ تتا مر يك موت 


ع هعد ےک باحر کک ال NL NE A‏ 


کا yy‏ ۱۱ ر 








فقد عصى أبا القاسم عد . رواه أبو داود. والترمذي. والنسائى. وابن ماجه» والدارمى. 





عصى أبا القاسم) قال ابن الهمام: الشك هو استواء طرفي الادراك من النفي والاثبات وموجبه أ“ 
هنا أن يخم الهلال ليلة الثلاثين من شعبانء فيشك في اليوم الثلاثين أمن رمضان هو أو من / 
شعبان أو يغم من رجب هلال شعبان فأكملت عدته» ولم يكن رئي هلال رمضان فيقع الشك 1 
في الثلاثين من شعبان أهو الثلاثون أو الحادي والثلاثون. ومما ذكر فيه من كلام غير أصحابنا 7 
ما إذا شهد من ردت شهادته» وكأنهم لم يعتبروا ذلك لأنه إن كان في الصحو فهو محكوم ¦ 
بغلطه عندنا لظهوره. فمقابلة موهوم لا مشكوك, وإن كان في غيم فهو شك» وإن ميشه به 
أحد ثم قال ومذهبنا إباحته ومذهب الشافعي كراهته لم يوافق صوماً له ومذهب أحمد وجوب 9 
صومه بنية رمضان في أصح الروايتين» عنه ذكره ابن الجوزي في التحقيق» » ثم هذا في عين يوم ر 
الشك فأما صوم ما قبله''2 ففي التحفة قال والصوم قبل رمضان بيوم أو يومين مكروه» أي ١‏ ! 
صوم كان لقوله عليه الصلاة والسلام لا تتقدموا رمضان الحديث قال وإنما كره عليه الصلاة ر 
والسلام» ذلك خوفاً من أن يظن إنه زيادة على صوم رمضان إذا اعتادوا ذلك» وعن هذا قال ٠ا‏ 
أبو يوسف يكره ه وصل رمضان بست من شوال» ولا.يخفى أن استدلال صاحب الهداية برواية 
أن تصوموا غداً واحتمال ابن الهمام مبني على رواية فليصوموا فلا معارضة. (رواه أبو.داود 
والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي) قال ميرك: كلهم من طريق صلة بن زفر عن عمار ا 
وقال الترمذي حسن صحيح ورواه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم ورواه الحاكم”” و وقال على : 
شرط الشيخين كذا في التصحيح ورواه الخطيب» والطبراني عن ابن عباس موقوفاً قال ابن ا 
حيط 11 را لقي مرفي لضو لات جام الحارة نالفتحي ١‏ 
تقال من قبل الرأي. قال ابن الهمام: يننا يحصل الملى الموحي باخاو زهلين ر 

وامرأتين N‏ يشترط العدالة ولا البلوغ ولا الحرية ثم قال والمراد بالعدل إل 
في ظاهر الرواية من بت عدات وفي روية الحسن تقبل شهاة المستو وب أخذ الحلواني |: 
فخا العاف لز المذهب هو اشتراط ظهور العدالة أو الاكتفاء بالستر ثم قال وهذا || 
الحديث قد يتمسك به لرواية النوادر في قبول المستور ا 0 0 
هذا الزمان لأن ذكره الإسلام بحضرته عليه الصلاة والسلام حين سأله عن الشهادتين إن كان | 

هذا أول إسلامه فلا شك في ثبوت عدالته لأن الكافر إذا أسلم أسلم عدلاً إلى أن ب ل ا 
منه وإن كان اخباراً عن حالة السابق فكذلك لأن عدالته قد ثبتت بإسلامه فيجب الحكم ببقائها 
ما لم يظهر الخلاف ولم يكن الفسق غالبا على أهل الإسلام في زمانه عليه الصلاة والسلام 1 
فتعارض الغلبة ذلك الأصل فيجب التوقف إلى ظهورها”” وقال ابن الهمام: وإنما ثبت موقوفاً 
يت راح اباو بلجا سه بال برعا ا عاتن ايوم القن رامال 
الحديث ما رواه أصحاب السنن الأربعة في كتبهم وصححه الترمذي عن صلة بن زفر قال كنا 


ع يد el‏ 


لني 


er 


الب "عع وى وک الوا 








e (1)‏ ۲/ £< )۲( الحاكم في المستدرك ۱ 


ET TTT جنک ی‎ 
O aE aaa e 3 اي‎ ERE اا‎ 


(I NII ™‏ روفي 


تتا مس ا 
4 
IH‏ 








سک سه E E‏ راصي A EA REE NE‏ ةر ا ا ا 


IY! 0‏ كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 








مد - يعني هلال رمضانٌ فقال : «أتشهدٌ أن لا إله إلا قال : نعم» قال: ا أن 
| محمداً YT‏ الله ؟» قال : : نعم . . قال: «يا بلال! اَذ في الئاس أن يصوموا غداً» . رواه أبو 





داو والترمذي» والنسائي» وابن ٠‏ ماجه» والدارمي . 


)١١1( ۹‏ وعن ابن عمرّء قال: تراءى الاس الهلال 


٤ 

عند عمار في ابو لذي بشك فب فی بشاة مصلية فتحى بض القوم قال دار من صام مذ 

ا e a‏ 
0 | تعارض حيتئذ أصلا“. 





ê 


5 4 (وعن ابن عباس قال جاء إعرابي) أي واحد من الاعراب وهم سكان البادية 
|١‏ (إلى النبي بلا فقال إني رأيت الهلال) يعني وكان غيماً وفيه دليل على أن الأخبار كاف ولا 
!| يحتاج إلى لفظ الشهادة ولا إلى الدعوى (يعني هلال رمضان) أي قال الحسن في حديثه يعني 

رمضان ذكره ابن الهمام فبهذا ظهر ضعف قول ابن حجر الظاهر أن القائل ابن عباس : (فقال 
أتشهد أن لا إله إلا الله قال نعم قال أتشهد أن محمداً رسول الله قال نعم) قال ابن الملك: دل 
على أن الإسلام شرط في الشهادة. اه. وفي الفصل بين الشهادتين إشارة إلى تفضيل المقدمة 
الأولى من القضيتين» (قال يا بلال أذن في الناس) أي ناد في محضرهم وأعلمهم (أن يصوموا) 

أي بأن يصوموا (غداً) وفي رواية ابن الهمام فليصوموا وفي عدم تقييده برمضان إشعار إلى 

0 ا أداؤه بنية مطلق الصوم واستدل صاحب الهداية بقيد الغد على جواز النية 

في النهار وقال ابن الهمام : محتمل لكونه شهد في النهار أو الليل فلا يحتج به. اه. ولا يخفى 

4 : أن اسندلال صاحب الهداية برواية أن يصوموا غداً واحتمال ابن الهمام مبنى على رواية 
: / فليصوموا فلا معارضة قال المظهر دل الحديث على أن من لم يعرف منه فسق تقبل شهادته 

7 وعلى أن شهادة الواحدة مقبولة في هلال رمضان. اه. وأنت تعلم او كر 
:. (رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي) وصححه الحاكم”' وذكر البيهقي أنه 

. جاء من طرق موصولاً ومن طرق مرسلاً وإن كانت طرق الاتصال صحيحة‎ ٠ 


689 (وعن ابن عمر قال: تراءى الناس الهلال) قال المظهر الترائي أن يرى بعض 


() فتح القدير 540/1. 

الحديث رقم ۱۹۷۸ : أخرجه أبو داود في السنن ۷٠٤/۲‏ حديث رقم  . ٠‏ والترمذي ”/ ۷٤١‏ حديث 
ا رقم .1٩١‏ والنسائي ۲/٤‏ حديث رقم ۳. وابن ماجه 079/١‏ حديث رقم 7 والدارمي 
۲ حديث رقم 15937. 

.199/١ رواه الحاكم في المستدرك‎ )۲( ٠ 

. ١111١ حديث رقم‎ ٩ /۲ والدارمي‎ .۲۳٤۲ حدیث رقم‎ ۷٥٩ /۲ الحديث رقم ۱۹۷۹ : أخرجه أبوداود في السنن‎ ٤ 








e 4‏ دما 


كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 








فأخبرتٌ رول الله يكل نى رأيئه. فصام وأمرّ الناس بصيامه . رواه أبو داود» والدارمي . 


الفصل الثالث . 
)1١1(-‏ عن عائشة» قالت: كان رسول الله كل يتحفّظٌ من شعبانَ ما لا يتحقّط ا٠‏ 


2 


من غيره. ثم يصومُ لرؤية رمضادًء فإن عُمّ عليه عَدَّ ثلاثينَ يوماً ثم صامَ . رواه أبو داود. ٠‏ ار 
١‏ 150) وعن أبي البَختَريّ قال: خرجتًا للعُمْرةٍ فلما نزلنا ببطن نخلةء تراءينا ' 
الهلال. ١‏ 





القوم بعضاً والمراد منه هنا لاجتماع للرؤية لقوله: (فاخبرت) أي وحدي (رسول اله يكل إني ” 
رأيته) أي الهلال (فصام وأمر الناس بصيامه) أي بصيام رمضان (رواه أبو داود والدارمي) قال 
ميرك : نقلاً عن التصحيح ورواه الحاكم”'' وقال على شرط مسلم ورواه البيهقي. اه. وصححه ٠|‏ 
ابن حبان وقال النووي : اسناده على شرط مسلم واستفيد من هذا أن الحق ما ذهب إليه الشافعي 4 
من ثبوت رؤية هلال رمضان بواحد احتياطاً وزعم جمع من متأخري أئمتنا أن الشافعي رجع عن / 
القول بالواحد إلى موافقة أكثر العلماء إنه لا بد من اثنين كبقية الشهور وأصحابه أدرى بنصوصه أ 
من غيرهم ومن ثم أوّل بعض أكابرهم ما أوهم ذلك بأنه إنما رجع إلى الاثنين بالقياس لما لم ٠‏ 
يثبت عنده في المسألة سنة كما دل عليه كلامه في المختصرء فلما صح أنه يا قبل شهادة أر 
الاعرابي وحده وشهادة ابن عمر وحده كان مذهبه قبول الواحد وكيف يظن به أنه يترك الحديث اأ 
للقياس مع قوله إذا صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي الحائط قال النووي : ومحل الخلاف 7 
ما لم يحكم بشهادة الواحد حاكم يراه والأوجب الصوم ولم ينقض الحكم إجماعاً . 3 


(الفصل الثالث) ١‏ 

(عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ب يتحفظ من شعبان) أي ١‏ 
يتكلف في عد أيام شعبان لمحافظة صوم رمضان. (ما لا يتحفظ من غيره) لعدم تعلق أمر شرعي ١‏ 
بغيره إلا شهر الحج وهو نادر لا يحتاج إليه كل أحد في كل سنة مع أن ضبطه قد يبتنى على ` 
ضبطه . (ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه) أي شعبان (عد ثلاثين يوماً ثم صام رواه أبو داود). ١‏ 
١‏ - (وعن أبي البختري) بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ساكنة ثقة ثبت فيه ' 
تشيع قليل كثير الارسال كذا في التقريب» فما كان من حديثه سماعاً فمقبول وما كان عن كذا ' 
فهو ضعيف ذكره في المقدمة وفي بعض النسخ بضم المثناة قال الطيبي: اسمه أسعد بن فيروز ': 
الكوفي . (قال خرجنا) أي من بلدنا (للعمرة) أي لأجلها وقصدها وتحصيلهاء (فلما نزلنا ببطن ! 
تخل فة مشهورة شرقي مكة تسمى الآن بالمضيق قاله ابن حجر: (تراءينا الهلال) أي اجتمعنا ‏ 





)1( رواه الحاكم في المستدرك 1 
الحديث رقم : أخرجه أبو داود فى السئن ۲ حديث رقم ۲۳۲۰. وأحمد فی المسند .١49/5‏ 
لطي رقع و اج صلم في ی 01/5 حديث ر ۲ کر 






کک ا ر ی و ےی ا ر یک ےک ر ر | e er‏ لاحي 


Ne,‏ كتاب الصوم/ باب رؤية الهلال 


E ل‎ SEED E EEE EEE 
0 و‎ Se e 
فقال: : أي ليلة رأكُموه؟ قلنا: ليلة كذا وكذًا ا إن سول الله 5 َه للرؤية فهو لاة‎ ' 


0 “زا تموة: 


ا وفي رواية عنه. قال: أهللنا رمضانٌ ونحن بذات عِرْق» فأرسلنا رجلاً إلى ابن عبّاس 
يسألهء فقال ابن عبّاس: قال رسولٌ الله اة : «إِنّ الله تعالى قد أَمَدَهُ لرؤيته» 


را ا ا ا ےا و ع ج ج 


| لرؤية الهلال لكمال ظهوره أو أرى بعضنا بعضاً لخفاء نظره أو عدم علمه بمسقط قمره قال ابن 
! الهمام الإشارة إلى الهلال تكره لأنه فعل أهل الجاهلية"'' فيه أنه يحتاج إلى الإشارة عند الاراءة 
٠٠‏ فتحمل الكراهة على وقت عدم الضرورة» (فقال بعض القوم هو ابن ثلاث) أي صاحب ثلاث 
6 ¦ ليال لعلو درجته. (وقال بعض القوم هو ابن ليلتين فلقينا) أي نحن (ابن عباس) بالنصب وفي 
.| نسخة بالرفع وفتح الياء في لقينا والمعنى هو لقينا والأؤل أصح لفظاً ومعنى فإن فيه رعاية 
1 الأدب (فقلنا) أي له (أنا) أي معشر القوم (رأينا الهلال) أي مرتفعاً جداً. (فقال بعض القوم هو 
i‏ ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين فقال) أي ابن عباس : (أي ليلة) بالرفع وفي نسخة 
أ صحيحة بالنصب وهو أفصح من أية ليلة (رأيتموه) أي الهلال فيها. (قلنا ليلة كذا) أي رأيناه 
0 ليلة كذا وهو الاثنين مثلاً (وكذا) وهو ليلة الثلاثاء (فقال إن رسول الله كله مدة للرؤية) أي جعل 
٤‏ مدة رمضان زمان رؤية الهلال ذكره الطيبي وأما قول ابن حجر: أي لوقتها فغير ظاهر لأنه إن 
)| أراد أن اللام للتوقيت فلا وجه للجمع بينهما وإن أراد أن اللام بمعنى بعد فلا وجه لذكر الوقت 
٤‏ فإن المعنى يتم بدونه (فهو) أي رمضان (لليلة رأيتموه) قال ابن حجر بمعنى بإضافة فقليلة إلى 
الجملة وفي النسخ المصححة بالتنوين ويدل عليه ما سبق من قوله أي ليلة رأيتموه غايته أنه 
| 


ا 
4 


| يقدر فيها فيهما والمعنى رمضان حاصل لأجل رؤية الهلال في تلك الليلة ولا عبرة بكبره بل 
)| ورد أن انتفاخ الأهلة من علامات الساعة"“ وأما قول ابن حجر: فهو حاصل وقت ليلة الرؤية 
فغير صحيح لإضافته الوقت إلى الليلة وهي الوقت أيضاً (وفي رواية عنه) أي عن أبي البختري 
(قال أهللنا رمضان) في النهاية أهل المحرم بالحج إذا لبى ورفع صوته ومنه إهلال الهلال 
واستهلاله إذا رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته . . اه. فمعناه رأينا هلال رمضان وقال أبن حجر: 
أي تراءيناه كما في الرواية الأولى» (ونحن بذات عرق) بكسر العين وسكون الراء قال ابن 


e 
9 






حجر : فوق بطن نخلة بنحو يوم إذ هي على مرحلتين من مكة وبطن نخلة على مرحلة ذكره ابن 
6 حجر : (فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس يسأله فقال :) أي فسأله عما وقع بيننا مما سبق فقال (ابن 
)| عباس قال رسول الله َد إن الله قد أمده لرؤيته) قال القاضي عياض معناه أطال مدته إلى الرؤية 
6 أي أطال مدة شعبان إلى زمان رؤية هلال رمضان وأما قول ابن حجر: وأوضح منه أن يقال 


ار 


a SA 





(۱) فتح القدير .۲٤۳/۲‏ 
6 العليراني 2 الكبير دري دن كر اعمال 1 ا E‏ ا 


SSS ISN‏ اسن 
0 5 


ODN EREN يا وهو ور‎ u eS 


ا و و 


ر a‏ 
تو ا قر ا 








امك الك مو م ی A AD E‏ ت ا ا 

ب الصوم/ باب رؤية الهلال ٥‏ 
ا 

فن أغميّ عليكم فأكملوا العذّةه. رواه مسلم. 1 
1 

3 


مسح ب يب ب ي > > م ا 
معناه إن الله جعل ابتداء مدته حاصلاً بعد رؤيته فغير واضح بل فاسد لأن الضمير في أمده راجع | 
إلى شعبان وفي لرؤيته إلى رمضان وعلى تقدير أن يكون الضميران لرمضان كما وهم لا معنى|!' 
لأمد رمضان لرؤية رمضان ولا دلالة على الابتداء في الحديث أصلاً ولو قلنا إن اللام بمعنى إا 
بعد فالمعنى أطال مدة رمضان بعد رؤية هلاله لصح المعنى في الجملة لكن لا يصلح جواباًا 
لابن عباس عن سؤالهم إياه فتدبر. (فإن أغمي عليكم) يقال أغمي عليه الخبر أي استعجم مثل !!! 
ا 


7 


غم أي فإن أخفى عليكم بنحو غيم (فاكملوا العدة) أي عدد شعبان ثلاثين يوماً (رواه مسلم) | 
قال ابن حجر: ولا ينافي هذه الرواية ما قبلها لاحتمال أنهم تراءوه بذات عرق وتنازعوا فيه إا 
فارسلوا يسألونه فأجابهم بذلك فلما وصلوا بطن نخلة رأوه فسألوه شفاهاً فأجابهم بما يطابق | 
الجواب وحاصلهما أنه لا بد في الحكم بدخول رمضان ليلة ثلاثي شعبان من رؤية هلاله |" 
واستفيد من قوله لليلة رأيتموه أن لا عبرة برؤية الهلال قبل الغروب وإنه لو رئي ليلة ثلاثي | 
شعبان أو رمضان نهاراً قبل الزوال أو بعده لم يحكم لليلة الماضية [ولا] المستقبلة فلا يفطره ٠١|‏ 
من رمضان ولا يمسكه من شعبان بل أن رئي بعد الغروب حكم به للمستقبلة وإلا فلا للخبر | 
السابق صوموا لرؤيته ولما صح أن عمر رضي الله عنه أرسل إلى جند له بالعراق أن هذه الأهلة 
بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال نهاراً فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان إنهما رأياه بالأمس | 
وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن ناساً رأوا هلال الفطر نهاراً فأتم صيامه إلى الليل وقال 
لا حتى یری من حيث یری بالليل وفي رواية لا يصلح أن نفطر حتى تروه ليلاً من حيث یری 
قال البيهقي : وروينا في ذلك عن عثمان وابن مسعود قال غيره وعن علي وأنس ولا مخالف 
لهم» وروي مالك بلاغاً أن الهلال رئي زمن عثمان بعشى فلم يفطر حتى أمسى”) وقال جمع | 
من السلف أن رئي قبل الزوال فللماضية أو بعده فللمستقبلة ولم يقل أحد أنه لو رئي يوم التاسع 
والعشرين يكون لماضية لاستحالة كون الشهر ثمانية وعشرين. اه. وبه يتأيد المعتمد من مذهبنا 
أن صوم يوم الشك حرام ويندفع اعتماد ما نقل عن نص الشافعي وجمهور أصحابه أن صومه 
مكروه لا حرام. اه. وفي اندفاع الاعتماد يحتاج إلى أمر يصح فيه الاستناد ثم قال وإنما لم 


الس 






7 
1 
ك0 
ر 
ر 


+ 


يسن صومه إذا أطبق الغيم لقول أحمد بوجوبه لأن الخلاف إذا خالف سنة صحيحة لا يراعى. ٠|‏ 
ا ونان هذا مجازفة صريحة والحق مذهبنا المتوسط الأعدل فتأمل لثلا تقع في الوجل. 2 ١)‏ 
ا 

4 


() مالك في الموطأ ۲۸۷/۱ حديث رقم 4 من كتاب الصيام. 0 






mT ee e‏ ب ع ب جم سس م rare‏ دص مام سمي عن ولج ria‏ عي ممم لع يج e‏ امل جو م اس سس ندج جو صوجع بد وت عا ل لجيج وجج ومح .+ 2 ا a‏ م 
abet aaa N RET REN ei‏ تيوه م RON E REN, aE N‏ يريك AREN SRE N ari‏ حل هم حل VORA N aa a‏ بيه وتو سر RDN LAREN‏ 








.۲۹۱/۲ فتح القدير‎ )١( ١ 





O انعو ررق لعج الس وج لفح و‎ ST رعو رصعي ر ی رصعي ر کک ر يه ولعيو عمسيو‎ SD ا‎ SS 


۹ كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 
(۲) باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 
الفصل الأول 


)١( ١ 5‏ عن أنس» قال: قال رسولٌ الله ية : «تَسحَرُوا فإ في السّحورٍ بُركة» . 








(باب) 


(الفصل الأوّل) 

۲ (عن أنس قال: قال رسول الله به : تسحروا) أمر ندب كما أجمعوا عليه أي 
تناولوا شيئاً ما وقت السحر لحديث تسحروا ولو بجرعة ماء وقد صححه ابن حبان: وقيل إنه 
ضعيف لكنه يعمل به في فضائل الأعمال في القاموس السحر هو قبيل الصبح وفي الكشاف هو 
السدس الأخير من الليل وقيل [وقته] يدخل بنصف الليل» (فإن في السحور) الرواية المحفوظة 
عند المحدثين فتح السين وهو ما يتسحر به من الطعام والشراب (بركة) لأن فيه أجراً عظيماً 
بإقامة السنة ولكونه يستعين به الصائم على صومه لقيام ذلك الأكل مقام أكل يومه في النهاية 
أكثر ما يروي بالفتح وقيل الصواب بالضم لأنه المصدر والأجر في الفعل لا في الطعام. اه. 
ويمكن أن يقال الصواب بالفتح لأن الفعل إنما يثاب عليه لكونه موافقاً لاستعمال السنة فإذا 
أثيب على أثره فبالأولى على نفسه فيفيد من المبالغة ما لا يخفى كما ورد في الحديث مداد 
العلماء أفضل من دماء الشهداء مع أن تفسير البركة بالقوات: غريب وسباتي هلم إلى الخذاء 
المبارك في الحديث : قال ابن الهمام: قيل المراد بالبركة حصول التقوى به على صوم لغد 
بدليل ما روي عنه عليه الصلاة والسلام استعينوا بمقابلة النهار على قيام الليل وبأكل السحور 
على صيام النهار أو المراد زيادة الثواب لاستنانه بسنن المرسلين قال عليه الصلاة والسلام: فرق 
ما بين صومنا وصوم أهل الكتاب أكلة السحر ولا منافاة فليكن المراد بالبركة كلا من الأمرين 
والسحور ما يؤكل في السحر وهو السدس الأخير من الليل وقوله في النهاية هو على حذف 
مضاف تقديره في أكل السحور بركة بناء على ضبطه بضم السين جمع سحر فأما على فتحها 
وهو الأعرف في الرواية فهو اسم للمأكول في السحر”'؟. اه. وفيه أن السحور جمع سحر غير 
معروف والظاهر أن تقدير المضاف على رواية فتح السين إشارة إلى أن البركة في أكل السحور 





الحديث رقم 7 : أخرجه البخاري في صحيحه .۱۳۹/٤‏ حديث رقم .٣۳‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۰ حديث رقم ٥‏ .:. والترمذي في السنن 88/7 حديث رقم ۸ والنسائي ١/5‏ 
حديث رقم .1١44‏ وابن ماجه 04٠/١‏ حديث رقم ۲. . والدارمي ۱۱/۲ حديث رقم ١195‏ 
وأحمد في المسند 19/1. 


ا E ERS‏ ال ا HEDÊ N‏ اا اا ل ال EN BDN‏ 


كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم ۷ 





متفق عليه . 
198 - (۲) وعن عمرو بن العاص» قال: قال رسول الله كَكِ: «فصلٌ ما بِينَ صِيامِنا 
وصيام أهل الكتاب اة السحرا. رواه مسلم . 


4 -(”) وعن سهل» قال: قال رسول الله هة : «لا يَرَالَ الئاس بير ما عسوا 
الفطرَ) . 





لا في نفس السحور كما قيل ويدل على ما قلنا قوله عليه الصلاة والسلام: وبأكل السحور في 
نفس الحديث المتقدم في كلامه والله أعلم (متفق عليه). 

۳ _(وعن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله كله : فصل ما بين صيامنا وصيام 
أهل الكتاب) ما زائدة أضيف إليها الفصل بمعنى الفرق قال التوربشتي هو بالصاد المهملة 
والمعجمة تصحيف (أكلة السحر) بفتح الهمزة المرة قاله ميرك: وقال زين العرب الأكلة بالضم 
اللقمة وهو كذا في نسخة وقال التوربشتي والمعنى أن السحور هو الفارق بين صيامنا وصيام 
أهل الكتاب لأن الله تعالى أباحه لنا إلى الصبح بعد ما كان حراماً علينا أيضاً في بدء الإسلام 
وحرمه عليهم بعد أن يناموا أو مطلقاً ومخالفتنا إياهم تقع موقع الشكر لتلك النعمة فقول ابن 
الهمام: إنه من سنن المرسلين غير صحيح (رواه مسلم). 

4 (وعن سهل قال: قال رسول الله يكلهِ: لا يزال الناس بخير) أي موصوفين بخير 
كثير أو المراد بالخير ضد الشر والفساد"“ (ما عجلوا الفطر) أي ما داموا على هذه السنة ويسن 
تقديمه على الصلاة للخبر الصحيح به قال التوربشتي فإن في التعجيل مخالفة أهل الكتاب فإنهم 
يؤخرونه إلى اشتباك النجوم أي اختلاطها ثم صار عادة لأهل البدعة في ملتنا. اه. قال بعض 
علماؤنا ولو أخر لتأديب النفس ومواصلة العشائين بالنفل غيرمعتقد وجوب التأخير لم يضره 
ذلك قول بل يضره حيث يفوته السنة وتعجيل الافطار بشربة ماء لا ينافي التأديب والمواصلة مع 
أن في التعجيل إظهار العجز المناسب للعبودية ومبادرة إلى قبول الرخصة من الحضرة الربوبية 
ثم رأيت التوربشتي قال وهذه الخصلة التي لم يرضها رسول الله يي وأقول يشابه هذا التأخير 
تقديم صوم يوم أو يومين على صوم رمضان وفيه أن متابعة الرسول هي الطريق المستقيم من 
تعوّج عنها فقد ارتكب المعوج من الضلال ولو في العبادة. اه. ويؤيده ما صح أن الصحابة 


الحديث رقم ۱۹۸۳ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ ۷۷١‏ حديث رقم (57 .)23١917-‏ والترمذي في السنن /٣‏ 
٨۸‏ حديث رقم ۷۰۸. والنسائي ١57/54‏ حديث رقم .5١77‏ والدارمي ١١/7‏ حديث رقم .١191‏ 

الحديث رقم 1944: أخرجه البخاري في صحيحه .۱۹۸/٤‏ حديث رقم .۱۹٥۷‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
الالا حديث رقم (48 .)223١18-‏ والترمذي في السنن ۸۲/۳ حديث رقم 114. وابن ماجه /١‏ 
۱ حديث رقم 15917. والدارمي ٠۲/۲‏ حديث رقم ١744‏ ومالك في الموطأ ۲۸۸/۱ حديث 
رقم 7 من كتاب الصيام. وأحمد في المسند 0 

)١(‏ في المخطوطة «العشاء». 


7 


E 


46 


ia 


1 


عر 


6 كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 


6 -(4) وعن عمر رضى الله عنه» قال: قال رسول الله ل : «إذا أقبلَ الليل من 
ههنا وأذبرَ النّهارٌ منْ هَهُنا وغرّبتٍ الشَّمسُء فقذْ أفطرٌ الصائِمْ». متفق عليه. 


65 (08) وعن أبي هريرةًء قال: هى رسول الله َة عن الوّصالٍ في الصّوم . 


كانوا أعجل الناس افطاراً وأبطأهم سحوراً (متفق عليه) وزاد أحمد وأخروا السحور. 

5 (وعن عمر قال: قال رسول الله بل : إذا أقبل الليل) أي ظلامه (من ههنا) أي 
جانب الشرق (وأدبر النهار) أي ضياؤه (من ههنا) أي جانب الغرب (وغربت) بفتح الراء أي 
غابت (الشمس) أي كلها قال الطيبي وإنما قال وغربت الشمس مع الاستغناء عنه لبيان كمال 
الغروب كيلا يظن أنه يجوز الافطار لغروب بعضها. اه. وقال بعض العلماء إنما ذكر هذين 
ليبين أن غروبها عن العيون لا يكفي لأنها قد تغيب ولا تكون غربت حقيقة فلا بد من إقبال 
الليل قال ابن حجر: أي وقد يقبل الليل ولا تكون غربت حقيقة فلا بد من حقيقة الغروب. 
اه. وهو غريب غير صحيح بخلاف الأوّل فإنه مقصور ولذا اقتصر العلماء على ذكره لكن [فيه] 
إن القيد الثاني مستغنى عنه حينئذ وإنما كان يتم كلامهم لو كان غربت مقدما فيرجع الحكم إلى 
ما حققه الطيبي (فقد أفطر الصائم) أي صار مفطراً حكماً وإن لم يفطر حساً كذا في النهاية 
وشرح السنة بدليل الاحتياج إلى نية الصوم للغد وإن لم يأكل ويشرب وقيل دخل في وقت 
الافطار قال أبو عبيد: فيه رد على المواصلين أي ليس للمواصل فضل على الآكل لأن الليل لا 
يقبل الصوم. وقال الطيبي: ويمكن أن يحمل الأخبار على الانشاء إظهاراً للحرص على وقوع 
المأمور به. (متفق عليه) قال ابن حجر: إي إذا أقبل الليل فليفطر الصائم وذلك أن الخيرية 
منوطة بتعجيل الإفطار فكأنه قد وقع وحصل وهو يخبر عنه ونحوه قوله تعالى: لإهل أدلكم 
على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله € [الصف  ]١١ ٠١‏ أي آمنوا 
وجاهدوا وما ذكر من أن الصوم ينقضي ويتم بتمام الغروب هو مما اجمعوا عليه. 

7 (وعن أبي هريرة قال: نهى رسول الله كي عن الوصال في الصوم) أي تتابع 
الصوم من غير افطار بالليل والحكمة في النهي أنه يورث الضعف والسآمة والقصور عن أداء 
غيره من الطاعات فقيل النهي للتحريم وقيل للتنزيه قال القاضي والظاهر الأوّل. اه. ويؤيد 


الحديث رقم ۱۹۸١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .1۹١/٤‏ حديث رقم 1104. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۲ حدیث رقم .)1١١١١51(‏ وأبو داود في السنن ۲ حديث رقم .5101١‏ والترمذي /٣‏ 
١‏ حديث رقم 598. والدارمي ۱۳/۲ حديث رقم ۱۷۰۰. 

الحديث رقم 1985: أخرجه البخاري في صحيحه .7٠١/4‏ حديث رقم .1435٠0‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
٤‏ حديث رقم (51 - ۱۱۰۳). وأبو داود في السئن ۲/ ۷٦۷‏ حديث رقم 7171 والدارمي ۲/ 
٤‏ حديث رقم *170. ومالك في الموطأ 7١١/١‏ حديث رقم ۳۹ من كتاب الصيام. وأحمد في 
المسند 7608/5. 


کتاب س باب في مسائل متفرقة من كتاب 4 


وټسقيني». متفق a‏ 


1 وذ عن ا رفني ا عنهاء قال : : قال رسول الله جه : امن لم بجع 
الضيام قبل الفجر فلا صيام له). 








القايها روت عا وى Sa a‏ لوم لحري كما بن ۰ 
وداضن الفا ' وقيل هو صوم السنة من غير أن يفطر الأيام المنهية ويرده ما ورد عليه 
السؤال (فقال له رجل إنك تواصل يا رسول الله قال وأيكم مثلي) بكسر الميم (إني) استئناف 
مبين لنفي المساواة بعد نفيها بالاستفهام الانكاري (أبيت يطعمني ربي) قال الطيبي: إما خبر 
وإما حال إن كان تامة (ويسقيني) بفتح الياء ويضم قال القاضي : أراد بقوله وأيكم مثلي الفرق 
بينه وبين غيره لأنه تعالى يفيض عليه ما يسد مسد طعامه وشرابه من حيث إنه يشغله عن / 
الاحساس بالجوع والعطش ويقويه على الطاعة ويحرسه عن الخلل المفضي إلى ضعف القوي ٠‏ 
وكلال الأعضاء قال الطيبي: هذا أحد قولي الخطابي والقول الآخر ذكر في شرح السنة وهو أن . 
يحمل على الظاهر بأن يرزقه الله تعالى طعاماً وشراباً ليالي صيامه فيكون ذلك كرامة له والقول ‏ 
الأول أرجح لأن الاستفهام في قوله أيكم مثلي يفيد التوبيخ المؤذن بالبعد البعيد وكذلك لفظة 
ل 1 ا ل ل ل و : 
اه. وهو ظاهر وحاصله أن الحمل على أ نه يأتيه طعام وشراب من عنده تعالى كرامة له عليه . 
الصلاة والسلام يدفعه قوله رأيكم مثلي كما أنه يضعفه أيضاً قولهم إنك تواصل فإن الوصال مع ١‏ 
تناول الطعام والشراب من المحال (متفق عليه) . 


(الفصل الثاني) 


۷ _ (عن حفصة) أم المؤمنين (قالت قال رسول الله من لم يجمع) بالتخفيف ويشدد 
قيل الاجماع والازماع والعزم بمعنى وهو أحكام النية وقيل الاجماع هو العزم التام وحقيقته 
جمع رأيه عليه أي من لم ينو (الصيام) وقال الطيبي : يقال أجمع الأمر وعلى الأمر وأزمع عليه 
وأزمعة أيضاً إذا صمم عزمه ومنه قوله تعالى: وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم € [يوسف - 
۲ أي احكموه بالعزيمة والمعنى من لم يصمم لعزم على الصوم (قبل الفجر فلا صيام له) 
وظاهر الحديث إنه لا يصح الصوم بلا نية قبل الفجر فرضاً كان أو نفلا وإليه ذهب ابن عمر 


1 والحديث متفق عليه.‎ 5١٠١ رياض الصالحين ص‎ )١( 

الحديث رقم ۱۹۸۷: أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۸۲۳ حديث رقم 15014. والترمذي ٠١8/7‏ حديث 
رقم ۷۳۰ .والنسائي ١95/4‏ حديث رقم ۲۳۳۳. والدارمي ١7/7‏ حديث رقم 1794. ومالك في 
الموطأ ۲۸۸/۱ حديث رقم © من كتاب الصيام. وأحمد في المسند 741//5. 


42 كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 

رواه الترمذيٌ» وأبو داود» والنسائی› والدارمى» وقال أبو داود: وقَمَّه على حفصة مَعْمَرّ 
٠ 25 E E 3‏ 2 

والزبيدي» وابنْ غيّينة»٠‏ ويونس الأيْلي كلهم عن الزهري. 


وجابر بن زيد ومالك والمزنى وداود وذهب الباقون إلى جواز النفل بنية من النهار وخصصوا 
هذا الحديث بما روي عن عائشة إنها قالت كان النبي كل يأتيني فيقول أعندك غداء فأقول لا 
فيقول إني صا وفي رواية إني اذن لصائم واذن للاستقبال وهو جواب وجزاء. اه. والغداء 
بفتح المعجمة وبالدال المهملة اسم لما يؤكل قبل الزوال ومن ثمة لم تجز النية بعد الزوال ولا 
معه والصحيح أن توجد النية في أكثر النهار الشرعي فيكون قبل الصحوة الكبرى قال ابن حجر: 
وفي قول الشافعي وغيره أن نية صوم النفل تصح قبل الغروب لما صح عن فعل حذيفة واتفقوا 
على اشتراط التبييت في فرض لم يتعلق بزمان معين كالقضاء والكفارة والنذر المطلق واختلفوا 
فيما له زمان معين كرمضان والنذر المعين فكذا عند الشافعي وأحمد وعند أبي حنيفة [رحمه 
الله] يجوز بنية قبل نصف النهار الشرعي قال الطيبي: إلا أن مالكاً وإسحاق وأحمد في إحدى 
الروايتين عنه قالوا لو نوى أؤل ليلة من رمضان صيام جميع الشهر أجزأه لأن الكل كصوم يوم 
وهو قياس على الزكاة لا يقابل النص (رواه الترمذي وأبو داود والنسائي والدارمي) وقال 
الترمذي وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله وهو أصح. وقال النسائي: الصواب أنه موقوف 
ولم يصح رفعه قال أبو داود: ورواه الليث وإسحاق بن حازم ويحيى بن أيوب عن عبد الله بن 
أبي بكر بن حزم مرفوعاً قال الدارقطني: رفعه عبد الله بن أبي بكر بن حزم وهو من الثقات 
الاثبات وروي الخطابي قال وزيادات الثقات مقبولة وقال البيهقي: عبد الله بن أبي بكر أقام 
إسناده ورفعه وهو من الثقات الاثبات وروي الدارقطني عن عائشة عن النبي َي من لم يبيت 
الصيام من الليل فلا صيام له" . وقال رواته كلهم ثقات كذا قاله الشيخ الجزري» وقال الشيخ 
ابن حجر اختلف في رفع الحديث ووقفه ورجح الترمذي والنسائي وقفه بعد أن اطنب النسائي 
في تخريج طرقه وحكى الترمذي في العلل عن البخاري وقفه وعمل بظاهر الاسناد جماعة 
فصححوا رفعه منهم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حزم كذا ذكره ميرك (وقال أبو داود 
وقفه على حفصة معمر) بسكون العين بين فتحتي الميمين (والزبيدي) بالتصغير قال الطيبي: هو 
محمد بن الوليد صاحب الزهري (وابن عيينة ويونس) أي ابن يزيد (الأيلي) بفتح الهمزة 
وسكون الياء تحتها نقطتان وباللام» قال الطيبي: نسبة إلى بلدة بالشام ذكره ه في الجامع (كلهم 

عن الزهري) قال النووي الحديث صحيح قال ورواه أصحاب السئن وغيرهم بأسانيد كثيرة رفعاً 
ووقفاً وصحة وضعفاً لكن كثير منها صحيح معتمد عليه لأن معها زيادة علم برفعة فوجب 
قبوله» وقد قال الدارقطني في بعض طرقه الموصولة رجال إسناده كلهم أجلة ثقات قال ابن 
حجر: وإذا ثبت صحة الحديث واستحضرت القاعدة المقررة أن النفي إذا أطلق إنما ينصرف 
لنفي الحقيقة دون نفي كمالها علم منه وجوب النية ورد قول عطاء ومجاهد وزفر لا تجب 


(1) النسائي في السنن الحديث رقم .۲۳۲٤‏ وابن ماجه. 
(؟) الدارقطني في السنن ۱۷١/۲‏ حديث رقم ١‏ من باب تبيت النية من الليل. 


كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم ۲١‏ 


۸ -(3) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله بل : «إذا سمِعَ الثداء أحدكم 


والإناءٌ فى يدهء فلا يضعْهُ حتى يقضى حاجتّه منه). 





لرمضان نية لتعينه وعدم انعقاد غيره فيه قال ابن الهمام: روي هذا الحديث أصحاب السنن 
الأربعة واختلفوا في لفظه لا صيام لمن لم ينو الصيام من الليل يجمع بالتشديد والتخفيف يبيت 
ولا صيام لمن لم يفرضه من الليل رواية ابن ماجه واختلفوا في رفعه ووقفه والأكثر على وقفه. 
ولنا ما في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع أنه عليه الصلاة والسلام أمر رجلاً من أسلم أن أذن 
في الناس أن من أكل فليصم بقية يومه» ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء وكان 
يوم عاشوراء يصومه قريش في الجاهلية» وكان عليه الصلاة والسلام يصومه فلما قدم المدينة 
صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان, قال عليه الصلاة والسلام: من شاء ضامه ومن شاء 
تركه. قال الطحاوي: فيه دليل على أنه كان أمر إيجاب قبل نسخة برمضان إذ لا يؤمر بإمساك 
[من أكل] بقية اليوم» إلا في يوم مفروض الصوم بعينه ابتداء بخلاف قضاء رمضانء إذا أفطر 
فيه فعلم أن من تعين عليه صوم يوم ولم ينوه ليلا أنه تجزئة نيته نهاراً قال: ثم يجب تقديم ما 
رويناه على مرويه لقوّة ما في الصحيحين بالنسبة إلى ما رواه بعد ما نقلنا فيه من الاختلاف في 
صحة رفعه فيلزم إذ قدم كون المراد به نفي الكمال كما في أمثاله من نحو لا وضوء لمن لم 
سو وغو کر :آم ملخا 

4 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ي : إذا سمع النداء) أي أذان الصبح 
(أحدكم والاناء) أي الذي يأكل منه أو يشرب منه (في يده) جملة حالية (فلا يضعه) أي الاناء 
(حتى يقضي حاجته منه) أي بالأكل والشرب. وهذا إذا علم أو ظن عدم الطلوع وقال ابن 
الملك: هذا إذا لم يعلم طلوع الصبح» أما إذا علم أنه قد طلع أوشك فيه فلا وقال الخطابي : 
هذا مبني على قوله عليه الصلاة والسلام أن بلالا يؤذن بليل» فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم 
مكتوم» وفيه أنه لا يظهر حينئذ فائدة القيد. قال: أو يكون معناه أن يسمع النداء وهو شاك في 
الصبح. لتغيم الهواء مثلا فلا يقع له العلم بأذانه أن الفجر قد طلع لعلمه أن دلائل الفجر 
معدومة ولو ظهرت للمؤذن» لظهرت له أيضاً فأما إذا علم طلوعه فلا حاجة إلى أذان الصارخ 
فإنه مأمور بالإمساك إذا تبين له الخيط الأبيض. من الخيط الأسود. وقال الطيبي: يشعر دليل 
الخطاب بأنه لم يفطر إذا لم يكن الاناء في يده وقد سبق أن تعجيل الافطار مسنون لكن هذا 
من مفهوم اللقب» فلا يعمل به وتعقبه ابن حجر باب الصواب أنه ليس من مفهوم اللقب» 
والتقييد بالجملة الحالية له مفهوم اتفاقاً. اه. يعني عند الشافعية وإلا فعند الحنفية لا اعتبار 
بالمفهوم إلا في المسألة لا في الأدلة” ٠‏ وقال ابن حجر: تبعاً للطيبي إيماء ويصح أن يراد من 
الحديث طلب تعجيل الفطرء أي إذا سمع أحدكم نداء المغرب وصادف ذلك أن الاناء في يده 


(۱) فتح القدير ۲/ ۲۳۷. 1 
الحديث رقم ۱۹۸۸ : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۷١١‏ حديث رقم .۲۳٠١‏ وأحمد في المسند ٠ 201١/7‏ 
(۲) متفق عليه. 


فد كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 


رواه أبو داود. 
8 -«(4) وعنه» قال: قال رسول الله كلل : «قالَ الله تعالى: أحبٌ عِبادي إليّ 


أعجلُهمْ فطراً) . : 


لحالة أخرىء فليبادر بالفطر منه. ولا يؤخر إلى وضعه وبهذا يندفع قول الشارح ووجه اندفاعه 
أن قوله والاناء في يده ليس للتقييد بل للمبالغة في السرعة. اه. وهو في غاية من البعد مع أن 
قوله لحاجة أخرى» يرده صريح الحديث حتى يقضي حاجته منه. فالصواب أنه قيد احترازي 
في وقت الصبح مشعر بأن بالإمكان سرعة أكله وشربه لتقارب وقته» واستدراك حاجته 
واستشراف نفسه وقوة نهمته وتوجه شهوته بجميع همته مما يكاد يخاف عليه إنه لو منع منه 
لما امتنع فأجازه الشارع رحمة عليه وتدريجاً له» بالسلوك والسير إليه ولعل هذا كان في أوّل 
الأمر ويشير إليه ما وقع من الخلاف في الصبح المراد في الصوم» فقد ذكر الشمني أن المعتبر 
اول طلوع الصبح عند جمهور العلماء وقبل استنارته» وهو مروي عن عثمان وحذيفة وابن 
عباس وطلق بن علي وعطاء بن أبي رباح والأعمش قال مسروق: لم يكونوا يعدون الفجر 
فجركم» إنما كانوا يعدون الفجر الذي يملا البيوت قال شمس الأئمة الحلواني : الأول أحوط 
والثاني أرفق. اه. ولعل هذا الحديث مبني على الرفق والله [تعالى] أعلم ويؤيده لفظ التبين في 
الآية قال ابن حجر : وأما ما نقل عن جمهور الصحابة أن المراد بالفجر فى الآية الاسفار فهو 
مما كاد الاجماع أن ينعقد على خلافه وأغرب منه» ما نقل عن الأعمش وإسحاق أنه يحل 
تعاطي المفطر إلى طلوع الشمس قال النووي: وما أظن إن ما نقل عن هذين الإمامين» يصح 
عنهما. اه. ولا يخفى إنه مخالف للنص وهو قوله تعالى: #حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من 
الخيط الأسود من الفجر4 [البقرة ‏ ۱۸۷] فالقائل بطلوع الشمس يكفر (رواه أبو داود) قال 
ميرك: وسكت عليه هو والمنذري وقال الحاكم“ صحيح على شرط مسلم. 

8 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله يك : قال الله تعالى أحب عبادي 
إلى أعجلهم فطراً) أي أكثرهم تعجيلاً في الافطار لما قدمناه وقال الطيبي: ولعل السبب في 
هذه المحبة المتابعة للسنة والمباعدة عن البدعة» والمخالفة لأهل الكتاب. اه. وفيه إيماء إلى 
أفضلية هذه الأمة لأن متابعة الحديث توجب محبة الله تعالى: «إقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني 
يحببكم الله 4 [آل عمران  ]۳١‏ وإليه الاشارة بالحديث الآني ال القرى لاهو :نما خضل 
الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون وسببه والله [تعالى] أعلم أن هذه الملة الحنيفية 
سمحاء سهلة ليس فيها حرج» ليسهل قيامهم بها والمداومة عليها ولذا قيل: عليكم بدين 
العجائز» بخلاف أهل الكتاب فإنهم شددوا على أنفسهم» فشدد الله عليهم فغلبوا ولم يقدروا 
أن يقيموا الدين وقال ابن الملك: ولأنه إذا أفطر قبل الصلاة يؤديها عن حضور قلب» وطمأنينة 
نفس ومن كان بهذه الصفة فهو أحب إلى الله ممن لم يكن كذلك. اه. ولذا قيل الطعام 


.453/١ الحاكم في المستدرك‎ )١( 


0 الحديث رقم 19449: أخرجه الترمذي في السنن / 47 حديث رقم .٠١‏ وأحمد في المسند ۳۲۹/۲. 





رواه الترمذي . 
۰ _-(4) وعن سلما بن عامر» قال : قال رسول الله کا د : : «إذا أفطرٌ أحذكم 
فليُفطز على تمر» فإنّهِ يَرَكةٌ فان لم يجذ فلْيُفطز على ماي yT‏ 


والترمذي. وأبو داود» وابن ۾ ماجه» والدارميّ . ولم يذكر «فإِنه برک غ غيرٌ الترمذي . 





اج باكرا سس عن الام المختلطة بالطعام» (رواه الترمذي) وقال: حديث حسن ورواه 
امد واب ی ' وابن حبان في صحيحيهما نقله ميرك . 


٢۰‏ (وعن سلمان”" بن عامر قال: قال رسول الله يَلل: ! إذا أفطر أحدكم فليفطر) 
الأب للدت (على تمر أي على تمرة اكتفاء باص الت وإلا فأدنى كمالها ثلاث كما سيأتي 
مع أن التمر اسم جنس ٠‏ (فإنه) أي التمر (بركة) أي ذو بركة وخير كير أو آريد به السالخة 
ولعل الحكمة فيه أن أن الدب يسرع القوة إلى القوي» وفيه إيماء إلى حلاوة الإيمان» وإشارة 
إلى زوال مرارة لعصيان قال الطيبي: أي فإن الافطار على التمر فيه ثواب كثيرء وبركة وفيه أنه 
يرد عليه عدم حسن المقابلة بقوله فإنه طهور وقال ابن الملك: :"الأول أن تحال عك إلى 
اج وأما ما يجري في الخاطر وهو أن التمر حلو وقوت والنفس قد تعبت بمرارة الجوع. 
فأمر الشارع بإزالة هذا التعب بشيء هو قوت وحلو وقال ابن حجر: ومن خواص التمر أنه إذا 
وصل إلى المعدة إن وجدها خالية حصل به الغذاءء وإلا أخرج ما هناك من بقايا الطعام وقول 
الأطباء أنه يضعف البصرء محمول على كثيره المضر دون قليله فإنه يقويه . (فإن لم يجد) أي 
التمر ونحوه من الحلويات (فليفطر على ماء فإنه) أي الماء (طهور) أي بالغ في الطهارة فيبتدأ به 
تفاؤلاً بظطهارة الظاعر والباطن قال الطيبي: أي لأنه مزيل المانع من أداء العبدة ولدا من الله 
تعالى على عباده #وأنزلنا من السماء ماء طهوراً © [الفرقان - ]٤۸‏ وقال ابن الملك: يزيل 
العطش عن النفس . اه. ويؤيد قوله عليه الصلاة والسلام عند الافطار ذهب الظمأ كما سيأتي. 
(رواه أحمد والترمذي. وأبو داود وابن ماجه والدارمي ولم يذكر) أي أحد قوله (فإنه بركة غير 
الترمذي) وفي نسخة لم يذكروا بصيغة الجمع فغير منصوب على الاستثناء ء (وفي رواية أخرى) 
أي لهم أوله وهذا غير موجود في أكثر النسخ قال ابن حجر: ونحوه خبر الترمذي وصححوه 
إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمرء فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإنه طهور؟ وهذا 
الترتيب لكمال السنة لأصلها. اه. وفيه بحث لا يخفى لأنه إن كان التمر موجوداً وبدأ بالماء 





)01( ابن خزيمة في صحيحه ۲۷٣/۳‏ حديث رقم .7١317‏ 
الحديث رقم :۱۹۹١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۷٠٤/۲١‏ حديث رقم .٠٠١‏ والترمذي ٤٠/۳‏ حديث 


رقم 504 وابن ماجه 057/١‏ حديث رقم 1599. والدارمي ۱۳/۲ حديث رقم ۱۷١١‏ وأحمد في 


.١7//5 المسند‎ 


(۲) في المخطوطة «سليمان». (۳) فى المخطوطة «الحلاوة». 
(؟) هذا الحديث عند أبي داود ٠74/7‏ حديث رقم 7700 


{٤‏ كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 





)٠١١0١‏ وعن أنس» قال: كان النبئ كَل يُفْطِرُ قبل أن يُصلْيَ على رُطباتٍ» 
فان لم تكن فَتُميراتٌ» فان لم تكن ثُمَيراتٌ حسى حَسَّواتٍ مِنْ ماء. رواه الترمذي» وأبو 


داود. وقال الترمذيٌ: هذا حديثٌ حسنٌّ غريب. 


أو اقتصر عليه فلا شك في مخالفة السنة وإن لم يكن [موجوداً] فأتى بالسنة فالترتيب معتبر 
كما في أمثاله من الآيات القرآنية» والأحكام الحديثية» ويؤكده الحديث الآتي وهو قوله. 


0١‏ (وعن أنس قال: كان النبى يكل يفطر) أي فى صيامه (قبل أن يصلي) أي 
المغرب وفيه إشارة إلى كمال المبالغة في استحباب تعجيل الفطرء وأما ما صح أن عمر وعثمان 
رضي الله عنهما كانا برمضان يصليان المغرب» حين ينظران إلى الليل الأسود» ثم يفطران بعد 
الصلاة فهو لبيان جواز التأخير لئلا يظن وجوب التعجيل» ويمكن أن يكون وجهه أنه عليه 
الصلاة والسلام كان يفطر في بيته» ثم يخرج إلى صلاة المغرب وإنهما كانا في المسجد ولم 
يكن عندهما تمر ولا ماءء أو كانا غير معتكفين» ورأيا الأكل والشرب لغير المعتكف مكروهين 
لكن إطلاق الأحاديث ظاهر في استثناء حال الافطارء والله أعلم. (على رطبات فإن لم يكن 
رطبات) بالرفع أي موجودةء أو أن لم تحصل (فتميرات) بالجر أي فليفطر عليها وفي نسخة 
بالرفع أي فتميرات عوضها (فإن لم يكن تميرات حساً) أي شرب (حسوات) بفتحتين أي ثلاث 
مرات (من ماء) في النهاية الحسوة بالضم الجرعة من الشراب» بقدر ما يحسى مرة واحدة 
وبالفتح المرة. اه. والظاهر منه ترجيح الضم فلا أقل من جوازه وفي القاموس» حسا زيد الماء 
شربه شيئاً بعد شيء» والحسوة بالضم الشيء القليل منه المرة من الحسوء والفتح أفصح وقيل: 
تقديم التمر في الشتاء» والماء في الصيف لرواية به [به] وقيل: الحكمة في ذلك» أن لا يدخل 
جوفه أوَلا شيء مما مسته النار وقضيته تقديم الزبيب على الماء. قيل: بل الحلو كله قال ابن 
حجر: وكله ضعيف» أقول إن لم يكن التمر موجوداً فقياس صحيح» بل ورد أيضاً في حديث 
كما سبق وإلا فمعارضته بالنص صريح» وقول من قال السنة بمكة تقديم ماء زمزم على التمر أو 
خلطه به مردودء بأنه خلاف الأتباع وبأنه ية صام عام" الفتح أياماً كثيرة بمكة» ولم ينقل عنه 
أنه خالف عادته التي هي تقديم التمر على الماء ولو كان لنقل . (رواه الترمذي وأبو داود وقال 
الترمذي: هذا حديث من غريب) وصححه الدارقطني» قال ميرك: ورواه أبو يعلى ولفظه كان 
رول اف يحب أن يقطر على لات تيزات» ار شىء لو نصبه الثار:وعن أشن قال قال 
رسول الله يكهِ: من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لا فليفطر على الماء: فإنه له طور. رواه ابن 
خزيمة في صحيحه والحاكم” "© وقال: صحيح على شرطهما. 


الحديث رقم 0 : أخرجه أبو داود في السنن ۷٦٤/۲‏ حديث رقم 7707. والترمذي ۷۹/۳ حديث 
رقم 197. وأحمد في المسند .١175/*‏ 

. فيا لمخطوطة «أيام»‎ )١( 

(؟) الحاكم في المستدرك 47١/١‏ وابن خزيمة ۲۷۸/۳ حديث رقم .7١77‏ 





كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 9 


۲ _(۱۱) وعن زيدٍ بن خالدء قال قال رسول الله :من قطد ضائماء أو 
هر غازياء فلّه مثل أجره) . رواه البيهقيُ فى (اأشعب اللإيمان»» ومُحيي السّئة في اشح 
السنةا» وقال: صحيح . 


۴ --_(۱۲) وعن ابن عمرّء قال: كان النبئ ية إذا أفطرّ قال: «ذهب الظّمأء 
وابتَلْتِ العُروقٌ» وثبّتَ الأجرُ 


51 (وعن زيد بن خالد قال: قال رسول الله يكِِ: من فطر صائماً) قال ابن الملك: 
التفطير جعل أحد مفطراً أي من أطعم صائماً. اه. أي عند افطاره (أو جهز غازياً) أي هيأ 
أسبابه من الفرس والسلاح والنفعة (فله مثل أجره) أي الصائم أو الغازي وأو للتنويع وهذا 
الثواب لأنه من باب التعاون على التقوى والدلالة على الخير قال الطيبي: نظم الصائم في سلك 
الغازي» لانخراطهما في معنى المجاهدة مع اعداء الله» وقدم الجهاد الأكبر (رواه البيهقي في 
شعب الإيمان. ومحيي السنة) أي صاحب المصابيح (في شرح السنة وقال: صحيح) قال 
الجزري: ورواه النسائي بلفظه» جملة والترمذي وابن ماجه مقطعا وقال الترمذي: في كل 
منهما حسن صحيح » وقال ميرك: وروي الترمذي› والنسائي وابن ماجه وابن عرزي وابن 
حبان في صحيحيهما من حديث زيد بن خالد الجهني عن النبي كله قال : من فطر صائماء كان 
له مثل أجره غير أنه لا ينقص من اجر الصائم شيء». قال الترمذي : حديث حسن صحيح» 
ولفظ ابن خزيمة“ والنسائي من جهز غازياً أو جهز حاجاً أو خلفه في أهلهء أو فطر صائماً 
كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» وكأن المصنف لم يقف على هذين 
الطريقين فعزا الحديث إلى البيهقي؛ وشرح السنة والعزو إلى أصحاب السنن أولى وأصوب 
والله أعلم» فيه أنه إنما نسب إليهما لأن لفظهما مغاير للفظ الطريقين» فإن الأوّل مختصر 
والثاني مطوّل مع قطع النظر عن مخالفة بقية الألفاظ . 

۳ - (وعن ابن عمر قال كان النبى َة إذا أفطر) أي بعد الافطار (قال: ذهب الظمأ) 
فين قال النروي فى الأذكار؟ الظما مهمور الا مقصور: وهو العظن » :زتها ذكوت هذا 
وإن كان ظاهراً لأني رأيت من اشتبه عليه فتوهمه ممدوداً. اه. وفيه أنه قرىء لا يصيبهم ظمأ 
بالمد والقصرء وفي القاموس ظمى كفرح ظمأ وظماء وظماءة عطش» أو أشد العطش ولعل 
كلام النووي محمول على أنه خلاف الرواية» لا أنه غير موجود في اللغة» (وابتلت العروق) أي 
بزوال اليبوسة الحاصلة بالعطش. وأما قول ابن حجر هو مؤكد لما قبله فاسترواح لأن منها نعمة 
مستقلة نعم لو عكس العطف, لكان تأكيداً كما هو ظاهر في الجملة (وثبت الأجر) أي زال 
التعب. وحصل الثواب» وهذا حث على العبادات فإن التعب يسر لذهابه» وزواله والأجر كثير 


الحديث رقم 19947: أخرجه أحمد في المسند .1١5/54‏ 
زفق ابن خزيمة في صحيحه ۷/ ۲۷۷ حديث رقم .5١714‏ 
الحديث رقم ۱۹۹۳ : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۷٦٥‏ حديث رقم ۳۹۷ .... 


٤٦‏ كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم 
إن شاءً الله . رواه أبو داود. 


4 (۱۳) وعن مُعاذِ بن زُهرةً» قال: إِنَّ النبئ ية كانَ إذا أفطرٌ قال: «اللهُمّ لك 
صمْتُء وعلى رِرْقِكَ أفطرْت». رواه أبو داود مُرسلا. 


الفصل الثالث 


)١11(- 6‏ عن أبى هريرةً» قال: قال رسول الله ب : «لا يرال الدّينُ ظاهراً 


لثباته وبقائه قال الطيبي : ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب» استلذاذ أي استلذاذ ونظيره قوله 
تعالى حكاية عن أهل الجنة : «الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور € [فاطر - 
؟] (إن شاء الله) متعلق بالأخير على سبيل التبرك» ويصح التعليق لعدم وجوب الأجر عليه تعالى 
رداً على المعتزلة» ولئلا يجزم كل أحد فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة» ويمكن أن يكون أن 
بمعنى إذ فتتعلق بجميع ما سبق . (رواه أبو داود) ورواه النسائي والحاكه”'': على ما في الحصن . 

14 (عن معاذ بن زهرة) تابعي يروي عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي 
ذكره الطيبي (قال: إن النبي بي كان إذا أفطر قال) أي دعا وقال ابن الملك: أي قرأ بعد 
الافطار ومنه (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت) قال الطيبي: قدم الجار والمجرور» في 
القرينتين على العامل دلالة على الاختصاص إظهاراً للاختصاص في الافتتاح وإبداء لشكر 
الصنيع المختص بهء في الاختتام» (رواه أبو داود مرسلا) قال في التقريب: معاذ بن زهرة» 
ويقال أبو زهرة مقبول من الثالثة فارسل حديثاً فوهم من ذكره في الصحابة قال ميرك: عبارة أبي 
داود هكذا عن معاذ بن زهرة» بلغه أن النبى يك قرأه لا يقال لمثله أنه كان إذا أفطر إلى آخره 
ومعاذ بن زهرة بن حبان في الثقات» وانفره بإخراج حدیثه هذا أبو داود ولیس له سوى هذا 
الحديث. اه. قال ابن حجر: وهو مع إرساله حجة في مثل ذلك على أن الدارقطني 
والطبراني روياه بسند متصل لكنه ضعيف وهو حجة أيضاًء وروي ابن ماجه أن للصائم عند 
فطره دعوة لا ترد وورد أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول يا واسع الفضل» اغفر لي وإنه كان 
يقول الحمد لله الذي أعانني فصمت» ورزقني فافطرت . اه. وأما ما اشتهر على الألسنة اللهم 
لك صمت [وبك آمنت] وعلى رزقك أفطرت فزيادة وبك آمنت لا أصل لها وإن كان معناها 


0 


صحيحا وكذا زيادة وعليك توكلت ولصوم غد نويت بل النية باللسان من البدعة الحسئة . 


(الفصل الثالث) 


606 (عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ية : لا يزال الدين ظاهراً) أي غالباً وعالياً 


)000( الحاكم في المستدرك .4777/١‏ 
الحديث رقم 1944: أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۷٠١‏ حديث رقم 7708. 

٠‏ الحديث رقم 6 : أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۷٦۳‏ حديث رقم 77607. وابن ماجه 047/١‏ حديث 
1 رقم > وأحمد في المسند ۲| . 


Ft ER OF كين عا‎ On ل‎ E اليو أ‎ a 








كتاب الصوم/ باب في مسائل متفرقة من كتاب الصوم %۷ 
ما عل الاس الفِطرَ؛ لأنَّ اليهود والتصارى يُوّخرودً». رواه أبو داود» وابنُ ماجه. 


)٠١( 5‏ وعن أبي عطيّة قال: دخلتٌ أنا ومسروقٌ على عائشةء فمّلنا: يا 
م المؤمنينَ! رجُلانِ من أصحاب محمد بلا : أحدُهما: يُعَجَلُ الإفطار ويُعجَلُ الصَّلاهَ 
والآخد : يُوَخْرُ الإفطارٌ ويُوّخْرُ الصّلاة. قالث: أيُهما يعجل الإفطارَ ويُعجلٌ الصلاة؟ 
قُلنا: عبد الله بن مسعودٍء قالث: هكذا صَنَعّ رسول الله يَكلِِ. والآخْرُ أبو موسى. رواه 
مسلم. 


)۱١( _- ۷‏ وعن العرباض بن سارية» قال: دعانى رسول الله به إلى 


أو واضحاً ولائحاً (ما عجل الناس الفطر) أي مدة تعجيلهم الفطر (لأن اليهود والنصارى» 
يؤخرون) أي الفطر إلى اشتباك النجوم وتبعهم الأرفاض» في زماننا قال الطيبي: في هذا التعليل 
دليل على أن قوام الدين الحنيفي» على مخالفة الأعداء من أهل الكتاب» وإن في موافقتهم تلفأ 
للدين قال تعالی : «يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض 
ومن يتولهم منكم فإنه منهم 4 [المائدة  ]5١‏ (رواه أبو داود وابن ماجه) . 

57 (وعن أبي عطية قال دخلت أنا ومسروق) كلاهما تابعي (على عائشة فقلنا يا آم 
المؤمنين رجلان) مبتدأ (من أصحاب محمد بي) صفة وهي مسوغة لكون المبتدأ نكرة والخبر 
جملة قوله. (أحدهما يعجل الافطار. ويعجل الصلاة والآخر يؤخر الافطار ويؤخر الصلاة) أي 
يختار تأخيرهما والظاهران الترتيب الذكرى» يفيد الترتيب الفعلى فى العملين وإلا قالوا ولا 
تمنع تقديم الافطار على الصلاة على تقدير تأخيرهما أيضاً. (قالت: أيهما يعجل الافطارء 
ويعجل الصلاةء قلنا: عبد الله بن مسعود قالت: هكذا صنع رسول الله بيا والآخر أبو موسى) 
قال الطيبي: الأول عمل بالعزيمة» والسنة» والثاني بالرخصة. اه. وهذا إنما يصح لو كان 
الاختلاف في الفعل [فقط]ء أما إذا كان الخلاف قولياً فيحمل على أن ابن مسعود اختار المبالغة 
في التعجيل وأبو موسى اختار عدم المبالغة فيه وإلا فالرخصة متفق عليها عند الكلء والأحسن 
أن يحمل عمل ابن مسعود على السنة وعمل أبي موسى على بيان الجوازء كا سبق من عمل 
عمر وعثمان رضي الله عنهم [أجمعين وأما قول ابن حجر وكان عذر أبي موسى إنه لم يبلغه 


فعل النبي ية فعذر بارد والله أعلم . 
07 (وعن العرباض) بكسر العين (ابن سارية قال: دعاني رسول الله بي إلى 


الحديث رقم 1995: أخرجه مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم (59 ۔ ۱۰۹۹). وأبو داود في السئن 
0 حديث رقم 1904. والترمذي 47/7 حديث رقم .7١7‏ والنسائي ١55/5‏ حديث رقم 
1 وأحمد في المسند .A/٦‏ 

الحديث رقم ۷ : أخرجه أبو داود في السنن ۷٥۷/۲‏ حديث رقم .۲۳٤٤‏ والنسائي ٠٤١/٤‏ حديث 

١ ا‎ e 


عه يا ول د يق م لني اك E SEN SR‏ 


۸ ) ) ) كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 


السّحورٍ في رَمضانٌء فقال : «هَلُمّ إلى العّداء المبارَك». رواه أبو داود» والنسائي . 


)١17/( 4‏ وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ل : «نَعْمَ سَحورُ المؤمن 
التَمْدا. رواه أبو داود. 


(۳) باب تنزيه الصوم 


الفصل الأول 
)١١ 89‏ عن أبي هريرة» قال: قال رسول الله كلِ: «مَنْ لم يدَعْ قؤْلَ الرُورٍ 


السحور) بفتح السين ويجوز ضمها (في رمضان فقال) عطف أو تفسير وبيان (هلم) أي تعال في 
النهاية فيه لغتان فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد» والجمع» والاثنين» بلفظ واحد مبني على 
الفتح وبنو تميم يثنى ويجمع ويؤنث. اه. وجاء التنزيل بلغة الحجاز اقل هلم شهداءكم 4 
[الأنعام - ]٠٠١‏ أي احضروهم (إلى الغداء المبارك) والغداء مأكول الصباح واطلق عليه لأنه 
يقوم مقامه» وصحفه بعضهم وضبطه بالمعجمة وكسر أوله (رواه أبو داود والنسائي) قال ميرك : 
ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. 


4 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يِ: نعم سحور المؤمن) بفتح السين لا 
غير (التمر) قال الطيبي: وإنما مدح التمر في هذا الوقت لأن في نفس السحور بركة» 
وتخصيصه بالتمر بركة على بركة إذا فطر أحدكم» فليفطر على تمر فإنه بركة ليكون المبدوء به؛ 
والمنتهى إليه البركة. (رواه أبو داود وصححه ابن حبان) . 


(باب تنزيه الصوم) 


أي في بيان ما يدل على ما يجب تبعيد الصوم عما يبطله من الصوم أو يبطل ثوابه أو 
ينقصه . 


(الفصل الأوّل) 


۹ _(عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ب : من لم يدع) أي لم يترك (قول الزور) 
أي الباطل وهو ما فيه اثم والاضافة بيانية وقال الطيبي: الزور الكذب والبهتان» اه. أي من لم 
نترك القول الباطل من قول الكفر وشهادة الزور» والافتراء والغيبة والبهتان والقذف والسب 


الحديث رقم :١14948‏ أخرجه أبو داود في السئن ۷٥۸/۲‏ حديث رقم 7758. 
ْ الحديث رقم 1449: أخرجه البخاري في صحيحه .١١7/5‏ حديث رقم 1407. وابن ماجه في السنن /١‏ 
1 04 حديث رقم 1584. وأحمد في المسند ٠.01/١‏ 


کتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم ۹ 








والعمّلَ به» فليس لله حاجةٌ في أنْ يدَعَ طعامّه وشرابه». رواه البخاريٰ. 
(YY) °‏ وعن عائشةً» قالتٌ: كان زل الله ا قبل ویباشر 


والشتم» واللعن أمثالها مما يجب على الإنسان اجتنابها ويحرم عليه ارتكابها . (والعمل) بالنصب 
(به) أي بالزور يعني الفواحش» من الأعمال لأنها في الاثم كالزور قال الطيبي: هو العمل 
بمقتضاه من الفواحش ٠»‏ وما نهى الله عنه . (فليس لله حاجة) أي التفات ومبالاة وهو مجاز عن عدم 
القبول» بنفي السبب وإرادة نفي المسبب» (في أن يدع) أي يترك (طعامه وشرابه) فإنهما مباحان 
في الجملة فإذا تركهما وارتكب أمراً حراماً من أصله» استحق المقت وعدم قبول طاعته في الوقت 
فإن المطلوب منه ترك المعاصي مطلقاً» لا تركاً دون ترك وكان هذا مأخذ من قال إن التوبة عن 
بعض المعاصي غير صحيحة» والصحيحة صحتها كما هو مقرر في محلها بناء على الفرق بين 
الصحة والقبول فإنه لا يلزم من عدم القبول عدم الصحة بخلاف العكس» قال القاضي : المقصود 
من الصوم كسر الشهوة» وتطويع الامارة» فإذا لم يحصل منه ذلك لم يبال بصومه» ولم ينظر إليه 
نظر عناية فعدم الحاجة عبارة عن عدم الالتفات والقبول وكيف يلتفت إليه؟ والحال أنه ترك ما 
يباح من غير زمان الصوم من الأكل والشرب» وارتكب ما يحرم عليه [في كل زمان] قال الطيبي : 
وفي الحديث دليل على أن الكذب» والزور أصل الفواحش ومعدن المناهي» بل قرين الشرك قال 
تعالى: #فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور € [الحج  ]۳١‏ وقد علم أن الشرك 
والزور» مضاد للاخلاص وللصوم بالاختصاص فيرتفع بما يضاده. (روا البخاري) وفي معناه 
حديث الحاكه”'' الذي صححه ليس الصيام من الأكل والشرب فقط إنما الصيام» من اللغو 
والرفث» ويؤخذ منه أن يتأكد اجتناب المعاصي على الصائم كما قيل: في الحج لكن لا يبطل 
ثوابه من أصلهء بل كماله فله ثواب الصوم وإثم المعصية وأما ما نقله البيهقي عن الشافعي واختاره 
بعض أصحابه من أنه يبطل بذلك ثوابه من أصله فيحتاج إلى دليل معين» وتعليل مبين وأما قول 
ابن حجر يتأكد على الصائم أي من حيث الصوم فلا ينافي كونه واجباً عليه من جهة أخرى أن 
يكف لسانه وسائر جوارحه من المباحات وآكد من ذلك كف ما ذكر عن المعاصى باسرها فغير 
صحيح» إذ الاجماع قائم على أن الكف عن المباحات غير واجب بل قوله يكره له شم الرياحين» 
والنظر إليها ولمسها محتاج إلى نهي وارد مقصود كما هو مقرر. 


٠‏ (وعن عائشة قالت: كان رسول الله َيه يقبل) في شرح السنة» رخص في قبلة 
الصائم عمر وأبو هريرة وعائشة وقال الشافعي : لا بأس بها إذا لم تحرك الشهوة» وقال ابن ر 
عباس : يكره للشاب» ويرخص للشيخ (ويباشر) أي بعض نسائه يلصق البشرة بالبشرة وقال ابن ,. 


.٤٠/١ الحاكم في المستدرك‎ )١( 
/١ وأبو داود في السنن ۷۷۸/۲ حديث رقم ۲۳۸۲. وابن ماجه‎ .)١1187/70( حدیث رقم‎ ۷ 


8ه حديث رقم 17 . وأحمد فى المسند 437/5. 








فق كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 
وهرّ صَائِمٌ» وكانّ أملككم لأرَبه. متفق عليه. 


۱-(۴) وعنهاء قالتث: کال رسول الله اة بُدرکه ال لفجرٌ في رمضانٌ وهو جنب 


الملك: أي يلمس نساء بيده (وهو صائم) أي حال كونه صائماً زاد مسلم في رمضان. قال 
الشمني: وعندنا كره القبلة واللمس والمباشرة» في ظاهر الرواية إن خاف على نفسه الجماع أو 
الانزال وقال محمد تكره القبلة مطلقاًء لأنها لا تخلو عن الفتنة. اه. فلا ينبغي أن يقاس به 
عليه الصلاة والسلام في ذلك لقولها رضي الله عنها (وكان أملككم) من ملك إذا قدر على شيء 
أو صارحاً كما عليه (لأربه) بفتح الهمزة والراء على المشهور هو الحاجة وتريد به الشهوة وقد 
يروي بكسر الهمزة وسكون الراء ويفسر تارة بأنه الحاجة وتارة بأنه العقل» وتارة بأنه العضو 
وأريد ههنا العضو المخصوص كذا ذكر في شرح السنة والفائق ورده التوربشتي بأنه خارج عن 
سنن الأدب» قال الطيبي: ولعل ذلك مستقيم لأن الصديقة رضي الله عنها ذكرت أنواع الشهوة 
مترقية من الأدنى إلى الأعلى فبدأت بمقدمتها التي هي القبلة ثم ثنت بالمباشرة» من نحو 
المداعبة والمعانقة» وأرادت أن تعبر عن المجامعة فكنت عنها بالارب وإلى عبارة أحسن منها. 
اه. وفيه أن المستحسن إذا أن الارب بمعنى الحاجة كناية عن المجامعة وأما ذكر الذكر فغير 
ملائم للأنثى كما لا يخفى لا سيما في حضور الرجال ثم المعنى أنه كان أغلبكم» وأقدركم 
على منع النفس» مما لا ينبغي أن يفعل قال ابن الملك: أرادت بملكه عليه حاجته قمعه الشهوة 
فلا يخاف الانزال بخلاف غيره» وعلى هذا فيكره لغيره القبلة والملامسة باليد وقيل: المعنى 
إنه كان قادراً على حفظ نفسه عنهماء لأنه غالب على هواه ومع ذلك كان يقبل ويباشر وغيره 
قلما يصير على تركهما لأن غيره قلما يملك هواه فعلى هذا لا يكونان مكروهين لغيره عليه 
الصلاة والسلام أيضاً ويؤيده ما صح أن عمر رضي الله عنه هش أي نشط وارتاح» فقبل فأتى 
النبي ب قائلاً صنعت أمراً عظيماًء فقال: أرأيت لو تمضمضت من الماء» وأنت اب 
(متفق عليه) قال ابن الهمام: وعن أم سلمة أن النبي يياه كان يقبلها وهو صائم» متفق عليه" . 

١‏ (وعنها) أي عن عائشة (قالت: كان رسول الله بيا يدركه الفجر) أي الصبح (في 
رمضان) أي في بعض الأحيان (وهو جنب) سمي به لكون الجنابة سبباً لتجنب الصلاة 
والطواف» ونحوهما في حكم الشرع وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين» وفي معناه الحائض 
والنفساء. (من غير حلم) بضم الحاء وسكون اللام ويضم وهو صفة مميزة أي من غير احتلام 


)١(‏ أبو داود في السنن ۷۷۹/۲ حديث رقم 77806 . (۲) فتح القدير ؟//701. 


الحديث رقم ١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه .۱٥۳ /٤‏ حديث رقم ۱۹۳۰. ومسلم في صحيحه ۲/ 
6 حديث رقم (/1- .)١1١9‏ وأبو داود فى السئن ۲ حديث رقم 7784. والترمذي "/ 
48 حديث رقم 4لالا. وابن ماجه 544/١‏ حديث رقم .۱۷۰٤‏ والدارمي ۲۳/۲ حديث رقم 
۷١‏ . وأحمد في المسند 04/5". 


کتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم ۳1 


فيغتّسِل ويصوم. متفق عليه . 


۲ (47) وعن ابن عبّاس» قال: إِنَّ النبيّ يكل اختجَمَ وهو مُحرِمٌ» واحتجَمّ وهو 
صَائِمٌ . متفق عليه . 


بل من جماع» فإن الثاني أمر اختياري فيعرف حكم الأول بطريق الأولى» بل ولو وقع الاحتلام 
في حال الصيام لا يضر مع أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام سالمون من الاحتلام» لأنه علامة 
تأتي الشيطان في حال المنام قال ابن حجر: وإنما احتاجت عائشة لقولها من غير حلم» مع أن 
الأنبياء لا يحتلمون لأن هذا النفي ليس على اطلاقه بل المراد إنهم لا يحتلمون برؤية جماع» 
لأن ذلك من تلاعب الشيطان بالنائم» وهم معصومون عن ذلك وأما الاحتلام بمعنى نزول 
فهو من الأمور الخلقية أو العادية التي يستوي فيها الأنبياء وغيرهم وفيه أن الاحتمال غير مقيدء 
في موضع الاستدلال. (فيغتسل ويصوم) ظاهر الحديث قول عامة العلماء من أصبح جنباً 
اغتسل» وأتم صومه وقيل يبطل وقال إبراهيم النخعي : يبطل الفرض» دون النفل كذا ذكره ابن 
الملك وهو منقول عن شرح السنة وقال البيضاوي: في قوله تعالى: #فالآن باشروهن * [البقرة 
- ۱۸۷[ الآية في تجويز المباشرة إلى الصبح الدلالة على جواز تأخير الغسل إليه» وصحة صوم 
المصبح جنباً قال الطيبي: لأن المباشرة إذا كانت مباحة إلى الانفجار لم يمكنه الاغتسال إلا 
بعد الصبح. اه. وقال جمع منهم أبو هريرة: لكنه رجح عنه يجب الغسل من ذلك قبل الفجر 
لخبر البخاري» من أصبح جنباً فلا صوم له وأجابوا عنه بأنه منسوخ واستحسنه ابن المنذر» أو 


۲ (وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : احتجم وهو محرم» واحتجم وهو 
صائم) قال الشيخ الجزري: مراد ابن عباس إنه احتجم في حال اجتماع الصوم مع الاحرام» لما 
رواه أبو داود من حديثه أيضاً أنه عليه الصلاة والسلام احتجم صائماً محرماً ورواه الترمذي 
بلفظ وهو محرم صائم قال ابن حجر: وقول ابن عباس راويه وهو صائم يبطل ما قيل: إنما 
احتجم لأنه كان مسافراً والمسافر له الفطر بالحجامة وغيرها ووجه إبطاله له أنه أثبت له الصوم 
مع الحجامة إذ لا يقال أكل وهو صائم. اه. وفيه بحث قال المظهر: يجوز للمحرم الحجامة ٠‏ 
بشرط أن لا ينتف شعراً وكذا للصائم من غير كراهة؛ عند أبي حنيفة ومالك والشافعي» وقال 
أحمد: يبطل صوم الحاجم والمحجوم» ولا كفارة عليهما وقال عطاء: يبطل صوم المحجوم 
وعليه الكفارة ذكره الطيبي» وقال الأوزاعي: يكره له مخافة الضعف» وسيأتي دليلهم والكلام 
عليه . (متفق عليه). 


الحديث رقم ۲ أخرجه البخاري في صحيحه 1 >”,. حديث رقم ۱۹۳۸. وأبو داود في السئن ۲/ 
۳ حدیث رقم 777/7. والترمذي ١477/7‏ حديث رقم 5/ال. وابن ماجه ٥۳۷/۱‏ حديث رقم 
۲ 


4۲ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 
۳ (08) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله اة : «مَنْ نسي وهوّ صائمٌ فأكل 
أو شربء فليم صوْمَه» فإِنّما أطعمّه الله وسَقَاه» . 


٢‏ -_ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ب : من نسي) أي إنه في الصوم (وهو 
صائم فأكل أو شرب) وفي رواية البخاري فأكل وشرب (فليتم صومه) وإطلاقه يدل على مذهبنا 
من وجوب اتمامه فرضاًء أو نفلاً فاندفع تقييد ابن حجر بقوله وجوباً عليه إن كان فرضاً وفي 
رواية سندها صحيح أو حسن من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفار:0©) 
وللخبر المشهور ورفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" . قال ابن الهمام: 
واختلفوا فيما إذا أكل ناسياً فقيل له أنت صائم» فلم يتذكر واستمر ثم تذكر فإنه يفطر عند أبي 
حنيفة» وأبي يوسف لأنه أخبر بأن الأكل حرام عليه وخبر الواحد حجة في الديانات فكان يجب 
أن يلتفت إلى تأمل الحال» وقال زفر والحسن لا يفطر”” قال ابن الملك: إطلاق الحديث يدل 
على أنه لا يفطر وإن كان الأكل والشرب كثيراًء وقال مالك: يبطل الصوم وهو قول للشافعي» 
ثم لما لم يكن أكله وشربه باختياره المقتضي لفساد صومه بل لأجل انسائه تعالى له لطفاً به 
وتيسيراً عليه بدفع الحرج عن نفسه» علله ية بقوله. (فإنما أطعمه الله وسقاه) في شرح النقاية 
للشمني قال مالك: عليه القضاء دون الكفارة» وقال الأوزاعي: والليث يجب القضاء في 
الجماع دون الأكل والشرب» وقال أحمد: يجب القضاء والكفارة في الجماع دون الأكل 
والشرب لناء ما روي ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم وقال: صحيح على شرط 
مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي بيه قال : من أفطر في رمضان ناسياً» فلا قضاء عليه ولا 
كفارة وأما أن أفطر خطأ أو مكرهاً فإنه يقضي فقط”2. وهو قول مالك وقال الشافعي: لا 
يقضي فيهما لقوله تعالى: #وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به € [الأحزاب ‏ 15 وقوله عليه 
الصلاة والسلام رفع عن أمتي الخطأء والنسيان وما استكرهوا عليه» ولنا أن المفطر وصل إلى 
جوفه فيفسد صومه وهو القياس فى الناسى» إلا أنا نزلناه فيه للحديث السابق وصار كما إذا 
أكره على أن يأكل بيده زاب عن الب والمحددية أن المراد يتما تفي الما ورفغه كذا 
ذكره الشمني . (متفق عليه) قال ابن الهمام: الحديث في الصحيحين» وغيرهما وحمله على أن 
المراد بالصوم اللغوي فيكون أمراً بالإمساك بقية يومه كالحائض» إذا طهرت في أثناء اليوم» 
ونحوه مدفوع أولاً بأن الاتفاق على أن الحمل على المفهوم الشرعي» حيث أمكن في لفظ 


الحديث رقم ۴۳ أخرجه البخاري في صحيحه .١1505/4‏ حديث رقم 1977. ومسلم في صحيحه 
5 حديث رقم (۱۷۱ - .)١١668‏ وأبو داود في السنن ۷۸۹/۲ حديث رقم ۲۳۹۸. 
والترمذي ٠٠١/7”‏ حديث رقم .۷۲١‏ والدارمي ۲۳/۲ حديث رقم 1177. وأحمد في المسند 
0/۲. 

.47١/١ الحاكم في المستدرك‎ )1١( 

(5) الطبراني في الكبير ذكره السيوطي في الجامع الصغير ۲۷۳/۲ حديث رقم .415١‏ 

0.47 9/١ الحاكم في المستدرك‎ )4( 0000000 .»904/١ فتح القدير‎ )9( ٠ 





كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم err‏ 





٠ وعنه» قال: ينما نحن جُلوسٌ عند النبئ كَل إِذْ جاءه رجلٌ فقال: يا‎ )٩(- ٤ 
وأنا صَائِمٌ ؛‎ TET : سول اللّه ! هلكتٌ. قال: «ما لَكَ؟» قال‎ 





الشارع وجب وثانياً بأن نفس اللفظ يدفعه وهو قوله فليتم صومه» وصومه إنما كان الشرعي 

فإتمام ذلك إنما يكون بالشرعي» وثالثاً بأن في صحيح ابن حبان وسنن الدارقطني أن رجلاً 
سأل رسول الله يكل فقال: إني كنت صائماً فأكلت وشربت ناسياء فقال عليه الصلاة والسلام» 
أتم صومك. فإن الله أطعمك وسقاك» وفي لفظ ولا قضاء عليك ورواه البزار بلفظ الجماعة 
١ OP Sas‏ 

وزاد فيه فلا تقطر ۰ . 


64 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال بينما نحن جلوس) آي جالسون أو ذوو جلوس ٠‏ 
(عند النبي ب إذ جاءه رجل) قال التوربشتي: الرجل على ما ضبطنا هو سلمة بن صخر 
الأنصاري البياضي» وقيل: سليمان أو سلمة وهو أصح وكان قد ظاهر من امرأته خشية أن لا 
يملك نفسه» ثم وقع عليها في رمضان كذا وجدناه في عدة من كتب أصحاب الحديث» وعند 
الفقهاء أنه أصابها في نهار رمضان. (فقال: يا رسول الله هلكت) أي بحصول الذنب لي وفي 
المصابيح؛ وأهلكت أي زوجتي بأن حصلت لها ذنباً» (قال) أي النبي ية (ما لك) أي أي . 
شيء حصل أو وقع لك وفي المصابيح» ما شأنك أي أي شيء أمرك وحالك (قال) أي الرجل ١‏ 
(وتعت على امراني ا .أي ا زراد في ا ی في ر ا 
الملك وقال الطيبي: في أكثر نسخ المصابيح واقعت على امرأتي في نهار رمضان قال ابن 
حجر : : وبهذا أخذ أئمتنا فقالوا : إنما تجب الكفارة الآنية بالجماعء إن كان في أداء رمضان لا 
غير لأنه يميز عن غيره بخصائص كثيرة» وكذا الكفارة واجبة على المرأة خلافاً للشافعي وفي 
الهداية أن قوله عليه الصلاة والسلام من أفطر في رمضان فعليه ما على المظاهر قال ابن 
الهمام : الله أعلم وهو غير محفوظ us‏ ا إنه عليه الصلاة والسلام 
أمر رجلاً أفطر في رمضان أن يعتق رقبةء أو يصوم شهرين متتابعين» أو يطعم ستين مسكيناً 
علق الكفارة بالافطار فإن قيل: لا يفيد المطلوب لأنه حكاية واقعة حال لا عموم لها فيجب 
كون ذلك الفطر بأمر خاص لا بالاعم فلا دليل فيه أنه بالجماع أو بغيره» فلا متمسك به لأحد 
بل قام الدليل على أن المراد به جماع الرجل» وهو السائل لمجيئه مفسراً كذلك برواية من نحو . 
عشرين رجلا عن أبي هريرة قلنا: وجه الاستدلال به تعليقها بالافطار في عبارة لراوي عن أبي م 


(۱) فتح القدير ؟/104. 
۱ حديث رقم (۱۱۱۱-۸۱). وأبو داود في السنن ۷۸۳/۲ حديث رقم .7784٠9‏ والترمذي ۳/ ٠‏ 
۲ حديث رقم .۷۲٤‏ وابن ماجه ٥۳٤/۱‏ حديث رقم 1711. والدارمي ١9/7‏ حديث رقم ١‏ 
E VI‏ في الموطا ۲۹٩/۱‏ حديث رقم ۲۸ من كاب الضيام ااي ا 0 


AS‏ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 
ال :رفول الله ية : «هل تجد رقَبَةَ تُعتِمُها؟» قال: لاء قال: «فهل تستَطيعٌ أن تصومٌ 
شهرَيْنِ مُتتابعَينِ؟» قال: لا. قال: «هل تجدٌُ إِطعَامَ سين مسكيناً؟» قال: لا. 


:. هريرة إذا أفاد أنه فهم من خصوص الأحوال» التي شاهدها في قضائه عليه الصلاة والسلام أو 
٠‏ سمع ما يفيدان إيجابها عليه باعتبار خصوص الافطار فيصح التمسك به» وهذا كما قالوا في 
: أصولهم في مسألة ما إذا نقل الراوي بلفظ ظاهرة العموم» فإنهم اختاروا اعتباره ومثلوه بقول 
: الراوي: وقضى بالشفعة للجار لما ذكرنا من المعنى فهذا مثله بلا تفاوت لمن تأمل ولأن الحد 
يجب عليها إذا طاوعته» فالكفارة أولى على نظير ما ذكرناه آنفاً فتكون ثابتة بدلالة نص حده“ 
ثم قال ابن الهمام: عند قول صاحب الهداية ولنا أن الكفارة تعلقت بجناية الافطارء يعني وهو 
٠‏ أعم من أن يكون جماعاً أو غيره قال ابن الهمام: مأخوذ من ذلك الحديث الذي ذكره من أفطر 
في رمضان من قول أبي هريرة» وروي الدارقطني عن أبي هريرة أن رجلا أكل في رمضان فأمره 
النبي ية أن يعتق الحديث» وأعله بأبي معشر وأخرجه الدارقطني أيضا في كتاب العلل في 
. حديث الذي وقع على امرأته عن سعيد بن المسيب أن رجلاً أتى النبي كَل فقال: يا رسول 
: الله أفطرت في رمضان متعمداً الحديث وهذا مرسل سعيد» وهو مقبول عند كثير ممن لا يقبل 
“المرسل وعندنا موسج مطل رابا لال نضن الكثارة الع تيده للعلم بان من عل 
٠‏ استواء الجماع والأكل والشرب» في أن ركن الصوم الكف عن كلها ثم علم لزوم عقوبة على 
. من فوت الكف عن بعضهاء جزم بلزومها على من فوت الكف عن البعض الآخر حكماً للعلم 
بذلك الاستواء غير متوقف فيه على أهلية الاجتهاد» أعني بعد حصول العلمين يحصل العلم 
. الثالث» ويفهم كل عالم بهما أن المؤثر في لزومها تفويت الركن لا خصوص ركن . اه. 
وحاصله أن هذا قياس جلي في غاية الوضوح لا خفي يحتاج إلى ترتيب مقدمات من مقيس 
. ومقيس عليهء وإلى معرفة القياس ودقائقه المحتاج إلى إدراك جامعه وفارقه والله أعلم. (فقال 
٠‏ رسول الله كَلِِ: هل تجد رقبة؟) أي عبداً أو أمة (تعتقها) أي كفارة لهذا الذنب (قال: لا قال 
1 فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا قال: هل تجد) بدون الفاء (اطعام ستين 
. مسكيناً؟ قال لا) قال القاضي: وكذا في شرح السنة رتب الثاني بالفاء. على فقد الأول ثم 
: الثالث بالفاء على فقد الثاني فدل على الترتيب» وقال مالك: بالتخيير فإن المجامع مخير بين 
الخصال الثلاث عندهء قال ابن حجر : الكفارة مرتبة» ككفارة الظهار المذكور في سورة 
. المجادلة . وهو قول الشافعي والأكثرين» وقال مالك : إنها مخيرة كالكفارة المذكورة في سورة 
. المائدة لرواية أبي داودء أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متتابعين» أو يطعم ستين مسكيناً 
وأجابوا بأن أو كما لا تقتضي الترتيب لا تمنعه كما بينته الروايات الآخر وحينئذ فالتقدير أو 
٠‏ يصوم إن عجز عن العتق أو يطعم إن عجز عن الصوم»ء ورواتها أكثر وأشهر فقد رواها عشرون 
. صحابياً وهي حكاية لفظ النبي بيا ورواة هذا اثنان» وهو لفظ الراوي وخبر أنه مخير بين عتق 
وريدن ف ن احديه لجعو ا راغ أذ الفا اما ران ا 


0 فتح القدير ۲/ ۲۹۲ ۔ 758. (۲) فتح القدير ٠.٣٤/۲‏ 


كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم {o‏ 





قال: «اجلسل» ومكك النبئُ يي فبّينا نحن على ذلك أي النبئٌ ب بِعَرَق فيه تمرٌ- .. 
والعَرقٌ المكتّلُ الصَّحْمْ ‏ قال: «أَيْنَ السَّائلُ؟» قال: أنا. قال: «حْذْ هذا فتصَدَّقٌ به». فقال 
الرجلُ: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوَاللُهه ما بِينَ لابتيها - يُرِيدُ الحرّتَينٍ ‏ أهل بيت أفقرٌ 
مِنْ آهل بيتي . فضحِكٌ النبئُ اة حتى بدث أنْيابُه ثمّ قال: «أطعِمْهُ أهلّك». متفق عليه. 





المصححة في الثاني غير موجود» وأما في أصل البخاري فموجود في بعض النسخ وفي بعضها 
مفقود» وأما الفاء في الأول فموجود اتفاقاً وهو يكفي للدلالة على الترتيب لعدم القائل بالفصل 2 
والله أعلم. (قال: اجلس ومكث النبي يَلِِ) بضم الكاف وفتحها أي لبث وتوقف» وأما قول 
ابن حجر وسكت بالسين والتاء فتصحيف لمخالفته الأصول المعتمدة (فبينا نحن على ذلك) أي ' 
ما ذكر من الجلوس والمكث (أتي النبي كَل) أي جيء (بعرق فيه تمر والعرق) أي بفتحتين قال 
الزركشي : ويروي بإسكان الراء (المكتل) بكسر الميم أي الزنبيل (الضخم) بسكون الخاءء أو ٠‏ 
العظيم قيل: المنسوج من نسائج الخوص في المغرب» يسع ثلاثين صاعاً وقيل: خمسة عشر ٠‏ 
وفي شرح السنة هو مكتل يسع خمسة عشر صاعاًء فيكون ستين مداً لأن الصاع أربعة أمداد . 
فدل على أن طعام الكفارة لكل مسكين مد. (قال: أين السائل؟) أي عن المسألة (قال أنا) أي 
أنا هو أو أنا السائل (قال خذ هذا فتصدق به) أي على الفقراء (فقال الرجل: أعلى أفقر مني؟) 
بهمزة الاستفهام وقال الزركشي: في حاشية البخاري: هو على حذف همزة الاستفهام. 
والمجرور متعلق بمحذوف أي أتصدق به على أكثر حاجة مني. (يا رسول الله) وفيه نوع 
استعانة واستغاثة به له ثم بين أفقريته بقوله المؤكد بقسمه بناء على ظنه (فوالله ما بين لابتيها) .. 
أي المدينة (يريد) أي يعني الرجل باللابتين (الحرتين) أي في طرفي المدينة من الشرقية ١‏ 
والغربية» والحرة على ما في النهاية الأرض ذات الحجارة السود» والمعنى ما بين أطرافها (أهل ٠‏ 
بيت) أي جماعة مجتمعون في بيت واحد. (أفقر مني) بالرفع على الوصفية وبالنصب على 
الخبرية قال الزركشي : أهل مرفوع على [أنه] اسم ما وأفقر خبره أن جعلتها حجازية وبالرفع إن . 
جعلتها تميمية بأفقر. (فضحك النبي ب حتى بدت) أي ظهرت (أنيابه) جمع ناب وهو الذي : 
بعد الرباعية (ثم قال أطعمه أهلك) وفي رواية صحيحة فلا تفطر فيه دليل على أن العبرة بحال ٠‏ 
الأداء» لا الفعل إذ لم يكن له حال ارتكاب المحظور شيء فلما تصدق عليه وصار قادرا أمره 7 
بالاطعام» وهو قول أكثر العلماء وأظهر قولي الشافعي فلما ذكر حاجته أخره عليه إلى الوجد. 
وقال الزهري: كان هذا خاصاً بذلك الرجل وقيل: منسوخ والتأويل الأول أولى من الأخيرين» 
إذ لا دليل عليهما كذا ذكره الطيبي. (متفق عليه) قال ابن الهمام: رواه أصحاب الستة لكن قال 
في آخره: حتى بدت ثناياه وفي لفظ أنيابه» وفي لفظ نواجذه ثم قال خذه فاطعمه أهلك» وفي . 
لفظ لأبي داود زاد الزهري وإنما كان هذا رخصة له خاصة» ولو أن رجلاً فعل ذلك اليوم لم : 
يكن له بذ من التكفير قال المنذر: قول الزهري. ذلك دعوى لا دليل عليها وعلى ذلك ذهب ... 
سعيد بن جبير» إلى عدم وجوب الكفارة على من أفطر في رمضان» بأي شيء أفطر قال . 


0-0 الانتساخه يما في آخر الحديث بقوله كلها أنت وعيالك. اه. وجمهور العلماء» على قول 





اليد كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 


الفصل الثاني 


٠‏ -_(۷) عن عائشة رضي الله عنها: أن النبئّ يل كان يُقبَلُّها وهو صائمٌ ويَمُصٌ 


(: لسائها. رواه أبو داود. 


5 -(۸) وعن أبي هريرةً؛ أنّ رجلاً سال النبيّ كك عن المُباشرة لِلصَّائِمء 


ال وتاه آخْرُ فسألّه فنهاهء فإذا الذي رخص له شيخ › وإذا الذي نهاهُ شابٌ. 


. الزهري وأما رفع المصنف يعني صاحب الهدايةء يجزئك ولا يجزي أحداً بعدك فلم ير في 
١‏ تله من طرقة وكا لم يود فيا لتق اقرف بالقاء بل باعي رخو امكتن ونة تعنية مار 
. صاعاًء على ما قيل قلنا وإن لم يثبت يثبت فغاية الأمر أنه أخر عنه إلى الميسرة ة إذا كان فقيراً في 
الحال عاجراً عن الصوم» بعد ما ذكر له ما يجب عليه كذا قال الشافعي وغيره: والظاهر أنه 
خصوصية لأنه وقع عند الدارقطني في هذا الحديث فقد كفر الله عنك ولفظ وأهلكت ليس في 
٠‏ الكتب الستة» وجاء في حديث الدارقطني والبيهقي وضعفه الحاكه”2. اه. ملخصاً. 


(الفصل الثاني) 


٠65‏ (عن عائشة أن النبي بيه كان يقبلهاء وهو صائم) أي في رمضان وغيره 


1 (ويمص) بفتح الميم ويجوز ضمه (لسانها رواه أبو داود) قال ميرك في التصحيح : اعلم أن في 
. إسناد هذا الحديث محمد بن دينار الطاحي البصري . قال ابن معين: ضعيف وقال ابن مرة: 
ليس به بأس» ولم يكن له كتاب وقال غيره ضعيف. وقال ابن عدي: قوله ويممص لسانها في 
0 المتن لا يقوله إلا محمد بن دينار» وهو الذي رواه وفي إسناده أيضاً سعد بن أوس. قال ابن 
١‏ معين: بصري ضعيف» قيل: إن ابتلاع ريق الغير يفطر إجماعاء وأجيب على تقدير صحة 
٠‏ الحديث إنه واقعة حال فعلية محتملة أنه ية كان يبصقه ولا يبتلعه» وكان يمصه ويلقي جميع 
1 ما في فمه في فمها والواقعة الفعلية إذا احتملت لا دليل فيها. اه. ولا يخفى أن الوجه الثاني» 
/) مع بعده إنما يتصوّر فيما إذا كانت غير صائمة والله أعلم. 


٠٠٠١‏ - (وعن أبي هريرة أن رجلا سأل النبي بي عن المباشرة للصائم) قيل: هي مس 


0 الزوج المرأة فيما دون الفرج؛ وقيل: هي القبلة» واللمس باليد. (فرخص له وأتاه آخر فسأله) 
أي عنها (فنهاه) قال أبو هريرة: فتأملنا حالهما (فإذا الذي رخص له) أي فيها (شيخ وأما الذي 
٠٠‏ نهاه) أي عنها (شاب) فيه إشارة إلى أنه يكل أجابهما بمقتضى الحكمة؛ إذ الغالب على الشيخ 
سكون الشهوة وأمن الفتنة فأجاز له بخلاف الشاب فنهاه اهتماماً له واختلف في أن هذا النهي 


)١( 1‏ فتح القدير 554/1 
الحديث رقم ٩‏ أخرجه أبو داود فى السنن 7/ ۷۸١‏ حديث رقم 7 وأحمد في المسند . 
. الحديث رقم ۲۰۰: أخرجه أبو داود في السنن ۷۸۰/۲ حديث رقم 1۳۸۷ 








0 كتاب الصوم/ باب تنزية الصوم 0 


رواه أبو داود. 


)٩(- ۷‏ وعنهء قال: قال رسول الله ي : «مَنْ ذَرَعَه القَيْءُ وهو صَائِمٌء فليس ٠‏ 
عليه قضاءٌء ومن اسْتَقاءً عمداً؛ و رواه الترمذيٌ» وأبو داود» وابنْ ماجه» 
والدراميّ. وقال الترمذيٌ: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلا مِنْ حديثٍ عيسى بن يونُسٌ. ٠‏ 
وقال محمّدٌ ‏ يعنى البخاري .: رارقا 


للتنزيه أو للتحريم. (رواه أبو داود) قال ابن الهمام سنده جيد. 


07 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله كل : فادرا القيء) بالذال ٠‏ 
لج اي فاون ارح رو ا فی عليه د ن ا ٤ Ea‏ 
احتراز عن النسيان كما هو مذهبنا إذ الجهل ليس بعذر» وكذا الخطأ والاكراه. (فليقض) 
ابن الملك: والأكثر على إنه لا كفارة عليه» وفي شرح السنة عمل بظاهر هذا الحديث أهل ٠‏ 
E‏ ب ا N‏ 3 
ES 0‏ ين معاون كن رين بكري انسفنا رااان 1 
يقال لها سلمى من بكر بن وائل» أنها سمعت عائشة رضي الله عنها تقول دخل علي رسول الله 0 
ية فقال: يا عائشة هل من كسرة؟ فأتته بقرص فوضعه على فيه فقال: يا عائشة هل دخل .بطني ٠‏ 
منه شيء؟ كذلك قبلة الصائم إنما الافطار مما دخل وليس مما خرج ولجهالة المولاة لم يثبته 4 
بعض أهل الحديث ولا شك في ثبوته موقوفاً على جماعة ففي البخاري تعليقاً قال ابن عباس 
وعكرمة: الفطر مما دخل» وليس مما خرج وأسند عبد الرزاق إلى ابن مسعود قال: إنما :. 
الوضوء مما خرج وليس مما دخل والفطر مما دخل وليس مما خرج وروي من قول علي قال 2 
البيهقي: وعلى كل حال يكون مخصوصاً بحديث الاستقاءء إذ الفطر فيه باعتبار أنه يعود بشيء ٠‏ 
وإن قل حتى ون O‏ (رواه الترمذي وأبو داود» وابن ماجه والدارمي) قال ابن الهمام : 7 
رواه أصحاب السنن الأربعة» واللفظ للترمذي (وقال الترمذي: هذا حديث غريب) وفي نقل . 
ابن الهمام حسن غريب (لا نعرفه) أي من حديث هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة 1 
مرفوعا 5 اله CMON ANU‏ 0 
أظنه (محفوظا) قال الطيبي: الضمير راجع إلى الحديث» وهو عبارة عن كونه منكراً. اه. ٠‏ 
ا 0 في 


الحديث رقم :۲٠٠۷‏ أخرجه أبو داود في السنن ۷۷1/۲. حديث رقم .۲۳۸٠‏ والترمذي في السئن ۹۸/۳ ” 
حديث رقم ۷۲۰. وابن ماجه ٥۳٣/۱‏ حديث رقم 7 والدارمی ۲٤/۲‏ حديك رك 84 . 
وأحمد في المسند ۲/ .٤۹۸‏ 


يع اللاي قح SRA‏ 





EFA |‏ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 
)٠١١_-4‏ وعن مَعدانَ بن طلحةًء أنَّ أبا الدرداء حدَّنّه أن رسول الله ب قاء 
فأفطو قال 4 فا قيش كز بان قن متك و و ا إن ادرا دی أن وول :اف 


:. ية قاءَ فأفطرَ. قال: صدَقَ» وأنا صَبَبِتٌ له وَضْوءَه. 


. ذلك بعد تصديقه الراوي فإنه هو الشاذ المقبول وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين» وابن 
حبان ورواه الدارقطني وقال: رواته كلهم ثقات ثم قد تابع عيسى بن يونس » عن هشام بن 
.. حسان حفص بن غياث رواه ابن ماجه ورواه الحاكم» وسكت عليه ورواه مالك في الموطأ 
. موقوفاً على ابن عمرء ورواه النسائي من حديث الأوزاعي موقوفاً على أبي هريرة ووقفه عبد 
: الرزاق على أبي هريرة وعلي أيضا وما روي في سنن ابن ماجه إنه عليه الصلاة والسلام» خرج 
في يوم كان يصومه فدعا بإناء»ء فشرب فقلنا يا رسول الله هذا يوم كنت تصومه قال أجل» ولكن 
. قيئت محمول على ما قبل الشروع أو عروض الضعف ثم الجمع بين آثار الفطر مما دخل وبين 
آثار القيء إن في القيء يتحقق رجوع شيء مما يخرج وإن قل فلاعتباره يفطر وفيما إذا ذرعه أن 
تحقق ذلك أيضاً لكن لا صنع له فيه» ولغيره من العباد فكان كالنسيان لا الاكراه والخطأ”"' . 
اه. قال الشمنى: لو تقيأ دون ملىء الفم لا يقضي عند أبي يوسف» لعدم الخروج کا 


ْ ۸ (وعن معدان) بفتح الميم (ابن طلحة أن أبا الدرداء حدثه) أي أخبره (إن رسول 
الله بي قاء) أي عمداً لما تقدم من أن من ذرعه ليس عليه قضاء (فافطر) يعني عن صوم 
- التطوع» وهذا محمول على أنه كان لعذر من مرض أو ضعف لقوله تعالى: ##ولا تبطلوا 
. أعمالكم* (قال) أي معدان (فلقيت ثوبان) هو مولى اشتراه عليه الصلاة والسلام وأعتقه (في 
٠‏ مسجد دمشق) بكسر الدال وفتح الميم ويكسر وهو لا ينصرف وقيل: منصرف أي في مسجد 
الشام. (فقلت أن أبا الدرداء حدثني أن رسول الله بيا قاء» فافطر قال) أي ثوبان (صدق) أي 
أبو الدرداء (وأنا صببت) آي سكبت (له) أي للنبي يي (وضوءه) بالفتح أي ماء وضوئه قال 
ميرك: احتج به أبو حنيفة» وأحمد وإسحاق وابن المبارك [والثوري] على أن القيء ناقض 
. الوضوءء وحمله الشافعي؛ على غسل الفم والوجه أو على استحباب الوضوءء والثاني أولى 
من الأول لأن كلام الشارع إذا أمكن حمله على المعنى الشرعي لا ينبغي العدول عنه إلى 
المعنى اللغوي» ولو قرينة السياق تقضي بأن الماء المصبوب للتنظيف نعم يتوقف الاستدلال به 
للنقض على تحقق الوضوء السابق» مع أن الأصل في فعله ية الخارج عن القرينة أن الحمل 
٠‏ على الندب على الخلاف المذكور في أصول الفقه» وقال ابن الهمام: قيل: رواية أبي الدرداء 
. حكاية قيء النبي بي لا يعلم إنه عليه الصلاة والسلام لأي علة أفطر للقيء أو لغيره وقد علم 


.04/۲ فتح القدير‎ Wi 
حديث‎ ١47/١ والترمذي‎ .۲۳۸١ حديث رقم‎ ۷۷۷ /١ أخرجه أبو داود في السنن‎ :۲٠۰٠۸ الحديث رقم‎ ٠ 
457 /1 وأحمد في المسند‎ .١978 أ رقم ۸۷. والدارمي ؟/4؟ حديث رقم‎ 





كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم ۳۹ : 
رواه أبو داود» والترمذيّ» والدارميّ. 


٠ وعن عامر بن ربيعة» قال: رأيتُ النّبِيَ ية ما لا أخصي يتسوك وهو‎ ) ١١-8 
1 . صائمٌ‎ 


من قوله من ذرعه القيء» الحديث أن القيء لا يكون سببا للفطر فظهر أن السبب غيره وهو ١‏ 
عود ما قاء أو وصول الماء إلى الجوف عند غسل الفم» وقول ثوبان صدق تصديق للقيء ,ا 
والافطار لا تصديق كون الافطار للقيء (رواه أبو داود والترمذي والدارمي) قال ميرك: ورواه ٠‏ 
النسائي وقال الترمذي : وق جه سي الت هذا الإحديك: و جد د أصح شيء في 
هذا الياب. 


۹ (وعن عامر بن ربيعة قال: رأيت النبى بيه ما لا أحصى) أي مقداراً لا أقدر على 
احصائه» وعده لكثرته وقوله. (يتسوّك) مفعول ثان لأنه خبر على الحقيقة وما موصوفة ولا 
أحصي صفتها وهي ظرف ليتسوّك أي يتسوك مرات» لا أقدر على عدها قاله الطيبي قال ميرك 
ولعله حمل الرؤية على معنى العلم» فجعل يتسوك مفعولا ثانياًء ويكتمل أن تكون بمعنى 
الأبصار ويتسوك حينئذ حال وقوله» (وهو صائم) حال أيضاً إما مترادفة وإما متداخلة والله 
[تعالى] أعلم أقول هذا الاحتمال أظهر من ذلك المقالء والتداخل متعين في الحال قال . 
المظهر: لا يضر السواك للصائم في جميع النهار [بل] هو سنة [عند أكثر أهل العلمء وبه قال 
مالك وأبو حنيفة» لأنه مطهر] وقال ابن عمر يكره بعد الزوال أن خلوف الصائم أثر الغبادة 1 
والخلوف يظهر عند خلو المعدة من الطعام وخلو المعدة يكون عند الزوال» غالباً وإزالة أثر 
العبادة مكروه» وبه قال الشافعي وأحمد قال الشمني: لا يكره للصائم استعمال السواك» سواء 
كان رطباً أو مبلولاً قبل الزوال أو بعده» وهو قول مالك وقال أبو يوسف: يكره بالرطب» 
والمبلول وقال الشافعي» يكره بعد الزوال» لأن فيه إزالة الخلوف المحمود» بقوله عليه الصلاة 
والسلام» لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”'؟. ولنا ما روي ابن ماجه 
والدارقطني من حديث عائشة قالت: قال رسول الله يكِ: من خير خصال الصائم السواك”" ٠‏ 
والخلوف» بضم الخاء المعجمة على الصحيح› تغير رائحة الفم من خلو المعدة وذلك لا يزال 
بالسواك قال ابن الهمام: بل إنما يزيل أثره الظاهر عن السن من الاصفرار» وهذا لأن سبب . 
الخلوف خلو المعدة من الطعام» والسواك لا يفيد شغلها بطعام ليرتفع السبب ولهذا روي عن 
معاذ مثل ما قلنا روي الطبراني عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل أتسوّك وأنا . 
صائم؟ قال نعم قلت: أي النهار أتسوّك؟ قال أي النهار شئت غدوة وعشية» قلت : إن الناس 


الحديث رقم :۲٠٠۹‏ أخرجه أبو داود في السنن ۷1۸/۲ حديث رقم .۲۳٠١‏ والترمذي ٠٠٤/۳‏ حديث 
رقم .٥‏ وأحمد فى المسند "/ .٤٤٥‏ 
)0 البخاري في صحيحه الحديث رقم 078/ا ومسلم ۷/۲ حديث رقم .)١١901-151(‏ 


7 0( ابن ماجه في السنن ۱ حديث رقم ۱۱۷۷ والدارقطني عن ابن منیع ۲۰۳/۲. 





ا کاب اصن / :مات خزية التملوم 


٠‏ روأه الترمذي , وأبو داود. 


يكرهونه عشية» ويقولون إن رسول الله با قال لخلوف فم الصائم» أطيب عند الله من ريح 
المسك. فقال سبحان الله لقد أمرهم بالسواك وهو يعلم أنه لا بد بفي الصائم خلوف» وإن 
. استاك وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداأًء ما في ذلك من الخير شيء بل فيه شر 
إلا من ابتلى ببلاء لا يجد منه بدَاً قال وكذا الغبار في سبيل الله» لقوله عليه الصلاة والسلام من 
اغبرت قدماه فى سبيل الله حرمه الله على النارء إنما يؤجر عليه من اضطر إليهء ولم يجد عنه 
محيصاً فأما من القى نفسه عمداً فما له في ذلك من الأجر شيء”'' قيل: ويدخل في هذا أيضاً 
. من تكلف الدوران تكثيراً للمشي إلى المساجدء نظراً إلى قوله عليه الصلاة والسلام وكثرة 
. الخطأ إلى المساجد» ومن تصنع في طلوع الشيب لقوله عليه الصلاة والسلام من شاب شيبة في 
٠‏ الإسلام» إنما يؤجر عليهما من بلى بهما وفي المطلوب أيضاً أحاديث مضعفة نذكر منها شيئاً 
للاستشهاد والتقوية» وإن لم يحتج إليه في الاثبات منها ما رواه البيهقي عن إبراهيم بن عبد 
٠‏ الرحمن ثنا إسحاق الخوارزمي قال سألت عاصماً الأحول أيستاك الصائم بالسواك الرطب؟ قال 
نعم أتراه أشد رطوبة من الماء قلت: أول النهار وآخره» قال نعم قلت: عمن رحمك الله قال : 
عن أنس عن النبي ييه وروي ابن حبان عن ابن عمر قال: كان النبي ية يستاك آخر النهار 
وهذا هو الصحيح عن ابن عمر من قوله قلنا كفى ثبوته عن ابن عمر مع تعدد الضعيف فيه مع 
: عمومات الأحاديث الواردة في فضل السواك» وأما ما روي الطبراني عنه عليه الصلاة والسلام 
إذا صمتم فاستاكوا بالغدوة» ولا تستاكوا بالعشى فإن الصائم إذا يبست شفتاه كانت له نوراً يوم 
. القيامة» فحديث ضعيف لا يقاوم ما قدمنا" . اه. وبه بطل قول ابن حجر ليس فيه دليل لقول 
٠‏ أبي حنيفة ومالك بعدم كراهة تسوكه قبل الزوال» ووجه بطلانه إن المانع لا يحتاج إلى دليل لا 
. سيما إذا ورد عن الشارع أحاديث مطلقة شاملة لما قبل الزوال وما بعده وخصوصاً إذا ورد عن 
.. الصحابة فعلهم وافتاؤهم على جوازه بعد الزوال» وكيف يصلح بعد هذا كله أن يكون حديث 
. الخلوف دليلاً للشافعي ومن تبع على منع السواك بعد الزوال وصرف الاطلاق إلى ما قبل 
, الزوال من غير دليل صريح أو تعليل صحيح؟ وهل هو إلا مبالغة في فضيلة الصوم كما يبالغ 
, أحد ويقول لعرق فلان الذي يحصل حال كده في آخر النهار عندي أحسن من ماء الورد؟ 
فيكون فيه دلالة على كراهة إزالة العرق بالاغتسال. (رواه الترمذي وأبو داود) وقال الترمذي 
4 حسن . اه. وقد أخرجه أحمد وابن خزيمة 


() فتح القدير ۲۷۱/۲. 
)۲( المصدر السابق. 


1 (۳) _ ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم ۲۰۰۷.. 


ا كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم ) ظ 5 


أفأكتجلٌ وأنا اا مام قال : Ok‏ رواه ا قال ليس إسنادة 0 وأبو 


الرّاوي لعف 


)185(-١‏ وعن بعض أصحاب النبيّ ياء قال: لقذ رأيتُ النبيّ بي بالعرّج 
يصب على رأسه الماءَ وهوّ صائمٌ منّ الغقطش أو منّ الخرٌ. 


(وعن أنس قال: [جاء] رجل إلى النبي ب قال اشتكيت عيني) بالتشديد وفي ١‏ 
نسخة بالتخفيف أي أشكو من وجع عيني (أفأكتحل وأنا صائم؟) أي حال كوني صائماً (قال 
نعم) فيه جواز الاكتحال بلا كره للصائم وبه قال الأكثرون: وقال مالك وأحمد وإسحاق مكروه ٠‏ 
نقله ميرك ولعل الخلاف فيما إذا لم يكن عن عذر: وقال المظهر: الاكتحال ليس بمكروه 
للصائم وإن ظهر طعمه في الحلق عند الأئمة الثلاثة وكرهه أحمد. (رواه الترمذي وقال: ليس ٠.‏ 
إسناده بالقوي) وقال: ولا يصح عن النبي بيه في هذا الباب شيء نقله ميرك (وأبو عاتكة ٠‏ 
الراوي يضعف) وقال ابن الهمام: مجمع على ضعفه وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: اكتحل 
النبي كَل وهو صائم وفي إسناده من هو مجمع على ضعفه وأخرجه البيهقي مرفوعاً بسند 
ضعيف» وأخرجه أبو داود موقوفاً على أنس فهذه عدة طرق وإن لم يحتج بواحد منها 
فالمجموع ي يحتج به لتعدد الطرق وأما ما في أبي داود أنه ية أمر بالأثمد عند النوم وقال: ليتقه 
الصائم» 0 قال ابن حجر: ويوافقه خبر البيهقي» والحاكم أنه عليه الصلاة والسلام 
كان يكتحل بالأثمد وهو صائم» لكن ضعفه في المجموع وقال الترمذي: وخبر ابن عمر رضي 
الله عنهما خرج علينا رسول الله ية وعيناه مملؤتان من الكحل» وذلك في رمضان وهو صائم 
في إسناده من اختلف في توثيقه . 


١‏ (وعن بعض أصحاب النبي بية) قال في المواهب: الجهالة بالصحابي لا تضرء 
أي لأن الصحابة كلهم عدول. (قال: لقد رأيت النبي يكل بالعرج) بفتح العين وسكون الراء 
موضع بين مكة والمدينة وقال: موضع بالمدينة وقال ابن حجر: مخل قريب من المدينة (يصب 
على رأسه الماءى. وهو صائم من العطش› > أو من الحر) شك من الراوي أي من أجل دفع 
أحدهما . قال ابن الملك: وهذا يدل على أن لا يكره للصائم أن يصب على رأسه الماء» وأن 
ينغمس فيه وإن ظهرت برودته في باطنه» فالو ابن الههام. ولو اكتحل لم يفطر سواء وجد طعمه 
في حلقه» أولاً لأن الموجود في حلقه أثره داخلاً من المسام» والمفطر الداخل من المنافذ 


الحديث رقم ۲۰۱۰: أخرجه أبو داود في السنن ۷۷٦/۲‏ حديث رقم ۲۳۷۸. والترمذي / ٠١‏ حديث 
رقم 77. 

.۲۳۷۷ أبو داود في السنن ۲/ هلالا حديث رقم‎ )١( 

الحديث رقم :7١01١١‏ أخرجه أبو داود في السنن ۷٦۹/۲‏ حديث رقم 7170. ومالك في الموطأ ۲۹٤/۱‏ 
حديث رقم ۲۲ من كتاب الصيام. وأحمد في المسند "/ .٤۷١‏ 


EY‏ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 
رواه مالك» وأبو داود. 


)۱٤( - ۰11۲‏ وعن شداد بن أؤْس: أل رسول الله اة أتى رجلا بالبّقيع» و 

: يحتجم» EY‏ بدي لثمانيّ عشرة خلّث مِنْ رمضانٌء فقال: «أفطرّ ا 
١‏ ليجو . رواه أبو داود» وابن ۶ ماجه» والدارميّ. قال الشيخ الإمام محيي السئّق رحمة 
ْ الله عليه : وتأوله تعض تن رخص فى السحامة: أي تعَرّضا للإفطاره : المحجومٌ للضعف 

> والحاجِمُء لأنّه لا يأمَنْ مِنْ أن يصِلَ شيءَ 


.. كالمدخل والمخرج لا من المسام الذي هو جميع البدن» للاتفاق فيمن شرع في الماء يجد برده 
١‏ في باطنه أنه لا يفطر وإنما كره أبو حنيفة [رحمه الله] ذلك أعني الدخول في الماء والتلفف 
بالثوب المبلول» لما فيه من إظهار الضجر في إقامة العبادة لا لأنه قريب من الافطار"'؟. اه. 
. فكان الإمام حمل فعله عليه الصلاة والسلام على إظهار العجز والتضرع عند حصول 0 
٠‏ وعلى ارتكاب الحكمة في دفع المضرة بالتعلق بالأسباب» استعانة للقيام بواجب العبودية لرب 
ْ الأرباب» وإشارة إلى مشاركته الأمة الآمنة في العوارض البشرية ميلا [ليهم: وتسهيلاً عليهم» 
. وحاصل الكلام أن كلام الإمام محمول على كراهة التنزيه» وخلاف الأولى وهو عليه الصلاة 
والسلام فعل ذلك لبيان الجواز من إظهار العجز للرحمة على ضعفاء الأمة. (رواه مالك وأبو 
/ داود) أي من طريق أبي بكر بن عبد الله عن بعض أصحاب النبي بيا وأخرجه النسائي مختصرا 
4 ذكره ميرك» فقول ابن حجر رواه مالك وأبو داود وغيرهما من طرق صحيحة غير صحيح 
ب لانحصار الطريق في واحد. 

2 5 (وعن شداد بن أوس أن رسول الله ية أنى رجلا) أي مر عليه (بالبقيع) أي 
0 بمقبرة المدينة (وهو) أي الرجل (يحتجم وهو) أي النبي بي (آخذ) بصيغة الفاعل (بيدي) إشارة 
إلى كمال قربه منه عليه الصلاة والسلام (لثماني عشرة) بسكون الشين ويكسر (خلت) أي مضت 
(من رمضان) وهذا يدل على كمال حفظ الراوي وضبطه بذكر المكان والزمان حاله. (فقال) 
وفي نسخة قال (أفطر الحاجم والمحجوم) قال الطيبي: عمل بظاهر الحديث أحمد وإسحاق 
:. وقال ابن الهمام: رواه الترمذي وهو معارض ثم تأويله أنهما كانا يغتابان أو أنه منسوخ . (رواه 
> أبو داود وابن ماجه والدارمي) قال ابن الهمام: وروي النسائي وابن حبان والحاكم وصححوه 
(قال الشيخ الإمام محيي السنة:) أي صاحب المصابيح (رحمة الله عليه) وفي نسخة صحيحة 
رحمه الله (وتأوله) أي هذا الحديث (بعض من رخص في الحجامة) وهم الجمهور فبعضهم 
. قالوا أي (تعرضاً للافطار) كما يقال هلك فلان أي تعرض للهلاك (المحجوم للضعف) أي 
لحصول الضعف له بالحجامة فيحمله على الفطر (والحاجم لأنه لا يأمن من أن يصل شيء) أي 


(۱) فتح القدير .۲٠۷/۲‏ 
الحديث رقم ۲۰۱۲: أخرجه أبو داود في السنن ۷۷۲/۲ حديث رقم 7779؟. وابن ماجه ٥۳۷/١‏ حديث 
رقم .١178١‏ والذارمي ۲١/۲‏ حديث رقم .177١‏ وأحمد في المسند 177/4. 


00 كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 0 





إلى جَوفِه بمص الملازم . 


ت 





من الدم «(إلى جوفه بمص الملازم) بإضافة المصدر إلى مفعوله وهو بفتح الميم» جمع الملزمة ‏ 
بكسر الميم قارورة الحجام» التي يجتمع فيها الدم وسميت بذلك لأنها تلزم على المحل 
وتقبضه قال ميرك : وفيه وجه آخرء وهو إنه عليه الصلاة والسلام مر بهما مساء فقال ذلك فكأنه . 
عذرهما بذلك أي قد أمسياء ودخلا فى وقت الافطار ووجه آخر وهو إنه مر بهما وهما يغتابان ' 
فقال افطرا أي بطل أجرهما بالغيبة كالافطار وقد رواه البيهقي في بعض طرقه والمراد بطلان ٠‏ 
كمال أجره لا أصل ثوابه كما سبق وذكر السيد عن القاضي» إنه ذهب إلى ظاهر الحديث جمع ' 
من الأئمة وقالوا يفطر الحاجم والمحجوم» منهم أحمد وإسحاق وقال قوم منهم مسروق 
والحسن» وابن سيرين تكره الحجامة للصائم ولا يفسد الصوم بهاء وحملوا الحديث على 
التشديد وإنهما نقصا أجر صيامهماء وابطلاه بارتكاب هذا المكروه. وقال الأكثرون: لا بأس . 
بها إذ صح عن ابن عباس إن رسول الله ية احتجم وهو محرمء واحتجم وهو صائم”'" وإليه 
ذهب مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة» وقالوا معنى قوله أفطر تعرض للافطار كما هو 
مشروح في المتن. اه. وذكر تعفن الا ا ذكر ابن عباس حجامة رسول الله و عام حجة ش 
الوداع» وكان سنة عشر وحديث أفطر الحاجم والمحجوم» سنة الفتح سنة ثمان وفي حديث 
شداد بن أوس إنه قال: ذلك بالمدينة فليحمل على أنه قاله تارة بمكة»ء وتارة بالمدينة» وإن ' 
احتجامه عليه الصلاة والسلام وهو صائم كان في حجة الوداع» وروي أن جعفر بن أبي طالب 
احتجم وهو صائم فمر به النبي كَل فقال أفطر هذا ثم رخص بعد في الحجامة» وكان أنس 
يحتجم قال الدارقطني: رواته ثقات ولا أعلم له علة قال الحازمي: وفيه تصريح بنسخ الأوّل ٠‏ 
قال ابن الهمام: ولا. بأس بسوق نبذة تتعلق بذلك روي أبو داود وابن ماجه من حديث ثوبان أن . 
رسول الله اہ أتى على رجل يحتجم في رمضانء فقال أفطر الحاجم والمحجوم. رواه الحاكم ٠‏ 
وابن حبان وصححاه ونقل في المستدرك عن الإمام أحمدء إنه قال: هو أصح ما روي في ش 
الباب» ثم ذكر الحديث السابق ثم قال: ونقل الترمذي» في علله الكبرى عن البخاري إنه قال 
كلاهما عندي صحيح يعني حديثي ثوبان وشداد وكذا عن ابن المديني» ورواه الترمذي من 
حديث رافع بن خديج عنه عليه الصلاة والسلام قال أفطر الحاجم والمحجوم» وصححه وله 
طرق كثيرة غير هذا وبلغ أحمد أن ابن معين ضعفه. وقال: إنه حديث مضطرب» وليس فيه 
حديث يثبت فقال إن هذا مجازفة وقال بعض الحفاظ : متواتر» وقال بعضهم: ليس ما قاله 
ببعيد» ومن أراد ذلك فلينظر إلى مسند أحمد ومعجم الطبراني والسنن الكبرى» للنسائي 
وأجاب القائلون بأن الحجامة لا تفطر بأمرين» أخدهما ادعاء النسخ وذكروا فيه ما رواه البخاري 
في صحيحه من حديث عجرمة عن ابن عباس أن النبي يي احتجم وهو محرمء واحتجم وهو . 
صائم. ورواه الدارقطني عن ثابت عن أنس قال: أوّل ما كرهت الحجامة للصائم» إن جعفر بن 
أبي طالب احتجم». وهو صائم فمر به النبي بي فقال أفطر هذان ثم رخص النبي ية بعد في | 


.۱۹۳۸ حديث رقم‎ ١1/4 /4 أخرجه البخاري في صحيحه‎ )١( 


tt‏ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 





)٠١( 0‏ وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ب «مَنْ أفطرّ يوماً منْ 


رمضانَ من غير رُخصةٍ ولا مَرَضٍ لمْ يَقض عنه صومٌ الذّهر كلّه وإِنْ صامّه». 





الحجامة للصائم» وكان أنس يحتجم وهو صائم. قال الدارقطني : رواته ثقات ولا أعلم له علة 
٠‏ وما روي النسائي عن أبي سعيد الخدري إن رسول الله َة رخص في القبلة للصائم» ورخص 
. في الحجامة للصائم وروي الطبراني عن أنس أن النبي بي احتجم بعد ما قال أفطر الحاجمء 
1 والمحجوم وكذا في مسند أبي حنيفة عن أبي سفيان طلحة بن نافع» عن أنس بن مالك قال 
احتجم النبي بي بعد ما قال الحديث وهو صحيحء وطلحة هذا احتج به مسلم وغيره ثم قال 
وأما رواية احتجم وهو محرم صائم وهي التي أخرجها ابن حبان وغيره عن ابن عباس فأظهر 
٠‏ سنداً وأظهر تأويلاً أما بإنه لم يكن قط محرماًء إلا وهو مسافر والمسافر يباح له الافطار بعد 
الشروع كما اعترف به الشافعي» فيما قدمناه وهو جواب ابن خزيمة أوان الحجامة كانت مع 
الغروب كما قاله ابن حبان» إنه روي من حديث أبي الزبير عن جابر إنه عليه الصلاة والسلام 
: أمر أبا طيبة أن يأتيه مع غيبوبة الشمس» فأمره أن يضع المحاجم مع إفطار الصائم فحجمه ثم 
: سأله كم خراجك قال صاعان» فوضع عنه صاعاً. اه. والثاني التأويل بأن مراده ذهاب ثواب 
؛ الصوم بسبب إنهما كانا يغتابان ذكره البزار» فإنه بعد ما روي حديث ثوبان أفطر الحاجم» 
٠٠‏ والمحجوم أسند إلى ثوبان إنه قال: إنما قال رسول الله كِةِ: أفطر الحاجم» والمحجوم لأنهما 
. كانا يغتابان وروي العقيلي في ضعفائه عن عبد الله بن مسعود قال: مر النبي َة على رجلين 
٠‏ يحجم أحدهما الآخرء فاغتاب أحدهما ولم ينكر عليه الآخر فقال أفطر الحاجم» والمحجوم 
. قال عبد الله: لا للحجامة ولكن للغيبة لكن أعل بالاضطراب فإن في بعضها إنما منع إبقاء على 
أصحابه» خشية الضعف تم كلام المحقق مختصراً. 


0 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله تَلِ: من أفطر يوماً من رمضان. من غير 
1 رخصة) كسفر (ولا مرض) أي مبيح للافطار من عطف الأخص على الأعم . (لم يقض عنه) أي 
عن ثواب ذلك اليوم (صوم الدهر كله) أي صومه فيه فالاضافة بمعنى في نحو مكر الليل» وكله 
للتأكيد. (وإن صامه) أي ولو صام الدهر كله قال الطيبي: أي لم يجد فضيلة الصوم المفروض 
بصوم النفل» وإن سقط قضاؤه بصوم يوم واحدء وهذا على طريق المبالغة [والتشديد] لذلك 
أكده بقوله وإن صامه أي حق الصيام قال ابن الملك: وإلا فالاجماع على أنه يقضي يوماً 
مكانه» وقال ابن حجر: وما اقتضاه ظاهره أن صوم الدهر كله بنية القضاءء عما أفطره من 
رمضان لا يجزئه قال به علي وابن مسعود والذي عليه أكثر العلماء أنه يجزئه يوم بدل يوم وإن 
كان ما أفطره في غاية الطول والحرء وما صامه بدله في غاية القصر والبرد وأوجب بدل اليوم 


الحديث رقم 501: أخرجه البخاري في صحيحه /٤‏ 110. تعليقاً باب إذا جامع في رمضان من كتاب 
الصيام. وأبو داود في السنن ۷۸۸/۲ حديث رقم .۲۳۹١‏ والترمذي في السنن ٠١١/7‏ حديث رقم 
۳. وابن ماجه 075/١‏ حديث رقم 1717. والدارمي ۱۸/۲ حديث رقم 14. وأحمد في 
المسند .۳۸٦/۲‏ 





كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم ةا 





رواه أحمد» والترمذيٌ. وأبو داود» وابن ماجه» والدارمى» والبخاري فى ترجمة باب» ا 
وقال الترمذيٌ: سمعتٌ محمّداً ‏ يعني البخاريّ ‏ يقول: أبو المطوّس الراوي لا أعرفٌ له . 
غير هذا الحديثث. 


4-(۱) وعنهء قال: قال رسول الله يلهِ: «كم مِن صائم ليس له مِنْ صيايه ٠‏ 
إلا الظمأًء وكم منْ قائم ليس له منْ قيامه إلا السهَره. | 


ربيعة اثني عشر يوماء لأن السنة اثنا عشر شهراً وابن المسيب ثلاثين يوماً والنخعي ثلاثة آلاف ٠‏ 
يوم» ولا یکره قضاء رمضان في زمن وشذ من كرهه في شهر ذي الحجة ومن أفطر لغير عذر , 
يلزمه القضاء فوراًء عقب يوم عيد الفطر ولعذر يسن له ذلك ولا يجب. اه. والظاهر أن ٠‏ 
الصلاة في معنى الصوم فإنه لا فرق بينهما بل هي أفضل منه» عند جمهور العلماء والله أعلم. ٠‏ 
(رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والدارمي» والبخاري في ترجمة باب) أي في تفسيره . 
كما يقال باب الصلاة باب الصوم. ذكره الطيبي (وقال الترمذي سمعت محمداً يعني البخاري» 
يقول أبو المطوس) بكسر الواو المشددة (الراوي لا أعرف له غير هذا الحديث) قال: ولا أدري . 
سمع أبو المطوس من أبي هريرة أم لا وقال: ابن خلف القرطبي: هو حديث ضعيف لا يحتج 
بمثله نقله ميرك وأما قول ابن حجرء ومن ثم كان اسناده غريباً وإن سكت عليه أبو داود» ٠‏ 
وحينئذ فلا حجة فيه لمن أخذ بظاهره وبفرض صحتهء فهو محمول على التشديد فغفلة له من ` 
أنه لا يلزم من كون الاسناد غريبأًء أن يكون الحديث ضعيفاً وعلى تقدير ضعفه من طريق 
الترمذي» لا يلزم أن يكون ضعيفاً من طريق أبي داود فإنه إذا سكت يدل على حسنه لا سيما 
وقد أخرجه أحمد وغيره» فوجه ضعف الحديث إنه من طريق واحد للكل ووقع الشك في 
اتصال سنده فتأمل . 


614 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله ككِِ: كم من صائم ليس له) أي 
حاصل أو حظ (من صيامه) أي من أجله (إلا الظمأ) بالرفع أي العطش ونحوه من الجوع 
واختار الظمأ بالذكرء لأن مشقته أعظم . (وكم من قائم) أي في الليل (ليس له من قيامه) أي 
أثر (إلا السهر) أي ونحوه من تعب الرجل وصفار الوجه» وضعف البدن قال الطيبي: فإن 
الصائم إذا لم يكن محتسباً أو لم يكن مجتنباً عن الفواحش من الزورء والبهتان والغيبة» 
ونحوها من المناهي فلا حاصل له إلا الجوع» والعطش وإن سقط القضاء وكذلك الصلاة في 
الدار المغصوبة وأداؤها بغير جماعة» بلا عذر فإنها تسقط القضاء ولا يترتب عليها الثواب. 
اه. قال ابن الملك: وكذا جميع العبادات إذا لم تكن خالصة. اه. كالحج والزكاة”'" فإنه لا 
يحصل له بهما إلا خسارة المال وتعب البدن في المالء والظاهر أنه أريد به المبالغة وإن النفي 








الحديث رقم :۲٠٠٤‏ أخرجه ابن ماجه في السنن ٥۳۹/۱‏ حديث رقم ۱۱۹۰. والدارمي ۳۹۰/۲ حديث 
رقم ”,> وأحمد فى المسند ۲/ ۳۷۳. 


)١(‏ في المخطوطة «الصلاة». 


ٍ 6.5 كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 





وذْكِرَ حديثٌ لَقيطٍ بن صَيرَةَ في «بأب سنن الوضوءا . 


الفصل الثالث 
6 (17) عن أبى سعيدٍ الخدري» قال: قال رسول الله اة : «ثلاثٌ لا يُمَطرْنَ 
الصَائِمْ : الحجامة» والقَئْءٌ» والاحتلام) . رواه الترمذي» وقال: هذا حديثٌ غير محفوظ› 
وعبدُ الرحمن بن زيدٍ الرّاوي يُضعًفٌ في الحديث . 





محمول على نفي الكمال» أو المراد به المرائي فإنه ليس له ثواب أصلاً. (رواه الدارمي) قال 
ميرك : ورواه ابن ماجه ولفظه رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع» ورب قائم ليس له من 
قيامه إلا السهرء ورواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم”'' وقال: صحيح على شرط 
البخاري» ولفظه رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش» ورب قائم حظه من قيامه السهر. 
ورواه البيهقي ولفظه رب قائم حظه من القيام السهر» ورب صائم حظه من الصيام الجوع 
والعطش. (وذكر) نصيغة المجهول (حديث لقيط بن صيرة) بفتح الصاد وكسر الموحدة قال 
الطيبي هو أبو رزين لقيط ب بن عامر صبرة صحابي مشهورء وتوهم بعضهم بعضهم إنهما شخصان . (في . 
باب سنن الوضوء) والحديث قوله بالغ في الاستنشاق» إلا أن يكون صائماً ذكره الطيبي وهو 
اعتراض من صاحب المشكاة ة على صاحب المصابيح » وهو في محله كما لا يخفى لأن إيراد 
الحديث في الباب الموضوع للحكم السابق منه أولى . 


(الفصل الثالث) 

6 (عن أبي سعيد) أي الخدري كما في نسخة (قال: قال رسول الله كَلةِ: ثلاث) 
أي خصال (لا يُقَطرن ال الححامة) بكسر الحاء أي الاحتجام وقد علمت الخلاف» فيما 
سبق من الكلام (والقيء) أي إذا غلبه لما تقدم في الحديث (والاحتلام) أي ولو تذكر المنام» 
ورأى المني في أيام الصيام لأنه وإن كان فى معنى الجماع» لكن حيث إنه ليس باخثياره لا 
يضره بالاجماع . (رواه الترمذي وقال: هذا حديث غير محفوظ» وعبد الرحمن بن زيد الراوي 
يضعف في الحديث) قال ميرك : ورواه الدارقطني والبيهقي› ورواه أبو داود عن رجل من 
أصحاب النبي يو قال أبو حاتم : حديث أي داود أشبه بالصواب وقال أبو زرعة: إنه أصح . 
اه. قال ابن الهمام: ورواه البزار» من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله اة : ثلاث لا 
يفطرن الصائمء اي والحجامة» والاحتلام. قال: وهذا من أحسنها إسناداً وأصحها 


.٤١/١ الحاكم في المستدرك‎ )١( 


الحديث رقم 6 أخرجه الترمذي في السنن 91/7 حديث رقم 119. 


كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 7 





5 -(18) وعن ثاب البُنانيُء قال: سل أنسٌ بن مالك: كُنتم تكرهونٌ الججامة . 
للصائِم على عهدٍ رسول الله كلْةِ؟ قال : لا؛ إلا من أجل الضّعفِ. رواه البخاري. 

:: وعن البخاريٌّ تعليقاًء قال: كان ابن عمرٌ يحتجمُ وهر صائمٌ ثم ترگه‎ )۱۹( 5١117 
| فان يحتجمٌ بالليل.‎ 

)1١(-4‏ وعن عطاءء قال: إِنْ مَضْمَض ثم أفرغ ما في فيه من الماوء لا يضيثه 
أن يزدرِد ريه وما بقي في فيهء 





ال وضعف رواته إنما هو من قبل الحفظ لا العدالةء فالتظافر دلبل ا في , 


5 (وعن ثابت البناني) بضم الموحدة قال الطيبي: هو ثابت بن أسلم تابعي مشهور 
من أعلام البصرة» صحب أنس بن مالك أربعين سنة (قال سئل أنس بن مالك كنتم) ولفظ ان 
الهمام أكنتم (تكرهون الحجامة للصائم؟ على عهد رسول الله يلِ؟ قال لا) أي ما كنا نكرهها ‏ 
(إلا من أجل الضعف) أي للمحجوم (رواه البخاري) وهو موقوف لكنه في حكم المرفوع. كما 
هو في الأصول على أن هذه الصيغة ظاهرة في إجماع الصحابة» وهو لا يكون إلا عن سند : 
فيكون حجة لما ذهب إليه أكثر العلماء» على ما تقدم والله أعلم. 7 


6 (وعن البخاري تعليقاً قال: كان ابن عمرء يحتجم وهو صائمء ثم تركه) آي ١‏ 
الاحتجام احتياطاًء أو خوفاً من الضعف . (فكان يحتجم بالليل) قال ميرك : حق الايراد على ما 
اصطلح عليه ١‏ لمصنف. أن يقول أولاً وعن ابن عمر إنه كان يحتجم الخ ثم يقول رواه البخاري ٠:‏ 


ا 


۸ - (وعن عطاء) تابعي جليل (قال إن مضمض) أي الصائم (ثم أفرغ) أي صب (ما!. 
في فيه) أي جميع ما في فمه (من الماء) بيان لما الموصولة (لا يضيره) أي لا يضر صومه من . 
ضار لعَة» بمعنى ضر (أن يزدرد ريقه) أي يبتلعه (وما بقى فى فيه) أي فمه عطف على ريقه. 7 
وقيل: ما نافية والجملة حالية قال ابن بطال: أظن أنه سقطت كلمة ذا عن الناسخ»ء وكان أصله . 
وماذا بقي في فيه كذا قاله العلامة الكرماني» في شرح صحيح البخاري وقال الشيخ ابن حجر ' 
الصائم يتمضمض ثم يزدرد ريقه» وهو صائم قال لا يضره وماذا بقي في فيه وكذا أخرجه عبد 
الرزاق عن ابن جريج. اه. فيفهم منه أن القول ما قال ابن بطال والله الموفق ذكره ميرك» وقد 





(۱) فتح القدير 5507/5. 
الحديث رقم :7١15‏ أخرجه البخاري في صحيحه 11/4/4. حديث رقم .1454٠‏ 
الحديث رقم :7١17‏ أخرجه البخاري في صحيحه 17/4 تعليقاً باب» ۲ من كتاب الصوم. 


۰ الحديث رقم ۲۰۱۸: أخرجه البخاري في صحيحه ١04/4‏ تعليقاً باب ۲۸ من كتاب الصوم. 


4۸ ظ كتاب الصوم/ باب تنزيه الصوم 





ولا يمضّعْ الهلك» فإن ازدرة ريق العلكِ لا أقول: إنه يُفطرُء ولكن ينْهى عنه. 





- صرح ابن الهمام وغيره من علمائنا إنه لا يضر الصائم إن دخل غبار أو دخان أو ذباب حلقهء 
لأنه لا يمكن الاحتراز عن هذه الأشياء» كما لا يمكن الاحتراز عن البلل الباقي في المضمضة . 
. (ولا يمضغ العلك) بكسر العين الذي يمضغ بفتح الضاد وضمها عند ابن يده .ولا ناقية أو 
ناهية في القاموس مضغه كمنعه لاكه بسنه والعلك» صمغ الصنوبر والارزة والفستق والسرو 
- والينبوت والبطم. وهو أجودها مسخن مدرباً هي وفي نسخة ويمضغ العلك قال ميرك: كذا 
وقع عند رواة البخاري بحذف كلمة لا وهو أوفق بالسياق كما لا يخفى تأمل. اه. والظاهر أنه 
. أراد بالسياق أن سوق الكلام السابق في الرخصة» فينبغي أن يكون الكلام بالائبات لا بالنفي» 
٠‏ أو النهي لكن قد يقال: فرق بين المتعاطفين حيث رخص في ازدراد الأؤل» ونهى عن ابتلاع 
الثاني» فبهذا المعنى يناسب عدم الاثبات فالنفي بمعنى النهي» والنهي نهي تنزيه وهذا المعنى 
أثبت ولهذا قال علماؤنا: وكره مضغ شيء علكاً كان أو غيره الإطعام صبي ضرورة لأن 
الضرورة تبيح الممنوع» فأولى أن تبيح المكروه ولو تغير ريق الخياط بخيط مصبوغ وابتلعه إن 
صار ريقه مثل صبغ الخيط› فسد صومه والألم يفسد. اه. كلامهم وهو يشير إلى أن الاعتبار 
. بالغلبة والله أعلم (وإن ازدرد ريق العلك) بالكسر وفي نسخة بالفتح قال ابن حجر: يصح هنا 
٠‏ كسر العين» وفتحها أي الريق المتولد من العلوك أو من مضغه. (لا أقول إنه يفطر) بالتشديد 
فالضمير راجع إلى الازدراد وفي نسخة بالتخفيف فالضمير إلى الصائم؛ وفي كلامه إشعار بأن 
في المسألة . خلافاً قال ابن حجر: وإنما لم يفطر لأنه لم ينزل إلى الجوف عين أجنبية» وإنما 
النازل إليه محض الريق لا غير (ولكن ينهى) أي نهى تنزيه (عنه) أي عن الازدراد والمفهوم› 
من كلام ابن حجر أن الضمير راجع إلى مضغ العلك» حيث قال: وإلى هذا ذهب أثمتنا أيضاء 
فقالوا يسن للصائم أن يحترز عن مضغ العلك فإن فعل كره لأنه يجمع الريق فإن ابتلعه أفطر في 
وجه قال وعبارة شرح المهذب قال أصحابنا: ولا يفطر بمجرد العلك ولا بنزول الريق منه إلى 
جوفه» فإن تفتت فوصل من جرمه شيء إلى جوفه عمداًء أفطر وإن شك في ذلك لم يفطر ولو 
نزل طعمه أو ريحه دون جرمه لم يفطرء لأن ذلك الطعم لمجاورة الريق له» وقيل: إن ابتلع 
الريق وفيه طعمه أفطرء وليس بشيء. اه. وقال علماؤنا [رحمهم الله] وكره مضغ شيء سواء 
كان علكاً أم غيره قال ابن الهمام: وقيل إذا لم يكن ملتئماً بأن لم يمضغه أحد إن كان أبيض» 
وكذا إذا كان أسود والأبيض» يتفتت قبل المضغ فيصل إلى الجوف وإطلاق محمد عدم الفساد 
محمول على ما إذا لم يكن كذلك للقطع بأنه معلل بعدم الوصول» فإذا فرض في بعض العلك 
معرفة الوصول منه عادة وجب الحكم فيه بالفسادء لأنه كالمتيقن”'2 ووجه الكراهة أنه تعرض 
للفساد وتهمة الافطار» وعنه عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخرء فلا يقفن 
مواقف التهم وقال علي : إياك وما سبق إلى القلوب إنكاره» وإن كان عندك اعتذاره"“ لكن 
يستحب للنساء لقيامه مقام السواك في حقهن› فإن بنيتهن ضعيفة قد لا تحتمل السواك فيخشى 





(۱) فتح القدير 518/5. (۲) المصدر السابق. 


0 2020 وأحمد في المسند 245/56 





روأه البخاري في ترجمته . 


)٤(‏ باب صوم المسافر 
الفصل الأول 


)١١(- 8‏ عن عائشةً رضى الله عنهاء قالت: إِنَّ حمزةً بنَ عمرو الأسلميّ قال 
للنبيّ ية : «أصومٌ في السّفْرٍ وكا كثيرٌ الصيام. فقال: «إن شئت فصّمْء وإن شئت فأفطز» . 





على اللثة والسن منه» وهذا قائم مقامه فيفعلنه. اه. وهو وجه آخر لكراهته في حق الرجال» 
لأنه حينئذ تشبه بالنساء (رواه البخاري في ترجمته) . 


(باب صوم المسافر) ‏ 
أي في بيان حكم الصوم للمسافرء من جواز فعله وتركه وبيان الأفضل منهما. 


(الفصل الأوّل) 


649 (عن عائشة رضي الله [تعالى] عنها قالت: إن حمزة بن عمرو الأسلمي› قال: 


للنبي ية أصوم في السفر؟) أي فما حكمه أي فهل عليّ جناح في الصوم؟ أو ضده أو يقدر 1 
الاستفهام (وكان) أي حمزة (كثير الصيام) وسيأتي أنه كان صائم الدهر فالجملة معترضة لبيان , 


الحال الحامل لهء على هذا السؤال (فقال إن شئت) أي أردت الصيام (فصم) لقوله تعالى: 
«وأن تصوموا خير لكم € [البقرة - ]١184‏ وفي تقديم هذا الحكم إيماء إلى أنه أفضل» قال ابن 
الملك: الأكثر على أن صومه أفضل» لتبرئة الذمة. (وإن شئت) أي اخترت الافطار (فافطر) 
بهمزة قطع فإنه رخصة من الله تعالى لقوله عر وجل : #ومن كان مريضاً أو على سفر 4 [البقرة 


[۸١ -‏ أي وأفطر #فعدة من أيام أخر € [البقرة - ]١185‏ أي فعليهما قضاء عدد تلك الأيام قال إل 
في شرح السنة: هذ التخيير قول عامة أهل العلم إلا ابن عمر فإنه قال: إن صام في السفر ' 
قضى في الحضر وإلا ابن عباس فإنه قال لا يجوز الصوم في السفر وإليه ذهب داود بن على / 


37 


من المتأخرين وكأنهم تعلقوا بظاهر الآية ثم اختلفوا في الأفضل منهماء فقال بعضهم: الصوم | 


أفضل› وهو قول مالك والثوري والشافعي وأصحاب أب حنيفة › وقال بعضهم : الفطر أفضل ١‏ 


الحديث رقم 8 أخرجه البخاري في صحيحه /٤‏ ۱۷۹. حديث رقم .٣۳‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 


7 حديث رقم‎ 01١/١ حديث رقم 5584. وابن ماجه‎ ۲۰۷/٤ والنسائي‎ .7١١ حديث رقم‎ 4١/* 
٠ حديث رقم 1707. ومالك ۲۹۵/۱ حديث رقم 54 من كتاب الصيام.‎ ٠١ /۲ والدارمي‎ 7 


يه مز SE‏ لاق > NG‏ وص م بر معيو دحيم اد NET NE SG‏ ربعي 


كتاب الصوم/ باب صوم المسافر 





٠١ :‏ -(1) وعن أبي سعيدٍ الخدري» قال: غززنا معّ رسول الله يكل لست عَشْرةٌ 
(i‏ مضت من شهرٍ رمضانٌ» فيئًا منْ صامً ومئّا من أفطرء فلم يجب 


ويروي ذلك عن ابن عمر وقال بعضهم أفضل الأمرين أيسرهما لقوله تعالى: #يريد الله بكم 


ار ا را اي يعيده لوي لر و ةن ر أولى ر عليه 
1 الصلاة والسلام حين رأى زحاماًء ورجلا قد ظلل عليه ليس من البر الصيام في السفر”“ قال 
7 الشافعي : وجه قوله ية ليس من البر الصيام في السفر وقوله عليه الصلاة والسلام أولئك 
9 العصاة''' فيمن بلغ له أن صاموا إن هذا فيمن لم يقبل قلبه رخصة الله تعالى» فأما من رأى 
ب الفطر مباحاً وقوي على الصوم فصام فهو أحب إليّ. اه. وسيأني في حديث الشيخين عن ابن 
]| عباس أنه قائل بالتخيير فما روي عنه وعن ابن عمر ينبغي أن يحمل على صوم العصاة» وبهذا 


يندفع [ما ذهب إليه] الشيعة» وبعض الظاهرية من عدم جواز الصوم مطلقاًء مستدلين بقولهما 
هذا ما ظهر لي في هذا المقام» وأما قول ابن حجر ابن عباس معذور لعدم اطلاعه على حديث 
التخيير بخلافهم» فإنهم اطلعوا عليه وتركوه لغير مقنع فغير مقنع» وأما قوله واختار الشافعي 
وأصحابه أن أفضلهما أيسرهما بعد نقله أن أكثر العلماء [على أن الصوم أفضل]ء فمخالف لما 
في شرح السنة من أن الشافعي مع الجمهور وإن كان القول بأن الأيسر هو الأفضل» يرجع في 


3 








N لويم عر‎ N ليزوا‎ SOE دح‎ REN 


|١‏ التحقيق إلى قول الأكثر فتدبر ولهذا قال ابن دقيق العيد: قوله بي عليكم برخصة الله التي 
| رخص لكم» دليل على أنه يندب التمسك بالرخصة إذا دعت الحاجة إليهاء وترك التنطع 


N‏ هنا 


والتعمق ومن لم يشق عليه الصوم» فهو له أفضل مسارعة لبراءة الذمة» ولفضيلة الوقت. اه. 











١‏ ويؤيده ما وقع في عبارة علمائنا وصوم سفر لا يضره أحب وفي الهداية قال الشافعي: الفطر 
١‏ أفضل» قال ابن الهمام: الحق أن قوله كقولنا ولم يحك ذلك عنه إنما هذا مذهب أحمد”". 
٠‏ (متفق عليه) هذا لفظ البخاري وسيأتي لفظ مسلم. 

8 

٠١ 0‏ - (وعن أبي سعيد الخدري قال غزونا) أي جاهدنا الكفار (مع رسول الله كَلِ) فيه 
4] تجريداً وتأكيد لأن الغزوة لا تكون إلا معهء بخلاف السرية. (لست عشرة) أي ليلة (مضت من 
)| شهر رمضان) قال ابن الملك: في الحديث دلالة على غلط من قال: إن أحداً إذا أنشأ السفر في 
6 أثناء رمضانء لم يجز له أن يفطر. (فمنا من صام) وهم الأقوياء (ومنا من أفطر) وهم الضعفاء 
4 أو خدام الكبراء (فلم يعب) بفتح الياء وكسر العين» أي لم يلم وفي رواية فلا يجد أي لا 
0 (۱) راجع الحديث (5071). (؟) راجع الحديث .)۲٠۲۷(‏ 

3 () الهداية ١55/١‏ وفتح القدير ۲۷۲/۲. 

الحديث: رقم :4:4٠‏ اخرجه البخاري في صحيجه 1۸١/6‏ حديث رقم 18417 ومسل في صلحيحة +/ 


7 حديث رقم .)۱۱۱١ - ٩۳(‏ وأبو داود في السنن ۷۹۵/۲ حديث رقم .٠٠٠١‏ والترمذي ۳/ 
۲ حديث رقم 717. 


ال 1010 1 1111011 


E E ا‎ 





ا 





كتاب الصوم/ باب صوم المسافر ١ه‏ ” 





الصائم على المفطرء ولا المفطرٌ على الصائم. روآأه مسلم. 


١ 
وعن جابرء قال: كان رسول الله بيه في سفر فرأى زحاما ورجلا قد إا‎ )۳( _- ۱ 





يغضب» ولا يعترض (الصائم على المفطر) لأنه عمل بالرخصة (ولا المفطر على الصائم) لعمله ١؛‏ 
بالعزيمة (رواه مسلم) وفي رواية له يرون إن من وجد قوّة فصام» فإن ذلك حسن ويرون إن من ١‏ 
وجل د فا فأفطر فإن ذلك حسن. وروي أيضاً كنا نسافر مع رسول الله کیا فيصوم الصائمء 3 


ويفطر المفطرء ولا يعيب بعضهم على بعض” . وروي الشيخان عن أبي الدرداء: خرجنا مع ٠‏ 
رسول الله ية في شهر رمضان في حر شديد. ما فينا صائم إلا رسول الله ڪاو وعبد الله بن 8 
رواحة”". قال ابن حجر: وهذه غير غزوة الفتحء لأن ابن رواحة استشهد قبلها بمؤتة وغير 0 
غزوة بدرء لأن أبا الدرداء حضر هذه ولم يكن أسلم و بدر. اه. وفيه إنه لم يعرف أنه کار 0 
سافر أيام رمضان غير هاتين الغزوتين قال ابن الهمام: وفي الصحيح ما روي عن أبي الدرداءء م 
خرجنا مع رسول الله ي4 في بعض غزواته في حر شديدء حتى أن أحدنا ليضع يده على على رأسه 1 
من شدة الحرء وما فينا صائم إلا رسول الله كل اه. ولم يذكر رمضان ولفظ مسلم في ١‏ 
رواية» قال: خرجنا مع رسول الله َيه في شهر رمضان في حر شديد. حتى إن كان أحدنا | 
ليضع يده على رأسه» من شدة الحرء وما فينا صائم إلا رسول الله َة وعبد الله بن رواحةء ا 
وفي رواية قال أبو الدرداء: لقد رأيتنا مع رسول الله ي في بعض أسفاره في يوم شديد الحرء ٠‏ 
حتى إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحرء وما منا أحد صائم إلأرسول الله كَل وعبد ١‏ 
الله بن رواحة ولفظ البخاري يوافق الرواية الأخيرة لمسلم والربيع نسب الرواية الأؤلى إلى | 
الشيخين والله أعلم . : 0 


0١‏ (وعن جابر قال: كان رسول الله ية في سفرء فرأى زحاماً) بكسر الزاء أي 
مزاحمة في الاجتماع على غرض الاطلاع. (ورجلا) هو أبو إسرائيل واسمه قيس وقيل: قشير 
وقيل : قيصر وهو أصح ذكره ميرك (قد ظلل عليه) أي جعل عليه ظل اتقاء عن الشمس أو إبقاء 
عليه للافاقة لأنه سقط من شدة الحرارة أو من ضعف الصوم أو من الاغماء وقيل ضرب على 





RS‏ ل وس اي لض ري كرس هر ال ححا و ست 





رأسه مظلة كالخيمة وشبههاء وقيل: ظلل عليه بالقيام على رأسه من جوانبه قال في التتمة إنه 4 
كان في غزوة تبوك في ظل شجرة؛ ولاو تي لواقم لحي هو : 


| 1 0 
7 / 5 1 
۲ ۴ 5 

2 ١ 0 ا‎ 0 


للق 000 N‏ 5 أن ١‏ | 
)۲( البخاري في صحيحه /٤‏ ۱۸۲ حديث رقم 14٥‏ . ومسلم في صحيحة ۲/ ۰ لیت رقم ۲ 





الحديث رقم :۲٠۲١‏ أخرجه البخاري في صحيحه 5/ ٠۸۳‏ . حديث رقم 1915 oe‏ 

7 حديث رقم .)١١15  47(‏ وأبو داود في السئن ۷۹٦/۲‏ حديث رقم ۰۷ ٠۰‏ والنسائي 4/ | 

۷ حدیث رقم 7, وابن ماجه ٥۳۲/۱‏ حديث رقم 11”55. والدارمي في السنن ٠١/۲‏ 
2000000 حدیث ر ا 4 ا ا في ال 0 


د سد LRN IRAE N REE A GRRE N.‏ ليوو د لحر ا aN RS AORN I aa N ane RRR‏ لوصولل 





NESSUS 


0 


i) د‎ 





کو 


اش ا اص ا ا ی 


fo‏ 0 کتاب ل 5 صوم ا 
فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائم . فقال: «ليس من البرٌ الصومٌ في السّفر). متفق عليه . 


۰۲۲ - (4) وعن أنس رضي الله عنه» قال: كنا معَ النبيّ ية في السفرء فمنًا 
الصائم ومنا المفطرٌء فنزلنا منزلاً في يوم حارّ؛ فسقّط الصَوَّامونَ وقامٌ المفطرون فضرَبُوا 
الأبنية وسَّقّوا الرّكابَ. فقال رسولٌ الله كله : «ذهبٌ المفطرون ايوم بالأجر» . 





[في] غزوة الفتح كما بين في رواية أخرى والله أعلم وهو يدل على بلوغ العطش. النهاية 
وحرارة الصوم الغاية؛ (فقال ما هذا) أي ما هذا الزحام أو التظليل (قالوا صائم) أي ثمة صائم 
سقط للضعف ويحتمل أن يكون ما بمعنى من أي من هذا الساقط نقله ميرك عن الأزهار. 
00 قال الزركشي: من زائدة لتأكيد النفي» وقيل» للتبعيض» وليس 
بشيء وروي أهل اليمن ليس من امبر امصيام في امفسر فأبدلوا من اللام» ميماً [وهي“ لغة 
قليلة] قال ابن الهمام: رواه عبد الرزاق”"' عن كعب بن عاصم الأشعري “2 وفي نسخة 
المصابيح الصيام بدل الصومء أي الذي يؤدي إلى هذه الحالة (في السفر) لأن الله تعالى يحب 
أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه» وقال تعالى: #يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم 
العسر € [البقرة  [۱۸١‏ قال الخطابي: الحديث محمول على ما إذا أدى الصومء إلى تلك 
الحالة التي شاهدها النبي ية [بدليل صيامه عليه الصلاة والسلام] في السفر عام الفتح» وخير 
حمزة الأسلمي قال الشمني: وصوم سفر لا يضر أحب من الفطر وبهذا قال مالك والشافعي» 
وقال أحمد والأوزاعي الفطر أحب مطلقاً لهذا الحديث ولنا أن الصوم هو العزيمة في حق الكل 
لقوله تعالى : فمن شهد منكم الشهر فليصمه € [البقرة  ]۱۸١‏ والأخذ بالعزيمة أفضل» 
وأيضاً رمضان أفضل الوقتين فالأداء فيه أفضل . قال ميرك : فيه دليل على أن الفطر مع القوّة 
أفضل» من الصوم مع العجزء كما كال الحافي والاكتزرة ركه دل يقلن أن خدمة الصلحاءء 
خير من النوافل ذكره الشيخ في العوارف. ([متفق عليه). 


۲۲ - (وعن أنس قال: : كنا مع النبي بيه في السفرء فمنا الصائم) أريد به الجنس (ومنا 
المفطر فنزلنا منزلاً في يوم حار فسقط الصوامون) بصيغة المبالغة أي ضعفوا عن الحركة 
ومباشرة» حوائجهم. لأجل ضعفهم . (وقام المفطرون) أي بالخدمة (فضربوا الأبنية) أي قام 
المفطرون» ونصبوا الخيام (وسقوا الركاب) أي الابل التي يسار عليها (فقال رسول الله بلا : 
ذهب المفطرون اليوم بالأجر) أي بالثواب الأكمل لأن الافطار كان في حقهم. حينئذ أفضل 
وفي ذكر اليوم إشارة إلى عدم اطلاق هذا الحكم وقال الطيبي: أي إنهم مضوا واستصحبوا 
الأجرء ولم يتركوا لغيرهم شيئاً منه على طريقة يقة المبالغةء يقال ذهب به إذا استصحبه ومضى به 


.44717 حديث رقم‎ ٥٦۲ /۲ في المخطوطة «هي». - (5) مصنف عبد الرزاق‎ )١( 
.۲۷۳/۲ فتح القدير‎ )۳( 
/۲ حديث رقم ۲۸۹۰. ومسلم في صحيحه‎ ۸٤/٦ الحديث رقم ۲ أخرجه البخاري في صحيحه‎ 


17 020202020 ۸ حديث رقم .)1114/1٠١(‏ والنسائي في السنن ۱۸۲/٤‏ حديث رقم 12[ 


ا 


کتاب الصوم/ باب صوم المسافر for‏ 


حو علي 


 70*‏ (0) وعن ابن عبّاسء قال: خر رسول الله ية من المدينة إلى مكةّء فصام 
حتى بلغ عُسْفَانَء ثم دعا بماءٍ فَرْفْعَهُ إلى يده ليراهُ الناسٌُ فأفطر حى قَدِمَ مكةء وذلك في 
رمضانٌ. فكانّ ابن عبّاس يقول: قد صامٌ رسول الله يكل وأفطر. 


معه. اه. يعني بالأجر كله أو بكل الأجر مبالغة] هذا وما ذكره الطيبي من أنه كقوله تعالى : 
ذهب الله بنورهم € [البقرة ‏ 17] الكشاف يقال ذهب به إذا استصحبه» ومضى معه وهو 
مذهب المبرد غير صحيح في الآية لأن معناها أذهبه فلم يبق لهم منه شيء» ولاستحالة المضي 
والاستصحاب مع نورهم في حقه تعالى: (متفق عليه) . 


5 (وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله ية من المدينة إلى مكة) أي عام 
الفتح (فصام حتى بلغ عسفان) بضم العين وسكون السين» المهملتين اسم موضع قريب من 
المدينة ذكره ابن الملك وهو سهو قلم أو خطأ قدم» والصواب أنه e‏ على بربدلتين من 
مكة. (ثم دعا بماء) أي طلبه (فرفعه إلى يده) الجار والمجرورء حال أي رفع الماء منتهياً إلى 
أقصى مديده قال الزركشي : كذا لأكثرهم وعند ابن السكن إلى فيه» وهو الأظهر إلا أن إلى في 
رواية الأكثرين بمعنى على فيستقيم الكلام. اه. وبه بطل قول بعضهم الصواب» رواية أبي 
داود فرفعه إلى فيه وإن ذكر يده هنا تصحيف. اه. وقد جاء إلى بمعنى مع كقوله تعالى: #من 
أنصاري إلى الله » [الصف  ]١4‏ و أيديكم إلى المرافق € [المائدة ‏ 5] #ولا تأكلوا أموالهم 
إلى أموالكم € [النساء ‏ 7] كما قاله ابن الملك وغيره فيكون المعنى فرفعه مع يده ليروه 
ويقتدوا به لكن قال الرضى وغيره: التحقيق إنها فى هذه الثلاثة لانتهاء الغاية» كما هو الأصل 
وهو الأصل ولذا اخترناه كما أشرنا إليه والمعنى فرفعه رفعاً بليغاً منتهياً إلى رفع يده قال 
الطيبي : التضمين أي انتهى الرفع إلى أقصى غايتهاء ويمكن أن يكون بمعنى في للظرفية كقوله 
تعالى : «إيجمعنكم إلى يوم القيامة 4 [الأنعام - 17] أي فرفعه حال كونه في يده (ليراه الناس) 
أي وليعلموا جوازه أو ليختاروا متابعته. (فأفطر) قال الطيبي : دل على أن من أصبح صائماً في 
السفرء جاز أن يفطر. اه. وتبعه ابن حجر وقال فيه أظهر ولعل ذا مؤوّل ليس فيه دلالة مّا على 
أنه كان صائماً ذلك اليوم مطلقاًء بل المعنى إنه صام من المدينة إلى عسفانء فأفطر أي منه 
واستمر مفطراً. (حتى قدم مكة) وهو إما لبيان الجواز أو لحصول عذر حادث» وهو التهيؤ 
للقتال إن احتيج إليه في الاستقبال والله أعلم بالحال. (وذلك) أي ما ذكر من الصوم والافطار 
كان (في رمضان فكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله كَل وأفطر) يعني في رمضان سنة 


)00( في المخطوطة وقع تقديم الحديث رقم .۲٠۲۳‏ على الحديث رقم ۲٠۲۲‏ والصواب كما أثبت كما في 
المشكاة. 

الحديث رقم :۲٠۲۳‏ أخرجه البخاري في صحيحه 187/4. حديث رقم 1444. ومسلم في صحيحه ان 
حديث رقم (1117-44). والنسائي 4/ ۱۸٤‏ حديث رقم  ..١‏ وأحمد في المسند 71/١‏ 





بحص نعي عي ل جر مي رفي من ب عن و مع عع ري ريه ميعن مص رصب معي راص رطان ل اقح م ل 
م ا 





fof‏ كتاب الصوم/ باب صوم المسافر 


فمنْ شاءَ صامٌ ومن شاءَ أفطر . متفق عليه . 


٤ 0‏ -(5) وفي رواية لمسلم عن جابر رضي الله عنه أنه شرب بعد العصر. 


4 الفصل الثانى 
0 6 -(73) عن أنس بن مالك الكعبيّ» قال: قال رسول الله كَلِ: «إنَّ الله وضع 
| عن المسافر شَطرَ الصلاة» والصومً عن المسافر 


7 22225 ا 2 ا شيش 
ثمان» حال السفر (فمن شاء صام ومن شاء أفطر) أي لا حرج على أحدهما في شرح السنة لا 
ا 


ا فرق عند عامة أهل العلم» بين من ينشىء السفر في شهر رمضان وبين من يدخل عليه شهر 
| رمضان وهو مسافر» وقال عبيدة السلمانى: إذا أنشأ السفر فى شهر رمضان لا يجوز له 


الافطارء لظاهر قوله تعالى : #إفمن شهد منكم الشهر فليصمه € [البقرة - ]٠۸١‏ وهذا الحديث 
حجة على القائل ومعنى الآية الشهر كله فأما من شهد بعضه فلم يشهد الشهر. اه. والأظهر أن 
١‏ معنى الآية فمن شهد منكم شيئ منه من غير مرض وسفر واختلف أي يوم خرج كَل للفتح فقيل . 


1 
ا 
ا 
ا 
fii‏ 
( 5 - (وفي رواية لمسلم عن جابر أنه) أي النبي يي (شرب بعد العصر) يعني على 
۱ 
| 





الوصف المتقدم من رفع الماءء إلى يده ليعلم الناس أن الافطار في السفر جائز وهذا أقرب في 
الدلالة على ما قال الطيبي : مع أنه ليس نصاً في المقصود كما لا يخفى . 


و لج لج 0 


4 
١‏ (الفصل الثاني) 
٠ (‏ (عن أنس بن مالك الكعبي) وزاد ابن ماجه» رجل من بني عبد الله الأشعري 


5 
0 


وغلط في ذلك بأن الصواب أنه من بني عبد الله بن كعب على ما جزم به البخاري في ترجمته» 
وجرى عليه أبو داود فقال رجل من بني عبد الله بن كعب» أخوه قشير فهو كعبي لا قشيري 
خلافاً لما وقع لابن عبد البر لأن كعباً له ابنان عبد الله جد أنس هذا وقشير وهو أخو عبد الله 
وبهذا يظهر ما في كلام الطيبي» هو أبو أمامة الكعبي ويقال له القشيري» والعقيلي والعامري 
أسند حديثاً واحداً في صوم المسافر» والحامل والمرضع سكن البصرة وأما أبو حمزة أنس بن 
مالك خادم النبي ييه فهو أنصاري» تجاري خزرجي يسند أحاديث كثيرة (قال: قال رسول الله 
يد : إن الله وضع عن المسافر») قال ابن حجر : فيه حجة لما عليه الشافعي» إن القصر جائز لا 


و 


N nt‏ ون ل N‏ ووس لاو يا كير ااه 


ت 
ee:‏ 


0 
1 


رقم ۲۰۲۲: أخرجه مسلم في صحيحه ۷۸۱/۲ حديث رقم .)1١114-41(‏ 


رقم :7١7©‏ أخرجه أبو داود في السنن ۹٤/۳‏ حديث رقم .15٠08‏ والترمذي في السئن 44/7 
حديث رقم 65 والنسائى /٤‏ ۱۸۰ حديث رقم 5 وابن ماجه 0577/١‏ حديث رقم ١551‏ 


1 2 
60> يواد ANE SS‏ بيك مهل نل OS‏ 

















م يت ا لا ل ل ال م ل ل ا ا 
55 ا باب صوم المسافر {oo‏ ر 
وعن المرضع والخبلى» . رواه أبو داود» والترمذي . والنسائي» وابن ¿ ماجه. 1 


ل۹ - (۸) وعن سلمة , بن المحبق» قال : قال رسول الله بلا : » من كان له حمولة 
تأوي إلى شبع 


واجب لأن وضع بمعنى أسقط وإسقاط الشيء» يقتضي إسقاط وجوبه الأخص» لا جوازه 
الأعم . اه. وهو مردود لأن موضوع وضع ليس بالمعنى الذي ذكر لا لغة» ولا اصطلاحاً أما 
لغة فظاهر› وأما الاصطلاح الشرعي فقد ورد أن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأء والنسيان أي 
كلفتهما وما يترتب عليهما من الحرج والاثم» وكذا قوله تعالى: لويضع عنهم اصرهم 
والاغلال التي كانت عليهم 4 [المائدة - ]٠١١‏ وقد قال ابن الهمام: واعلم أن من الشارحين 
أي للهداية من يحكى خلافاً , بين المشايخ في أن القصر عندنا عزيمة أو رخصة» بات 
عبارتهم في ذلك وهو غلط لأن من قال رخصة عنى رخصة الاسقاط» وهو العزيمة وتسميتها 

رخصة مجاز وهذا بحث لا يخفى على أحد“. اه. وقد تقدم دليل مذهبنا الصريح في 
المقصود» ومنه حديث عائشة في الصحيحين قالت: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين» فاقرت 
صلاة السفر وزيد في صلاة الحضرء فمعنى وضع أي رفع ابتداء عن المسافر. (شطر الصلاة) 
أي نصف الصلاة الرباعية ولا قضاء. (والصوم) بالنصب أي وجوبه (عن المسافر) لكن عليه 
القضاء إذا أقام قال الطيبي: وإنما ذكر عن المسافر بعد الصوم» ليصح عطف عن المرضع عليه 
لأن شطر الصلاة» ليس موضوعاً عن المرضع . (وعن المرضع) ولم تدخله التاء للاختصاص 
مثل حائض (والحبلى) لكن يقضيان ولا فدية عليهما عندنا وقال الشافعى وأحمد: يجب عليهما 
الفدية» وقال مالك: يجب على الحامل دون المرضع كذا نقله ابن الملك: وقال الطيبي: عند 
كادي ا لحر على امي لاود تسيا وإن خافتا على الولد فعليهما الفدية أيضاً 
كما في الكفارات . اه. ولنا أن الفدية ثبتت في الشيخ الفاني على خلاف القياس» فلا يلحق به 
غيره قال الخطابي : لذ ن أشياء» ذات عدد مسوقة في الذكر متفرقة في الحكم . 
(رواه أبو داود والترمذي) وصححه وغيره (والنسائي . وابن ماجه) وكذا أحمد. 


6*5 (وعن سلمة د بن المحبق) بفتح الموحدة المشددة ويكسر قال الطيبي : بكسر الباء 
وأهل الحديث» يفتحونها قلت قول المحدثين أقوى من اللغويين» وأحرى كما لا يخفى (قال: 
قال رسول الله كَل من كان له حمولة) بفتح الحاء أي مركوب كل ما يحمل عليه من إبل أو 
حمار أو غيرهما وفعول يدخله الهاءء إذا كان بمعنى مفعول أي من كان له دابة. (تأوي) أي 
تأويه فإن أوى لازم ومتعد على لفظ واحد وأما قول ابن حجر من أوى بالمد والقصر لازم 
ومتعد فغير صحيح مخالف للطيبي حيث قال: وإن كان الأكثر في المتعدي بالمد وفي الحديث 
يجوز الوجهان» والمعنى تؤوي صاحبها أو تأوئي بصاحبها (إلى شيع) بكسر الشين» وسكون 


.۷/۲ فتح القدير‎ )١( 
.۷ /١ وأحمد في المسند‎ .151٠١ أخرجه أبو داود في السنن ۷۹۸/۲ حديث رقم‎ :7١77 الحديث رقم‎ 





ر 


E E ASAS 


E NE SE SLA SI N 


I E‏ يأ 


NS 


ار SESE‏ برا ااانه 


SS‏ ل ار 
اليد لحي 7 نا ركد 


هاي ر ای ر ا 


nee 
Eg 


N N GIN IN aN I وول لكر يذ يور سر جهو‎ aN. aa N aN aI GR N aaa aR N aR N REN REN GARE N لاعفو‎ REN EN aS 


ادا امه اكاك سرح مااع بر ا ب نظ سام ات ري IE‏ جد سسا لبه ب ا ب اا بس سب سس ا ل 


1 465 كتاب الصوم/ باب صوم المسافر 


فلْيصُمْ رمضانَ من حيبت أدركه». رواه أبو داود. 


ا الفصل الثالث 

1 1" - (94) عن جابر: أن رول اللو عله ب جَ عام الفتح إلى مكة في رمضانٌ» 
١‏ فصامٌ حى بلغ كُراعَ الغَمِيم» فصاع الئاسُء ثم دعا بقح يِن ماءٍ فرقّعة» حى نظَرٌ الناسُ 
إليه» ثم شَرِبَء فقيل له بعد ذلك : إِنَّ بعض الناس 

١ 


الموحدة ما اشبعك وبفتح الباء المصدر والمعنى الأول هنا أظهرء والثاني يحتاج إلى تقدير 
ف مضاف وهو في الرواية أكثر يعني من كانت له حمولة تأويه إلى حال شبع» ورفاهية أو إلى مقام 
١‏ يقدر على الشبع فيه ولم يلحقه في سفره وعناء ومشقة» وعناء وأما ما زاده ابن حجر من قوله 
ومسكن يقيه الحر والبرد فغير مفهوم من الحديث» وغير معتبر في الشرط كما هو مقرر في 
الشرع. (فليصم رمضان حيث أدركه) أي رمضان قال الطيبي : الأمر فيه محمول على الندب» 
١‏ والحث على الأولى والأفضل للنصوص الدالة على جواز الافطار في السفر مطلقاًء وقال 
1 المظهر: بی بن كان راكنا وشدره فير موت يلم إن الفدرل فق بوت فص رمات 
:,) وقال: داود يجوز الافطار فى السفرء أي قدر كان. (رواه أبو داود) قال ميرك: وفى سنده عبد 
“لصون ضيه 3 ضحفه أحيك ركال اليكارق: مكر اللحديف زلا بعدهذا لديف 


0 شيئاً وقال اويا يعرف هذا الحديث إلا به ولا يتابع عليه كذا في التصحيح» وقال 
اا ا ف ا ا وصح الحديث أنه ضعيف 
0 وليس له طريق واحد» فلا يحسن قول ابن حجر وفيه الرد على من زعم جواز الفطر في قصير 
١‏ السفر كطويله. اه. والأولى رده بما ذكر في باب صلاة المسافر. 


ع 

١‏ (الفصل الثالث) 

٤ 

۲۷١۲-(عن‏ جابر أن رسول الله ل خرج عام الفتح إلى مكة؛ في رمضان فصام حتى 
بلغ كراع الغميم) بضم الكاف وفتح الغين المعجمة واد بالحجاز منتهاه قريب من عسفان» 
| سمي ذلك المنتهى كراعاً لأنه يشبه كراع الغنم» وهو ما دون الركبة من الساق ذكره ابن حجر 
| وفي النهاية هو اسم موضع بين مكة والمدينة» والكراع جانب مستطيل من الحرة تشبيهاً 
1 بالكراع» والغميم بالفتح واد بالحجاز. (فصام الناس) عطف على فصام»ء أي صام هو 
| وأصحابه. (ثم دعا بقدح من ماءء فرفعه) أي القدح أو الماء (حتى نظر الناس إليه) عليه الصلاة 
والسلام (ثم شرب) أي ليتابعه الناس بما اقتضى رأيه الذي فوق كل قياس. (فقيل له) أي 
للنبي كك (بعد ذلك) أي بعد افطاره (إن بعض الناس) ظناً منهم إن افطاره» كان لبيان الجواز 


)١(‏ في المخطوطة «العقيلي». 
4 الحديث رقم 7071: أخرجه مسلم في صحيحه 7/ ۷۸١‏ حديث رقم (40 - .)١١١١‏ والترمذي في السنن 
۳ حديث رقم .7٠١‏ والنسائي 5/ ۱۷۷ حديث رقم 57577. 








رادو EN NE NONE NN‏ رول برو رك وم E KEEL EI SL NI NL NI‏ م ا ا 


کتاب الصوم/ باب م المسافر fo‏ 





قذ صامٌ . فقال: «أولعك العصاةٌ» أولئك العصاةً» . زواه مسلم . 


1 


)٠١(_ 4‏ وعن عبدٍ الرحمن بن عوفيء قال: قال رسول الله يكلله: «صائمُ 


رمضانٌ في السَمّر كالمُمْطِرٍ في الحضر». رواه ابن ماجه. 





(قد صام) أفرد الضمير للفظ البعض» ثم رجع لمعناه (فقال اولئك العصاة) حيث عملوا بالظن 
مع القدرة على اليقين» بالسؤال منه عليه الصلاة والسلام (أولئك العصاة) كرره تأكيداً أو تشديداً 
قال الطيبي : التعريف في الخبر للجنس» أي الكاملون في العصيان فإن النبي ية إنما رفع قلح 
الماء ليراه الناس» فيتبعوه في قبول رخصة الله تعالى فمن صامء فقد بالغ في عصيانه. اه. وهو 
محمول على الزجر والتغليظ لأن الظاهرء إن هذا وقع منهم بناء على خطأ في اجتهادهم. إذ 
لم يقع أمر صريح بافطارهم. قال النووي: وهذا محمول على من تفرد بالصوم» وإنهم أمروا 
بالفطر أمراً جازماً لمصلحة بيان جوازه وقال ابن الهمام: محمول على ما استضروا به بدليل ما 
ورد في صحيح مسلم في لفظ منه» فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصوم» ورواه الواقدي في 
المغازي وفيه وكان أمرهم بالفطرء فلم يقبلوا والعبرة وإن كان بعموم اللفظ لا بخصوص 
السبب» لكن يحمل عليه دفعاً للمعارضة بين الأحاديث» فإنها صريحة في الصوم في السفر"'؟. 
(رواه مسلم) . 

4 (وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله َل : صائم رمضان» في 
السفر) أي مع احتمال المشقة المضرة (كالمفطر في الحضر) أي كوزر المفطر في حال كمال 
القدرة قال ميرك: يفهم منه منع الصوم في" السفرء كمنع الافطار في الحضر قلت: هذا ظاهر 
الحديث» ومشى عليه الظاهرية وإنما أوّلناه جمعاً بينه وبين الأحاديث الواردة على خلاف ذلك 
صريحاً وذهب إليها جمهور العلماء» وقيل: إنهما متساويان فى أن أحدهما تارك الرخصة 
والآخر تارك العزيمة ذكره الطيبي وفيه أنهما لا يستويان إذ ترك الرخصة» مباح وترك تلك 
العزيمة حرام والله أعلم. (رواه ابن ماجه) قال ابن الهمام : عن عبد الله بن موسى التيمي» عن 
أسامة بن زيد عن ابن شهاب» عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف» عن أبيه» وأخرجه 
البزار». عن عبد اله بن عيسى المديتي» :حدثنا أسامة'بن زيد به ثم قال: هذا حديث أسيده 
أسامة بن زيد وتابعه يونس» ورواه ابن أبي ذؤيب وغيره عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد 
الرحمن عن أبيه موقوفاً على عبد الرحمن» ولو ثبت مرفوعاً كان خروجه عليه الصلاة والسلام 
حين خرج فصام» حتى بلغ الكديد ثم أفطر وأمر الناس بالفطرء دليلاً على نسخة . اه. 
والكديد ما بين الحرمين. قال ابن الهمام: واعلم أن هذا في الصحيحين عن ابن عباس خرج 
عليه الصلاة والسلام عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديدء ثم أفطر قال الزهري: وكان 


(۱) فتح القدير ۲۷۳/۲. 
الحديث رقم :۲٠۲۸‏ أخرجه النسائي في السنن 1417/5 حديث رقم۲۲۸۵. 


ل me‏ امنيا م E‏ لل 











رک رک ری ا لصو ر ا 0 5 لص و اسان 7 ر رمس ةا ممع ر 


0 مه کتاب الف باب صوم المسافر 








)۱١(- ۹ ١‏ وعن حَمْزةً بن عمرو الأسلمىٌ» أنه قال نومير لالد ی ا ي 
5 0 8 5 5 3 ع 0 5 ١‏ ع2 5 2 01 
قوة على الصيام في السفرء فهل علي جناح؟ قال: «هي رُخصّة منّ الله عر وجل فمَنْ أخذ 
بها فحسّنٌّ» 





الفطر آخر الأمرين قال ابن الهمام وهذا مما يتمسك به القائلون» بمنع الصوم لا غيرهم باعتبار 
ما كان آخر الأمر فالحاصل التعارض بحسب الظاهرء والجمع ما أمكن أولى من إهمال أحدهما 
واعتبار نسخة من غير دلالة قاطعة فيه» والجمع بما قلنا من حمل ما ورد من نسبة من لم يفطر 
إلى العصيان وعدم البرء وفطره بالكديد على عروض المشقة خصوصاًء وقد ورد ما قدمناه من 
نقل وقوعها فيجب المصير إليه وأحاديث الجوازء أقوى ثبوتاً واستقامة مجيء وأوفق لكتاب الله 
0 سبحانه وتعالى بعد قوله: #فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر يريد الله بكم 
٠‏ اليسر ولا يريد بكم العسر € [البقرة - 185] فعلل التأخير إلى إدراك العدة بإرادة اليسر والعسر 
1 أيضاً لا يتعين في الفطر بل قد يكون اليسر في الصوم إذا كان قوياً عليه غير مستضر به لموافقة 
١‏ الناس» فإن في الائتساء”“ تخفيفاً أو لأن النفس توطنت على هذا الزمان» ما لم تتوطن على 
٠‏ غيره فالصوم فيه أيسر عليهماء وبهذا التعليل علم أن المراد بقوله: #إفعدة من أيام أخر 4 
٠‏ [البقرة - ]١84‏ ليس معناه أنه يتعين ذلك بل المعنى فافطر فعليه عدة أو المعنى فعدة من أيام» 






1 يج له التأخير» إا لأ قتا عه ام افر 

۹ - (وعن حمزة بن عمرو الأسلمي. أنه قال: يا رسول الله بل إني أجد بي قوّة) أي 
ا زائدة (على الصيام في السفرء فهل علي جناح؟) أي أثم أو بأس بابصوم أو بال (قال: هي) 
١‏ أي الافطار (رخصة) وتأنيث الضمير لتأنيث الخبر 0 الله عر وجل) فإن الصوم عزيمة منه 
0 تعالى لقوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه € [البقرة - 160] وقال الطيبي : وار 
( الضمير راجع إلى معنى السؤال» أي هل على اثم أن أفطر فائته باعتبار الخبر كما في قوله من 

| كانت ا ويحتمل أن السائل قد سمع أن الافطار في السفر عصيان كما في حديث جابر 
)| أولئك ا ا أن أصوم لأنى قري عل قال ا لان الافطان رة 
.| فلفظ الحسن يقوى الوجه الأول فإن العصيان إنما هو في رد الرخصة لا في اتيانها وقال ابن 
1 حجر: يحتمل أن مراده فهل علي جناح 5 في الفطر لاني قوي؟ والرخصة للضعيف› أو فى 

)| الصوم لأن الفطر رخصة وقد تكون واجبة وقوله هي أي تلك الفعلة أو الخصلة 0 
٤‏ وهي الأفطار في السفر وأنث ضميره» وهو رخصة ة أي تسهيل من الله عر وجل لعباده دفعاً 
١‏ للمشقة عليهم #وما جعل عليكم في الدين من حرج € وتأنيث الضمير فتأنيث الخبر (فمن أخذ 
بها) أي بالرخصة (فحسن) أي فعله حسن مرضى لا جناح عليه للحديث الآخر إن الله يحب أن 
4 

(1) في المخطوطة الاستيناس والتصويب من فتح القدير. 

| (۲) فتح القدير ؟/ 377 .۲۷٤‏ 

0 الحديث رقم :۲٠۲۹‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۷۹٠/۲‏ حديث رقم 1١1(‏ - 1171). والنسائي في 
ِ( السنن ١87/5‏ حديث رقم ۳ 

کر ا 3 5 ا فى ا ودار الا وص سل ا ور 117 اجا ال og‏ ا ا eas E‏ 


i SOTE ل ا‎ SED NR LE NI N NIY 
کے کم‎ ١ م‎ 








د و س ا ا ی 


کتاب الصوم/ باب القضاء 40۹ 








ومَنْ أحبٌّ أنْ يصومٌ فلا جُناح عليه». رواه مسلم . 
)٥(‏ باب القضاء 
الفصل الأول 


)١(- ٠‏ عن عائشة رضي الله عنهاء قالت: كان يكونُ علّىّ الصومٌ منْ رمضانَ 
فما أستطيعُ أن أقضِيّ إلا في شعبانَ. قال يحيى بن سعيد: 





يؤتى رخصة؛ كما يحب أن يؤتى عزائمه (ومن أحب أن يصوم) وفي مغايرة العبارة بين 
الشرطين» إشارة لطيفة إلى أفضلية الصوم. (فلا جناح عليه) كان ظاهر المقابلة أن يقول 
فحسن» أو فاحسن لقوله تعالى: #وأن تصوموا خير لكم 4 [البقرة - ]١44‏ بل مقتضى كون 
الأول رخصة, والثاني عزيمة أن يعكس في الجزاء بأن يقال في الأوّل فلا جناح عليه» وفي 
الثاني فحسن لكن أريد المبالغة لأن الرخصة إذا كانت حسناً فالعزيمة أولى بذلك» ولعله عليه 
السلام علم بنور النبوّة إن مراد السائل بقوله فهل علي جناح؟ أي في الصوم ويدل عليه المقدمة 
المتقدمة من قوله إني أجد بي قوة على الصيام» وكذا ما سبق من حديثه في أوَّل الباب والله 
تعالى أعلم بالصواب . (رواه مسلم) . 


(باب القضاء) 


أي حكمه وآدابه . 


(الفصل الأوّل) 

٠‏ (عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان) أي الأمر والشان (يكون علي الصوم) 
أي قضاؤه (من رمضان) وقال الطيبي: الصوم اسم كان وعلي خبره» ويكون زائدة كما في قوله 
إن من أفضلهم كان زائدة ذكر الطيبي» وتبعه ابن حجر وقال: نحو وما علمي بما كانوا 
يعملون» وتنظيره غير صحيح كما لا يخفى وكذا قوله ويصح كونها غير زائدة» لأنها تأتي 
بمعنى حضر أي كان الصوم من رمضان يحضر على أي وقت قضائه» بأن أكون طاهرة 
صحيحة. اه. وفيه أنه يصير التقدير كان الصوم يحضر الصوم» أو مرجع كان إلى غير مذكور 
ولو قيل: بزيادة كان كان له وجه من استحضار الحال الماضية لكنه لا يلائمه قولها. (فما 
استطبع) أي ما أقدر (أن أقضي إلا في شعبان» قال: يحيى بن سعيد) أحد رواة الحديث زيادة 


الحديث رقم ٠‏ أخرجه البخاري في صحيحه .١49/4‏ حديث رقم .196٠‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۲ حديث رقم ۱١۱(‏ ۔ .)۱۱٤١‏ والترمذى فى السنن ٠١۲/۳‏ حديث رقم ۷۸۳. وأحمد ف 
قم ي في e‏ ۳ 

المسند 19/8/5. 





: 





و ا 


ر عر دقام 


< عرف برعي لومب ربعو عع E‏ ملم A‏ ل ل ب ل ا ل س س 


عو ار مور 


ےک ر و کے ل ا ر وا 


e 


کی را ر ای ےد د 


E SEN 





٠‏ كتاب الصوم/ باب القضاء 





٠. و و ان‎ E 
تعني الشّغْلَ منّ النبيّ أو بالنبئ يكك. متفق عليه.‎ 


١‏ (5) وعن أبي هريرةً» قال: قال رسول الله ٤‏ بيا : «لا يحل للمرأة أن تصومٌ 
وزوجها شاهدٌ إلا بإذنفى ولا تأذّن في بيته إلا بإذنه». رواه مسلم. 





على غيره في الرواية عنها قاله ابن حجرء والظاهر أنه تفسير منه (الشغل) قال النووي: هكذا 
في النسخ» بالألف واللام مرفوع على أنه فاعل أن يمنعني الشغل. اه. والظاهر يمنعها الشغل 
(من النبي أو بالنبي بية) ومن للتعليل أي لأجله والباء للسببية» والمراد أنها كانت مهيئة نفسها 
سر له بيا لاستمتاعه في جميع أوقاتها إن أراد ذلك ذكره الطيبي» الال افا کات 
تصوم حتى القضاء كيلا تفوّت على النبي ية استمتاعه بهاء فتؤخر القضاء إلى شعبان لأنه غاية 
الامكان في تأخيره من الزمان وقال الأشرف: تعني أن النبي ية كان يصوم أكثر شعبان» على 
روي 1 كان بصم شيان ٠!‏ ناولا يتاع انها في سه آنا الاختاع ايها كود في 
الليالي» ڈ ثم أو للشك من من أحد الرواة عن يحيى على ما هو الظاهر ويمكن أن يكون للتنويع 
والشغل ا ا الشغل المانع لقضاء الصوم كان ثابتاً من جهته أو اشتغالها e‏ 
هو المانع من القضاءء وقال الزركشي: هو بالرفع بفعل مضمر أي أوجب لك الشغل أو مني 
الشخل» وهذا من البخاري بيان أن هذا ليس من قول عائشة بل مدرج من قول غيرها واستشكله 
حصي روه مسا فما نقدر أن نقضيه مع رسول الله بيه فإنه نص في كونه من قولها وفيه 
نظر. اه. (متفق عليه). 

١‏ (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يكل : لا يحل للمرأة أن تصوم) أي نفلاً لثلا 
يفوت على الزوج الاستمتاع بها. (وزوجها شاهد) أي حاضر معها في بلدها (إلا باذنه) تصريحاً 
أو تلويحاً وظاهر الحديث اطلاق منع صوم النفل» فهو حجة على الشافعية في استثناء ء نحو عرفة 
وعاشوراءء وإنما لم يلحق بالصوم في ذلك صلاة التطوّع لقصر زمنهاء وفي معنى الصوم 
الاعتكاف لا سيما على القول بأن الاعتكاف لا يصح بدون الصوم» وأما قول أصحاب الشافعي 
يجوز رجوعه عن الاذن لها في الاعتكاف المندوب لأنه لا يجب بالشروع فيه د 
في غاية من البعد إذ لا يتجه حينئذ للاذن ولمخالفة ظاهر قوله تعالى : ولا تبطلوا أعمالكم 4 
ولا يبعد أن يحمل قوله لا يحل على معنى» لا ينبغي أن تصوم قضاء رمضان» أو قضاء صوم 
النفل إذا كان الوقت متسعاًء ليكون مناسباً لعنوان الباب والله أعلم بالصواب» (ولا تأذن) بالنصب 

في النسخ المصححة عطفاً على تصوم» أي ولا يحل لها أن تأذن أحداً من الأجانب أو الأقارب 
حتى النساء ولا مزيدة للتأكيد» وقال ابن حجر: يصح رفعه خبراً يراد به النهي وحرمه على النهي . 


(في بيته) أي في دخول بيته (إلا بإذنه) وفي معناه العلم برضاه (رواه مسلم) . 





الحديث رقم :7١"١‏ أخرجه البخاري في صحيحه 9/ ۲۹۵. حديث رقم 0140. ومسلم في صحيحه ۲/ 
۱ حديث رقم .)1١77/84(‏ وأبو داود في السنن 8157/7 خديث رقم 1408. والترمذي ”/ 
١‏ حديث رقم ۷۸۲. وابن ماجه 070/١‏ حديث رقم .۱۷١١‏ والدارمي 1/۲ حديث رقم 
۰ وأحمد في المسند 11 





I SE Si ل‎ ST الس وا‎ N MT NILA SE الك‎ STL ا ال‎ SL ا ا ال اال‎ SAE 


كتاب لصوم/ باب القضاء 1 








۲ 9 (۳) وعن مُعاذةً العدّويّة: أنّها قال لعائشّة: ما بال الحائض تقضي الصُومٌ ا 
ولا تقضي الصلاءً؟ قالت عائشة: كاد يُصيبنا ذلك فَتُؤْمَرُ بقضاء الصوم ولا نُوْمَرُ بقضاء ر 


الصلاة . رواه مسلم . 


7٠8‏ (4) وعن عائشةء قالت: قال رسول الله يلهِ: «من مات وعَليه صومٌ صامَ عنه 





(وعن معاذة العدوية إنها قالت: لعائشة ما بال الحائض؟) أي ما شأنها وإنما لم 
يدخله التاء للاختصاص (تقضي الصوم) أي الذي فاتها أيام حيضها (ولا تقضي الصلاة) مع إنهما , 
فرضان تركا لعلة واحدة وهى الحيض» وفى معناه النفاس . (قالت عائشة كان) أي الشأن (يصيبنا ٠‏ 
ذلك) بكسر الكاف ويفتح أي الحيض (فنؤمر) أي نحن معاشر النساء (بقضاء الصوم) لعله لندرته ٠.‏ 
وقلته (ولا نؤمر بقضاء الصلاة) لكثرتها الموجبة للحرج في شرح الطيبي» قيل: من الأسلوب 5 
الحكيم أي دعي السؤال عن العلة إلى ما هو أهم من متابعة النص» والانقياد للشارع وفيه إنه إنما ٠.‏ 
يتم إذا كانت السائلة غير عالمة بأصل المسألة» والظاهر خلافه فكان الجواب اعتراف بالعجز عن ٠‏ 
معرفة العلة واغتراف من بحر العبودية» بالتعبد في أمور الملة فلا أدري نصف العلم #إقالوا ٠‏ 
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا © [البقرة - ]۳١‏ أو يقال إنما السائلة أرادت العلة المعلومة من 7 
جهته عليه الصلاة والسلام فبينت المسؤولة أن المسموع منه عليه الصلاة والسلام هذا لا غير والله 7 
أعلم . وهذا لا ينافي ما علل أن قضاء الصوم لا يشق لأنه لا يكون في السنة إلا مرة بخلاف قضاء ٠١‏ 
الصلاة فإنه يشق كثيراً لأنه يكون غالباً في كل شهر ستاء أو سبعاً وقد يمتد إلى عشر فيلزم قضاء 9 
صلوات أربعة أشهر من السنة وذلك في غاية المشقة» وأما قول ابن حجر أن التقدير دعي السؤال 2 
عن العلة لأنها خفية لا أهلية لك فيها إلى فهمها فهو في غاية من البعد عن فقههء إذ الصحابيات ٠١‏ 
ما كن عن فهم مثل هذا خاليات ونظير قوله قول العلامة التفتازاني حيث قال في قوله تعالى : 
«يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج € [البقرة  ]١49‏ إنه من أسلوب الحكيمء 
لأن الصحابة ما كانوا يدركون دقائق الحكم المتعلقة بالهيئة وقد تعقبه شيخ مشايخنا جلال الدين ١١‏ 
السيوطي» بأن هذا خطأ فاحش لأن من جملة السائلين معاذ بن جبل الذي قال عليه الصلاة ١|‏ 
والسلام في حقه أنه أعلم الصحابة بالحلال والحرام» وهو من الأعلام الكرام» وفيهم علي کرم ,ر 
الله وجهه الذي هو باب لمدينة العلم . (رواه مسلم) . ر 


77 (وعن عائشة قالت: قال رسول الله له : من مات وعليه صوم) أي قضاء صوم 
قال ابن حجر : لا فرق في ذلك بين أداء رمضان وقضائهء والنذر والكفارة (صام) أي كفر (عنه 3 
وليه) قال الطيبي: تأويل الحديث أنه بتدارك ذلك وليه بالاطعامء فكأنه صام والولي كل قريب ': 


الحديث رقم ۲۰۳۲: أخرجه مسلم في صحيحه 770/١‏ حديث رقم (59 - .)۳۳١‏ 1 
الحديث رقم :7١*7‏ أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 1۹۲. حديث رقم 1407. ومسلم في صحيحه ۲/ 7 
۳ حديث رقم (167- .)١1417‏ وأبو داود في السنن ۷۹۱/۲ حديث رقم .15٠٠‏ وابن ماجه | 


۱ حديث رقم ۲۱۳۳. وأحمد فى المسند 59/5. 





کک ر ا ا ا ا 0 3 عر في رد عي لهو ر ا عي ا روصي 








YS‏ كتاب الصو 1 باب القضاء 


الفصل الثانى 
۳€ - (8) عن نافع » > عن ابن عمّر رضي الله عنهماء عن النبيّ وياد قال : « 
STE‏ . رواه الترمذي» وقال : 
والصحيح أنه موقوف على ابن عمر 


على المختار» وذهب إلى ظاهره ابن عباس وقيل: هو قول أحمد وإسحاق وإن صام أجنبي باذن 
الولي جاز عند من يجوز صوم الولي وقال داود: هذا في النذر وفي قضاء رمضان يطعم عنه وليه 
ولا يصوم وقال ميرك: قد اختلف العلماء فيمن مات وعليه صوم واجب» فذهب الجمهورء إلى 
أنه لا يصام عنه وبه قال مالك وأبو حنيفة والشافعي» في أصح قوليه وأوّلوا الحديث على أنه 
| يطعم عنه وليه وذهب آخرون» إلى أن الولي يصوم عنه عملا بظاهر هذا الحديث» وبه قال 
| أحمد: وهو أحد قولي الشافعي وصححه النووي» ونقله عن جماعة من محققي الشافعية وقال 
4 من يقول بالصيام يجوز له الاطعام» ويجعل الولي مخيراً بين الصيام» والاطعام. اه. وإنما أولوا 
4 الحديث لأن القياس» وفتوى الصحابة يخالفانه وكذا الحديث الآتي وهو وإن كان موقوفاً فهو في 





حكم المرفوع» ثم لا بد من الايصاء عندنا في لزوم الاطعام على الوارث» خلافاً للشافعي وإن 
/ أوصى فإنما يلزم الوارث اخراجه إذا كان يخرج من اله لثلث فإن زاد على الثلث» لا يجب على 
: الوارث فإن أخرج كان متطوّعاً عن الميت ويحكم بجواز اجزائه كذا قاله ابن الهمام”'' و هذا كله 
0 إذا فاته شيء بعد إمكان قضائه» وأما من فاته شيء من رمضان قبل إمكان القضاء فلا تدارك له ولا 
4 ائم وأجمع العلماء على ذلك إلا طاوساًء وقتادة فإنهما يوجبان التدارك بالصوم أو الكفارة» ولو 


مات قبل إمكان القضاء . (متفق عليه) وروي أحمد وأبو داود أنه جاءت إليه عليه الصلاة والسلام 


ب امرأة قرابة لامرأة ماتت وعليها نذر شهر» فذكرت له ذلك فقال صومى عنها. 
1 (الفصل الثانى) 


614 (عن نافع عن ابن عمر عن النبي ييو قال: من مات وعليه صيام شهر رمضان› 
فليطعم عنه) على بناء ال 
وقيل : في صلاة كل يوم (مسكين) أي نصف صاع من بر أو صاع من شعير» a‏ 
(رواه الترمذي وقال : والصحيح أنه موقوف على ابن عمر) قال ميرك : انقلا عن التصحيح وقا 
لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه والصحيح الخ وقال النووي : هذا الحديث ليس بثابت» 
ثبت أمكن الجمع بينه وبين الحديث الذي قبله بحمله على جواز الأمرين قلت: يأبى عن هذا 





)١( 0‏ فتح القدير ۲۷۸/۲. 
8 الحديث رقم ٤‏ أخرجه الترمذي فى السنن ۹1/۳ حديث رقم ۸ وابن ماجه 508/١‏ حديث 





1 ESE ESS EE 


و ا ر 0 


كتاب الصوم/ باب القضاء 4 


DEO DG‏ رماتو عاط الوق وص ارو موك رو مكاي ام ال ا ا 


الفصل الثالث 


ه01 (53) عن مالكء بلغه أنَّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كان يُسألّ: هل يصومٌ 
عن أحد. رواه فى «الموطأ». 





الحمل الحديث الآتى عنه وقال ابن الملقن : هذا الحديث رواه الترمذي» وابن ماجه بإسناد 
ضعيف والمحفوظ وقفه على ابن عمرء قاله الترمذي والدارقطني والبيهقي . اه. ولا يخفى أن 
هذا الموقوف في حكم المرفوع» فإن مثله لا يقال من قبل الرأي. 


(الفصل الثالث) ٠‏ 


5 . (عن مالك بلغه أن ابن عمر كان يسأل) على صيغة المجهول (هل يصوم أحد 7 
عن أحد أو يصلي أحد عن أحد؟ فيقول لا يصوم أحدء عن أحد) أي بدلا عنه (ولا يصلي أحد ٠‏ 
عن أحد) في شرح السنة هذا مذهب الشافعي» أصحاب أبي حنيفة وذهب قوم إلى أنه يصوم |7 
عنه وليه» وبه قال أحمدء وقال الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلاً كل واحد يوماً جازء واتفق ‏ ؛ 
أهل العلم على أنه لا كفارة للصلاة وهو قول الشافعي وقال أصحاب أبي حنيفة: إنه يطعم |؛ 
عنه» وقال قوم: يصلي عنه. اه. فكأنه أراد بالاتفاق اتفاق الشافعية فإنهم اختلفوا في الصوم. 
(رواه) أي مالك (في الموطأ) وتقدم الكلام على ما يرد على المصنف في هذه العبارة قال ابن 
الهمام: وجه قول الشافعي ما في الصحيحين» عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي ية فقال أن 
إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال لو كان على أمك دين» أكنت قاضيه عنهاء 1 
قال: نعم قال فدين الله أحق قلنا الاتفاق على صرفه عن ظاهره: فإنه لا يصح في الصلاة الدين إإإ 
وقد أخرج النسائي؛ عن ابن عباس وهو راوي الحديث في سننه الكبرى إنه قال لا يصلي أحد ١‏ 
عن أحد. ولا يصوم أحد عن أحد وفتوى الراوي على خلاف مرويه بمنزلة روايته للناسخ. 8 
ونسخ الحكم يدل على اخراج المناط»ء عن الاعتبار وقد روي عن ابن عمر رضي ا 0 
نحوه أخرجه عبد الرزاق وذكره مالك بلاغاً في الموطأ قال مالك: ولم أسمع عن أحد من إٍ 
الصحابة ولا من التابعين بالمدينة أن أحداً منهم أمر أحداً يصوم عن أحدء ولا يصلي أحد عن (, 
أحد. اه. وهذا مما يؤيد النسخ وإنه الأمر الذي استقر عليه الشرع آخر”'". اه. وأما ما روي 
عنه عليه الصلاة والسلام إنه قال إن من البر بعد البر بالوالدين» أن تصلي لهما مع صلاتك 
وتصوم لهما مع صومك» مع إنه حديث معضل مرسل قيل المراد إنه يدعو لهما قال المحب 


الحديث رقم :۲٠٠١‏ أخرجه مالك في الموطأ ۳٠۳/۱‏ حديث رقم 47 من كتاب الصيام. 0 
)01( 


یی کک کے کک ی 


فتح القدير ۲۷۸/۲ ۔ ۲۷۹. 


ا ا اک و ی ل د اما و ا ی کی ييا 








ج س مح سكت ب م ست و مد مد ل لا لح ا سک 
0 كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 





(5) باب صيام التطوع 
الفصل الأول 


5 -(۱) عن عائشّةء قالت: كان رسول الله يلل يَضُومُ حتى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ 
ويُفْطِرُ حى نقول: لا يَصومْء وما رأيتٌُ رسول الله ية استكملٌ صيامٌ شهر قط إلا 


. رمضانًء وما رأيته في شهر أكثرٌَ منه صياماً فى شعبانٌ‎ ٠ 


الطبري: من متأخري الشافعية» ويصل للميت ثواب كل عبادة فعلت عنه واجبة أو مندوبة» 
١‏ وكتب أصحابنا الحنفية خاصة على أن للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغير صلاة» أو غيرها بل 
' عبارة كثير منهم إن هذا مذهب أهل السنة والجماعة. 


(باب صيام التطوع) 
أي فعله تقرباً إلى الله تعالى عن طوع» ورغبة لا عن تكليف مرتب على رهبة والله أعلم . 
(الفصل الأوّل) 


٠‏ “-_ (عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله كل) أي أحياناً (يصوم) أي 
النفل متتابعاً (حتى نقول لا يفطر) أي أبداً قال التوربشتي: الرواية في نقول بالنون» وقد وجدت 


في تعض الفسخ بالناء على الطاب كأنها تقول أنت أيها السامع لو إبصرته» والرواية ضا 
7 بنصب اللام وهو الأكثر في كلامهم, ومنهم من رفع المستقبل في مثل هذا الموضع وقال ابن 


الملك: ويجوز بياء الغائب أيضاًء أي يقول القائل. اه. وفيه تفكيك الضميرء واختلف فى 


1 تجويزه والأظهر عدم جوازه سيما في جملة واحدة من الكلام (ويفطر حتى نقول لا يصوم . وما 


رأيت رسول الله ية استكمل صيام شهر قط) هذا بمنزلة استثناء من الكلام السابق (إلا رمضان 
وما رأيته في شهر أكثر) ثاني مفعولي رأيت والضمير في (منه) له َء (صياماً) تميبز (في شعبان) 
متعلق بصياما والمعنى كان رسول الله بي يصوم في شعبان» وفي غيره من الشهور سوى 
رمضان؛ وكان صيامه في شعبان أكثر من صيامه فيما سواه كذا ذكره الطيبي. وقال بعض 
الشراح: قوله في شهر يعني به غير شعبان» وهو حال من المستكن في أكثر وفي شعبان حال 
من المجرور في منه العائد إلى الرسول الله بء أي ما رأيته كائناً فى غير شعبان أكثر صياماً منه 
كائناً في نان مثل زيد قائماً أحسن منه قاعداً أو كلاهما ظرف أكثر الأوّلء باعتبار الزيادة 


الحديث رقم 05 أخرجه البخاري في صحيحه ۲۱۳/٤‏ حديث رقم 1959. ومسلم في صحيحه ۲/ 
٠‏ حديث رقم )١١55-11/5(‏ وأخرجه أبو داود في السنن ۸۱۳/۲ حديث رقم 5474. 
والترمذي ٠٠٤١/۳‏ حديث رقم ۷۳١‏ وابن ماجه 545/١‏ حديث رقم .17٠١١‏ ومالك في الموطأ 

ن كتاب الصيا المسند .٠١١/١‏ 


"١‏ حديث رقم 5ه 








. وأحمد ذ 














نج مو روي ردي لوي لو SG‏ مو لو مو مرو موق رج لطن ري م موتح اتج و مجه مشج د ل 
كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 5 1 

وفي رواية» قالت: كان يصوم شعبانٌ كله وكان يصومٌ شعبان إلا قليلاً. متفق عليه . 1 

۷ -_ (۲) وعن عبد اللَّهِ ه بن شقيق» قال: قلت لعائشّة: أكانّ النبيٰ ييه يصوم م 


شهراً كلّه؟ قالت: ما عَلِمْتُهُ صامً شهراً كله إل رمضانٌ» ولا أَفطْرَهٌ كلّه حتى يصومٌ منه» 
جتى مضى لسبيله. رواه مسلم . ر 


۳۸( وعن عمرانَ بن خصَيْن» عن النبىٌّ ا أنه سألة» أو سأل 





والثاني باعتبار أصل المعنى» ولا تعلق له برؤيته وإلا يلزم تفضيل الشيء علي نفسه باعتبار حالة ٠‏ 
واحدة. (وفي رواية قالت: كان يصوم شعبان كله) قيل أي في اول الأمر (كان) وفي نسخة» 3 
كان (يصوم شعبان إلا قليلا) قال النووي: الثاني تفسير للأوّل» وبيان قولها كله أي غالبه. اه. ٠‏ 
وهو تأويل بعيد حمله عليه قولها في الرواية الأولى قط إلا رمضان وقيل: المراد أنه يصومه كله ٠١‏ 
فى سنة وأكثره فى سنة أخرى» فالمعنى على العطف. اه. وهو أقرب لظاهر اللفظء وقيل: ” 
كان يضوم قار مناز وتارة من آخره» وتارة بينهما قال الطيبي: ولفظ كله تأكيد لافادة 7 
الشمول» ورفع التجوّز من احتمال البعض فتفسيره بالبعض مناف له ولو جعل كان الثاني وما ٠,‏ 
يتعلق به استفنافاً ليكون بياناً اتان حالة الاتمام» وحالة غيره لكان أحسن وأعذب فلو عطف ٠‏ 
بالواو لم يحمل هذا التأويل . (متفق عليه) . 0 

۷ - (وعن عبد الله بن شقيق قال: قلت: لعائشة أكان النبي يلل يصوم شهراً كله؟ 7 
قالت: ما علمته صام شهراً کله إلا رمضان ولا أفطره) أي شهراً (كله) تأكيد له (حتى يصوم ٠‏ 
منه) أي بعضه (حتى مضى لسبيله) كناية عن الموت واللام في لسبيله مثلها في قولك لقيته : 
لثلاث بقين من الشهر تريد مستقبلاً لثلاث أي كان حاله ما ذكر إلى أن مات وفيه إشارة إلى أنه ". 
يل بعث لأداء الرسالة فلما أدّاها مضى إلى مأواه ومستقره» قال الطيبى: حتى الأولى بمعنى 
كي كقولك سرت حتى أدخل البلد بالنصب إذا كان دخولك مترقباً لما يوجد كأنك قلت: '/ 
سرت كي أدخلهاء وكان منقضياً إلا أنه في حكم المستقبل من حيث إنه في وقت وجود السير '' 
المفعول من أجله» كان مترقباً وتحريره إن حتى الأولى غاية عدم الصوم باستمرار الافطار ر 
استعقب للصوم. والثانية غاية لعدم علمه بالحالتين من الصيام والافطار والاستمرار» هو مستفاد ' 
من النفي الداخل على الماضي» والحديث وارد على هذا لأنه عليه الصلاة والسلام حين عزم ٠‏ 
أن لا يصوم الشهر كله» كان مترقباً أن يصوم بعضه وحتى الثانية غاية لما تقدمه من الجمل ر 
كلها. (رواه مسلم) . ) 

۸ - (وعن عمران بن حصين عن النبي كَل إنه) أي النبي (سأله) أي عمران (أو سأل رر 


الحديث رقم ۲۰۳۷: أخرجه مسلم في صحيحه ۸۱۰/۲ حديث رقم (119/9 ۔ .)۱٠١١‏ 

الحديث رقم ۲۰۳۸: أخرجه البخاري في صحيحه /٤‏ ۲۳۰. حديث رقم ۱۹۸۳. ومسلم في صحيحه ۲/ 
٠‏ حديث رقم (۱۹4 - .)١171‏ والدارمي في السنن ۲ حديث رقم 1757. وأحمد في 1 
المسند 4/ 555. 1 





ددع كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 
| 
رجلا وعِمْرانُ يسمعٌء فقال: (يا أبا فلانٍ! أما صُمْتَ من سرّر شعبادً؟» قال: لا. قال: 


8 
ا 


ج کت سعد جيسن ی ا می ا ا یی کو ت یی 7 چ يبت" م ا لس رن 0 ا a‏ ر E aE‏ 





1 «فإذا أَفْطرْتَ فصّمْ يومین». متفق عليه . 





رجلا) شك من الراوي (وعمران يسمع) جملة حالية (فقال) أي النبي َة (يا أبا فلان أما 
) صمت) الهمزة للاستفهام وما نافية (من سرر شعبان) بفتح السين ويكسر وكذا السرار على ما 
5 رواية أخرى » قال شاعرهم : 


© أي آخره. في القاموس السرار كسحاب من الشهر آخر ليلة منه» كسرره وسرره وفي 
مختصر النهاية قال الأزهري هو آخر ليلة لستر الهلال بنور الشمس» قال السيوطي : قال 

البيهقي : في سننه الصحيح إن سرره آخره وإنه أراد به اليوم أو اليومين»؛ الذي يستر القمر 
) وقال الفارسي: إنه الأشهر وقيل: روي صوموا الشهرء وسره فقيل أوله وقيل: مستهله 
وقيل وسطه» وسر كل شيء جوفه قال الفارسي: وقال: روي هل صمت من سرة هذا 
الشهرء كأنه أراد وسطه لأن السرة وسط قامة الإنسان قال الطيبي: السرر ليلتان من آخر 
:! الشهر سمي اليومان الأخيران من الشهر» سرر أ سرار الاستتار القمر في ليلتهما. (قال لا 
! قال فإذا أفطرت) أي اليومين الأخيرين من شعبان وقيل: إذا فرغت من رمضان. انعم 
|٤‏ يومين) ا آد ردلا عا رهي مر ندتي دإ كات المراد نه ةة القت ولا فا 
)! وجوب على التوسع في البعدية» قالوا: كان هذا الرجل أوجب على نفسه صوم يومين من ٠‏ 
)| آخر الشهرء بنذر فلما فاته قال له إذا أفطرت من رمضانء فصم يومين وقيل: لعل ذلك 
)| كان عادة له فبين له أن صيامه غير داخل في النهي عن صوم يوم أو يومين قبل رمضان 
)| فلما فاته استحب له النبي ب إن يقضيه''". (متفق عليه) قال ابن الهمام: ومما استدل به 
| الإمام أحمد على وجوب يوم الشك» ما في الصحيحين إنه عليه السلام قال لرجل هل 
م صمت من سرر شعبان؟ قال لا قال: فإذا أفطرت فصم يوماً مكانه وفي لفظ فصم يوماً 
| وفي فى الصحيحين أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام صم يوماً وأفطر يوم وإنه صوم داود 
ا وسرار الشهر آخره لاستتار القمر فيه قاله المنذري» وغيره واعلم أن السرار قد يقال: على 
/ الثلاث الأخيرة من ليالي الشهرء لکن دل قوله صم يوماً على أن المراد صوم آخرها لا 
| كلهاء وإلا قال صم ثلاثة أيام مكانها وكذا قوله من سرر الشهر لافادة التبعيض وعندنا هذا 
ا يفيد استحباب صومه» لا وجوبه لأنه معارضن. هي التقدم بصيام يوم أو يومين» فيحمل 
< على کون المراد التقدم بصوم رمضان جمعاً بين الأدلة» وهو واجب ما أمكن ويصير 


أ 


را حديث السرر للاستحباب . اه. يعني للخواص مخفياً عن العوام . 


3 


13 
7 
0 











كتاب الصوم/ باب صيام الطرع لا 


ا 





4 -(4) وعن أبى هريرةء قال: قال قال رسول الله كل: انض الضيام بعد |ا 
رمضانٌ شهرٌ الله المحرّم 1 الات 9 1 


غیره إا هذا ايز : يوم ١ E‏ 


ج 
ل 


۹ - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله بل : أفضل الصيام» بعد رمضان شهر الله) |( 
أي صيامه والاضافة للتعظيم (المحرم) بالرفع صفة المضاف قال الطيبي: أراد شر 
الله [صيام] يوم عاشوراء. اه. فيكون من باب ذكر الكل وإرادة البعض» ويمكن أن يقال , 
أفضليته لما فيه من يوم عاشوراء لكن الظاهر أن المراد جميع شهر المحرمء رفي خبر أبي داود . 9 
وغيره صم من المحرم واترك صم من المحرم» وارك لاع من المتعرم ارا ' وأما حديث ٠‏ 
صوم رجب» فقال: بعض الحفاظ : إنها موضوعة قال ابن حجر: قال ائمتنا: : أفضل الأشهر أ 
لصوم الى اليم تراغية القدرم رجت ردي ! لحي N‏ . (وأفضل الصلاة» ١|‏ 
بعد الفريضة) أي توابعها من السنن المؤكدة ويدخل في الفريضة الوتر» لأنه فرض عملي | 
واجب علمي. (صلاة الليل) أو يقال: صلاة اليل أفضل من الرواتب» من حيئية المشقا || 
والكلفة والبعد من الرياء والسمعة أو بالنسبة إليه يل على القول باستمرار الوجوب لديهء 89 
لأنه كان فريضة ثم صار سنة بالنسخ وقيل: هذه السنة أفضل السنن والله أعلم وقال النووي :. ! 
الحديث حجة بي إسحاق المروزي» من أصحابن ومن وافقه على أن صلاة اليل أفضل من | 
السئن الرواتب» لأنها تشبه تشبه الفرائض وقال أكثر العلماء: الرواتب أفضل والأول أقوى» وأوفق ٠|‏ 
لنص هذا الحديث قال الطيبي: ولعمري أن صلاة التهجدء ٠‏ لو لم يكن فيها فضل سوى قوله | ٠‏ 
تعالى : «ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً © [الإسراء - ۷۹] | 
وقوله : إتتجافى جنوبهم عن المضاجع € [السجدة - [١١‏ إلى قوله : #فلا تعلم نفس ما أخفى ١|‏ 
لهم من قرة أعين € [السجدة  ]١7‏ وغيرهما من الآيات لكفاه مزية. اه. وقيل: ارامت | 
صلاة الليل» الوتر فلا إشكال. (رواه مسلم). 

| (وعن ابن عباس قال : ما رأيث النبي ول يتحرى) التحري طلب الأخرىء‎ ٠ 
E والأولى وقيل: التحري طلب الصواب» والمبالغة في طلب شيء.‎ 
e . الخافض أي ما رأيته يبالغ في الطليء ويجتهد في صيام يوم‎ 
| (على غيره إلا هذا اليوم) أي صيامه (يوم عاشوراء) بدل أو منصوب بتقدير أعني قال الطيبي:‎ 





عد ع 


7 
2.01 
1 
3 


: 


١ 
٠| الحديث رقم 709: أخرجه مسلم في صحيحه ۸۲۱/۲ حديث رقم (1178-107). وأبو داود في‎ 
وابن ماجه ۱ ا‎ .75٠ والترمذي ۱۱۷/۳ حديث رقم‎ .۲٤۲۹ السنن ۸۱۱/۲ حديث رقم‎ 

حديث رقم VEY‏ . والدارمي ۲ ٣‏ حديث رقم .VoV‏ 1 

.۲٤۲۸ أبو داود في السئن ۸۰۹/۲ حديث رقم‎ )١( 
E .1١١1 حديث رقم‎ .755 /٤ أخرجه البخاري في صحيحه‎ : f الحديث رقم‎ 
0 .۲۲۲/۱ وأحمد فى المسند‎ .)١١7 ۱۳۱( حدیث رقم‎ ۷ 






الح ا ا ا ا ل ل ل ha Cr‏ 
EWI‏ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 





| :وهذ! الشهر» يع شه رمقنان: 





١‏ وهو اليوم العاشر من المحرم» قيل: ليس فاعولاء بالمد في كلامهم غيره وقد يلحق به تاسوعاء 
١‏ وذهب بعضهم أنه أخذ من العشر الذي هو اظماء الابل» ولهذا زعموا أنه يوم التاسع والعشر ما 
0 بين الوردين» وذلك ثمانية أيام وإنما جعل التاسع لأنها إذا وردت الماء ثم لم ترد ثمانية أيام» 
٠‏ فوردت التاسع فذلك العشرء ووردت تسعاً إذا وردت اليوم الثامن وفلان يحم ربعاً إذا حم اليوم 
١‏ الثالث» وعاشوراء من باب الصفة لم يرد لها فعل والتقدير يوم مدته عاشوراء أو صفته 
! عاشوراء. اه. قال الزركشي: وزنه فاعولاء والهمزة فيه للتأنيث وهو معدول عن عاشر للمبالغة 
| والتعظيم. اه. أي عاشر وإنما عاشر (وهذا الشهر) بالنصب أي أيامه عطف على هذا اليوم 
, (يعني شهر رمضان) تفسير من الراوي عن ابن عباس» وهذا من باب الترقي أو تقديمه للاهتمام 
به أو لتقديمه في أصل وجوب الصومء أو لكونه من أوّل السنة قال الطيبي: قوله فضله في 


1 
بعض نسخ المصابيح» فضله بسكون الضاد ويؤيده رواية شرح السنة ما كان النبي ية يتحرى 
)| صوم يوم» يبتغي فضله إلا صيام رمضان» وهذا اليوم عاشوراء فقيل فضله بدل من صيام» أي 
أ¡ يتحرى فضل صيام يوم على غيره» وبه يعلم أن المبدل منه ليس في نية الطرح دائما قال 
4 المظهر: هذا المبدل هنا ليس في حكم المنحى» لاستدعاء الضمير ما يرجع إليه نحو قولك 
)| زيداً رأيت غلامه» رجلاً صالحاً أي ما رأيته يبالغ في تفضيل يوم على يوم إلا عاشوراءء 


3 ورمضان وذلك لأن رمضان فريضة. وقال ابن الهمام: يستحب صوم يوم عاشوراءء ما لم يظن 
:| الحاقه بالواجب. اه. وأما قول ابن حجر الأصح عند أكثر أصحابناء إنه لم يجب على هذه 
| الأمة أصلا كما يصرح به حديث الصحيحين إن هذا اليوم يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه 
| من شاء فليصم» ومن شاء فليفطر”'' فمدفوع لما في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع إنه عليه 
الصلاة والسلام أمر رجلاً من أسلم أن اذن في الناس إن من أكل فليصم» بقية يومه ومن لم 
ا 0 أكل فليصم فإن اليوم 77 او وكان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان 
١‏ عليه الصلاة والسلام يصومه فلما قدم المدينة صامه» وأمر بصيامه» فلما فرض رمضان قال: 





) عليه الصلاة والسلام من شاء صامه ومن شاء تركه» فهذا صريح في الرد عليه ودليل على أنه 
4 كان أمر إيجاب قبل نسخة برمضان» إذ لا يؤمر من أكل بإمساك بقية اليوم إلا في يوم مفروض 
j‏ 5 ا ا 00 

) الصوم بعينه» وفيه بيان واضح أن ما رواه الشيخان أولا إنما كان وقوعه آخراً والله أعلم 
؛) وعاشوراء كانت فريضة» ثم نسخت برمضان يعني ولا شك أن سنة كانت فريضة أفضل من سنة 





: لم تكن. كذلك كذا قاله ابن الملك ثم قال الطيبي: وفي أكثر النسخ فضله بتشديد الضاد فقيل‎ ١ 
وليس ههنا إلا قوله يوم وهو نكرة في سياق النفي يفيد العموم والمعنى ما رأيته عليه الصلاة‎ )6 
7 


١‏ والسلام يتحرى في صيام يوم من الأيام صفته إنه مفضل على غيره إلا صيام هذا اليوم فإنه كان 


.۱۱۲۹ أخرجه البخاري في صحيحه 7414/4 حديث رقم ۲۰۰۳. ومسلم 5 حديث رقم‎ (0 ji 
.۱۱۳٣ حديث رقم ا١٠5. ومسلم ۷۹۸/۲ حديث رقم‎ ۲٤١ /٤ أخرجه البخاری فى صحيحه‎ (WD ili 








7 ل‎ a E a er2 بد‎ SG OS E NE 


ی e‏ ا ر E OD O RS,‏ ا E‏ ا 


كتاب اب لیا باب ا 8۹ 


0 -(5) وعنه» قال: حينَ صامّ رسول الله كل يوم عاشوراء وأمرٌ بصيامه قالوا: 1 
يا رسولٌ اللّهِ! إِنّه يوم يُعظمُه اليهودُ والئٌصارى. فقال رسول الله ب : «لَمْنْ بَقيتُ إلى قابل» ٠٠‏ 
لأصومَنٌ التاسِمٌ». 1 


يتحرى في تفضيل صيامه» ما لم يتحر في تفضيل غيره وهذا الشهر عطف على هذا اليوم ولا ٠‏ 
يستقيم إلا بالتأويل» إما أن يقدر في المستئنى منه فصيام شهر فضله على غيره وهو من اللف ٠,‏ 
التقديري» وإما أن يعتبر في الشهر أيامه يوماً فيوماً موصوفاًء بهذا الوصف. اه. قيل: لعل هذا ٠!‏ 
على فهم ابن عباس» إلا فيوم عرفة أفضل الأيام ودفع بأن الكلام في فضل الصوم في اليوم» ٠,‏ 
لا في فضل اليوم مطلقاً مع أن اليوم أيضاً مختلف فيه. (متفق عليه) . 1 


٤ (وعنه) أي عن ابن عباس (قال: حين صام رسول الله ييه يوم عاشوراء) روي‎ 1١ 
3 أنه َو لما قدم المدينة» مهاجراً من مكة رأى اليهود يصومون يوم العاشر من المحرم› فسألهم‎ 
٠ عنه فقالوا هذا يوم نعظمه أظفر الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وبني إسرائيل على فرعون‎ 
0 فقال النبي يَك: نحن أولى بموسى» أي بموافقته فصام عليه الصلاة والسلام ذلك اليوم (وأمر‎ 
/, بصيامه) أي أصحابه أولا بالوجوب ثم بعد النسخ بالندب» فلما كانت السنة العاشرة من الهجرة‎ 
/ تعظيمه؟ (فقال رسول الله كل : لئن بقيت) أي في الدنيا أو لئن عشت (إلى قابل) أي إلى عام‎ 
| قابل وهو السنة الآتية» (لأصومن التاسع) أي فقط أو مع العاشر فيكون مخالفة في الجملة‎ 
١١ والأول» أظهر ومع هذا ما كان تاركاً لتعظيم اليوم الذي وقع فيه نصرة الدين لأنهم كانوا‎ 
يصومون شكراً ويجوز تقديم الشكر سيما على وجه المشارفة على مثل زمان وقوع النعمة فيه !أ‎ 
بل صوم العاشر أيضاً فيه التقدم عليه إذ الفتح كان في أثناء النهار والصوم ما يصح إلا من أوّله ر‎ 
بالكلية 3 الصوم مطلقاًء والله أعلم . 35 الطيبي : لمل‎ e ر‎ 
فال ادا : قيل: ا‎ CT 
أن يضم إليه يوماً آخر ليكون هديه مخالفاً لأهل الكتاب» وذ ا لأنه وقع موقع أ‎ 
3 | وروي كن ابن عباتن إل قال : و ا والعاشر‎ E ا لقولهم‎ 
الهمام : يستحب ضوم يوم عاشوراء» ويستحب أن يصوم قبله يوماً أو بعده شا فإن أفرده فهر‎ 
مكروه للتشبه باليهود. اه. وروي أحمد خبر صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود» وصوموا إإإ‎ 


8 
0 / 


الحديث رقم £ : أخرجه مسلم في صحجيحه ۷۹۸/۲ حديث رقم ۱۱۳/۱۲۳ . وأبو داود في الست ال 
ا a‏ 





ا N‏ ا SRL‏ ا ا ا RL E‏ ال ل ا ل E‏ ا 





e‏ كتاب الصوم/ باب 25 درم 


ت روا ت 

' ۲ -(۷) وعن أمٌ المَضلٍ بنتٍ الحارثِ : أن ناسا تّمارَؤا عندّها يوم عرّفة في صيام 
رسول الله يكل فقال بعضهم: هرّ صائمٌ» وقال بعضهم : ليس بصائِم ؛ فأرسلتٌ إليه بقدّح 
لبن وهو واقف على بعيره بعرّفةٌ فشربّه . متفق عليه . 





0 


1 
5 
٣4‏ 
4 
ا 
( 
me 1 6‏ 
0 ۴۳ _ (۸) وعن عائشة» قالث: ما رأيتٌ رسول الله َة صائما فى العشر 
3 . ت 


ات لبببببببتتب 7ب ص ري تت ن 
قبله يومآء وبعده يوماً وظاهره إن الواو» بمعنى نى أو لأن المخالفة تحصل بأحدهما وأخذ الشافعي 
ار اديت فيجمعون بين الثلاثة والله أعلم . (رواه مسلم) . 
١‏ ۲ -_ (وعن أم الفضل) وهي امرأة العباس (بنت الحارث إن ناساً) أي جماعة من 
!| الناس (تماروا) أي شكوا وتباحثوا واختلفوا (عندها يوم عرفة) أي بعرفات (في صيام رسول الله 
ا لان a‏ کو ضائم) بناء :على عاد أو جلي حسن الظن به (وقال 
يق المنع بناء على الأصل» أو استدلالاً بالوقت الذي صيامه 
أ يقتضي الضعف المانم عن قزة الطاعة. والعبادة ولما يوجب متابعته عليه الصلاة والسلام من 
9 :| الحرج العام غير مختص» بذلك العام . (فأرسلت) بصيغة المتكلم (إليه بقدح لبن) لعلمه 
| بمحبته عليه الصلاة والسلام له حيث يقوم مقام الأكل والشرب» ولذا كان إذا أكل طعاماً قال 
) اللهم بارك لي فيه وأطعمني خيراً منه» وإذا كان لبناً قال اللهم بارك لي فيه وزدني منه» أو 
١‏ لمناسبة الزمان والمكان. (وهو واقف على بعيره بعرفة) الظاهر أنه كان وقت الدعاء (فشربه) أي 
| على رؤوس الملا الأعلى على اعلاء لاظهار الحكم» المشتمل على رحمته للعالمين قال ابن 
) الملك : أستحب الأكثر افطار يوم عرفة ليتقوى على الدعاءء وقال المظهر: صوم يوم عرفة سنة 
١‏ ار ااا نا الي تعن ل لماعي لاقي باكر ابرع اا رت ا 
| بعرفة وقال إسحاق بن راهويه: سنة له أيضاً وقال أحمد: سنة له إن لم يضعف وقال ابن 
الهمام : صوم يوم عرفة لغير الحاج» مستحب وللحاج إن كان يضعفه عن الوقوف والدعوات 
فالمستحب تركه وقيل : يكره وهي كراهة تنزيه» لأنه لإخلاله بالأهم في ذلك الوقت اللهم إلا 
) أن يسيء خلقه فيوقعه في محظور وكذا صوم يوم التروية لأنه يعجزه عن أداء أفعال الحج؛ 
؛) وقال ابن حجر : صومه للحاج خلاف الأولى بل قال النووي: في نكتة أنه مكروه» أي للنهي 
)ا عنه وما قيل : إن في إسناده مجهولاً يرده أن ابن خزيمة صححه وقال الحاكم : إنه على شرط 
) البخاري» وأقره الذهبي . (متفق عليه) . 


۴ - (وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت رسول الله ية صائماً في العشر) أي 














RFE OE 
والبخاري في‎ .)١١١١ - ٠٠١( أخرجه مسلم في صحيحه ۷۹۱/۲ حديث رقم‎ :۲۰٤۲ ؟ الحديث رقم‎ 
والنسائي‎ ١ وأبو داود في السنن اام حدیث رقم‎ . ۹A۸ صحيحه / . حديث رقم‎ 


14 حديث رقم ۲۲۸۹. 





انا : أخرجه مسلم في صحيحه 5 حديث رقم 19 وأبر داود في ي السئن = 


N E‏ 2 ا PE E‏ ر 


ime 


SOF 


N o Tes 





مجو 7 يي ا aro‏ 007 سد ا ديو O‏ ساي oe ae EP‏ 





قط . رواه مسلم . 


كتاب 10 باب 0 التطوع ۷1 ٤‏ 


١ وعن أبي قَتادةَ: أنَّ رجلا أتى النبي كَل فقال: كيف تصومٌ؟ فغضِبَ‎ )4(_- ٤ 


رسال الله ا من ن قوله. 


العشر الأوّل من ذي الحجة (قط) قيل دل الحديث المشهور وهو ما من أيام أحب إلى الله أن 1 


يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة؛ يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منهاء ٠‏ 


ما رأيت الخ لا ينافي كونها سنة إذ جاز أنه عليه الصلاة والسلام يصوم ولا تعلم هي وإذا : 
تعارض النفي والاثبات فالاثبات أولى ذكره الطيبي وفيه أن الاثبات أولى» على فرض الاثبات / 
وأما على احتماله فلا مع بعد أنه عليه الصلاة ا وهي لا تعلم ومن جملة الأيام؛ 7 
أوقات نوبتها وقولها قط ينفي القول''' بحمل الرؤية على الرؤية العلمية وأيضاً عدم صيامه لا . 
ينافي كونها سنة لأنها كما تثبت بالفعل» تثبت بالقول وقد حث النبي بيه ورغب في صيامهاء ٠‏ 
بما ذكر من الثواب ولعله كان يعمل ل عله الملا والسلام فيها ما يقتضي اختيار الفطر على ٠‏ 
الصوم» ولذا ما كان يصوم يوماً ويفطر يوماً مع أنه قال: أحب الصيام إلى الله صيام داود عليه :١‏ 
الصلاة والسلام ٠‏ وسيأتي في الحديث الآتي بعض ما يناسب المقام» ثم رأيت أنه روي ١‏ 
أحمد وأبو داود والنسائي أنه يلد كان يصوم تسع الحجة”"» فهو محمول على أنه كان يصومها |( 
أحياناًء وقد جاء في حديث البيهقي سيد الشهور رمضان» وأعظمها حرمة ذو الحجةء ولهذا إإإ 


قال الغزالي وغيره: إن ذا الحجة أفضل الأشهر الحرم خلافاً لمن قال إنه رجب أو المحرم :١‏ 


والله أعلم . (رواه مسلم). 0 


N 


.”> - (وعن أبي قتادة أن رجلاً أتى النبي ية فقال: كيف تصوم؟) أي أنت (فغضب اا 


رسول الله شه (E‏ أي ظهر أثر الغضب على وجهه. (من قوله) أي من قول الرجل و سوء سؤاله | 
قال النووي : قال العلماء: سبب غضبه كراهة مسألته لأنه خشي من جوابه مفسدة» وهي إنه رم 


غ 


% 


1 


ربما يعتقد السائل وجوبه أو يستقله أو يقتصر عليه والنبي ب إنما لم يبالغ في الصومء لأنه كان |, 


مشتغلاً بمصالح المسلمين وحقوق أزواجه وأضيافه› ولئلا يقتدى به كل أحد فيتضرر بعضهم» 0 


= ۸11/۲ حديث رقم .۲٤۳۹‏ والترمذي ۱۲۹/۳ حديث رقم 1755. وابن ماجه 00١/١‏ حديث اا 
رقم 8 . 


)١(‏ فى المخطوطة «الائبات). (۲) متفق عليه 
() أبو داود في السنن ۲/ ۸۱٩‏ حديث رقم .۲٤۳۷‏ وأحمد في المسند ”7588/5. 


9 
ا 
0 
ل 
ار 
2 
2 


.۳۷۵۵ البيهقي في شعب ا حديث رقم‎ )٤( 


١ 
3 
: 0 
4 


2 
3 
0 


3 


N 1‏ ۰ حديث رقم 0 





ا ا 2 





جنا ر عي ر کک رک کک کی ےا س ےک ا رحن E Es‏ ا ا ا مجع 2 e‏ وكوي ع عمد رجه 


VY‏ كتاب الصوم/ باب i‏ التطوع 








]| فلمًا رأى عمرُ غضَّبّه قآلة وَضهًا بالل راء وبالإسلام دا ونا ا تعره ال 
4 
ر غضب اللو وغضب رسوله» فجعلَ عمرٌ يُردْدُ هذا الكلامّ حتى سكن غَضِبّْهِ . فقال عمرٌ: يا 
١‏ سل اللّه! كيف مَنْ يَصومٌ الدّهرَ كلّه؟ قال: «لا صام ولا أفطرً) أو قال : «لمْ يصْمْ ولم. 


م 
ا 

0 يفطر) . 
< ايق 


€ 


N Zn 


٠‏ وكان حق السائل أن يقول كيف أصوم؟ أو كم أصوم؟ فيخص السؤال بنفسه ليجاب بمقتضى 
١‏ حاله» كما أجاب غيره بمقتضى أحوالهم. اه. وأيضاً كان صومه ٤یہ‏ لم يكن على منوال 
واحد» بل كان يختلف باختالاف الأحوال فتارة يكثر الصوم› وتارة يقله» ومثل هذا الحال لا 
)) يمكن أن يدخل تحت المقال فيتعذر جواب السؤال ولذا وقع لجماعة من الصحابة إنهم سألوا 
عن عبادته لله تعالى» فتقالوها فبلغه فاشتد غضبه عليهم» وقال أنا أتقاكم لله» وأخوفكم منه. 
١‏ يعني ولا يلزم منه كثرة العبادة بل حسنهاء ومراعاة شرائطها» وحقائقها ودقائقها وتقسيمها في 

١‏ أوقاتهاء اللائقة بها. (فلما رأى عمر غضبه) أي على السائل وخاف من دعائه عليه» خاصة 

؛' ومن السراية على غيره عامة لقوله تعالى : «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة 4 

[الأنفال ‏ 0؟] (قال) اعتذاراً منه. واسترضاء منه لقوله تعالى حكاية : «أليس منكم رجل رشيد» 

[هود ‏ ۷۸] أي حتى يأتي اوم سديد. (رضينا بالله) أي بقضائه (رياً وبالإسلام) أي بأحكامه 

١‏ (ديناً وبمحمد) أي بمتابعته (نبياً) والمنصوبات تمييزات ويمكن أن تكون حالات مؤكدات (نعوذ 
بالله من غضب الله وفضب رسوله) وذكر غضب الله تزيين للكلام وتعيين بأن غضبه تعالى» 
1 يوافق غضبه عليه الصلاة والسلام. (فجعل عمر يردد) أي يكرر (هذا الكلام) وهو رضينا الخ 
١‏ (حتى سكن غضبه) عليه الصلاة والسلام (فقال عمر: يا رسول الله كيف من) أي حال من 
/ (يصوم الدهر كله؟) أي هل هو محمود أو مذموم انظر حسن الأدب» حيث بدأه بالتعظيم ثم 
0 سأل السؤال على وجه التعميم ولذا قيل: حسن السؤال نصف العلم. (قال لاصام ولا أفطر) 
:) أي لا صام صوماً فيه كمال الفضيلة» ولا أفطر فطراً يمنع جوعه وعطشه (أو قال لم يصم ولم 
:) يفطر) في شرح السنة معناه الدعاء عليه زجراً له» ويجوز أن يكون اخباراً قال المظهر: يعني 
٠‏ هذا الشخص كأنه لم يفطر لأنه لم يأكل شيئاًء ولم يصم لأنه لم يكن بأمر الشارع. اه. وهذا 
كخبر الصحيحين لا صام من صام الأبدء لا صام من صام الأبد"» وأما خبر من صام الدهر 
). ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين”'" فرواه البيهقي وجعله العمدة في نفي الكراهة التي قال 
:) بها بعض الحنفية» وزعم أنه دليل لها ظاهر الفساد إذ معنى ضيقت: عليه أي عنه فلا يدخلها أو 
:/ لا يكون له فيها موضع» وقيل: اخبار لأنه إذا اعتاد ذلك لم يجدر رياضة ولا كلفة يتعلق بها 
:/ مزيد ثواب فكأنه لم يصم وحيث لم ينل راحة المفطرين» ولذتهم فكأنه لم يفطر قال مالك 


1 
)1١( |‏ البخاري في صحيحه ۲۲۱/٤‏ حديث رقم ۱۹۷۷. ومسلم في صحيحه ۸۱٤/۲‏ حديث رقم (145- 
١14 4‏ ). 


4 (۲) أحمد والطبرانى والبيهقى. 





كتاب الصو م/ باب صيام التطوع 


وري روم رف و يقتري بع مر ليون ررك رسيي E‏ اع اس ل 





قال: كيف مَنْ يصومُ يومَينٍ ويفطِر وا قال: «ويُطيقٌ ذلك أحد؟» قال: كيف مَنْ يصومُ | ١‏ 
یوما ويْفطرٌ يوماً؟ قال: «ذلك صومٌ داو . قال : كيف مَنْ يصومٌ يوماً ويُفطِرُ يومَينِ؟ قال: / 


الوَدِدْتٌ ي رقت ذلكَ» ٠‏ ثم قال سول الله لا : «ثلاتٰ 


والشافعي: وهذا في حق من أدخل المنهي في الصوم› وأما من لم يدخلها فلا باس عليه في |( 
صوم ما عداها لأن أبا طلحة الأنصاري» وحمزة بن عمرو الأسلمي كانا يضومان الدهر سوى ١؛‏ 
هذه الأيام» ولم ينكر عليهما رسول الله يك أو علة النهي أن ذلك الصوم يجعله ضعيفاً» فيعجز ١‏ 
عن الجهاد وقضاء الحقوق فمن لم يضعف فلا بأس عليه قال ابن الهمام : یکره صوم الدهرء ١‏ 
لأنه يضعفه أو يصير طبعاً له ومبنى العبادة على مخالفة العادة. E EE‏ 
ويفطر يوماً؟) بأن يجعل العبادة غالبة على العادة (قال ويطيق) بتقدير الاستفهام أي أتقول ذلك ر 
ويطيق (ذلك أحد) فيه إشارة إلى أن العلة في نهي صوم الدهرء إنما هو الضعف فيكون لم 
إنه أن أطاقه أحد فلا بأس أو فهو أفضل (قال) أي عمر (كيف من يصوم يونا ويفطر يوماً؟ قال ر 
ذلك صوم داود) يعني وهو في غاية من الاعتدال ومراعاة لجانبي العبادة» والعادة ا 
الأحوال ولذا قال بعض العلماء: اجتهد في العلم بحيث لا يمنعك من العمل» واجتهد في ٠١‏ 
العمل بحيث لا يمنعك عن العلم فخير الأمور أوساطهاء وشرها تفريطها وإفراطها وكذا ورد ١‏ 
أفضل الصيام صيام داود عليه الصلاة والسلام. (قال: كيف من يصوم توما ويفطر يومين؟) 5 
إبقاء للبدن عن الضعف ليتقوى على سائر العبادات. (قال وددت) بكسر الدال أي أحببت ٠‏ 
وتمنيت (أني) مع كمال قوّتي (طوقت) على بناء المفعول أي جعلني الله مطيقاً. (ذلك) أي ٠.‏ 
الصيام المذكور وقال الطيبي : أي لم تشغلني الحقرق عن ذلك حتى أصوم. فإنه كان يطيق أكثر |« 
من ذلك» فكان يواصل وقال: أبيت الحديث. اه. وفيه أن السؤال عن الصيام المذكور في |« 
جميع الأحوال» ولم يكن على وجه المداومة ذلك الوصال وهذا بظاهره يدل على أنه أفضل ا٠‏ 
ورد في الصحيحين أفضل الصيام» صيام داود كان يصوم يوماًء ويفطر يوماًء وفيهم”"© . 
أيضاً لا أفضل من ذلك" لكن قال ابن عبد السلام: أي لا أفضل لك لأن صوم الدهر أفضل» ١‏ 
لأن الحسنة بعشر أمثالها (ثم قال رسول الله 26 :) أي بعد ذلك الجواب على جهة التفضيل ا٠‏ 
والتبرع من غير السؤال (ثلاث) أي صوم الإنسان ثلاثة ة أيام حذف التاءء منها نظراً إلى لفظ | 
المميز فإنه مؤنث وقيل: بحذف المعدود وقال الطيبى: حذف التاء اعتباراً بالليالي الكشاف في ٠‏ 
قوله تعالى: #أربعة أشهر وعشراً € قيل عشراً ذهاباً إلى الليالي والأيام داخلة معهاء ولا ال 
يستعملون التذكير فيه ذاهبين إلى الأيام» يقول صمت عشراً ولو ذكرت خرجت من كلامهم. ١‏ 
اه. ونوقش بأن ما ذكره في الآية من تغليب الليالي» ظاهر لأنها معدودة من العدة وفي صمت | 


٠۱-۱۹۳ حديث رقم 19177. ومسلم في صحيحه ۸۱۷/۲ حديث رقم‎ ۲۲۰/٤ البخاري في صحيحه‎ )١( 
١ .)١ 669 


(؟) البخاري في المصدر السابق. 





A a E 7‏ ل ر رک کک رک“ رک کک 7 عع 5 E‏ معي 3 سمه ل م مه E‏ ا E‏ ل الل 


we‏ كتاب ارما 5 0 التطرع 
ص ي ص ص ي 
:|من كل شهر ورمضانٌ إلى رمضانٌ» فهذا صِيامٌ الدَّهرِ كله . صِيام بوم عرّفة اخ هل 
| الله ۾ أن يُكمْرٌ السَّنةَ التي قبلّه والسنةً التي بعده» وصيام يوم عاشوراة اهل اا 


يكرد التي قبلّه) . رواه مسلم. 


عشراً نظر ظاهر لأن الليالي لا اعتبار لها في الصوم بوجهء لأنها لا تقبله فلا وجه له فيها 
أ ويمكن دفعه بأنه الملابسة بينهما لا سيما على القول بأنه لا بد من إدراك جزء من الليالي» في ذ 
| طرفي يوم الصوم قال ابن حجر : فإن قيل: ul‏ ل 
| الشارعء فلا دخل للغة فيه أقول معرفة الصوم الشرعي من الشارع لا يمنع استعمال اللغة حيث 
| قال : : صمت عشراًء أن إيراد الليالي بالمعنى المجازي فتأل. (من كل شهر) قيل هو أيام البيض 
| وقيل : أي ثلاث يجد هذا الثواب» وهو الصحيح لحديث عائشة الآتي . (ورمضان) أي وصوم 
| رمضان» من كل سنة منتهياً (إلى رمضان) القياس انصرافهما لكن ضبط في النسخ المصححة 
غير متصرفين (فهذا صيام الدهر) أي المحمود (كله) أي حكماً لقوله تعالى : #من جاء بالحسنة 
)| فله عشر أمثالها € [الأنعام  ]١١‏ كذا قيل ولا يخفى أن الكلية الحكمية إنما هي في غير 
| رمضان» وإنما ذكر رمضان لدفع توهم دخوله في كل شهر المعنى أن صيامه كصيامه في 
الثواب» لكنه من غير تضعيف على حد #قل هو الله أحد# تعدل ثلث القرآن» قيل ثلاث مبتداً 
خبره قوله فهذا صيام الدهرء والفاء زائدة أو ما دل عليه هذه الجملة وقال الطيبي: أدخل الفاء 
في الخبر لتضمن المبتدأء معنى الشرط وذلك أن ثلاث مبتدأ ومن كل شهر صفة أي صوم ثلاثة 
أيام يصومها الرجل» من كل شهر صيام الدهر كله. قال ابن الهمام: ويستحب صوم أيام 
البيض» الثالث عشرء والرابع عشرء والخامس عشرء ما لم يظن الحاقه بالواجب” ٠‏ (صيام 
يوم عرفة» احتسب على الله أن يكفر) أي الله أو الصيام (السنة التي قبله) أي ذنوبها (والسنة التي 
بعده) قال إمام الحرمين: والمكفر الصغائر قال القاضي عياض: وهو مذهب أهل السنة 
والجماعة وأما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة أو رحمة الله قلت: رحمة الله تحتمل أن تكون 
بمكفر وبغيره وقال النووي: قالوا المراد بالذنوب الصغائرء وإن لم تكن الصغائر يرجى تخفيف 
الكبائرء فإن لم تكن رفعت الدرجات قال المظهر: وقيل: تكفير السنة الآتية أن يحفظه من 
الذنوب فيهاء وقيل: أن يعطيه من الرحمة والثواب قدراً يكون كفارة للسنة الماضية والقابلة إذا 
جاءت» واتفقت له ذنوب (وصيام يوم عاشوراء» احتسب على الله أن يكفر السنةء التي قبله) 


WESTE 


05 


O O E RES‏ ل 


a N Rid N bia N FER N aise N 7 ف‎ 


6 
| في النهاية الاحتساب في الأعمال الصالحة» هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال 
:| أنواع البر والقيام بهاء > على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو فيها قال الطيبي: كان 


Xr ins 


3 أن يقال أرجو من الله أن يكفر فوضع موضعه» احتسب وعداه بعلى الذي للوجوب على 
الوعد» مبالغة لحصول الثواب . (رواه مسلم) . 








e N Zea NX aad N an N a 


| 0 فتح القدير ۲/ ۲۷۲. 


N‏ 711بببذ-د-1000[ [ 1 1[ 1[ 10 [21203101ظظ 





- 


ت م 


A 
| كتاب د لمن باب صيام التطوع م‎ 
متخ م ا ني ص‎ 
1 وعنه» قال : شل رسول الله اة عنْ صوم الاثئين. فقال: فيه‎ )۱۰( _ ‰٥ 
7 ؤُلدْتُ» وفيه أنزل على . رواه مسلم.‎ 
| وا مُعادَة 0 1 سألث عائشة: أكانَ رسول الله ية يصومُ‎ 


سوا رواه 


2 (وعنه) أي عن أبي قتادة (قال: سَثئل رسول الله با عن صوم الاثنين) أي‎ _ ٥۵ 
١ يومه وهو بهمزة الوصل» وإنما نبهت عليه وإن كان ظاهراً لأن كثيراً من أهل الفضل يقرؤونه‎ 
0 بقطع الوصل» ولا يعرف الفصل بين الوقف والوصل» بل ولا يدري كيفية الابتداء مع ادعائه‎ 
(| الانتماء إلى الانتهاء ڈ نم اليؤال يعمل اتان أن يكون من كثرة ة صيامه عليه السلام فيه‎ 
| وأن يكون من مطلق الصيام وخصوص فضله من بين الأيام. (فقال فيه ولدت وفيه أنزل) أي‎ 
(| الوحي (علي) يعني حصل لي فيه بدء الكمال الصوري» وطلوع الصبح المعنوي المقصود‎ 
٠ الظاهري والباطني» والتفضل الابتدائي والانتهائي فوقت يكون منشأ للنعم الدنيوية والأخروية»‎ 
3 حقيق بأن يوجد فيه الطاعة الظاهرية والباطنية» فيجب شكره تعالى عليّ والقيام بالصيام لديّ‎ 
٠ لما أولى من تمام النعمة إليّء وقال الطيبي: احتيارٌ للاحتمال الثاني أي فيه وجود نبيكم وفيه‎ 
٠, نزول كتابكم» وثبوت نبوّته فأي يوم أولى بالصوم منه» فاقتصر على العلة أي سل عن فضيلته‎ 
> لأنه لا مقال في صيامه فهو من الأسلوب الحكيم. اه. وفيه أن الظاهر أن السؤال عن العلة‎ 
فيطابق الجواب السؤال» وعلى تقدير أن يكون السؤال عن نفس الصوم» فالمعنى هل يه‎ 
| فضل فحينئذ ما ذكره أيضاً فضل الخطاب لا من الأسلوب الحكيم في الحوادث» وفي‎ 
٠ الحديث دلالة على أن الزمان قد ب يتشرف بما يقع فيه وكذا المكان. ولذا قيل شرف المكان‎ 
1 بالمكين (رواه مسلم).‎ 

3 - (وعن معاذة العدوية إنها سألت عائشة أكان رسول الله كل يصوم من كل شهر ٠|‏ 
ثلاثة أيام؟ قالت : EEE‏ من أي أيام الشهر) احتراز ٠‏ 
من أيام الأسبوع (كان يصوم) أي هذه الثلاثة من أولها أو أوسطها وآخرهاء متصلة أو منفصلة ٠|‏ 
(قالت: لم يكن يبالي) أي يهتم للتعيين (من أي أيام الشهرء يصوم) أي كان يصومها بحسب ما 
يقتضي رأيه الشريف (رواه مسلم) . 


وای ات ر ی ر 








الحديث رقم ٠٠٤١‏ : أخرجه مسلم في صحيحه ۲/ ٩۰‏ حديث رقم (۱۹۸ ۔ .)١١57‏ راشة فى الد ١‏ 


١ ./ 

2 

الحديث رقم ٤١‏ ۲۰ اسيم فى IIA LS E‏ وأبو داود في ٩‏ 
السنن ۸۲۳/۲ حديث رقم .۲٤٠٠١‏ والترمذي في السنن ۳/ ٠۳١‏ حديث رقم .۷٦۳‏ وابن ماجه /١‏ | 

9 


. 86 حديث رقم‎ ٥ 


م كتاب ll‏ ات 0 التطوع 1 


« وعن أبي أيُُوبَ الأنصاريٌء أنه حدّئّه أنَّ رسولّ الله يك قال:‎ )11( 75647 |٠ 


;ا 
صامٌ رمضانٌ» ثم أتبعه ستاً منْ شُوالِء كاد كصيام الذهرِ». 
١‏ 
7٠472 ٠ ١‏ (وعن أبي أيوب الأنصاريء أنه حدثه) أي أن أبا أيوب حدث الراوي عنه أو 
) حدث الحديث ثم بینه بقوله (إن رسول لله يك قال:) على سبيل البدل قلت: والأوّل هو 
| المعوّل والمراد بالراوي عنه المذكور في السندء ويؤيده ما في نسخة وعن ابن عمرو بن ثابت 
١‏ عن أبي ي أيوب الخ (من صام رمضان ثم اتبعه) بهمزة قطع أي جعل عقبه في الصيام (ستا) أي 
“أ ستة أيام والتذكير لتأنيث المميز» أو باعتبار لياليه (من شوّال) وهو يصدق على التوالي والتفرق 
0 وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالهاء فأخرجه مخرج التشبيه 
١‏ للمبالغة والحث على صيام الست. اه. وفيه إنما يفيد المبالغة لو كان الست يقوم بانفراده مقام 
)| بقية السنةء وأما بالانضمام إلى رمضان فلا يظهر وجه التشبيه للمبالغة لأنه صيام الدهر» حكماً 
8 أ بناه على أن الحسنة بعشر أمثالهاء كما بينه خبر النسائي بسند حسن صيام شهر رمضان بعشرة 
| أشهر وصيام ستة أيام» بشهرين فذلك صيام السنة" اللهم إلا أن يقال كصيام الدهر فرضاًء 
| على ما قاله ابن حجر معللاً بقوله وإلا فلا يختص ذلك بما ذكر لما مر من حصوله بثلاثة أيام 
١‏ من كل شهرء أي نقلا. اه. وفي تعليله نظر لأنه لا يلزم من تخصيص الشارع على شيء 
4 تخصيص الحكم به» إذ مراده بيانه ترغيباً [في شأنه] وإنما كلا منافي التشبيه بناء على المشهورء 
ل ا ا أريد كصيام الدهرء حقيقة لتعين 
:: المبالغة وهو الظاهر من كلام صاحب البلاغة والله أعلم . ٠‏ وفي الحديث إيماء إلى أن صوم 
القع اديوه إنما هو إذا أفطر الأيام المنهي عنها؟ وإلا فمذموم حرام ثم الفرق بين هذا وبين 
الحديث السابق أن رمضان محسوب في هذا الحديث بخلاف الأول» فتأمل قال الشيخ محيي 
:) السنة: قد استحب قوم صيام ستة أيام من شوّالء» والمختار أن يصومها في أول الشهر متتابعة 
٠‏ أي بين الأيام الستةء بعد يوم العيد ولا دلالة للحديث على ذلك إذ التتابع المفهوم من 
) الحديث» أن يكون بين رمضان وبين الست وهو ممنوع حقيقة لنهي صوم يوم العيدء فأما أن 
:؛ يحمل على مجاز المشارفة فإنه تتابع حكماً مع وجود الفصل بيوم أو المراد به البعدية المطلقة 
. ويدل عليه حديث ابن ماجه وغيره عن ثوبان مرفوعاً» من صام ستة أيام بعد الفطر كأنه صيام 
:. السنة ثم قال وإن فرقها جاز وحكى مالك الكراهة في صيامها عن أهل العلم قال النووي: قال 
“. مالك: في الموطأ ما رأيت أحداً من أهل العلم يصومهاء قالوا يكره لئلا يظن وجوبها. اه 
. قال ابن الهمام: صوم ست من شوال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته وعامة المشايخ لم 
يروا به بأساً واختلفوا فقيل : الأفضل وصلها بيوم الفطر وقيل: بل تفريقها في الشهر وجه 


0 الحديث رقم :۲۰٤۷‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۸۲۲/۲ حديث رقم .)2١١14 - 3١4(‏ وأبو داود في 
1 السنن ۸۱۲/۲ حديث رقم 7477. والترمذي ۱۳۲/۳ حديث رقم 04. وابن ماجه 541/١‏ 
4 حديث رقم 11١7‏ والدارمي 4/7" حديث رقم 1704. 

E (0 

















0 0 9 ا وج م م ب : 0 





رواه مسلم . 1 1 
00 
الفطر واللحر.. 9 





الجواز أنه قد وقع الفصل بيوم الفطرء ؛ فلم يلزم التشبه بأهل الكتاب ووجه الكراهة أنه قد يفضى | 
إلى اعتقاد لزومها من العام لكثرة المداومةء ولا سمعنا من يقول يوم الفظر نحن إلى الآن لم أ 
1 
يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الخدنق*. أه. والظاهر أن ؛ 
التفريق أفضل فإنه يبعد به عن التشبيه الموهوم» واعتقاد اللزوم ويلتئم به كلام أهل العلوم كما | ' 
هو معلوم ثم لا يخفى أن ثواب صوم الدهرء يحصل بانضمام ست إلى رمضان» ولو لم يكن | 
في شوال فكان وجه التخصيص المبادرة إلى تحصيل هذا الأمر والمسارعة إلى محصول هذا 7 
الامو ويدل على هذا المعنى الذي ذكرناه حديث ابن ماجه الذي قدمناه والله أعلم . روك ا" 
مسلم) قال الشيخ الجزري : حديث أبي أيوب هذا لا يشك في صحته ولا يلتفت إلى كون ‏ 
الترمذي» جعله حسناً ولم يصححه وقوله في سعد بن سعيد راويه فقد جمع الحافظ أبو محمد 
عبد المؤمن بن خلف الدمياطي› طرقه وأسنده عن قريب ثلاثين رجلا رووه عن سعد بن / 
aT‏ ا ا ا 0 ويحيى وصفوان بن سليم 
و ورواه أيضاً عن النبي بلا أ بو هريرة وجابر وثوبان» والبراء بن عازب» وابن عباس |7 
وعائشة ئشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. اه. قال ميرك : أما حديث أبي هريرة» فرواه البزار ,/ 
والطبراني وإشنادمها سين وثال المنذري: أحد طرقه عند البزار صحيح» وأما حديث جابر اأ 
فرواه الطبراني وأحمد”” A ES‏ ا والنسائي ا 
وابن خزيمة في صحيحه. وابن حبان ولفظه عند ابن ماجه من صام ستة أيام بعد الفطر كان ' 
كصيام الل س ول قلي عفترا ألا ليا وان لفظ البقية فقريب منه وأما حديث ابن !1 
عباس » 6 الوا الور وأما حديث عائشة 0 ١‏ 
وم القطر») وهو آل يرم من شال اشر 000 أي أيام النحر. ويه تعيب لل ! 
لأن العاشن من ذى الحجة نحر فقطء ل ا تشريق فقط قال *' 
ابن الملك : اتفة تفقوا على حرمة صوم يوم العيد. قال الطيبى: : هذا الحديث مروي من حيث ' 


وك 





.٤٤ /۳ فتح القدير 571/5 ۲۷۲. (؟) أحمد في المسند‎ )١( 

(۳) ابن ماجه الحديث رقم ٠‏ بهذا اللفظ عن أبي أيوب وأخرج عن ثوبان الحديث رقم ٥‏ 
الحديث رقم :٠١48‏ أخرجه البخاري في صحيحه .۲۲۹/٤‏ حديث رقم 1941. ومسلم في صحيحه ۲| . 
۰ حديث رقم (877-141). وأبو داود في السئن ۸٠۳/۲‏ حديث رقم 1417. والترمذي 6/ /؛ 
۲ حديث رقم الالا. وابن ماجه ٥٤۹/۱‏ حديث رقم ۱۷۲١‏ . والدارمي ۳٤/۲‏ حديث رقم / 
MF a yor‏ 


e a لاا اي‎ O E AE RATE E EE PRES N ل‎ ES E 2 TS E 





مص د رصع برسم د 0 


رن عع دعر مو يدر يناو حرو سد تر في ابر مك جار وس حال م يه ع معيو بيه عر وک حر سجر يه ر د عر بحي ا عر لسو ب ر ع لاقل د ور 0 كا ع 
مستا ت س ادام م 


من لي ی ع ی بت ين Ae‏ با ب "لصوا ا 04 8 ت 
ا ا ت ا تست سس تامسم مهستس 


Naess 


“ 





5 1 
۹ 14 
1 
و 
ا 
ا 
ا 
ا 
1 
: 


٤‏ قبل العيد» قال ابن حجر: أما المتمتع المذكور فمعتمد مذهبنا أنه كذلك فيحرم صومه ولا 
م يصح وللشافعي» قول إنه يصح واختاره غير واحد من اتباعه لصحة الحديث فيه. . اه. وفيه أنه 
ر يحتاج إلى بيانه وإنه لو صح الحديث» لكان مذهبه بناء على قوله المشهور ولو نذر صومه لم 
ينعقد عند الأكثر وعند أصحاب أبي حنيفة ينعقد وعليه صوم يوم آخر. (متفق عليه) . 

٢‏ ۲۹۹ (وعنه) أي عن أبي سعيد (قال: قال رسول الله کل : لا صوم) أي جائز (في 
1 يومين) أي د وقتين صر أو عيدين (الفطر) بدل وهو يوم واحد (والأضحى) وهو 


2 
6 
1 
f 
7 
ا‎ 

4 
١ 
1 
6 
3 
7 

8 


)١( (‏ في المخطوطة «اعتراض». 

:| الحديث رقم :۲٠4۹‏ أخرجه البخاري في صحيحه ۳/ ۷١‏ حديث رقم 11417. ومسلم في صحيحه /١‏ 
١‏ 8 حديث رقم ١50(‏ - ۸۲۷). وأبو داود في السنن ۸۰۲/۲ حديث رقم 11917. والترمذي ؟/ 
' ۱ حديث رقم ۷۷۱ وابن ماجه 049/١‏ حديث رقم ۱۷۲۲. 1 

)| الحديث رقم :٠٠٠١‏ أخرجه صحيحه ۸۰۰/۲ حديث زقم .)١١51- ١55(‏ وأبو داود 
ES Bs .£/۲ 3 ٤‏ وابن ماجه ا 


0 


0 N. 


VA‏ کتاب ا باب اا 





)١14(- ۹‏ وعنهء قالَ: قال رسول الله يا : «لا صوْمٌ في يومَين: الفِطر 
والأضحى». متفق عليه . 


)٠١( _ ۰‏ وعن نُبِيشَةَ الهُذْلىُ» الغ قال سول الله لله كله : «أَيامْ التشريو 





المعنى» والذي يتلوه مروي من حيث اللفظ وما نص عليه . أه. وسببه أن الراوي للمرويين» 


9 واحد وقد تبعه ابن حجر لكن ليس بلازم لاحتمال تعدد السماع» قال: ولعل العدول عن قوله 


نهى عن صوم العيدين» إلى ذكر الفطر والنحر للاشعار» بأن علة الحرمة هي الوصف بكونه يوم 
فطر ويوم نحر والصوم ينافيهما. . اه. وفيه أن العيد أيضاً ليس ببعيد أن يفيد فإن الصوم فيهء 
كأنه اعراض“ عن ضيافة الله تعالى لخلقه وفيه أيضاً محافظة على انتهاء رمضان دفعاًء لتوهم 
وجوب الزيادة وفي شرح السنة اتفق أهل العلم» > على أن صوم العيد لا يجوز وفي شرح السنة» 
اختلف العلماء في جواز صيام أيام التشريق للمتمتع إذا لم يجد الهدي» واتفقوا على حرمته 
لغيره . اه. ولا فرق في ظاهر الحديث بين المتمتع وغيره ولا يجوز صوم المتمتع عندنا إلا 


ا 
(الهذلي) بضم الهاء وفتح الذال المعجمة (قال: قال رسول الله كلد : أيام التشريق) وهي ثلاثة 
أيام تلي عيد النحرء > كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقذدونها ويبسطونها في الشمس 
ليجف لأن لحوم الأضاحي› كانت تشرق فيها بمنى وقيل: سميت به لأن الهدي والضحايا لا 


١1 حديث رقم‎ 
TER YTS EN EOS ال‎ 











يام أل وشرْبٍ وذكر الله؛. رواه مسلم. 


°01 - (15) وعن أبي هريرةًء قال : قال رسول الله كلا : الا يصو أحذكم يوم 
الجمعة إا اَن يصوم م قبلّه أو يصوم بعدّه) . 





تنحر» حتى تشرق الشمس أي تطلع» كذا في النهاية . ایام اکل وشرب) وفيه تغليب لأن وم | 
النحر أيضاً يوم أكل وشرب بل هو الأصل» والبقية أتباعه. قال ابن الملك: اتفقوا على حرمة “ 
صومها وإنما حرم صوم يوم العيد» وأيام التشريق لأن الناس أضياف الله فيهاء وقال ابن 
ا ويكره صوم يوم النيروزء والمهرجان لأن فيه تعظيم أيام نهينا عن تعظيمهاء فإن وافق ر٤‏ 
يوماً كان يصومه فلا باس . (وذكر الله) بالجر وهذا إشارة إلى قوله تعالى : «واذكروا الله في ٠!‏ 
أيام معدودات € [البقرة - ]۲٠۳‏ قال الأشرف: وإنما عقب الأكل والشرب» بذكر الله لعلا 
يستغرق العبد في حظوظ نفسه» وينسى في هذه الأيام حق الله تعالى. (رواه مسلم) ورواه أحمدا 
قال ابن الهمام : N O EO‏ 
يصيح أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب» وبعال أي أيام وقاع وأخرجه م 
الدارقطني» > من طريق أبي هريرة وأخرج أيضاً عن عبد الله بن حذافة السهمي قال بعثني رسول| 
الله بي على راحلة أيام منى أنادي أيها الناس» إنها أيام أكل وشرب» وبعال. وأخرج ابن 85 
شيبة في الحج» وإسحاق بن راهويه أنه بعث رسول الله ل علياً ينادي أيام منى أيام أكل أ 
وشرب› وفي صحيح مسلم عنه عليه الصلاة والسلام قال أيام التشريق أيام أكل وشرب» زاد 
في طريق آخر وذكر الله . اه. ملخصاً. وفي شرح السنة اختلف العلماء في جواز صيام أيام 
التشريق ى للمتمتع إذا لم يجد الهدي واتفقوا على حرمته لغيره ه انتهى ولا فرق في ظاهر الحديث | ر 
بين المتمتع وغيره ولا يجوز صوم المتمتع عندنا إلا بعد العيد قال ابن حجر : أما المتمتع ألا 
المذكور فمعتمد مذهبنا أنه كذلك فيحرم صومه ولا يصح لك في قول إنه يصح واختاره غير ا 
واحد في اتباعه لصحته الحديث فيه انتهى وفيه أنه يحتاج أي بيانه وإنه لو صح الحديث لكان |ل! 
مذهبه على قوله المشهور. 

۲۰۵۱ - (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله کل : لا يصوم أحدكم يوم الجمعة) نفى 
معناه نهى وهو للتنزيه (إلا أن يصوم قبله) يوماً أو أكثر (أو يصوم بعده) ولو يوماً قال ابن 
الهمام : ولا بأس بصوم يوم الجمعة منفرداً. عند أبي حنيفة ومحمد [رحمهما الله تعالى] وقال||! 
الشيخ التوربشتي بشتي: قد سئلت عن وجه النهي عن صوم يوم الجمعة منفرداًء فأعلمنا الفكر فيه | 
مستعيناً بالله تعالى فرأينا أن الشارع لم يكره ه أن يصام منضماً إلى غيره» وكره أن يصام وحده|ا! 
فعلمنا أن علة النهي» > ليست للتقوى على اتيان الجمعة وأقام الصلاة والذكرء ا 


7 










مني نه 


ل 
1 


> ر 


0 


ا 


< 
31 


1 
)1( فتح القدير .V/۲‏ (؟) فتح القدير ۲/۲ 


3 

الحديث رقم 5١6١‏ : أخرجه البخاري في صحيحه 77/4 حديث رقم ١980‏ . ومسلم في صحيحه /١‏ | 
١‏ حديث رقم 0 )١١55-‏ وأبو داود في السنن 0م حديث رقم .517١‏ والترمذي l/r‏ 

48 حديث رقم .۷٤۳‏ وابن العا الل ا . وأحمد في المسند 508/7.: 1 











متك 2 5 ا ا ی ا 
ا SEEN. N aaa N aN Dake‏ ره هود لد RIN LRN ARE aN EN.‏ اج ياج را سر 000 TVET‏ 








امع رمعي e‏ ماد ماد کک س 

| كتاب الصوم/ با‎ A li 

۳ ب 007 ب e‏ تارم 
0 

ْ متفق عليه 

ا ۲ _ (۱۷) وعنه» قال: قال ل الله لا : لا تختَصوا ليله الجمعة بقيام من 
١‏ بين اللياليء 
الناس إذ لا مزية في هذا المعنى بين من صام الجمعة والسبت وبين من. صام الجمعة وحده» 
| فعلمنا أنه بمعنى آخر وذلك المعنى والله أعلم لا يخلو من أحد الوجهين» على ما تبين لنا 
0 أحدهما أن تقول كر يها يوع الجا اها بالصوم لأن البهود يرون اختصاص السبت 
8 بالصوم تعظيماً له والنصارى يرون اختصاص الأحد بالصوم تعظيماً له ولما كان موقع 
i‏ الجمعة من هذه الأمة موقع اليومين من احدى الطائفتين [أحب] أن يخالف هدينا هديهمء فلم 
1 ير أن نخصه بالصوم والآخر أن نقول إن النبي َيه لما وجد الله سبحانه قد استأثر الجمعة 
بفضائل لم يستأثر بهاء غيرها من الأيام على ما ورد في الأحاديث الصحاح» وجعل الاجتماع 
0 فيه للصلاة ا الم ب ا اد ا 
2 ال > فلم ب أذ هه نامس الأعدال ی ا . اه. وهواغاية التخقيق 
)) ونهاية التدقيق والوجه الأوّل» هو المعقول لأنه على المقصود د أولى لكن لا يظهر وجه نهي 





اختصاص ليلته من بين الليالي بالقيام مع أنه منهي عنهء كاختصاص يومه بالصيام ولعل الوجه 
أن لا تقتصر أمته على صيام نهاره» من بين الأيام وأن لا تنحصر همتهم على قيام ليلته من بين 
الليالي فإنه كان يجر إلى هجران سائر الأوقات عن إتيان الطاعات» والعبادات بل أراد الشارع 
ان ياخذوا من عل وف حه من الضيام:والقيام ول يخصوا كل نوع من العبادةء ببعض الأيام 
كما هو دأب العوام هذا والاعتراف بالعجز عن إدراك الحكم الربوبية أولى» والاعتراف للتعيد 
بالأخذ بظواهر الأحكام أعلى وأغلى. (متفق عليه 


YoY‏ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله له : لا تختصوا ليلة الجمعة. 
بقيام) قال ابن حجر : أي صلاة والظاهر أن القيام أعم في المعنى المراد. (من بين الليالي) قال 
النووي: في هذا الحديث نهي صريح عن تخصيص ليلة الجمعة بصلاة من بين الليالي؛ وهذا 
متفق عليه واستدل به العلماء» على كراهة هذه الصلاة المبتدعة المسماة بالرغائب» وقد صنف 
العلماء مصنفات فى تقبيحها وتضليلء واضعها" . اه. ولعل وجه النهي عن زيادة العبادة على 


(۱) فتح القدير ۲۷۲/۲. 

الحديث رقم :7١617‏ أخرجه مسلم في صحيحه 8١١/1‏ حديث رقم .)١١54  ۱٤۸(‏ 

(۲) التعريف بصلاة الرغائب وصورتها: قال الغزالى فى الأحياء: «أما صلاة رجب: فقد روي بإسناد عن 
رسول الله ي أنه قال : هما من أحد يصوم أول خميس من رجب» ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة 
اثتتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و إنا أنزلناه في 


ليلة القدر » ثلاث مرات. و قل هو الله أحد € اثنتي عشرة مرة فإذا فرغ من صلاته صلى على ج . 








A ل‎ 





E E موسو عمط بح ب لامي د م بسي‎ N TEL بصي رمسو مر مسو عر وساي ا‎ ST NUR NEL SL او‎ si iE 


كتاب الصوم/ باب صيام التطوع ۸۱ 1 


العادة في ليلة الجمعة إبقاء للقوي. على القيام بوظائف يوم الجمعة والله أعلم (ولا تختصوا يوم إا 
الجمعة» بصيام من بين الأيام) قال الطيبي: يوم نصب مفعول بهء كقوله ويوم شهدناه !! 
والاختصاص لازم ومتعد وفي الحديث متعد قال المالكي المشهور: في اختص أن يكون موافقا رأ 
لخص في التعدي إلى مفعول» وبذلك جاء قوله تعالى: #يختص برحمته من يشاء € [آل ': 
عمران  »]۷٤‏ وقول عمر بن عبد العزيز ولا يختص قوماً وقد يكون اختص مطاوع خص فلا رأ 
يتعدى كرات عات a‏ فاختصصت به. اه. ري د الكلام صدر الحديث ار 
وهو لا ت تختصوا ليلة الجمعة» كما لا يخفى لكن تبعناه مراعاة للفظ ولعل في نسخته تقديم إا 
وتأخير فيكون أيضاً محافظة على أصله وأما قول ابن حجر يوم الجمعة مفعول به نحو قوله !' 
تعالى #يخافون يوماً € [النور ‏ ۳۷] فالظاهر أن تقديره عذاب يوم لأن اليوم لا يخاف أ 


= سبعين مرة. يقول: اللهم صلي على محمد النبي الأمي وعلى آله» ثم يسجد ويقول في سجوده الأ 
سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر ا 
وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم ثم يسجد سجدة أخرى ويقول فيها مثلما في ٠‏ 
السجدة الأولى. ثم يسأل حاجته في سجوده فإنها تقضى). قال رسول الله كَلهِ: «لا يصلي أحد هذه ٠‏ 
الصلاة إلا 0 الله تعالى له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال ٠٠‏ 
وورق الأشجار› ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بنيه ممن قد استوجب النار». 7 
نشأتها : جاء في «كشف الظنون». اختلق بعض الكذابين في القرن الثالث حديثاً في فضلها ثم اشتهر / 
في القرن الرابع وممن نص على فضلها أبو طالب الهاشمي وتبعه الغزالي معتمداً على الحديث ٠‏ 
الموضوغ. 0 
قال ابن الصلاح: هذه الصلاة شاعت بعد المئة الرابعة ولم تكن تعرف وقد قيل إن منشأها في بيت ٠‏ 
المقدس والحديث الوارد بها بعينها وخصوصها ضعيف ساقط عند أهل الحديث ثم منهم من يقول ٠‏ 
هو موضوع. وذلك الذي نظنه ومنهم من يقتصر على وصفه بالضعف. ولا يستفاد له صحة من ذكرا 
رزين بن معاوية إياه في كتابه في «تجريد الصحاح». ولا من ذكر صاحب كتاب «الأحياء» له. 
حكمها: بين العلماء أنها بدعة وأن حديثها موضوع ومن هؤلاء: أبو القاسم شهاب الدين عبد 
الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي شيخ دار الحديث الأشرفية. وألف في إبطالها . 
كتابأ سماه «اللمع». 1 
بو الخير. قطب الدين محمد بن محمد بن الخضيري الزبيدي الدمشقي الشافعي وألف كتاياً سماه . 
تحفة الحبائب بالنهى عن صلاة الرغائب» ومن العلماء الذين أفتوا ببطلاتها وببدعيتها مساجلة بين ” 
ابن الصلاح والعز بن عبد السلام. ذكرها اليافعي في «مرآة الجنان» قال: وقع بينه - العز بن عبد 
السلام ‏ وبين شيخ دار الحديث الإمام أبي عمر وابن الصلاح في ذلك منازعات ومحاربات < 
شديدات. وصنف كل واحد منهما فى الرد على الآخر. واستصوب المستشرعون المحققون مذهب 2 
الإمام ابن عبد السلام في ذلك. وشهدوا له بالبروز بالحق والصواب في تلك الحروب والضراب». 
ويروى أن ابن الصلاح رجع عن رأيه في هذه القضية إلى ما هو الأجدر بعلمه وفضله وتقواه. 
6 مساجلة علمية ب بين الإمامين الجليلين العز بن عبد 0 وابن الصلوج حول صلاة الرغائب!؛' 


م7 ج 
2 یال ان 


AY‏ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 





إلا أن يکو في صوم يصومه أحذكم» . رواه مسلم . 





وقولهم يوم مخوف أي مخوف فيه أو على المجاز مبالغة. (إلا أن يكون في صوم) تقديره إلا 
أن يكون يوم الجمعة» واقعاً في يوم صوم (يصومه أحدكم) أي من نذر أو ورد والظاهر أن 
الاستثناء من ليلة الجمعةء كذلك ولعله ترك ذكره للمقايسة, والله أعلم ووجه النهي عن 
الاختصاص قد تقدم» وقال المظهر: هنا قيل: علة النهي» ترك موافقة اليهود في يوم واحد من 
بين الأسبوع» يعني عظمت اليهود السبت فلا تعظموا الجمعة خاصة بصيام وقيام وأقول لو 
كانت العلة مخالفة اليهودء لكان الصوم أولى لأنهم يستريحون فيه» ويتمتعون بالأكل والشرب 
ومصداقه حديث أم سلمة في الفصل الثالث» من هذا الباب. اه. وفيه أن المقصود وجود 
المخالفة لهم في تعظيم يومهم المعظم عندهم» بأي نوع من أنواع الاختصاص»› ولو كان عبادة 
ومخالفة لهم من وجه آخر مع أنه ورد لا تصوموا يوم السبت» إلا فيما افترض عليكم» وظاهره 
أن النهي لمخالفتهم ولعلهم»› طائفتان والله أعلم ثم قال ولكن العلة ورود النص وتخصيص كل 
يوم بعبادة ليس“ ليوم آخر فإن الله تعالى قد استأثر الجمعة بفضائل لم يستأثر بها غيرهاء 
فجعل الاجتماع فيه للصلاة فرضاً على العباد في البلاد فلم ير أن يخصه بشيء من الأعمال 
سوى ما خص به ثم خص بعض الأیام» بعمل دون ما خص به غيره ليختص كان منها بنوع من 
العمل ليظهر فضيلة كل ما يختص به. اه. فيه أن استيثار الجمعة بفضائل كثيرة لا يقتضى منع 
الصوم فيها ليس من الله بمستنكرء أن يجمع العالم في واحد مع أن النهي ليس على اطلاقهء 
نعم لو كان النهي مطلقاً لكان الوجه أن يقال نهاهم تهويلاً وتسهيلاً للأمر عليهم» كما قيل في 
:. كراهة صوم يوم عرفة أو يقال تشبيها بيوم العيدء فإن الجمعة عيد المؤمنين من الفقراء 
۲ والمساكين؛ ولذا سمي في الجنة بيوم المزيد لحصول الحسنى والزيادة فيه للمريد لكن حيث 
+ استثنى الشارع ضم يوم قبله» أو بعده تحيرت الأفكار واضطربت النظار والله أعلم بالأسرار 
(رواه مسلم) وجاء في خبر مسلم أيضاً أن جابراً سئل أنهى النبي يي عن صوم يوم الجمعةء 
قال نعم ورب الكعبة وورد”" في خبر صحيح يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم» يوم 
صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده"» وأخرجه الحاكم““ بلا استثناء قال الذهبي: في إسناده 
مجهول» لكن له شاهد في الصحيحين وفي حديث ضعيف يوم الجمعة عيدنا أهل الإسلام 
فيتحصل من مجموع الأحاديث أنه عليه الصلاة والسلام نهى تهويناً على أمته فإنه رحمة 
للعالمين» ولما كلفوا بعبادات فيه خاف عليهم أن تضموا إليها الصوم فيعجزوا عنها بالكليةء 
وهذه الحكمة في كون هذه الملة هي السمحاء الحنيفية» فمنعهم عن إفراده بالصوم نظراً إلى أنه 
عيد لهم» فيناسبه الأكل والشرب المنافي للعيد المقتضي للاعانة على الطاعة فكأنهم جعلوا 
اليوم يومين والوقت عيدين فاستحقوا للأجر مرتين لئلا يعلم أهل الكتاب» مع ما فيه من 
المخالفة للمخالفين كما سبق ولذا قيل العلة فيه أن لا يبالغ في تعظيمه» كاليهود في السبت» 


7 (1) في المخطوطة «ليس». (۲) مسلم في صحيحه ۸۰۱/۲ حديث رقم 11417. 


ا 


5 


(5) الحاكم في المستدرك .٤۳۷/١‏ 











۴۳ -_ (18) وعن أبي سعيدٍ الحدريّ قال: قال ورل الله َة : «من صا يما 1 


في سبيل الله بعد الله وجهّه عن الئّارٍ سبعِينَ خريفاً». متفق عليه . 


والنصارى في الأحدء وقيل : لثلا يعتقد وجوبه فيكون حينئذ نظير النهي عن صم يوم الشك»› حيث أ( 
لا يكره إذا كان وافق يوماً اعتاده أو ضم إليه يوماً قبله» أو لم يقصد به رمضان فيظهر حينئذ وجه قوله ١‏ ر 
عليه الصلاة والسلام إلا أن يصوم يوماً قبله» أو بعده أو يكون في صوم يصومه أحدكم . 1 


٠ (وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ب : من صام يوماً في سبيل الله)‎ 5٠5 
0 ١ أي من جمع بين الصوم ومشقة الخزوء أو معناه من صام يوماً لوجه الله . (بعد الله وجهه) أي‎ 
2 ذاته (عن النار سبعين خريفاً) أي مقدار مسافة سبعين سنة (متفق عليه) في النهاية الخ‎ 
1 الزمان المعروف» ما بين الصيف والشتاء ويراد به السنة لأن الخريف» لا يكون في السنة إلا‎ 
ْ ٠ مرة واحدة فإذا انقضى الخريف» انقضى السنة قال الطيبي: وإنما خص بالذكر دون سائر‎ 
7 الفصول» لأنه زمان بلوغ حصول الثمار» وحصاد الزرع» وسعة العيش قال ابن حجر: كان‎ 
قائل هذا فهم أن المراد من الخريف» ما هو مشهور عند العرب وهو فصل الصيف» دون إا‎ 
/ الخريف عند أهل الحساب وهو ما أوّله الميزان لأن هذا ليس فيه شىء من ذلك. اه. وهو‎ 
!! غريب منه إذ كيف يخفى مثل هذا على الفاضل العلامة ولم يوجد في بلاده فلاح ولا جلف»‎ 
, إلا ويعرف الخريف من الصيف مع أن كلام صاحب النهاية نهاية في الدلالة على أنه لم يره‎ 
الصيف» ولا شك أن ظهور الأزهار والثمار لا يكون مبتدأ إلا من [أوّل] الحمل منتهياً إلى ب‎ 
الصيف فإذا دخل الخريف» خرف الثمار أي جنى وهذا هو وجه التشبيه» ففي القاموس خف‎ 
كأمير ثلاثة أشهرء بين القيظ والشتاء يخترف فيه الثمار فهذه كتب لغة العرب» ناطقة بأن أ‎ 
الخريف عندهم ما أله الميزان وهو زمان انتهاء الأثمار» والفواكه وكأنه بانتهائه يتتهي السنة لأن ا‎ 
ما بعده ليس إلا البرد وهو عدر لا يعد زمانه من العمر» وأما ما ذكره من أن الخريف عند (؛‎ 
العرب هو الصيف فلا يعرف له أصل» [ولعله] بناء على أنه وقت كثرة الفواكه وعين زمان اكثار (؛‎ 
ا‎ ١ الثمار» ولا مشاحة في الاصطلاح لو صح وأما المعروف عند أهل الحساب» وغيرهم من‎ 
5 : العرب والعجم ما ذكرنا والله أعلم ثم العجمي» > لو أخطأ في معرفة كلام العرب ليس بعجيب‎ 
١ إنما الغريب من العربي أن لا يفهم كلامهء ولا يرتب نظامه ولذا مدحوا بقوله كَل لو كان العلم‎ 
:! في الثريا لناله رجال من فارس» ولقد ظهر مصداق قوله عليه الصلاة والسلام المتضمن لكرامته‎ 
٠٠ أن العلوم الشرعية فضلاً عن سائر الفضائل العقلية» انتهت تحقيقاتها إلى علماء العجم من أئمة‎ 
التفسير والحديث» والفقه والعقائد وغير ذلك حتى قيل: انتقل العلم من العرب إلى ا‎ 
. يعد إليهم‎ 


الحديث رقم ۲۰۵۲۳ : أخرجه البخاري في صحيحه 5. حديث رقم .7584٠‏ ومسلم في صحيحه r‏ 
۸ حديث رقم (174- .)١157‏ والترمذي في السنن ۱٤۳٩/٤‏ حديث رقم e ١177‏ 
السنن ١77/5‏ حديث رقم .۲۲٤٤‏ وابن ماجه 541/١‏ حديث رقم .17١7‏ والدارمي E‏ 

ا شيفم E‏ 





0 84 ظ ) كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 


)١19(« 14‏ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص» قال: قال صل الله ييه : «يا عبد 


أ الله! ألم احبر أك تصومٌ الها وتقومٌ الليلَ؟؛ فقلتٌ: بَلى يا رسول اللا قال: «فلا تفعَلْء 
:صُعْ وأَفْطِزء وقُمْ ونّمْء فإنَّ لجَسدِكَ عليكٌ حقاً؛ وإِنَّ لِعينك [ عليكَ ] حقاًء وإِنَّ لزوجكٌ 
. عليكَ حم وإِنَّ لرَؤرك عليكَ حقاً. لا صامّ منْ صامٌ الذَهرَ. 





415 (وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله َك : يا عبد الله) يحتمل 


2 العلمية الوصفية (ألم أخبر) على بناء المجهول (إنك تصوم النهار) أي ولا تفطر (وتقوم الليل) أي 


. الصلاة والسلام إنما أخبر عما فعله من الصيام» والقيام كأنه قيل ألم تصم النهار؟ ألم تقم الليل؟ 


فقال بلى. اه. وكأنه يقول [إن] إن الصحابي لم يدر أنه بء هل أخبر أم لا فكيف يقول بلى فإن 
.. معناه بلى أخبرت والظاهر أن الاستفهام للتقرير» وحمل المخاطب على الاقرار فقال بلى سواء 
.. يكون المخبر الوحي أو غيره لمطابقته الواقع في نفس الأمر (قال فلا تفعل) فإنه مضر لك لأنهما 
. يؤديان إلى ضعف البدن» المفضي إلى ترك بعض العبادات الضرورية» ولو في آخر الأمر من 
2 العمر. (صم) وقت النشاط وهو لا يكون إلا في بعض الأيام» أو وقت طغيان النفس لتنكسر 
.. سورتها (وأفطر) وقت السآمة والملالة وخمود النفس» وكسر شهوتها أو صم أيام الفواضل لإدراك 
. الفضائل وأفطر في غيرها لتقوية البدنء وتحسين الأخلاق والشمائل. (وقم) أل الليل [وآخره] 
ر (ونم) ما بينهما واسمع نصيحة الطبيب الحبيب من غير معرفة العلة» فكيف وقد بينها بقوله؟ (فإن 


لحسدك عليك حقاً) بمحافظة الأكل والشرب والقيام» والنيام لأنه يحصل بصيام الأيام» وقيام 
1 الليالي على وجه الدوام انحلال للقوى واختلال للبدن عن النظام فلا يجوز ذلك اضاعته بتفريطه» 
7 واضراره بافراطه بحيث تعجز عن أداء العبادات وقضاء الحقوق في الحالات والحاصل اعتدل في 


TO 


٤‏ الأمور كلها. (وإن لعينك) قيل لباصرتك وقيل لذاتك (عليك حقاً) والأوّل أولى لأن التأسيس 
أقوى من التأكيد ثم من المعلوم نقصان قوّة الباصرة من النوم والسهر (وإن لزوجك) أي لامرأتك 


, (عليك حقاً) أي من الاستمتاع» فيفوت بالصيام والقيام الاضطجاع» والانتفاع (وإن لزورك) بفتح 
الزاي وسكون الواو أي لأصحابك الزائرينء وأحبائك القادمين (عليك حقاً) أي وتعجز بالصيام 
١‏ والقيام عن حسن معاشرتهمء والقيام بخدمتهم ومجالستهم إما لضعف البدن أو لقوّة سوء الخلق» 
قال في النهاية : الزور في الأصلء مصدر وضع موضع الاسم كصوم» ونوم بمعنى صائم ونائم 
, وقد يكون الزور جمعء الزائر كركب جمع راكب. اه. وقيل: الزور اسم جمع بمعنى الضيف 
. (لا صام) قال النووي يحتمل أن يكون خبراً وأن يكون دعاء كما مر. اه. والأوّل هو الأظهر (من 
صام الدهر) لعدم لحوق مشقة ما يجدها غيره باعتياده الصوم» قال القاضي : فكأنه لم يصمء لأنه 


الحديث رقم :1١94‏ أخرجه البخاري في صحيحه /٤‏ ۲۱۷. حديث رقم .۱۹۷١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۲ حديث رقم (۱۸۲ - )١1594‏ وأبو داود في السئن ۲ حديث رقم 51717. والنسائي /٤‏ 
۰۹ حديث رقم ۲۳۸۹. والنسائى ۲۰۹/٤‏ حديث رقم ۲۳۸۹. 








e‏ جا ا O ST‏ 1 مص N‏ مقي ماي طني ار لعا بذ ف الوا رز لمك ارون ا الوك ا وال E‏ ا 


كتاب الميوم/ باب صيام التطوع م أ 
سك ا 
صوم م ثلاثة ام من کل شهرٍ صومٌ الدهر كله. ار يام ؟ واقرأ القُرآنَ في كل :١‏ 
شهر» . قلت * إني أطيقٌ أكثرٌ من ذلك . قال : صُمْ أفضل الصّوم صومٌ داود : نيام و 1 
وإفطار يوم . زارا فق کل سيم لال مرت E‏ متفق عليه . 
الفصل الثان 2 

0 7 

)35١( 6‏ عن عائشةً رضي الله عنهاء قالث: كان رسول الله بي يَصُوم 3 

إذا اعتاد ذلك لم يجد منه رياضة وكلفة يتعلق بها مزيد ثواب. قال الطيبي : هذا التأويل يخالف 0 
سياق الحديث» لأن السياق في رفع التشديد» ووضع الأصر ألا ترى كيف نهاه أولاً عن صوم 4 
الدهر كله» ثم حثه على صوم داود فالأولى أن يجري لا صام على الأخبار لأنه ما امتثل أمر 1 
الشارع» ولا أفطر لأنه لم يطعم شيئاًء كما سبق في حديث أبي قتادة. اه. والتعليل بصيامه 7 
الأيام المنهية في غاية من البعد»ء لعلمهم بحرمة صيامها والشارع ما بنفي صوم الدهر مطلقاًء 7 
لاحتمال صيام الأيام المنهية لأنه لو أراد هذا المعنى لأكد النهي عن صيامها بالخصوص» 7 


فالأظهر كما يدل عليه السياق من السباق واللحاق سواء كان اخباراً أو دعاءً أنه للحوقه ضرر ' 
الضعف» عن سائر الحقوق الواجبة ولعل هذا هو وجه الحكمة في ايجاب صوم شهرء فقط | 


على الأمة ولذا قال: #يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر € [البقرة  .]۱۸١‏ وقال: 
«وما جعل عليكم في الدين من حرج 4 [الحج ‏ ۷۸]. وقال بي : عليكم بالملة الحنيفية 
السمحاءء وروي عليكم بدين العجائزء ولا تشددوا فيشدد الله عليكم. وغير ذلك مما لا يعد 


ولا يحصى من الأدلة. (صوم ثلاثة أيام من كل شهر) مبتدأ خبره (صوم الدهر) لأن الحسنة أ 
بعشر أمثالها. (كله) أي حكماً وهو بالجر تأكيد للدهر (صم) أي أنت بالخصوص: ومن هو في 0 
المعنى مثلك» وبهذا يندفع توهم التكرار المستفاد» مما قبله (كل شهر) منصوب بنزع الخافض 1 
أي من كل شهر (ثلاثة أيام) ظرف قيل: هي أيام البيض (واقرأ القرآن) أي جميعه (في كل 1 


شهر) أي مرة (قلت إن ني أطيق أكثر من ذلك) أي مما ذكر من صيام الثلاثة؛ وختم الشهر. 


(قال: : صم أفضل الصوم. صوم داود) نصبه على البدل أو البيان» أو بتقدير أعني ويجوز رفعه ,اا 
دون جره بفساد المعنى. (صيام يوم وافطار يوم) برفعهما على أنهما خبر لمبتدأ محذوف» هو : 


هو وفي نسخة بالنصب» وهو ظاهر (وأقرأ) القرآن (في كل سبع ليال مرة) أي مرة من الختم ١‏ 
وفي اختيار الليالي على الأيام» اشارة إلى أفضليتها للقراءة. (ولا تزد على ذلك) أي على (: 
المذكور من الصوم والختمء أو لا تزد على ذلك من السؤال» ودعوى زيادة الطاقة. (متفق ‏ 


عليه) قال ميرك : ورواه الأربعة باختلااف ألفاظ والمعنى واحد. 


(الفصل الثاني) 


06 (وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان) أي أحياناً (رسول الله ية يصوم ١‏ 





الحديث رقم :۲٠٠١‏ أخرجه الترمذي في السنن ٠١١/۳‏ حديث رقم 745. والنسائي 7١7/4‏ حديث رقم ٠‏ 
قم أخز رقم .:والتساتي وم 


۱. وابن ماجه 587/١‏ حديث رقم ۱۷۳۹. وأحمد في المسند .1١5/5‏ 


£۸٦‏ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 
“الاثنين والخميس . رواه الترمذيٌ. والنسائى . 


35 -(١5؟)‏ وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يَكللِ: «تُعرَضٌ الأعمال يوم 
: الاثنين والخميس» . فأجبٌ أن يُعرَضٌ عملي وأنا صائمٌ». رواه الترمذي . 


م الاثنين) بكسر النون على أن إعرابه بالحرف على القيام» وهو الرواية المعتبرة كذا ذكره ميرك 
. في شرح الشمائل» وفي نسخة بفتحها. (والخميس) بالنصب (رواه الترمذي والنسائي) وحسنه 
ر الترمذي وفي رواية أنه عليه الصلاة والسلام كان يتحرى حقوقهما قيل: وسمي الاثنين» لأنه 
ثاني الأسبوع» والخميس لأنه خامسه كذا نقله النووي» عن أهل اللغة قال ابن حجر: هو مبني 
على أن اول الان الأحده ونقله ابن عطية عن الأكثرين لكن قال السهيلي: الصواب أن أوّل 
الأسبوع هو السبت» وهو قول العلماء كافة. اه. فعليه يوجه تسميتهما بذلك نظير ما لحظه ابن 
٠‏ ا عاقتوراء تابتع المتخرم؛ على ما مر فيه أقول ما مر فيه مبني على ما مر فيه 

ر ولا يصح ما مر فيه أن يكون علة هنا لأنها تنافيه» والصواب أن وجه اطلاق الأحد والاثنين» 

< على اليومين بناء على ابتداء خلق العالم» > كما هو مقرر في قوله تعالى: إن ربكم الله الذي 
خللق السموات والأرض في ستة أيام © [الأعراف  .]٠٤‏ وقد بينها الشارع في أحاديث أن 
“!أوّلها الأحد وهو لا ينافي الخلاف في الأسبوع أن أوّله الأحد أو السبت والظاهر أن الأوّل مبني 
3 ' | على اللغة المطابقة للسنة والثاني مبني على العرف» فالخلاف لفظي والله أعلم . 


17 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله يكهِ: تعرض الأعمال) أي على الملك 
| المتعال (يوم الاثنين والخميس) بالجر (فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) أي طلباً لزيادة رفعة 
الدرجة قال ابن الملك: وهذا لا ينافي قوله عليه الصلاة والسلام يرفع عمل الليل قبل عمل 
)| النهار» وعمل النهار قبل عمل الليل» للفرق بين الرفع والعرض لأن الأعمال تجمع في 
الأسبوع»› وتعرض في هذين اليومين. (رواه الترمذي) وقد خسنه وفي حديث مسلم نعرض 
أعمال الناس في كل جمعة مرتين» يوم الاثنين ويوم الخميس» فيغفر لكل مؤمن إلا عبداً بينه 
وبين أخيه شحناء» فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا قال“ ابن حجر: ولا ينافي هذا رفعها في 
شعبان» فقال إنه شهر ترفع فيه الأعمال» وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم لجواز رفع أعمال 
الأسبوع» مفصلة وأعمال العالم مجملة قلت وفيه ايماء إلى أن شعبان آخر السنة» وأن أولها 
رمضان عند الله باعتبار الآخرة» كما قدمناه فى حديث تزخرف الجنة لرمضان من أول الحول» 
والذي يلوح لي الآن أن ليلة النصف» هي التي تعرض فيها أعمال السنة الماضية. كما أنها 
ما يقع في السنة الآتية» ولذا قال: قوموا ليلهاء وصوموا نهارها. ومقتضى 
| هذا أن يكون أول السنة العبادية أوّل النصف الأخير من شعبان» وهو مقدمة تزيين رمضان كما 


at man imn" 


RS N o RRL N‏ كد N RRO N‏ دصو ةلم 





ilmê N 


بك صوق عل N TS‏ 


سند يا تيوك ل :نيا GF RS‏ لان SC‏ ايك ia E E‏ 








سسس 
وت 0 کر 


ae 0 


الحديث رقم :٠٠٠١‏ أخرجه الترمذي ذ في السئن ۱۲۲/۳ حديث رقم .۷٤۷‏ والدارمي 77/7 حديث رقم 
١‏ وأحمد في المسند .٠٠٠ /١‏ 


6 (1( مسلم في صحيحه /٤‏ ۱۹۸۷ حديث رقم ۳٣‏ هكه؟). 
0 د ب 
ال EERE N TERN N TR N REN O TERR N FRR N RRA N  TERS N E HARTN HRDON TERDON HERON GEREN RN THEN GRR‏ ا VY BEN GRD N TREN‏ 


6 


كتاب الصوم/ باب صيام التطوع ۷ 


۷-(۲۲) وعن أبي د فال قال رضول :الله ية : «يا أبا ذر! إذا صَمْتَ من . 


الشهر د لاثة أيَامٍ» فصم ثلاتٌ عَشْرَةَ وأربعَ عَشْرَةَ وخمسٌ عَشْرَةًا. ارخا والنسائي . 


(YT) _ °0۸‏ وا غك الله دن متو قال : کان ل الله يكل يصومٌ مِنْ غُرَة !' 
كل شهر ثلاثة يام ليا كان يُطِرُ يوم الجمعة. رواه الترمذي» والنسائي . و 
إلى ثلاثةٍ أيام . 


هو في عرف أهل الزمان حيث يسمون تلك الأيام أيام النزاهة» ويختارون التمشية والنزاهة // 
ويعدون الصيام من أشد الكراهة ر تقوية لرمضان» والله المستعان. 7 


(وعن أبي ذر قال: قال رسول الله ية : يا أبا ذر إذا صمت)ء أي أردت الصوم ٠.‏ 
وأما قول ابن حجرء أي عملا بما علمته من أن صوم ثلاثة يام من كل شهرء ا 
فلا دلالة له في الحديث (من الشهر ثلاثة أيام , فصم ثلاث عشرة» وأربع عشرة» وخمس |> 
عشرة) بسكون الشين فيها وتكسر وهي أيام الليالي البيض» وفيه دلالة على متابعة الأفضل إن 
الجمع بين كونها ثلاثة» وكونها البيض أكمل . (رواه الترمذي والنسائي) وصححه ابن حبان. 

54 - (وعن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله كي يصوم من غرة كل شهر؛) أي | 
أوله (ثلاثة أيام) قيل: لا منافاة بين هذا الحديث وحديث عائشة وهو أنه لم يكن يبالي من أي | 
أيام الشهرء يصوم لان هذا الراوي وجد الأمر على ذلك في غالب ما اطلع عليه من أحوال ل 
النبي َء فحدث بما كان يعرف دن ذلك وا رضي ا من للك على ما لم 
يطلع عليه» هذا الراوي فحدثت بما علمت فلا تنافي بين الأمرين. اه. وفي القاموس الغرة من 
الهلال طلعته فيمكن أن يقال: كلما طلع هلال صام ثلاتة یام ولا یلزم منه آن يكون الصوم من || 
أوله فيوافق بقية الحديث. (وقلما كان يفطر يوم الجمعة) بضم الميم؛ ويسكن قال المظهر : ٠|‏ 
تأويله أنه كان يصومه» منضماً إلى ما قبله أو إلى ما بعده أو أنه مختص بالبي يل كالوصال قال ا 
القاضي : أو أنه كان يمسك قبل الصلاة ولا يتغدى إلا بعد أداء الجمعة» كما روي عن سهل بن |« 
سعد الساعدي . اه. فمعنى الافطار أكل الفطورء وهو ما يؤكل أوّل النهار لا الافطار الذي ضدا 
الصومء وهو بعيد من السياق والسباق» بل ظاهره الاطلاق المؤيد لمذهبنا أنه لا یکره ه افراد | 
صومه إذ الاختصاص. لا يثبت بالاحتمال. (رواه الترمذي والنسائي) أي تمام الحديث (ورواه ) 
أبو داود إلى ثلاثة أيام) . 





1 عمف ر 


ی و 






الحديث رقم لا :3١‏ أخر جه الترمذي في السنن ٠١١/۳‏ حديث رقم ,١‏ والنسائی ۲۲۳/٤‏ حديث رقم 
5 ». وأحمد فى المسند ٠١١/١‏ . 
الحديث رقم T0۸‏ أخرجه أبو داود فى السنن ۲ ۲ حديث رقم ” الترمذي في السنن ١١87/7‏ 


حديث رقم .۷٤۲‏ والنسائى ۲۰۲/٤‏ حديث رقم 17748. وأحمد فى المسند .4٠5/١‏ 
1 ااه ل لصم ل جوم كد REN TREN I aE‏ كر REN‏ لاهو دصر ل عضوم حل ANN RN AREN EN IN ARIN‏ ل تقول “ل AREN. iN OREN‏ ا لط ل REN‏ لاعتو املد اباتع مر 


ر ر 


ع ا ت 


2 





عع ر ر رصعي يح ري يه ی“ رک کک رک چیک رک ری رسن ر سی ریک ری عر کی ر کی ا عر هزد a‏ عر ی ملسي ا ر وع ر 


O O a 1 





ا 


EAA‏ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 


48 (15) وعن عائشةًء قالت: كان رسول الله ية يَصُومُ منَ الشهر السَّبتَ 
والأحدّ والاثنين» ومن الشهر الآخَر الثلانَاة والأربعاء والخميسٌ . رواه الترمذي. 


-100) وعن أمّ سَلَّمَةَه قالت: كان رسول الله تل يَأمِرْني أن أصوم ثلاثة أيام 
:| منْ كل شهرء أوّلها الاثنينُ والخميس . 


۹ _ (وعن عائشة قالت: كان رسول الله ية يصوم من الشهر) أي من أحد الشهور 
| (السبت» والأحد» والاثنين) بكسر النون وفتحها بناء على أن إعرابه بالحرف أو الحركة (ومن 
١١‏ الشهر الآخر الثلاثاء) بفتح المثلثة ويضم (والأربعاء) بكسر الموحدة ويفتح ويضم وكلاهما 
8 ممدود (والخميس) مراعاة للعدالة بين الأيام» فإنها أيام الله تعالى ولا ينبغي هجران بعضها 
1 لانتفاعنا بكلها قال الطيبي : وقد ذكر الجمعة في الحديث السابق» فكان يستوفي أيام الأسبوع 
0 بالصيام وقال ابن الملك: أراد عليه الصلاة والسلام أن يبين سنة صوم جميع الأسبوع» وإنما لم 
) يصم ييه جميع هذه الستة متوالية» كيلا يشق على الأمة اقتداء به رحمة لهم وشفقة عليهم. 
i‏ (رواه الترمذي) . 


ل أيام» من كل شهر أولها) بالرفع (الاثنين) بضم النون وكسرها وفتحها (والخميس) بالحركات 
“) الثلاث على التبعية قال الأشرف الظاهر: الاثنان فقيل أعرب بالحركة لا بالحرف» وقيل: 
المضاف محذوف» مع ابقاء المضاف إليه على حاله وتقديره أولها يوم الاثنين. اه. وقيل إنه 
:] علم كالبحرين والاعلام لا تتغير عن أصل وضعهاء باختلاف العوامل وقال الطيبي: أولها 
ا منصوب» لكن بفعل مضمر أي اجعل أولها الاثنين» والخميس يعني والواو بمعنى أو وعليه 
0 ظاهر كلام الشيخ التوربشتي حيث قال: صوابه أو الخميس» والمعنى أنها تجعل أوّل الأيام 
| الثلاثة الاثنين أو الخميس. وذلك لأن الشهر إما أن يكون افتتاحه من الأسبوع في القسم الذي 
9 بعد الخميس.» فتفتح صومها في شهرها ذلك [بالاثنين وأما أن يكون بالقسم الذي بعد الاثنين 
1 السبت» أو الأحده أو أول خميس يليه أن هل بالثلاثاء أو الأربعاءء فقاصر عن المقصود 
© لخروج ما إذا هل بالاثنين أو الخميس فتأمل ثم لغفلته عن هذا المعنىء لقصور تصوّره في 
:)| المبنى قال: وكان القياس أن الأفضل صوم الهلالء وتالييه إلا أن يجاب بأنه بي قصد بيان 
0 فضلي الاثنين» والخميس بجعل مفتتح صوم يوم الثلاثة الاثنين» تارة والخميس أخرى . أهم. 
46 وأنت قد علمت مما سبق من كلام الشراح أن هذا هو القصد وأنه شامل صوم الهلال وتالييه» 


0 الحديث رقم :1١84‏ أخرجه الترمذي في السنن ٠۲۲/۳‏ حديث رقم .۷٤١‏ 
1 الحديث رقم :۲۰٠۰‏ أخرجه أبو داود في السنن ۸۲۲/۲ حديث رقم 1407. والنسائي ۲۲۱/٤‏ حديث 
4 رقم 1419. 


EES‏ ا ا الي عمسلا بر سو رعو N N E N E E N ME I NE‏ برك 


کتاب ا باب صيام التطوع 


رواه أبو داود» والنسائی . 


۲۰۹۱ ج سالا أن مكل - رسول الله يك عن صيام ن 
الدهر فقال: (إِنَّ لأهلِكَ عليكَ حقاًء صُمْ رَمضانَ والذي يَلِيهِء وكل أربعاة وخميس» فإذا 7 


أنت قَدْ صمت الذّهرَ كلها . رواه أبو داود» والترمذي . 


75 (37؟) وعن أبي هريرة» أن رسول الله َة هى عن صَوْم يوم عرَقَةَ بِعَرَقَةَ. / 


رواه أبو داود. 


أيضاً فما صح القياس ولا احتياج إلى الجواب والله الموفق للصواب» ويمكن أن يكون التقدير 2 


اجعل أولها الاثنين من شهر فلا احتياج إلى أن يقال الواو بمعنى أو. (رواه أبو داود والنسائي) . 


., (وعن مسلم القرشي) بضم القاف وفتح الراء نسبة إلى قريش (قال: سألت أو سئل‎ ١ 
1 رسول الله) بالرفع أو النصب (كَلةٍ عن صيام الدهر فقال) وفي نسخة صحيحة قال (إن لأهلك‎ 


عليك حقاً) هذا اجمال لما سبق وفيه وفيما قبله اشعار بأن صوم الدهر من شأنه أن يفتر الهمة عن 


القيام» بحقوق الله وحقوق عباده» فلهذا كره وأما من لم يؤثر فيه فإنه لا یکره له صومه بل ” 
يستحب له ذلك وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث» وبين ما فعله بعض السلف الكرام والمشايخ 1 
العظام . (صم رمضان والذي يليه) قيل : أراد الست من شوال وقيل: أراد به شعبان (وكل أربعاء) 1 
بالمد وعدم الانصراف (وخميس) بالجر والتنوين (فإذا) بالتنوين (أنت قد صمت الدهر) أي مرات ٠‏ 
قال الطيبي : هذا لفظ الترمذي وأبي داود والفاء جزاء شرط محذوف» أي إن فعلت ما قلت لك ٠‏ 
فقد صمت وإذن جواب جيء لتأكيد الربط . (كله) أي حكماً ولعل هذا الحديث متقدم على ما ٠!‏ 
سبق من حصول صوم الدهر بثلاثة من كل شهر لأنه عليه الصلاة والسلام كان يخبر أوّلاً بالجزء ٠‏ 
القليل» ثم بالثواب الجزيل اعظاماً للمنة عليه وعلى الأمة وإلا فيقارب مقتضى هذا الحديث أن ٠‏ 


يصير صوم الدهر مرتين » حكماً فتدبر. (رواه أبو داود والترمذي) . 


7 - (وعن أبي هريرة أن رسول الله بي نهى) أي نهى تنزيه (عن صوم يوم عرفة ١‏ 
بعرفة) أي في عرفات أي لئلا يضعف عن الدعاء» ولئلا يسيء خلقه مع الرفقاء وفي معناه من . 
يكون مثله وله من أهل الحضر قال ابن الملك: وليس هذا نهي تحريم» روي عن عائشة أنها .٠‏ 
كانت تصوم وقال عطاء: أصومه في الشتاء» ولا أصومه في الصيف . (رواه أبو داود) وقال ر 


الحاكم : إنه على شرط البخاري» وأقره الذهبي وسح ابو ا 


الحديث رقم :1١05١‏ أخرجه أبو داود ۸۱۲/۲ حديث رقم 477 7. والترمذي في السنن ۱۲۳/۳ حديث 17 


.۷٤۸ رقم‎ 


الحديث رقم ۲۰۹۲: أخرجه أبو داود في السنن 8١7/7‏ حديث رقم .554٠‏ وابن ماجه 00١/١‏ حديث :ر 


رقم 7 وأحمد في المسند 4145/7. 





في المستدرك .474/١‏ وابن خزيمة ۲۹/۳ حديث رقم 2.31١١‏ 











4 كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 
1Y‏ (ل/ا؟) وعن عبد الله بن بسر» عن أحته الصماءء أ وسو الله کي قال : » 
ا يوم السبتٍ إلا فيما افْتُرض عليكُم» فإِنْ لم يَجِدْ أحدُكم إلا لحاء عَِبَةء أو عُود 


شجرة فَلْيَمْضْعْهُ1. رواه أحمد» وأبو داودء والترمذي» وابن ٠‏ ماجه» والدارمي . 


١‏ ۳ -_ (وعن عبد الله بن بسر) بذ بضم الموحدة وسكون السين (عن أخته الصماء) بتشديد 
'الميم اسمها بهية وتعرف بالصماء ND‏ لا تصوموا يوم السبت) أي وحده 
(إلا فبا الترض) نصيغة المجهرل (عليكم) أي ولو بالنذر قال الطيبي قالوا النهي عن الافراد 
كما في الجمعة والمقصودء مخالفة اليهود فيهما والنهي فيهما للتنزيه عند الجمهور وما افترض 
ايتناول المكتوب» والمنذور وقضاء الفوائت وصوم الكفارة. وفي معناه ما وافق سنة مؤكدة 
١‏ أكعرفة وعاشوراء أو وافق ورداً وزاد ابن الملك. وعشر ذي الحجة أو في خير الصيام صيام 
داود» فإن المنهي عنه شدة الاهتمام» والعناية به حتى كأنه يراه واجباء كما تفعله اليهود قلت : 
٠إ‏ فعلى هذا يكون النهي للتحريم» وأما على غير هذا الوجه فهو للتنزيه بمجرد المشابهة قال 
| الطيبي : واتفق الجمهور على أن هذا النهيّ والنهي عن افراد الجمعة نهي تنزيه لا تحريم . (فإن 
إلم يجد أحدكم الالحاء عنبة) بكسر اللام ا استعارة من قشر العود 
وقیل: المراد بالعنبة شجرة العنب» وهي الحبة قال التوربشتي : اللحاء ممدود وهو قشر الشجر 
والعنبة هي الحبة من العنب» راما قول ابن حجر المراد شجرة المنب لا حبتها فخا فاح 
لعدم صحة نفي ارادة الحبة مع أنها أظهر في المبالغة لا سيما دعوى المراد فيما يحتمل من 

م أ الكتاب والسنة باطلة والقول بها مجازفة بل لو بولخ في هذا المقام بأن المراد بالعنبة هي الي 
١‏ من العنب لا قشر الشجرة الح فإن الحكلة عي التفيقة اللخرية فقي القاموس المت علوم 
: أ واحدته عنبة ولم يذكر أصلاً اطلاق العنب لا بالجنس ولا بالوحدة على الحبلة ومما يؤيده بناء 
)على أن الأصل في العطف التغاير خصوصاً بأو قوله (أو عود شجرة) عطفاً على الحاء 
(فليمضغه) بفتح الضاد ويضم في القاموس مضغه كمنعه ونصره لاكه بأسنانه وهذا تأكيد 
!| بالافطار لنفي الصوم وإلا فشرط الصوم النية فإذا لم توجد لم يوجد ولو لم يأكل ونظيره 
١‏ المبادرة إلى أكل شيء ما في عيد الفطر تأكيداً لانتفاء الصوم المنهي عنه (رواه أحمد وأبو داود 
! والترمذي وابن ماجه والدارمي) وحسنه الترمذي وصححه الحاكه"'' على شرط البخاري وقال 
)| النووي: : صححه الأئمة قال ابن حجر وقول ا داود أنه منسوخ غير مقبول كقول مالك أنه 
كذب. اه. وهذا مجازفة منه لأنهما إمامان جليلان فى الحديث ولا يقولان ذلك إلا عن ثبت 
وسند فلا يرد قولهما بالهوينا إذ لا يلزم من عدم ذكرهما سند المنع وقوعه ولا من قلة اطلاعنا 
: عدم علمهما به فالتقليد أولى لمن ليس له أهلية التحقيق وإذا لم تر الهلال فسلم * لأناس رأوه 


aE 


1 : الحديث رقم ٠٠٠١۳‏ : أخرجه أبو داود في السنن ۲ حديث رقم .157١‏ والترمذي ۳/ ١١١‏ حديث 
رقم ۷٤٤‏ وابن ماجه 06٠/١‏ حديث رقم ١1/75‏ . والدارمي ۳۲/۲ حديث رقم ۱۷٤۹‏ وأحمد في 
المسند 7/5 .١158‏ 

الحاكم في المستدرك ۱ 5 








كتاب الصوم/ 5 صيام التطوع ۰۱ 


ان (6805 عن أبى أنامةة قال قان.رسول الله 2 لام ضام يرما في سبيل:. 


الله جَعَلٌ الله بيه وين الثاز حدقا كما بن السّمَاءِ والأرض». رواة الترمذي. 


6 وعن غار بن عرو قال قال رشول الله ¥ والعنيمة التاردة ١‏ 


الصوم في الشتاء . 


بالأمعبار فزق مدل هذا الت من الستاف ا یا قير ا لقيو أنكيرة عليه ٠‏ 


فرحم الله من عرف قدره ولم يتعد طوره. 


4 (وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله يللِ: من صام يوماً في سبيل الله) أي في 7 
الجهاد أو في طريق الحج أو العمرة أو طلب العلم أو ابتغاء مرضاة الله (جعل الله بينه وبين النار ‏ 
خندقاً) أي حجاباً شديداً ومانعاً بعيداً بمسافة مديدة (كما بين السماء والأرض) أي مسافة 7 
خمسمائة سنة قال الطيبي [رحمه الله]: استعارة تمثيلية عن الحاجز المانع شبه الصوم بالحصن ,7 
وجعل له خندقاً حاجزاً بينه وبين النار التي شبهت بالعدوٌ ثم شبه الخندق في بعد غوره بما بين / 


السماء والأرض (رواه الترمذي) . 


0 - (وعن عامر بن مسعود) أي ابن عبد الله مسعود تابعي مشهور روي عن أبيه كذا ‏ / 
ذكره الطيبي ونقل ميرك عن التقريب أنه ابن أمية بن خلف الجمحي يقال له صحبة وذكره ابن ٠.‏ 
حبان وغيره في التابعين. اه. وذكره المؤلف في الصحابة وقال هو عامر بن مسعود بن أمية بن ١‏ 
خلف الجمحي وهو ابن أخي صفوان بن أمية روي عنه نمير بن عريب بفتح العين وكسر الراء ٠‏ 
أخرج حديثه الترمذي في الصوم وقال وهو مرسل لأن عامر بن مسعود لم يدرك النبي يي وقد ١‏ 
أورده ابن منده وابن عبد البر في أسماء الصحابة وقال ابن معين لا صحبة له (قال: قال رسول ١‏ 
الله عليه : الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء) لوجود الثواب بلا تعب كثير وفى الفائق الغنيمة 1 
البادرة هي التي تجيء عفواً من غير أن يصطلي دونها بنار الحرب ويباشر حر القتال في البلاد | 
وقيل هي الهيئة الطيبة مأخوذة من العيش الباردة والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب , 
والهنأة أن الماء والهواء لما كان طيبها ببردهما خصوصا فى البلاد الحارة قيل ماء بارد وهواء 1 
بارد على طريق الاستطابة ثم كثر حتى قيل عيش بارد وغنيمة باردة وبرد أمرنا قال الطيبي '؛ 
والتركيب من قلب التشبيه لأن الأصل الصوم في الشتاء كالغنيمة الباردة وفيه من المبالغة أن ٠‏ 
يلحق الناقص بالكامل كما يقال زيد كالأسد فإذا عكس وقيل الأسد كزيد يجعل الأصل كالفرع :١‏ 
والفرع كالأصل يبلغ التشبيه إلى الدرجة القصوى في المبالغة والمعنى أن الصائم يحوز الأجر ل 
من غير أن يمسه حر العطش أو يصيبه ألم الجوع من طول اليوم. أه. فجعل الحديث من باب : 
التشبيه البليغ وهو أن يكون محذوف الأداة""“ والأظهر أن الجملة مركبة من المبتدأ”'" والخبر ‏ 


الحديث رقم 7075: أخرجه الترمذي في السنن ٠٤١/٤‏ حديث رقم 1575. 
الحديث رقم :۲٠٠٠١‏ أخرجه الترمذي في السنن ١7/7‏ حديث رقم ۷۹۷. وأحمد في المسند ا 
(1) في المخطوطة «الإرادة». (۲) فى المخطوطة «الابتداء» 








روا اع ا 


0 


4 الد ضحيّة) . 


ا 


4 
م‎ 
| 0 
7 
١ 


ردهي س 1 باسح ا اله N A‏ ا A‏ ل ا ر الل کک ر 


Av)‏ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 





9 أحمد» والترمذي. وقال: هذا حديثٌ ا 


°17"( وذكر حديث أبى هريرة: ما من أيَام أحبٌ إلى الله فين «(باب 


الك 0 الثالث 
يو عورا ا هما هذا اليوم الذي تصوثوته؟» ‏ 





1 س جزئها فالمعنى أن الغنيمة الباردة هي الصوم في الشتاء وقد جاء في 


5 


مسند أحمد بسند حسن عن أبي سعيد مرفوعاً الشتاء ربيع المؤمن وزاد البيهقي قصر نهاره فصام 
۲ دطال 0 (رواه أحمد والترمدي وقال هذا حديث ag‏ لأن م يدرك 


1 5-56 5 هريرة ما ا من أيام إلى الله) صفة أيام بالرفع على المحل 


وبالنصب على اللفظ وتمامه أن يتعبد وهو في محل الرفع فاعل لأحب له أي لله فيها أي في 
٠‏ تلك الأيام من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة 
١‏ القدر (في باب الأضحية) إن كان مراده أن صاحب المصابيح ذكره في باب الأضحية وأنه 
: أسقطه لتكراره فهذا اعتذار حسن منه إلا أنه كان الأولى أن يعكس الأمر فيه وأن كان مراده أنه 
:؛ حق له لأنه أولى بذلك الباب فلا يخفى أنه غير صواب . 


(الفصل الثالث) 


( اليهود) أي ا في المدينة وهو في السنة الثانية لأن قدومه في ى الأولى كات بعد عاشوراء في 
: ربيع الأوّل (صياماً) أي ذوي صيام أو صائمين (يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله يكل ما هذا 
4 اليوم الذي تصومونه) أي ما سبب صومه قال الطيبي فيه اشكالان الأول أن اليهود يؤرّخون 
) الشهور على غير ما تؤرّخه العرب الثاني أن مخالفتهم مطلوبة والجواب عن الأول أنه يجوز أن 
) يتفق في ذلك العام كون عاشوراء ذلك اليوم الذي نجاهم الله فيه من فرعون يعني مع احتمال 
0 الموافقة والمخالفة ابتداء فقول ابن حجر على أنه لا مانع أيضاً أن هذا الانجاء وقع في عاشوراء 


/۲ ومسلم في صحيحه‎ .۲٠٠٤ حديث رقم‎ .۲٤٤ /٤ أخرجه البخاري في صحيحه‎ :7١517/ الحديث رقم‎ ٠ 


0 


شع و جود 


06 حديث رقم (۱۲۷ ۔ ۱۱۳۰). وأبو داود في السنن ۲ حديث رقم 1544. وابن ماجه /١‏ 
۲ حديث رقم ۱۷۳٤‏ . والدارمي 57/7" حديث رقم .١1/09‏ وأحمد في المسند .509/١‏ 


کک ر ر ل ال ر 


كتاب الصوم/ باب 


م التطوع 4۳ 7 


فقالوا: هذا يومٌ عظَيمٌ: أنجى الله فيه موسى وقومّهء وغَرَقٌ فرعؤنَ وقومّه؛ فُصامّه موسى / 
شكراًء فنحنُ نصومُه. فقال رسول الله يكه: «فتحنُ أحنٌ وأؤلى بموسى منكم». فصامّه 5 
رسول الله كله وأمرٌ بصيامه . 


العربي ثم وقع التغيير منهم إلى تلك السنة فتوافقا أيضاً غير متجه مع أن قوله ثم وقع التغيير غير 
صحيح لأنهم مع كمال اعتقادهم وغلوهم واجتهادهم ما يغيرون عاشوراء عن زمانه واختلاف 
التاريخ بناء على تغير لغتهم في مغايرة أسماء شهورهم أما الخيام فإنها كخيامهم * وأما نساء 
الحي غير نسائهم وعن الثاني أن المخالفة مطلوبة فيما أخطأوا فيه كما في يوم السبت قال 
تعالى: #إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه € [النحل  .]٠١١‏ فكان التعظيم مبنياً على 
اختيارهم واجتهادهم وقد مر في الحديث أن يومهم الذي أمروا به يوم الجمعة فاختلفوا فيه 
أقول الأظهر في الجواب عن الثاني أنه عليه الصلاة والسلام أوّل الهجرة لم يكن مأموراً 
بالمخالفة بل كان يتألفهم في كثير من الأمور ومنها أمر القبلة ثم لما ثبت عليهم الحجة ولم 
يمنعهم الملائمة وظهر منهم العتاد والمكابرة اختار مخالفتهم وترك مؤالفتهم ولذا لما قيل له في 
عاشوراء بعد صيامه أن اليهود والنصارى يعظمون هذا اليوم وأنت تحب هذا الزمان ترك التشبه 
بهم فقال”'' لئن بقيت لأصومن التاسع ثم مما يتعلق بهذا الحديث أن النبي بيا على تقدير أنه 
صامه عن اجتهاد أنه لم يعتمد على قول اليهود في ذلك مطلقاً بل باخبار من أسلم منهم أو 
بحصول التواتر من قبلهم فإنه لا يشترط الإسلام في التواتر فقول ابن حجر إما بالوحي أو 
الاجتهاد بما يوافقه أو أخبره من أسلم منهم لا يصح ترديده بأو في الثانية (فقالوا هذا يوم 
عظيم) أي وقع فيه أمور عظيمة توجب تعظيم مثل ذلك اليوم (أنجى الله فيه موسى وقومه) أي 
المؤمنين (وغرق) بالتشديد (فرعون وقومه) بالنصب فيهما قال الطيبي غرقه وأغرقه بمعنى وفي 
نسخة أغرق وفي أخرى بكسر الراء المخففة ورفع المنصوبين (فصامه) أي ذلك اليوم أو مثله 
(موسى شكراً) لاشتماله على النعمتين الجليلتين قال تعالى: #فقطع دابر القوم الذين ظلموا 
والحمد لله رب العالمين 4 [الأنعام - 45]. (فنحن نصومه) أي شكراً أيضاً لأن بقاء الآباء سبب 
وجود الأبناء أو متابعة لموسى وهذا ظاهر من كلامه عليه الصلاة والسلام حيث أجابهم (فقال 
رسول الله كَل : فنحن) أي إذا كان الأمر كذلك فنحن (أحق) أي أثبت (وأولى) أي أقرب 
(بموسى) أي بمتابعته (منكم) فإنا موافقون له في أصول الدين ومصدقون لكتابه في تبيين اليقين 
وأنت مخالفون لهما في التغيير والتحريف والتعلق بالأمر المشوب بالتزييف (فصامه رسول الله 
ك) لقوله تعالى: #فبهداهم اقتده 4 [الأنعام  .]۹١‏ فتعظيم ما عظمه لم يكن على جهة 
المتابعة له في شرعة بل على طريق موافقة شرعه لشرعه في ذلك أو كان صيامه شكراً لخلاص 
موسى كما سجد في ص شكراً لله على قبول توبة داود ولكونه يحب موافقة أهل الكتاب ما لم 
يؤمر فيه بشيء والظاهر مما تقدم أنه أمر هنا بالصيام على وجه الوجوب ولذا نادى مناديه إن من ١‏ 
لم يأكل فيه فليصم ومن أكل فليمسك”" (وأمر) أي أصحابه (بصيامه) وفي هذا تواضع عظيم ١‏ 


.5008 حديث رقم‎ ۲٤٤/٤ في المخطوطة «فقيل» (۲) البخاري في صحيحه‎ )١( 


ليود ل يدك کے بده ايده لي يجا ھک ی 


وه ا لم ع 


ع 


٠ 6‏ 0 0 كتاب الوم | 5 صيام التطوع 


۲۰۹A‏ - (۳۳) وعن أمٌ سلَمةء > قالتث: كان رسول الله اة يصومٌ يوم السبتٍ ويوم 


الأحد أكثرٌ ما يصومٌ من الأيّام» وقول «إنهُما يوما عيد للمشركينَ فأنا أحبٌ أن أخالقّهم) . 
رواه دمن 


بالنسبة إلى موسى الكليم وإلا فقد قال عليه الصلاة والسلام ل إلا 


اتباعي وفيه تألف لقومه واستئناس بهم لعلهم يرجعون عن عنادهم (متفق ی عليه) وينافيه بظاهره 
رواية البخاري عن أبي موسى قال كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً قال النبي ية فصوموه 
أنتم فهذا يشعر بأن الصوم كان لمخالفتهم وما سبق صريح بأنه كان لموافقتهم ويمكن حمله 
على أن اليهود كانوا طائفتين أو القضيتين في وقتين أو يقال لا يلزم من عدهم إياه عيدأ كونه 
عيداً حقيقة أو لا يمتنع صومه عندهم أو صوموه أنتم فلا تجعلوه عيداً والله أعلم . 


4 (وعن أم سلمة) أم المؤمنين (قالت: كان رسول الله بيا يصوم يوم السبت ويوم 
الأحد أكثر ما يصوم من الأيام) أي الأخر (ويقول إنهما يوما عيد للمشركين) السبت لليهود 
والأحد للنصارى وإنما سموا مشركين لقولهم عزير ابن الله والمسيح ابن الله وإما للتغليب وأراد 
من يخالف دين الإسلام من الكفار ذكره الطيبي قال ابن حجر: المشرك الكافر على أي ملة كان 
وقد يطلق على مقابل أهل الكتاب. اه. والصحيح أن ا ق بأن يغبت شريكاً 
للباري سواء كان الصنم والشمس والقمر والكوكب وغيرهاء وقد يطلق على جنس الكافر 
الشامل الدهرية والمعطلة وأهل الكتاب وغيرهم ومنه قوله تعالى: #إإن الله لا يغفر أن يشرك 
به [النساء - 54]. ويقابل أهل الكتاب كقوله تعالى: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب 
والمشركين * [البينة - .]١‏ (فأنا أحب أن أخالفهم) أي مجموع الفريقين والجمع بينه وبين 
الحديث السابق من النهي عن صوم يوم السبت أن يكون [هذا] من خصوصياته عليه الصلاة 
والسلام وذلك من خصوصيات أمته ويشير إلى الأول قوله فأنا أحب وإلى الثاني قوله لا 
تصوموا أو الصيام المنهي عنه كونه على جهة التعظيم والصيام المحبوب كونه على طريق 
المخالفة بترك الأكل والشرب في وقت انتفاعهم بهما ويمكن أن يكون المنهي عنه افراد السبت 
وفي معناه افراد الأحد والمستحب صومهما جميعاً متواليين تحقيقاً لمخالفة الفريقين على أن 
ظاهر هذا الحديث أنهم كانوا يفطرون اليومين بخلاف الحديث الأول فتأمل (رواه أحمد) قال 
ميرك ورواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره من حديث أم سلمة ولفظه أن رسول الله ية أكثر ما 
كان يصوم من الأيام يوم السبت ويوم الأحد كان يقول إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن 


أخالفهم . 


4 الحديث ٠‏ رقم ١58‏ 7 ': أخرجه أحمد في المسند 5714/15. 


| ا ع ا و OIE.‏ :1 4 سم عمسم دحج مهو يدا A aC ORATOR‏ لمعيه < NY RTC BL‏ لجل بن امات مه HRT‏ جاع ا cee iain St Ei OE HETO ORRIN‏ 





ش كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 5 


06 )۳£( وعن جابر بن سمرةً» قال: كان رل الله عة يأمد بصيام يوم 
عاشوراءً» ويحدنا عليه» ويتعاهدنا عندّه» فلمًا فض رمضانٌ لم يأمُرْناء ولم يُنهنا عنه» ولم 
يتعاهذنا عنذه . رواه مسلم . 

۰ -(8”) وعن حَمْصةًء قالث: أربعٌ لم يكن يدَعهُن الي ية : صيامُ عاشوراءَء 
والعشر» وثلاثة يام منْ كل شهرء وركعتّانٍ قبل 


86 (وعن جابر بن سمرة قال كان رسول الله َء يأمر) أي يأمرنا مرا مؤكداً (بصيام يوم 


عاشوراء ويحثنا عليه) أي يرغبنا إليه (ويتعاهدنا) أي يحفظنا ويراعي حالنا ويتفحص عن صومنا أو 7 


يتخولنا بالموعظة (عنده فلما فرض رمضان لم يأمرنا) أي به (ولم ينهنا عنه ولم يتعاهدنا) أي لم 
يتفقدنا (عنده رواه مسلم) قال ابن حجر في قوله يأمر بصيام يوم عاشوراء حجة لمن قال كان واجباً 
ثم نسخ والأصح عند الشافعي أنه لم يجب أصلاً لما رواه البخاري عن معاوية أنه عام حج خطب 
بالمدينة يوم عاشوراء فقال يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله ييو يقول هذا يوم 
عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه”'' فهذا نص في أنه لم يجب أصلاً. اه. وهو مردود بأنه 
ليس له دلالة ما على عدم الوجوب إلا حين قاله َة وأما كون ما بعده وما قبله فمحل احتمال 
فكيف يكون نصاً أو يصلح معارضاً لما في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع أنه عليه الصلاة 
والتبلام ارو مره اند اذ أذن في اناس أذاين أكل ی پو ومق لك يكن ل 
فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء” " فإنه صريح في أنه كان أمراً يجاب قبل نسخه برمضان إذ لا يؤمر 

من أكل بامساك بقية يومه إلا في يوم مفروض الصوم بعينه فلا بد من الجمع بوجوبه أولاً ونسخه 
ثانياً أو المراد أنه لم يكتب عليكم ذ في في القرآن مطلقاً هذا كله على تقدير صحة رواية النسائي أن قوله 
ولم يكتب الله عليكم صيامه [من كلامه] وإلا فالحفاظ اتفقوا على أنه من كلام معاوية مدرج [وأما 
قول ابن حجر] هذا احتمال بعيد فبعيد عن فهمه والله أعلم . 


_ (وعن حفصة) اَم المؤمنين (قالت أربع) أي خصبال (لم يكن) اى ال ا / 
(يدعهن) أي يتركهن (النبي ية فاعل تنازع فيه الفعلان وفي نسخة لم تكن بالتأنيث وفي أخرى 1 
يحم آي ان تلك ا جتروعة ا عاشوراء والعشر) بالسر وول بالرقم ا 


عر مد مر N‏ 


عشر ذي الحجة والمراد من العشر تسعة أيام مجازاً كقوله تعالى: #الحج أشهر معلومات * آل 


[البقرة - /141]. وكذا يقال اعتكف العشر الأخير من رمضان ولو كان الشهر ناقصاً أو استثناء 


يوم العيد لثبوته الشرعي كالاستئناء العقلي (وثلاثة أيام) بالوجهين (من كل شهر وركعتان قبل : 


الحديث رقم :1١59‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۷۹٤/۲‏ حديث رقم ۱۲١(‏ ۔ ۱۱۲۸). 


(۲) أخرجه البخاري فى صحيحه ۲٤١ /٤‏ حديث رقم .۲۰٠۷‏ ومسلم في صحيحه ۷4۸/۲ حديث رقم ٠‏ 
ه11١‏ 


7 م 515 





جه النسائى فى السنن 5/ 7١١‏ حديث رة 





أحمد في المسند 5/ ۲۸۷ 





ا SL‏ الل ا N SAT‏ ا ا ML‏ ا ل ال ا ا ال ق ر 


كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 





03 الفجر . رواه النسائي . 


)”5(-١‏ وعن ابن عبّاس» قال : كان رسول الله يلل لا يُفْطِرٌ أيّامَ البيض في 
حَضَرٍ ولا في سمْرٍ. 


1 الفجر) أرادت ركعتي سنة الصبح ثم هذا الحديث بظاهره يناقض ما سبقه من حديث عائشة 
i‏ قالت ما رأيت رسول الله يك صائماً في العشر”'' والجمع بأن كلاً منهما روت ما رأت ونقلت 
4 ما علمت فلا تنافي بينهما (رواه النسائي) ومما يؤكده خبر البخاري ما من أيام العمل الصالح 
فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا 
1 الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”" وروي أبو عوانة 
في صحيحه صيام يوم منها يعدل صيام سنة وقيام ليلة منها بقيام ليلة القدر واختلف في أفضل 
العشرين فقيل عشر رمضان أفضل من حيث لياليه لأن منها ليلة القدر وهي أفضل الليالي وعشر 
ذي الحجة أفضل من حيث أيامه لأن فيها يوم عرفة وهو أفضل الأيام وذهب ابن حبان إلى 
تساويهما في الفضل وألحق الغزالي وغيره بعشر الحجة فيما ذكر عشر المحرم والله أعلم . 


١‏ (وعن ابن عباس قال: كان رسول الله بيا لا يفطر أيام البيض) أي أيام الليالي 
البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لأنها المقمرات من أوائلها إلى أواخرها 
فناسب صيامها شكراً لله تعالى قال ابن حجر ومن عبر عنها بالأيام البيض فقد لحنوه لأن الأيام 
كلها بيض . اه. ويمكن أن يكون التقدير الأيام البيض لياليها أو المراد صيامهن مكفرات 
للذنوب مبيضات للقلوب أو اشارة إلى ما روي أن آدم عليه السلام اسودّ أعضاؤه [العظام] بعد 
اخراجه من دار السلام فأمر بصيام هذه الأيام فبصوم كل يوم يبيض”" ثلث جسده عليه السلام 
بل أقول يتعين هذه التأويلات لأن الأيام البيض وقع في أكثر الروايات وأما قول صاحب النهاية 
والصواب أن لا يقال أيام البيض لأن البيض من صفة الليالي فمبني على ظاهر العربية والله 
[تعالى] أعلم. (في حضر ولا سفر) أي ولا في سفر ولا مزيدة للتأكيد قال ميرك اختلف العلماء 
في تعيين أيام البيض قال الشيخ زين الدين العراقي في شرح الترمذي حاصل الخلاف في تقرير 
أيام البيض تسعة أحدها عدم التعيين وكره التعيين الثاني الثلاثة الأول من الشهر قاله الحسن 
البصري الثالث من الثاني عشر إلى الرابع عشر من الثالث عشر إلى الخامس عشر وهو قول أكثر 
أهل العلم الخامس أولها أول سبت من أوّل الشهر ثم من أوّل الثلاثاء من الشهر الذي يليه 
وهكذا وهو مروي عن عائشة رضي الله عنها السادس أوّلها أوَْل خميس من أوّل الشهر ثم أوّل 
اثنين من الشهر الذي يليه وهكذا السابع أول اثنين ثم خميس ثم هكذا الثامن أوّل يوم والعاشر 


20 رواه مسلم. وراجع الحديث رقم .)١505(‏ 

(؟) راجع الحديث رقم .)١405(‏ 

الحديث رقم :۲٠۷١‏ أخرجه النسائي في السنن ۱۹۸/٤‏ حديث رقم .٠٠٤١‏ 
i (0 7‏ 








و ا ا ا ا a‏ و و E‏ حيرت س0 Sn‏ ن 
كتاب الصوم/ باب صيام التطوع ۹۷ 


رواه النسائي . 


۲ -_(۳۷) وعن أبي هريرة» قال: قال رسول الله كلهِ: «لكلّ شيءٍ زكاة وزَّكاهٌ 
الجسد الصّومٌ). رواه ابن ماجه. 


۳ -_ (۳۸) وعنه: أن النبى به كانَ يصومٌ يومَ الاثئين والخميس . فقيل: يا 
سول الله] إِنْكُ نَصومٌ يوم الاثنين والخميس. فقال: (إِنَّ يوم الاثنين والخميس يَعْفِرُ الله 
فيهما لكل مسلم إلا ذا هاجِرَيْنِء يقولُ: دَعهُما حتى يضطلحا». 


والعشرون وهو مروي عن أبي الدرداء ومنقول عن مالك أيضاً التاسع أوّل كل عشر وهو منقول 


عن ابن شعبان المالكي. اه. قال العسقلانى بقى آخر وهو آخر ثلاث من الشهر فتلك عشرة 
كاملة. اه. ولعلهم عدلوا عن ذكره مع كمال ظهوره لعدم امكان ضبطه وتقديره (رواه النسائي) 
ان حجر وني زراية للا بستد خسن ا ا25 أيام من كل شر ايام ايفين يالك 
عشرة ورابع عشرة وخامس E‏ وبهذا يعلم شذوذ أقول تسعة أو عشرة حكاها العراقي في في 


تعيين البيض فلا يعوّل على شىء منها. اه. وهذا مجازفة عظيمة منه لأن العراقى بنفسه ذكر أن 


هذا قول أكثر أهل العلم وذكر البقية على طريق الشذوذ بعضها مسند إلى الأكابر وبعضها 
مسكوت عنه فلا اعتراض عليه أصلاً ولهذا تبعه شيخ الإسلام ابن حجر وقرره وزاد عليه 
بواحذة بها صارت عشرة كاملة. 


(وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا : لكل شيء زكاة) أي نماء يعطي أ 


بعضه أو طهارة يطهر به (وزكاة الجسد الصوم) فإنه يذاب بعض البدن منه وينقص وتطهر 
الذنوب به وتمحص فالزكاة عبادة مالية والصوم طاعة بدنية قال الطيبي أي صدقة الجسد ما 
يخلصه من النار بجنة الصوم (رواه ابن ماجه) . 


۳ - (وعنه) أي عن أبي هريرة (أن النبي بي كان يصوم يوم الاثنين) يحتمل اعرابه 
هنا أن يكون بالحرف أو الحركة (والخميس) بالنصب وقيل بالجر واللام بدل عن المضاف إلى 
يوم الخميس وفي نسخة بالجر عطفاً على الاثنين (فقيل يا رسول الله إنك تصوم) أي كثيراً 
(الاثنين) بكسر النون ويفتح (والخميس) بالنصب وقيل بالجر وأراد يوميهما يعني فما الحكمة 
فيهما (فقال إن يوم الاثنين والخميس) بالنصب والجر (يغفر الله فيهما لكل مسلم) أي صائم 


فيهما (إلا ذا) ذا مزيدة (هاجرين) بالتثنية أي [قاطعين أي ولو كانا صائمين] (يقول) أي 5 ١‏ 
للملك الموكل على محو السيئة عند ظهور آثار المغفرة (دعهما) أي اتركهما (حتى يصطلحا) ١‏ 


أي إلى أن يقع الصلح بينهما فحينئذ يغفر لهما قال الطيبي وفي معناه قوله عليه الصلاة والسلام 0 


(1) النسائي في السنن حديث رقم .۲٤٠١‏ 
الحديث رقم ۲۰۷۲: : أخرجه ابن ماجه في السنن ٥/۱‏ حديث رقم .۱۷٤١‏ 


MP ا 40 وا خف ا‎ EA a aE ۲۰ E الحديثٍ‎ 


۹۸ كتاب الصوم/ باب صيام التطوع 
رواه أحمد» وابنٌ ماجه. 
)۳۹(_-٤ 7‏ وعنهء قال: قال رسول الله كلِ: «مَنْ صامً يوماً ابتِغاء وَجْهِ اللو 
بَعْدَه اللهُ مِنْ جهنم كبُعدٍ عُراب طائر وهو فرح حتى مات هَرماً». رواه أحمد. 
٥‏ (10) وروی البيهقيُ فى «شعب الإيمان» عن سلّمةً بن قيس. 
١‏ يفتح أبواب الجنة يوم الاثنشن ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت 
“1 بینه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلح”'2 وفي حديث آخر اتركوا هذين حتى 
0 يفيئا ولا بد ههنا من تقدير مخاطب يقول اتركوا أو انظروا أو دعهما كأنه تعالى لما غفر للناس 


٠‏ سواهما قيل اللهم اغفر لهما أيضاً فأجاب دعهما أو انظروا أو اتركوا هذين حتى يصطلحا. اه. 
5 وما اخترناه أظهر فتأمل وتدبر (رواه أحمد وابن ماجه) . 






0 7414 (وعنه) أي عن أبي هريرة (قال: قال رسول الله ڪي : من صام يوماً ابتغاء وجه 
6 الله) نصب على العلة وفى نسخة ابتغاء لوجه الله وفى نسخة لابتغاء وجه الله أي ذاته وطلب قربه 
أو جهته التي رضي بها من الرجاء به أو من خوف عقابه ولذا يفسر عند حل مشكلاته بابتغاء 
مرضاته (بعده الله من جهنم كبعد غراب) أي بعداً مثل بعد غراب (طائر وهو فرخ) بفتح فسكون 
۶ أي صغير (حتى مات هرما) بفتح فكسر أي كبيراً قال الطيبي طائر صفة غراب وهو فرخ حال 
9 من الضمير في طائر وحتى مات غاية الطيران وهرماً ما حال من فاعل مات مقابل لقوله وهو 
فرخ وقيل يضرب الغراب مثلا في طول العمر شبه بعد الصائم عن النار ببعد غراب طار من 
0 أول عمره إلى آخره. اه. قيل يعيش الغراب ألف عام (رواه أحمد) أي عن أبي هريرة. 

6 0 (وروي البيهقي في شعب الإيمان عن سلمة بن قيس) كذا في نسخ المشكاة 
وكذا ذكره المؤلف في أسماء رجاله في الصحابة وكتب ميرك في الهامش بدل قيس قيصر بفتح 
الراء حبراً وبالتنوين حمرة وفوقه ظ اشارة إلى أنه الظاهر وفي المغني قيصر بمفتوحة وسكون 
( ياء وفتح مهملة وترك صرف قاله ميرك ورواه البزار وفي سنده رجل لم يسم ورواه أبو يعلى 
| والبيهقي من حديث سلمة بن قيصر ورواه الطبراني فسماه سلامة بزيادة ألف كذا قاله المنذري 
4 وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب سلمة بن قيصر الحضرمي وقال حديثه عند ابن لهيعة عن زياد 
)| ابن خالد عن لهيعة بن عتبة عن عمرو بن ربيعة عن سلامة بن قيصر قال سمعت النبي بيا يقول 
( من يصوم يوماً ابتغاء وجه الله الخ قال ولا يوجد له سماع ولا ادراك للنبي ية إلا بهذا الاسناد 
2 وأنكر أبو زرعة أن يكون له صحبة وقال روايته عن أبي هريرة يعد في أهل مصر. اه. كلام ابن 
: عبد البر وقال الذهبي في الميزان سلمة بن قيصر تابعي أرسل حديثاً لم يصح حديثه. اه. فعلم 
86 

)١( 0‏ مسلم في صحيحه الحديث رقم 71058. 

0 الحديث رقم 7074: أخرجه أحمد في المسند 011/7. 


Tie 


الحديث رقم ٥‏ أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان عن سلمة بن فيض. ۳/ ۲۹۹ حديث رقم ۳٣۹۹۰‏ 


ال + 1212 ز ز2 12 ز ز12 1 1 1 ز12 1 1 1 ز2 TREN‏ 10 121 1210121 1[ اذا ااا اام ااام O ZEROS FRR N TON‏ 





عنس د e REA RR‏ وي عر 


ش کتاب الصوم/ باب فى الافطار من التطوع 08 ! 


(۷) باب فى الافطار من التطوع 7 

)١( - ۲°۷٦‏ عن عائشة رضي الله عنهاء قالتُ: دخل عَليّ النبي ية ذات يوم فقال: 

اهل عندّكم شيءٌ؟2 فقلنا : لاء قال: «فإني إذاً صائمظ . ثم أتانا يرما اخ فقا وول 
اللّه ! أَهْدِي لنا حَيْسَء فقال: «أرينيه فلقد أصبحتٌ صائما» . فأكل. 


أ 
46 
4 


من هذا أن ما وقع في نسخ المشكاة سلمة بن قيس غلط والصواب سلمة بن قيصر والله الهادي 
[جل جلاله ولا إله غيره]. 


(باب) 
بالتنوين وقيل بالسكون وفي نسخة في توابع لصوم التطوع . 
(الفصل الأوّل) 9 





5 - (عن عائشة قالت دخل على النبي بي ذات يوم) أي يوماً من الأيام أو ساعة يوم ٠‏ 
أو أوقات يوم أو في نهار (فقال هل عندكم شيء) أي من الطعام وفي رواية صحيحة هل عندكم 4 
من غداء بياجع E E ea a‏ ر 


ات وی روا ج فاي إذن أصوم يدل على جواز نية النفل ف فى النهار وبه قال 
الأكثرون وقال مالك وداود يجب التبييت كما في الفرض لعموم قوله عليه الصلاة والسلام لا 

صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل وقد تقدم الجواب عنه (ثم أتانا يوماً آخر فقلنا يا رسول الله 
أهدي لنا) أي أرسل إلينا بطريق الهدية (حيس) بفتح الحاء المهملة وسكون ياء تمر مخلوط 
بسمن وأقط وقيل طعام يتخذ من الزبد والتمر والأقط وقد يبدل الأقط بالدقيق والزبد بالسمن 
وقد يبدل السمن بالزيت (فقال أرينيه) أمر من الاراءة وفي رواية قريبة وفي رواية أدنيه وأرينيه 
كناية عنهما لأن ما يكون قريباً يكون مرئياً ذكره الطيبي وأما في النسخ الحاضرة فغير موجودتين 
ولعلهما روايتان أو نسختان للطيبي (فلقد أصبحت صائماً) أي مريداً للصوم (فأكل) وقال ابن 
الملك أي كنت نويت الصوم في أل النهار. اه. وهو مخالف للمذهب فيحتاج إلى تأويل 
وتقدير عذر وقال ميرك يدل على جواز افطار النفل وبه قال الأكثرون وقال أبو حنيفة يجوز 
بعذر وأما بدونه فلا وقال القاضي دل الحديث على أن الشروع في النفل لا ي فنع الاخروج جي 
كما قال الصائم المتطوّع أمير نفسه”'' وقال أصحاب أبي حنيفة يجب اتمامه ويلزمه قضاؤه أن 
أفطر وقال مالك يقضي حيث لا عذر له واحتجوا بحديث عائشة أن رسول الله بء أمر بالقضاء 


. ل ا ا 


و عي ير حي ر ی رفيا عر 





ر ر 


ر کی ر وی رک 


عي 5 ف ون اح ايوب 










الحديث رقم :1١75‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۸٠۹/۲‏ حديث رقم (170 - .)١1195‏ وأبو داود في السنن 
۲ حديث رقم .٥٤٥٥‏ والنسائي ١97/4‏ حديث رقم ۲۳۲۲. وأحمد في المسند 7017/7 


اك EN REN REN‏ اك عور ل لاض اك REN GRRE AREN‏ لا يطو ل REN‏ ا يهو ال Zak N RIN‏ رلا افو ل sS‏ ك0 اج اجر اوور عر اج رجفو ار 0 


باخ اطي اي دب بولك يه 


e 
س‎ 


ال 





ع جم د ر عيوب ررس ب عر مجو يد ر RD EL N NA NEI MET‏ ر ر و بيد عر يفيه 


كتاب لو باب في الافطار , من التطوع 





رواه مسلم . 
۷ -_(۲) وعن أنس» قال: دخل النبي ية على أمْ سُلَِيم فأنَنْه بتَمر وسّمن» فقال: 


والحديث مرسل لا يقاوم الصحيح على أن الأمر يحتمل الاستحباب كالأصل قال ابن حجر 
ومن هذا أخذ الشافعي أنه يجوز النفل بنية قبل الزوال لا بعده لمضي معظم العبادة بلا نية خلافا 
لمن قال به كأحمد وغيره وهو قول للشافعي وقال مالك يجب التبيبت فيه كالفرض بحديث إنما 
الأعمال بالنيات”'؟ فالامساك ك أول النهار عمل بلا نية وقياساً على الصلاة إذا نفلها كغرضها في 
النية قال ولا دلالة في هذا الحديث لاحتمال أن المراد من السؤال أن يجعل المسؤول معدا 
للإفطار حتى تطمئن نفسه للعبادة ولا يتكلف لتحصيل ما يفطر عليه فلما قالوا له أي إني صائم 
كما كنت أو أنه عزم على الفطر لعذر فلما قيل له : تمم الصوم وفيه أن النية اقترانها به كاقترانها 
بك لذ بعلن IEE‏ (رواه مسلم) 
قال ابن حجر وفي رواية أخرى لمسلم فأكل ثم قال كنت أصبحت صائه)" قال الشمني وزاد 
النسائي ولكن أصوم يوماً مكانه وصحح عبد الحق هذه الزيادة واستدل بهذا الحديث أبو يوسف 
على أن المتنفل يفطر بغير عذر ويقضي وفي الهداية ومن دخل في صوم التطوّع أو صلاة 
التطزع ثم أفسده”) قضاه قال ابن الهمام لا خلاف بين أصحابنا في وجوب القضاء إذا فسد عن 
ا ل سكلا عرض الحيض للصائمة المتطوّعة خلافاً للشافعي وإنما اختلاف الرواية 
في نفس الافساد هل يباح ل ا ا 
المشايخ على ظاهر الرواية هل الضيافة عذر أو لا قيل نعم وقيل لا وقيل عذر قبل الزوال لا 
بعده إلا إذا كان في عدم الفطر عقوق لأحد الوالدين لا غيرهما وقيل إن كان صاحب الطعام 
SC‏ ل ١‏ وعندي 





السابق ولنا الكتاب والسنة والقياس أما الكتاب فقوله تعالى : إلا تبطلوا أعمالكم € [مسحمد - 
۳]. وقال تعالى: «ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق 
رعايتها» [الحديد - ۲۷[ الآية. سيقت في معرض ذمهم على عدم رعاية ما التزموه من القرب 
التي لم تكتب عليهم والقدر المؤدي عمل كذلك فوجب صيانته عن الابطال بهذين النصين فإذا 
أفطر وجب قضاؤه تفادياً أي تبعداً عن الابطال وأما السنة فحديث عائشة الآتي وأما القياس 
فعلى الحج والعمرة النفلين حيث يجب قضاؤهما إذا أفسدا. 


77 (وعن أنس قال دل النبي كَل على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال 





60 راج لیت رقم 17 


)۲( مسلم في صحيحه ۲ حديث رقم 04 


A /Y فتح القدير‎ )٤( .١١۷/١ الهداية‎ )۳( 7 


۲ e اخ الععازي ف‎ + 32 E الحديث‎ ١ 


ح ع N‏ مط حر لول .. رتسل ملفل رمعل NLT‏ 





لاماي 


کتاب الصوم/ باب فى الافطار من التطوع ١مه‏ 
«أعِيدُوا سمئكم في سقائِهء وتمركم في وعائهء فإني صائمٌ». ثم قامَّ إلى ناحية منّ البيتِ 
فصلى غيرَ المكتوبة فدّعا لأمٌ سلّيم وأهل بّيتها. رواه البخاريّ . 


۸-(۳) وعن أبي عرو ا0 فال تون الله ية : «إذا دُعيَ أحذّكم إلى طعام 
وهو صَائمٌ فَليَقُلَ: إني صائمٌ». وفي رواية قال: «إذا دُعيَ أحدُكم فَلْيْجِبْء فن كان صائماً 
فليُصلٌ» وإِنْ كان مُفطراً فلْيَطْعَمْ» . رواه مسلم. 


أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير 
المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها) قال ابن الملك فيه دليل على أن المستحب للضيف الصائم 
أن يدعو للمضيف أي لما في الحديث أن من الدعاء المستجاب دعاء الصائم (رواه البخاري) 
وهذا الحديث بظاهره يؤيد من قال إن الضيافة غير عذر والأظهر أنها عذر ولكنه مخير لقوله 
عليه الصلاة والسلام إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء لم يطعم رواه 
مسلم وأبو داود عن جابر وأغرب ابن حجر حيث قال والنهي عن التكلف المستفاد مما روي أنا 
وصالحوا أمتى برآء من التكلف إنما هو فيمن يتكلف بمشقة وأما من أتى بما عنده وإن شرف 
فلا يسمى متكلفاً.. اه. والغرابة من حيث إن المقام لا يقتضي هذا السؤال والجواب أصلاً والله 
[تعالى] أعلم . 


64 (وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله كي : إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو 
صائم) أي نفلاً قاله ابن حجر ولا دلالة في الحديث لاحتمال أن يكون صوم قضاء ونحوه 
(فليقل) أي ندباً (إني صائم) قال ابن الملك أمر َة المدعو حين لا يجيب الداعي أن يعتذر 
عنه بقوله إني صائم وإن كان يستحب اخفاء النوافل لئلا يؤدي ذلك إلى عداوة بغض في الداعي 
(وفي رواية قال إذا دعي أحدكم فليجب) أي الدعوة (فإن كان صائماً فليصل) قال الطيبي: أي 
ركعتين في ناحية البيت كما فعل النبي بيه في بيت آم سليم وقيل فليدع لصاحب البيت بالمغفرة 
وقال ابن الملك بالبركة أقول ظاهر حديث أم سليم أن يجمع بين الصلاة والدعاء قال المظهر 
والضابط عند الشافعي أنه إن تأذى المضيف بترك الافطار أفطر فإنه أفضل وإلا فلا (وإن كان 
مفطراً فليطعم) أي فليأكل ندباً وقيل وجوباً قاله ابن حجر والأظهر أنه يجب إذا كان يتشوّش 
خاطر الداعي ويحصل به المعاداة إن كان الصوم نفلا وإن كان يعلم أنه يفرح بأكله ولم يتشوّش 
بعدمه فيستحب وإن كان الأمران مستويين عنده فالأفضل أن يقول إني صائم سواء حضر أو لم 
يحضر والله أعلم (رواه مسلم) وروي أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة بلفظ إذا 
دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطراً فليأكل وأن صائماً فليصل في رواية الطبراني عن 


.141١ حديث رقم‎ ۱۰٥٤/۲ مسلم في صحيحه‎ )١( 

الحديث رقم :7١1/8‏ أخرجه مسلم في صحيحه 605/١‏ حديث رقم (159 - .)2١١5١0‏ والترمذي 7/ ١6١‏ 
حديث رقم ۱. وابن ماجه 0077/١‏ حديث رقم ۱۷٣١۰‏ . والدارمي ۸/۲ حديث رقم ۷~ 
وأحمد في المسند اا 





حصيو ب و ومح اد بر کے کک ےک عر امو يه عر مص ل ےک عر عي به عر طعي ل عر معيو به عر عسي لي عر 57 


.0 كتاب الصوم/ باب في الافطار من التطوع 


الفصل الثاني 


۹ (4) عن أمْ هانىء [ رضي اللّهُ عنها ]. قالث: لما كانَ يوم الفتح فتح مكة» 
جاءث فاطمة فجلسث على يسار رسول الله بلا 


ابن مسعود وإن كان صائماً فليدع بالبركة كذا في الجامع الصغير للسيوطي”“ والعجب من ابن 
الهمام حيث قال ومنع المحققون كون الضيافة عذراً كالكرخي وأبي بكر الرازي واستدلا بما 
روي عنه عليه الصلاة والسلام إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطراً فليأكل وإن 
كان صائماً فليصل أي فليدع لهم والله أعلم بحال هذا الحديث وقول بعضهم ثبت موقوف على 
ابتداء ثبت ثم لا يقوى قوّة حديث سلمان يعني حديث البخاري آحى النبي يي بين سلمان وأبي 
الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء 
ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال كل فإني صائم قال ما آكل حتى 
تأكل فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له سلمان نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم 
فقال كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن قال فصلينا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا 
ولنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فاعط كل ذي حق حقه فأتى النبي ية فذكر ذلك له 
فقال صدق سلمان”؟ وهذا مما استدل به القائلون بأن الضيافة عذر وكذا ما أسند الدارقطني إلى 
جابر قال صنع رجل من أصحاب رسول الله اة طعاماً فدعا النبي بي وأصحابه فلما أتى 
بالطعام تنحى رجل منهم فقال عليه الصلاة والسلام ما لك قال إني صائم فقال عليه الصلاة 
والسلام تكلف أخوك وصنع طعاماً ثم تقول إني صائم كل وصم يوماً مكانه”". اه. قال 
الشمنى ورواه أبو داود والطيالسى فى مسنده من حديث أبى سعيد الخدري بلفظ أخوك تكلف 
وصنع لك طعاماً وذعاك أفطر واقض يوماً مكانه ورواه الدارقطني من حديث جابر وقال إن 
الرجل الذي صنع أبو سعيد الخدري رضي الله عنه. 


(الفصل الثانى) 
489 (عن أم هانىء) بهمز بعد نون مكسورة بنت أبي طالب (قالت لما كان يوم 
الفتح) أي الفتح الأعظم (فتح مكة) بالجر بدل أو بيان (جاءت فاطمة) أي بنت رسول الله كَل 
(فجلست على يسار رسول الله يَلِدض) ولعل اختيار اليسار كان باشارة منه عليه الصلاة والسلام أو 


.51١ حديث رقم‎ ٤/١ الجامع الصغير‎ )١( 

(۲( البخاري في صحيحه ٠١9/5‏ حديث رقم 1954. 

(۳) فتح القدير ۲۸۲/۲. 

الحديث رقم 701/4: أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۸۲٣‏ حديث رقم 1505. والترمذي ۱۰۹/۳ حديث 


رقم ۷۳١‏ والدارمي ۲۸/۲ حديث رقم .۱۷۳١‏ وأحمد في المسند 5/ .٤١‏ 








aa N‏ يوم سبحا جد 


E ل لايد معو م م ا ماو‎ E EE ET ا ا‎ SO ا‎ NL 


كتاب الصوم/ باب في الافطار من التطوع o‏ 





وم هانىء عن يمينه» فجاءت الوَّليدَةٌ بإناء فيه شرابٌ» فناوّلنه» فشربَ منه» ثم نا ناولّه أ 


چ 
ع 


هانىء فشربث منهء فقالث: يا رسول اللَّه! لقدْ أفطَرْتٌ وكنتٌ صائمةًء فقالَ لها: «أكنتٍ 
تقْضِينَ شيئاً؟» قالتْ: لا. قال: «فلا يضرك إن كانَ تطوّعاً». رواه أبو داود» 0 
لار و ونان ل جب والتزيد جره وف فثالت» باارسول اللا اما إن كنك 
صائمةً فقال : «الصائمْ المتطوْعٌ أميرٌ نفسه؛ إِنْ شاءَ صامَ» وإِنْ شاءَ أفطرَ . 


ايماء إلى قصد توجه قلبه وخاطره إليها بحسن المقابلة والالتئام وإما تواضعاً منها مع بنت عمها 
وأخت زوجها وعمة أولادها مع امكان انها كانت اكير متها واا لعل التمين ارلا بها وهو 
ظاهر قولها (وأم هانىء عن يمينه) فإن الجملة حال من فاعل جلست قال الطيبي أما حال أي 
جاءت فاطمة وجلست على يساره والحال أن أم هانىء عن يمينه وإما عطف على تقدير وجاءت 
أم هانىء فجلست عن يمينه وعلى التقديرين الكلام على خلاف مقتضي الظاهر لأن الظاهر أن 
يقال وأنا جالسة عن يمينه أو جلست عن يمينه فأما أن يحمل على التجريد كأنها تحكي عن 
نفسها بذلك أو أن الراوي وضع كلامه مكان كلامها. اه. يعني به أنه نقل بالمعنى (فجاءت 
الوليدة) أي الأمة (بإناء فيه شراب) أي من ماء فإنه المراد عند الاطلاق (فناولته) أي الجارية 
والضمير المنصوب له عليه الصلاة والسلام والمفعول الثاني [مقدر] وهو الإناء (فشرب منه ثم 


لسبقها بالإيمان أو لكبر سنها أو لأنها كالأجنبية بالنسبة إلى أم أهل البيت رضوان الله تعالى ١‏ 
عليهم أجمعين (فشربت منه فقالت يا رسول الله لقد أفطرت) يحتمل المضي والحال وهو : 


الظاهر ولما سيأتي (وكنت صائمة) أي فما الحكم قال ف الوك ليا 
ايثاراً لما آثرها به من التقدم على بنته سيدة النساء وذلك عندها أشرف وأعلى من الصوم. ١‏ 


مقن أ جلت لها ا ن فى مت اا قن لتعليل الذي ذكره ابن حجر نظر لان 1 


التقديم قد حصل بمجرد المناولة أو قصدها فإنما لم تذكر خوفاً عن فوت سؤره عليه الصلاة 


والسلام (فقال لها أكنت تقضين) أي بهذا الصوم (شيثاً) أي من الواجبات عليك (قالت لا قال ) 
فلا يضرك) أي ليس عليك اثم في فطرك (إن كان) أي صومك (تطوعاً) وهو للتأكيد لأن ‏ 


المتطوّع له أن يفطر بعذر بل بلا عذر ثم لا دلالة فيه على القضاء وعدمه وإنما القضاء يعلم مما 


تقدم تقريره وسبق على وفق المذهب تحريره وأغرب ابن الملك حيث قال يدل على أن له 0 
قضاء على المتطوّع بصوم إذا أبطله وبه قال الشافعي (رواه أبو داود والترمذي) وقال في اسناده ٠‏ 


مقال وكذا قال المنذري قال ولا يثبت وفى اسناده اختلاف كثير أشار إليه النسائى ذكره ميرك 
(وفي رواية لأحمد والترمذي نحوه) بالرفع أي معناه (وفيه) أي في الحديث الذي نحوه (فقالت 


يا رسول الله أما) بالتخفيف للتنبيه (إني كنت صائمة فقال الصائم) أريد به الجنس (المتطؤع) 1 
احتراز من و أداء ونا (أمير نف نفسه) 2 0 ابتداء دفي رواية أمين نفسه بالنون 0 1 


الان (وإن شاء أذ 


RE TERES RS 2 هر 2 جهو‎ 


2 








ا 0 N O‏ ا ما ب را ل ا د وو لد و ا O‏ ار ل E‏ و E‏ 


o۰4‏ كتاب الصوم/ باب في الافطار من التطوع 





)١(-- ١‏ وعن الزُهريٌء عن عُرْوَةَ عنْ عائشةء قالتث: كنتٌ أنا وحفصة 
صائمتّينء فعُرض لَنا طعامٌ اشتهينا» فأكلنا منهُ فقالث حفصةٌ: يا رسول اللَّه! إا كنا 
صائمئّين» فعُرضٌ لنا طعامٌ اشتّهيناة» فأكلنا منه. قال: «أقضيا يوماً آخرٌّ مکالّه». رواء 
الترمذيٌ. وذكرٌ جماعة منّ الحَُمَّاظٍ رَوَوْا عن الزُهِريّ عنْ عائشةً ا ولم يذكروا فيه عن 
عروةًٌ وهذا أصحٌ. 





الصوم إن شاء صام أي أتم صومه وإن شاء أفطر إما بعذر أو بغيره ويجيء حكم القضاء من 
الحديث الذي يليه قال ابن حجر ومر أنه حديث صحيح وأنه رد على من حرم الخروج عن 
النفل. اه. وهو غير صحيح بل ولا حسن وقد مر أنه ضعيف لا يثبت فارجع إلى أرباب 
الاعتماد في معرفة الاسناد فقول ابن حجر وقول الترمذي وفي اسناده مقال مردود ثم قوله أو 
يحمل على السند الذي ذكره فلا ينافي صحته من طريق أخرى مردود أيضاً للاحتياج إلى ثبوت 
اسناد آخر وإلا فهو مجازفة وجراءة. 


°۸۰ - (وعن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كنت أنا وحفصة) بالرفع (صائمتين ن( 
أي نفلا (فعرض لنا طعام) على بناء المجهول أي عرضه لنا أحد [أي على طريق الهدية]. ولفظ 
ابن الهمام فجاء رسول الله ية فبدرتني إليه حفصة وكانت ابنة أبيها فقالت وفي نسخة بصيغة 
المعلوم أي فظهر لنا طعام (اشتهينا فأكلنا منه فقالت حفصة) أي على طريق الحكاية كما سيأتي 
(يا رسول الله إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه قال اقضيا يوماً آخر مكانه) أي 
بدله قال ابن الملك يدل على أن من أفطر في التطوّع يلزمه القضاء مكانه قال الخطابي هذا 
القضاء ء على سبيل التخيير والاستحباب لأن قضاء شيء يكون حكمه حكم الأصل فكما أن في 
الأصل كان الشخص فيه مخيراً فكذلك في قضائه أقول هذا منقوض بالحج والعمرة إذا كانا 
نفلين وفسدا فإن قضاءهما واجبان اتفاقاً وقال ابن الهمام وحمله على أنه أمر ندب خروج عن 
ا يخا موحي جل فرت نيما برجب وواد من رل تعالى :رلا تبطلوا أعمالكم » 
[محمد ‏ *”7] . (رواه الترمذي وذكر) أي الترمذي (جماعة من الحفاظ) أي صفتهم أنهم (رووا 

عن الزهري عن عائشة مرسلا) قال الطيبي لأن الزخري ل يدركها . اه. فقول الترمذي مرسلا 
أي منقطعاً (ولم يذكروا) أي جماعة الحفاظ (فيه) أي في اسناد الحديث (عن عروة) بين 
الزهري وعائشة (وهذا) أي كونه مرسلاً (أصح) قال ابن الهمام أعمله الترمذي بأن الزهري لم 
يسمع من عروة فقال روي هذا الحديث صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة عن 
الزهري عن عروة عن عائشة وروي مالك بن أنس ومعمر بن عبيد الله بن عمرو بن زياد بن 
لإ العو ا او ا ا ع ا 
أسند أي الترمذي إلى ابن جريج قال سألت الزهري أحدثك عروة عن عائشة قال لم أسمع عن 
Cy‏ ا ا ا ار الوا 


الحديث رقم :۲٠۸١‏ أخرجه أبو داود في السنن 877/7 حديث رقم 04017. والترمذي في السنن ؟/ 
حديث رقم .۷١‏ ومالك في الموطأ 701/١‏ حديث رقم ٠١‏ وأحمد في المسند 77/5. 








A RETIREE 


REME‏ عونت يك SALOON E SAO RENT‏ ا 


كتاب الصوم/ باب في الافطار من التطوع وده 





ورواه ابو داود» عن رَمَيْلُ مولى عروة» عن عروة» عن عائشة . 





عائشة عن هذا الحديث . (ورواه أبو داود) أي من حديث يزيد بن الهاد (عن زميل) بالتصغير 
(مولى عروة عن عروة عن عائشة) قال ميرك نقلاً عن التصحيح قال البخاري لا يعرف لزميل 
بطاح عن عرو ولا امريد عنعن قعل SSR‏ ا 
وزميل ديرك . اه. E‏ وهو ابن 5 وعباس مولى عروة ! بن الزيير ولو 
اشتراط العلم بذلك والمختار الاكتفاء بالعلم بالمعاصرة ولو سلم اعلاله واعلال الترمذي فهو 
قاض" على هذا الطريق فإنما يلزمه لو لم يكن له طريق آخر لکن قد رواه ابن حبان في 
صحيحه من غيرها عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة قالت اصبحت 
أنا وحفصة صائمتين متطوعتين الحديث ورواه ابن أبي شيبة من طريق آخر عن خصيف عن 
سعيد بن جبير أن عائشة وحفصة الحديث ورواه الطبراني في معجمه من حديث خصيف عن 
عكرمة عن ابن عباس أن عائشة وحفصة ورواه البزار من طريق غيرها عن حماد بن الوليد عن 
عبيد الله بن عمرو عن نافع عن ابن عمر قال أصبحت عائشة وحفصة وحماد بن الوليد لين 
الحديث وأخرجه الطبراني من غير الكل في الأوسط ثنا موسى بن هارون ثنا محمد بن مهران 
الجمال قال ذكره محمد بن أبي سلمة المكي عن محمد بن عمرويه عن أبي سلمة عن أبي 
هريرة قال أهديت لعائشة #وحقصة هدية وهنا اتياق فاكلا منه ودرا ذلك اسول اله كله 
فقال أقضيا يوماً مكانه ولا تعودا ققد :ثبت هذا اديت بوتا لا مز :له لو كان كل طريق: من 
هذه ضعيفاً لتعددها وكثرة مجيئها وثبت في ضمن ذلك أن ذلك المجهول في قول الزهري فيما 0 
أسند الترمذي إليه عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث ثقة أخبر بالواقع فكيف وبعض 
طرقه مما يحتج”'' به . أه. وبهذا بطل ما قال ابن حجر وقد بسط النووي في شرح المهذب 

عن البيهقي وغيره الكلام على سند هذا الحديث وبين أنه حديث ضعيف لا يقوم به حجة على 
0 القضاء EGE‏ خبأنا لك حيساً فقال إني كنت أريد العم ولكن 

مض القوم من سه إني صادم فال عاب لصا واللام دعاك أحوكم وتكاف لكم ثم قال 
له انطن رصم يوماً شكانه إن د . اه. وهو ليس نصاً في مدعاه لاحتمال كون الشرطية 
متعلقة بأفطر والجملة بينهما اعتراضية وفائدتها الاشعار بأن الأمر ليس فيه للوجوب وبأن 
الأفضل هو الافطار للاتفاق على عدم وجوب الافطار المفهوم من حديث مسلم السابق جمعاً 
بين الأحاديث”"' مهما أمكن والله أعلم . 


(۱) فتح القدير ۲۸۱/۲. (۲) المصدر السابق. 
(۳) في المخطوطة «قاصر». (4) فتح القدير ۲۸۱/۲. 


م ا ا ل E al‏ 


موي مح دعم روا ی ا در ر لا يت ا ی ا 
ا دك ١ 1 f AN‏ 











۲۰۸1 -(5) وعن م عُمارةَ بنتِ كعب» أن النبيئ ب د دخل علّيهاء افدّعث له بطعام». 
فقال لها: «كُلي» فقالث: إني صائمة. فقال النبي يَلِه: «إِنَّ الصَّائمَ ! كاك عند مل 


0 عليه الملائكةٌ حتى يفرغوا». روأه أحمد» والترمذي› وابنْ ماجه» والدارمىّ 


الفصل الثالث 


۲ -_(۷) عن بريدةً» قال : TT‏ فقال 


4 رسول الله ي : «العّداءَ يا بلال!» قال: إني صائمٌ يا رسو اللَه! فقال رسولٌ الله كل : 


ل عط ب يه ل كاوه ل لامو او ا 


2 ne 





«نأكل رزقّناء وفضل رزقٍ بلال في الجنّةِ؛ أشعَرْتَ يا بلال أنَّ الصَّائمٌ تسبح عظامُه» 
وتستغفْرٌ له الملائكة 1 





١‏ (وعن أم عمارة) بضم العين وتخفيف الميم واسمها نسيبة (بنت كعب) أي 
0 (أن النبي ئي دخل عليها فدعت) أي طلبت (له بطعام فقال لها كلي فقالت إني 

ئمة فقال النبي يكلل) أي تفريحاً باتمام صومها (إن الصائم ! إذا أكل عنده) أي ومالت نفسه إلى 
ا واشتد صومه عليه (صلت عليه الملائكة) أي استغفرت له عوضاً عن مشقة الأكل (حتى 
يفرغوا) أي القوم الآكلون (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه) قال ميرك كلاهما من طريق حبيب 
ابن زيد عن مولاة لهم يقال لها ليلى [عن جدته أم عمارة وقال الترمذي حسن صحيح وروي 
النسائي عن ليلى] مرسلاً (والدارمي) . 


(الفصل الثالث) 

۲ - (عن بريدة) بالتصغير (قال دخل بلال على رسول الله بل وهو يتغدى) أي يأكل 
الغداء وهو طعام أول النهار (فقال رسول الله كك : الغداء) بالنصب لفعل مقدر أي أحضره أو 
ائته (يا بلال قال إني صائم يا رسول الله فقال رسول الله ية نأكل رزقنا) أي رزق الله تعالى 
الذي أعطانا الآن (وفضل رزق بلال) [مبتداً] أي الرزق الفاضل على ما نأكل (في الجنة) أي 
جزاء له على صومه المانع من أكله قال الطيبي الظاهر أن يقال ورزق بلال في الجنة إلا أنه 1 
لفظ فضل تنبيهاً على أن رزقه الذي هو بدل من هذا الرزق زائد عليه ودل آخر كلامه على أن 
أمره الأول لم يكن للوجوب انتهى ثم زاد عليه الصلاة والسلام في ترغيب بلال في الصوم 
بقوله (أشعرت) استفهام انكار أي أما علمت (يا بلال أن الصائم يسبح عظامه) لا مانع من حمله 
على حقيقته وأن الله تعالى بفضله يكتب له ثواب ذلك التسبيح لأنه وإن لم يكن له فيه اختيار 
هو ناشيء عن فعله الاختياري وهو صومه ذكره ابن حجر وفيه أن هذا التعليل غير محتاج إليه 
إذا بنى الكلام على فضله تعالى كما لا يخفى (ويستغفر له الملائكة) وفي نسخة بتأنيث الفعلين 





الحديث رقم :۲٠۸١‏ أخرجه الترمذي في السنن ۳/ ٠١۳‏ حديث رقم .۷۸٩‏ وابن ماجه 0677/1١‏ حديث 
رقم .۱۷٤۸‏ والدارمي ۲۸/۲ حديث رقم 4 ». وأحمد فى المسند .۳٠١ /١‏ 


1 الحديث رقم : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 7917/9 حديث رقم 5085. 


كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 0 





00 
ما اکل عنده؟) . رواه البيهقئ فى لاشعب الإيمان». 


(۸) باب ليلة القدر 





(ما أكل) ظرف ليسبح ويستغفر (عنده) أي ما دام يؤكل عند الصائم جزاء على صبره حال 
جوعه (رواه البيهقي في شعب الإيمان) ورواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما من رواية بقية حدثنا 
محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة عن أبيه ومحمد بن عبد الرحمن هذا مجهول وبقية , 
ابن الوليد مدلس وتصريحه بالحديث لا يفيد مع الجهالة نقله ميرك عن المنذري . 


(باب ليلة القدر) 


أي فضيلتها وبيان أرجى أوقاتها قال النووي قال العلماء وإنما سميت بذلك لما يكتب 
فيها الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة لقوله تعالى: #فيها يفرق 
كل أمر حكيم € [الدخان  .]٤‏ وقوله تعالى: #تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل ٠‏ 
أمر سلام هي حتى مطلع الفجر € [القدر 5 6]. ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها 
ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره له وقيل سميت 
بها لعظم قدرها وشرف أمرها وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر . 
للأحاديث الصحيحة المشهورة قال القاضي عياض: اختلفوا في محلها فقال بعضهم هي تكون ١‏ 
منتقلة في سنة في ليلة وفي سنة أخرى في ليلة أخرى وهذا يجمع , بين الأحاديث الدالة على 
الأوقات المختلفة وهو قول مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وقال غيرهم إنما تنتقل 
في العشر الأواخر من رمضان وقيل إنها معينة لا تنتقل أبداً وعلى هذا قيل هي في السنة كلها . 
وهو قول ابن مسعود وأبي حنيفة وقيل في شهر رمضان كله وهو قول ابن عمر وجماعة من 
الصحابة وقيل تختص بالأوتار من العشر. اه. وقيل تختص بالسبعة والعشرين وعليه كثير من 
العلماء وقال بعض علمائنا ذهب أكثر أهل العلم إلى أن ليلة القدر إحدى ليالي السبع الأواخر ٠‏ 
وهي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وسبع وعشرين وقيل أو ليلة من رمضان أو ليلة نصفه : 
أو ليلة سبع عشرة وقيل ليلة نصف شعبان وهل هي خاصة بهذه الأمة فالأصح : نعم ذكره ابن ۰ 
حجر والله ا ل ا ه الأمة 0 العمر 
قال التوربشتى إنما جاء القدر بتسكين الدال وإن كان 0 الذي هو قرين القضاء '. 
فتح الدال ليعلم أنه لم يرد بذلك فإن القضاء سبق الزمان وإنما أريد به تفصيل ما قد جرى به 7 
القضاء وتبيينه وتحديده في المدة التي بعدها إلى مثلها من القابل ليحصل ما يلقى إليهم فيها . 


مقدار بمقدار 5 








کر 3 8 grr x‏ 
اس ا ی ا 


۰۸ كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 





4 ٠ 
الفصل الأول‎ 
عن عائشة رضي الله عنهاء قالت: قال رسول الله يكةِ: «تحرّوا ليله‎ )١( - ۳ 
القذرِ في الوثّرٍ من العَشْرِ الأواخر منْ رمضانٌ؟. رواه البخاري‎ 
وعن ابن عمرء قال: إِنَّ رجالاً من أصحاب النبيّ بيا أروا ليلة القَدْرِ‎ )1( ٤ 
في المّنام في السبع الأواخرء‎ 





(الفصل الأوّل) 
١87‏ - (عن عائشة قالت: قال رسول الله يي : تحروا) أي اطلبوا (ليلة القدر فى الوتر) 


أي في ليالي الوتر (من العشر الأواخر من رمضان) في النهاية أي تعمد و طلنها كنبا ر یدوا 
فيها (رواه البخاري) . 


4 (وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال إن رجالاً من أصحاب النبي يل أروا) على 
بناء المفعول من الإراءة وأصله أريوا أي أراهم الله (ليلة القدر) أي تعيينها (في المنام) قال ابن 
الملك أي خيل لهم في المنام ذلك تبعاً للطيبي في أنه من الرؤيا فحينئذ يحتاج إلى التجريد 
ليستقيم قوله في المنام فتنبه فإنه وجه نبيه (في السبع الأواخر) أي من رمضان فبعضهم رآها في 
ليلة الثالث والعشرين وبعضهم في ليلة الخامس والعشرين وكذلك رأوها جميعهم . اه. ولعل 
أخذ الايتار من دليل آخر وأراد بالسبع السبع المحقق وإلا فأوّل السبع الأواخر إنما هو الرابع 
والعشرون أو الثاني والعشرون بناء على دور أُوَلَ الشهر كما أن الأوّل مبني على دور آخره قال 
الطيبي أراد السبع التي تلي آخر الشهر أو أراد السبع بعد العشرين قيل وهذا أولى ليدخل فيها 
الحادية والعشرون والثالثة والعشرون. اه. وفيه أن اطلاق السبع الأواخر على السبع بعد 
العشرين غير منطبق فإن الحادية والعشرين آخر السبع الثالث من الشهر وأوّل السبع الرابع إنما 
هو الثالثة والعشرون وأوّل أوتارها الثالثة والعشرون فتأمل خوفاً من الزلل وقال بعضهم السبع 





الحديث رقم ۲۰۸۳: أخرجه البخاري في صحيحه 7094/4. حديث رقم ۲۰۱۷. ومسلم في صحيحه ۲/ 
4 حديث رقم (۲۱۹ - ۱۱۹۹). وأبو داود في السنن ١١١/7‏ حديث رقم 1780. والترمذي 
۳ حديث رقم 47. ومالك في الموطأ ۳۱۹/۱ حديث رقم ٠١‏ من كتاب الاعتكاف. 
وأحمد في المسند 1/ 50. 

الحديث رقم ۲۰۸: أخرجه البخاري في صحيحه 707/4؟. حديث رقم .۲٠٠١‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 
۲ حديث رقم (75- )١٠١١‏ ومالك في الموطأ ۳۲۱/۱ حديث رقم ١4‏ من كتاب الاعتكاف. 
وأحمد في المسند 0 


LEN EFRON RD N جع موا‎ ED CA الور ووه أجل كاد رليم‎ BELTS Ni “ار يا مومع‎ N وقد‎ EE ب‎ ETE 0 ام‎ E E EY EON E N 








1 0 الصوم/” باب ليله ا اا ا ا ٠‏ ۹ 





فقال رسول الله كلهِ: «أرى رؤياكم» قد تواطأث في السبع الأواخرء فمن كان مُتحرّيها 
فلْيَتَحوّها في السبع الأواخر». متفق عليه. 


46 -(") وعن ابن عبّاس» أنَّ النبئ ية قال: «التمسوها في العشر الأواخر من 


إنما يذكر في ليالي الشهر في أول العدد ثم في سبع عشرة ثم في سبع وعشرين. اه. فلعل 
جميع الأواخر باعتبار جنس السبع والتحري لمجرد طلبها والاجتهاد فيها بالطاعة والعبادة (فقال 
رسول الله ب أرى رؤياكم قد تواطأت) وفي نسخة صحيحة قد تواطت بلا همزة وكتبت الهمزة 
في نسخة بالحمرة بين الطاء والتاء قيل أصله تواطأت بالهمزة فقلبت ألفاً وحذفت وقد روي 
بالهمزة أيضاً والتواطؤ التوافق وقال النووي هكذا هو في النسخ بطاء ثم تاء وهو مهموز وكان 
جح اكب الالح رين عاد واد راو لع برا عور EE‏ 

حرم الله وقال الشيخ التوربشتي المواطأة الموافقة وأصله أن يطأ الرجل برجله موطأ صاحبه وقد 
رواه بعضهم بالهمزة وا متا ا أي توافقت (في السبع الأواخر) أي عليها (فمن كان 
ريا ا ا ا ا ف و 
الشيء إذا قصد حراه أي جانبه أو طلب الأحرى (فليتحرها في السبع الأواخر) قال التوربشتي 
السبع الأواخر يحتمل أن يراد بها السبع التي تلي آخر الشهر وأن يراد بها السبع بعد العشرين 
وحمله على هذا أمثل لتناوله إحدى وعشرين وثلاثاً وعشرين قلت ولتحقق هذا السبع يقيناً 
وابتداء فخلاف ذاك وإن كان بحسب الظاهر هو المتبادر والله أعلم بالسرائر وقوله فليتحرها في 
السبع الأواخر لا ينافي قوله فالتمسوها في العشر الأواخر لأنه عليه الصلاة والسلام لم يحدث 
بميقاتها مجزوماً فذهب كل واحد من الصحابة بما سمعه ورآه هو وقال الشافعي والذي عندي 
والله أعلم أن النبي يي يجيب على نحو ما سئل عنه يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها 
في ليلة كذا فعلى هذا تنوع كل فريق من أهل العلم. اه. وتبعه ابن حجر وذكر مثل ما ذكر لكن 
فيه أنه ما يحفظ حديث ورد بهذا اللفظ فكيف يحمل عليه جميع ألفاظ النبوّة ثم قال التوربشتي 
والذاهبون إلى سبع وعشرين هم الأكثرون ويحتمل أن فريقاً منهم علم بالتوقيت ولم يؤذن له في 
الكشف عنه لما كان في حكم الله المبالغة في تعميتها على العموم لئلا يتكلوا وليزدادوا جدا 
واجتهاداً في طلبها ولهذا السر أري رسول الله ية ثم أنسي. اه. وتبعه ابن حجر وفيه اشكال لا 
يخفى من تناقض كلامه الأخير مقاله الأول فإنه إذا كان صاحب النبوّة أنسي فالعلم بالتوقيت 
كيف ألغي هذا إذا كان الضمير في منهم للصحابة وإن كان للقوم السادة الصوفية ففي اطلاق 
العلم على ما يحصل لهم من الإلهام وغيره محل توقف والله أعلم. (متفق عليه 


6 (وعن ابن عباس أن النبي ية قال التمسوها في العشر الأواخر من 


الحدیث رقم :٠١86‏ أخرجه البخارى فى صحيحه .7١ /٤‏ حديث رقم ۲۰۲۱ وأبو داود فى السنن ۲/ 
: 3 حر جه البخاري في صح ۳ بو داود في 


٠‏ حديث رقم 1547. والترمذي ”/ ١١‏ حديث رقم 44. والدارمي ٤٤/٣‏ حديث رقم 
NS ۱۸۱‏ ك الاعتكاف. 





0۱1۰ كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 





رمضادء ليْلَةَ القدر : في تاسعة تبقى» في سابعة تبقى» في خامسة تبقى». رواه البخاري . 


٢‏ (4) وعن أبي سعيدٍ الخدري» أنَّ رسول الله بلا اعتكف العشرّ الأول من 
رَمضانَء ثم اعتكفٌ العَشرّ الأوسط 





رمضان ليلة القدر) قال الطيبي الضمير المنصوب مبهم يفسره قوله ليلة القدر كقوله تعالى: 
«فسواهن سبع سموات € [البقرة ‏ ۲۹]. وليس في نسخ المصابيح هذا الضمير وأما قول ابن 
يواض اك الهاي يل ور اح تبعل بعت رد كل اد كوه ررانه 
لأنه لو كان تحريفاً لما اتفق عليه النسخ ومحيي السنة عظيم المرتبة فالأنسب نسبة القصور في 
عنم الاطلاع إلا قن التجامع کے کے دل ر إل ر ا 
في الصلاة عن ابن عباس وروي الطبراني عن معاوية بلفظ التمسوا ليلة القدر لسبع وعشرين © 
وروي نصر عنه التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان" فان الروايات كلها بدون الضمير 
على أن الجمهور جوزوا النقل بالمعنى إذا لم يكن مخلاً بالمعنى (في تاسعة) بدل من قوله في 
العشر الأواخر (تبقى) صفة لما قبله من العدد أي يرجي بقاؤها (في سابعة ت تبقى في خامسة 
تبقى) الظاهر أنه أراد التاسعة والعشرين والسابعة والعشرين والخامسة ا وقال الطيبي 
رحمه الله : قله في تاسعة تبقئ الليلة العائئة والعكترون تاش من الأعداة الباقية والرابعة 
والعشرون سابعة منها والسادسة والعشرون خامسة منها وقال الزركشي تبقى الأولى هي ليلة 
إحدى وعشرين والثانية ليلة ثلاث وعشرين والثالثة ليلة خمس وعشرين هكذا قاله مالك وقال 
بعضهم إنما يصح معناه ويوافق ليلة القدر وتراً من الليالي إذا كان الشهر ناقصاً فإن كان كاملاً 
فلا يكون إلا في شفع فتكون التاسعة الباقية ليلة اثنين وعشرين والخامسة الباقية ليلة ست 
وعشرين والسبعة الباقية ليلة أربع وعشرين على ما ذكره البخاري بعد عن ابن عباس ولا 
يصادف واحد منهن وتراأً وهذا على طريقة العرب في التاريخ إذا جاوزوا نصف الشهر فإنما 
يؤرخون بالباقي منه لا بالماضي (رواه البخاري) . 


7 (وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله بي اعتكف العشر الأول) بتشديد الواو 
كذا في النسخ والظاهر بضم الهمزة وتخفيف الواو ولعل أفراده باعتبار لفظ العشر (من رمضان) 
بيان للعشر (ثم اعتكف العشر الأوسط) قال الزركشي [كان] قياسه الوسطي لأن العشرة مؤنث 
بدليل قوله في الرواية الأخرى العشر الأواخر ووجه الأوسط أنه عر ايه اولان لع 
مذكر ورواه رعذ بعضهم الوسط بضمتين جمع واسط كبازل وبزل وبعضهم بذ بضم الواو وفتح السين 





.11008 ذكره في كنز العمال 079/4 حديث رقم‎ )١( 
.71175 ذكره في كنز العمال 51704 حديث رقم‎ )( 
/۲ أخرجه البخاري في صحيحه 157/4. حديث رقم ۲۰۱. ومسلم في صحيحه‎ :5١87 الحديث رقم‎ 
ومالك في‎ .١787 حديث رقم‎ ٠١9/7 وأبو داود في السنن‎ .)۱۱١۷ - ۲۱۳( حديث رقم‎ ٤ ٤ 
من كتاب الاعتكاف.‎ ٩ الموطأ ۳۱۹/۱ حديث رقم‎ 1 


جر Ser j (es ED o E EE f N EE EE E‏ سوا يه ب وعد به ع جد ح E‏ ب EE‏ دعر وعد يد م RE‏ بصو ع مسد حر معد E‏ م ممع 
N E N NE NEE ٠‏ مف عي مره ا بع E‏ سد و ع E‏ م ب ا مع يد رخ يد کي E EE SEAS ١‏ ا . 


لع مسي ل عم سمح ا امس ب ص ع عسل ل امح سس سس بي يه ی مسد تت ينيب لاجس سدم سي سب ی مناه سسب للدم ی کک د ا يت 0 


كتاب الصوم/ باب ليلة ا 0١4١‏ 0 


i 
ê 
ار‎ 

1 








في قبَّة تَرْكيَةء E‏ إني أعتكفٌ العشرّ الأول ألتمس هذه الليلةء ثم 
أَعتَكفُ العشرّ الأوسطء ثم تيت فقيل لي: «إنها في العشر الأواخرء فمن كان اعتكفَ معي 
فليعتكن العشرّ الأواخرّء 


جمع وسطي ككبر وكبرى. اه. فقول ابن حجر وفي رواية الموطأ الوسط بضمتين جمع 2 
وسطي غير صحيح لأن فعل بضمتين لا يكون جمعاً لفعلي بل لنحو فاعل (في قبة تركية) وهي / 
قبة صغيرة مستديرة من ليود قاله النووي ضربت في المسجد يقال لها الخرقان وتسمى بالفارسية ٠.‏ 
خركاه (ثم أطلع رأسه) بسكون الطاء المخففة أي أخرجه من القبة (فقال إني اعتكفت) بصيغة 1 
المتكلم حكاية حال ماضية تصوير للاجتهاد في تحريها قاله الطيبي وفي نسخة اعتكف (العشر 7 
الأول التمس) حال أي اطلب (هذه الليلة) يعني ليلة القدر (ثم اعتكفت) بالفتحتين (العشر ل 
الأوسط) قال النووي كذا في جميع نسخ مسلم والمشهور في الاستعمال تأنيث العشر وتذكيره 

أيضاً لغة صحيحة باعتبار الأيام أو باعتبار الوقت والزمان ويكفي في صحتها ثبوت استعمالها في ١‏ 
هذا الحديث من النبي بي (ثم أتيت) على بناء المجهول أي أتاني آت من الملائكة (فقيل لي) ‏ / 
أي قال لي الملك (إنها) أي ليلة القدر (في العشر الأواخر) قال الطيبي فإن قلت لم خولف بين 7 
الأوصاف فوصف العشر الأول والأوسط بالمفرد والآخر بالجمع قلت تصوّر في كل ليلة من 
ليالي العشر الأخير ليلة القدر فجمعه ولا كذلك في العشرين (فمن كان اعتكف) أي أراد 
الاعتكاف (معي) وقال ابن الملك أي من أراد موافقتي وقال الطيبي وإنما أمر بالاعتكاف من 
كان معه في العشر الأول والأوسط لئلا يضيع سعيهم في الاعتكاف والتحري وقال ابن حجر 
ليس للتقييد بل لإفهامه إن من لم يكن معتكفاً معه أولى (فليعتكف العشر الأواخر) قيل فائدة 
الجمع هنا التنبيه على أن كل ليلة منها يتصوّر فيها ليلة القدر بخلاف العشر الأول والأوسط قال 
الطيبي والأمر بالاعتكاف للدوام والثبات قال النووي في بعض نسخ مسلم فليثبت من الثبوت 
وفي بعضها فليلبث من اللبث وفي أكثرها فليبت في معتكفه من المبيت وكله صحيح قال ابن 
الهمام قد ورد أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف العشر الأوسط فلما فرغ أتاه جبريل عليه الصلاة 
والسلام فقال إن الذي تطلب أمامك يعني ليلة القدر فاعتكف العشر الآخر وعن هذا ذهب | 
الأكثر أنها في العشر الآخر من رمضان فمنهم من قال في ليلة إحدى وعشرين ومنهم من قال ا 
في ليلة سبع وعشرين وقيل غير ذلك وعن أبي حنيفة أنها في رمضان فلا يدري أية ليلة هي وقد 
تتقدم وتتأخر وعندهما كذلك إلا أنها معينة لا تتقدم ولا تتأخر هذا النقل عنهم في المنظومة 
والشروح وفي فتاوى قاضي خان قال وفي المشهور عنه أنها تدور في السنة تكون في رمضان 
وتكون في غيره فجعل ذلك رواية وثمرة الخلاف تظهر فيمن قال أنت حر أو أنت طالق ليلة 
القدر فإن قاله قبل دخول رمضان عثق وطلقت إذا انسلخ وإن قال بعد ليلة منه فصاعداً لم يعتق 
. حتى ينسلخ رمضان العام القابل عنده وعندهما إذا جاء مثل تلك الليلة من رمضان الاتي قال 
وفيها أقوال أخر قيل هي أول ليلة من رمضان وقال الحسن ليلة سبع عشرة وقيل تسع عشرة 
وعن زيد بن ثابت ليلة أربع وعشرين وقال عكرمة ليلة خمس وعشرين وأجاب أبو حنيفة عن 
الأدلة المفيدة لكونها في العشر الأواخر بأن المراد في ذلك رمضان الذي كان عليه الصلاة 














E E O E I RE ERE 7‏ اوم ب ا ا 





فقد أريتُ هذه الليلة» ثم أَنْسيْتهاء وقد رأيثني أسجدٌ في ماءِ وطين من صبيحتهاء فالتمسُوها 
في العشر الأواخر والتمسُوها في كلّ وتر». قال: فُمطرتٍ السّماء تلك الليلةَء وكان 
المسجدٌُ على عريش» فوَكفٌ المسجدٌء فَبَصُرَتْ عينايّ رسول الله يكل 





والسلام التمسها فيه والسياقات تدل عليه لمن تأمل طرق الأحاديث وألفاظها كقوله إن الذي 
تطلب أمامك وإنما كان يطلب ليلة القدر من تلك السنة وغير ذلك مما يطلع عليه الاستقراء 
ومن علاماتها أنها بلجة أي مشرقة كذا في النهاية [ساكنة] لا حارّة ولا قارة تطلع الشمس 
صبيحتها بلا شعاع كأنها طمست كذا قالوا وإنما أخفيت ليجتهد في طلبها فينال بذلك أجر 
المجتهدين في العبادة كما أخفى سبحانه الساعة ليكونوا على وجل من قيامها بغتة والله أعلم 
(فقد أريت) بصيغة المجهول المتكلم (هذه الليلة) أي معينة (ثم أنسيتها) وفي البخاري أو 
نسيتها بضم النون وتشديد السين والمراد نسيان تعيينها في تلك السنة قاله الزركشي قيل ولعل 
الحكمة في نسيانها أن لا يشتغل الناس بتعظيمها ويتركوا تعظيم سائر الليالي قال ابن حجر 
المراد أنه أخبر بأنها ليلة كذا ثم أنسي ما أخبر به والمخبر بذلك جبريل وأما كونه اطلع عليها 
فرآها فأمر محتمل قلت إذا كان محتملاً فكان عليه أن يقول الظاهر أن فالمراد قال ثم رأيت 
القفال من أئمة أصحابنا"“ قال معناه أنه رأى من يقول له في النوم ليلة القدر ليلة كذا وعلامتها 
كذا وليس معناه أنه رأى ليلة القدر نفسها لأن مثل ذلك لا ينسى أي في صحبتها (وقد رأيتني) 
أي في المنام ومن خصائص أفعال القلوب اتحاد فاعلها ومفعولها (أسجد) بالرفع حال وقيل 
تقديره أن أسجد أي ساجداً (فى ماء وطين) أي على أرض رطبة ولعل أصله فى ماء وتراب 
وسمي طيناً لمخالطته به مآلا ولإيماء إلى غلبة الماء عليه أو لا ومنه ما روي كنت نبينا وآدم بين 
الماء والطين مع ما في الآية #خلقته من طين € [الأعراف  .]٠١‏ وفي حديث قدسي خمرت 
طينة آدم بيدي أربعين صباحاً (من صبيحتها) وفي المصابيح في صبيحتها أي في صبيحة ليلة 
القدر فنسيت أية ليلة كانت (فالتمسوها في العشر الأواخر) أي من رمضان (والتمسوها من كل 
وتر) أي من ذلك العشر فإنه أرجى لياليها (قال) أي أبو سعيد (فمطرت) [بفتحتين] (السماء تلك 
الليلة) أي التي أريها رسول الله يي (وكان المسجد على عريش) بفتح فسكون وهو بيت سقفه 
من أغصان الشجر أي بني على صوغ عريش وهو ما يستظل به قال ابن حجر أي على مثل 
العريش لأن عمده كانت جذوع النخل فلا يحمل ثقلاً على السقف الموضوع عليها فالعرش هو 
نفس سقفه لأنه كان مظللاً بالجريد والخوص”" من غير زيادة شيء آخر يكن من المطر الكثير 
انتهى وقوله فالعرش هو نفس سقفه مخالف لما في النهاية عيدان تنصب ويظلل عليها وفي 
القاموس العرش البيت الذي يستظل به كالعريش انتهى والبيت جدران أربعة من حجر أو مدر أو 
خشب (فوكف المسجد) أي قطر سقفه ونزل ماء المطر من سقفه (فبصرت) أي رأت (عيناي 
رسول الله يَك) قيل يقال بصر بضم الصاد أي علم وقد استعمله أبو سعيد بمعنى أبصرت لا 


0 () فت القدیر 500/5 | ٠‏ () الخوص: ورق النخل. 








کتاب الصوم/ باب ليلة القدر o1۲‏ 


وعلى جبهته أثرٌ الماءِ والطين من صبيحة إحدى وعشرين. متفق عليه في المعنى . واللفظ 
لمسلم إلى قوله: «فقيل لي: إنها في العشر الأواخر» والباقي للبخاري 
۷ - (0) وفي رواية عبد الله بن أَنَيْس قال: «ليلة ثلاث وعشرين» رواه مسلم. 


4 -(1) وعن زر بن حبش قال: سألتُ أبيّ بن 





بمعنى علمت لأنه قال فبصرت عيناي ولم يورد في كتب اللغة بصر بمعنى رأى فلعله على 
حذف الزوائد. اه. يعني إن البصر هنا بمعنى الابصار كما في النهاية وقال البيضاوي في قوله 
قال بصرت بما لم يبصروا به أي علمت أو رأيت (وعلى جبهته أثر الماء والطين) جملة حالية 
قال الطيبي قوله فبصرت عيناي مثل قولك أخذت بيدي ونظرت بعيني وإنما يقال في أمر يعز 
الوصول إليه SR‏ الغريبة ومن 5 ثم أوقع رسول الله اة مفعولاً 
وعلى جبهته حالاً منه وكان الظاهر أن يقال رأيت على جبهة رسول الله ية أثر الماء والطين 
قال النووي قال البخاري كان الک سينا الحديث على أن السنة للمصلي أن لا يمسح 
جبهته في الصلاة وكذا قال العلماء وهذا محمول على أنه كان شيئاً يسيراً لا يمنع مباشرة بشرة 
الجبهة للأرض فإنه لو كان كثيراً لم تصح صلاته في شرح السنة وفيه دليل على وجوب السجود 
على الجبهة ولولا ذلك لصانها عن الطين قال ابن حجر وفيه نظر إذ كيف يصونها عنه 
وسجودها عليه جعل علامة له على هذا الأمر العظيم. اه. وفيه أنه لا يلزم من جعله علامة له 
أن يسجد عليه من غير صيانة الجبهة بكور عمامة أو كم أو ذيل ونحو ذلك والظاهر أن هذا 
مراد البغوي وإلا فلا منازع له في أن السجود على الجبهة واجب قال محيي السنة وفيه أن ما 
رآه النبي بيه في المنام قد يكون تأويله أنه يرى مثله في اليقظة (من صبيحة إحدى وعشرين) 
يعني الليلة التي رأى رسول لله 5 أنها ليلة القدر هي ليلة الحادي والعشرين كذا قيل والأظهر 
أن من بمعنى في وهي متعلقة بقوله فبصرت (متفق متفق عليه في المعنى واللفظ لمسلم إلى قوله فقيل 
لي إنها في العشر الأواخر والباقي للبخاري) أي لفظاً. 


Y AV‏ - (وفي رواية عبد الله بن أنيس) مصغرا كذا في الأصول المصححة في رواية عبد الله 


ووقع في أصل الطيبي في حديث عبد الله ولذا قال ولو قال في روايته لكان ار لاه لس تحديت 
آخر بل رواية أخرى والاختلاف في زيادة ليلة واختلاف العدد بأنه سبع أو إحدى وعشرون (قال ليلة 
ثلاث وعشرين) بجر ليلة في النسخ المعتبرة والظاهر أنه عوض من صبيحة إحدى وعشرين وقال ابن 
الملك أي ليلة القدر هي ليلة ثلاث وعشرين لأنه أمره عليه الصلاة والسلام بقيام تلك الليلة فليلة 
مرفوعة وفي نسخة بالنصب على الظرفية (رواه مسلم) أي تلك الرواية . 


۸ - (وعن زر) بكسر الزاي وتشديد الراء (ابن حبيش) مصغراً (قال سألت أب بن 





الحديث رقم 81١؟:‏ أخرجه مسلم في صحيحه ۷/۲ حديث رقم (1158-1714). 


الحديث رقم :۲٠۸۸‏ أخر جه مسلم في صحيحه ۲/ ۸۲۸. 





ر عه ر معد ر و ور سير جر لمع و ر رو ر رعو حر و جاع کے کے معو ر اک ع عع ل ور مهوي رح ر دک عي لصوي مج عر المي د حر معو د عر د ف کہ ےکک کے 


2 _ أنها تطلع الشمس البيضاء فضمير أنها للقصة (لا شعاع لها) 


أراد أن لا يتكلّ الناسٌ أما إِنّه قد عَلِمَ أنها في رمضانٌ» ؤأنها فى :العشن الأواخن» وأنهنا ليله 
سبع وعشرين» ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرينَ . فقَلتُ: باي شيءٍ تقول ذلك يا أبا 
المنذر؟ قال: بالعلامة - أو بالآيةِ ‏ التي أخبرَنا رسول الله بي أنها تَطلَعٌ يَوْمئذٍ لا شعاعٌ لها. 


كعب) أي أردت سؤاله قاله الطيبي أو يفسره قوله (فقلت) وأما قول ابن حجر فقلت بدل من 
سألت فغير صحيح لوجود الفاء على خلاف في جواز بدل الفعل ثم من الغريب أنه قال 
وعجيب من قول شارح المعنى أردت أن أسأله فقلت على حد #وإذا قرأت القرآن فاستعذ 4 
[النحل ‏ 98]. إذ لا حاجة لما قدره وليست الاية نظيره لما نحن فيه كما هو واضح. اه. وهو 
خطأ فاحش منه وكأنه توهم قوله تعالى: #وإذا قرىء القرآن فاستمعوا 4 [الأعراف ‏ 5 .]7١‏ 
[والله أعلم] (إن أخاك) أي في الدين والصحبة (ابن مسعود) بدل أو بيان (يقول من يقم الحول) 
أي من يقم للطاعة في بعض ساعات كل ليالي السنة (يصب) أي يدرك (ليلة القدر) أي يقينا 
للإبهام في تبيينها وللاختلاف في تعيينها وهذا يؤيد الرواية المشهورة عن إمامنا إذ قضيته أنها لا 
تختص برمضان فضلاً عن عشره الأخير فضلاً عن أوتاره فضلاً عن سبع وعشرين (فقال) أي 
(أبي رحمه الله) دعاء لابن مسعود (أراد أن لا يتكل الناس) أي لا يعتمدوا على قول واحد وإن 
كان هو الصحيح الغالب على الظن الذي مبني الفتوى عليه فلا يقوموا إلا في تلك الليلة 
ويتركوا قيام سائر الليالي فيفوت حكمة الابهام الذي نسي بسببها عليه الصلاة والسلام (أما) 
بالتخفيف للتنبيه (أنه) بالكسر أي ابن مسعود أولاً (قد علم) بطريق الظن ولفظه أما إنه ساقط من 
نسخة ابن حجر وهي مخالفة للأصول المصححة (أنها في رمضان) أي مجملاً (وأنها في العشر 
الأواخر) أي غالباً (وأنها ليلة سبع وعشرين) أي على الأغلب (ثم حلف) أي أبي بن كعب بناء 
على غلبة الظن (لا يستثنى) حال أي حلف حلفاً جازماً من غير أن يقول عقيبه إن شاء الله 
[تعالى] مثل أن يقول الال لأفعلن إلا أن يشاء الله أو إن شاء الله فإنه لا ينعقد اليمين وأنه لا 
يظهر جزم الحالف وقال الطيبي هو قول الرجل إن شاء الله يقال حلف فلان يمينا ليس فيه ثني 
ولا ثنو ولا ثنية ولا استثناء كلها واحد وأصلها من الثنى وهو الكف والرد وذلك أن الحالف إذا 
قال والله لأفعلن كذا إلا أن يشاء الله غيره فقد رد انعقاد ذلك اليمين فإن قلت فقد جزم أبِيّ بن 
كعب على اختصاصها بليلة مخصوصة وحمل كلام ابن مسعود على العموم مع ارادة الخصوص 
فهل هو اخبار عن الشيء على خلاف ما هو به فإن بين العموم والخصوص تنافيا قلت لا إذا 
ذهب إلى التعريض كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام في سارة أختي تعريضاً بأنها أخته في 
الدين. اه. ولم يظهر وجه التعريض فتعرض لما عرضنا (أنها) مفعول حلف أي إن ليلة القدر 
(ليلة سبع وعشرين فقلت) أي له (بأي شيء) من الأدلة (تقول ذلك) أي القول (يا أبا المنذر) 
كنية لكعب (قال بالعلامة أو بالآية) أو للشك أي بالأمارة (التي أخبرنا رسول الله بي أنها) وفي 
نسخة بالكسر أي إن الشمس (تطلع يومئذ) أي يوم إذ تكون تلك الليلة ليلة القدر وفي نسخة 
وهذا دليل أظهر من الشمس على ما 











Ef‏ معد ا 


كتاب ٠‏ الصوم/ ا هاه 


رواه مسلم . 
8 (7) وعن عائشة» قالت: كان رسول الله ية يجتهدُ في العشر الأواخر ما لا 
يجتهد في غيره. روأه مسلم . 


۰ - 8) وعنهاء قالت: كان رسولٌ الله ل إذا دخلّ العشرٌ شد مِتزْرَهُ . 








قلنا إن علمه ظني لا قطعي حيث بنى اجتهاده على هذا الاستدلال قال ابن حجر أي لا شعاع 
لها وقد رايتها ية ليلة سبع وعشري للقت كذلك إذ لا بكرن ذلك ليلا إلا باتضفافه. إلى 
كلامه قال الطيبي والشعاع هو ما يرى من ضوء الشمس عند حدورها مثل الحبال والقضبان 
مقبلة إليك كما نظرت إليها قيل معنى لا شعاع لها لأن الملائكة لكثرة اختلافها وترددها في 
ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها تستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس . اه. وفيه 
أن الأجسام اللطيفة لا تستر شيئاً من الأشياء الكثيفة نعم لو قيل غلب نور تلك الليلة ضوء 
الشمس مع بعد المسافة الزمانية مبالغة في اظهار أنوارها الربانية لكان وجهاً وجيهاً وتنبيهاً نبيها 
قال ابن حجر وفائدة كون هذا علامة مع أنه إنما يوجد بعد انقضاء الليلة لأنه يسن احياء يومها 
كما يسن احياء ليلها. اه. وفي قوله يسن احياء يومها نظر يحتاج إلى أثر والأظهر أن فائدة 
العلامة أن يشكر على حصول تلك النعمة إن قام بخدمة الليلة إلا فيتأسف على ما فاته من 
الكرامة ويتدارك في السنة الآتية وإنما لم يجعل علامة في أوّل ليلها ابقاء لها على ابهامها والله 
سبحانه أعلم (رواه مسلم) . 

۹ _ (وعن عائشة قالت: كان رسول الله كله يجتهد في العشر الأواخر) أي يبالغ في 
طلب ليلة القدر فيها كذا قيل والأظهر أنه يجتهد في زيادة الطاعة والعبادة (ما لا يجتهد في 
غيره) أي في غير العشر رجاء أن يكون ليلة القدر فيه أو للاغتنام في أوقاته والاهتمام في طاعته 
وحسن الاختتام في بركاته (رواه مسلم) . 

٠١‏ (وعنها) أي عن عائشة (قالت: كان رسول الله بي إذا دخل العشر) أي الآخر 
فاللام للعهد وفي رواية لابن أبي شيبة التصريح بالأخير (شد مئزره) بكسر الميم أي إزاره وهو 
عبارة عن القصد والتوجه إلى فعل شاق مهم كتشمير الثوب وفي رواية لابن أبي شيبة والبيهقي 
زيادة واعتزل النساء وهو يؤيد أن المراد بالشد المبالغة في الجد قال النووي قيل معنى شد 
المئزر الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته عليه الصلاة والسلام في غيره ومعناه التشمير في 
العبادة يقال شددت في هذا الأمر مئزري أي تشمرت له وتفرغت وقيل هو كناية عن اعتزال 


الحديث رقم ۲۰۸۹: أخرجه مسلم في صحيحه ۸۳/۲ حديث رقم (۸/ .)۱۱۷١‏ وابن ماجه في السنن 
0١‏ حديث رقم 179/77. وأحمد في المسند 1/ ۸۲. 

الحديث رقم :۲٠۹۰‏ أخرجه البخاري في صحيحه 4. حديث رقم .۲۰۲٤‏ ومسلم في صحيحه ۲/ 

۲ حديث رقم (۷ - .)1١١74‏ والنسائي في السنن ۲۱۷/۳ حديث رقم 175. وابن ماجه /١‏ 

3ق WU E‏ الس ا 6 





1 و 


کک 


ES O OSE 


| (؟) أخرجه مسلم في صحيحه 454/١‏ حديث رقم (0101-110. 


ا الا NM N‏ ل ال وض ر للا مر و کے لک کرک ر 


كاه كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 





وأحيا ليله» وأيقظ أهله. متفق عليه . 





النساء وترك النكاح ودواعيه وأسبابه وهو كناية عن التشمير للعبادة والاعتزال عن النساء معاً قال 
الطيبي قد تقرر عند علماء البيان أن الكناية لا تنافي ارادة الحقيقة كما إذا قلت فلان طويل 
النجاد وأردت طول نجاده مع طول قامته كذلك كَل لا يستبعد أن يكون قد شد مثزره ظاهراً 
وتفرغ للعبادة واشتغل بها عن غيرها وإليه يرمز قول الشاعر: 

دنيت للمجد والساعون قد بلغوا # جهد النفوس وألقوا دونه الإزرا 

اه. قال ابن حجر : هذا هو مذهب الشافعى من أن اللفظ يحمل على حقيقته ومجازه 
الممكن [وقال] بعضهم شرط ذلك ارادة المتكلم لهما معاً والله أعلم ولا يخفى أن الجمع بين 
الحقيقة والمجاز غير جائز عندنا وما ذكره الطيبي من شد الإزار حقيقة بعيد عن المراد كما لا 
يخفى (وأحيا ليله) أي غالبه بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن قال النووي: أي استغرق بالسهر في 
الصلاة وغيرها وأما قول أصحابنا يكره قيام كل الليل فمعناه الدوام عليه ولم يقولوا بكراهة ليلة 
أو ليلتين أو عشر. اه. ولا يظهر أن معناه على أي شيء مبناه وأما نحن فإنما حملنا الليل على 
غالبه لأنه روي أنه عليه الصلاة والسلام ما سهر جميع الليل كله والله أعلم ثم قال واتفقوا على 
استحباب احياء ليالي العيد وغير ذلك قلت يمكن حمله على احياء أكثره قال الطيبي: وفي 
احياء الليل وجهان أحدهما راجع إلى نفس العابد فإن العابد إذا اشتغل بالعبادة عن النوم الذي 
ا 0 «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم 
تمت في منامها » [الزمر  .]٤١‏ وثانيهما أنه راجع إلى نفس الليل فإن ليله لما صار بمنزلة 
نهاره في القيام فيه كان أحياه وزينه بالطاعة ل ومنه قوله تعالى : #فانظر إلى آثار رحمة الله 
كيف يحبي الأرض بعد موتها » [الروم  .]5٠‏ فمن اجتهد فيه وأحياه كله وفر نصيبه منها ومن 
فام في يعضه أبخذا تة يقد ماقام فا وإلع ولج سعد بن اليب يقوله من جود العا ليله 
القدر فقد أخذ حظه منها اه. وه ابن تبر لكن في التجافع ال من على الحا في 
جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر رواه الطبراني”'" باسناد حسن عن أبي أمامة مرفوعاً ومن 
على الا في جماطة تكأنمااقاء تت ليلة ومن ل المي في جما فكانها من الليل 
كله رواه أحمد ومسلم عن عثمان مرفوعاً"“ وهو يحتمل على ما هو الظاهر المتبادر أن صلاة 
الصبح بانضمام العشاء كاحياء الليل كله ويحتمل أن يكون للصبح مزية على العشاء لأن القيام 
فيه أصعب وأشق على النفس والله أعلم (وأيقظ أهله) أي أمر بايقاظهم في بعض أوقاته للعبادة 
وطالب ليله الفح لاراه تقالى) لواب املك E Ea‏ وإنما لم يأمرهم بنفسه 
لأنه كان معتكفاً (متفق عليه) . 


.87957 حديث رقم‎ ٥۳۲/۲ الجامع الصغير‎ )١( 








E LE NE NL N N ا‎ E ا‎ SA SEI NI SA SI N SIL NA SE N’ 


كتاب الصوم/ باب ليلة القدر o۱۷‏ 


الفصل الثانى 
)4(-0١‏ عن عائشة رضي الله عنهاء قالت: قلث: نيا رول اللا ارايت إن 
علمتٌ أي ليلةٍ ليله القدرء ما أقول فيها؟ قال: «قولي: الله إِنْكَ عَم تحب العَفْوَ فاغف 
عني». رواه أحمدء وابن ماجه» والترمذي وصححه. 
)١١(- ۲‏ وعن أبي بكرةً» قال: سمعتٌ رسول الله يكل يقول: «التمسوها - 
يعني ليلة القدر ‏ في تسع يَبْقَيْنَ» أو في سبع يَبقَينَّ» أو في خمس بين أو ثلاثء أو آخرٍ 
لىلة) . 


0 





(الفصل الثاني) 


١‏ (عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت) أي أخبرني (إن 


علمث) جوايه محذوف يدل عليه ما قبله (أي ليلة) مبتدأ خبره (ليلة القدر) والجملة سدت مسك :+ 


المفعولين لعلمت تعليقاً قبل القياس أية ليلة تذكر باعتبار الزمان كما ذكر في قوله ية أي آية من 


كتاب الله معك أعظم باعتبار الكلام واللفظ (ما أقول) متعلق أرأيت (فيها) أي في تلك الليلة 1 
وقال الطيبي ما أقول فيها جواب الشرط وكان حق الجواب أن يؤتى بالفاء ولعله سقط من قلم ٠‏ 
الناسخ أقول شرط صحة الحديث الضبط والحفظ فلا يصح حمله على السقط والغلط والمدار 0 
على الرواية لا على الكتابة أما ترى نظيره في حديث البخاري أما بعد ما بال رجال الحديث ٠‏ 
وفي حديثه أيضاً وأما الذين جمعوا بين الحج والعمرة طافوا نعم حذف الفاء قليل والأكثر 0 
وجودها في اللغة والكل جائز (قال قولي اللهم إنك عفو) أي كثير العفو (تحب العفو) أي 5 
ظهور هذه الصفة وقد جاء في حديث رواه البزار عن أبي الدرداء مرفوعاً ما سأل الله العباد شيا “ 
أفضل من أن يغفر لهم ويعافيهم (فاعف عني) فإني كثير التقصير وأنت أولى بالعفو الكثير فهذا “ 
دعاء من جوامع الكلم حاز خيري الدنيا والآخرة ولذا خلقت المذنبين أو تحب هذه الصفة من ٠‏ 


غيرك أيضاً (رواه أحمد وابن ماجه والترمذدي وصححه) . 


5 (وعن أبي بكرة قال : سمعت رسول الله ية يقول التمسوها يعني ليلة القدر) ن 
تفسير للضمير من الراوي (في تسع) أي تسع ليال (يبقين) بفتح الياء والقاف وهي التاسعة ١‏ 
والعشرون [(أو في سبع يبقين) وهي السابعة والعشرون] (أو في خمس يبقين) وهي الخامسة ا 
والعشرون (أو ثلاث) أي يبقين وهي الثالثة والعشرون (أو آخر ليلة) من رمضان أي سلخ الشهر ١‏ 
قال الطيبي يحتمل التسع أو السلخ رجحنا الأول بقرينة الأوتار وقال ميرك قيل في تسع يبقين ١‏ 


الحديث رقم 05 أخرجه الترمذي في السنن 144/0 حديث رقم 01". وابن ماجه ٠١٠١/۲‏ 
حديث رقم ۰. وأحمد فى المسند .١9/1١/5‏ 


خرجه الترمذي في السئن ۳/ ١١‏ حديث رقم .۷۹٤‏ وأحمد فى المسند 57/60". _ 


NÊ 


ماه كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 





م رواه الترمذي . 


)١١1( 5698‏ وعن ابن عمرء قال: سُثل رسول اللَّه يكل عن ليلة القدرء فقال: 
: «هيّ في كل ماد زرا بو اود تقال :ووه سفيان وشعبةة عن أبي إسحق موقوفاً 
على ابن عمر. 

٤‏ 45 (۱۲) وعن عبد الله بن أُنَيِسء قال: قلت: يا رسولّ الله! إِنَّ لي باديةٌ أكون 
NSS AE.‏ 





٠‏ محمول على الحادية والعشرين وفي سبع يبقين محمول على الرابعة والعشرين وفي خمس 
0 محمول على السادسة والعشرين : أو ثلاث محمول على الثامنة والعشرين وآخر ليلة محمول على 
التاسعة والعشرين. اه. وهو محمول على ما إذا نقص الشهر (رواه الترمذي) . 


7١9+‏ (وعن ابن عمر قال سئل رسول الله َة عن ليلة القدر) أهي في كل السنة أو في 
رمضان أو أهي في كل رمضان أو في هذا بخصوصه ويؤيده (فقال هي في كل رمضان) قال ابن 
الملك أي ليست مختصة بالعشر الأواخر بل كل ليلة من رمضان يمكن أن يكون ليلة القدر 
ولهذا لو قال أحد لامرأته في نصف رمضان أو أقل أنت طالق في ليلة القدر لا تطلق حتى يأتي 
رمضان السنة القابلة فتطلق في الليلة التي علق فيها الطلاق. اه. وكان حقه أن يصوّر المسألة 
7 بقوله في رمضان فقط أو يزيد بعد قوله أو أقل قوله أو أكثر ثم هذا التفريع مسألة خلافية في 
المذهب كما تقدم تحقيقه في كلام ابن الهمام وليس أصل الحديث نصاً في المقصود 
للاحتمالات المتقدمة وللاختلاف في رفع الحديث ووقفه قال الطيبي الحديث يحتمل وجهين 
أحدهما أنها واقعة في كل رمضان من الأعوام فتختص به فلا تتعدى إلى سائر الشهور وثانيهما 
,. أنها واقعة في كل أيام رمضان فلا تختص بالبعض الذي هو العشر الأخير لأن البعض في مقابلة 
:. الكل فلا ينافي وقوعها في سائر الأشهر اللهم إلا أن يختص بدليل خارجي ويتفرع على الوجه 
الثاني ما إذا علق الطلاق بدخول ليلة القدر في الليلة الثانية من شهر رمضان فما دونها إلى 
1 السلخ فلا يقع الطلاق إلا في السنة القابلة في ذلك الوقت الذي علق الطلاق فيه بخلاف غرة 
7 الليلة الأولى فإن الطلاق يقع في السلخ (رواه أبو داود) آي مرفوعاً (وقال) أي أبو داود (رواه 
أ سفيان) أي ابن عيينة أو الثوري (وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر) . 


! 464 (وعن عبد الله بن أنيس) بالتصغير مخففاً (قال: قلت يا رسول الله إن لي بادية 
أكون) أي ساكناً (فيها) قال ميرك: المراد بالبادية دار اقامة بها فقوله إن لي بادية أي إن لي داراً 
32 ببادية أو بيتاً أو خيمة هناك واسم تلك البادية الوطاءة (وأنا أصلي فيها بحمد الله) قال ابن الملك 
ولكن أريد أن أعتكف وفيه أنه خلاف ظاهر المذهب حيث لا يصح الاعتكاف بدون الصوم 


الحديث رقم :۲٠۹۳‏ أخرجه أبو داود في السنن .١١١/”‏ حديث رقم /1141. 


3 الحديث رقم :۲۰۹٤‏ أخرجه أبو داود فى السئن .٠١8/7‏ حديث رقم .158٠‏ 


NRE E ١‏ اسح عر لفاك عي لاد يا حرا يويد اج عي OE‏ عي مويو I,‏ رعسو د ع مسر اا عر لصاح E E‏ ا لبعد ری ع ذه 





كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 14 





بياديته . رواه أبو داود. 





وهو إنما كان ينزل في الليل ويخرج في الصبح فالأولى أن يحمل على أنه كان يريد ادراك ليلة / 


1 


1 


صائة إ a‏ سمس تان FE a‏ دم صا مس تلص سد بجت صصص اند مد TL o‏ .بصم ha‏ ربعيو u rer‏ الاج Temen‏ امه Re‏ ار حم بسي عد سملم مو مد DBI‏ ممم 0 3 


عه 2 .8 - 2 3 
فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجدٍ. فقال: «انزل ليلة ثلاث وعشرين». قيل لابنه: كيف ]أ 


كان أبوك ب يصنمٌ؟ قال: كانَ يدخلٌ المسجدّ إذا صلَّى العصرّء فلا يخرح منهُ لحاجة حتى '' 
يُصِلَيَ الصبح» فإذا صلّى الصبمٌ وجدّ دابّته على باب المسجدٍء فجلس عليها ولحق “٠‏ 


القدر كما هو الظاهر (فمرني) أمر من أمر مخففاً (بليلة) زاد في المصابيح من هذا الشهر يعني “٠‏ 
شهر رمضان (آنزلها) ارقم على امس ول بالجرم غلى جرات الآمر اي أنزل تلك الليلة م 
من النزول بمعنى الحلول وقال الطيبي أي أنزل فيها قاصدا أو منتهيا (إلى هذا المسجد) إشارة ٠‏ 
إلى المسجد النبوي ولعله قصد حيازة فضيلتي الزمان والمكان (فقال انزل ليلة ثلاث وعشرين) أ“ 
لو صح الحديث لزم تعيين ليلة القدر إذا ثبت أن نزوله لطلب ليلة القدر ولا محيص عنه إلا “٠‏ 


بالقول بانتقالها في كل سنة أو في كل رمضان أو في كل عشر أو يكون الجواب على غلبة الظن 


أو يقال نزوله كان لمجرد زيارة المسجد النبوي والتخصيص بتلك الليلة لمناسبة مكان السائل أو ” 


حاله والله أعلم. (قيل لابنه) أي ضمرة (كيف كان أبوك يصنع) أي في نزوله (قال كان يدخل 


المسجد إذا صلى العصر) أي يوم الثاني والعشرين من رمضان (فلا يخرج منه لحاجة) أي من 9 
الحاجات الدنيوية اغتناماً للخيرات الأخروية أو لحاجة غير ضرورية وأغرب ابن حجر بقوله فلا 7 
يخرج منه لحاجة فضلاً عن غيره ووجه الغرابة أنه لا يصح على الاطلاق فإنه إذا أريد بالحاجة ٠,‏ 
الضرورة الإنسانية فلا يستقيم وإذا أريد بالحاجة الدنيوية فلا ينتظم ثم قال مستشعراً للاعتراض ‏ 
الوارد عليه وقوله لحاجة يحتمل بقاؤه على عمومه ولا مانع من أن المتربص يبقى وضوءه من ٠‏ 
العصر وأن يريد بها ما عدا حاجة الإنسان البول والغائط لأن الغالب أن الإنسان لا يصبر عنها 7“ 
تلك المدة ومن ثم جاء في رواية إلا في حاجة أي تعيودة إذ التذكير فد يكون للعهد وهي أحد أ 


ذينك وعلى الاحتمال الثاني لا تنافي بين الروايتين لأن لحاجة في الأولى المراد بها غير ذينك 


وإلا لحاجة في الثانية المراد بها هما بخلافه على الاحتمال الأول فإن بينهما تنافياً وضرورة ٠١‏ 
الجمع بين الروايتين المتنافيتين يعين الاحتمال الثاني دفعاً للتعارض بين الروايتين. اه. وهو 7 


تطويل لا طائل تحته لأن الحاجة بالتنك في الروايتين وفي تعليلية , : الام فلا تنافي في ٠٠‏ 


الروايتين إلا باعتبار وجود إلا وعدمها وقد تقدم الفرق بينهما قال الطيبي كذا في سنن أبي داود 
وجامع الأصول وفي شرح السنة والمصابيح فلم يخرج إلا في حاجة والتدكير في حاجة للتنويع 
فعلى الأول لا يخرج لحاجة منافية للاعتكاف كما سيجيء في باب الاعتكاف في حديث عائشة 


وعلى الثاني فلا يخرج إلا في حاجة يضطر إليها المعتكف . اه. ولا يلزم منه الاعتكاف مع أنه ٠‏ 


يمكن حمله على المعنى اللغوي أو على الاعتكاف النفلي عند من يجوزه (حتى يصلي الصبح) 
يشير إلى أنها ليلة القدر قاله ابن الملك (فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس 
عليها ولحق بباديته) وفي نسخة باديته (رواه أبو داود) أي من طريق ضمرة بن عبد الله بن أنيس 
عن أبيه وفي سنده محمد بن إسحاق وحديثه يصح إذا صرح بالتحديث وأصل هذا الحديث في 
مسلم من طريق بشر بن سعيد كما تقدم في الفصل الأول نقله ميرك عن التص 





o۰‏ كتاب الصوم/ باب ليلة القدر 





الفصل الثالث 
۵ -(۱۳) عن عبادةً بن الصَّامِتِء قال : خر النبي اة ليُخبرنا بليلة القدرٍ» فتلاحى 
وعسى أن يكونٌ خيراً لكم» فالتمسوها 





(الفصل الثالث) 

65 (عن عبادة بن الصامت قال خرج النبي ية ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى) بالحاء 
المهملة أي تنازع وتخاصم (رجلان من المسلمين) قيل هما عبد الله بن أبي حدرد وكعب بن 
مالك أي وقعت بينهما منازعة والظاهر أنها التي كانت في الدين الذي للأوّل على الثاني فأمره 
عليه الصلاة والسلام بوضع شطر دينه عنه فوضعه ذكره ابن حجر (فقال خرجت لأخبركم بليلة 
القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت) بصيغة المجهول أي تعيينها عن خاطري فنسيت تعيينها 
لاشتغالي بالمتخاصمين وليس معناه أن ذاتها رفعت كما توهمه بعض الشيعة إذ ينافيه قوله الآتي 
فالتمسوها بل معناه فرفعت معرفتها التي يستند إليها الأخبار (وعسى أن يكون) أي الإبهام وقال 
الطيبي أي الرفع وقال ابن حجر أي رفعها ولكن فيه ابهام (خيراً لكم) حيث يحثكم على 
الاجتهاد في جميع ليالي الأيام ويخلصكم عن الغرور والعجب والرياء والسمعة بين الأنام وقد 
استنبط السبكي من هذا أنه يسن كتمها لمن رآها لأن الله تعالى قدر لنبيه أنه لم يخبر بها والخير 
كله فيما قدره له فيستحب اتباعه فى ذلك قال ابن حجر وفى هذا الأخذ وقفة لما مر أنه عليه 
الصلاة والسلام لم يطلع على عينها وإنما قيل له أنها تكون في ليلة كذا ثم أنسي هذا فالذي 
أنسيه ليس للإطلاع عليها لأنه لا ينسى بل علم عينها كما تقرر. اه. وفيه أن قوله إنه عليه 
الصلاة والسلام لم يطلع على عينها جراءة عظيمة ومن أين له الاطلاع أولاً وآخراً ثم إنما يكون 
الاستنباط والأخذ بالمقايسة عند عدم الاطلاع على عينها بل في نسيان معرفتها وإلا فالمتابعة 
على تقدير الاطلاع ظاهرة لا تتوقف على استنباط وقياس كما لا يخفى لكن فيه خدشة أنه إذا 
خفيت عليه بالانساء أو بعد الاطلاع لأمره بالاخفاء فمن أين لغيره الاطلاع المجزوم بها فإن 
طريق الكشف ظني ووجه العلامات الظاهرة فيها غير قطعي مع احتمال أنها في تلك السنة 
كذلك فيستوي حينئذ اخباره واخفاؤه ومع هذا كما قال السبكي يسن كتمها ولعله أراد هذا 
المعنى والله أعلم (فالتمسوها) أي فبالغوا في التماسها لعلكم تجدونها وقال ابن حجر التمسوا 
وقوعها فلا ينافي رفع علم عينها. اه. وفيه أنه لا معنى لالتماس وقوعها كما لا يخفى إذ لا 
يتصوّر وقوعها بالتماسها ولا يتخلف وقوعها عن عدم التماسها ثم قوله عليه الصلاة والسلام 
التمسوها يدل على عدم رفع عينها فلا يحتاج إلى تقدير غير صحيح ليفرع عليه بقوله فلا ينافي 








كتاب الصوم/ باب ليلة القدر ۱ 2 





فى التاسعةٍء والسابعة» والخامسة». رواه البخاري. 


١ وعن أنس» قال: قال رسولٌ الله يلل : «إذا كان ليلةٌ القدر نزل جبريل‎ )١15( - ۲۰۹٦ 
, [عليه السلام] في كَبكَبَة من الملائكةٍ > يُصِلُونَ على كل عبدٍ قائم أو قاعدٍ يذكر الله عر‎ 


وجل» فإذا كان يوم عيدِهم ‏ يعني يوم فطرهم ۔ باهى بهم ملائكتّهٌُ» فقال: يا ملائكتي! 





رفع علم عينها فتأمل فإنه تكرر الزلل ثم رأيت أنه تبع الطيبي فوقع فيما وقع قال الطيبي 1 
قيل رفعت معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس أقول لعل مقدر المضاف ذهب إلى أن رفع ليلة ,. 
القدر مسبوق بوقوعها وحصولها فإذا حصلت لم يكن لرفعها معنى ويمكن أن يقال إن رر 
المراد برفعها أنها 0 أن تقع فلما تلاحيا ارتفعت فنزل الشروع منزلة الوقوع ومن ثم ١‏ 
عقبه بقوله فالتمسوها أي التمسوا وقوعها لا معرفتها. اه. ولعل الصواب ما عبر عنه بلعل 


ولا يمكن أن يقال لأنه يلزم منه ارتفاع عينها وهو خلاف ما عليه الحق نقلاً و وعقلا“ إذ 
الملاحاة قد تكون سبباً لنسيان معرفة شيء ولا يتصور أنه تكون سيا لارتفاع وقوع شيء 
وأيضاً إذا شرع في الوقوع ثم ارتفع لا يكون مما ينسى مع أن الشروع ف في في الوقوع مما لم 


ا ل ال 1 ا 
غير مستقيم على أصله فتدبر (في التاسعة) أي الباقية وهي التاسعة والعشرون وقال ابن إ 
حجر أي في التاسعة من آخر الشهر وهى الليلة الحادية والعشرون (والسابعة والخامسة) ٠‏ 


على ما تقدم (رواه البخاري) . 


5 (وعن أنس قال: قال رسول الله : إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه الصلاة ٠‏ 
والسلام في كبكبة) بضمتين وقيل بفتحتين جماعة متضامة من الناس وغيرهم على ما في النهاية .١‏ 
(من الملائكة) فيه اشارة إلى قوله تعالى: #تنزل الملائكة والروح € [القدر  .]٤‏ وايماء إلى 1 

تفسير الروح بجبريل فيكون من باب التخصيص المشعر بتعظيمه فلا تنافي بين تقديمه في 7 
الحديث وتأخيره في الآية (يصلون على كل عبد) أي يدعون لكل عبد بالمغفرة أو يثنون على ا 
كل عبد بالثناء الجميل (قائم) كمصل وطائف وغيرهما (أو قاعد يذكر الله عر وجلّ) صفة لكل ١١‏ 
(فإذا كان يوم عيدهم) أي وقت اجتماع أسيادهم وعبيدهم (يعني يوم فطرهم) احتراز من عيد ١!‏ 


الأضحى (باهی) أي الله تعالى (بهم ملائكته) ذ فى النهاية المباهاة المفاخرة والسبب فيها 


اختصاص الإنسان بهذه العبادات التي هي الصوم وقيام الليل واحياؤه بالذكر وغيره من العبادات ا 
وهي غبطة الملائكة ثم الأظهر أن المباهاة مع الملائكة الذين طعنوا في بني آدم فيكون بياناً أ 
لإظهار قدرته واحاطة (فقال يا ملائكتي) اضافة تشريف (ما جزاء أجير وفي) بالتشديد ١؛‏ 
وتخفف (عمله قالوا ربنا) بالنصب على النداء (جزاؤه أن يوفي) بصيقة المجيول مكنددا رخفا ل 
(أجره) أي أجر عمله بالنصب وقيل بالرفع وفي نسخة توفي بالخطاب (قال ملائكتي) بحذف إإإ 


)١(‏ في المخطوطة «نقلا. 
الحديث_ رقم :5١95‏ : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٠١١/۴‏ حديث رقم 5١١1‏ 


O E 








بد ر E‏ 


رر ر ور ی ر عجوو ی مھ يه عر د کی ذا اول و بيه اق ا کے کک ا کے یں ر د ر 


i‏ كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 





أما جَرَاءٌ أجير وفی عملّه؟ قالوا: ربّنا جزاؤه أن يُوّفی أجرَّهُ. قال: ملائكتي! عبيدي وإمائي 
E al‏ ف هه . مع اه 3 0 7 78 

قضوا فريضتي عليهم. ثم خرجوا يعجون إلى الدعاءِء وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي 
e‏ فيقول : : أرجعوا فقد عُمَرْتُ لكم» وَبِدَلتٌ سیانکم خسنات: قال: 


فيرجعون مغفوراً لهم) . رواه البيهقي في (اشعب الإيمان» . 


(9) باب الاعتكاف 





ْ حرف النداء (عبيدي وامائي) بكسر الهمزة ة جمع أمة بمعنى الجارية (قضوا) أي أدوا 
۰ ا أي المختصة المخصوصة وهي الصوم الشاق (عليهم ثم خرجوا) أي من 
| بيوتهم إلى مصلى عبد (يعجون) ر بضم العين ويكسر وبالجيم المشددة أي يرفعون 
! أصواتهم وأيديهم (إلى الدعاء) أو يرفعون ا بالذكر رالا مرن أن كيين إل 
'! الدعاء بالمغفرة ة لذنوبهم (وعزتي) أي ذاتاً رجلا صفة (وكرمي) فعلاً (وعلوي) في 
ا (وارتفاع مكاني) أي مكانتي ومرتبتي من قدرتي وارادتي عن شوائب النقصان 
٠”‏ وحوادث الزمان والمكان فهو تسبيح بعد تحميد وتقديس بعد تمجيد وقال الطيبي ارتفاع 
٠‏ المكان كناية عن عظمة شأنه وعلو سلطانه وإلا فالله تعالى منزه عن المكان وما ينسب 
من العلو والسفل. اه. فجعله عطفاً تفسيرياً وأنت لا يخفى عليك أن ما القيت إليك 
أقرت" إلى النديد فان الخا سيس أنسب من التأكيد (لأجيبنهم) أي لأقبلن دعوتهم (فيقول) 
٠‏ أي الله تعالى حينئذ (ارجعوا) أي من مصلاكم إلى مساكنكم أو إلى مرضاة ربكم (فقد 
0 غفرت ك أي الفصيرات (وبدلت سيثاتكم حسنات) بأن يكتب بدل كل سيئة حسنة في 
٠أ‏ صحائف الأعمال فضلاً من الله الملك المتعال وهو يحتمل أن يعم الصائمين ويحتمل أن 
1 يكون الغفران للعاصين والتبديل للمطيعين التائبين وهو أظهر لقوله تعالى: #إلا من تاب 
1 وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات € [الفرقان  .]7١‏ ولذا كانت 
م تقول رابعة العدوية تاج الرجال لجماعة من الصلحاء وابدال حسناتي أكثر من حسناتكم 
اشعاراً إلى كثرة ما وقع منها من الذنوب قبل أن ترجع إلى السلوك وتتوب (قال) أي 
0 النبي ية (فيرجعون) أي جميعهم حال كونهم (مغفوراً لهم) وفيه اشارة جسيمة وبشارة 
/ عظيمة إلى رجاء أن يغفر مسيئهم ويقبل محسنهم وايماء إلى أن الكل محتاج إلى مغفرته 
ومفتقر إلى توبته وأوبته وقد قال تعالى: #وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم 
تفلحون » [النور - .]۳١‏ (رواه البيهقي في شعب الإيمان). 


(باب الاعتكاف) 


هو في اللغة الاقامة على الشيء وحبس النفس عليه ومنه قوله تعالى: #وأنتم عاكفون في 
0 المساجد € [البقرة - /141]. وقوله عر وجل : #أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين € [البقرة - 
..١65 1‏ وقوله سبحانه: #إيعكفون على أصنام لهم 4 [الأعراف -178]. بضم الكاف وكسرها 
ي a‏ ا 1 ا لقع ع سر بصفة 5 قال الطيبى مذهب_ _ 











كتاب الصوم/ باب الاعتكاف ۳ 





الفصل الاول 
۷ -_(۱) عن عائشةً رضى الله عنها: أنَّ النبيّ بء كان يعتكف العشر الأواخرَ مِنْ 
رمضانٌ حتى توَفَاه الله ثم اعتكف أزواجه منْ بعده. 





الشافعي أن الصوم ليس بشرط ويصح الاعتكاف ساعة واحدة فينبغي لكل جالس في 
المسجد لانتظار الصلاة أو لشغل آخر من آخرة أو دنيا أن ينوي الاعتكاف فإذا خرج ثم 
دخل يجدد النية. اه. وهو قول الإمام محمد من أصحابنا في اعتكاف النفل فينبغي إذا ٠‏ 
دخل المسجد أن يقول نويت الاعتكاف ما دمت في المسجد قال القدوري الاعتكاف ٠‏ 
مستحب وقال صاحب الهداية الصحيحة أنه سنة مؤكدة قال ابن الهمام والحق خلاف كل ٠‏ 
وإلى سنة مؤكدة أي وهو اعتكاف العشر الأواخر من رمضان وإلى مستحب وهو ما 
سواهما. 


(الفصل الأوّل) 

0 (عن عائشة رضى الله عنها أن النبى ية كان يعتكف العشر الأواخر من ٠‏ 
رمضان حتى توفاه الله) قال ابن الهمام هذه المواظبة المقرونة بعدم الترك مرة لما اقترنت / 
بعدم الانكار على من لم يفعله من الصحابة كانت دليل السنية وإلا كانت دليل الوجوب .. 
أو نقول اللفظ وإن دل على عدم الترك ظاهراً لكن وجدنا صريحاً يدل على الترك وهو . 
ما في الصحيحين وغيرهما'' كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في كل رمضان فإذا صلى ٠‏ 
ادر جاء ۶ إلى م مکانه 2 اعتكف فيه فاستأذنته عائشة رضي الله 0 أن تعتكف 00 4 
أخرى فلما انصرف اة من الغدوة أبصر ل قباب فقال ما هذا فأخبر خبرهن فقال ما 3 
حملهن على هذا البر أنزعوها فنزعت فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في أحد | 
العشرين من شوال وفي رواية فأمر بخبائه فقوّض وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى 3 
اعتكف العشر الأوّل من شوّال وتقدم اعتكافه في العشر الأوسط' (ثم اعتكف أزواجه) ١‏ 
اردق راون انا سر كن RE E‏ الفقهاء ١‏ 
يستحب للساء أن يعتكفن: في مكانهن لمن بعت "أي من بعد موته الحياء اش وايقاء ا 


."06 3١5/7 فتح القدير‎ )۲( .1"77/١ الهداية‎ )١( 
0 /۲ حديث رقم 7077 ومسلم في صحيحه‎ .۲۷۱/٤ الحديث رقم ۲۰۹۷: أخرجه البخاري في صحيحه‎ 
١ ١51 وأبو داود في السنن 1 حديث رقم ۷۹۰. والترمذي ؟/‎ .1١77/5 حديث رقم‎ ۱ 
.81/ سين حديث رقم //7ا1. وأحمد في المسند‎ 





ort |‏ كتاب الصو ê‏ باب الاعتكاف 








۲۹۸ - (۲) وعن ابنٍ عبّاس» قال: كان وښول اله يل أَجِوّد التاس بالخيرء وكانٌ 
| أجوَدٌ ما يكونُ في رمضادء وكانَ جبريل يلقاهُ كل ليلةٍ في رمضادً» يعرضٌ عليه النبئ ل 
»! القرآن» فإذا لقي جبريل كان أجوّدَ بالخير من ارچ المُرسلة:. 
| لطريقته (متفق عليه) . 
2١94 ٠ 0‏ (وعن ابن عباس قال: كان رسول الله يكل أجود الناس) أي دائماً (بالخير) اسم 
م جامع لكل ما ينتفع به (وكان أجود ما يكون) برقع أجود وفي نسخة بالنصب وهو ظاهر قال 
:| المظهر ما مصدرية وهو جمع لأن أفعل التفضيل إنما يضاف إلى جمع والتقدير كان أجود أوقاته 
| وقت كونهه(في رمضان) وقال بعضهم أجود مبتدأ وفي رمضان خبره والجملة خبر کان واس 
| ضمير الشأن أو يكون أجود اسم كان وفي رمان حالة والخبر محذوف أي حاصلاً وإلا يلزم 
١‏ | وقوع المصدر تقديراً وقال الطيبي : لا نزاع في إن ما مصدرية والوقت مقدر كما في مقدم 
:| الحاج والتقدير كان أجود أوقاته وقت كونه في رمضان فإسناد الجود إلى أوقاته عليه الصلاة 
ا والسلام كإسناد الصوم إلى النهار والقيام إلى الليل (كان جبريل يلقاه) أي ينزل عليه (كل ليلة 
| في رمضان يعرض) بكسر الراء أي يقرأ (عليه النبي بي القرآن) قيل كان عليه الصلاة والسلام 
| يعرض على جبريل القرآن في أله إلى آخره بتجويد اللفظ وتصحيح اخراج الحروف من 
١‏ مخارجها ليكون سنة في الأمة فيعرض التلامذة قراءتهم على الشيوخ .اه. وهو أحد طريقي 
الأخذ والآخر أن يسمع من الشيخ وقال ابن حجر 0 
| وهي أن تقرأ على غيرك مقداراً معلوماً ثم يقرؤه عليك أو يقرأ قدره مما بعده وهكذا. | 
'| فنتحصل الطريقان داف أعلم (نإنا لقيه جبريل كان) أي النبي 5 (أجود بالخير 0 
أ المرسلة) قال الطيبى : يحتمل أنه أراد بها التي أرسلت بالبشرى بين يدي رحمة الله تعالى وذلك 
| الشمول روحها وعموم نفعها قال تعالی: : #المرسلات عرفاً € [المرسلات  .]١‏ فأحد الوجوه 
| في الآية أنه أراد بها الرياح المرسلات للإحسان والمعروف ويكون انتصاب عرفاً بالمفعول له 
0 يعني هو أجود من تلك الريح في عموم النفع والاسراع فيه فالجهة الجامعة بينهما أما الأمران 
وأما أحدهما ولفظ الخير شامل لجميع أنواعه بحسب اختلاف ما جاءت الناس به وكان عليه 
)| الصلاة والسلام يجود على كل واحد منهم بما يسد خلته ويشفي علته قال الطيبي: شب تشن 
)! جوده بالخير في العباد بنشر الريح القطر في البلاد وشتان ما بين الأثرين فإن أحدهما يحيي 
1 القلوب بعد موتها والآخر يحبي الأرض بعد موتها وقال بعضهم فضل جوده على جود الناس 
)) ثم فضل جوده في رمضان على جوده في غيره ثم فضل جوده في ليالي رمضان وعند لقاء 





ا 


SS 


inen N 





الحديث رقم :۲٠۹۸‏ أخرجه البخاري في صحيحه .١١5/4‏ حديث رقم 1407. ومسلم في صحيحه /٤‏ 
۳ حديث رقم (57084-60). والنسائي في السنن 5/ ١١5‏ حديث رقم ۲٠۹۵‏ وأحمد في 
المسند .7737/١‏ 











کتاب ا باب الاعتكاف فك 





متفق عليه . 


۹ -_(۳) وعن أبي هريرةً» قال: كان يُعرض على النبى اة القرآنُ كل عام مره ر 


فعض عليه مرَتينِ في العام 





جبريل على جوده في سائر أوقات رمضان ثم شبه بالريح الما GES‏ 


ابن الملك لأن الوقت إذا كان أشرف يكون الجود فيه أفضل وقال التوربشتي أي كان أجود ٠‏ 
أكوانه حاصلاً في رمضان وذلك لأنه يلهِ كان مطبوعاً على الجود مستغنياً بالباقيات عن ١‏ 
E‏ ل ريد اوعد وام EE‏ ركان رمصيات أولى من غيره ' 


لأنه موسم الخيرات ولأنه تعالى يتفضل فيه 0 
متابعة سنة الله ولأنه كان يصادف البشرى من الله بملاقاة أمين الوحي وتتابع امداد الكرامة في 


سواد الليل وبياض النهار فيجد في 1 البسط حلاوة الوجد وبشاشة الوجدان فينعم على 


عباد الله بما أنعم عليه شكر النعمة (متفق متفق عليه) قال ميرك فيه تأمل فإن الشيخ الجزري قال ٠‏ 
رواه البخاري والترمذي والنسائي قلت ولعل مسلماً رواه بمعناه قال ابن حجر فإن قلت ما 
وجه مناسبة ذكر هذا الحديث لهذا الباب قلت لأن غاية الأجودية فيه إنما حصلت في حال 0 
الاعتكاف لأن أفضل أوقات مدارسة جبريل له العشر الأخير وهو فيه معتكف كما مر في ٠‏ 
الحديث الأوّل فكان المصنف وأصله يقولان بتأكد الاعتكاف في العشر الأخير لأن له غايات ٠‏ 
عليه ألا ترى أن غاية جوده عليه الصلاة والسلام إنما كانت تحصل وهو معتكف وأبدى 7 
شارح لذلك مناسبة بعيدة جداً فقال قلت من حيث اتيان أفضل ملائكة إلى أفضل خليفة ٠!‏ 


بأفضل كلام من أفضل متكلم في أفضل أوقات فالمناسب أن يكون أفضل بقاع. أه. وهو 


كذا في أصل الشيخ والصواب في أفضل أوقات أقول الصواب ما ذكره الشيخ فتأمل ثم قال ٠‏ 
الشيخ وقوله من أفضل متكلم لا ينصرف إلا إلى الله وهو حينئذ خطأ قبيح إذ لا يوصف ٠‏ 
تعالى بأنه أفضل فكيف من أفضل قلت عدم جواز وصفه بأنه أفضل متكلم إن كانت من ٠.‏ 
جد ا كانت ون وبين ا 
العلماء كالغزالي وغيره فلا يجوز الطعن فيه حينئذ فيكون من قبيل أحسن الخالقين وأرحم إذ 
الراحمين لا سيما ومقام المشاكلة اقتضى ذلك لتحسين العبارة وأما قوله فكيف من أفضل فهو / 
خطأ منه نشأ من غفلة يظن أن من هي التبعيضية وليست كذلك بل هي متعلقة باتيان والمعنى . 


من عند أفضل متكلم فمن حفر بثرأً لأخيه وقع فيه. 


وقال بعض الشراح هو فعل لم يسم فاعله للعلم به أي جبريل كان يعرض (على النبي كه . 
القرآن كل عام مرة) أي من الختم (فعرض) أي القرآن (عليه) أي على النبي (مرتين في العام , 


الحديث رقم :۲٠۹۹‏ أخرجه البخاري في صحيحه E ٤١/۹‏ . وأبو داود في السئن ۲/ :ْ 


۲ حديث رقم 155357. وابن ماجه 057/١‏ حديث رقم 4 والدارمي ٤٣ /٣‏ حديث رقم ) 
,3 الكفنا ١‏ وأحمد في المسند ۲۳٣/۲‏ 





o :‏ كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 





: الذي فبض» وكاب يعتكفٌ كل عام عشراًء فاعتكف عشرينَ في العام الذي قُبضّ. رواه 
)٤( - 1۰‏ وعن عائشة ةَء قالت : كان رسول الله ِ إذا اعتكفت أذنى إِليّ رأسّه وهو 
:“في المسجدٍء أت وكانَ لا يدخل البيتَ إا لحاجة الإنسانٍ. 





الذي قبض) أي توفي فيه وفيه ليس من أصل الحديث في أصولنا ثم هذا المقدار من الحديث 
:: قال ميرك : متفق عليه ورواه النسائي وابن ماجه قال الطيبي : دل ظاهر الحديث على أن النبي 
اة هو المعروض عليه في العام الذي توفاه الله فيه وفي غيره وقد روي أن زيد بن ثابت شهد 
:, العرضة الأخيرة التي عرضها رسول اله 255 في الماع الذي توفي فيه فقيل يعمل هذا الحليت 
.على القلب ليوافق [هذا] المروي الحديث السابق. اه. والأظهر ذ في الج .لين الخديعين أنه 
کار نت“ القراءة معارضة ومدارسة بينه وبين جبريل عليهما الصلاة والسلام فمرة هذا يقرا وة 
.هذا يقرأ وهو يحتمل احتمالين أحدهما وهو الأظهر أن جبريل كان يقرأ أولاً بعضاً من القرآن ثم 

:. يعيده بعينه عليه الصلاة والسلام احتياطاً للحفظ واعتماداً للضبط اهما أن أحدهما يقرأ عضرا 
:.مثلاً والآخر كذلك وهو المدارسة المتعارفة بين القراءة ويؤيد ما قلنا إنه ورد في بعض الروايات 
في النهاية كان يعارضه القرآن أي يدارسه من المعارضة المقابلة ومنه عارضت الكتاب بالكتاب 
ِ أي قابلته [به] والله أعلم (وكان) أي غالباً (يعتكف كل عام عشراً) أي من أخير رمضان 
(فاعتكف عشرين) بكسر العين والراء وفي نسخة بفتحهما على التثنية (في العام الذي قبض) أي 
ر توفي فيه ولعل وجه التضعيف في العام الآخر من العرض والاعتكاف اعلامه بقرب وفاته وتنبيه 
. لأمته أنه يتأكد على كل انسان في أواخر حياته أن يستكثر من الأعمال الصالحة وأن يكون على 
أأغاية من الاستعداد للقائه تعالى والقيام بين يديه ويحتمل أنه وقع كل ختم في عشر (رواه 
البخاري) قال ميرك ورواه أبو داود وابن ماجه وقد جعل المؤلف هذا والذي قبله حديثاً واحداً 
وین كذلك بل هما حديثان الأول متفق عليه والثاني من أفراد البخاري قاله الجزري . 


1 1۰ - (وعن عائشة قالت كان رسول الله َة إذا اعتكف أدنى) أي قرب (إِلي رأسه) 
( 0 ابن الملك أي أخرج ا ا إلى حجرني YY‏ مؤكدة 
:أن المعتكف ا بعض أجزائه من المسجد لا a‏ وعلى أن الترجيل مباح 
للمعتكف قال ابن الهمام وإن غسله في اناء في المسجد بحيث لا يلوث المسجد لا بأس به 
(وكان لا يدخل البيت) أي بيته وهو معتكف (إلا لحاجة الإنسان) أي من بول وغائط قال ابن 


0( فى المخطوطة «كان». 

0 الحديث رقم 1۰ أخرجه البخاري فى صحيحه 0 حديث رقم 06,. ومسلم في صحيحه /١‏ 

530/١ وابن ماجه‎ .۸۰٤ حديث رقم‎ ١77/8 حديث رقم (5 - ۱۹۷) والترمذي في السئن‎ ٤ ١ 
T/T وأحمد في المسند‎ .۱۷۷١ حديث رقم‎ 














كتاب الصوم/ باب الاعتكاف o۷‏ 7 





٠ وعن ابن عمرّ: أن عمرٌ سال النبن يله قال : كنت تََّرْتُ في الجاهليّة‎ )١(_- ١ 
5 . أن أعتكفٌ ليله فى المسجد الحرام؟ قال: 50 بنذرك». متفق عليه‎ 





حجر: وقيس بهما ما في معناهما مما يضطر إليه كأكل وشرب أقول هذا قياس فاسد إذ يتصور ‏ 
الأكل Es a‏ وقال ابن الملك أي e‏ بالشرت ودفع ا 5 
سياد ا ا ره 9 
فيه فقط لا يحنث وعلى أن بدن الحائض طاهر ذكره الطيبى ولعله ورد في رواية أنها كانت “ 
حائضاً [ومع هذا لا دلالة في هذا الحديث على ذلك نعم جاء في رواية أنها كانت تناول النبي / 
ية الخمرة وهو معتكف وهي حائض قال في القاموس الخمرة شيء منسوج يعمل من سعف ٠‏ 
التخل رمل بالحيوظ: وهو صغيز على قر ها يجا عليه المضلي أو قوق ذلك واد عم خي 
يكفي الرجل لجسده كله فهو حصير وفي الحديث أتيت بخمرة أي سترة] (متفق فق عليه) قال ابن ٠‏ 
الهمام رواه الستة في كتبهم عنها. 4 

٠ (وعن ابن عمر أن عمر سأل النبى ية قال: كنت نذرت في الجاهلية) أي ما‎ ١ 
٠ كان عليه العرب قبل بعثته عليه الصلاة والسلام وقبل المراد بها ما قبل ظهور الإسلام فإن نذر‎ 
٠ عمر إنما كان بعد اسلامه لكنه لم يتمكن منه لشدة شوكة قريش ومنعهم منه (أن اعتكف ليلة)‎ 
٠ أي بيومها كما في رواية (في المسجد الحرام قال فاوف بنذرك) وفي رواية وصم والأمر للندب‎ 
: 0 نذر الجاهلية إذا كان ا‎ oN إن كان و قال الطيبي دل‎ 
2 0 e 
: مذهب الشافعي وفيه دليل على أن الصوم ليس شرطاً لصحة الاعتكاف وعلى أنه إذا نذر‎ 
. الاعتكاف في المسجد الحرام لا يخرج عن نذره بالاعتكاف في موضع آخر. اه. وفي الأخير‎ 
٠ نظر وأما الجواب عن الصوم فقال الشمني أما اعتكاف عمر فرواه أبو داود والنسائي والدارقطني‎ 
بلفظ أن عمر جعل على نفسه أن يعتكف فى الجاهلية ليلة أو يوماً عند الكعبة فسأل النبي 806 ن‎ 
. فقال اعتكفه وصم“ ولفظ النسائي والدارقطني فأمره أن يعتكف ويصوم وقال ابن الهمام وفي‎ 
١ الصحيحين أيضاً عن عمر أنه جعل على نفسه أن يعتكف يوماً فقال أوف بنذرك والجمع بينهما‎ 
٠ أن المراد الليلة مع يومها أو اليوم مع ليلته وغاية ما فيه أنه سكت عن ذكر الصوم في هذه‎ 


الحديث رقم :71١١١‏ أخرجه البخاري في صحيحه 714/4. حديث رقم 7077. ومسلم في صحيحه ۴/ ١‏ 
71017 . حديث رقم 70 )١108-‏ وأبو داود في السنن 717/7 حديث رقم ٥‏ والترمذي 5/ 2 
7 حديث رقم ۱٥۳۹‏ . والنسائي ۲۰/۷ حديث رقم ۳۸۲۰. وأحمد في المسند .۳۷/١‏ 
(۱) أبو داود في السنن ۸۳۷/۲ حديث رقم 78095. | 








مله ش كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 





الفصل الثاني 
١‏ -77) عن أنسء قال: كاد النبي اة يعتكفٌ في العشر الأواخر من رمضادًء 
ب فلم يعتكف عاماً. لكان الا ا رواه الترمذي . 
۳ 11۰ - (۷) ورواه أبو داود» وار بن ماجه عن ابي بن كعب . 
٤ 0‏ 8) وعن عائشةً» قالث: كان رسول الله ية إذا أراد أنْ يعتكفَ 





:! الرواية وقد رويت برواية الثقة فيجب قبولها(". اه. مختصراً وبه بطل قول ابن حجر وفي أمره 


١‏ عليه الصلاة والسلام له باعتكاف ليلة أوضح تصريح بأنه لا يشترط في صحة الاعتكاف صو 
قال الشمني 0 أن الصوم شرط لصحة الاعتكاف الواجب رواية واحدة ولصحة التطوّع رواية 
) الحسن عن أبي حنيفة وأما في رواية الأصل وهو قول محمد بل قيل إنه ظاهر الرواية عن 
العلماء الثلاثة فليس بشرط لأن مبنى النفل على المساهلة ويحمل عليه ما ورد ليس على 
المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه هذا وقد قال ابن حجر قوله فأوف أي ندباً لا وجوباً 
7 لاستلزامه الصحة ونذر الكافر لا يصح وأما قول شارح تقليداً للكرماني شارح البخاري فيه من 

الفقه أن نذر الجاهلية إذا كان على وفق حكم الإسلام عمل به ووجب الوفاء به بعد الإسلام 
7 وأن الكافر تنعقد يمينه ويصح ظهاره ويلزمه الكفارة. اه. فهو ضعيف فى مذهبهما بالنسبة 

, لمسألة النذر وغير صحيح فيما بعدها لأنه لا يؤخذ إلا بالقياس على ذلك الضعيف وعلى 

م الأصح الفرق بين النذر والأخيرين أنهما ليسا من العبادات فصيحاً منه بخلاف النذر فإنه عبادة 


۽ فلم يصح منه (متفق ی عليه). 

4 (الفصل الثاني) 

۲١ 0‏ - (عن أنس قال: كان النبي إلا يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف 
:' عاماً) لعله كان لعذر (فلما كان العام المقبل) اسم فاعل من الاقبال (اعتكف عشرين) بالضبطين 
) السابقين ولعل هذا الحديث ال للحديث المتقدم قال الطيبي دل الحديث على أن النوافل 
0 تقضى الفرائض . اه. والظاهر أن التشبيه لمجرد القضاء بعد الفوت 

4 إلا فقضاء الفرائض 'فرض وقضاء النوافل نفل (رواه الترمذي) أي عن أنس 

5٠ ٤‏ - (ورواه أبو داود وابن ماجه عن أبى بن كعب). 

4 -(وعن عائشة قالت: كان رسول الله يكل إذا أراد أن يعتكف) أي إذا نوى من أول 





."057/7 فتح القدير‎ 00 (i 

6 الحديث رقم ۲۱۰۲ : أخرجه الترمذي في السنن ١77/7‏ حديث رقم .٠ ٣‏ وأحمد في المسند 501/7. 

الحديث رقم :۲٠٠۳‏ أخرجه أبو داود في السنن ۲/ ۰ حديث رقم “71477. وابن ماجه 577/١‏ حديث 
رقم . 

)| الحديث رقم ۲۱۰۴: : أخرجه مسلم في صحيحه ۸۲۱/۲ حديث رقم ۱۱۷١/١‏ وأبو داود في السئن = 


4 
7 
ا 








000 كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 4 








صلَّى الفجرٌ ثمّ دخلّ في مُعتكفه. رواه أبو داود» وان ماجه . 


6 -49) وعنهاء قالث: كان النبئُ ية يعودُ المريض وهر معتكف. فيمُرٌ كما 7 
هو فلا يُعرَج ال ی روأه أبو داود» وابن ماجه . 





الليل أن يعت يعتكف وبات في المسجد (صلى الفجر ثم دخل في معتكفه) بصيغة المفعول أي مكان 

اعتكافه قال الطيبي دل على أن ابتداء الاعتكاف من أول النهار كما قال به الأوزاعي والثوري 
والليث في أحد قوليه وعند الأئمة الأربعة أنه يدخل قبل غروب الشمس إن أراد اعتكاف شهر 1 
أو عشر وتأولوا الحديث بأنه ية دخل المعتكف وانقطع وتخلى بنفسه فإنه كان في المسجد 0 
يتخلى عن الناس في موضع يستتر به عن أعين الناس كما ورد أنه اتخذ في المسجد حجرة من ٠‏ 
حصير وليس المراد أن ابتداء الاعتكاف كان في النهار (رواه أبو داود وابن ماجه) قال الجزري ' 
متفق عليه ورواه الأربعة أيضاً مطوّلاً فكان ينبغي أن يذكر في الصحاح وقال ميرك رواه الشيخان ٠‏ 
والترمذي والنسائي أيضاً وفات هذا 0 المشكاة أقول بل وقع هذا ' 
الاعتراض على صاحب المشكاة حيث عزا الحديث إليهما مع أنه متفق عليه . 


5 (وعنها) أي عن عائشة (قالت كان النبي كل) أي إذا خرج لحاجة كما يدل عليه ْ 
بقية الحديث (يعود المريض وهو معتكف) أي والمريض خارج عن المسجد لقوله (فيمر كما 
هو) قال الطيبي الكاف صفة لمصدر محذوف وما موصولة ولفظ هو مبتدأ والخبر محذوف ٠‏ 
والجملة صلة ما أي يمر مروراً مثل الهيئة التي هي عليها فلا يميل إلى الجوانب ولا يقف ٠‏ 
وقولها (فلا يعرج) أي لا يمكث بيان للمجمل لأن التعريج الاقامة والميل عن الطريق إلى 
جانب وقولها (يسأل عنه) بيان لقوله يعود على سبيل الاستئناف قال الحسن والنخعي يجوز ْ 
المعتكبه الخروع لصادة ة الجمعة وعيادة المريض وصلاة الجنازة وعند الأئمة الأربعة إذا خرج 
لقضاء الحاجة واتفق له عيادة المريض والصلاة ة على الميت فلم ينحرف عن الطريق ولم يقفا ٠‏ 
أكثر من قدر الصلاة لم يبطل الاعتكاف وإلا بطل ذكره الطيبي ولا دلالة في الحديث على صلاة . 
الجنازة فكأنهم قاسوها على العيادة بجامع أنهما فرضا كفاية ولكن بينهما فرق فإن العيادة يمكن 3 
أن تكون بلا وقوف بخلاف الصلاة ولذا يفسد عند أبي حنيفة بالصلاة خلافاً لصاحبيه (رواه أبو 1 
داود) قال ميرك وفي سنده ليث ب بن أبي سليم روي له الأربعة ومسلم مقروناً وهو ثقة تكلم فيه 3 
بعضهم بسوء حفظه قال ابن حجر رواه أبو داود لکن فيه من اختلفوا في توثيقه وبتقدير ضعفه 7 
هو متجبر بما في مسلم عن عائشة إن كنت لأدخل البيت للحاجة وفيه المريض فما أسأل عنه : 
إلا وأنا مارّة. ١‏ 





> ۲/ ٠م‏ حديث رقم 0555 والترمذي /r‏ 10¥ حديث رقم 70 والنسائي 4/۲ حديث رقم إ 
93 وابن ماجه o1/1‏ حديث رقم ۷۲“ 


الحديث رقم ل 0 أبز ذاود في الستن ۲ اه حديث ا ۷۲ 


orl‏ ش كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 





)٠١(_ 5‏ وعنهاء قالتٌ: السَِّةّ على المعتكني أن لا يعود. مريضاًء ولا يشهَدَ 


ا جنارةًء لايس الما ولا يباشِرّهاء ولا يخرج لحاجة» إلا لما لا بد منه» ولا اعتكافٌ 





7 (وعنها) أي عن عائشة (قالت السنة) قال ابن الملك أي الدين والشرع. اه. 


والأظهر أي الطريقة اللازمة (على المعتكف) ولفظ الشمني مضت السنة على المعتكف أي 
اعتكافاً منذوراً متتابعاً (أن لا يعود مريضاً) أي بالقصد والوقوف (ولا يشهد جنازة) أي خارج 
مسجده مطلقاً (ولا يمس المرأة) أي جنسها بشهوة (ولا يباشرها) أي لا يجامعها ولو حكماً قال 
الطيبي المراد باللمس المجامعة وهي مبطلة للاعتكاف اتفاقاً وأما المباشرة فيما دون الفرج قيل 
اتبطل وقيل لا تبطل وبه قال مالك وقيل إن أنزل يبطل وإلا فلا. اه. ومذهبنا التفصيل المذكور 
:(ولا يخرج لحاجة) أي دنيوية وأخروية (إلا لما لا بد منه) أي إلا لحاجة لا فراق فيها ولا 


محيص من الخروج لها وهو البول والغائط إذ لا يتصوّر فعلهما في المسجد ولذا أجمعوا عليه 
إبخلاف الأكل والشرب أو لأمر لا بد من ذلك الأمر وهو كناية عن قضاء الحاجة وما يتبعه من 


70 
e 


6 
1€ 
3 


1 
0 


1 
1 
1 


الاستنجاء والطهارة (ولا اعتكاف) قيل أي لا اعتكاف كاملاً أو فاضلاً ذكره الطيبي وعندنا أي لا 


اعتكاف صحيح (إلا بصوم) قال ابن الملك: وبه قال أبو حنيفة ومالك . أه. ويؤيده أيضاً 


أحاديث ذكرها ابن الهمام منها ما أخرجه الدارقطني والبيهقي عن عائشة قالت: قال رسول الله 


“يكله: لا اعتكاف إلا بصوم'”'' ومنها ما أخرجه البيهقي عن ابن عباس وابن عمر أنهما قالا 
| المعتكف يصوم وفي موطأ مالك أنه بلغه عن القاسم بن محمد ونافع مولى ابن عمر قالا لا 
6 اعتكاف إلا بالصوم لقوله تعالى: ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في 
المساجد € [البقرة - 117]. فذكر الله تعالى الاعتكاف مع الصيام قال يحيى قال مالك: والأمر 
على ذلك عندنا أنه لا اعتكاف”" إلا بصيام قال الشمني وأيضاً لم يرد أنه عليه الصلاة والسلام 
)| اعتكف بلا صوم فإن قيل في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف العشر الأول من 
( شوّال أجيب بأنه ليس فيه دلالة على أنه كان صائماً أو مفطر)”"". اه. والعشر يطلق على التسع 
| كما يقال صام عشر ذي الحجة وعشر الأخير من رمضان وقد يكون الشهر ناقصا فلا دلالة على 


0 
5 
r 


Hi 


7س 


للجماعة قال الشمني شرط الاعتكاف مسجد الجماعة وهو الذي له مؤذن وإمام ويصلي فيه 


الصلوات الخمس أو بعضها بجماعة وعن أبي حنيفة لا يصح الاعتكاف إلا في مسجد جامع 
يصلي فيه الصلوات الخمس بجماعة وهو قول أحمد قال ابن الهمام وصححه بعض المشايخ . 


أه. وقال قاضيخان وفي رواية لا يصح الاعتكاف عنده إلا في الجامع. اه. وهو ظاهر 


: الحديث رقم 5 : أخرجه أبو داود فى السنن ۲ حديث رقم 11177 
١‏ () الدارقطني في السئن ؟/١٠5.‏ 
٠‏ (؟) مالك في الموطأ 7١6/١‏ حديث رقم ٤‏ من كتاب الاعتكاف. 


۲ (۳) فتح القدير ۳۰۷/۲. 





GE ا‎ EE 





0 كتاب الصوم/ باب الاعتكاف ٠‏ 00 ۳ 





رواه أبو داود. 





الحديث وعن أبي يوسف ومحمد يصبح الاعتكاف في كل مسجد وهو قول مالك والشافعي ر 
لإطلاق قوله تعالى: «وأنتم عاكفون في المساجد 4 [البقرة - /141]. لأبي حنيفة ما روي 7 
الطبراني في معجمه عن إبراهيم النخعي أن حذيفة قال لابن مسعود ولا تعجب من قوم بين ٠‏ 
دارك ودار أبي موسى يزعمون أنهم معتكفون قال لعلهم أصابوا وأخطأت أو حفظوا ونسيت قال 
أما أنا فقد علمت أنه لا اعتكاف [في المساجد التي في الدور وروي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق 1 
في مصنفهما عن علي قال لا اعتكاف] إلا في مسجد جماعة قال ابن الهمام وأخرج البيهقي عن .. 
ابن عباس أن أبغض الأمور إلى الله تعالى البدع وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في . 
الدور وروي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما عن علي قال لا اعتكاف إلا في مسجد : 
جماعة وتقدم مرفوعاً عن عائشة رضي الله عنها وروي ابن الجوزي عن حذيفة أنه قال سمعت | 
رسول الله كلد يقول: : كل مسجد له امام ومؤذن فالاعتكاف فيه يصح”١‏ “وار انق حجر ا ش 
وأجاب الشافعي ومن تبعه عن هذا الحديث بأن ذكر الجامع للأولوية خروجاً من خلاف من 
أوجبه. اه. . وأنت تعلم أن ورود الحديث لا يعلل بالخروج من عهدة الخلاف بالاتفاق ثم ' 
أفضل الاعتكاف ما يكون في المسجد الحرام ثم مسجد النبي بيا ثم مسجد الأقصى ثم مسجد 
الجامع قيل إذا كان يصلي فيه بجماعة فإن لم يكن ففي مسجده أفضل اثلا يحتاج إلى الخروج ٠‏ 
ثم كل ما كان أهله أكثر (رواه أبو داود) قال الجزري هذا الحديث رواه أبو داود من طريق عبد ٠.‏ 
الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة وقال وغير عبد الرحمن لا يقول قالت ٠‏ 
السنة ورواه النسائي من طريق يونس وليس فيه السنة ومن طريق مالك أيضاً بدون لفظ السنة < 
وعبد الرحمن زاد لفظ السنة وهو ثقة والزيادة من الثقة مقبولة نقله ميرك عن التصحيح وقال ابن ٠‏ 
الهمام وعبد الرحمن بن إسحاق وإن تكلم فيه بعضهم فقد أخرج له مسلم ووثقه ابن معين ٠‏ 

وأثنى عليه غيره قال ابن حجر: : وقد قالوا من روي الشيخان أو أحدهما عنه لا ينظر للطاعنين ٠‏ 
فيه وإن كثروا. اه. فهو حجة عليه لأن من السنة من زيادته وزيادة الثقة مقبولة فثبت كونه من ٠‏ 
السنة وهو بمنزلة المرفوع وأما قول الشارح إن أرادت بكون هذه المذكورات من السنة اضافتها ٠‏ 
إليه عليه السلام فهي نصوص لا يجوز مخالفتها أو الفتيا بما عقلته من السنة فقد خالفها بعض . 
الصحابة في بعض تلك الأمور والصحابة إذا اختلفوا في مسألة كان سبيلها النظر. اه. فهو غفلة “ 
عن القاعدة المقررة في الأصول أن قول الصحابي السنة كذا في حكم المرفوع إلى النبي لا . 
والله [تعالى] أعلم . 





(۱) فتح القدير 808/7 


بيه رسيي 


err‏ 202020202020000 كتاب الصوم/ باب الاعتكاف 





١‏ الفصل الثالث 
1۹7 - (۱۱) عن ابنِ عمرّ رضي الله عنهماء عن النبيّ بلة: أنّه كان إذا اعتكف 


طح له فراش أو يوضعٌ له سريرُه وراءً أسطوائة الَتوبةِ. رواه ابن ماجه . 


: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله بي قال في المعتكف‎ ) 1١-4 
. اهر يبتكت الأنوت وتبري له هى الات كعامل الشات كلها . رواه ابن ماجه‎ 





(الفصل الثالث) 
1¥ (عن ابن عمر عن النبي ب أنه كان إذا اعتكف طرح) بصيغة المجهول أي وضع 
:أو فرش (له فراشه أو يوضع له سريره) الظاهر أن أو للتنويع (وراء اسطوانة التوبة) وفي نسخة 
١‏ صحيحة بابدال السين صاداً وهي من اسطوانات المسجد النبوي سميت بذلك لأن أبا لبابة تيب 
١‏ عليه عندها (رواه ابن ماجه) . 

1۰۸ - (وعن ابن عباس أن رسول الله بي قال في المعتكف) أي في حقه وشأنه (وهو) 
وفي نسخة هو (يعتكف الذنوب) منصوب بنزع الخافض أي يحتبس عن الذنوب بين بذلك أن 
شان المحتبس في المسجد الانحباس عن تعاطي أكثر الذنوب ولذا اختص الاعتكاف بالمسجد 

0 : (ويجري) بالجيم والراء مجهولاً وقيل معلوماً أي يمضي ويستمر (له من الحسنات) أي من 
. ثوابها (كعامل الحسنات) أي كأجور عاملها وفي نسخة صحيحة بالجيم والزاي مجهولاً أي 

٠‏ يعطي له من الحسنات التي يمتنع عنها بالاعتكاف كعيادة المريض وتشييع الجنازة وزيارة 

:! الاخوان وغيرها فاللام في الحسنات للعهد (كلها) تأكيد للجنس المعهود (رواه ابن ماجه) . 


تم الحزء الرابع› ويليه الجزء الخامس 
وأوله : «كتاب فضائل القرآن» 


)! الحديث رقم ۲۱۰۷: أخرجه ابن ماجه في السنن 574/١‏ حديث رقم 4/ا19. 


0 , الحديث رقم :51١١4‏ : أخرجه ابن ماجه في السئن م ع له 








باب عيادة المريض وثواب المرض NT see‏ 
بات لمن الوت وذكرة مواد E‏ ااه امار المع الو E‏ 
ااا يقال عند من حب ارت VARESE‏ 
ةغل الميتا وتكنيه EE LSE E‏ 


كتاب الزكاة SNL CGS‏ ا 
باب ها بيجي فيه الا 0 0000000 
باب صدقة الفطر sS‏ موسا جو ل 
اتا لاحل له ال REESE‏ اديه سر لقا 
ابن لآ ل المسالة ومن ل :له BOSE‏ 
باب الإنفاق وكراهية الإمساك عه لجن و E O ODES‏ 
باب فضل الصدقة NEE‏ ا Aer‏ 
باب أفضل الصدقة ODES‏ اماك اع وام امو OV ERRANDS‏ 
باب صدقة المرأة من مال الزوج 07 OR‏ ۷۸ 
باب من لا يعود في الصدقة 000 ا مولن رن ام وم قو لم A‏ 


8 

باب تنزيه الصوم سوط E SERS SR oe SERRE‏ ا HEA‏ 
تسو وا ها تدر OSM GEE E‏ جو ماو ا وا عد EE‏ 

x 

مام 93 

١ 

ا ی ی و ی چو یھ ی ی ر ر 





| بات صيام التطوع E EA‏ 


باب ليلة القدر E EDE‏